قصة قناع الذكريات

من تأليف فاطمة اليوسفي
2018قصة كاملة

محتوى القصة

رواية قناع الذكريات

الوقت الحالي ..

جلست باش نرتاح .. ناخذ نفس بحاجة له .. بعد مسافة طويلة قطعتها .. الجو زوين اليوم .. حتى السماء مغيمة .. ريحة التراب .. قطرات من المطر كينفذو داخل مسامات التربة .. كنحسهم كيتغلغلو فمسامي انا وينظفوني من الأعماق .. 
خلال هاد الدقائق المعدودة لي جلستها .. ناس كثار مرو من امامي .. واحد تلو الآخر .. حتى كيتلاشاو بمرة .. طيف كل احد فيهم استوطني من الداخل .. كل احد فيهم كنت كنشوف فيه نفسي .. بين الطفولة .. المراهقة والشباب .. كلهم كانو كيمثلوني بشكل او بآخر .. كانو كيعبرو على كل مرحلة كيف دوزتها !!
مرحلة طويلة وشاقة من دفتر حياتي مرت .. خمسة وعشرين سنة بأكملها .. اظطريت نعيشها بحلوها ومرها .. أيام كتب علي فدفتر الحياة نعيشها .. الاغلب منها عنوانها الشقاء تحت قناع السعادة المزيفة .. وأيام ضئيلة لقيت فيها السعادة الحقيقة ..
دابا انا فالبداية .. بداية حياتي .. المرحلة الاخيرة من القصة لي اعتبرتها مجرد بداية .. استهليت بها دفتر المستقبل واحرقت مجلد الماضي فنيران النسيان ..
دابا عاد كنحس براحة عجيبة .. تغلغلات داخل انفاسي .. وتزرعات بين نبضات قلبي .. واش حيت هاد المرة غادية فالطريق الصحيح .. او انني نفيت الماضي بمرة وتجاوزت خطيئتي .. لكن الشيء لي متأكدة منه أنه كل شيء فات كان تجربة .. كان عليا نعيشها باش نوصل لما أنا فيه .. كنت مجبرة نغوص فأيامي السوداء باش نوصل ل بر النقاء .. 
انا فطريقي للغفران .. وسنواتي الأخيرة .. ماكانت سوى أعوام نفضات على ذاكرتي غبار زلتي.. لي طحت فيها من الاول بإرادتي .. والفخ لي نصبه لي القدر بإحكام .. لكن القرار كان قراري.. وانا اتخذته ..
دفعت شهور طويلة مقابل خطيئة دخلت لها بإرادتي .. لكن ربحت نفسي الحقيقية فنهاية الرهان !! 

~ مايقارب ست سنوات قبل :

شديت الباب بشوية .. كنحاول ماندير حتى صوت .. عيني حدقو فالفراغ برعب ..
خرجت على أصابع رجلي .. حتى وقفت قدام الباب عاد تنفست الصعداء ولبست صباطي.. اذا حصلت خارجة فهاد الحالة وبهاد اللباس .. اكيد حريرتي مايفكها حتى حد ...
الساعة الثمنية الا ربع وقفت كنستنى صاحبتي نرجس .. لي ديما معطلة .. واخا دابا دخلنا لعالم اخر .. عالم دراسي جديد .. كنت كنسعى فيه نحو التغير .. من العام الماضي تقريبا.. لكن هي كانت مازال متشبتة بالتأخير ..خصني دائما نفيق قبل منها ونبقى نستناها مدة طويلة ..واخا المحاضرات كيبداو مع الثمنية ونص .. ولافاك قريبة لكن ديما كان كيعجبني نمشي فالوقت المناسب .. او قبل بساعة .. كنلقا راحتي وانا كنتأمل وجه كل شخص .. ونقرا دواخله .. واخا كنت عارفة ان فداخل كل واحد فيهم شخصية مخبية فأعماقهم.. ولي كيبان لنا دائما عكس مانظنه .. فحالي انا تماما ..
دقائق طويلة مرت وانا مازال كنتظرها .. حتى مليت وبغيت نتحرك ونمشي نسبقها عاد سمعت لهيب انفاسها .. وصوتها لي كيتسابق مع ذبذبات الرياح ..
نرجس:~ جوري سايني .. 
وجهها كان مزال عليه علامات النعاس .. لكن ملابسها مرتبة بعناية .. فحال ديما اكثر شيء كانت كتهتم به هو مظهرها .. شفت فيها وتكلمت بجدية .. 
انا :~ آخر مرة نبقى نستناك .. عييت .. اذا ماقادراش تفيقي قوليهالي بلا مانبقى ديما منشورة هنا..
قوست شفتيها بلامبالاة .. هاد كان الموال كان خصني نعاوده كل نهار .. لعل وعسى شي نهار ترجع بكري .. لكن فحال اذا كنكب الماء فالرملة .. حتى كنحلف عمري نعاود نساينها .. كنرجع نتخطى حلوفي من جديد.. 
رجعات زمت شفتيها..شافت فيا مدة وتكلمات بعد ذلك 
نرجس:~ اخرر مرة .. المرة الجاية نجي بكري .. كنحلف لك 
أنا:~ والله مانبقا نساينك مازال .. صافي اخر مرة .. (زدت تكلمت بجدية) وحتى انا كنحلف ليك ..
حسيت بها عنقاتني من اللور .. ويديها زيرو على كتفي..
نرجس :~ صافي .. طلقيها .. مالكي اصاحبتي.. راه لافاك غير قريبة.. 
عارفة انها غاتجاوبني فحال ديما .. ماكنتش كنبغي نبرر لها علاش كنبغي نخرج .. واخا صاحبتي .. لكن الأمور د أسرتي كنخليها فأغلب الأحيان بعيدة .. 
دائما كنفضل نبقى النهار كله خارج الدار .. مرة فالزنقة .. مرة ف لافاك .. فين مالقييت .. حتى يجمعني بواليديا فقط وجبة العشاء .. طالما تربيت فأسرة محافظة .. كل شيء عندنا بوقته .. لكن هاد القراية دائما كنعتبرها ملجئي الوحيد .. حتى من اسوار الجامعة كنعتابرهم المتنفس ديالي من الاختناق .. والبرود لي كنعيشه فالمنزل .. 
أنا:~ (شفت فيها ) غير كيعجبني نمشي بكري .. عارفة لافاك قريبة .. 
نرجس :~(بمزاح) ماعرفت شكون شبهك بالوردة ونتي ديما مطلعة شوكتك ..
واخا كلامها كان فيه استهزاء .. او هكاك حسيت فداك الوقت .. لكن ماك نقدرش نتقلق منها .. واخا يوقع لي كنت كنشوفها الاخت الوحيدة لي كتفهمني .. اذا تخاصمنا دقيقة .. كنتصالحو فالدقيقة الموالية ..
دام صمت طويل عاد قررت نكسر هاد السكات بسؤالي .. 
أنا:~ ماقلتيش لي كيف جاتني الكسوة الجديدة ؟ ( شفت فيها بلهفة كننتاظر جوابها باش يطفي هاد عدم ثقتي ف نفسي ) جاتني زوينة ياك ؟
نرجس:~جاتك وااااعرة (زمت شفتيها بتحذير ) تحصلي بها تاكلي ما كلا الطبل نهار العيد.. عارفاها ولا لا ؟
غمضت عيني على كلامها .. غير مجرد فكرة أنني نحصل بهاد اللباس .. وانا محجبة ..أرسلت قشعريرة لجسمي .. اكيد العواقب غاتكون وخيمة .. ماقادراش حتى نتخيلها بين اروقة عقلي.. وبالخصوص أنني زعمت وخرجت هكا.. حيدت فولاري حتى هاد المرة .. وضربت بوصايا واليديا عرض الحائط .. لكن ببساطة كنت باغيا نعيش حريتي ..
لوهلة تأملت ملابسي .. فستان يالاه واصل لحد الركبة .. اكمامه لحد مرفقاي .. الشيء لي طمني ان حتى حد مايقدر يشوفني دابا .. حتى الحومة لي ساكنين فيها كل واحد داخل سوق راسه ..اذن عندي الحرية ندير مابغيت .. وفالاخير نرجع نلف حجابي ونتخبا تحته، كأن شيء لم يكن ..
أنا:~ ماتخافيش .. بابا مسافر.. وماما كيف عارفة ماكتخرجش بزاف .. ولي مريحني هنا لا عائلة لا والو ..
بادلتني نظرة طويلة .. فحال اذا بغات تقول شي حاجة وفالأخير سكتات .. هادشي خلا فضولي يتحرك من جديد .. 
أنا:~ علاش كتشوفي فيا هكا ؟ 
نبرة صوتي فجأتها .. تمتمات بصمت عاد جاوبتني .. 
نرجس :~ والو .. (سكتات شوية وعاود تكلمات ) علاش ماتقوليش لهم فالدار ماباغياش الحجاب .. وكتلبسيه بزز منك .. احسن من انك تعيشي فحال هكا بشخصيتين .. 
ضحكت من جنون كلامها .. من ديما وانا شبه مرتاحة هكا .. 
أنا:~ مانقدرش ..اصلا عمرهم غادي ياخذو بعين الاعتبار شنو بغيت انا .. 
الكلمات اختنقو فجوفي بشدة ..حتى النفس تخنقات للحظة .. ااه يمكن كنعيش بشخصيتين ..شخصية فالمنزل .. بطلتها "جوري" لي ماكتدويش الا فالوقت المهم .. تصرفاتها رزينة .. وراضية بأي قرار اتخذوه فبلاصتها .. مجرد نسخة مكررة بدون شخصية ..
اما فالزنقة كنت وحدة اخرى تماما، كنكتفي نعيش الايام كيف بغيت وبالطريقة لي كنشوفها كتريحني، الفولار اعتبرته مجرد وشاح .. ماكيزيد من قيمتي ماكينقصها .. وانا كنلبسه غير حيت وصلت لواحد السن مناسبة وعيب نخرج بدونه

تربيت فأسرة محافظة .. العيب عندنا قبل الحرام .. عيب تخرجي معرية حيت الناس غايخذو عليك نظرة خايبة .. ماشي حيت الله أمرنا نسترو راسنا .. عيب تهدري فالناس وهما قراب ليك ..ماشي حيت لا يجوز .. حتى يكونو بعاد وكولي فلحمهم. كيف بغيتي .. عيب باباك يعنقك .. عيب ماماك تتناقش معك كأم وبنتها ... واشياء اخرى كثيرة .. فقانون اسرتنا ان اغلب الاشياء عيب .. 
من هاد الناحية كنا كنشوفو الأمور .. فكل مرة كنت كنخضع لقانون العيب قبل الحرام .. كنزيد نفتح الهواة باش نسقط للأسفل .. اذن بما انه عيب نخرج بشعري معري حيت الناس غايشوفو هادشي عيب .. كنت كنحاول نتغير فالأماكن لي فيها كلشي عادي .. ومظهري الجديد من مظهر الناس .. 
حتى من جو الدفئ الأسري ف المنزل عمري حسيت به .. فقط برود جليدي وفراغ مهول .. ثلاث اشخاص جمعهم الدم والرابط الأسري .. لكن بدون مشاعر .. ثقال على بعضنا .. الاب لي باغياه يحضني .. فقط متفرغ لخدمته .. غير يكون فالدار.. خصني نلتزم الصمت ومكان واحد فقط .. 
والام لي خصها تكون حنينة على ولادها .. كنحس بها فحال شي آلة .. كتقوم بواجبتها كزوجة مطيعة .. بدون اي شكوى .. مجبرة تعيش معانا تحت سقف واحد .. عمرها حتى جلسات معايا وناقشتني كابنة بالغة 19 سنة .. مثل ابنة محتاجة الدعم .. محتاجة فهاد الفترة من المراهقة النصيحة .. وماشي التشدد .. هادشي كان فكل مرة غير ماكيزيد ينفرني من هاد الجو البارد .. ويخليني نطلب الهروب بدون مانلتفت ورائي .. 
لحد الآن ماعرفتش واش كنا كنحشمو من بعض .. او أن مشاعر الوالدين اكبر من انهم يبينوها على شكل عناق او كلمة زوينة .. 
فكرت فهاد الامر وانا كنرتب من هندامي من جديد فغرفة نرجس .. 
ماننكرش انني كنحسدها فبعض المواقف.. واخا صاحبتي .. فايتاني تقريبا فكلشي .. هي عايشة بشخصية وحدة على الاقل .. عايشة كيف بغات .. كتلبس شنو مابغات .. تمشي فين مابغات .. حتى من واليديها مختلفين بزاف على واليديا .. والنقيض ديالهم تماما .. 
لكن أنا كنت مجرد شبح فالمنزل وطيف شبح آخر كيطبق على نفسي فالزنقة ..
نرجس:~(نبهاتني) صافي غاتمشي بقاي معايا شوية .. 
ماكرهتش نبقا بزاف ماشي غير شوية العمر كله .. لكن فكل مرة كنت كنتفادى الأسئلة لي ممكن تطرحها عليا ماما .. فين ؟ وعلاش؟ وكيفاش؟ 
طاقتي ماكتستحملش .. هاد الكم الهائل من التساؤلات .. 
أنا:~(حركت راسي بالنفي) ماما غاتخاصم عليا .. راه ستة ونص دابا .. 
نرجس :~(حاولت تقنعني) مافيها والو اذا بقيتي معايا متأكدة ماغادي تقول لك والو .. نراجعو شوية على الاقل .. 
اصابعي تعرقو ملي قريت الاصرار فعينيها .. يمكن مازال نرجس مافهماش او ماوعاتش ب ظل الحياة لي عايشاها واخا سنين وحنا صحابات ..
اكتفيت انني نقطع كلامنا بكلمة واحدة فقط ..
انا:~ مانقدرش .. 
نرجس:~(شدات فيدي ) عفااك .. 
أنا:~ (مسحت على وجهي بتوتر) نتي ماعارفة والو ..(هزيت صاكي وودعتها) المهم بسلامة .. 
تمشيت فالشارع .. كنودع اخير ذرات الهواء.. لي تقدر تخليني نستحمل ليلة اخرى .. حتى للصباح ... تنفست بعمق قبل مانفتح الباب .. ونخلي جوري الجديدة برا .. باش تدخل لداخل جوري الخانعة .. مافيديها حيلة .. 
" اش هاد الوقت "
سمعت صوت ماما .. كتكلمني .. وكتحقق فمظهري هاد المرة .. كنت ملتفة بعباية سوداء وشالي فوق راسي .. كنحاول نخبي ما أمكن الوردة الذابلة .. تحت لباسي لي غيرته من قبل ..
أنا:~(جاوبتها ببرود) دابا عاد قدرت نوصل .. 
فداخلي كنت كنتخيل نفسي وحدة اخرى .. كتستقبلها "مليكة" كيف كيقولو لها الناس .. بابتسامة على محياها .. تعنقني فحال سائر الأمهات .. لكن وجهي كان فقط كيتلقى العبوس .. حلمي كان بسيط لكنه مستحيل .. 
سمعت صوتها هاد المرة خرجني من تخيلاتي .. خرجني من الحلم لمرارة الواقع .. 
ماما :~ غايتفاهم معك .. باك هاد المرة على هاد التعطيلة .. 
غالبا كتحاول تهددني بهاد الجملة .. يمكن فنظرهم كانت هادي هي التربية الحقيقية .. لكن فكل كلمة .. كتسقط مني نفسي وكنخسرها الف مرة .. 
حاولت نتصنع عدم الاهتمام .. فداخلي كنت مزيرة .. يمكن اذا قالتها ليه .. غادي يمنعني بمرة من الخروج .. باقي كنفكر اول مرة حاولت نحيد الفولار .. الصيف كله ماشفتش الزنقة .. حتى اقتنعت فالاخير ان هذا قدري .. وخصني نعيش بشخصين كل احد فعالمه .. بلا مانبين والو .. 
أنا:~(تكلمت بثقة) دزت عند نرجس .. باش طبعت من عندها البوليكوبات لي خصني .. 
بدون ماتهتم لشنو قلت .. قرايتي عندهم زايدة ناقصة .. اشارت لي للمطبخ .. 
ماما:~ غير تاكلي غسلي وراك القشوع لي بقاو .. 
أنا:~ مابغيتش شبعانة .. 
بعد ذلك دخلت لغرفتي وسديت عليا الباب .. حاولت نتنفس اكثر .. كلامها بالنسبة لي مجرد شيء عابر .. 
حالتي كانت حالة .. واخا كانت بطني تزقزق .. ومسارني كيطلبو داك اللقيمات .. لكن كنت باغيا نتخفي على الانظار .. حتى يصدح الليل ويخلدو واليديا للنوم .. عاد نرحم جوعي ..

ايام روتينة ... بملل قاتل .. هكا كنت كنحس بها .. النهار كله كيف العادة خارج البيت .. تقريبا من الثمنية د الصبح ل الستة د العشية .. الشيء الوحيد لي كان نافعني فهاد العزلة هو انني ديما متفرغة لقرايتي .. هذا هو عامي الثاني فكلية الحقوق .. قدرت نتجاوز العام اللول ونفاليدي بميزة .. فقط باغيا نقرا بدون هدف محدد ..
جلست بصمت .. كنحاول نتبع مع البروف .. المدرج عامر .. والصداع من كل اتجاه .. حتى غفلت وسهيت ف اللاشيء .. 
تأملت كل الاوجه .. هندامي مرة اخرى حتى هو تأملته .. كنحاول نكون راضية على شكلي فالخارج .. باش الناس حتى هما يشوفوني بنفس الجمال الخاريجي .. فرحانة بهاد الشخصية المنفردة لي كنعيشها برا .. هي لي كانت كتحيد عليا ضغط الأيام وبرودة الأسرة ..
شوشرتي عقلي ماقاطعها غير صوت نرجس لي ترردد فعقلي 
نرجس:~ مالكي ساهية ؟
يديها الرطبة لي قاستني .. خلاتني نجفل فجأة .. عاد نجاوبها .. 
أنا:~ والو .. غير عيت مابقيت فاهمة والو 
لون السواد فعينيها .. ظهرات عليه الحيرة .. نفس الحيرة لي كانت فعيني حتى انا .. طولت الشوفة فيها .. بزاف قالو انا وهي كنتشبهو بشكل غير منطقي .. نفس لون الشعر الفحمي .. ونفس العيون السوداء .. حتى من لون البشرة الابيض كنا كنتشابهو فيه .. لذلك دائما اعتبرتها توأمتي .. لكن فالداخل كنا مختلفين بزاف !!
نرجس :~(بملل) نخرجو ؟؟ حتى انا مابقيتش فاهمة ..
أنا:~(بلا مانفكر اكثر ) يالاه ..
تخطينا جموع الطلبة .. حتى انا كنت محتاجة هاد الفسحة .. هاد الوقت باش نسترجع فيه تفكيري لي تشتت بمرة .. وهاد القراية لي وليت بعض الاحيان كنحسها ثقيلة على قلبي ..
حاولت نهبط تريكو لي لابسة .. واخا هادشي عاجبني .. بعض المرات تأنيب الضمير كيخلي ذاتي ترجف .. خوفا من الذنب وسعيا للتوبة.. 

من بعد ماخرجنا توجهنا للبيفيت وحيت دابا وقت المحضارات نوعا ما كان المكان خالي .. من غير شي دراري وشي بنات لي مجموعين .. 
ضحكهم .. كيتردد صداهم فالمكان وصلو حتى لعندنا... وشي حد فواحد المجموعة من الشباب قدامنا كان شاد الجيتار وكيعزف .. بينما الاخرين كانو مستمتعين بعزفه .. 
نرجس :~ عرفتي شكون هداك ؟
كنت مشيت مع موال الموسيقى وسمفونيتها .. شي حاجة فأعماقي تقاست .. عم الصمت دقيقة عاد جاوبتها ..
انا:~ شكون هو ؟
اشارت لي للشخص لي كيعزف .. وبسبب اصدقائه الطلاب عليه .. ماقدرتش نميز وجهه مزيان .. 
نرجس :~ مراد .. هداك مراد.. العام الفايت كانو فصلوه.. حصل فمحاولة غش فالامتحانات .. ودابا رجع بنفوذ باه ..(ضحكات بلامبالاة ) الناس عندهم الزهر..
لقيت لساني نطق بدون اذني وجاوبها ..وكأن الحروف لي فجوفي تحررات من قيدي ..
أنا:~ بصح .. سعداته (اضفت باهتمام) فين عرفتي نتي هادشي ؟
نرجس :~ كلشي كان كيهدر عليه العام الفايت .. عاد ملي شفته رجع سولت "هدى" البنت لي كتكون معهم فالكليكة وقالت ليا هادشي .. شي مرة تكون هنا نوريها لك .. 
سمعت لكلامها باهتمام .. واحد كياخذها بعرق كتافه وواحد كينقل.. وفالاخير بكل برود الصنف الثاني كيكون عندهم الحظ اكثر من الصنف الاول .. لقيت فضولي مزال واكلني اتجاه هاد الناس .. لي ماسمعت عليهم سوى القليل ..
أنا:~ علاش دابا رجع ؟ (نبرتي تخللها قليلا من الاستهزاء) ياك باه عنده الفلوس كاين يمكن يخدمو معه بلا مايرجع ..
نرجس :~ عندك الحق .. ولكن فحال هاد النوع .. كيبغيو الشهادة فيديهم واخا راسهم فارغ.. باش يبان عندهم مستوى .. عندهم القراية مجرد لعب ..
فلحظة وحدة ركزت فكلامها وجفلت على الفرقة لي معني صاحبها بالأمر .. كانو ناضو فحالهم .. ماظهر لي فقط منه سوى ظهره لي تابعته بفضول حتى اختفى وتلاشى ببطئ .. كل ماقدرت نميزه هو طوله الفارع شوية.. وقمصيه الابيض ..
رديت عيني امامي وكملت كلامي مع نرجس .. 
أنا:~ الناس لي عطاتهم الدنيا .. شي عطاتو شي صرفقاتو .. 
اي انسان طبيعي .. كان غايسمع كلامي .. غايعرف ربما أنني حاسداهم او غيرانة منهم .. حيت ظروفي فالحضيض بينما هما كانو اعلى مستوى مني .. لا خارج البيت ولا داخله .. 
نرجس:~ (بتحذير) ماتعمريش راسك بالناس .. حتى تلقاي راسك فالاخير خسرتي راسك ونتي كتحسبي سيئات وحسنات البشر ..
أنا:~ (حركت راسي بالنفي) ماعمرت راسي بحد .. غير كنشوف ظروف كل واحد .. والناس كياخذوها باردة .. 
نرجس:~ شنو كيسحاب لك .. حنا فواحد المجتمع هكا داير .. عندك شي نفوذ مرحبا.. ماعندكش. واخا يخرجو عينيك بالقراية .. خصك تسابقي 100 واحد على منصبك .. لعل وعسى الحظ يوقف معك ..
كلامها قاسني بشدة ..واخا ماعندي حتى هدف من هاد القراية .. لكن على الاقل كنت كنشوف راسي فالمستقبل مستقلة بذاتي ..كنصرف على راسي .. وعايشة بوحدي .. يمكن فهاد الوقت نقدر نتعرف على ناس اكثر.. حتى انا نعيش قصة حب خيالية.. نرمم نفسيتي لضاعت خلال هاد السنوات بأكملها من جديد .. مانبقاش مجرد وردة جوري لي سقاها الخضوع..

يومين فاتت .. نهار الإثنين نرجس صبحات مريضة .. يعني كان لازم عليا نمشي بوحدي عاوتاني .. 
هاد المرة لبست حوايجي العاديين ودرت فولاري .. غطيت به خصلاتي السوداء .. ماكانش عندي المزاج د انني نعاود نتأنق .. يمكن وجود نرجس احيانا كيعطيني القوة .. وكنلقاها بجنبي حتى اذا حصلت ممكن تعاونني .. جوري الأخرى لي محكوم عليها تنفذ فقط هي لي سيطرات على شبحي اليوم .. غير كانكون بوحدي و جرأتي كتلاشى بمرة ..هاد الافكار السلبية بزز مني كيتغلغلو فدماغي ..لذلك اكتفيت نمشي على طبيعتي .. حيت شبه متأكدة انه حتى حد مامسوق ليا ..
من بعد ماسلاو الحصص .. خرجت للمقصف نجلس .. حتى يجي وقت الخروج باش نرجع للدار .. كنت منهمكة لا نفسيا ولا جسديا .. تركيزي كله على واحد الورقة .. مرة نرسم فيها .. مرة نفكر شي فكرة نكتبها .. حتى حسيت بشي حد جلس جنبي ..
وقال :~"البلاصة خاوية
حركت راسي بالإيجاب بدون مانشوف ناحيته .. غير من الصوت عرفت انه ذكر .. بقيت كنحرك داك ستيلو بدون حدود .. وحبره الازرق كيرسم مخططات على ورقتي .. حتى فات وقف طويل .. 
" مرااد " ..
"هدى"
الاسماء بزوج تقالو مرة وحدة .. وشي حد وقف من الجهة الاخرى .. حسيت بطيفه .. كانت نفس الفتاة لي اسمها "هدى" .. 
رفعت راسي ببطئ .. كنسرق النظر .. شكون من غيره الشخص لي كان جنبي .. هو نفسه الشخص لي اسمه مراد.. مول الجيتار .. غير من خلال البنت لي وقفات وعيطات عليه .. ايضا التيشرت الابيض لي كان لابس نفسه .. 
انغمسو فالحديث مدة طويلة عاد مشات فحالها .. كل مرة كنت كنحاول نتلصص على حديثهم لي مافهمت فيه والو من اصله.. اما هو بقا جالس جنبي .. حتى حسيت بيديه لكزاتني فكتفي .. وتلكم بدون سابق انذار ..
مراد:~ عندك شي قلم زايد ؟؟
التقى وجههي مع وجهه فتحدي صريح.. هاد المرة .. الذهول غطى وجهي لبرهة من الوقت .. رجفة خوف زحفات على عمودي الفقري بسرعة .. وانا كنسمع الحروف كيتناثرو من جوفه بسهولة .. وانا فحال اذا ماكتتش قادرة نستوعب مزيان شنو كيقول .. 
مراد :~(شاف فيا بعدم فهم) آنسة .. راه كنهدر معك .. 
زاد حرك اصابعه امام عيناي .. عرفت راسي فهاد اللحظة عطيت للموضوع اكبر من حجمه .. وهادشي مجرد صدفة .. 
حاولت نستجمع انفاسي وجاوبته ..
أنا:~ ااه .. 
مديت ليه ستيلو .. وبقيت ساكتة .. قلبت وجهي للجهة الاخرى .. حاولت نعاود نزير على راسي ونرغم حبات الاوكسجين ينفذو لداخلي .. 
مراد :~ ناخذه ولا نردو ليك .. 
قالها بمزاح من بعد ماكان عقلي.. ماشي معايا نبرة صوته لي رداتني للواقع ..
انا:~( رديت على كلامه بجدية) نتا ووجهك .. 
حسيت به ماحملنيش فهاد اللحظة بالضبط كان باين باغي يجبد الكلام بأي طريقة كانت . خصوصا وعسل عينيه كيحدق فيا بفضول .. حتى مقلتيه عاودو انتقلو للورقة ديالي وداك التخربيق لي رسمت قدامي ..
مراد :~ ماتخافيش ماغاديش ناكلك .. (باستهزاء) العبوس كيخلي الواحد يشرف دغيا ! 
أنا:~ اوكي شكرا .. 
هزيت كتوباتي بالزربة .. بقدر ماكنت متشوقة نتعرف على كل فرد فهاد الجامعة .. بقدر ماكنت نافرة هاد الفكرة .. وكل ماقررت شي قرار .. كنتراجع عليه فنهاية المطاف برعب .. 
كرهت راسي حيت غانرجع بكري هاد النهار .. وبدل الساعات لي كنعيشهم ببرود فالدار .. غادي نظطر نزيد ساعتين اخرين .. حيت دخلت بكري.. لكن قبل مانوصل للباب د لافاك حسيت بنفس الصوت نادى باسمي .. 
مراد :~ جوري .. 
عاود الاسم مرة ثانية بنبرة ثقيلة .. 
قلبي خفق بشدة من اثر سماعي لإسمي .. ماعرفتش فين يكون عرفني .. ولا عرف اسمي .. يمكن اول نعرفو هو ماقبل البارح .. لكن هو ؟؟ .. 
تسارعت انفاسي مرة اخرى .. عاد قدرت نسارع الحروف لي فجوفي وخرجو على شكل تساؤل مبهم .. 
أنا:~ كتعرفني ؟؟ 
عيونه البنية اكتسى عليهم بريق فشكل .. شاف فيا باستفهام ونطق .. 
مراد :~ كيفاش ؟ (ابستم بلامبالاة) كنعرفك ؟ انسة راه نسيتي البوليكوب ديالك .. 
حسيت بالدم لي كان توقف فأوردتي تدفق بشدة فثانية وحدة .. حتى الحرارة نبعثت من خدودي .. مالقيت حتى حل من غير ننطق بهمس .. 
أنا:~ شكرااا .. سمح ليا .. (حاولت نصلح الامر) غير عقلي ماشي معايا .. 
تجاهل شنو قلت فالأول ..وبعد ذلك مد ليا البوليكوب وقبل مانسده .. كان حتى هو شاد من جهته النص الاخر .. 
مراد :~ التنظيم القضائي ؟ حتى نتي دايرا الحقوق .. 
ماعرفتش المغزى من سؤاله وهو كيقرا عنوان الوحدة ويعاوده من جديد .. فحال اذا كيحفضو .. ايضا الزربة دياله خلات الرعب بنتاشر فدواخلي .. 
أنا:~ (حركت راسي بالإيجاب) اااه .. 
مراد :~ اذن عندك الأسدس الرابع ؟ 
جبدت المطبوع لجهتي .. و
يدي كيرجفو اكثر .. وعاودت حركت راسي بالإيجاب .. 
انا :~ ااه.. بسلامة ..
قبل مانكمل كلامي ولا نفكر نزيد خطوة اخرى قاطع كلامي .. فحال اذا ماسمعنيش ..
مراد :~ اذن نتي ااتقدري تعاوني معايا ؟ 
شفت فيه بعدم فهم .. اما هو دار يديه فجيوبه .. عاود وقف بثبات .. وحاول يفسر الكلام لي قاله .. 
مراد:~ ماتخافيش .. (بعد شوية وتكلم بجدية) محتاج شي حد نراجعو انا وياه .. ونتي الوحيدة لي كنشوفك ديما فجميع المحضارات .. وكتقراي مزيان كنضن .. 
وسعت عيني بصدمة من كلامه .. عييونه نطقو بالصدق فهاد اللحظة .. مالقيت مانقول ولا نجاوبه ... عقلي لي دار فالفراغ .. وجفاف حلقي كان هو الجواب .. كلما شفت فيه كنحاول نحلل كلامه .. 
أنا:~ ان شاء الله .. بسلامة ..
زيرت على صاكي وحركت راسي بلا مانعاود نشوف فيه .. 
مراد :~ (حرك راسه بإيجاب ) بسلامة ..
بقدر ما كنت متمنية نتعرف عليه مرة واحدة .. بقدر ما خفت من هادشي كله .. 
مشيت فحالي بدون اي كلام بعد ذلك .. وغير درت نشوف فيه لقيته مازال كيتأمل مظهري .. لكن تخطيته بدون اهتمام ..

"نرجس عاودي ليا على داك الولد"
هذا كان سؤالي مباشرة ملي تلاقينا في الصباح ..فاتت ليلة البارحة وعقلي كله بقا مع مراد.. ملي دخلت للدار وانا كنضرب اخماس فأسداس واخا كنرغم عقلي مايفكرش مازال فيه .. ولكن شعوري كان اكبر من انه يخضع لأوامر عقلي .. 
الحيرة لي فبالي .. خلاتني الليل كله بلا نعاس .. وليت كارهة داك البيت والظلام كثر ما انا كارهاه .. واش اول مرة يزعم شي حد ويتكلم معايا .. ولا بصح كنت باغيا نتمرد على نفسي .. ونبين انني بسهولة قادرة نكون علاقتي مع الناس .. هو فقط بغا مساعدة عادية .. ويمكن انا بنفسي نقدمها ليه على طبق من قضة .. المساعدة لي كان يمكن ليه يطلبها من اي واحد .. 
احساس فشكل .. كنت مضطربة .. انه عمره شي حد ما هتم بيا .. وفجأة شخص غريب يجي يتحدث معايا .. هو كان محتاج المساعدة مني انا بالضبط .. وانا فالمقابل محتاجة نملأ داك الفراغ المهول داخل فجوة روحي ..
شافت فيا نرجس باستفهام من بعد مادورات السؤال فعقلها .. وبريق عينيها الاسود رجع لونه قاتم .. 
نرجس:~ شمن والد ؟ 
من تعابير وجهها ترددت شوية فالأول .. لكن بعد ذلك قلت كلامي بتلقائية .. كأنني مامهتماش .. لحت رداء الخجل .. ولبست رداء الفضول ببراعة..
أنا:~ مراد .. لي عاودتي ليا عليه قبل ثلث ايام بالحساب .. 
قوست شفتيها باهتمام .. ونظرتها هاد المرة حسيت بها كتحرق كل خلية فوجهي .. لذلك بادلتها الشوفة بما أقصح منها .. 
نرجس :~ اش كايدور لك فراسك ؟ ماتخلينيش نندم حيت وريتو ليك .. 
فتحت عيني ببرائة مصطنعة .. فحال اذا مافبالي والو .. وجاوبتها بدون نفس .. 
انا:~ صافي سولتك ندمتيني .. كنسحب سؤالي ؟(زدت غمضت عيني) ونتي لي بصح خليتيني نندم حيت سولتك .. 
جاوبتني باحتجاج .. وملامحها مازال مرسوم عليهم الاستغراب .. 
نرجس:~ لا غير جاني سؤالك غريب اجوري .. وهادشي كيخليني مامطمأناش .. 
فضولي كان باقي كبير وأسئلتي ما هي سوى نقطة فبحر .. لكن تعمدت نتجاهل الموضوع باش ماتحس بوالو .. على الاقل اليوم .. 
انا:~ صافي حسبي ماقلت لك والو .. 
مرت لحظة صمت .. قررت نبدل الموضوع .. كنت خايفة انها تحس ان شخص عاد ظهر فمحيطي .. طيفه انتصر على عقلي .. ف ليلة واحدة فقط .. وبين ثلاث ايام ها انا كنسول عليه مرة بعد مرة .. واروقة عقلي كتبحث على الجواب .. 
انا:~(تكلمت) قربو الامتحانات .. 
نبرتي كان متخللها الآسف .. اكثر حاجة كنت نقدر نهدر فيها حاليا .. هي الامتحانات وصداعهم .. مابغيت نزيد هم على همومي ..
نرجس:~(بآسف ) سعداتك نتي بعدا مراجعة .. اما انا غير خليها على الله وصافي .. 
ملي قالت كلامها .. ترددت واش نجاوبها ونقول لها على ما اخفيه ان مراد البارح .. بغاني نعاوني .. اكيد هادشي غادي يوقف حتى فمصلحة نرجس .. اذا ما راجعنا بزوج .. حتى هي غاتكون الطرف الثالث.. وغاتستافد من الموضوع.. لكن عاودت اطبقت على فمي بشدة .. وبدلت جوابي .. 
انا:~ ان شاء الله يكون خير .. 
حرركت راسها بصمت .. ملامح الخوف كانو واضحين على وجهها .. خصوصا ان بعض شهراين وشي ايام غانكونو مضطرين ندوزو الامتحانات النهائية .. 
نرجس:~ خصني نشوف شي حد قرا هادشي باش يعاود يشرح لي ..
استغليت الفرصة بلا ماتحس بالامر.. وعاودت تسللت بخفة لموضوع مراد .. 
انا:~ شوفي داك صاحبتك هدى لي كتكون مع داك مراد تقدر تشرح لك .. 
نرجس:~(ضحكات بدون نفس) حتى هاديك ماكتقراش غير كتنقل وصافي .. 
توقعت انها غاتزيد تفسر لي اكثر .. وتهدر عليهم حتى هي .. بما انها هي السابقة لي هدرات لي عليهم .. لكن دابا كلما كنت كنحاول نجبد منها الكلام .. كنحس براسي كنرغم يهودي يدخل للاسلام .. وكنحثه يشهد بزز منه .. 
رديت عليها بتوجس 
انا:~ ااه مزيان .. اذن كلهم كينقلو ..(تنفست بعنف) وهي زعما ماحصلاتش ..
نرجس:~(جاوبتني بدون تفكير) لا ياختي عندها الزهر .. 
انا:~ واش لباس عليهم حتى لهاد الدرجة ؟ بما انه سلت منها فحال الشعررة من العجين .. 
اطبقت على فمي .. وقطعت تنفسي باش نسمع جوابها بفضول .. انتظرت شي توبيخ جديد او انها تلاحظ اهتمامي .. لكن الحروف لي خرجو من جوفها خلاوني نزيد نتأكد انها ماحاسة بوالو .. 
نرجس:~ حالتهم عادية .. ماشي شي مال .. غير باه كيعرف صحابه .. ويقدر يخرج ابنه من اي مشكل كيف ماكان بسهولة .. 
حركت راسي بإيجاب .. قررت بلا مانزيد نسولها اكثر .. 
باقي الاسئلة خبيتهم حتى لمن بعد .. او ربما نهار نراجع مع هاد مراد بنفسه نقدر نعرف اجوبتهم من لسانه هو .. 

فاتت بضعة ايام.. حاولت ما امكن وقدر استطاعتي نكبح جماح نفسي ..اتجاه هاد الشخص لي على غفلة بغا يقتاحم مصير حياتي .. حتى نرجس مابقيتش سولتها بتاتا ولا جبدت معها الموضوع ولو من باب الفضول .. واخا كان هادشي فداخلي ماعرفت نشرحه فشكل..
حتى لليوم فجأة جميع داك المشاعر عاودت تحركات داخلي .. ملي عاودت شفته من جديد .. ولو من بعيد .. رماد قبلي اشتعل من بعد ما طال احتراقه فدفاتر النسيان.. 
شفت واحد البنت واقفة بجنبه طول الوقت .. 
انا :~ شكون هاديك .. 
سولت نرجس مرة اخرى لي كانت بجنبي.. باهتمام .. كنت باغيا نعرف .. يمكن هادي شي وحدة اخرى عرض عليها تساعده حتى هي .. ملي لقا الصد من طرفي .. وماعاودش شاف وجهي من داك النهار.. كأنه حاس كنتهرب منه .. لكن حقيقة الامر كنت كنهرب من نفسي بأكمالها .. وذاتي كتنسالخ على جسدي ..
خلايا عقلي تزعزعو من بلاصتهم .. ملي فكرت فهاد الاحتمال بيني وبين نفسي .. 
نرجس:~ هدى .. هي البنت لي قلت لك عاودت ليا داكشي لي وقع ل مراد .. 
جمعت فمي كردة فعل تلقائية .. ولقيت لساني تحرر من عقدته .. وجميع داك الفضول لي كبحته طغا عليا .. 
انا:~ واش صاحبتو .. 
نرجس:~(حركات كتفيها بعدم فهم). ماعرفتش .. ولكن ماكنضنش .. هي اصلا ديما كتكون معه .. 
كلامها الاول دخل ليا الشك فأن هاد هدى لي معه تقدر تكون شي صديقته ولا شيء اكثر من ذلك .. حيت طوال الوقت وهي جالسة بجنبه .. فين ما شفتهم نشوفهم بزوج .. 
.. فقرارة نفسي مانعرف كنت حاسداها داك الاحساس مخلط.. ماعرفت شنو وقع لي .. لكن لكزة نرجس لكتفي لي خلاتني ننتابه لها اكثر .. 
نرجس:~ كنتي نسيتهم شي ايام .. 
عضيت على فمي ببحنق .. لهاد الدرجة .. مكشوفة للأعمى .. خصوصا ان عمري ماكنت متشوقة نعرف اخبار شي حد .. هادشي عمره كان من طبعي .. 
انا:~مجرد فضول ... كتندميني لي كنسولك ..(زفرت بضيق ) كاديري ليا استنطاق .. 
نرجس:~(شافت فيا بندم ) سمحي ليا ماقصدتش .. غير تصرفاتك غراب .. 
انا:~(قلبت وجهي للجهة الاخرى)ياك من ديما انا كلي غريبة .. اذا بقيتي طل مرة كتصديني وانا كنسولك .. عمري باقي نسولك على شي حاجة اخرى .. 
قلت هاد الجوب .. وسكت بعد ذلك مدة طويلة .. مرة كنشوف فرجليا .. مرة عيني بدون اذني كهربو لجهة هدى .. بملابسها الانيقة .. وقامتها الطويلة .. حتى من الزعورية لي كانت فوجهها خلاتها مختلفة بزااف .. زوينة وكتبان فشكل اخرر ..
نرجس:~(دارت يديها على كتفي) صافي ماتقلقيش ..(بمزاح ).. غير سولي الالة .. شحال مابغيتي .. المهم انا غاديا للحمام دابا .. 
شفت جيهتهم بتصميصم .. كنت باغياه يشوفني مرة اخرى .. ياك غير قبل كان كيتكلم معي بتلقائية .. باغي مصلاحته.. لكن اليوم دار راسه ماعرفنيش .. حتى من عسل عينه المحترق ملي التقاو مع اعيوني.. اشاح وجهه بسرعة .. وبعدم اهتمام.. فحال اذا تعمد يتجاهلني .. الشيء لي خلا معدتي تتزير .. مدة قصيرة مرت عليا دهر بأكمله .. وانا كنقارن الوضع د اليوم مع ماقبل .. واكثر مقارنة كانت مؤسفة وغير منصفة بتاتا .. هي مقارنة ملامحي الباهتة مع ملامح هدى المشرقة ..
لملمت نفسي بعصبية .. وخناجير الالم كيتغرزو فأحشائي بدون رحمة.. مشيت فحالي بعد ذلك .. بدون مانتستنى حتى نرجس .. وشعور خايب .. احساس بالنقص سود عليا الرؤية ..

كمية الاعصاب لي حسيتهم هاد النهار مايمكنش نعبر عليها بمجرد كلمة وحدة او جملة .. بهاد البساطة تجاهلني كأنه هو لي ماعرضش عليا نساعده من قبل .. واليوم تعمد يتجاهلني بهاد الطريقة المخزية .. فحال اذا عمري كنت او عرفني .. والمرة الفايتة اعترف انه كيشوفني من قبل.. واخا كان يرسم على شفتيه مجرد ابتسامة مزيف ولو من بعيد .. 
لبست قناع البرود باش ندخل لمكان وجو اسري ابرد .. لقيت بابا وماما مجموعين غير على العادة .. جالسين فمكان واحد وهادشي قليل فين كنشوفو .. غير ف المناسبات او الاعياد .. خصوصا وان بابا كيتعطل فالخدمة لكن اليوم جا على غير عادته .. 
القيت السلام بخفوت .. حتى شكيت انه الحروف ماخرجوش من جوفي فقط تهيأ لي .. قبلت يد بابا وقبل ماندخل لغرفتي سمعت صوت ماما من ورايا ..
ماما:~ واش ماقريتيش .. 
غمضت عيني .. وحركت راسي بالإيجاب ..
انا:~ البروف ماجاش .. 
فقط كان هذا كلامي .. شفت اتجاه بابا كان مركز فجريدته .. شادها بتركيز تام .. ومتجاهل وجودي .. لكن هادشي مامنعنيش انني نشوف نظراته لي تسلطات على لباسي لي كان مستور كيف عادتي قبل مانواجههم .. كأنه كيتأكد من خلل بسيط كامن فيا .. 
ماما:~ بدلي حوايجك واجي عاونيني جايا عندنا عمتك لطيفة.. 
رجعات شافت ف بابا بحال اذا كتستناه يأكد كلامها .. لكن فحال قبيلة كان مازال مامنتبهش لشنو كتقول ..
انا:~ واخا .. 
دخلت لغرفتي لي مادرت فيها والو .. فقط جلست على ناموسيتي وقبضة يدي اعتصرت جبيني .. مرة اخرى خصني نعيش وسط جو عائلي منمق وابتسامات متملقة .. عمتي لي ماشفتها من مدة طويلة .. يمكن سنوات .. خصني ضروري نبان لها حتى هي الفتاة المطيعة .. 
دائما ماكنحملش هاد الاختلاط السري .. كيخنقني .. بمثابة سوط د الجلد .. كيسلخ روحي بعد كل ثانية ..

الجو كان مقيت .. عمتي جات هي وراجلها.. وزوج بناتها "هند" و "جميلة" الكبيرة فيهم .. عمرها من عمري .. حتى انه لأول مرة غانشوف بابا مطلوق مع شي ناس .. وكيتكلم بصراحة .. والضحكة مافارقاتش وجهه فحين نحن فقط كيتلقاناا بالعبوس .. ومنصبه السلطوي كيمارسه علينا فالمنزل .. 
اما ماما كانت ساكتة طول الوقت كتفرق الابتسامات الباردة .. انا الوحيدة لي حسيت بها حيت نفس الابتسامة لي كانت كتخرج من ثغري .. بدون حياة .. الجلسة كانت ثقيلة .. وباردة .. 
تلقا اولاد اخته .. بالعناق والأحضان فحال اذا هما لي بناتو ماشي انا .. حبست دمعتي على طرف رمشي.. من هاد المعاملة المخزية .. لأول مرة كنحس براسي دخيلة على هاد الأسرة .. وغير زايدة عليهم .. 
" كيبان ليا عيتي ابنتي"
هذا صوت عمتي لي جاني بعد دقائق ماجلسنا .. يمكن فالاول ماكانوش اصلا حاسين بوجودي .. كنت فقط ك جماد .. كنتأمل تصرفات كل واحد فيهم بلا نفس .. 
اكتفيت انني نبتسم فوجهها ببرود .. وحركت راسي بالنفي .. 
انا :~ لا .. غير فقت بكري .. 
حاولت مانشوفش جهة بابا وملامحه لي اكيد غادي تكون تغيرات اثر كلامي .. وكيركز عليها عندك نخطا فالحديث .. 
فالحقيقة .. تحملت اكثر ماتقدر تتحمله طاقتي ..وانا جالسة على نار وكل مرة سعيرها كيحرق فذرات صبري واحدة تلوا الاخرى .. 
انغمسو مرة اخرى فحديثهم الممل .. مرة مرة كتسولني هند ومرة جميلة جاوبتهم فوق خاطري..
جميلة:~ علاش ماكتجيش لدار جداتي فالصيف .. 
انا:~(سكت شوية عاد جاوبتها) حيت بابا خدام .. ومايقدروش يخليوني بوحدي .. 
هند :~ ولكن غاتكوني معانا ؟.. 
مسحت على وجهي بتوتر .. وعيني حدقو فالفراغ .. 
انا:~ مرة اخرى ان شاء الله .. 
هند :~(زادت سولاتني ) بعد واش مازال كتقراي ..رجعت وجهت لها نظري .. وابتسمت مرة اخرى ..
انا:~ ااه ..
نطقات جميلة هاد المرة بمرح .. 
جميلة :~ نتي قدي غايكون حتى نتي عندك العام الثاني ف لافاك ياك .. 
انا:~ ااه .. 
جميلة :~ انا دايرا الاقتصاد .. 
انا:~(غمضت عيني بنفاذ صبر لكن بدون مانبين)ربي يوفق.. انا الحقوق .. 
هند:~ انا عندي البااااك .. سعداتكم وصلتوو .. حتى انا متشوووقة نوصل عليكم .. 
اسئلتهم كانت متوالية .. يمكن حيت ملي كبرنا عمرنا تلاقينا داكشي علاش .. حتى انا نفس الشيء كان عندي فضول اتجاههم .. لكن فأغلب الاوقات كنت فقط مثل شي دمية كتجاوب بالرفض او بالإيجاب .. ماننكرش ان بعد ذلك تطلق لساني شوية معهم .. 

حتى فات الليل على خير .. رفضو يباتو معانا لأنهم كان خصهم يرجعو فنفس الليلة فحالهم .. 
بابا :~ ربي يعاونكم .. (ابتسم فوجه عمتي ) يكون خير ان شاء الله .. 
وفخضم توديعهم .. سمعت كلام بابا الموجه لهم .. حتى من هند وجميلة عنقوه بحرارة حتى هو مامانعش .. الفرق كبير بينهم وبيني .. 
غصت استحكمت حلقي .. ومعدتي تزيرات .. هاد المرة بصح معاملته كانت كصفعة مدوية ضربات خدي بدون رحمة .. وكل مرة داك العقدة فداخلي كانت كتزيد تنمو بشكل غير منطقي.. 
انا ايضا مانقدرش نتحمل ما لاطاقة لي به .. مجرد انسان وماشي جبل لي يتحمل جميع مشاعر الخذلان .. 
تمديت ف فراشي بحوايجي بكلشي .. كنحاول مانبكيش .. كنحاول نكبح ماء عيني .. ياك انا دائما موالفة بهاد المعاملة شنو تغير دابا .. الامور باقي نفسها ..
لكن الفرق كان كبيرر .. كنت كنعتاقد اني ابي جاف مع كلشي ماشي فقط معنا انا وماما .. لكن اليوم صنع الفرق .. 
فجأة حسيت بالجو كيضياق من حولي .. ودمعاتي هبطو سخان كيغسلو كل مرارة حسيت بها والحكرة لي شعرت بها وحدي فوجودهوم .. 

حسيت بشي يد كتحركني .. نعست بزاف .. من كثرة الدموع لي اذرفتهم البارح .. والنعاس لي جفا عيوني .. ماقدرتش نفيق ... فحال اذا شي كف كتجرفني نحو القاع .. وكتهز روحي وتلوحها من شي جبل عااالي .. 
عاودت حسيت بنفس اليد .. 
كتفيقني .. 
فتحت عيني باستغراب من وجود ماما .. فغرفتي .. لي كنعرف انها عمرها ماكتفيقني فالصباح .. واخا يطرا لي طرا .. ماكتدخلش عندي .. 
تكلمت بثقل.. ولساني مازال ماقادرش يخرج الكلمات بطلاقة .. 
انا:~ شنو واقع ؟ 
ركزات فمقلتاي لمدة طويلة .. حتى غمضت عيني وتنفست بضيق .. 
الشفقة فعينيها واضحة.. او غير تهيأ لي؟ حاسة بيا بنفس القدر لي حاسة انا بوضعها البارح لكن ماقادرينش نبوحو .. يمكن داكشي علاش جات عندي .. باش تبرر لي .. 
ماما:~(بتساؤل) علاش مامشيتيش تقراي ؟ 
ضحكت بمرارة فداخلي .. لكن ملامحي كان واضح عليها فقط الوجوم .. كنت باغيا نغوت ونقول ان بابا السبب هو لي مرضني فحياتي .. هو لي عقدني بمعاملته.. واذا وقعات لي شي حاجة بسبابه .. وبسبابها حتى هي .. حتى اذا قتلت راشي مستقبلا .. فحال اذا ارتكبت شي جريمة فحقه .. كل مرة خصه يرتكب هو فالمقابل جريمة فحق انسانيتي .. لكن جوابي كان مغاير .. . 
انا:~ البروف قال ماغاديش يجي .. 
ملامحها رجعو بدون تعبير .. اذا كنت انا قادرة نخفي مشاعري ف ماما كانت اكثر مني .. 
ماما:~(تنهدات طويلا) جوري .. 
حتى قلت خرجات.. رجعت نغمض عيني .. لكن اسمي هاد المرة سمعته بنبرة مختلفة فحال اذا الندم كيتخلل كل حرف ..
انا:~ شنو ؟ ( جفلت فجأة)واش واقعة شي حاااجة ؟؟ 
ماما:~ لا .. 
فلحظة قربات يديها حتى لراسي وعاودت حيدات كفها فحال اذا ندمانة.. 
ماما:~ عرفتي علاش جات عمتك ؟ 
استغربت حقا من سؤالها فالاول .. كان واضح علاش جات .. جات من اجل زيارة أسرتها لا غير .. وخوها لي منافق معهم .. 
حركت راسي بالنفي وجاوبتها بدون تعبير على ملامح وجهي ..
انا:~ لا .. غاتكون غير جات ..
صفحة وجهها هاد المرة رجعات قاتمة اللون.. لدرجة انني كنت قادرة نميز داك الخطوط لي ظهرو جانب عينيها وجنب فمها .. عرفت ان لي بغات تقوله صعيب ..
لذلك بادرت انا بسؤالي .. 
انا:~ علاش جات ؟(هدرت بنفس النبرة) واش واقعة لكم شي حاجة ؟
فثانية واحدة بدون اي تفكير كانت قالت كلامها .. بلا ماتزيد تعطلني ..
ماما:~ بغاتك لولدها بلال .. 
فتحت عيني وفمي افرج عن شهقة عالية .. عاودت حركت راسي بالنفي .. صوت ماما وصل ك سيالة عصبية لعقلي مزقات دماغي .. كانت مزعجة وغير بمجرد التفكير فالامر ازعجني اكثر .. 
انا:~ واش كتضحك ولا .. ولا .. 
بقيت غير كنتمتم .. حتى مرت لحظة صمت طويلة .. فقط ذرات الهواء الخانق اطبقو على صدري بشدة .. 
ماما:~ لا ..(رطبات هدرتها) ماشي موضوع للضحك هذا .. 
انا:~( شفت فبها بتوتر) مابغيتش نتزوج .. قولي لها هادشي .. 
رجعت قلبت ظهري .. الواقع مر وبنكهة العلقم .. بلال داك الشخص لي ماكنحملوش من صغري .. يمكن شفته قبل اربع او خمس سنوات .. نقدر نقول اكره شخص عندي فهاد الوجود .. صورته فعقلي مضببة لكن داخلي ماحاملهاش .. واخا ماعارفة عليه والووووووو .. لكن احساسي كان عارف عليه الكثييير .. عارف ان وراه غير المشاكل .. فحال اذا ماكفانيش هادشي جا هو باش يتزاد على كمية الاثقال لي عندي .. 
حسيت بيديها توضع على كتفي وصوتها اكتساه الحزم ..
ماما:~ باك قرر ا جوري .. وغايرد عليها فنهاية العام بموافقتك .. ماتلقايش احسن من ولد عمتك .. ( سكتات مدة طويلة عاد ساترسلت فكلامها ) وحتى هو مغاديش يلقى حسن منك .. 
بغيت نغوت يبعدو مني .. يخليوني فحالي .. نقتل راسي .. ومانوصلش لهاد الدرجة .. يمكن سمحت فحقي .. سمحت فكلشي .. لكن مانخسرش ذاتي فمعركة زواج عارفها من الاول خاسرة .. نعاود نعيش نفس السيناريو 
انا:~ مااااابايغيش ... انا ماااابغييييتش .. وداك بلال والله مااااانتزوووووج به .. 
زمجرات فوجهي بعنف ..
ماما:~ جووووووووري .. حتى قرااااار ماكيوقف قداااام قراااار باااك .. هو عارف مصلحتك كثر مني ومنك .. 
لهاد الدرجة مثقلة عليه باغين يتهناو مني بهاد السهولة .. كنت فموقف ضعف .. مانقدرش نجابه قرار بابا وفنفس الوقت مانقدرش نطلب ماما تعاوني .. 
انا:~ انا باقي صغيرة على الزواج .. (همس بترجي) بغيت مازال نقرا .. 
ماما:~ باك مقرر .. (دارت يديها على وجهي) ونتي خصك تنفذي .. زايدون هادي عمتك غادي ديرك فحال بنتها .. 
ااه اكيد كيف العادة هما يقررو وانا ننفذ بصمت .. قبل من هاد اليوم ماكنتش قادرة نرفض ولكن صوت ماما اليوم .. وداك النظرة لي شفت فعينها خلات جوري لي بداخلي تخرج على صمتها .. 
انا:~ مابغيتش .. (عاودت حركت راسي ب لا ) مابغيتش .. 
ماما:~(بقناعة) بلال ولد مزيان غايخليك تكملي قرايتك .. ماغادي يقطع عليك والو .. ديري لنا خاطرنا غير هاد المرة .. 
كتتفلى عليا .. كتحاول تزين طريق الجحيم وتبينها قدامي جنة .. اي حاجة كنت محبرة عليها كرهتها وهاد الزواج اكثر شيء كنت كرهاه .. عارفة عائلتنا مصابة بلعنة ان البنت مكانها فقط المنزل .. تطيع زوجها وتربي ولادها فخال اذا كانت شي آلة بدون اي مهمة .. ندير خاطرهم على حسب خاطري .. ونرفع براسهم لكن غانكسر نفسي بالمقابل !!
انا:~ غير كتكذبي عليا .. 
ماما :~ غاتعرفي عليه ملي تزوجي به .. 
تجاهلت كلامي وجاوبتني .. 
;ماما:~ نتي ماباقيش صغيرة .. قريبة تكملي 20 عاام .. انا ملي كنت قدك كنتي عندي نتي .. 
كرهت راسي حيت عايشة فواحد المجتمع ان سن المرآة كيحكم عليها 
اذا ما فاتت واحد السن محدد كتولي فحال شي حاجة فات عليها التاريخ ومابقاتش طازجة ..

همسات بشفقة .. 
ماما:~ ديري عقلك اجوووري .. ماقادرين على مشاكل .. 
انا:~(هزيت راسي بترجي) هدري مع بابا غير هاد المرة .. اول مرة كنطلبك .. 
شافت فيا بحسرة .. وبادلتها الشوفة بدموع الخذلان مترقرقة فعيني .. كنت كنحس بهم فحال الشوك .. كيضغط على بؤبؤ عيني بدون رحمة.. عمري ماضعفت لهاد الدرجة .. ولكن دابا كنشوف مصيري فيديهم وانا ماقادراش نتحرك .. 
اسدل الستار على قصة حياتي 
.. كأنني فمسرحية .. وانا ما خصني سوى نصفق بتشجيع لشنو كايوقع ..
انا:~(كتمت انفاسي بصعوبة) عفاك اما .. وقفي معايا غير هاد المرة ! غيرر هاد المرة .. 
ذاتي شيفرة الانهيار .. الدم نشف فعروقي... قست فيديها بترجي .. 
الصمت .. الصمت هو الطقس لي قادرة تمارسه ماما .. 
ويدي على يديها .. لكن فالاخير كفها انزح على كفي ببرود .. ووجها عاد لصلابته..وهدرتها كانت بمثابة سيف حاد ضرب أعماقي .. 
ماما:~ الخطوبة فنهاية السنة .. وباك لي فراسه فراسه .. واخا نحاول نقنعه ماغايبغيش .. (شافت فيا مطولا) كلشي غايكون بخيير .. ديري عقلك .. 
قالت كلامها وخرجات بهدوء من الغرفة .. مامهتماش لأمري .. فقط خلات انفاسي كتتسابق على الخروج من قفصي الصدري .. 
واش حتى هي ماقادراش ترفض ؟ حتى هي مغلوب على امرها ؟ .. 
واخا هكاك كان خصها تعاوني .. تحاول تهدر مع بابا .. تبين الرفض من جهتها .. دير محاولة واخا غانرضخو بزوج لقراره فالاخير .. ولكن ماتخليهش يتحكم فحياتي فحال شي دمية !! 
هي بكل بساطة افلتت يديها من يدي.. وخلاتني كنعوم بوحدي فبحر الوحدة لا حول لي ولا قوة .. 

قرارهم دار فعقلي فحال شي سكين حامي .. كيتحط على الجرح وكيورك عليه بالجهد وكل مرة كيزيد يدميه .. ويخليه ينزف بغزارة .. 
ياك انا غير مجرد خردة بالية .. قذفوها لهاد الحياة كيتحرك فحال شي دمية آلية .. مجرد لاشيء.. فين عمرها الحاجة لي فارغة كتعمر ؟ فين عمرها وحدة لي مرضوها نفسيا تقدر دير عقلها ؟ 
جلست فأرض الحمام .. من بعد ماشبعت بكا ليل كله وعيني تنفخو كثر ما هما منفوخين من الليلة لي قبل .. الامر كان بسيط .. والوسيلة ابسط .. فقط زيزوارة وحدة كانت كافياني ..كان خصني غير الشجاعة الكافية !!
لا ماشي باش نقتل راسي .. مازال ماوصلت لهاد الامر .. فقط باش نجلد راسي بسوط العذاب .. باش نشوف قطرات الدم كيتناثرو امامي ونرتاح اكثر .. 
داكشي لي كان .. حطيت جانب الشيفرة على لحم فضخي .. وبلا مانتردد ضغطت عليها بدون رحمة .. حتى وصلتها لما يقارب اربع سنتيميترات فالطول .. 
نقط الدم هبطو سخان على ذاتي .. نقطة بنقطة .. .. كل قطرة حمراء اللون .. كتوساع معها ابتسامتي فحال شي حمقة.. حسيت معهم براحة عجيبة كتسري فعروقي .. والدم كينشف من دواخبي .. حتى استنزفت قواي عاد غمضت عيني براحة ... 

داز اليوم الاول والثاني والثالث .. حتى كملت خمس ايام .. فكل مرة كنشوف فوجه واليديا .. اذا مجرد ماتعصبت .. كنمثل البرود ..وفالاخير كنرجع نشق لحمي ونرتاح .. كل ما تصنعت الصلابة وانني مامهتامش .. تأكدت انني كنقتل راسي بصمت ... 
خمس ايام مامشيتش نقرا .. فأي لحظة كنت كنستنى يعلنو خبر خطوبتي ليا بدون مايكون عندي شغل .. فحال اذا انا غير معنية بالأمر .. 

دخلت هاد المرة للجامعة حاولت نداري كل وجع خفي بقوة وصلابة مزيفة.. حتى من نرجس ماكلفتش راسي باش نستناها .. لكن العجب لقيتها اليوم سبقاتني .. لمحاتني من بعيد .. بغيت نمشي لعندها لكن هي كانت سابقاني .. 
نرجس :~ فييييين بقيتي خفت عليييك ؟؟ ست ايام ونتي غايبة .. ياك ماوقع لك والو بقيت مشطونة عليك .. وخفت نجي نسول عليك فداااركم .. 
قالت كلامها بالزربة بلا ماتسايني نجاوبها .. عنقاتني بحرارة .. الخوف ترسم فمقلتيها وهي كتخاطبني ..
تصنعت البرود وعدم الاهتمام لي ولفت كنصد به الناس لي فحياتي.. اصلا شكون الناس لي فحياتي فقط نرجس ونفسي .. حتى نفسي كنشك قريبا انني غانتخلى عليه بقرار لا رجعة فيه..
انا:~ غير كنت مريضة شوية .. ماقدرتش نجي .. 
شافت فيا بشك .. وصفحة وجهها كانت بتعبير مختلف .. 
نرجس:~ لي عارفة عليك واخا تكوني كتموتي .. ماكتغيبيش .. (دارت يديها على كتفي واسترسلت فكلامها) واش متأكدة راك مزيانة .. بعدا ماوقع ليك والو ..
حركت راسي بنفي .. وجاوبتها بحزم ..
انا :~ لا غير ماكانتش عندي الكانة وصافي .. 
نرجس:~ ولكن مال وجهك ماشي هو هداك ؟(قاست خدي) حتى عينيك ذابلين .. واش عندك شي حاجة ..؟
غمضت عيني بنقاذ صبر .. كان خصني غير تفهم انني ماباغياش نهدر .. ماعنديش القدرة باش نفسر ولا نتحدث .. 
انا:~ لااا .. راه قلت لك ماعندي والوو انرجس.. بلا ماتشطني .. 
حركت كتفيها بسرعة .. ورجعات ابتسمت .. 
نرجس :~ والله الا خفت عليك .. الحمد الله ملي جيتي .. حتى النهار لي خليتيني هنا فحال الحمقة عيت نقلب عليك .. 
فحال اذا كان خصها تفكرني فداك النهار اللعين تجاهل مراد فالاول وخطبة عمتي ليا فنهايته .. 
غمضت عيني بشدة .. كنخنق كل لمعة تقدر تبان فعيوني.. لي تقدر توضح شنو وقع .. 
انا:~ داك النهار بداني الحريق .. 
تكلمات بتساؤل والقلق عاود ظهر على وجهها ملي حدثاتني ..
نرجس:~ واش كنتي مريضة بزاف ؟ كيف كتحسي دابا (نبرتها كساها الأسف) سمحي ليا ماجيتش سولت فيك .. عارفة داركم .. 
اغتصبت ابتسامة باهتة على ثغري ..
انا:~ ماعليهش .. دابا الحمد الله .. 
العبرات خنقوني .. لكن اقسمت بالله ان حتى حد ماغيشوف ضعفي.. من غير نفسي بنفسها .. 
الشيطان بدا يوسوس ليا .. انا خارج الدار دابا .. ندير لي بغيت فين غايشوفوني .. حتى اذا بغيت نهرب واش غايمنعوني .. كنت باغيا نهرب من مصيري المحتم وقدري السيء .. لكن فين هي الجرأة وفين غانعطي راسي .. 
لقيت راسي شاردة ملي دخلنا للمحاضرة .. واخا كانت طول الوقت كتحاول تتكلم .. لكن عقلي كان غايب فالاشيء.. عقلي ماشد والو .. حتى القراية ولات كتبان لي شي حاجة تافهة .. وبدون قيمة .. 
سالات ودخلنا للثانية عاد قررت نجاوب نرجس لي علقات على انها مفهمات والو .. 
نرجس:~ مافهمت والو ..
انا:~(بدون نفس ) حتى انا مافهمت والو .. 
مسحات على وجهها بغضب .. 
نرجس:~المدرج عامر .. وحنا جالسين فالاخير .. ماكنشوف والو .. 
ديما الزحام هادشي باش كانت معروفة شعبتنا .. كلشي فين مستف .. كلشي كيتسابق على المكان .. ولأول مرة كنكره هاد المكان المزدحم .. حس بنادم فحياتي وليت كرهاه .. اغلبية الامتحانات كيطيحو من داكشي لي كيقول البروف .. هادشي علاش مضطرة نحضر بالرغم عني ..
مسحت على عنقي بتوتر عاد رديت عليها .. 
انا:~ حتى انا .. 
سكت شوية عاد تفكرت انه هاد الخمس الايام لي غبت خصني نكتب شنو كتبو باش نتدارك الموقف .. 
انا:~ داك الساعة خلي ليا شنو كتبتي باش نكتب من عندك 
ضحكات بصخب عاد هدرات .. 
نرجس :~ حتى انا ماكتبتش .. كتعرفيني كنكتب زعما ... 
انا:~ وفين غادي نلقاهم دابا ..
عقدت مابين حاجبيها ليانيتين .. 
نرجس:~ قولي لشي حد يخليهم لك وطبعي من عنده .. 
انا:~ ماعندي لمن نقولها .. حتى حد ماكيعرفني تقريبا .. 
الصراحة شخص واحد لي طاح فبالي هو مراد .. واخا ماتكلمت معه غير مرة وحدة .. فلحظة كنت غير غانخرج غانمشي نطلبه يخليل الدروس دياله .. وربما هذا يكون السبيل باش نبين ليه انني موافقة نساعده .. لكن غير تفكرت تجاهله لي كان واضح قبل ايام .. الحنق تصاعد بداخلي وبعدها نبذت الفكرة من بالي تماما ..

فالعشية .. خرجت مع الباب بوحدي .. نرجس فاتتني .. مشات قبيلة لدارهم .. ماكرهتش مانرجعش للدار .. فكرة الهروب عصفات ببالي واستوطنت كل ذرة مني .. لدرجة انه بقيت بوحدي جالسة فالمقصف كنضرب اخماس فأسداس .. وكل مرة نتراجع فاخير ثانية .. نهز رجل ونوخر اخرى .. فحال اذا ضايعة فشي صحرا ومالقيت شكون يدلني على الطريق الصحيح .. 
حتى وصلات الستة عاد جمعت مطبوعاتي ونضت غادية فحالي .. عاد سمعت شي حد كيعيط من ورائي .. والصوت كان مألوف النبرات .. 
"جوري" 
عرفته غير من نبرة صوته المميزة .. لي تغلغلات داخل انفاسي ..مراد .. هاد السيد لي وليييت كنشوف صورته امامي .. واخا هو غايب لكنها مجسدة فخيالي .. 
مابغيتش ندور عنده... فقط رجلي لي ولاو فحال شي عجينة مثبتين فالارض .. حتى عاودت سمعته عيط عليا مرة اخرى.. 
مراد :~ جوري
وقف امامي مباشرة .. يديه فجيبه .. هادشي لي قدرت نشوف .. اصلا عيوني ماكانش عندهم القدرة انهم يجابهو عسل عينيه .. طوله الفارع غطا عليا .. 
رسمت ابتسامة استهزاء على ثغري .. كنت كارهاه فهاد اللحظة بدون سبب .. يمكن تجاهله لي فاخير مرة خلاني ننسف وجوده فحياتي .. اصلا فين عمره كان فحياتي .. 
انا:~ سمح ليا .. 
بغيت نمشي .. نغبر مرة اخرى .. نتلاشى من الوجود .. يمكن حتى هاد ست حروف لي خرجو من ثغري ندمت عليهم .. كان فقط خصني نتجاهله .. 
مراد :~ مابقيتش شفتك من داك النهار .. 
غمضت عيني وزدت قلبت وجهي .. كيدير راسه فحال اذا انا لي ماشفتوش .. كنت كنفكر انني نأنبه .. لكن بأي مناسبة ولا ب اشمن صفة .. 
تكلمت بحدة .. ونبرة صوتي كانت حازمة 
انا:~ حيت مامحتاجش مساعدتي كنظن .. 
حسيت به تفاجئ .. وكان كينتاظر مني نكون خاضعة يمكن .. ونعاود نتكلم معه .. او على الاقل نافقه ..
مراد :~ (بلامبالاة) ماشي ضروري نكون محتاج مساعدتك باش تردي السلام .. 
تأملت عسل عينيه لوهلة ونظرة الدفئ المطلة من عينيه .. حتى من تقاسيم وجهه كانو بشوشين .. فشكل .. هاد السيد كيزحف لدواخلي بطريقة انا كارهاها .. وماقادراش نوقفها .. 
يمكن دقيقتين او اكثر وانا كنتأمل قتامة عيونه من بعد كلامه عاد فقت على راسي .. 
انا:~ ماقصدتش .. حتى انا ماقلت والو .. 
تجاهل كلامي الاول .. وكمل هدرته فحال اذا ماواقع والو .. 
مراد :~ لبااس عليك بعدا .. 
جاوبته بخفوت ومازال عيوني كتجول على صفحة وجهه بحرية .. نظراتي تمركزو اكثر على مقلتيه وشعره الاسود الكثيف .. ذقنه الحليقة .. ملابسه لي مرتبة وكتبين شوية عرض كتفيه .. وجسده المتناصق .. 
انا:~ الحمد الله .. 
بدون مانعاود نسأل على احواله .. مانعرف علاش لساني تعقد بين ثغري .. فقط تنفسي لي كان كيطلع بمشقة الانفس .. 
مراد :~اوا الحمد الله .. 
انا:~ تعطلت خصني نمشي ..
حتى هاد المرة صوتي خرج خافت .. كان الحروف كل مرة كتلتصق بحدة فجوفي .. 
مراد:~ بلاتي .. 
استوقفتني حركة من يديه .. وقف مباشرة امامي .. لكن كان بيناتنا يمكن شي متر د المسافة ومع ذلك حسيت بانفاسه على قماش ملابسي .. 
انا:~(عاودت رفعت عيني فيه) شنو ؟ 
دار يديه على شعره .. وزاد شد فيه عاد تكلم .. 
مراد:~ ماسمعتش جوابك على المراجعة .. 
انا:~(قلبت وجهي للجهة الاخرى) ماكاين باش نجاوبك .. 
سكت شوية وتكلم بصوت اجش : 
مراد :~ علاش كتهربي مني ؟ علاش خايفة حتى من خيالك ؟ انا غير طلبت منك .. ماشي بززت علييك .. (زاد ابتسم بعذوبة خلاني ندوخ ) ماتهزيش فخاطرك بزاف .. وسبق لي قلت لك الغبوس كيشرف الانسان بسرعة .. 
اسئلته كانو متوالين .. سؤاله الاول كان متوقع فأي وقت .. لكن الثاني حسيته كيتدخل فخصوصياتي وهادشي ماشي شغله..
انا:~( تنفست بضيق) ماعندي علاش نهرب منك .. 
مراد :~(بصراحة) ماشي هادشي لي ظهر ليا .. واش كاين شي مشكل ؟
انا:~ لا ماكاين والو .. 
مرت لحظة صمت طويلة .. وانا كنحاول نشتت انتباهي .. بغيت نهرب من تما لكن رجلي لصقو فالارض بدون ارادة مني .. 
مراد :~ المهم سمحي ليا .. واعتبري الامر لي طلبته منك مسحووب .. كانت نيتي صافية .. ماتعطيش الامر اكثر من حجمه .. 
رفع يديه باستسلام ..وجهه رجع بدون تعبير .. انسحب خطواتين للوراء .. ومشا فحاله .. اما انا بقيت كنحدق فطيفه الراحل بانهزام .. 
حتى هو نفس الشيء .. انسحب من حياتي بدون مايدخل لها اصلا .. فحال عمره ماكان ...

فالليل .. جلست قدام مكتبي الصغير .. كنحاول فقط نحرك ستيلو ديالي ... نشغل تفكيري .. ملي دخلت قبيلة وانا محبوسة فبيتي .. ماكنتش باغيا نتواجه مرة اخرى مع واليديا ولا نهدر معهم ..
شيء بداخلي بمثابة وحش .. كينهشني .. كيفما طردت مراد بمرة من حياتي .. طردت معه جزء من نفسي .. هو ليي تعمد يتجاهلني فالاول ..تصرفي كان عبارة عن حصد لشنو زرعه .. والهروب الحل الامثل !
تفكرت نظراته الاخيرة .. واش حقا كانت الاخيرة !!
ماكنتش كنفكر فيه بشكل مريب .. فقط كنت بغيت مزيدا من الاصدقاء .. لي يقدرو يكونو معايا فأي وقت محتاجهم .. لكنني دوما كنت شبه منبوذة .. 
صوت ماما لي فيقني من سهوتي .. كانت فتحات الباب .. عرفتها غير من خطواتها البطيئة .. 
ماما:~ جوري .. 
هاد النبرة فصوتها كنعرفها .. فاش كتعيط عليا بهاد الهدوء كيكون وراه سكون عاصفي .. مخفي تحت قناع البرود .. 
انا:~ شنو ؟ 
شفت فيها باستفهام .. ماموالفاش تدخل عندي للبيت .. غير اذا كان شيء طارئ .. طالما اعتبرت هاد الحجر الصغير هو متنفسي وهو وطني الصغير .. كنبني فيه احلام وكيعاودو يتهدمو مرة اخرى بسبب مرارة الواقع .. 
ماما:~ باباك كيعيط عليك .. 
قالتها بنبرة جافة .. لكن عيونها كان فيهم الكثير .. كنحس براسي نسخة طبق الاصل عليها .. مليكة اخرى صغرى .. لكن باسم جوري .. 
انا:~ انا جاية .. 
توقعت خروجها مرة اخرى .. حيت حقا ولينا عايشين فحال الغرباء .. كنتبادلو فقط بضع كلمات مقتضبة .. هادشي كان مريحني ومخليني بوحدي فعالمي .. 
لكنها بقات واقفة مدة طويلة .. ملي شفت فيها حركات راسها بالنفي .. وشافت فيا بانهزام .. 
ماما:~ما بيدي حيلة .. 
حركت كتفي بلامبالاة وفالمقابل كل نياط من قلبي كان كيتمزق بحدة .. 
انا:~ عااارفة عااارفة مابيديك حيلة .. ولكن على الاقل حاولي على قبلي .. (تنفست بعنف ) ولكن نتي ماتقدريش .. نتي ماقادراش حتى تحاولي .. 
جاوبتني بتحذير .. 
ماما:~جووووووووووري (زادت قربات) نتي مااعارفاش .. انا باغيا غير مصلاحتك .. وباك حتى هو .. 
انا:~ مصلاحتي ؟؟.
ماما:~ اااه .. غير مصلاحتك( وركات على الكلمة الاخيرة)
قالت كلامها وخرجات .. زدت عصرت عيني وزيرت على كفي .. حتى اضافري ادماو راحة كفي .. عاد رجعت بردت بصعوبة .. 

خرجت لبرا لقيت بابا كعادته .. شاد فيديه واحد المجلة كيقراها ..وفالمقابل شاعل التلفاز على قناة الجزيرة .. لي كان يشوفنا يقول نحن صورة للاسرة المثالية .. ولكن ... ؟؟ اب صارم وفنفس الوقت موفر لعائلته كلشي .. ام فدات حياتها .. غير على خدمة بنتها وراجلها .. وبنت مطيعة .. 
معادلة غريبة كل واحد منا كان عنده شخصيتين .. لي كيظهر بها عكس لي عايش بها .. 
بست يديه .. وجلست امامه .. مدة طويلة عاد حيد نظارته وكلمني .. 
بابا:~ الامتحانات ما بقا لهم والو .. 
انا:~ (حركت راسي بالإيجاب ) ااه .. 
مسح على وجهه وطول فيا الشوفة .. طالما كان صريح فكلامه .. 
بابا:~ ماماك قالت لك علاش جات عمتك .. 
شفت ف ماما.. كناجي طيفها .. تنقذني من مصيري المحتوم .. لأخير مرة ..
لكن بادلتني الشوفة بنظرة طويلة وزفرات بقلة حيلة .. 
عاودت غمضت عيني بمرارة .. حتى صوتي اختفى هاد اللحظة واحد ضدي .. 
انا:~(بخفوت) ااه .. 
بابا:~(نبرته اكتسها الحزم ) غانرد على عمتك فأخير الشهر .. 
تسارعو دقات قلبي قبل مانسمع جوابه .. واحد الحيز فقلبي كيقول لي انه غايعطيني قرار الاختيار او انه غيقرا جوابي وغايعرف رفضي بدون مايسولني غايرفض .. لكن كلامه كان بمثابة رصاصة ادمت قلبي بدون مايحس هو لي جالس بجنبي ..
بابا:~(بدون تعبير) انا موافق .. ماغاتلقايش احسن من بلال .. (زاد اصر على كلامه) وخيرنا مانعطيواه لغيرنا .. والبنت شحال ماطال الوقت خصها تمشي لدار راجلها .. 
فقط من كلامه هذا فهمت انه صافي قضى على اخر رمق ليا .. واخر خيط لي ممكن نتشبت به .. 
انا:~ بابا .. انا .. 
حسيت بصوتي خرج مذبذب .. كنت باغيا نجرب حظي لآخر مرة .. لكنه قرا افكاري قبل مايخرجو الحروف من ثغري .. 
بابا:~ ملي غايسالي العام غانديرو لكم الخطبة والعرس بمرة وحدة .. والامر مافيه حتى منقاشة .. 
رفع يديه مرة اخرى كيعلن على ان نقاشنا سالا .. اشششمن نقاش اصلا .. كان فقط امر وخصني ننفذه .. 
كيقولو السكوت علامة الرضى .. يمكن هكا فهمها بابا .. لكن شكون يفهمه ان الصمت المحيط به .. ما هو سوى ضجيج مهول بداخلي ماقدرتش نخرجه ولا نعبر على رفضي .. حيت عارفة اذا قرر شيء ابي ماعليا سوى نمتاثل لأوامره ورأسي للأرض ..

فالصباح .. كنت مع نرجس فبيتها .. من بعد ماسالينا المراجعة .. جلست قدام مرايتها .. كنتأمل فملامح وجهي .. كنشوف راسي خايبة بدرجة كبيرة .. يمكن انا بصح هكا مازويناش .. او انه داك التشاؤم لي فوجهي كيترسم على ملامحي ويلوثهم .. ويخليني نشوف راسي هكا مجرد مسخ مشوه من الداخل .. 
وجهت لها كلامي وانا كنقيس فوجهي بنفور ..
انا:~ انا .. خايبة ياك انرجس .. 
فالاول قلت يمكن ماسمعاتنيش ولكن من بعد حطات تليفونها لي كانت مشغولة به وشافت فيا بجدية ..
نرجس:~ واش كتهضري من نيتك 
هزيت كتفاي بعدم اهتمام .. بشعة .. لدرجة ماكرهتش نشد ملامحي ونغيرهم من اساسه .. ربما يتغير معهم حتى زهري
انا:~ اه .. قولي الصراحة ؟ .. كن كنت زوينة كان غايكون عندي الزهر اكثر .. فحالك .. ولا فحال صاحبتك هدى ..
قدمايها ساقوها لعندي .. وقفات قدامي .. دارت يديها على كتفي .. وتجاهلت كلامي ..
نرجس:~ عرفتي شحال من واحد كيتمنى غير الصورة الكاملة .. ( رجعات امامي هاد المرة ويديها دارتهم على وجهي) شوفي وجهك فالمراية .. عاودي حققي مزيااان .. قوليلي شنو لي فيك خايب بالضبط ؟ شنو لي ماعاجبكش ؟ وباغاه يتبدل 
عضيت على شفتاي بحنق .. حقا مالقيت باش نجاوبها .. عاودت دوزت يدي على وجهي بأكمله .. شنو فيا لي خايب لهاد الدرجة كيخليني نحس بهاد النقص .. حتى حاجة ملامحي عادية فحال اي شخص .. حتى حاجة مامميزة .. 
شافت صمتي المريب عاد كملات كلامها .. 
نرجس:~ شفتي نتي ماقادراش تجاوبي راسك .. هاد هو المشكل لي عندك .. ماشي نتي خايبة .. المشكل عندك للداخل .. (اشارت لي لجهة قلبي) المشكل هنا .. فقلبك .. المشكل ماكتقولي والو .. عايشة وساكتة .. هذا هو الشيء لي خايب .. وكيخليك تشوفي الدنيا كلها ظلام .. 
قرات داواخلي ببراعة .. عرفات تورك على نقطة الضعف ووصلات ل لب الاعماق .. هادشي لي خرج من حنجرتها والحروف لي نثراتهم على بشرة وجهي .. بمثابة صفعة طاحت على خدي بدون رحمة .. . 
انا:~ لا ماشي هكا .. نتي ماعارفة والو .. نتي عمرك غاتفهميني .. 
نرجس:~(ابتسمت) اذ كنت انا مافاهماكش .. نتي مافهماش راسك اجوري .. ماعاطياش فرصة لراسك باش تعرفي شكون نتي من اصله .. واشمن جوري لي باغياها تكون ؟
شهقت كردة فعل من جوابها .. كنصل حاد داز عليا و مزق مصارني وخلاني ننزف بغزارة .. استمرت بعد ذلك فكلامها لي كيقطعني انش ب انش وهي كتوريني حقيقتي البشعة ..
نرجس:~ ابتسمي .. شوفي الحياة شحال زوينة.. شوفي ضحكتك نتي شحال زوينة .. وملامحك كيف غادي يرجعو .. اذا كنتي نتي فارضين عليك واليديك اشياء.. فحال الحجاب ولا الوقت لي تخرجي فيه ودخلي فيه .. واش على هادشي كتقتلي فراسك ؟ كاين لي بلا واليدين .. كل واحد ظروفه اسوء .. شوفي الجانب العامر من الكاس..
انا:~(زيرت على راحة يدي) لا ماشي هادشي ..
نرجس:~( حركات يديها على كتفي مرة اخرى) شنو فنظرك اذا كنتي فغرفة كلها ظلام واش غايبان ليك شي بصيص ديال الضو .. اكيييد لا .. غيبان لك غير الظلام فالظلام .. اما الجمال (سكتات شوية كتفكر) غانعطيك مثال .. عندنا زوج ثلاجات وحدة قصيرة وصغيرة .. ووحدة كبيرة .. الاولى فيها ما الذ واطيب والثانية خاوية فيها غير نص حامضة شكون هي فنظرك لي غادي يختارو الناس ؟؟ .. 
انا:~ (نطقت ليها بدون تفكير) لي فيها الماكلة اكثر .. اكيد .. 
ابتسمات لا شعوريا .. وردات لي شعري وراء اذناي .. 
نرجس :~ هكاك حنا داك الثلاجة هي بنادم .. يقدر يكون كيف ماكان لي كيدوم هو شنو فداخله .. حيت الجمال مرة وحدة يقدر يتشوه بمرة ..الجمال كيشوهوه افعال الشخص .. ماشي مهم تكوني غليضة .. قصيرة .. ضعيفة .. طويلة .. ماكاينة حتى وحدة خايبة .. كل وحدة فعين شخص ما هي زوينة جمال ماشي عادي .. 
قالت كلامها ببطئ .. خلاتني نستوعبه وندخله فخلايا عقلي حرف بعد حرف .. ورجعات تخربق فتليفونها .. 
عرفتو فاش كتكون محتاج شي جرعة من الراحة .. شي نصيحة تنتاشلك من الغرق بمحيط المصائب .. كلامها كان هكاك .. خلاني على الاقل فداك اللحظة نعاود نرتب حسباتي من جديد .. ونسولها لعلها تعطيني مخرج من شنو انا فيه .. غير كلام واحد لكيفاش غانتصرف .. 
انا:~ نرجس..
نرجس:~ نعاام .. 
انا:~(تمتمت ) واش نتي اذا تفرض عليك الزواج اتوافقي .. 
بدون ماتسألني علاش وكيفاش .. كانت هي بنفسها مأخوذة بدور المعلمة والنصيحة لي كتعطيها بدون قيود .. الشيء لي ماخلاهاش تلاحظ وجوم وجهي من جديد .. 
نرجس:~(بتفكير) اكيد لا .. شكون دابا يقدر يفرض الزواج على ولاده من غير بنادم جاهل .. 
غمضت عيني بحرقة .. كنخبي اي تعبير د الالم يبان على تقاسيم بشرتي .. وجاوبتها ..
انا:~ واذا كنتي مجبورة .. بزااف ماعندك حتى حل .. (مسحت على عنقي ) حيت سمعت هادشي فالراديو من عند واحد السيدة .. واليديها فارضين عليها شي حد مابغاتوش .. 
بغيت نبرر لها باش ماتشك فوالو .. اول مرة نكتشف هاد الجانب فنرجس جانب المنطق والعقلانية وانها دائما حكيمة فتصرفتها وكتعرف اختار شنو بغات .. 
نرجس:~ غانحاول ما أمكن نرفض .. ولكن اذا كان هاد الشخص مزيان علاش مانتعرفش عليه بالاول .. ونفرض عليه شروطي .. واخا زواج بزز كيبقى فحال شي علقة فالحنجرة .. 90% كيفشل .. ولا كيمشيو ضحيته الاولاد ..
انا:~(رديت عليها بدون تفكير) ولكن هاد السيدة قالت ماكتحملوش .. مايمكنش تعطيه فرصة .. هاداك لي خاطبها وماكتعرفوش .. وهي مايمكنش لها ترفض .. 
السكات هو باش ردات عليا .. ولكن بعد دقيقية رتبات الكلام فجوفها وجاوبتني .. 
نرجس:~ كيفاش غاتحكم عليه وهي ماكتعرفوش اصلا .. ماعارفاش عقليته كيف دايرا .. وانا اذا بغيت شي حاجة .. حتى حد ماغايجبرني عليها .. وحتى اذا ماكان حتى حل .. تحاول تعطي فرصة لراسها معه .. ولا تمشي لعنده برجليها وتبين له رفضها على الاقل تحاول .. 

كلام نرجس اقنعني بشدة ودار فيها النفس باش نتخذ الخطوة الصحيحة .. لا ماشي باش نعطي ل بلال فرصة ولا لراسي من اساسه ونتعرف عليه .. حيت اخر شيء يمكن نديره فهاد الحياة هو نبغي نتزوج به او غير نفكر ان اسمي غايترتابط باسمه.. كل ماكنتفكره عليه حتى هو كان ماكيحملنيش .. والمرات لي شافني فيهم كيبعد من محيطي .. لذلك شبه مستحيل نتعايشو مع بعض .. 
غانرفضه ماشي قدام بابا ولا قدام ماما .. بغيت يشوف هاد الرفض منبثق من اعماقي .. حتى يحس بكمية الصقيع والبرود لي زاد دخله لحياتي .. خصني فقط نشوفه ومن بعد نخلي الكلام يتحرر من داخلي .. 
بقيت على كلامي حتى فاتت الليلة بأكمالها .. وفالصباح كان لكل حادث حديث .. 

من بعد يوم بأكمله فلافاك .. وقفت بهدوء نستنى نرجس قدام باب الكلية لي كانت فالحمام معطلة .. لكن هدوئي مادامش الا ثواني .. لأنه ظهر طيف شخصين امامي عرفتهم بسهولة.. 
اخير زوج اشخاص بغيت نشوفهم فهاد اللحظة مراد و هدى مرة اخرى مع بعض ..
وجودهم مع بعض بداك التفاهم استفزني وبعثر اوراق حياتي قبل مانرتبها من اساسه.. 
خصوصا الضحكة لي كانت مرسومة على ثغر هدى خلات الحنق يتصاعد بداخلي بلا اذن مني .. خلاوني ننسا شنو قالت نرجس البارح .. وكلامها لي بمشقة الانفس كنت كنحاول ندخله لراسي..
وقفو قراب ليا .. كنت بغيت نمشي فحالي .. لكن ماقدرتش نتحرك مزال .. 
مرت ثانية وثانيتين ومزال نفس التجاهل من طرفي .. لكن لي مافهمتش فداك اللحظة هو نظراته الصريحة .. كان كيشوف فيا بكل غرور .. فحال لي كيرسل ليا رسالة خفية انه مامسوقش او شيء اخر .. حتى من هدى لي كانت كتهدر معه رديت البال انه مامهتمش لشنو كتقول اصلا ..
ماعتقني من هاد الموقف لي ثقيل على القلب غير نرجس لي جات .. وخاطبتني بمرح بعد ذلك .. 
نرجس:~ الحيبان ديالي .. واقفة هنا بوحدك .. (مسحات على وجهها) سمحي ليا تعطلت عليك .. قلت غاتكوني مليتي ومشيتي..
غطات على مراد وصديقته .. ملي وقفات مباشرة مع وجهي وعطاتهم هي بظهرها الشيء لي خلاني نرجع نركز معها بزز مني.. 
انا:~(بلامبالاة) .. لا مابغيتش نمشي بوحدي .. 
من البارح ماعاودناش تناقشنا فشنو فات .. فحال اذا طوينا صفحة البارح للابد .. 
زمت شفتيها بحنق .. ولمعة فرح ظهرات فعينيها النجلاوين .. 
نرجس:~ جبت لك واحد الاخبااااار طرية .. داك البرووف الشارف لي ثقيل على القلب د "التنظيم القضائي" ... (عوجت فمها) مريض .. من المحتمل انهم يبدلوه .. 
انا:~ (بدون اهتمام) ااه مزيان .. ربي يشافيه 
فهاد اللحظة بالضبط ماكنتش مهتمة لشي قراية ولا شيء اخرر . غير ماكرهتش هاد الاشهر ماتساليش بسبب الزواج المحتم لي كنتاظرني .. ولا على الاقل هاد بلال يظهر قبل باش نفاريها معه من الاول ..
قاطعتني نرجس بذبذبات صوتها
نرجس:~ مالكي كتباني ليا ماشي هي هاديك هاد النهار .. قلت كلامنا د البارح غايكون نفعك .. 
انا:~(قلبت وجهي للجهة الاخرى والغضب كيتصاعد بداخلي بدون سبب ) صافي نساي البارح .. نساي كلشي .. (زدت بنفاذ صبر) حسبي ماقلت لك والو البارح .. كل حاجة قلنها نسايها .. انا عاجبني راسي هكاااا .. 
نرجس:~ (تكلمات باستغراب من تقلبي الجديد ) ماكنفهمكش .. والله مافهمتك .. (كملات بضيق) وحتى نتي نساي داكشي لي قلناه كلو ورجعي ديري لي فراسك .. انا بغيت غير مصلاحتك .. 
مصلحتي .. هاد الكلمة كلشي باغيها ليا .. واقيلة انا الوحيدة لي ماعارفاش شناهي هاد المصلحة .. اعتبرت كلامنا د البارح مجرد حبر على ورق وانتهى اليوم .. حيت الجزء المهم اخذته منه .. ودابا مامحتاجة والو ..
تنفست بعمق .. وتراجعت فكلامي .. 
انا :~ قلت لك ماكاين والو .. ماكاين لاش تشطني راسك .. سمحي ليا ..
نرجس:~(دارت كفها على يدي )على راحتك .. انا غير هدرت .. المهم تعطلنا يالاه .. 
قبل مانتحركو دورت عيني .. وشفت طيف مراد لي كان ورائنا .. بقليل 
انا:~ بلاتي .. عرفتي شكون وراك بعدا ؟ 
نرجس:~ شكون ؟ 
باقي ماساليت هدرتي حتى كانت دارت على غفلة .. ماجيت فين نبهها ترد وجهها حتى كانت لمحات هدى ومراد وحتى هما لمحوها فنفس الوقت .. 
عضيت على فمي بأعصاب .. حيت أكيد عرفونا كنهدرو عليهم .. وتكلمت من تحت سناني .. 
انا:~ شهاد الدروة د الطوووووبيس .. فضحتينا .. 
ماداتهش فهدرتي ورجعات شيرات لهم بيديها .. خصوصا قصدات هدى حيت كتعرفها مزيان .. 
نرجس:~ عادي مافيها والو .. 
حركت كتفيها بلامبالاة .. اما انا فداخلي كنت كنتحرق على نار بطيئة.. خصوصا فاش شفت شبه ابتسامة باردة دازت على ثغر مراد .. كيوجها لي بالخصوص .. كيعني بها شي حاجة .. 
نرجس:~(شافت فيا وجراتني) انسلمو عليهم ونمشيو 
انا:~ لا مابغيتش نمشي .. 
باستغراب حركات عينيها كأنها مامصدقاش ان هاد الشخص لي كنت ديما كتهدر عليه دابا نسيته فجأة ومابغيتش نوقف حتى معه ..
نرجس:~ واش نتي هادي .. 
انا:~ ااه انا ..(باصرار) ومابغيتش نمشي .. 
نرجس:~ راه كيشوفو فينا .. بقاي نتي بعيدة انا محتاجة هدى نهدر معها ..
ماكرهتش فهاد الوقت هي تتشق الارض وتبتلعني .. تخفيني من هاد الوجود فحال اذا عمري ماكنت .. 
نرجس :~ يالاه بلا عجز (هدرات بشوية) كلشي كيشوف فينا .. حشومة .. 
وباش مانزيدش نحرج راسي تحركت معها بثناقل كنوخر رجل ونقدم الاخرى .. وكل ماكنت كنقرب ذرات الاوكسجين كيتلاشاو من حولي .. 
سلمات عليهم اما انا اكتفيت نهز راسي بصمت وابتسامة حرج خرجات من فمي .. لكن صوت مراد المستفز غفلني ونفذ لمسامعي بسرعة البرق .. 
مراد :~جوري غبرة هادي ؟

نبرة صوته كانت نوعا ما متهكمة .. حسب بقلبي تسارعو دقاته بعنف.. ونيشان عينيي دارو مابناتهم بثلاثة واستقرو عند نرجس لي كانو وجهها مخطوف .. ومرسومة عبارة عن مجموعة من التساؤولات .. فحال اذا ماتوقعاتش انه كيعرفني من قبل .. 
انا:~(ابتسمت بتوتر) غير هنا .. 
مراد :~(استمر فاستفزازه ) مابقيتش كنشووفك هنا بزااف ؟ 
كان متعمد يخرجني على صمتي .. وبصح راه نجح فداكشي .. خصوصا ملي عاودت شفت فالاخرين كيبانو مفاهمين والو .. من غير هو لي نظراته كانو كيدخلو لجسمي فحال السم.. 
انا:~ (تكلمت بنفاذ صبر وابتسامة مغتصبة على وجهي) قلت لك غير هنا .. 
مراد:~ باينا ملهية مع القرية .. 
تنفست بزز .. والدم نشف من عروقي .. 
نرجس:~(وجهات هدرتها لي ولمراد) علاش كتعرفو بعضياتكم بعدا ؟ 
مراد:~ وي .. 
مارداتش عليه نرجس بعد هادشي .. كانت باينا مازال كتتعاطى مع شنو سمعات .. وكتحاول تستوعبه .. ولا تكذبه ؟ ملامح الصدمة كانو باينين على وجهها .. قدرت نستشعر صدمتها غير من انفاسها لي بجانبي .. طلبات من هدى شنو خصها دغيا .. 
اما انا زيرت على كفي بتوتر .. تجاهلت عينين مراد الثاقبتين .. وابتسمت فوجه هدى بفتور وحتى هي نفس الشيء .. ماكلفاتش راسها تهدر او تتعرف عليا .. 

بلا مانتكلمو بزوج، لا انا تكلفت نشرح لنرجس ولا هي سولاتني ولكن هادشي ماطالش ملي بعدنا عليهم شوية .. 
حتى حسيت بيديها جراتني بعنف ملي ماقدراتش تصبر على داك البرود لي صديتها به .. ووقفاتني فراس الشارع ..
انا:~هيييه بشوووية .. غادي طيحيني 
نرجس:~( تجاهلت كلامي) غاتعاودي لياااااا كلشييي وداابااااااا .. كلشي ..
درت راسي فحال اذا مافهمتش ..
انا:~ شنو غانشرح لك ...
نرجس:~(باستهزاء) داكشي لي ماعارفهاش بالحرف الواحد .. كلشييي ودابا .. 
رجفت من داخلي .. فحال شي عصفور طاح بين المصيدة .. كنخمم كيفاش نشرح ولا شنو نقول لها .. اصلا ماعندي مانشرح لها .. هادو بالاخير كيبقاو خصوصياتي .. 
انا:~ ماعندي مانعاود ليك .. نتي عارفة كلشي.. 
نرجس:~ (هدرات بالجهد) مااعارفة والووو .. غاتعاودي ليا كلشي .. 
التزمت الصمت مابغبتش نجاوبها .. كنت كنحدق فقط فسواد عينيها .. كيبانو عينيها فشكل .. مقدار من الفضول مخلط مع الصدمة .. كتحاول تحلل تصارفاتي.. لكن باينا مافهمات والو.. حتى حيدت عيني هاد تكلمات .. 
نرجس:~ اذن قولي لي فوقت غيابي وقعوو بزاااف د الامور .. وهاد الامور مهمين خلاوك تبقاي غير تكذبي ... 
انا:~(تصنعت عدم الفهم ) مافهمتكش .. علاش غانكذب عليك اصلا !
حركت فمها بامتعضاض .. ورجعات شافت فيا .. 
نرجس:~ بلاش من هاد النية الزايدة .. بصح مابقيتش كنعرفك ..( سكتات شوية عاد استرسلت كلامها ) غير فهاد الايام تبدلتي بزاااف اجوري .. شكون هاديك لي كنت كننصحها النهار كله البارح ؟
تأكدت ان هاد الهدوء لي بيناته دابا كان ورائه بركان عظيم .. فحالي انا ملي كنكون فالمنزل .. لذلك قررت نقلب الكفة لصالحي .. واكره حاجة كرهتها هي تذكرني فيوم البارح.. انا نسيت كلشي وحتى هي خصها تنساه ..
انا:~ ماشي ذنبي اذا بقينا كنغيبو على بعضياتنا بزاف .. شنوو لي تبدل انا باقي نفسها .. نفس جوري لي عرفتيها هي لي كاينة .. (صوتي اكتساه نفس الجمود) والبارح قلت لك مابغيتش نفكره .. علاش نتي مصرة ؟
نرجس:~(ضربات كف بكف) بلا كذوووب بزاف .. حياتك ولات كلها اسرار .. وفين ماسولتك كاتقولي والو .. والو .. فحين الامور كلها باينة فعينيك .. 
انا:~(ببرود) ماكاين والو .. هي ماكاين والو ..(كملت بتحذير) واخرر مرة تبقاي تحاولي تدخلي فشي حاجة ماكتخصكش .. 
نرجس:~(ضحكات باستهزاء) علاش كتكذبي على راسك .. غير قولي ليا مراد فين كتعرفيه ؟ ااه وكلامه لي كان غريب .. واش لهاد الدرجة انا زايدة ناقصة فحياتك .. 
رجلي خواو بيا .. وتأكدت ان التوتر ظهر على تقاسيم وجهي .. اصلا كانت واضحة لأي واحد .. داك الطاقة السلبية لي كتحوم من حولنا الا وكان عندها سبب .. 
انا:~ شنو كاتخربقي .. 
نرجس:~( ضحكات باستهزاء .. حتى من صدى صوتها بقا كيتردد فوذني ) بلا ما تكذبي .. راه باينا .. نتي عمرك ماكتوتري قدام شي حد وحتى هو كيف كان كيشوف فيك .. غير من شي ايام فرعتي ليا راسي به .. وكيسولك علاش فين كيعرفك ؟
فهاد اللحظة كنت متشككة فراسي واش هادي نرجس صاحبتي ولا غير كذبت هادي لي طالما قلت فهماتني .. لكن دابا كتلومني وترد كلشي ليا ؟ وهي لي وراته ليا اول مرة ..
انا:~(غمضت عيني بنفاذ صبر) ياكما حاسداني .. 
نرجس:~(تجاهلت كلامي) بيناتكم شي حاجة ياك ؟ 
كرهت نناقش معها اي شيء .. فقط بغيت نبقى ف مكان فارغ وبوووحدي .. لذلك قررت ننهي نقاشنا هاد المرة الى النهاية .. 
انا:~ ماشي مهم .. 
سكتات تقريبا بعد هادشي لي قلت .. وزفرات بغيظ .. وعاودت شافت فيا بأسف حتى ارتجفو حدقتيها .. 
نرجس:~ردي بالك مزيان .. وتأكدي ان الحاجة لي كتبدا بالكذوب كتسالي ديما بالكذوب .. ومراد عمره غايصلاح ليك .. فرق كبييير بيناتكم .. 
هرمون الخوف تسرب فعروقي .. نار سائلة .. صلبة .. كتسري فذاتي بأكماالها .. كلما تفكرت انه فىق كبير بيناتنا ..
انا:~مااااااشي شغلك .. (عاودتها كننهج) ماااااشي شغلك .. وشكراااا حيت فكرتيني على الشيء لي انااا غافلة عليه ..
نرجس:~(عضت على شفتيها ) راجعي راسك اجوري .. قبل مايفوت الفووت .. غاتبقاي تخسري الاشخاص فحياتك واحد ورا واحد بدون ماتحسي بهاد البرود لي فيك .. حتى تلقاي راسك بوحدك فالاخير .. 
غانبقا بوحدي !! انا اصلا دابا بوحدي .. شنو الفرق .. كلامها استفزني ما حسيت غير براسي ضربتها بعنف لوجهها بواحد المجلد ورقي ثقيل كاين فيدي .. هبطته نيشان على وجهها بشراسة .. 
انا:~(تنفست بعنف) عمرك باااااقي تزيدي تهدري معاايااااااا .. عمررررك ..

تراجعت بعنف للوراء .. ماسمعت غير شهقتها لي طلعات عنيفة .. ماماصدقاش ردة فعلي .. تمتمات بعدم تصديق..
نرجس:~ جووو.. جوري .. 
يدي بردو .. رجعو فحال العجينة .. وكمية داك الاعصاب لي خبيتهم داخلي خرجتهم فهاد الضربة .. عرفت انني المتها غير ملي دارت يديها على وجهها .. 
انا:~ما عمررك باقي تهدررري معااايا .. 
نرجس:~(تنفسات بعمق) الله يخلف عليك اصاحبتي ..(دفعاتني بالجهد) نييت هادشي لي كان خصني .. بااااش نفيق .. انا لي حمارة دايرا ليك راسي .. 
ماعرفت مانقول ولا كيفاش نتصرف .. من غير شعوى الندم لي صفعني بعنف .. خصوصا ملي قالت كلامها .. وعينيها مدمعين .. بديت كنرجف وردة فعلها عاد كتفيقني ..
انا:~ (همست بلا عقل) كتحسي بشي حاجة اتجاه مراد يااااك هادشي علاش ؟
لا .. ماشي هادشي لي كنت بغيت يبان على وجهها .. ولا فعمق عينيها الاسود .. بغيت نقرا انها بصح كتبغيه .. كتحس بشي حاجة اتجاهه .. ولكن كنت غالطة بزااف .. انا الوحيدة لي كنت مقيدة بمشاعري .. وانا لي توهمت حاسداني ..
نرجس:~ حاولت نخرجك من شنو فيه .. حاولت من شحال هادي نخليك تفتحي لي قلبك .. ولكن نتي .. (سكتات وتمتمات بعنف) ماتستاهلي والووووو .. تأكدت كنت غير صديقى مصلحة .. باش تباني ل راسك عندك صحابات .. 
انا:~( جاوبتها بتسلط) حتى نتي بغيتي مني غير مصلاحتك .. بغيتيني غير نراجع معك .. 
نرجس:~ زيديني .. فين عمري طلبتك ؟ واخا هانتي وصلتي ل الشيء لي بغيتي ليه .. الله يخلف عليك .. 
غمضت عيني بالم حارق .. كنت مازال باغيا نعنفها .. ونضربها مجددا بداك المجلد ولكن كلامها خلاني نجمد فمكاني .. 
نرجس:~ وانا اذا بغيت شي حد .. غانبغيه بعقلي قبل قلبي .. ماغانبغيش واحد هضر معايا مرة وحدة ولا زوج .. واحد باقي حتى مستقباه ماعندهش .. فقط نجري وراء نزواتي.. ونضيع حياتي .. وفراغ ماعندي باش نعمره .. ماعمري غانبغي شخص فحال هكا .. 
مجددا طيحاتني فشباك الحكمة .. مجددا صفعاتني غير بكلامها .. ردات ضربتي بما هي اقوى .. خلاتني كنستوعبه ومشات فحالها .. هي لي عمرات لي راسي به اول مرة هي لي دفعاتني نفكر فيه ؟ ودابا كتتراجع فحال اذا مادارت والو .. فحال اذا ماطيحاتنيش فعافية الفضول وطفاتني فالاخير بماء الواقع ؟؟ ..

جريت رجلي بزز .. ومعدتي كتلوى من الداخل .. لو كنت سمعت هادشي من شي كد اخر ربما واليديا بالاول .. كنت غانرجع نبردد الغدايد فلحمي .. ولكن نرجس بالذات .. وراتني بزاااااف .. مزقاتني من الداخل بدون رحمة ..
دخلت للدار بصمت وجدرانها كيطبقو عليا من كل اتجاه .. ذرات الهواء كيتقلصو من حولي .. وتنفسي كيضياق ..
هاد المرة لقيتهم جالسين مجموعين .. حتى عمتي وبناتها معانا من جديد ... كتفجأتش .. كنت متوقعة زيارتهم اجلا .. فحال اذا هادشي لي ناقصني .. 
نطقت ببرود ..
انا:~ السلام وعليكم ..
ردو عليا السلام .. عنقاتني عمتي بحرارة .. فحال اذا بصح كترحب بعروستها .. وحتى هند وجميلة نفس الشيء .. 
من بعد ماجلست قدامهم .. 
جميلة:~(ابتسمت فوجهي) توحشتك .. 
رديت لها الابتسامة بأخرى .. كنخبي اي تعبير يقدر يوضاح على وجهي .. ويبين التضارب لي على وجهي .. 
انا:~ شكراا .. (تنفست بزز) حتى انا .. 
هند:~(همسات بشوية) ها هو غايجي الوقت وغاتبقاي تشووفينا ديما حتى نطلعو ليك فراسك .. امرات خوويا ..
ضحكات بصخب ورجعات خبات فمعا بيديها ..
دم الغضب تدفق فأوردتي بشدة .. حتى طلعات الحرارة على ملامح وجهي .. باينة هما فهموه غير خجل .. 
جميلة:~ (انبتها بضحكة) هانتي حشمتيها .. خليها حتى تقولها لنا هي بنفسها ..
هند:~(حركت كتفيها بلامبالاة) قلت غير الصرااحة ( رجعات حطات يديها على كتفي)نتي مووافقة بعدااا ياك ؟ 
جميلة:~ (جاوبتها بلاصتي)اكيد غاتكون موافقة .. 
واحد العقل كان كيقول ليا نوضي مسحي داك الضحكة لي على وجههم وغوتي وقولي نتي ماباغياش هادشي .. انني كارهة هاد الزواج .. واش حتى حد ماقدر يقرا هاد الجواب الصريح لي على وجهي ؟؟ .. 
لا ماكان واضح والو يمكن غير الجمود .. وابتسامة باهثة كنغصبها على صفحة مرة بعد مرة ..
بلا مانجاوبها تكلمت باعتذار..
انا:~ سمحو ليا .. غانبدل حوايجي ونجي ..
وهادشي لي كان دخلت للبيت حاولت ما امكن نتعطل .. ساعة او ساعتبن غانظوزها معهم بمشقة الانفس ومن بعد يمشيو فحالهم وترجع حياتي كيف قبل ..
رجعت عندهم وفكل مرة كانت كتكلم معايا جميلة او هند او حتى عمتي.. كانت اجوبتي مقتضبة .. من فوق نفسي .. يمكن هما ظنو ان هاد الصمت غير من فرط الخجل ..
فالزيارة الاولى كرهتهم وفهاد الزيارة اكثر .. خصوصا انهم كانو كيتكلمو بالالغاز على الزواج والعرس .. لكن تأكدت انهم كانو كيقصدوني خفية .. 
طاح الظلام وهما مازالين معنا.. سمعنا الدقان فالباب .. استغربت بحق من شكون يمكن يزورنا فهاد الأثناء، لكن صوت عمتي قطع الشك بداخلي ملي سمعتها قالت ل ماما :
عمتي ~ هذا ما يكون غير بلال لي جا ورانا !

غير سمعت اسمه ضلوعي بردو عليا .. داك الشعور لي حسيت به فشكل ماقدراش نوصفه .. ولا نوصلو لشي حد اخر.. بصح كنت باغيا نشوفه ونتكلم معه ولكن ماشي بهاد السرعة .. فحال اذا شداتني داك السخانة الباردة .. ماعرفاش شنو داكشي ..
اما قلبي مرة حسيتو كيضرب فراسي مرة فكرشي .. دقات عنيفين كانو كيتسمعو فآذناي .. ماقدرتش نميز بالضبط ماهيته داك الشعور من غير انه خوف من المجهول.. نار سائلة هبطات على سلسول ظهري .. وحرقات كل جزء كل فقرة من فقارته الثلاث والثلاثين..

سمعت ماما لي تكلمات .. وجهات خطابها ليا .. فقط كنت كنشوف فمها لي كيتحرك والحروف لي خرجو من جوفها كانو كيوصلوني بعاد وثقال .. فحال اذا انا فشي بئر غارق ..
ماما:~ جوري فتحي الباب ..
هند:~(همسات فاذني بضحكة) سيري سيري .. 
سمعت صوت جميلة من ورائها ..
جميلة:~ واخيرا غادي يتلقاو .. 
غير وقفت رجلي حسيت بهم كيرجعو بيا اللور .. ماكرهتش نهرب بمرة من هاد المكاان .. ويديا تعرقو مرة اخرى .. شفت فالاوجه كلهم كانو بدون تعبير .. رجعو يكملو كلامهم عادي .. وواقع الصدمة كان واضح فقط على تقاسيم وجهي .. 
فتحت الباب ببصعوبة .. كنت كنحس بمزلج الباب كيزلق بين يدي .. النفور تملكني .. واحساس بالتلخبط زاد على مابيا ... شعوري دام لدقيقة كاملة .. حتى قابلني وجهه لي ماشفته منذ سنوااات .. 
نظرة طويلة .. مستفزة .. باردة.. خالية من اي شعور .. محيط اسود .. بئر غامق بدون تعبير ؟!
نظرة خلالها تحاربو عينيه السوداوتين ونظرتهم الغامضة مع عيوني .. ماقدرتش نتأمل فيه اكثر .. ومابغيتش اصلا نشوفه ..
من غير طوله الفارع لي غطا على الباب .. وجسده الضخم احتل ذارات الهواء من حولي ببراعة .. يديه في جيبه .. بإهمال .. فحال اذا مامهتمش اصلا ؟!! وجهه بدون تعبير تقريبا .. فقط الوجوم لي قدرت نميز عليه .. 
لكن صوته الخشن .. تكلف انه يوصل لي رجفة من نوع ااخر ..
بلال:~ السلام وعليكم .. 
تعقد لساني بين ثغري .. حتى شفته ناوي يدخل .. عاد بعدت قليلا على الباب .. رجعت تقريبا مختبئة من ورائها .. عاد رديت عليه السلام بصوت مخفي تقريبا ..
انا :~ وعليكم السلام .. 
كان وصل لمنتصف الباب تقريبا .. وطوله الفارع كيغطي عليا تقريبا ..
بلال:~ كاينة الواليدة ؟ 
اكتفيت انني نحرك راسي بالايجاب .. 
بدون مايشوف حتى لجهتي ولو غير لمحة صغيرة .. نفهم لغة وجهه .. لكن زاد لداخل .. 

الوقت لي مر ورا هادشي .. كنت فيه فقط ك متفرجة صماء وخرساء.. كتلاحظ مسرحية امامها لكن خلف الستار .. لكن ماعارفاش شنو كيتقال.. وماعليها سوى تصفق ل نهاية المشهد .. 
واخا كان وقت قصير .. غير جا ياخذ واليديه لكن كرهته .. هذا هو لي من المفروض نتزوج به .. التجاهل التام .. ماكلمني ولو بسؤال واحد .. هادشي عجبني اكثر وخلا فكرة الرفض تزيد تغلغل فأعماقي .. 
فرصتي الوحيدة .. باش ننقذ راسي .. على الاقل خصني وقت نتكلم معه .. واخا ماكانتش عندي الجرأة الكافية .. لكن غانحاول ..

حتى فات اللقاء المقيت .. عاد خرج بلال قبل مايخرج الجميع .. من حسن حظي كنت قريبة للكوزينة استشعرت خروجه ..وكانت هادي هي الهمزة .. طوق النجاة لي ظهر امامي من العدم .. خرجت على اصابعي .. حتى وقفت قدام سيارته ووارائه بالضبط .. 

كل ماكنت محتاجاه هو ثلاث دقائق فقط .. نبين له رفضي الكامل .. وهو يتكفل من بعد .. 
انا:~ بلال .. 
كنت متأكدة ان ذبذبات صوتي اجفلوه للحظة .. ظنيت ماتوقعش فيها وجودي .. لكن كانت شجاعة كبيرة مني انني فلحظة وحدة نختار شنو بغيت انا .. ماشي شنو بغاو هما ..
بلال:~ (بتساؤل) جوري ؟ 
قالها فحال اذا مامصدقش تواجدي .. ماجابهتش نظرة عيونه ومحيط عينيه الاسود .. غير نبرة صوته كانت كافية تخليني نجمد فمكاني .. 
اول شيء تنفست بعمق .. وبعد ذلك شفت ورائي .. كنتأكد من عدم خروج احدهم .. 
انا:~ بغيت نهضر معك .. 
ربع يديه ورجع وقف امام سيارته .. 
بلال:~(شاف فيا طويلا ) واقعة شي حاجة ؟؟ 
وبدون مانتمعن فجملته او ينتاظر شرح مني .. غمضت عيني .. والقيت على وجهه جملتي .. لي كنت متأكدة غاتغير حياتي .. 
انا:~ انا ماباغياش نتزوج بك ..
شاف فيا باستفهام كأنه عاد كيستوعيب كلامي لي قلته ولا مافهمش شنو كنت كنخربق عليه .. لكن بلا مانتردد زدت كملت على كلامي ..
انا:~(حركت راسي بنفي) انا بغيتك نتا لي ترفض .. حيت عندك حق الاختيار .. 
صمت ثقيل .. ذبذبات الهواء كنت كنحسهم كيينتاقلو بسرعة .. وكيتقذفو على بشرة وجهي .. بينما السكات لي كان طاغي .. مخيف اكثر من سكون الليل .. 
بلال:~(جاوبني ببرود) ومن بعد ؟ 
كنت انتظر انني انا لي نصعقه ماشي هو لي يصعق خلايا جسدي ببروده وسكونه .. شفت كالعادة بدون تعبير .. وحتى ذرة شعور قصير .. او ومضة امل ؟ .. ماكاينش .. واش موافق على كلامي ولا رافضه .. 
هو بنفسه ماعندهش اهتمام بهاد الدبيجة بأكمالها .. 
انا:~ (تمتمت بعنف ) انا .. انا ..
اكتفى انه يهز راسه بدون تعبير .. ويبعد للجهة الاخرى ..
بلال:~(جاوب برود) سيري فحالك قبل مايخرج شي حد .. 
كنت كننتاظر ردة فعل مغايرة .. عاودت جمعت شجاعتي للمرة الألف .. وتكلمت بصوت جدي اكثر قبل مانرجع لداخل .. 
انا:~ انا بصح مابايتش نتزوج بك .. 
كل ماقابلني بعد هاد الجملة هو ذبذبات الهواء .. لي دخلو لحلقي كيحفزو كلامي اكثرر .. ويديه لي زيرات على معصمي بعنف .. 
انا:~(جريت يدي لعندي) بعدد مني .. 
حيدها فنفس اللحظة بعنف اكبر .. وتكلم بنبرة كتقطر بالاستهزاء .. 
بلال:~ كضني مسوق ليك مثلا ؟ 

قمعني بكلامه .. كأي انثى اول مرة كتشوف نظرات صريحة اتجاهها بالاستهزاء.. كأنني ماشي من المستوى دياله ؟؟
الدم فار فعروقي .. مالقيت مانقول من غير تمتمت بصعوبة باش نرد على كلامه المهين ..
انا:~ ماكايهمنيش .. 
بلال:~ وكتظني فبالك نتي مهمة عندي ؟
غمضت عيني وابتلعت ريقي بزز .. إهانته وكلامه الفظ خلاني ماعرفت باش نجاوبن ..
انا:~ عارفاك نتا ماحاملنيش .. وماباغيش هاد الزواج ..(كملت بشجاعة وصعوبة فنفس الوقت) ونتا لي غادي ترفض .. ونتا لي عندك حق الاختيار .. 
فقط شفت داك الهوا لي خرج من فمه .. بزفير حار.. وعينيه لجتين عميقتين من السواد ترسم عليهم الاستهزاء .. تأكدت ان الكره لي مخبية ليه فقلبي هو لا شيء مقابل الكره لي كيقابلني به هو ..
بلال:~(رد يديه لجيوبه وتكلم تحت نيفه) متوهميش بزاااف ابنت الخال .. (وزاد باستهزاء) ودابا دخلي قبل ماتزيدي طيحي فالمشاكل .. 
بلا مايزيد يشرح ولا يبين ليا .. الغموض .. هو لي قابلني .. 
مدة طويلة .. وانا كنحبس انفاسي العنيفة انها تفضح تشنجي ولو مع نفسي .. اكتفيت نسمع داك الكلام لي تقذق على وجهي بفظاظة .. ودخلت فحالي هاربة من اي نظرة قاسية من عينيه النجلاوين .. هربت من نفسي الشجاعة .. لي قدرات واخيرا تعبر على رفضها .. لكن ؟ ماذا بعد ؟ .. 
الشيء لي كنت شبه متأكدة منه .. انا حياتي دابا غاتغير نحو الافضل .. حيت الرفض غايجي من طرف بلال بصريح العبارة .. ماعرفتش شنو وقع من بعد .. حتى من الوداع .. اكتفيت انني ندير راسي ناعسة فالبيت باش مانسمعش مرة اخرى كلامهم .. وانفاسي تختلط بانفاس اسرتي فنفس المكان .. 

فالصباح ... كان كلشي كيبان لي زوين .. مجرد موقف واحد خلاني مبتسمة .. لكن ابتسامتي ماطالتش بزااف .. ملي تلاقيت نرجس ف الكلية .. وحاولت تتجاهل وجودي تماما .. فحال اذا عمرنا كنا صحابات .. 
موقف واحد فقط قدر يهدم سنوات الصداقة .. حتى من كبريائي المجروح بكلامها .. كان فحال شيء جريح .. كينتفض كل ماتفكر كلماتها القاسية لي تحطو على الجرح .. 

شي حاجة داخلي تحركات بعنف .. قلبت طريقي .. كنحاول نزفر اكثر .. ماشي شغلي ياك هي لي بغات هادشي .. مشيت للمقصف .. 
دورت عيني حتى شفت مراد من بعيد جالس ملاهي مع هاتفه .. اتجهت عنده بدون تفكير .. باش نثبت لراسي ولنرجس انه ماكاين حتى اختلاف بيني وبين مراد .. 
انا:~ مراد .. 
حيد تليفونه .. وشاف فيا مطولا .. 
لوهلة بان لي مامصدقش وجودي امامه تماما .. وانه يمكن غير كيتخيل .. عسل عينيه فثانية واحدة فقط رجع شفاف .. عاد نطق باستغراب .. 
مراد :~ نتي ؟ 
ذبذبات الرياح كانو كيتحكرو امامنا .. بقا الرياح فحال انفاسي خافت ومتشنج .. رجلي لي قادوني ل عنده .. 
انا:~( عاودت رسمت الجمود على وجهي) واخا تعطيني المطبوعات ديالك نطبع عليهم ونردهم لك ؟ (تمتمت بشوية) حيت محتاجاهم ..
بصح كنت بغيتهم لكن هذا ماكانش مبرر كافي باش نتكلم معه .. فراغ روحي وداك الاندفاع لي فداخلي لي كان كيحثني نتكلم معه .. وخصوصا كلام نرجس لي كان فحال مطرقة فراسي .. 
مراد :~( حك فشعره بابتسامة ) مانكذبش عليك ..(عاود تكلم باستنكار) دابا ماراهمش معايا كلهم .. اذا بغيتي طبعي على هادو لي عندي هنا .. حتى نجيب لك الاخرين غدا .. 
جاوبته بخفوت .. 
انا:~ واخا .. 
مراد :~(وقف) ولكن ماعنديش هنا .. تستنايني هنا شي خمسة دقايق نجيبهم لك ؟ ( عاود دار يديه فجيوبه) ولا تمشي معايا نعطيهم لك .. وخرجي طبعيهم من تما .. 
انا:~ واش البلاصة فين عند بعاد ..
مراد :~(تكلم بجدية) لا غير برا فالطموبيل .. 
مالقيت راسي غير غادية معه فنفس الصف .. يمكن كلامه الجدي هاد المرة خلاني نتصرف بدون اذن من عقلي .. 
فقط دقائق معدودة .. حتى وصلنا لبرا بدون مانعاودو نتكلمو.. كل مادار هو مد ليا شي مطبوعات .. مالقيت غير انني نشكره ونبتسم ببرود مجبرة .. 
انا:~ شكرا .. 
مراد :~(بمزاح) خصك تخلصيني ..
انا:~ (رمقته ببرود ) اذا مابغيتيش نقدر ناخذهم من عند شي حد اخر .. 
عاود شد واحد الرواية كانت فيدي وخداها بدون اذن غير كنهزها باش مايكونوش يديا خاويين .. 
مراد :~ ( شاف ف صورة الغلاف وتكلم ببلامبالاة ) مزيان .. ولكن حتى حد ماكيكتب اصلا .. 
ماعرفتش شنو لي كان مخليني واقفة .. لكن عيوني ماحيديوش من ملامحه .. مانقدرش ننكر انه ملامحه كتبعث الارتياح للنفس .. مرفوق مع قليل من الخوف لا فالصراحة هووو بزاف د الخووف من تقاسيم وجهه وعيونه البنية .. غير حيت عمري وقفت مع شي حد وهدرت معه بهاد الطلاقة.. الشيء لي خلا خفقات قلبي بدون اذني يتسارعو بين قفصي الصدري .. فحال اذا راني فشي سباق ..
صوته لي كان الانذار باش نكبح هاد المشاعر المتدفقة بغزارة .. 
مراد :~ اذن غايبقى عندي هاد الكتاب حتى لغدا ونردو ليك .. ( عاود ركز نظره ف مقلتاي ) باش نضمن ماتهربيش ليا بالمطبوعات لي بقاو .. 
بعد ذلك ضحك بصخب .. وعاود رمقني بنظرة طويلة .. وهمس بصوت اجش .. 
مراد:~ بسلامة

صباح اليوم التالي .. كنت متعمدة نمشي نمشي بكري .. باش نرد له مطبوعاته .. لي اكتفيت منها وطبعت شنو خصني.. واخا ماكنتش محتجاهم كلهم .. 
السبب الحقيقي كان هو انني نرتشف نظرة سريعة من تقاسيم وجهه وتعابيره .. واخا اخر مرة كان الامر ماشي حتى ل تما .. هو بنفسه كان قال مابقيش يدور لجيهتي .. لكن هاد المرة انا لي رجعت وبإرادتي الكاملة .. جميع داك القوة لي تسلحت بها استنفذتها ..

خديت كاس د اتاي .. وجلست نستناه.. 
فاتت فقط بضع دقائق حتى حسيت وقف قدامي بطوله الفارع .. 
مراد :~(بابتسامة) سلااام .. 
انا:~(رديت عليه بحركة من رأسي ) وعليكم السلام .. 
يالاه جيت نوقف كان جلس مقابل لي .. وباقي اثر النعاس واضحين بين رموشه وعسل عينيه .. 
مراد:~ لبااس عليك .. 
انا:~ الحمد الله ونتا .. 
مراد :~(عاود ابتسم ) الحمد الله .. 
كنت متوجسة من هاد الجلسة .. قدرت نخالف قدرتي على اي شيء بأشواط .. تصرفت بشجاعة .. واخا الامر مافيه والو .. فقط جالسين ولكن ماشي هكا كنت حاسباه شحال هادي .. عيب الناس يشوفوني جالسة مع دري .. 
فترة صمت مرت بيناتنا حتى عاود قاطعتها ملي شديت مطبوعاته وقربتهم قدامه .. <
انا:~ ها هما شكرا .. 
حتى هو دار بالمثل .. شد المطبوعات لي كان باغي يعطيني البارح وتكلم .. 
مراد :~ العفو .. (بثقة) ها هما الاخرين .. حتى ترديهم من بعد .. 
انا:~ شكرا .. 
شفت فيه كنستناه يرد لي الكتاب لي خدا البارح .. وملي تكلم كنت كنتوقع هذا هو لي غايكون موضوعنا .. لكن سؤاله كان مخالف ل شنو فبالي تماما .. 
.مراد :~(باهتمام) قارية دابا ؟ 
حركت راسي بالإيجاب .. 
انا:~ااه .. (وقبل مايسأل سؤاله التالي كنت عطيته الجواب مباشرة) مع العشرة .. 
ثبت يدي لي كيرجفو على الطاولة .. واجوبتي حاولت ما أمكن تكون مقتضبة .. باش ماياخدش داك اللمحة الخاطئة عليا اكثر.. 
مراد :~ مزيان .. (عاود شاف ف ساعته ) حتى انا خصني نمشي مع العشرة ..
تأملت عيونه لي غمضهم بنعاس .. شي حاجة فيه كانت كتجذبني بشكل لا إرادي مهما نكرت هادشي .. ولكن بيني وبين نفسي كنت صادقة بما فيه الكفاية .. فقط ل لحظة وحدة يمكن ثانية وحدة بانت صورة بلال مرافقة لصورته .. غمضت عيني باستهزاء .. فرق شاااسع بيناتهم .. واخا ماكنعرف عليهم والو بزوج .. ولكن كان واضح انه حتى حد ماكيشبه للأخر .. 
مراد :~ علاش كضحكي .. 
اجفلت من نبرة صوته الهادئة .. 
انا:~ لا والو .. 
تكلمت عمدا باش نقلب الموضوع .. 
انا:~ فين الكتاب لي خديتي من عندي البارح ..
مراد :~ (ضحك بلامبالاة) ماتخافيش ماغاديش ناكلو .. غانقراه ونرده لك .. 
عاودت دخلت بعض الشعرات كانو كيبانو برا الفولار .. وفهاد الوقت طول الشوفة بزاااف حتى قلبت وجهي للجهة الاخرى .. ربما فنفسه كيقول هاد السيدة منافقة مرة بالشعر مرة بالحجاب ودابا كتحاول تخبي خصلات شعرها .. الحرارة اجتحاتني والذعر انتابني ان شي حد يفكر فيا بهاد الطريقة المتدنية .. 
زفرت بضيق وعاود رديت على كلامه .. 
انا:~ماباينش عليك من النوع لي كيقرا الكتوبة بزاف .. 
مراد :~ عندك الحق .. ولكن "مميز بالأصفر" هاد الكتاب بالضبط اثار اهتمامي .. فحال صاحبة الكتاب بالضبط .. 
عيني توسعو بصدمة من كلامه .. وجرأته لي هاد المرة كانت فايتة بزاف .. وانا بداخلي كنت منصاعة لهاد الامر .. 
فحال اذا كان شي سيف ذو حدين فداخلي مرة اذا خرجات جوري الاولى كيمزقها واذا رجعات وخرجات جوري الثاني كيمزقها اكثر .. 
انا:~ (همست بتوتر ) سمحلي خصني نمشي .. 
حتى هو وقف امامي وتكلم بنبرة اعتذار .. 
مراد:~ جووري.. ماقصدتش حتى حاجة .. مجرد كلام عادي .. انا موالف كنتكلم هكا .. ماتفهميش غلط ..
مسحت على عنقي بتوتر وعاودت شفت فمقلتيه لي بانت لي فيهم فقط الصراحة .. 
انا:~ عارفة ماقصدتيش .. 
مراد:~(ظهرو ملامح الارتياح على وجهه) ااه غانوصل معك .. محتاج هدى .. 
هدى .. هدى ..هاديك الدمية الجميلة .. وفنفس الوقت كتستفزني بجمالها .. هي دائما برفقته .. حتى هاد المرة كانت فعقله .. اغتصبت اللاشيء على وجهي .. وجاوبت 
انا:~ ااه .. 
مراد:~ مزيان يالاه نوصل معك .. 
بقيت واقفة حتى زاد حتى هو .. مشينا متوازين فنفس السطر بدون مايتكلم احد فينا فقط صوت قرقعة حذائي وحذائه لي كانو متناغمين .. حتى وصلت .. 
ابتسم ورديت الابتسامة فوجهه وخليته كيقلب على صديقته .. مابغيتش نفكر اكثر فيهم من غير انهم مجرد اصدقاء .. 
كان باقي الحال شوية .. جلست تقريبا فالاول .. دورت عيني على نرجس مابانش لي .. 
الوقت داز طويل .. قبل ماتبدا الحصة .. حتى بدا كيعمر المدرج والضجيج من كل مكان .. شي كيضحك شي ساكت .. كل واحد وفاش ملهي .. 

حتى دخل البروف الجديد المكلف بهاد الحصة د "التنظيم القضائي" .. لكن لااااا شي حاجة كانت خاطئة .. واش انا فحلم ولا فخيال .. واش كيصفعني الواقع ؟ ولا كتمزقني الحقيقة ؟؟
عرفت راسي هاد المرة وقعت فمأزق .. مأزق حقيقي والمشكل كبيييير.. الاستاذ ماكان سوى بلال بنفسه !!

فحال اذا شديتي شي حجرة كبيرة .. حجمها اكبر من انني نستوعبه او نقدر نتحمله وحطيتيها على عقلي.. ثغره لي بان لي كيتحرك من بعيد .. كيلقي كلماته الجديدة على ازيد من مئتين طالب .. بنفس المظهر .. وثقته باينة فوق القياس .. بنفس النبرة الجافة لي خاطبني بها البارح .. 
الشي لي قدرت نسمعه هو اسمه الكامل "بلال مرزوق" .. كيعرف بنفسه قبل مايبدا .. بغيت غير نتأكد واش هو ولا غير كنحلم .. 
;وجهه دار تقريبا على اغلب الملامح .. حتى انه عرفت انه رد لي البال..
بنفس البرود والوجوم .. نفس النظرة القاتمة.. نفس النظرة الساخرة .. والغموض فمقلتيه .. صفعني من جديد بنفس المشاعر لي ماعرفت كيف نوصفها .. المهم هي احاسيس ماكانش عند قلبي القدرة انه يتحملها ولا يتكيف معها ..
فمه كيتحرك بكلام ماستوعبت حتى حاجة منه .. كيشرح والوحدة دياله وفالمقابل انا عقلي متوقف .. فقط مركز على نقطة واحدة .. كنزيد نتصدم بغروره وكبريائه لي كان واضح للعيان..

سلات الحصة وتسالا معها عمري .. حاولت نخرج من بين الأوائل .. ونهرب من المكان بدون عودة .. كأن اشباح روحه غادي تلاحقني .. 
لكن على كل حال كنت عالقة بين الخيال والحقيقة .. ملي لقيته بنفسه عاود وقف قدامي .. الطلاب غادين من قدامنا وهو كأنه مامسوقش لوجودهم من حوله ..
بلال:~( ربع يديه ) بلا ماتصدمي بزااف .. ابنت الخال ..(ضحك باستهزاء) الامر ماشي بهاد السوء كله ...
انا:~(تمتمت بلا عقل) بعد مني .. 
بلا مايتزحزح حتى تعبير فوجهه .. رفع شفته العليا باشمئزاز .. وهمس جنب اذني تقريبا .. 
بلال:~ ولا كنتي كتستناي صاحبك لي يطلع الاستاذ .. (سكت شوية) الرخيص ماكيطيح غير على ما هو ارخص منو .. 
هزيت راسي فيه ومن اتهامه الصريح .. فظ .. جلف وقاسي .. مامهتم بنظرة حتى واحد من حولنا .. وجميع الطلاب كانو كيشوفو فينا بفضول يمكن فهمو انني كنجذبه لعندي ولا مانعرف .. حاولت نجاوبه ما أمكن ببرود ..
انا:~ عررررفتي شنووو غاايوقع اذا غوووت وجمعت عليك جميع هاد الناس دابا .. 
بلال:~(كلمني بدون اهتمام ) اكيد ماغايكونش اسوء من داكشي لي غايوقع ليك اذا مادرتيش عقلك بين رااااسك .. 
هزيت راسي فيه باش نمشي .. يفهم راسه ويبعد من طريقي .. مابايتش نرجع للوءا باش مانلفتش الانتباه.. وخلال نظراتي ليه ظهر لي تشنج فكه بوضوح .. 
انفاسي تسارعو بين قفصي الصدري .. وشفتيه كيتحركو بكلام مهين اكثر .. 
بلال:~ كوني بنفسك .. وماتكونيش رخيصة .. 
صفعني بكلامه وعاود رجع لبروده المعتاد .. بعد عليا بخطوات كلهم عجرفة ... من بعد ما احرقني بليهب انفاسه .. بينما انا بقيت شاظة على قلبي .. وكلامه كقتل ليا ببطئ .. 
كل مادرته انني هربت هروب حقيقي .. هاد المرة ..

شنو ظهر لكم فهاد كفار قريش تفتفت
يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.