غلبة الرجال الجزء الرابع

من تأليف غزلان ش.
2019

محتوى القصة

رواية غلبة الرجال

حطات مونية اخر طبق من المطبخ و جلسات في مكانها .. ماهزاتش عينها .. لا فزوجها و لا اختها .. 

في الحقيقة كل واحد فيهم كان منشغل فصحنو لي قدامو و غارق في تفكيرو .. لا صوت من غير الشوكات تتصادم مع الصحون .. 

هز خلدون وجهو و مررو عليهم كاملين بغير رضى و قال :"" مالكم ساكتين بحال الى عندكم عزاء .. شدوها منين خفافت و رخاها الله ""

مباشرة رمى علاء نصف عينو على مونية و قال :"" شكون خلاك تشدها منين خفافت .. *هز عينو في خلدون * كاينين شي ناس عزيز عليهم نيت يهزو من جهة التقل و يوهمو انفسهم باللي ماكاين حل من غيرو .. ""

تبسم خلدون بفهم و قال و هو كايشوف فمريم :"" عزيز عليهم يتشاف فيهم شوفة الاقوياء و لي قادين بشغالهم .. و هما في الحقيقة ماباغييين غير جذب الانتباه ""

جاوبو علاء :"" مع ان كل الانتباه موجه ليهم و حتى من الدعم .. اشنو بغاو ؟ "" 

جاوب خلدون ساخر :"" يمكن شي طرحة ديال العصى ""

هزات مريم عينيها فخلدون كالسهام و مونية تبعاتها .. احسو بكلام ملغم في كلمات ازواجهم .. ضحك خلدون على الموقف و تبعو علاء مع ان ضحكو كان اكتر ميولا للسخرية .. 

قاطعاتهم مريم قائلة بحدة :"" و شي ناس خاصهم غير يدخلو سوق ريوسهم ""

هز خلدون راسو قدام مراتو مبتسم بمراوغة و قال :"" شكون هاد الناس و على اشمن ريوس كاتهضري ؟""

قلبات عينيها و دارت قدامها بغيظ و تبعها بعينو ضاحك .. عمر صحنها بالخضر و قال :"" كلي مزيان امريامة ""

رجعات شافت فيه بغير رضى و غمزها .. 

تلقائيا حشمت من تصرفو حيت هما قدام اختها و زوجها .. هزات عينيها في اختها لي كانت بالفعل متبعاهم .. و في ديك اللحظة حذرات عينيها كتاكل .. اما علاء فماشاف والو .. 

تنهدت مريم لحال اختها و تأسفت بعمق .. ماشي غير لمشاكلهم و لكن لكولشي لي واقع .. ماشي حاليا و لكن لمن زمان مضى و فات .. 

قالت مباشرة :"" غذا غانمشي معاك عندو ""

رفعو الكل عينيهم مباشرة لمريم بدهشة و قالت :"" مالكم كاتشوفو فيا ؟ قلت شي حاجة غريبة ؟ ""

تبسم خلدون في حين جاوبت مونية بتشكيك:"" اشنو لي بدل رأيك ؟ ""

قالت مريم ببرود :"" انا مزاجية .. كل ساعة و حال ""

قالت مونية بتحذير :"" اذا ناوية شي صداع غير شدي الارض احسن ليك ""

وجهات مريم نظرتها الشرانية لاختها و قالت :"" ماشي انت لي غاتقولي ليا اشنو ندير .. هادي مصيبة مجموعين فيها بزز مننا .. و غانمشيو فيها بزز مننا ""

قالت مونية بانفعال :"" في الحقيقة راك غير كاتوهمي .. حتى احد ما بزز عليك .. فهاد اللحظة هادي اذا بغيتي ترجعي فحالك و تخلي كولشي راه ما غايحبسك حتى احد ""

بان التوتر على الرجال لي بداو يغمغمو كل واحد لمراتو بدون مايهتمو لكلامهم .. فقد تأهبو بالفعل و حتى قوة ماغاتحبسهم .. 

فتحات مريم فمها بصدمة و قالت :"" كاتجري عليا دابا ؟ ""

حطات مونية الشوكة من يدها و قالت :"" بالله عليك انت عارفة مزيان باللي ماقصدتش هادشي .. ماتبقايش تتشبتي غير بلي جا قدامك عشوائيا .. هادشي كايخلي النقاش معاك متعب و بدون معنى ""

تدخل علاء بقوة قائل لزوجتو و هو مخرج عينيه :" مونية باراكة اختك بغات تزور باك معاك فين المشكل ؟ ""

تدخل خلدون كذلك قائل :"" كانظن البنات خاصكم نيت ديرو عقلكم و باراكة من هادشي ""

تهدنو بزوجهم و سكتو... بعد لحظة قالت مريم :"" ماناوية والو .. انا غير بغيت نحضر و صافي ""

قالت مونية :"" مانظنكش مستعدة لهاد اللقاء ا مريم .. غير غاتشوفيه .. غادي تخرجي على طوعك .. انا كانعرفك ""

قالت مريم :"" صافي هضرنا .. غانبقاو نعاودو نفس الكلام ؟ ""

تنهدت مونية باستسلام و سكتات .. 

قالت مريم :"" واش غاتمشي عندو للدار ؟ "" 

جاوبت مونية :"" ماعرفتش مازال ما اتاصلت ""

قال خلدون :"" خاصكم تتاصلو اليوم باش تعرفو واش مسالي ""

ضحكات مونية بسخرية و كانت مريم كاتضحك بنفس رد الفعل و قالت :" مايكونش عندو الوقت يشوف بناتو لي مشافهمش سنين و لي اصلا جايين عندو لظرف طارئ و موضوع حساس .. ""

هزات مونية راسها كاتضحك و كاتكلم بسخرية و قالت :"" و لكن حنا لي قطعنا معاه الصلة و احنا لي جايين دابا كانقلبو عليه غير بسباب الظروف ""

هز علاء عينو فيها مغوبش و كايحذق فيها بطريقة غامضة في حين مريم كانت في المقابل كاتشوف فيها بغيظ ترجماتو بنبرة ساخرة في كلامها و قالت :"" اووه مسكيين .. على القطيعة جات مننا غير حنا ؟ راه حتى هو مقاطعنا .. من الوقاحة يلومك شي احد على شي حاجة هو بنفسو كايديرها "" 

قال خلدون بتأنيب :"" هذاك الاحد راه بااك ""

قالت بضيق :"" باراكة عليا من هاد السيرة .. الوالدين كاياخدو الرضى و الاحترام منين كايستاحقوه .. منين كايعرفو بحق و مسؤولية الابوة و الامومة و كايديرو بيها .. اغلب الوالدين كايستاغلو القيمة و عظامة المكانة لي عطاهم الله باش يلويو درعان ولادهم .. او باش يربحو تعاطف الاخرين .. و حتى احد ماكايلومهم حيت هما الوالدين .. في حين كاينين لي فاهمين فين كاتكمن ديك المكانة و العظامة لي تعطاتهم و كياخدوها كمسؤولية .. اما لي ماقادينش و ماعارفينش فقط كايخيرك بين الرضى و السخط و هاذشي لي داير بانا .. سمح فينا و بنا حياة جديدة فبلاصة اخرى بعيد علينا .. حيت عيا .. و خلانا فنصف الطريق .. كان عارفنا مازالين كانعانيو و مازالين فنفس البلاصة فين خلانا .. كان كايرضي ضميرو بديك التقدية لي كان يحط اولا بشوية الفلوس لي كان يخلي و لي اصلا كانو مفروضين عليه و يديه فوق راسو .. مادار واالو باش يستاحق كلمة اب و باش نبقاو فجنبو و نسولو فيه .. مادار والو باش يستاحق يكون بانا "" 

انهت كلامها بخبطة على الطاولة .. و كولشي كان ساكت و كايشوف لاتجاهها .. 

مونية اكيد فهمات كلامها مزيان و مالقات ماتزيد عليه .. علاء و خلدون فهمو اكتر باللي هاد البنات ماهما حاولو معاهم .. الا ان جروحهم ماعمرها تلم .. و ارواحهم غاتبقى مكسورة لاجل غير مسمى .. 

مشاكلهم و صعابهم تراكمت مع الزمان حتى اصبح الامر اكتر تعقيدا من انو يتحل .. لا الكلام و لا محاولة الصلح و لا حتى حاجة ممكن تفيد حاليا .. فات الفوت .. مابقاو غير جروح مازالة كاتنزف بدون توقف و المعاناة مع داك التأتير ديال الماضي على الآن و المستقبل .. و قساوة و برود في المشاعر .. عوامل خلات العيشة معاهم ... صعيبة .


كانت ال 11 ديال الصباح .. 

مونية سايقة سيارتها و فجنبها مريم .. 

وقفات السيارة في انتظار الاشارة الخضراء للانطلاق .. 
استغلت مريم فرصة الوقوف و دارت عند ولدها طلات عليه اللور .. 

شافت فيها مونية و قالت :"" فكرت فداكشي لي درنا البارح قدام رجالنا "" 

ضحكات مريم و قالت :"" مهزلة "" و سكتات منين شافت اختها نطقاتها معاها في نفس الوقت ... و ضحكو بزوج بقوة .. 

قالت مريم :"" ماكايعجبنيش حتى انا نتناقشو قدامهم .. هما مافاهمين والو و كايبقاو يتدخلو فاوقات غير مناسبة .. "" 

جاوبت مونية :"" كايحاولو يعاونو .. و الحمد الله ماعارفين والو داكشي علاش معاونينا و كون ماهما كانت الاوضاع بيننا غاتكون اكفس من هكا ""

جاوبت مريم بشرود :"" بالصح .. زعما اذا فهمو اوضاعنا مزيان و تفهموها مزياان غايعجزو بحالنا و غايستسلمو .. "" 

حولات مونية عينيها لاختها بصدمة مخرجة عينيها .. 

شافت فيها اختها و قالت :"" مالك تاني ؟ قلت شي حاجة ؟ ""

جاوبتها مونية :"" انت عارفة هادشي .. عارفة باللي كاينين شي عقد هكاك كانستسلمو ليهم حيت ماعندهم حتى حل .. بحال رغبتي فالولادة .. علاش حتى انت كاتبقاي تظغطي عليا فهاد الموضوع .. انت متناقدة و منافقة من الفوق ""
قلبات مريم عينيها و حتى وجهها لجهة الاخرى و غمغمات :"" هاحنا بدينا تاني ""

صاحت مونية :"" جاوبي علاش دورتي وجهك ؟ ""

شافت فيها مريم و قالت :"" اش بان ليك تسوقي و تسدي فمك .. اخر كلام ليا فهادشي قلتو من قبل .. سدينا ""

قالت مونية و كانها باغية تبكي :"" ماغاديش نولد .. واخا ماعرفت شكون غانخسر ماشي غير علاء .. "" 

قالت مريم و هي كاتواجه معاه بكليتها :"" و فين عمرك كان عندك ماتخسري .. من ديما كنتي اختي باردة القلب .. واش عرفتي اذا راجلك سمعك كاتقولي هادشي عليه ؟ ماعرفتش .. ولكن دابا منين كانخمم في حالتك .. كانقول بالصح .. كان عندها الحق منين كانت كاتقول ماغاتزوجش .. هذاك الراجل مسكين غير مورط معاك "" 

قالت مونية :"" شفتي ؟ نفس الشي .. غلطت منين غيرت رأيي و تزوجت .. مغانعاودش نفس الغلط مع الولاد ""

قالت مريم :"" شوفي الزوينة ماغاديش نخليك ديريني طريق باش تزيدي تقنعي راسك باللي عندك الحق .. وضعيتك راها كلها غلط في غلط .. يوم حذرتيني من الولادة و من المخاطر من انو يتزاد مريض او انا لي نكون مصابة و ديك الهضرة كاملةفمرت فيها و خممت ليها و لكن ماعمرتش بيها راسي .. و في المقابل ولدت و ماحرمتش راسي من الامومة و لا حتى راجلي من ابوتو.. ماهما بقيتي تعرضي عليا فدوك الدراسات .. راه كايبقاو فقط نسب و فرضيات لا غير .. ماغاديش نخلي فرضية و نسبة تتحكم فحياتي ""

جاوبت مونية بغضب :"" وجود النسبة كايلغي كولشي ""

"" راه وجوودك انت في حياتي لي دااير ليا السترييييييس "" غوتت بيها مريم و بدات تجذب في مقعدها بالغيظ .. اما مونية فحطات راسها على المقود و هي منهكة كيف العادة من النقاش مع اختها .. 

في سيارة اخرى من اللور .. كان علاء وراء المقود و خلدون في جنبو .. مستغربين من وقوف سيارة مونية رغم الاشارة الخضراء و السيارات لي وراهم كايزمرو بدون توقف .. 

شاف خلدون في علاء لي شاد جبهتو و قال :"" بااينة مقربلينها تاني ""

جاوبو علاء :"" حنا لي ماعندنا عقل مخلينهم يمشيو بزوج "" 

كان خلدون غايفتح باب السيارة كون ماشاف سيارتهم تحركت .. رجع لمكانو و قال :"" سير على الله .. و الله يخرج هاد النهار على خير "" 

--------

شربات مريم من قنينة ديال الماء و رماتها قدامها و بدات تنش على راسها ... شافت فيها اختها باحساس بالذنب و قالت :"" وليتي دغيا كاتعصبي .. قبل كان عندك نفس طويل ""

خنزرات فيها مريم و قالت :"" سوقي و انت ساااكتة .. ""

مررات عينيها على بطن اختها و قالت :"" واش الوحم خايب ؟ "" 

جاوبت مريم :"" جربي براسك ""

جاوبت مونية :"" لا غير بصحتك "" 

بعد سكات دام 10 د .. قالت مونية :"" مامتوتراش ؟ راه قربنا "" 

شافت فيها اختها بنفور و قالت :"" و كانه زادت فيك الهضرة لا ؟ فين ديك مونية لي كاتقطر منها الكلام حرف بحرف ""

جاوبت مونية هازة كتافها و قالت :"" مانعرف .. حنا فوضع مختلف .. و زيدون راه انت لي زادت حساسيتك ""

قالت مريم :"" وصلينا لهاد القرينة دغيا و سكتي صدعتيني .. ""


"" و يالله فين هو .. 11 و نصف و مازال مابان "" قالتها مريم و هي شادة ولدها بين يديها و كاتحرك رجلها بنرفزة .. 

رشفات مونية من قهوتها ببرود و هزات عينيها كاتشوف في الحديقة الملحقة بالمقهى فين كايلاعبو الناس ولادهم .. و قالت :"" صبري .. "" 

تنهدت مريم و استمرت بالسكات للحظة و قالت :"" خلدون و راجلك غايكونو مزالين فالدار ؟ "" 

جاوبت مونية :"" ماعرفتش .. يمكن ""

قالت مريم :"" مانظنش .. هذاك مايجلسش فالدار و خااصة مع راجلك ""

شافت فيها مونية باستغراب و قالت :"" مالو راجلي ""

جاوبت مريم :"" والو .. غير خلدون و هو ماكايتحاملوش .. زعما انت ماعارفاش هادشي "" قصة متوفرة على 9isas modareb..

جاوبت :"" ماشي هادشي لي ولا يبان ليا .. ماشفتيش كيفاش منين كنتناقشو انا و ياك كيفاش كايتافقو و يتدخلو بيننا ""

جاوبت مريم :"" اوى طبيعي يحاولو يصلحو بيننا "" 

قالت مونية :"" بطبيعة الحال .. هادشي لي كايعجبني فالذكر البشري ""

شافت فيها اختها نظرة تقزز و قالت :"" عاودي اش قلتي ؟ باقية معجبة بداك "كائن الذكر البشري " ... دابا بيني و بينك واش ماكاتحسيش براسك غريبة اطوار ؟ ""

جاوبت مونية ببرود :"" ماتقوليش ليا انت لي كاتحسي براسك طبيعية و ماشي غريبة اطوار "" 

قالت :"" على الاقل ماكانمجدش فالرجال و نعظم فيهم ""

جاوبت :"" ماشي كانمجدهم .. و انما معجبة بطريقة تفكيرهم الخالية من العاطفة .. و كيفاش هما مبرمجين باش يحفرو على مصالحهم .. على الفلوس و النجاح .. على القوة و فرض السيطرة .. على ديك القوة لي واهباها ليهم الطبيعة .. و كيفاش المرأة و الولاد ماهما غير جزء من حياتهم و ماشي كل حياتهم "" 

قالت مريم :"" و على ماشي حتى حنا هكاك ""

ضحكات مونية بسخرية و فضلات تسكت .. 

قالت مريم :"" يمكن عندك الحق .. هاد الامور في الغالب هي نقطهم القوية و لي كاتخليهم ديما فالصدارة بالمقارنة مع " الكائن الانتوي البشري " ولكن راه ليهم واحد نقطة الضعف ""

شافت مونية فاختها .. ضحكات ساخرة و قالت :"" نقطة ضعف مثيرة للاشمئزاز و الاهم .. كاتضيع و تضرب كااع ديك القوة و الهبة في ال0 ""

ضحكو الاخوات ساخرات .. 

قالت مريم :"" حتى جنس ما متالي .. و في الرجال كاينين العاطفيين لي ضعاف و دايرين بحال الولاد الصغار .. ماكايحميهم غير ديك صورة الرجل ... تماما بحال باك ""

------------

"" اش كايقولو من قبايلة ؟ "" قالها علاء و عينيه على الاختين فالطاولة المقابلة و البعيدة .. 

جاوبو خلدون :"" على الاقل كايهضرو هاديين بحال الناس .. بعد المرات كانشك واش هما نيت خواتات و تولدو من كرش وحدة ""

جاوب علاء :"" بالنسبة ليا .. علاقتهم حية و قوية اكتر من اي علاقة اخوة شفتها في حياتي "" 

شاف فيه خلدون نظرة و كأنو مجنون و دار كايبركم مع نفسو :"" علاش من نهار تزوجت بمريم و انا كانصادف غير الحماق "" 

صاح علاء :"" سمعتك ""

ضحك خلدون ضحكة صفراء فوجهو و قال :"" عارف ..راه ماهضرتش بالشوية ""

ضحك علاء ضحكة صفراء كرد فعل لكلامو و ضحك معاه خلدون بنفس الطريقة .. حتى قطعوها بزوج فخطرة و كل واحد دار للجهة الاخرى كايسب فخاطرو .. 

حتى بانو ليهم زوج رجال .. واحد كبير في السن و الاخر شاب .. وكانو متوجهين لطاولة البنات .. تيقذو و جلسو مستقيمين و هما عارفين الدقائق الموالية غاتكون مثيرة و مقلقة في نفس الوقت ... 

قال خلدون :"" ها باهم جا ""

جاوب علاء :"" عالله يتصالحو .. و لكن شكون هذاك لي معاه "" 

شاف فيه خلدون و ملامحو ماكاتعبرش على خير و قال :"" غاالبا ... خوهم الصغير ... جدوان "" 


"" السلام "" 

كلمة بنبرة باردة قاطعت حديت مريم و مونية ، خلاتهم يهزو ريوسهم ، كان ابوهم لي عرفوه مباشرة و لكن لي لفت نظرهم هو لي معاه ، رجل طويل اسود الشعر كاسية وجهو لحية طويلة ، لباسو و هيأته غراب صعبو عليهم معرفة هويتو من النظرة الاولى ، و لكن عينيه ، ديك النظرة الباردة الغامضة لي ماكاتريحش ، و داك النسر الحر فيهم ، كايعرفوهم مزيان ْْْْ، وقفو بزوجهم بصدمة غير متوقعة و افواههم مفتوحة فيه ، مغوبش و يديه فجيابو بكل وقاحة ، لحظة كانت حاسمة بالنسبة للكل حتى من الزوج المتفرجين من بعيد ... 

"" جد .. جدواان "" قالتها مريم بتردد و صدمة .. 
شاف فيها خوها بدون ما يتجرأ ينطق حرف واحد ، و فجأة احس بلكمة توجهت لاسفل خدو بقوة مازعزعاتوش ، من غير وجهو لي دار ، اللكمة ماكانتش من مريم المندفعة و التائرة ، بل من الباردة العاقلة ، مونية ، وسط الدهشة من اللقاء الغير متوقع ، كانت دهشة اخرى من تصرف مونية الغير منتظر منها ، وقفو رجالهم من الصدمة ماعارفينش اشنو يديرو ، جدوان شد خدو و باه قرب ليه شاف فيه و صاح في منية ...

"" اشنو هادشي درتي لخووك ؟؟ "" 

تراجعت كاتشوف فيه كمن تخطط لقتله ، شافت في مريم لقاتها مخرجة عينيها و مازال ماقادرة تحدد اشمن نوع من ردات الفعل غادير ،.. 

و اخيرا نطق جدوان : "" طريقة جديدة كاتعبري بيها على فرحك بملاقات خوك بعد هاد السنين كاملة ديال الفراق "" 

جاوباتو بببرود غاضب : "" اشنو كنتي كاتسنى نتلاقاوك بالاحضان ، راك هجرتينا و مشيتي خليتينا بوحدنا ، و الاهم ، امك الحيوان "" 

نطق ابوهم بغضب : "" من حقو يهرب منكم ، من حقو يبعد منكم ، شوفي غير كيفاش قابلتوه ""

تدخلت مريم قائلة : "" ااه بطبيعة الحال غاتقول هادشي حيت هادشي لي درتي انت قبل منو ، ما هو غير ولد كايتبع خطى باه "" 

قال رؤوف( غانسمي باهم رؤوف حيت نسيت واش سميتو قبل اولا لا ) : "" مازال ماعرفت اشنو درت في الدنيا باش نتجازى بذرية بحالكم ، اش درت ؟ "" 

سكتو البنات بزوجهم ، للحظة اشتركو في دكريات ماضية كانو كايتأنبو فيها بشراسة ماعمرهم قدرو عليها ، و كان خوهم كايتفرج فلي واقع باسى و عجز .. 

قالت مريم ببرود : "" كوننا درية فاسدة كيف وصفتينا ، ماكايعنيش انك انت هو الاب المتالي ، فشلتي الوالد ، فشلتي فشل دريع ، و كونك واقف قدامنا كاتهضر بهاد الطريقة ، ماكاتير غير ... "" 

قاطعاتها مونية قائلة ، "" طلبت نتلاقاك ابابا باش نطلبو عنوان جدوان لا غير ، ماما فالسبيطار حالتها ماكاتبشرش بالخير و بما ان فمها ماكاينطق غير باسم جدوان فقلنا نجمعوها بيه ، ماجيناش نبشو الماضي ، صافي بارااكة ، ادا كنتي مازال عندك شوية من العاطفة تجاه امك اجدوان ، راها ناعسة فكلينيك ~~~~~ ، الله يعاون "" 

جرات اختها لي حاملة ابنها و تمشاو بدون ما يلتافتو للور ، خلاو دوك الزوج واقفين بدون حيلة ، ماشي هكا كان يخيل ليهم اللقاء غايكون ، ماشي بهاد البرود و البعد و الكره . 

بعدما اختفو البنات من المكان ، قال خلدون "" اشنو وقع بيناتهم في نظرك ؟ "" 

ماجاوبوش ، كان شاارد تماما كايفكر فلي وقع ، تنهد خلدون بغير صبر و قال ، "" انا غادي نشوف اشنو رونو دوك الحمقات ، زيد معايا اولا بقى "" 

و مالقا غير نفسو تابعو باتجاه رؤوف و جدوان ... 


وقف خلدون و وراه علاء .. 

خلدون :"" السلام عليكم اسي رؤوف ""

جاوبو :"" وعليكم السلام اولدي .. "" 

قال علاء :"" اشنو وقع بيناتكم اسي رؤوف؟ "" 

رمى الاب يديه وراه و دور وجهو بغير رضى .. 

هزو عينيهم لجدوان يشرح ليهم .. و قال :"" اكيد كاتعرفوني .. انا اخو مونية و مريم الصغير "" 

هززو ريوسهم و قال خلدون : "" سمعنا عليك و شفنا تصاورك .. كانعرفووك "" 

حول عينيه لبعيد و تنهد بعمق و قال :"" قالو باللي الوالدة عيانة ... اشنو عندها ؟"" 

قال علاء :"" مدة هاذي باش هي طريحة الفراش .. و حالها ماكايبشرش بخير .. و حتى قبل ماتمرض ... كان شلا ماواقع .. و بالظبط مباشرة منين مشيتي "" 

هرب جدوان عينيه بسبب احساسو بالذنب .. 

قال رؤوف :"" انا لي قلت ليه يهاجر و انا لي عاونتو .. و الحمد الله راه بنى مستقبلو و مرتاح بالو .. بعيد على المشاكل و ظلم خواتاتو ""

قال خلدون :"" ظلم خواتاتو ؟ "" 

قال علاء :"" ماشي زدتي فيه و قسحتي شوية .. ماهما وقع بينهم .. كايبقاو خوت .. و الوقت لي مشى هو كانو وحدانيات .. حتى راجل مايسمح فمو و خواتاتو و يخليهم وراه .. "" 

قال رؤوف :"" اخواتاتو كانو قادات و فرارن و قادين بحومة .. كانعقل مزيان كيفاش كانو كايرجعو فلوس النفقة و كيفاش خرجوني من حياتهم قطعو الصلة و مابقاوش يسولو حتى السؤال ""

قال خلدون :"" سمح ليا و مع احترامي ليك اسي رؤوف .. انت لي قطعتي الخيط الاول .. راك هرستي ليهم الظهر بداك الزواج .. و القفة ماشي هي الابوة .. الابوة هي تكون كاين و موجود حااضر فجناب بناتك .. "" 

جاوب رؤوف مدافع عن نفسو :"" كيفاش هادشي و انا بقيت ديما نزورهم و نصرف عليهم كيف قبل و احسن .. اشنو بغاو اكتر .. حرارت العيشة مع امهم .. و لا يكلف الله نفسا الا وسعها .. ماقديتش مازال و قلبت على الحل لي يرضينا كاملين و داكشي لي درت ... راه ماعندكم حتى فكرة ديك العيشة كيف كانت "" 

تنهد خلدون بدون مايجاوب .. اذا كمل ممكن يوصل لنتائج معاكسة .. 

قال جدوان :"" انا غانمشي عند ... الوالدة .. "" 

علاء :"" يالله جبت معايا السيارة .. نوصلك ؟ ""

جدوان :"" لا شكرا .. جبت معايا سيارتي "" 

رؤوف :"" يالله ... انا غانمشي معاك اولدي .. ""

سبق جدوان غادي .. دار رؤوف عندهم و قال :"" الله يعاونكم الولاد .. *هز يدو* الرجاء في الله .. ""

تمشى تبع ولدو... 

دار خلدون عند علاء و قال :"" تيق بيا .. الى لحظة حسيت براسي اذا زدت مزال شوية غايبكي ""

علاء :"" كايبان قلبو طايب من جهة بناتو .. و لكن ... ""

خلدون :"" و لكن هو رجل ماعرفش يدير و يقود حياتو و حياة اسرتو .. غير درويش و عاش فالمنطقة الامان الخاصة بيه و جبر اسرتو تعيش معاه وسطها .. و فالاخير خرجات الامور على سيطرتو .. ""

قال علاء بشرود :"" هادشي علاش مونية ماحاقداش عليه .. ماحقدات على حتى احد .. فاهمة وضعية كل واحد .. و فاهمة اشنو واقع في الدنيا .. كولشي غلبها و هادشي علاش ماقدراتش تعيش .. "" 

خلدون :"" اممم ؟ قلتي شي حاجة ؟ ""

جاوب علاء :"" لا .. يالله نعيطو ليهم نعرفو فبن كاينين و نمشيو للكلينيك .. "" 

خلدون :"" يالله وكاان "" 


ركبات مريم فبلاصتها في جنب اختها بعدما قادت ولدها الناعس في المقعد اللور .. 

شافت في اختها لي ساهية قدامها و من ملامحها المنزعجة باينة كاتفكر فشي حاجة .. و فجأة دارت شافت فيها و قالت : "" علاش كاتشوفي فيا هكاك ؟ ""

جاوبت مريم :"" كانتفكر هاديك لي كانت توصيني ماندير حتى حاجة غريبة .. مونية الباردة صلبة المشاعر لكمات خوها لي ضارب في طولها حتى دمات قنت فمو "" 

رجعات سهات مونية متجاهلة كلامها و قالت باعجاب :"" جدوان الصغير كبر و ولا راجل "" 

جاوبت مريم :"" بالصح .. جدوان ولا راجل .. طوال ... شوفتو قسات .. و ملامحو زادت حدة .. و لحيتو .. شفتي لحيتو قدااش ؟ اخر مرة شفتو كنت قلت ليه يحسن الوسخ لي فوق فمو .. عنداك يكون انضم لشي قاعدة و رجع يصفيها لينا حنا الاولين "" 

خنزرات فيها مونية بتقزز و قالت :"" واش كاتسمعي راسك اش كاتقولي .. كاين شي واحد منضم لقاعدة متبع الموضة ؟ كويرة و دجين مقطع ؟ من نيتك ..*تنهدت* يعلم الله اشنو دار فحياتو "" 

قالت مريم :"" فعمرو 27 سنة ياك ؟ ""

اجابت مونية :"" ماتسنيتش نشوفو اليوم بالمرة .. 9 سنين ديال الفراق .. هكا فجأة جا .. من ايمتى و هو هنا ؟ "" 

سكتات مريم و صاحت فجأة :"" بلاتي بلاتي .. علاش جالسين كانهضرو بهاد الطريقة عليه .. لحد الان مازال ماتسرطش ليا داكشي لي قال بااك .. و خوك لي كانعبرو على وحشنا ليه دابا كان واقف و ساكت .. "" 

هاد الحكاية مأخوذة من سيت قصة بالدارجة قاطعتها مونية :"" باركة و غير سكتي عافاك .. المهم دابا هو رجع .. و ان شاء الله غادي يتلاقا بامو و لي علينا انا و ياك درناه "" 

قالت مريم بغير رضى :"" ها انت عاوتاني غادي تبداي تتعاطفي معاهم .. ماتقوليش ليا ما اتر فيك والو .. شفتي ؟ قدما خلقتي ليهم الاعذار كايبقاو غير زوج من الجبناء الفاشلين .. ""

شافت فيها اختها نظرة باردة و قالت :"" باراكة امريم .. سكتي .. ""

قالت مريم :"" عارفة ديك الكلمة كلاتك كيفما كلاتني .. و ماشي هكا خاصك تتصرفي .. علاش ماخليتينيش نقول لي في قلبي "" 

جاوبت مونية :"" و اشنو غايوقع من بعد ؟ يرجع الزمان للور و يتصلح كولشي ؟ ماغاتزيدي غير ترونيها .. غايتقلق و يغضب و ياخد كلامك غير اهانة و تقليل منو و يسخط .. هادشي لي كايوقع كل مرة .. "" 

سكتات مريم و كملات مونية :"" خلينا نساليو هادشي امريم عافاك .. عييت والله .. عييت .. باراكة غير ما بيا .. ركزي فحياتك و خلي كولشي وراك .. باراكة .. حياتنا الماضية سالات شحال هاذي .. انت دابا مريم اخرى .. ""

صاحت مريم :"" الوحيدة لي مأترة بالماضي هي انت .. شكون لي مازال ماتجاوزاتو .. ""

مونية بتحذير :"" باراكة ماتدخلي فحياتي .. ماااشي سووقك ""

مريم :"" سووقي اكتر من لي كاتصوري .. "" 

مونية بهدوء :"" كلامنا ما عندو تا مغزى .. بحال ديما .. و انا عيييت .. "" 

قاطع كلامهم اتصال و كان من علاء .. 

هزات عينيها فاختها و قالت :"" هذا علاء .. *جاوبت* الو .. ""

رد :"" حنا غاديين للكلينيك فينكم انتوما ""

جاوبت :"" في الطريق حتى احنا .. "" 

قال :"" نتلاقاو تما "" 

جاوبت :"" واخا "" 

سولها بتردد :"" واش انت بيخير ؟ ""

جاوبت :"" نتلاقاو و نهضرو "" 

قطعات و رجعات لقيادتها .. 

"" غادين للكلينيك ؟ "" سولتها مريم ..

هززات مونية راسها ايجابا و قالت :"" باينة غانتلاقاو تما و حتى مع خوك و ممكن جدا باك حتى هو ""

قالت مريم :"" علاش متأكدة ؟"" 

جاوبتها مونية :"" شفتهم منين خرجنا جالسين قراب ... غايكونو تبعونا و شافو كلشي "" 

شدات مريم راسها و قالت :"" صافي عرفت اشمن موضوع غانناقشو انا و هذاك اليوم "" 

سكتات مونية و رجعات مريم كاتكلم :"" اذا باينة تكلمو معاهم و غايمشيو مجموعين للكلينيك .. انا مابغيتش رجعيني "" 

شافت فيها اختها منزعجة و قالت :"" بان ليا نرجعو نتكلمو معاهم و لكن بهداوة "" 

قالت مريم :"" نتكلمو باشمن خصوص .. ياك عاد دابا قلتي درنا لي علينا "" 

شافت فيها مونية بطرف عينها و قالت :"" زعما غير على وضع امنا و اشنو غانديرو فحالها ""

قالت مريم :"" حتى حاجة .. غاتبقى هكا حتى يظير ليها لي خلقها حل "" 

مونية بعصبية :"" يااك هضرنا فهاادشي من قبل .. علاش رجعتي في كلامك ؟ ""

جاوبت بعصبية مماتلة :"" حيت مابقا بان ليا في حالتها خير .. امنا راه كاتودع "" 

مونية :"" ماتقوليهاش و ماتنطقيهااش على فمك "" 

صاحت مريم :"" علااش ؟ مازال ديك الغبية الصغيرة فيك لي كاتآمن غير بالنهايات السعيدة مانضجات ؟ موت امك راه نهاية سعيدة بالنسبة ليها "" 

قالت مونية :"" كلنا كانموتو .. كلامك ماعندو معنى ""

قالت مريم :"" ولكن الاوضاع و الطرق مختلفة .. و فحالة امك راها راحة .. و زايدون هاذي ماشي هي النهاية "" 

سكتات مونية بدون ماتجاوب و دارت مريم كاتشرب من قنينة الماء و هي كاترجف .. عرفات راسها بعدات بكلامها .. شافت في اختها لقات عيونها دمعو .. 

ترددت و قالت بنبرة راجفة :"" ماعمرني كنت صريحة من هاد النحية .. و لكن حملي مأتر فيا .. لالة حكيمة .. كانتمنى نهايتها ماتكونش فحدود الموت فهاد الدنيا .. كانتمنى ربي يعوضها .. و تسكن جنتو .. شحال قاومت كلامك و بغيت غير نكرهها .. و لكن بسبابك فهمتها و فهمت لي كانت فيه .. و كانكرهك على هادشي .. و لكن من قلبي كانتمنى ليها الجنة "" شهقات باكية من ورى كلامها و مانطقات حتى كلمة وراها .. 


وقفو علاء و خلدون بالسيارة امام المشفى و مباشرة وقفو وراهم جدوان و ابوه ... 

دخلو و عند الوصول لغرفة لالة حكيمة شافو البنات جالسات امام الغرفة .. 

وقفات كل وحدة فيهم و زوجها قدامها و بعدها لاحظو وجود الاخرين .. 

قال جدوان :"" واش نقدرو نشوفوها دابا ؟ "" 

اجابت مونية :"" ااه .. "" 

تم غادي باتجاه غرفتها مسرع و تبعو باه بعدما رمق مونية و مريم بنظرة غير رضى و دخل .. 

ساطت مريم و قالت :"" هادشي لا يحتمل "" 

وجه خلدون كلامو ليها :"" ماشي وقتو دابا اري الولد للهنا و دخلي "" 

دارت لي قال ليها و انساحبو .. 

اما مونية فشافت في علاء و لي كان بدورو مايشوف فيها بنظرة قلق ... قال :"" شفت اشنو درتي لخوك .. "" 

قالت :""عارفة .. علاش حتى انت تعجبتي ؟ ماشي من حقي ننفاعل ؟ ""

جاوبها :"" ماشي ماشي من حقك و لكن ماشي من طبعك .. واش كاتحسي براسك مزيان .. اشنو بان ليك نرجعو للدار ترتاحي "" 

قالت بضيق :"" ماتزيدش فيه .. انا غاندخل حتى انا "" 

تمشات و تبعها و هو مامرتاحش ... 

-------------------- 

شد يدها و جلس فجنبها .. 

مشاعر غريبة خالجاتو و هو مايشوفها مبدلة .. غريبة على كيفاش خلاها .. مبدلة تماما .. بان فيها الكبر و العياء مع الزمان .. ضعيفة محاطة بخيوط كاتزودها الحياة بيأس .. 

ضعيف و محاصر و ماعارف مايدير .. من ديما كان هكا .. تحت الظغط و الخوف .. حتى جا صوتها لي كان ديما كايزعزع استقرارو و يسلب راحتو قائل :"" وا فيقها و قول ليها ها جدوانك الصغير رجع .. رجع بعدما ولا راجل و ماعمرو هز حتى تيليفون و سول .. ولدها المفضل المدلل لي كان سامح فيها و هو عارف شحاال مانت متعلقة بيه ..رجع و ماكلفش راسو حتى يطل عليها .. و فالاخير هاهو قدامها بحال الى جالس قدام وحدة غريبة عليه .. خساارة .. خساارة كبييرة داك الاهتمام و التعلق يتعطى لواحد مايستاهلووش "" 

دار خنزر فيها بقوة و صاح بقوة :"" سدي داااك الفم .. سدييبه لمرة وحدة فحيااتك .. "" 

تصدمات و حلات فمها بالدهشة .. لهجتو و طريقتو و شوفتو .. فيقوها و وراوها نيت باللي هذاك جدوان فعلا مابقاش هذاك لي يسمع كلامها و يحني راسو .. 

تراجعات بزوج خطوات ماقادرة تنطق بحتى كلمة و شافت فمونية و كأنها كاتقول ليها واش كاتشوفي و تسمعي لي كانسمع .. و مونية كانت كاتشوف في خوها بنظرة عطووفة و حنونة .. اكيد .. كاتحلل و تفهم وضعو و غاتخرج سلسلة من الاعذار ليه .. ديما هي هكذا .. 

ماتحملتش مريم هاد الظغط كلو و خرجات .. و اكيد تبعها خلدون .. 

دار جدوان من جديد قبالة امو و لقاها كاتفتح عيونها .. و قال يحذتها .. 

جدوان :"" الواالدة ؟!! "" 

رمشات بعيونها شوية و ماشافتش فيه ..

سمعاتو مونية و قربات لحدى راسها كاتشوف .. باغية تشوف اللحظة لي غاتشوف ولدها قدامها و ترجع فيها الروح .. ترجع لالة حكيمة .. 

رجع شد يدها و صاح بنبرة اكتر قوة :"" الواالدة .. هذا انا .. جدوان .. ع.. عرفتيني ؟ ""

فتحات عيونها على وسعهم في وجهو و زاد انتباه مونية .. فتحات فمها .. و نطقات بكلمات متقطعة : "" فين .. فين هو .. جدوان .. الصغير "" 

رجع قال :"" هذا انا .. انا قدامك ""

قال علاء موجه كلامو لرؤوف المنتبه للي واقع :"" هكا كانت .. فينما توعى تنطق باسم جدوان "" 

قالت مونية :"" ماما ... هاهو جدوان جا عندك .. شفتيه كبر و ولا راجل .. ها رجع ليك اماما ""

شافت حكيمة في ولدها و هي سااكتة .. و كان الكل على اعصابو .. 


فتحات فمها و قالت :"" فين ولدي جدوان .. جدوان الصغير .. "" 

هز عينيه في اختو .. كانت نظرات خائبة رجع شاف في امو و قال :"" ها انا .. انا هو جدوان الوالدة ""

دورات امو وجهها بنفور و قالت :"" ولدي جدوان صغير .. انت ماشي ولدي ""

هزات مونية عينيها المذعورين في راجلها تم في اختها الواقفة في الباب .. و قربات اكتر لامها جلسات و قالت بطريقة اكتر حدة :"" ماما راه جدوان .. *رجعات وجهها ليه* شوفي فيه مزيان .. راه جدوان *ابتسمت * شفتيه كبر ما شاء الله .. تبدل غير شوية و لكن باقي جدوان "" 

بان على امها الالم و الانزعاج و تقدم علاء جرها للور و قال :"" تحكمي في نفسك امونية "" 

دمعو عينيها و وقفات مستسلمة كاتشوف فلي تخيلاتو كاينداتر ... ماشي هادشي لي تخيلاتو غايوقع .. كانت كاتظن غاتاخدو فحضنها و تعنقو تبكي و تلومو على فراقو و بعدها تسامحو و ترجع لصحتها شوية بشوية .. و لكن ماشي هادشي .. 

كانت مريم كاتقرب و تحول عينيها بينهم و قالت :"" ماعرفاتوش ؟ كان متوقع هادشي .. غروور كبير هذا لي غايخليك تيق انها غاتعرفك من اول لحظة و تعنقك بحال الى حتى حاجة ماكاينة ... "" 

ناض جدوان خرج و خرج من وراه باه بعدما شاف في حكيمة نظرة شفقة و اسف لحالها .. 

غابت حكيمة عن وعيها كيف حالها ديما للعالم الخاص بيها .. فين ماكاتفكر ماكاتخمم .. و خلات البقية فالجحيم .. 

-----------------------------------
°○° بعد شهرين °○° 

"" إن لله و إن إليه راجعون "" 

تمت مراسم الدفن ديال لالة حكيمة فهاد اليوم ... 

كانت مونية جالسة في غرفة امها و كاتشوف في الكنزات لي حاكتهم بيديها .. 

كانت كاسية بالسواد من فوقها لتحتها .. زيادة على الفولار المرمي على راسها باهمال و زوج خصلات رافضات يلازمو البقية ..  القصة منشورة على 9isas modareb..

تبسمت بدون ماتوصل لعينيها .. ابتسامة باردة يائسة كئيبة و قالت :"" الله يرحمك ا ماما .. عشتي حياة قاسية و مشيتي حتى قبل ماتاخدي ولو غير شوية لي بغات خاطرك .. تذوقي غير شوية من حلاوة الدنيا .. اذا كان نيت الزهر فالدنيا فراه ماكان عندك منو حتى شوية .. مشيتي قبل مانحل لغزك .. فتحت عيني فيك غامضة و دفنتك هكاك .. درت كولشي باش نوصل ليك و لداخل عقلك (عن طريق العلاج ).. نعرف شكون انت و اشنو عشتي حتى متي و انت عايشة.. و لكن ماقدرتش .. اولا يمكن .. غير انا لي ماقدرتش نتشجع و نحارب باش نعرف .. كنت جبانة و ماكنتش مستعدة نعرف شي حاجة لي تزيد تنفرني من الدنيا اكتر ما انا نافراها .. يمكن نيت هادشي لي تقدر ليك اماما كان احسن و افضل بكتير من ما كان ممكن يوقع .. انا كانتيق فلي خلقنا .. و ماكانتمنى ليك اماما غير الرحمة و الخلود في الجنة .. انا مسامحاك و اليوم كانطق كلمة ماما و ماكاينة حتى غصة في قلبي .. مامعكلاش في طرف لساني .. بحال الى موتك حرر فيا شي حاجة .. انا فرحانة ليك حيت مشيتي .. فرحانة ليك اماما من قلبي .. "" 

سكتات باش تمسح دموعها .. و تاخد نفس .. كان احساس اعمق من الموت البطيء شادها في سائر جسدها .. نفسها ضاق و وقفات كاتفتح الشرفة و خرجات كاتشم الهواء .. ريح ما بعد العصر .. 

شهقات بقوة و زماتها بيدها .. 

جذبها جذع قوي لمابين ساعديه و ضمها .. مامانعتش عارفاه شكون بدون ماتتحقق ... تربيتاتو على ظهرها كان ليها تأتير السحر لي في القصص الخرافية .. بكات و ماقدرتش تقاوم .. بكات بقوة و بحرقة .. كانو رجليها كايهواو و يفشلو في انهم يحملو جسدها .. و لكن زوجها مافشلش .. دعمها بقوة و ضمها .. و ما قال حتى كلمة .. ولا كلمة ممكن تواسي موت الام .. و لا كلمة تخفف من ألم فقدانها .. هز راسو للسماء .. كايدعي للمرأة تحت التراب و الاخرى للي بين يديه .. 


كانت جالسة في طرف السرير و عطاها كاس الماء .. شربات منو شوية و مدات ليه الكاس .. بعدما حطو رجع عندها .. جدبها ليه من جديد عنقها وقال :"" دعي معاها بالرحمة "" 

رددات :"" الله يرحمها و يجعل متواها الجنة "" 

تبسم و قبل راسها .. سمعو الدقان و هزات راسها .. دار زوجها و قال :"" دخل ""

تفتح الباب .. و كان جدوان .. داخل و عيونو دابلة و مكسورة .. شافت مونية في زوجها و قالت :"" خلينا بوحدنا عافاك ""

وقف تمشى .. ربت على كتف جدوان ..تبسم فوجهو و خرج .. 

رغم ان الباب تسد وراه الا انو ماقدرش يقرب ..قالت مونية و هي كاتمسح وجهها :"" غاتبقى واقف ؟ دخل .. ""

قال :"" انا .. انا ماطلعت حتى ضاربت تاني مع اختك "" 

قالت مونية :" راها اختك حتى انت ""

جاوبها :"" ماعرفتش .. ماكانحسش بهادشي ""

جاوبت :"" انت عارف بلي قلبها بحال قلب بنت صغيرة .. هي غير غاضبة منك .. راك غبرتي تاني شهراين بعدما بنتي حتى ماتت امك عاد رجعتي ""

جاوبها :"" انا .. ماغبرتش غير كنت كانتفاداكم .. رجالكم عارفين هادشي ""

قالت :"" اش كاتقصد ؟""

جاوبها :"" لي قلت .. انا كنت كانشوف الوالدة فالسبيطار فاش ماكاتكونوش .. من بعدما خرجوتوها منو وليت كانتواصل غير مع رجالكم باش نعرف ""

تنهدات و قالت :"" و علاش هادشي .. لهاد الدرجة حنا شريرات ""

قال :"" لا ... حيت .. ماقادرش نشوف فوجاهكم .. ماعمرني قدرت .. ديما كنت .. ""

و سكت و هو كايحاول يقنع نفسو لاخر لحظة واش يقول لي كايجول فخاطرو منذ سنين مرت .. اولا غير يسكت و ينكامش على نفسو و يرجع منين جا ..كيفما كان ديما كايدير .. 

لقاها قدامو كاتحذق فيه بعيونها و قالت :"" كمل كلامك اجدوان .. "" 

قال :"" من ديما كنت كانحس بالذنب من جيهتكم ""

قالت و على ملامحها الاهتمام :"" علاش ؟ اذا كان هكا علاش مارجعتيش عندنا "" 

بعد عليها و ملامحو منزعجة .. دار يدو فجيبو وخرج للشرفة .. بعاتو و هي كاتلاحظ كيفاش ضرب الريح شعرو طاح على وجهو و بعدو بيديه بانزعاج و كمل كايحك بوجهو براحتيه .. تبسمات لحركاتو و هي معجبة بتقاسيم اخوها الوسيمة .. مازال ماهضمات شكلو بعد هاد السنين ديال الفراق .. 

حطات يدها على ظهرو و توقف على ديك الحركة .. هز راسو فيها و رمقها بنظرة بحال الى كايستجدي منها شيء .. نظرة مخذولة مكسورة مقهورة .. 

قال :"" كنت شوية خايف من اللقاء و شوية نافرو .. انتوما ماعمركم ماحملتوني ""

قالت :"" كلامك هذا .. ماعندو معنى ""

قال :"" كنت جزء من طفولتكم السوداء ""

قالت :"" ماعمرو ماكان ذنبك اجدوان .. و احنا عارفين هادشي .. و حنا ماعمرنا كرهناك ""

قال :"" كانت مريم كاتعايرني و تضربني .. قالت ليا فبزاف الفرص انها كاتمنى لو انني ماكنتش في الوجود ""

و قالت مكملة كلامو :"" و كانت كاتبكي من بعد حيت عارفة انك اخوها الصغير البريء لي مادار والو .. هي غير كاتفرغ غضبها ""

قال بيأس :"" من بعد صلاة الجنازة جرات عليا و قالت ليا مابقا كايجمعنا حتى سبب .. يعني كاتقطع صلتنا بالمرة "" 

شدات يدو و توتر .. و مع ذلك جراتها لعندو و تشبتات بيها بزوج يدين و قالت :"" هي حاملة تقدر تكون لاحظتي هادشي .. من بعد هادشي كامل لي وقع .. زيد عليها الحمل ماقدراتش تتحمل .. هي حمقة و زادت حماقت .. غاتبرد و تندم و غاتبقى تاكلها الكلمة لي قالت لك و غاتحاول بطرقها الخبيتة ترجعك و من بعد غاتعاود تلومك و ترمي عليك كل غضبها بكلامها المر ... و هي في الداخل ديالها كاتتمنى ماتبعدش و ماتمشيش تاني .. ببساطة هادي هي مريم .. "" 

هزز راسو و قال :"" هادشي علاش عندها قلب بنت صغيرة "" 

قالت :"" ماكانلومكش اخويا الصغير و ماعمرني درتها .. انا غير .. ماكنتش محددة موقفي تجاهك .. من ديما كنتي غامض بالنسبة ليا .. كنتي ديما فبيتك ساد عليك .. ماعمرني عرفت شكون جدوان .. داكشي باش كان موقفي تجاهك صعيب يتبنى .. قلقت عليك فالاول منين يالله عرفت باللي هاجرتي .. بعدها بديت نغضب عليك حيت خليتينا وراك و مشيتي .. و حتى ان الصدمة لي صابت امنا بعد فراقك اترات .. مع الوقت تفهمت موقفك .. تفهمت شحال كانت حياتك صعيبة بحالنا تماما ... بزاف دالمرات تمنيت نهرب بحالك .. انا فرحانة انك قدرتي تفرد جناحك و تستقل بحياتك .. فرحانة ليك من قلبي "" 

قال :"" نقول ليك واحد السر ؟ ""

قالت :"" اشنو هو ؟ "" 

قال :"" كنت ديما .. كانشوف فيك انت الام ماشي الوالدة ؟""


استغرباات و قالت :"" انا ؟ كيفاش هادشي و ماما كانت كاتعاملك مزيان ؟"" 

قال و هو مبعد وجهو كايشوف في السماء البعيدة القدام :"" الله يرحمها .. كانت كاتبان ليكم انتوما كاتدللني و تفششني .. و لكن ماكنت كانشوفها غير كاتحبسني من الخروج و تقلبني ديما واش فيا خدوش واش مضروب .. كاتسولني واش خواتاتك حاولو يضربوك .. مرات سولاتني واش فايتة شي وحدة هزاتني للنافذة او هزات عليا موس .. كان كلامها كايخوف لدرجة داز ليا الشك في فكرة فكرة انكم انتوما الزوجات نيت ممكن تآذيوني ..كانت ديما تخاصم عليا اذا مادرتش لي قالت لياا .. كانت حاضية فين كاناكل و اشنو نلبس معامن كانهضر .. ماكنتش مرتااح .. كنت عيان من داكشي ديالها .. و لكن *وجه انظارو ليها* كنتي انت فبزاف الفرص واقفة كاتشوفي فيا شوفات حنان في الباب فاش كانتعرض" للعنف العاطفي " .. كاتمشي ماما و كاتجي انت تبوسيني .. تحزريني و تمسحي دموعي .. تجيبي ليا الحلويات لي كنت كانبغي .. واخا كان داكشي بالتخبية .. و لكن كنتي ديما كاينة .. ماكنتش كانرتاح مع الوالدة .. ماكنتش كانبغي اختي الكبيرة .. و لكن انت .. ماعرفتش .. انت كنتي داك الوجه الصافي البشوش بينهم كاملين .. ماعرفتش هكا تولد داك الانجذاب ليك .. بحال الولد لامو "" 

تبسمات و هي كاتسمع كلامو و قالت :"" هاذي هي نعمة الاخوة .. حتى انا كانشوف فمريم ماما .. هي لي رباتني وفهماتني و وقفات كيف المردة فحياتي .. كرهات هاد الدور و عبرات على كرهها و لكن دارتو على حقو و طريقو .. مازالة قاحمة نيفها في حياتي .. مازال تتدمر من كوني كاندير تصرفات كاتخليها تقلق عليا و بذلك كايخصها تبقى حتى نتقاد و نسوي حياتي .. عاد ترتاح .. مع انني وقفتها و صديتها و لكن مازال كاينة .. بصداعها و ازعاجها .. و لكن كاينة ..طنتأسف لكونها ماعندهاش خوها او اختها الاكبر تشوف فيهم شوفة الام .. شي سند يدعمها و يحميها .. انا وياك كنا محظوظين هي لا .. ماكان عندها احد حمات نفسها بنفسها و دافعت على راسها بنفسها و قدرات تعيش .. حيت مريم قوية .. اقوى مننا انا وياك .. من ديما كنت معجبة بشخصيتها القوية و المحاربة .. "" 

جاوب :"" انا ارتاحيت بزااف لكلامي معاك امونية .. الحمد الله مامشيتش وقلبت عليك .. كنت عارف كلامي معاك غايصنع الفرق "" 

تبسمات و قالت :"" حتى انا فرحانة حيت هضرتي معايا .. و مريم خليها عليا .. "" 

قال متردد :"" واش .. نقدر .. نعنقك "" 

تبسمات بتعب و فردات يديها و قالت :"" اجي اخويا "" 

تبسم بدورو و عنقها ..رغم انو هو لي كان محتاج حضنها الى انو هي لي بانت محتاجاه و هو ضامها بكلتا يديه و حاط ذقنو على رأسها .. 


هبطات مونية شادة في خوها .. مالقاو غير مريم قدامهم .. كانت كاتبان مشطونة و ملامحها دابلة بتعاسة .. رمقاتهم بنظرات نارية خاصة لدراعها المتشابكة فدراعو .. 

قالت بغيظ :"" كانشوف باللي صفات سماكم ""

قالت مونية :"" علاش جريتي عليه .. الجنازة جنازة امو حتى هو .. ماعندكش الحق تجري عليه بهاد الطريقة ""

ضحكات باستهزاء و ربعات يديها و قالت :"" دغيا تاني تلعب بعقلك .. بغيت نفهم من تش مصنوعة انت ""

جاوبتها :"" بنادم ..بحالي بحالك بحال كولشي .. امنا ماتت الله يرحمها و مات معاها الماضي .. وخونا رجع لينا .. حبسي ا مريم بااراكة و خلينا نعيشو هانيين "" 

قربات ليهم بزوج و قالت بكره و غيظ :"" مازال الماضي كاينبض فداخلي .. مازال واحد الكره موجه للي كانو سباب فدوك الذكريات المطعونة فينا و لي شوهات حياتنا و مازالة .. ماشي ساهل داكشي لي داز .. كرهي ماعبرتش عليه .. ماتعطاتنيش فرصة .. الفرصة الوحيدة لي جاتني .. كانت فلحظاتها الاخيرة .. منين تسامحنا .. كانت لالة حكيمة لي قدامي ماشي ديك الميتة .. حيات للحظات ما قبل موتها .. ماقدرت نقول من غير انني مسامحاها .. و لكن ماعبرتش على غضبي و حقدي .. داكشي علاش غايبقى داكشي يكويني حتى نموت .. ""

قال جدوان بنبرة حازمة .. بنبرة رسمية ساهل على الاخرين يلاحظو مسافة بعدهم على بعضهم :"" راك كاتعذبي فراسك .. هذاك الغضب راه ممكن تحرريه انت فاش غاتسامحي من قلبك .. ماشي غير بالكلام ""

خرجات فيه عينيها بقوة و قالت :"" انت غير سكت .. غاتسالي هاد الجنازة و غاتخرج عمرني مازال نشوف كمارتك "" 

خنزر فيها بقوة و تم غادي يخرج .. شداتو مونية .. ماكانش غايسمع كلامها كون ما حذراتو بقوة .. وجهات كلامها لمريم و قالت :"" سيري امريم ارتاحي شوية .. من بعد و نكملو كلامنا .."" 

جرات خوها معاها و مشات .. خلاوها وراهم كيف البركان النشيط لي كايتسنى فرصة بسيطة يفيض و يحرق كلما في طريقو .. 

قالت مونية لخوها يلتاحق بعلاء حتى تجي عندهم و مضات كاتقلب على خلدون .. لقاتو برى واقف على شغل مراسم الجنازة و نادت عليه .. قرب عندها و قال :"" ياك لاباس .. مريم فين هي ؟""

قالت :"" مريم في الداخل .. بغيتك عافاك تمشي عندها حالتها ماشي هي هاديك من البارح .. انت لي كاتعرف ليها جرها لبيتها و خليها تنعس و تريح راسها شوية .. انا غانتكلف مع البقية ""

قال :"" اشنو بيها ياكما وقع بينكم شي حاجة ""

قالت :"" ماشي شي حاجة .. غير دير لي قلت ليك عافاك اخلدون ""

جاوبها :"" و لا عليك .. ""

تبسمات بارهاق و دخلات .. 

تنهد و هو كايمسح على جبينو و دخل كايقلب عليها ... 

---------------------------------------

كانت في المطبخ مع باقي البنات و النساء .. شي من العائلة و شي الجيران متعاونين على الاكل و المشروبات لي كايتقدمو للعزاية .. 

كانت كاتخبط هنا و تغوت هنا بعصبية مع البنات .. و كان خلدون دخل في ديك اللحظة .. قال متسائل و بقلق :"" مريم ؟!!""

ضارت شافت فيه و صاحت :"" اشنو بغيتي حتى انت ؟ ""

دخل حتال عندها و جذبها عندو و قال :"" زيدي معايا "" 

تدخلات ام خلدون و لي ضاق حنقها قائلة :"" سيري ابنتي مع راجلك .. خلي هادشي البنات قادين بيه .. "" 

رمات لي فيديها و مشات .. كان خلدون تابعها في اللحظة لي شداتو امو قرباتو لعندها و قالت :"" كون غير اوليدي ديتيها لبيت تنعس و لا شي حاجة انا راه خلعاتني "" 

قال :"" مالها الوالدة ؟ ""

جاوبت :"" معصبة غير مع راسها .. حرقات يدها و هرسات عرارم من الماعن ..مرة تبكي و لي قرب ليها تغوت فوجهو راه بزاف .. ماهضر معاها احد الله يحسن العوان راه مها لي مشات ليها .. انا خفتها غير توقع ليها شي حاجة و هي واحلة فروحها .. "" 

تنهد. و هو كايربت على كتف امو و قال :"" انا غانطلعها ..حضي معاك براء راه برى مع الدراري ""

هززات راسها و مشا فطريقو .. لقاها خارجة لبرى .. جرى تبعها جرها من دراعها و قال :"" اجي معايا ""

قالت :"" خليني عليك دابا سير قابل شغلك "" 

قال :"" شغلي كاين لي يقابلو ..يالله امريم الدار عامرة بلا شوهة "" 

استسلمت و تمت غادية قدامو حتى طلعو ووصلو لغرفتهم .. دخلات دخل وراها و سد الباب .. 


جلسات بانهزام فوق السرير ..بكتاف طايحة .. اعطى لنفسو لحظة يطالعها بعينيه .. هز سروالو باش يجلس بارتياح .. شافت فيديه لي وحدة سند بيها على مرفقو و الاخرى على جنبو و هو كايشوف لجهتها .. هزات عينيها لعينيه و قالت :"" كان كايسحاب لي نهار غاتموت غانرتاح "" 

عوج راسو باسف ليها و كملات :"" حاسة براسي بغيت غير نختافي و نرجع منين كولشي هادشي غايفوت .. مخنوقة ماقادراش نتحمل "" 

ضمها لصدرو كايطبطب عليها و قال :"" صبري امريامة .. صبري احبيبة ""

بدات كاتبكي و كملات :"" و حتال امتى غانبقى غير نصبر ... تهلكت بغيت نرتااح .. *سكتات شوية * ها هو جدوان رجع .. تخاصمت معاه و جريت عليه .. و بعد شوية شفتو هابط مع مونية و شاد فيديها ..باينة هضرو مع بعضهم و تسامحو و كولشي مزيان .. و لكن علاش انا مابينهمش .. حيت انا هي الاخت الشريرة .. الاخت الكبيرة لي ماكاتعرف غير تهين و تغوت و تنغر .. الاخت المزعجة لي كايهربو منها .. الاخت لي كاتسمم بالكره و الحقد لي في قلبها .. كاينفروني اخلدون .. كايشوفو فيا شوفات ناقصين .. علاش انا دايرة هكا اخلدون .. علااش انا هكاا ؟"" بكات بضعف و زااد عنقها و هو كايقول :"" لعني الشيطان ..هادشي ماكاينش .. و باراكة عليك اش بان ليك تكاي ارتاحي شوية ""

القصة مستضافة على موقع قصة بالدارجة قالت :" لا مابغيتش عندي مايدار ""

جاوبها :""هضرت معاك .. انا هنا غانبقا معاك حتى تنعسي "" 

ناض قاد الفراش و هزها صحة و حطها .. غطاها و جلس في جنبها .. مسح دموعها باياديه الخشنة و دفع شعراتها الثائرة تماما كمشاعرها للور بطريقة خشنة ... و سكت غير كايشوف فيها بملامح غامضة .. غير ساكت .. 

تنهدات كاتخرج لي في خاطرها و قالت :"" مابقيتش بغيتهم كاملين فحياتي .. كايعييوني و كانحس براسي ماشي نفسي فاش كانكون معاهم ... مريم القوية و التايقة فنفسها معاك .. ماشي هي نفس مريم معاهم هما .. هادشي علاش كانقول لك ديما انت و ولدي اغلى ما عندي .. الى فقدتكم باي طريقة غانفقد ذاتي .. غانفقد نفسي .. عافاك اخلدون واعدني ماعمركم ماغاتخليوني .. واعدني عمركم ماتضورو ليا ظهوركم و ماعمركم تشوفو فيا شوفة ناقصة ..ماتكرهونييش .. ""

قرب اكتر و عنقها بقوة كايطبب عليها طبطبات قوية و كأنو كايلومها و قال :"" باركة عليك .. واش دغية نقزتي لهاد الهضرة .. *بعدها شوية كايشوف فيها* يا اغلى ماعندي .. الصديقة الوحيدة لي قريبة لقلبي .. نبعد منك ؟ كاين شي احد كايحفر قبرو بيدو ؟ "" 

سكتات و حذرات راسها و قال :"" ارتاحي .. انت دابا عيانة بزاف و خاصك ضروري تريحي راسك و تريحي اعصابك .. خوي راسك دابا .. و من بعد تفكري بالشوية عليك في علاقاتك بخوتك .. اكيد ماكاينش داكشي لي قلتي قبايلة .. كون ماكانو يهتمو لاختهم مايجيوش .. جدوان مامشاش واخا جريتي عليه .. كان ديما كايسول واخا كنتي صاداه .. و مونية كانت مشوشة عليك رغم ان حالتها ماشي احسن منك .. هي لي نبهاتني عليك .. العلاقات كلها كاتكون فيها صراعات .. كيفما كانت .. و لكن هادشي ماكايمنعش انه تكون المحبة و التقدير و الاهتمام .. تيقي بيا امريامتي .. ماكاين والو من لي قلتيه .. يالله نعسي باراكة من الهضرة . "" 

تمددات اكتر و بقات كاتشوف فيه مغوبشة .. تبسم و قال :"" غانعسي مخنزرة ؟ ""

مد يدو لبين حجبانها و ماصاهم بصباعو حتى تبددو دوك جناوح الغراب بين عينيها .. تبسم اكتر و تبسمات بضعف و قالت :"" شكرا حيت انت معايا "" 

حط يدو على بطنها الصغيرة و قال :"" معاك لاخر العمر .. غير ارتاحي ليا دابا ""

قالت :"" انا غانعس .. و لكن هبط انت مانغبروش بزوج "" 

تبسم و وقف .. مد يدو لخدودها و مررها لشفتيها قرصهم بخفة و قبل يدو و قال :"" غانرجع نطل عليك و عالله مانلقاكش ناعسة "" 

تبسمات ليه و هي كاتهزز راسها .. و خرج بعدها ... 


بعد شهر .. 

كانت مونية ممددة على الاريكة في الشرفة في بيتها .. 

كانو عيونها جاحظين في نقطة امامها .. بان عليها الضعف .. ضعف جاي من الداخل .. بحال الى شي قطعة منها تسلبات و خلاتها ناقصة .. تحت عينيها أسود بوجه شاحب كئيب .. نفسها كاتطلعو بالشوية بحال اذا كان كيان ضخم على سدرها متقل عليها .. اطرافها مرخية بيأس .. و كل مرة كاتتنهد تنهيدة اكبر من الاخرى .. تقريبا مابقاتش كاتغمض عينيها .. و لا الشهية بقات للاكل و لا الحياة بشكل عام .. شحال مابقات مشات للكابيني ديالها تزاول خدمتها .. فقط كاتجلس من الصباح لليل ملاهية مع تغيرات تدرج ألوان السماء .. 

ماكانش حالها مزيان قبل وفاة امها .. كانت كاتموت داخليا .. بعدما عرفات بمرض امها .. لقات واحد الامل صغير تعيش على قبلو و هو نيت تعاون امها تتشافى و تكون السبب فالحياة السعيدة لي ممكن تعيشها بعد شفائها و اعادتها للعالم الحقيقي .. و لكن بعد موتها .. مات معاها الامل .. و رجع داك الفراغ و الحياة بدون هدف .. و هاد المرة بشكل اقوى .. خاصة نهاية امها المأساوية .. من ديما كانت كاتشوف نفسها في امها .. و كاتربط حياتها هي بحياة امها .. واش نهايتها حتى هي غاتكون هكا ؟ غائبة عن الوعي ..فقط موجودة ماشي حية .. 
و الله هاد الدنيا ماعايشينها غير بسطاء التفكير .. في حين كاينين شي ناس تولدو بفيروس الاكتئاب كايحيى فواحد الزمان بدون سابق انذار و كايدمر حياتهم بلا رحمة و لا شفقة ..خصم خبيت.. ماكايعطيش فرصة .. 

حذرات عينيها للكتاب الاسود بين يديها.. بدون ماترد البال باللي راه بين يديها .. و مارداتش البال للخطوات لي توقفات فجنبها و لا حتى و مولاهم كاينادي اسمها .. و لكن اكيد احست بتربيتو على كتفها بقوة حتى انتفضت و دارت عندو بقوة .. جلس قدامها و ملامحو قلقة .. و سولها :"" فين شاردة ؟""

دارت قدامها سارحة في السماء بدون ماتجاوب .. 

رجع سولها :"" حتال امتى غاتبقاي حازنة هكا امونية ؟ ""

شافت فيه بنظرة باردة و قالت بثقل لسان و كأنها شحال ماتكلمت :"" امتى غاتتزوج اعلاء ؟ ""

سكت كايشوف فيها .. مامصدومش .. مامعصبش .. تقريبا تابت بحال شي صورة .. و علاش لا .. و هذا هو موضوعهم الوحيد لي كايتكلمو به فهاد ال10 ايام الاخيرة .. تماما بعد العراضة لي عراضتهم امو .. بدعوى يخرجو مونية من كئابتها و تدوز وقت ممتع مع عائلة زوجها ... مابغاتش فالاول و لكن اصرارو غلبها .. 
و جلسات فالطاولة بدون مايخرج ليها صوت و لا حتى الماكلة مادازتش .. زوجها ماحيدش عينيه عليها كان حتى هو منهك .. و قلق .. 

في لحظة كانت راجعة من الحمام و من طريقها سمعات حوار ضاير في الكوزينة و من الاصوات عرفاتهم .. ام علاء و اختو .. و كان ..

الام :"" سكتي ماشي سوقك .. انا امو هضرت معاه فهادشي و قمعني .. غضب و تقلق كااع ..""

صاحت فيها :" و يتقلق .. اشنو عاجبو فيها كاع حتى يتبع هبالها بهاد السذاجة و هاد الاستسلام وا بغيت غير نفهم .. ""

قالت امها خافضة صوتها بتحذير :"" سكتي يا هاد البنت دابا يسمعوك ""

نفضات يد امها و صاحت :"" و يسمعوو .. هو الى كان مضبع احنا لا .. كانشوفو مصلاحتو و هي انو خاصو يدير ولادو حتى هو .. علاش اماما يحرم راسو شوفيه مسكين كيفاش كايلعب مع ولادي وا الشوق باين فعينيه اماما .. قطع ليا قلبي راه بزاف على الصبر وااه .. هضري معاها و لا انا لي غانهضر .. اذا مافيها ماتولد لهلااا ... كايننين لاليات لالياتها يتمناو غير شوفة من داك الراجل ماشي غير تحمل بولادو .. شافتو ولد النااس بغات دير ما بغات .. "" 

سكتاتها امها مظغوطة و خايفة من انهم يسمعو صوتها :"" سكتي .. سكتيييي "" 

كملات كلامها بدون توقف :"" مالها ماتولد .. اشنو زايد فيها هي و احنا لا .. كاع والدات و عايشين بيخير .. و لاياكما باغية جارية تولد في بلاصتها .. هادشي لي كان خااص نييت ""

سكتات كاتنهج بسباب كلامها لي نطقاتو بغضب و بدون توقف و ضارت كاتسكب ليها كأس ماء .. شربات و رجعات قالت ببرود :"" علاء مايستاهلش امراة باردة بحال هاديك .. كانبقى نتسائل كيفاش عايش مع وحدة بحالها .. جالسة قدامي كاتمسكن ماكرهتش نطير عليها بشي قجة نبرد غدايدي .. مابقيييتش كلنحملها .. "" 

قالت الام :"" وا باراكة سكتيني ديها غير في همك .. هادشي كلو قلتو ليه .. منين غضب عليا صافي و ليت نكويها غي قلبي و نسكت .. ديري بحالي و خلينا هانيين .. دابا عرضناها تنسى شوية راه واخا هكاك مسكينة يالله ماتت امها .. نتقاو الله فيها على حسب ما عاود خوك عليها راه حالها شاطنو تنوض تولد و هي فهاد الحالة و خدمي عقلك حتى انت .. ندعيو ليهم بربي يسهل و يفك همهم ""

خسرات البنت وجهها في امها و قالت :"" عندها الزهر و الله حتى عندها الزهر "" 

و كانت مونية مشات التاحقت بمكانها و ابتسامة باردة على وجهها .. 

انتفضت من جديد بسباب تربيت علاء و خلاها ترجع للواقع و قالت بذهن مشتت :"" اممم .. قول امتى غاتتزوج ؟""

عاود سكت و قال بعدها :"" كانت واحد البنت سرباية في قهوة جمال .. اليوم عرضت عليها الزواج ""

شافت فيه بعيونها جاحظة و سولت بلهفة باردة :"" ايه ؟"" 

جاوب بتبات :"" رفضات "" 


حذرات عينيها للحظة كاتبلع ما كاتسمع و رجعات شافت فيه و قالت ببرود :"" شكون هاد البنت ؟ و من ايمتى كاتعرفها ؟ ""

جاوب و على فمو نصف ابتسامة باردة ساخرة مستفزة :"" اشنو ؟ زعما دغيا غرتي ؟""

جاوبت بتقة في النفس :"" لا .. بغيت غير نعرف بدافع الفضول .. و على قبل نعرف شكون هي .. باش نعاونك .. نعاونك تقنعها .. مادام اختاريتيها من هاد الخلفية المتواضعة .. و رفضها عرضك المغري.. اكيد غاتكون مميزة "" 

قال ببرود :"" ااه .. عندك الحق ... بنت مميزة .. طموحة و طيبة و خلوقة .. مثقفة و ذكية .. هضرت معاها في بزاف المناسبات و ماغانكدبش عليك اتارت جانب فيا .. كايخليني نتعاطى معاها و نتجاوب معاها ""

هززات رأسها تسطنع الهدوء و قالت :"" اشنو كان ردها ؟ اشنو سولتيها بالظبط ""

جاوب :"" باللي كاين .. انا باغي نتزوج على قبل الولاد .. و لكن رفضها كان بارد .. شافت فيا شوفة عرفت باللي يمكن عمرني نشوفها مازال .. ديك الصداقة الانسانية توضع ليها حد .. قالت باللي حنا في 2019 زمان الضرة مشى .. و هي مستحيل تبني سعادتها على تعاسة اخرى ..*ضحك بسخرية * قالت باللي ماشي من العدل نرضي ابوتي بالزواج من اخرى و تستمر عندي الحياة و توقف عندك انت .. "" 

هزات عينيها مصعوقة فيه .. كانت على وجهو ابتسامة متحدية باردة .. وصلات ليها اشنو قصد .. اسماء ماعرفاتش ان الاية مقلوبة عند هاد الزوج ..هي لي مستمرة عندها الحياة بقرارها لي ماشية معاه و هو لي متوقفة عندو مقموعة ابوتو.. خاضع للواقع لي فرضاتو هي عليه .. 

قالت بنبرة منخفضة :"" فعلا كاتبان بنت ...دافية.. بعقلها .. *سكتت لبرهة * غاتكون ماوضحتي والو ""

طالعها بنظرة ساخرة بدون ماينطق بحرف و قالت ببرود كاتحاول تداري طعنات انظارو الخائبة فيها :"" عطيني مواصفاتها .. انا غذا غانتكلم معاها "" 

---------------------------

كان كايمشط الخيل الواقف قدامو بخيلاء و كبرياء .. أبيض دو فرو براق كاللؤلؤ و شعر ابيض بدورو حريري الملمس .. متناقض مع شكل مالكو .. اسمر البشرة كاتبري بالعرق تحت الشمس الحارقة .. و خصلات شعرو المخللة بخيوط الذهب .. كاترقص مع اوتار الريح الهادية .. عاري الصدر .. فقط سروال من سراويل الفضفاضة المعتادة بلون اسود و زيف ملوي على خصرو و معقود في الجنب .. 
كان يمشط صديقو و يتكلم معاه كيف عادتو حتى شم ريحتها حاملها الريح سابقاها بامتار و تبسم بدون مايدور .. احسب خطواتها المتباطئة بحال شي فهدة متأهبة تصيظ لاشبالها .. تبسم اكتر و هي كاتقرب اكتر و اكتر .. حتى دار فجأة و شقمها بين يديه حتى غوتات متفاجئة.. حكمها وسط درعانو و بدا يضحك بين سنانو مزمجر بقوة و انتصار .. 

حاولت تجبد يدها تضرب سدرو بغيظ و هي كاتمرجح وسط جذعو و قالت :"" اي وا رخف شوية واش ناسي باللي انا .. ""

بلع كلمتها بقبلة خشنة على شفايفها .. بعدها شاف فعيونها و قال :"" ماناسييش .. داكشي علاش مكايس ""

قالت ماطة بشفايفها :"" هادي هي الكياسة عندك ؟ ""

غمزها و قال بنبرة ذات معنى :"" على اش بان ليك ؟ ""

ضحكات و قال:"" رااشقة لمريامتي اليووم .. شبعتي نعااس "" 

ضحكات من جديد .. و قالت :"" الحمد الله نعست نعسة ديال شي بيبي .. ""

قال غامز :"" بسباب الحنان ديالي انا و لا شي حاجة اخرى "" 

ضربات سدرو ضاحكة و قالت :"" ماغانقولش ليك حتى تدور بيا شوية بالخيل شحال ماركبتو ""

جاوبها مبتسم :"" على جتثي يا حبيبتي "" 


كشرت بوجهها و قال و هو كايتلمس بطنها المتوسطة البروز :"" واش لي عندها الكريشة كاتركب الخيل ؟ ياك عاد دابا عنقتك و قلتي ليا نتكايس "" 

قالت بتدمر :"" وا العاود راه غير غادي يتمشى مالنا غانجريو فساحة التبوريدا ""

قال مصر على رأيو :"" لا امريم ماغاتركبيش .. سيري لدارك و شوفي فاش تشغلي راسك خليني نكمل شغالي ""

قربات اكتر كاتعض على شفايفها السفلية و مدات يديها كاتتلمس صدرو العاري .. 

تبسم مستجيبا لحركتها و حول انظارو ليديها بتشتت تم رجع كايشوف فيها ..قربها حتى لصقها لصدرو بخشونة و قال :"" ماتافقناش على هاادشي "" 

ضحكت بشقاوة و قالت بدلع و غنج في الكلام :"" وا دير لمراتك خاطرها .. مابقيتش فيك هكا كانطلبك و انت مخسر خاطري .. حشووومة عليك "" 

ضم قبضة يدو و وتصلبت عضلات صدرو و هز راسو للسماء مما خلا شعرو يرجع للور و يعري على عنقو الاسمر العريض .. بحال الا كايقاوم تيار قوي غايديه معاه .. ضحكات حيت عارفة تأتيرها على زوجها .. ضربات على صدرو و قالت :"" و يالله .. غير شوية و ننزل .. وصافي ماتردهاش فوجهي"" 

شد يدها فوق صدرو و قابل عيونها و قال :"" و على انا نقدر ؟ .. يالله اجي .. "" 

شدات يدو و عاونها حتى طلعات ..و بانت فرحانة بحال شي بنت صغيرة حتى شافتو كايطلع فجنبها .. 

سولاتو :" اشنو كادير اخلدون ؟ بغيت نركب بوحدي ""

قال و هو كاينظم السياج باش يقود العود و في نفس الوقت خاشي وجهو عند الفجوة بين عنقها و كتفها و همس بفحيح رجولي :"" و نفلت فرصة احساسي بيك كاتنبضي كلك بين يديا و عبير شعرك كايداعب نيوفي .. هي انا ماشي خلدون .. "" 

ضحكات بتبات و غرور انثوي تمت تغذيته لحد التخمة و قالت :"" مالك اسي القايد اليوم .. اش جاك عليا ؟ ""

قال بخفوت :"" جاياني عليك من زمان يا عشي الصغير "" 

قالت ضاحكة باستغراب :"" انا عشك""

جاوبها :"" على ماشي عشي لي نلجأ ليه كلما طلبت راحة بالي .. ماشي عشي لي يدفيني و يلممني من برد الدنيا ؟""

ضمت يدو بتأتر و حطات راسها على كتفو و قالت :"" لهلا يحرمني منك يااربي ... و الله ياخلدون ماكاتسوى حياتي بلا بيك شي حاجة .. ""

قبل جانب وجهها قبلتين متتاليتين هو مغمض عينيه ..ماشيين على ظهر الخيل .. و مخليين هم الدنيا وراء ظهورهم ...


جلسات مونية في مقهى جمال صديق علاء .. كاتدور عينيها و كاتقلب على فتاة قصيرة .. ذات شعر عسلي خالق حولها هالة من الاشراقة و البهجة و ابتسامة مشرقة دائمة على وجهها .. 

كان ساهل عليها تتعرف عليها و هي واقفة قدامها بابتسامتها كاتقول :"" مرحبا الالة .. اشنو بغيتي تشربي "" 

كان قلبها كايضرب بقوة قدامها .. نفسها ضاق و للحظة تخيلاتها شادا فيد زوجها و غادية بيه .. كاتديه ليها .. 

حذرات عينيها و ضمات قبضتها كاتكبت مشاعرها .. 

استغربت اسماء و حاولت مرة اخرى :"" واش انت بيخير ؟ ""

هزات مونية عينيها فيها متسلحة بالتبات و قالت :"" اجي جلسي ا اسماء "" 

بانت الدهشة على وجه اسماء و سولاتها :"" كاتعرفيني "" 

هززات رأسها ايجابا .. تم جلست اسماء و علامات الاستفهام على وجهها .. و قالت :"" سمحي ليا انا... ماعرفتكش ""

القصة برعاية موقع قصة بالدارجة.. استقامت مونية اكتر .. هازا راسها و دافعة سدرها قدامها بكبرياء و تقة في النفس و قالت :"" انا زوجة علاء .. اكيد كاتعرفيه "" 

علات ملامح اسماء الصدمة قبل .. و من بعد تحول لوجوم و قالت :"" ماعندي حتى فكرة اشنو ممكن يخليك تجي عندي و تتقلبي عليا .. و لكن غانقول ليك باللي انا رفضت .. و ماعمري كانت عندي شي نية انني نغويه او اي شيء من هاد القبيل .. ""

قاطعت مونية كلامها قائلة :"" عارفة .. كما انني عارفة طبيعة علاقتكم .. عارفة كولشي .. ماجاياش باش نغوت عليك و نهددك تبعدي من راجلي .. انا ... *وخدات نفس طويل*جايا نطلب منك تقبلي عرض الزواج لي طلب منك .. راجلي ""

تصدمات اسماء و مالقات ماتقول .. كملات مونية كلامها :"" انا ا اسماء ممتنعة عن الانجاب .. ماباغياش الولاد .. ولكن راجلي باغي .. و ماشي من حقي نوقف فطريقو .. داكشي علاش سمحت ليه .. يتزوج .."" 

قالت اسماء بنفور :"" هكا .. بهاد البساطة .. كاتسمحي فراجلك .. ماكاتبغيهش .. ماكاتغيريش عليه ؟ هانت عليك تقوليها ببساطة .. انا كانعرف نساء قتلو بسباب الغيرة على رجالهم .. "" 

اجابت مونية ببرود :"" حيت كانبغيه و كانقدرو .. كانخليه يتزوج ""

اجابت اسماء :"" نفهم باللي هادشي فوق خاطرك .. و انك كاتضحي على قبلو .. "" 

قالت مونية ببهدوء :"" بغيتك تقبلي ا اسماء .. الطريقة باش عاود ليا عليك .. دخلتي لخاطري .. صدقا .. ""

قالت اسماء :"" سمحي ليا .. مانقدرش .. ""

قالت مونية :"" فكري مزيان .. اذا كان من جيهتي .. كوني هانية .. انا مسؤولة تماما على قراري .. كانترجاك .. فكري مزيان .. علاء زوج طيب و قلب ابيض .. مابغيتوش يعاني بسبابي .. عاونيني ا اسماء ""

شافت فيها بتردد طويل و فالاخير قالت :"" غا.. غانفكر .. "" 

و تبسمت مونية برضى شااكرة .... 

---------------------------------

شهقات بقوة و بهيستيرية وهي فسيارتها .. تخنقت بغصة في قلبها .. بكاات و بكاات و بكاات و هي كاتضرب في صدرها بقبضة قوية لعل ديك الغصة تدووز .. بكات بحرقة على كا ضاع من يديها .. بكات على الحياة لي عايشاها ميتة .. 


توصلات مونية باتصال و هي متكية في فراشها ، ناضت جلسات بملامح جد خاسرة و كئيبة ، عيون دابلة و فم مقوص للتحت ، بعدات شعرها المبعتر من فوق وجهها باهمال ، و شافت فالاسم على الشاشة ، كان جدوان .. 

رماتو فوق السرير و رجعت انكمشت على نفسها ، ماليها خاطر تتكلم و لا تشوف احد ، حتى بعدما رجعات البارح من لقاءها مع اسماء في وقت معطل ، تناقشت مع علاء نقاش حااد خلاه ينعس فغرفة اخرى بعيد عليها ، تفكرات داك الاحساس لي جثم عليها و حاصرها ، احساس بالعجز و الضعف ، بحال ادا فقدات اخر ما تبقى من اسلحة المقاومة ، فقط كاتشوف مستسلمة ..

كانت دخلات بالليل كاتجر رجليها باعياء و دبول ، لقاتو قدامها جالس فالظلام كايتسناها ، مرات من قدامو بدون ماتنطق كلمة ، ماكان عندها ماتقول ، جر دراعها بقوة دورها عندو ، عقلات على ملامحو كيف كانو ، داك الغضب القوي لي كايجي ما بين القلق الشديد ، غوت بقوة صمات اذنيها فداك الوقت قائل : " فيين كنتييي ؟؟ "" 

قالت ببرود و هي كاتحاول تنصل يدها من قبضتو :"" طلق مني "" 

رجع صاح و هو زاد تعصب من بروودها :"" جااوبي اموونية .. فين كنتي ؟ علاااش طفيتي تيليفوون ؟ اشنو هاد الحالة رااجعة بيهاااا؟ فيين كنتي هضري قوولي شي كلمة ؟"" 

هزات عينها فعينو و قالت : "" مالك ماعارفش ؟ "" 

شاف فيها شوفة واحد ماعندو حتى فكرة ، بعدات دراعو و دخلات الغرفة كاتبدل ، زاد استفزو برودها و قال :"" ممكن نفهك اش واقع ؟ "" 

شافت فيه و قالت بانفعال :"" لي واقع هو انني عييت ، عييت من حياتي و من كولشي هادشي ، قرفت ، بعد مني ، تفرق منييي"" 

قرب ليها بخطوات اكتر و شد فيها ، تنقل بين عينيها بحال الى كايجري بينهم حاير و قال ، :"" مونية ، جمعي شتات نفسك ، فهميني اشنو عندك ؟ "" 

دفعاتو من قدامها و صاحت : درتي غلطة ، درتي غلطة منين لاحقتيني و .. و غريتيني براحة البال معاك ، ماعمري كنت مامنة بالسعادة و لا راحة الال كنت قانعة باللي عندي ، و لكن دابا ، انا راه تغيسة ، تعيسة كاااارهة ، عيااانة ، منهكة ، انا ميتة ، ميتة بالفعل ، طلقني و سيير عيييش حيااتك بعييد عليااا ، بععععااااد منننني "" 

حمارو عينيه بحال شي ماارد ، و دماو بقطرات دمووع حبيسة كاتمرجح في مقلتيه ، جر دراعها لعندو و قالبهدوء غاضب : "" الطلاق ، مامطلقكش ، تعيسة معايا ؟ حتى انا تعيس معاك ، و غانكون اتعس و انت خارج عصمتي ، يعني كانفضل تعاستي معاك ، هكا غاتبقاي ، و هكا غانبقى .. "" 

دفعاتو بقوة غااضبة صدماتو و قالت :"" اخرج ، بعد مني ، مانشوووفش وجهك خرووووج .. " 

و كان لها ما ارادت ، خرج فدااك الوقت و بعدما رماها بنظرات كانت بحال قطرات السم على قلبها ، و من داك الحين ماشفتوش ، اكيد غايكون مع الاخرى ، هاديك الاسماء ، لي جامعة كل عيوبها و متجسدين فيها محاسن ، شافت هادشي كلو فاش جلسات معاها ، علاء اكيد ما اختارهاش عشوائيا ، ما اختارها حتى عرف علاش ، و اكيد قلبو لان ليها ، لان ليها و هي مازالة فحياتو ، مازالة مراتو ، عطاتو كل الحرية باش يخونها ، ضحكات بحرقة على كلمة الخيانة ، توصف هادشي كلو باي حاجة من غير الخيانة ، هو ماغدرهاش ماعمرو دارها ، الغدار الوحيد هنا هو هي بالظبط ، هي لي خوات بيه فنصف الطريق و طلقات يدو ، فضلات تعيش مخبية خايفة على انها تشد يدو و تخرج ، اعرض عليها حماية جناحو و لكن رفضات بسباب خوفها ، بسباب جبنها ، الضحك المستهزء رجع بكا ، بكاا حااار كايتحز في النفس ، قتلات راسها و قتلاتو معاها ، كاتفقد داك الكائن لي عيشها و خرجها للدنيا ، و منين استحلاها معاها غدرات بيه و خلاتو ،ماتسناتش من الغبي يتبعها للحفرة فن كاتخبى و يخلي الحياة وراه ، و هادشي لي كايزيد يغرقها و يقتلها ، كايزند حطب صميرها و يزد يحرقها ، مايستاهلش وحدة بحالها ، مايستاهلهاااش بالمرة .. 

وقفات هربات من الغرفة و من صوت الهاتف لي ماسكتش ، لعلها تسد باب دوك الافكار ، عدوها لي فراسها ماكايرحمهاش ، تعطلو حواسها و اعضاءها كاملين و بحال الى قوتهم استولى عليها العقل باش يوقف ضدها و يقتلها ، مونية كاتموت و لا حتى مخلوق في الدنيا ماغايحس و لا يعرف اشنو كايقتلها ... 


وقف جدوان عاري الصدر و يالله خارج من حمام صباحي في شرفة دارو الصغيرة لي كراها منين رجع ، دار صغيرة تحتويه هو وحدته وتلملمو حالتو من العيون ، كان تيليفونو فيدو كايشوف فمكالماتو لي تم تجاهلها كليا لمدة يومين او اكتر من قبل اختو، و مكالمات اخرى جايا من برى هو لي تجاهلها ، فكر مع راسو داك الامل لي عطاتو فانو يلقى دفئ اسري و اخيرا غير وهم ، او غير لحظة شفقة و دازت ، واش هاديك لي شاف فيها داك الحنان الامومي ضحكات عليه بدوك زوج كلمات بمشاعر وهمية للحظة و تراجعت عليهم من بعد ، واش هكا ماعندو حظ في اسرة تلمو او على الاقل غير شي شخص يحتويه بدون دوافع ، فقط محبة صافية نابعة من القلب ، سنين من الهجرة ، عاش فيها اقفصى الظروف و ابشع الذكريات مع الوحدة ، وحدة معنقاه و متشبتة بيه بقوة ، بحال شي زوجة مهووسة ديما جالسة على ظهرو حتى قوساتو و احناتو ، سنين من البرد و المرض و الشقاء و العياء فاخر النهار و النعاس بالجوع في الكرش ، ماكان حتى احد منين كان كايرجع ، حتى احد ما كان كايتسناه و حتى احد ماكان كايقلق عليه منين كايتعطل ، كانو شقراوات فحياتو و لكن حتى وحدة ماكانت نيت تما على قبل هو ، ها لي كانت محترفة في الابتزاز العاطفي بشخصيتها الحساسة لحد القرف و ها لي انجذبت لبشرتو الخمرية و طبعو الشرقي، فقط كاتغيير في الروتين و تجربة النكهات الجديدة ، و كانت ليه تجربة مع النساء المراهقات لي كايبغيو يتسلقو الاشجار العالية فالغابات الموحشة كتحدي، جدوان كان بحال هكاك ، شجرة غامضة في غابة موحشة مظلمة ، شجرة ذات ارتفاع غير محدد كاتغري بعض النفوس الفضولية يكتاشفو مدى ارتفاعها ، و هو عيى من هادشي ، انهكت اعصابو و احاسيسو ، راه بنادم ، من الرجال ، ولكن راه الرجال حتى هما بشر ، عيبهم يكمن فديك الغريزة لي كانسميوها حيوانية ولكن كون ماكانتش، ماكانتش غاتستمر البشرية حتال هاد الوقت ، هادشي علاش خلقها الله فينا ، و عطانا عقل و قوانين باش مانخليوهاش حيوانية ، كاتختلف طرق الرجال على التعبير عليها على حسب شخصية كل واحد فيهم ، كاين لي ماعمرو كان يقرب لجنس النساء كون ما كانت ديك الغريزة ، و لكن حتى الاحتياج للاخر طبيعة فينا خاصة احتياج الرجل لعاطفة و احتواء المراة ، بطبيعة الحال العاطفة ماغاتلقاهاش بين رجل لاخر ، و لكن بين المراة و الرجل كاتبان جزء من الطبيعة و شيء مستلم به ، و جدوان من النوع لي ماعمرو يديها فجنس النساء و لكن الطبيعة الذكورية جذباتو ليهم و بذلك اكتاشف باللي النساء عندهم واحد الحاجة سميتها العاطفة ، كرجل وحيد كان باغي لي يعطف عليه، و لكن هذا شيء لي ماغايلقاهش عند كل انثى بالشكل لي بغا هو ، كيفما كل رجل و شكلو كل انتى و شكلها ، و هكا بقا تايه بينهم كايقلب على لي بغا و لكن مالقاش ، واحد الروائية قالت باللي الرجال كل واحد فيهم كايمتل مجرة ، كل مجرة و المناخ و الشكل و البنية والتكوين و الغلاف ديالها و انا كانضيف باللي النساء كائنات كاتستوطن هاد المجرات ، و كل كائن ما اذا انجذب لواحد المجرة خاصو يدرسها و يتكيف مع احوالها و عواصفها ، علاش المرأة لي خاصها تكون داك الكائن ؟ ديك العاطفة لي عندها ، ممكن تكون ذكاء عاطفي ، تقدر اذا فهماتو و عرفات تتسلح بيه غاتعيش فأمان فديك المجرة ، و حتى ديك المجرة غاتكون فيها الحياة و ماشي غير مهجورة ضالة ... 

عطس عطسة قوية خرجاتو من أفكارو و مع العطسة طاحت فكرة انه يمشي يطل عاى اختو تقدر تكون عندها مشكل فبلاصة مايخلي عقلو يسور ليه امور خارجة عن الواقع . على الاقل يتأكد ، و عليها مشى لغرفتو لبس حوايجو و هبط كايجري ...


مونية يوماين وهي في فراشها، كاتلقى الماكلة في جنبها و لكن ماكاتقدرش تاكل ، شافت عينيه عليها ، نوافذ كايطل منهم لهيب غضب مازال مشتعل ، و ماكلمها ماقرب لناحيتها ، اول مرة كايديرها ، و عارفة مزيان باللي دابا كاتقدمو للاخرى في طبق من ذهب ، تساءلت علاش افكارها ولاو كايمشيو لديك الجهة ، واش بسباب ديك الانثى لي فالداخل ديالها بدات كاتحرك ؟ بدات كاتغير على رجلها ،و من ايمتى هي كانت انتى ؟ من ايمتى كانت كاتفكر في نفسها على اساس انها انتى ؟ هي عارفة ، من يوم لاحظها علاء و طاردها باصرار و عزيمة حديدية ، كانت شاكرة لي ذلك من قبل و لكن دابا و منين طار داك السحر ، ندمات و بشدة ، ماهما دارت على قبلو ، مايستاهلش يعيش عيشة بحال هادي و يتحملها غير على قبلها ...

قاطع تفكيرها هو نيت ، واقف قدامها و كايقول بوجوم :"" جدون خوك برى و بغا يشوفك " 

كان ضاير خارج من الغرفة بعدما لاح عينيه على الطبق في جنبها و لي كان مازال كيفما هو ، و لكن ماشي هو لي وقفو ، بل وقف على صوتها كايخاطبو قائل :"" واش انت كاتحمل هادشي كلو غير حيت تبرعت ليك بجزء من ذاتي ؟ "" 

دار عندها كايشوف فيها شوفة واحد عيا و سالا من هاد الترهات و سولها بنبرة خيبة امل و قال :"" هادشي لي كاتشوفي انت ؟"" 

حذرات عينيها كاتفكر فهاد اللغز الغامض عليها و قالت :"" غاتقول ليا كانبغيك و مانقدرش نعيش بلا بيك و انني نقدر نعيش في جهنم على قبلك انت ؟ هاد الكلام هراء و ماكيعني ليا حتى حاجة "" 

شد جبهتو بحركة عارفة مزيان كايديرها منين كايضرو و جاوبها :"" علاش مايمكنش يكون حقيقي ؟"" 

قالت :"" لا ، احنا غير بشر ماشي ملائكة ، الكلام على الحب ماكايكون منطقي غير في الروايات و السينما "" 
جاوبها :"" ياك ، اوى شرحي ليا ، كيفاش هاد الناس لي فهاد الدنيا كل مرة كايتزوجو و كايرتابطو ""

جاوبت :"" كاين لي بسباب الظروف يعني مجبر ، و كاين لي بسباب الرغبة "" 

جاوبها :"" اهااه ،اوى و انت من اينا وحدين ؟"" 


سكتات كاتشوف فيه بدون ماتقدر تجاوب او ماعرفاش باش .. حاصرها .. و عرف هادشي .. قرب ليها بخطوتين و قال :"" شوفي فوجهي و قولي ليا .. اشنو كاتحاولي ديري ؟ *رقت نظرتو* مالك .. اشنو عندك؟ واش ماشي كولشي ولا مزيان بيننا ؟ اشنو وقع ؟""

دفعاتو بخشونة و قالت :"" حتى حاجة مابقات مزيان بيناتنا .. اصلا ماعمرها كانت .. حنا كننا عايشين غير فالاوهام .. بعد من قدامي ""

دازت حتال باب الغرفة .. دارت عندو و قالت :"" و كاتواعدك هادشي غايسالي فاقرب وقت "" 

و خرجات من الغرفة .. جلس فوق السرير كايتنهد بشقاء و عياء .. و حيرة .. 

------------------------ 

لقاتو واقف و يديه فجيابو عاطيها بالظهر .. 

قالت بعدما هدنت نفسها و سمات على وجهها ابتسامة زائفة :"" جدواان ؟!""

دار عندها بفزعة بسيطة .. طالعها بنظرات قلقة مغوبش و سولها بطريقة جدية لائمة :"" واش انت بيخير ؟ علاش تجاهلتي مكالماتي ؟"" 

تبسمت و فتحات يديها .. قرب لعندها غاضب بحال شي طير كبير و فرد جناحو .. عنقاتو مبتسمة و ربتات على ظهرو تم قالت :"" سمح ليا .. ماكان عندي خاطر ""

رجع قابلها بوجهو و قال :"" حالتك ماشي هي هاديك ""

رجعات قالت :"" ماتشوشش .. انا بيخير .. اشنو بان ليك نخرجو نتمشاو بزوج "" 

قال :"" ااه .. ماكرهتش "" 
ضربات على دراعو و قالت :"" انا جايا "" 

--------------------------------------

رجعات للغرفة و رجع لبكها منظرو جالس حاني راسو .. حاولات تتجاهلو و توجهات للماريو كاتجبد حوايجها .. مالقات غير انفاسو الساخنة كاتضرب عنقها ... و بعدها صوتو قائل بخفوت :"" لفين ؟ ""

جاوبت بدون ماتدور عندو :"" خارجة شوية مع خويا ""

قال :"" كنتي كاترفضي كل نرة نقول ليك يالله نخرجو .. حتى من السفر تلغى في مرة "" 

مشات لجهة اخرى تلبس بدون ماترد عليه و تبعها كايقول :"" علاش بردتي هكا من جيهتي .. اشنو درت ليك ؟ اشنو عندك معايا ؟ ""

هزات عينيها فيه و قالت :"" جلس مع راسك و قول هادشي لراسك .. لا ربما عقتي و قررتي نتطلقو و نتهناو بزوج من هادشي "" 

تأهب يغوت و يصيح بوجهها بكل داك الغضب لي فداخلو .. و لكن ماعطاتوش فرصة .. خرجات من الغرفة .. 

----------------------------------- 

*عطسة*

كانت من جدوان لي مسح نيفو و دار عند اختو لي كانت لاوية يدها في دراعو و كاتمشى فجنبو على شط البحر .. 

قالت له :"" مالك ؟ ضاربك البرد ؟ ""

جاوبها :"" لا .. عادي ""

قالت :"" رد البال لراسك اجدوان .. ""

دارت قدامها كاتشوف فرجليها الحافية كايغبرو وسط الرمال و يرجعو يبانو .. انا خوها فكان كايشوف فيها من الفوق و ساكت .. سكوت مادامش بل قطعو قائل :"" حاس بيك ماشي هي هاديك "" 

هزات عينها فيه و ابتسمت قائلة :"" و اشنو غايكون بيا .. كولشي بيخير .. يالله عاود ليا على راسك .. ""

تنهد و عينيه سارحة فجهة البحر لبعيد .. لنقطة لي كاتلقا وهم البحر مع السماء و قال :"" علاياش غانتكلم بالظبط .. على الحياة العشوائية لي ماكان ليها لا ساس لا راس .. على المشاعر المشوهة لي كبرنا وسطها .. "" 

قالت بنبرة مشرقة عكس ما في داخلها :"" على الحياة لي مازال طويلة قدامك .. على الامور الزوينة لي كايعيشوها الشباب فعمرك .. على احلامك و امنياتك "" 

شاف فيها مبسم و قال :"" ماكاين والو .. ماكاين غير العدم .. نفس العدم لي كايشوفوه العميين ""

قالت :"" انت ماشي اعمى .. خلي الناس العميين فالتقاار .. و قول ليا .. كاينة شي وحدة في حياتك ؟ ""

جمع الابتسامة لي كانت على وجهو و قال بغموض :"" اه .. و لا ""

قالت :"" كيفاش اه و لا ؟""

جاوبها :"" خلينا من هادشي دابا .. تمشي معايا نزورو قبر الوالدة ؟""

بعدات وجهها من قدامو و طلقات من يدو و قربات لماء البحر يضرب رجليها و قالت :"" لا ""

قرب حتى هو لعندها و قال :"" حاس براسي باغي نهضر معاها .. و لكن بغيت ونيس"" 

شافت فيه و قالت :"" كاينة ونيسة تما تبغي و بالفرحات عليها ""

غوبش و قال :"" مامتحملش نشوفها هاد الساعة ""

شدات يدو و قالت :"" حيد ديك الغمامة على عينيك .. غاتشوف الامور على حقيقتها .. تصرف بلا ماتفكر و ماغاتندمش .. "" 


فديك العشية .. 

كان جدوان جالس فجنب قبر امو .. 

تم نقل القصة من قصص مدرب.. قارئ كايرتل ما تيسر من القرآن .. كايتصنت مغمض عينيه و ريحة الورد فيديه كاتداعب نيوفو ... حتى سالا القارئ مد ليه شي بركة و مشا .. 

شاف في قبرها بحال الى شاف في وجهها .. حط الورد و قال :"" ماتخبلتش راسي بهاد الحالة منين كنت جالس فالطيارة ساهي حدا الشرجم .. كنت كانتخيل كولشي .. الا وجودي هنا قدام قبرك و ماعارف مانقول .. سحاب ليا عندي و لكن .. ماعرفتش .. يمكن غير فراغ فالداخل ديالي ماعرفتش كيفاش نعمرو و لا حتى باش .. ماعارفش .. اشنو رأيك الوالدة ؟ ""

سمع خطوات كاتقرب منو .. و دار باتجااهها .. كانت جايا في كسيوة ربيعية طويلة واسعة .. كان الريح ضارب باتجهها مخلي بطنها المكورة الصغيرة ظاهرة و دافع معاه شعرها الملفوف بعشوائية تحت فولار .. و في يديها باقة ورد صغيرة ..

وقفات قدامو كاتخنزر فيه .. و وقف حتى هو بنفس الشوفات .. لي يشوفهم غايلاحظ ان هاد الزوج كايتشابهو .. فالشكل و لكن اكتر فالنظرات النارية و المزااج الحاد .. 

سولاتو بنبرة غير ودودة :"" اشنو جاي دير هنا ؟ ""

جاوبها بنبرة لا تقل عنها وقاحة :"" يا كما المقبرة بسميتك ""

طلعات و نزلات فيه و هي كاتجز على سنانها و قالت :"" حتى ماتت عاد وليتي تزورها .. فات الفوت ""

جاوبها :"" و حتى ماتت *اشار بعينيه للزهور فيديها* عاد كاتطلبي رضاها؟ فات الفوت ""

عوجات فمها بغيظ و قالت :"" ماجاياش نقلب على رضاها ..جايا نقلب على رضايا انا على نفسي ""

هز راسو للفوق و قال :"" مزيان .. و دابا رجعي للور تسناي حتى نسالي مازال ماساليت كلامي معاها "" 

رماتو بنظرات مغااظة ماكرهاتش تضربو على راسو .. و لكن احتراما لحرمة المكان .. تراجعت للور و خلات ليه مساحتو الخاصة فين ياخد راحتو ... 

فاتو دوك مشاعر الغيظ لي ركب فيها بسباب شكلو و هو كايزوق قبرها بالورد و هو كايتكلم و مرة مرة يعطس و يمسح نيفو.. اشنو مشاعرو و اشنو عايش حتى هو .. اشنو لي خلاه يضرب الطريق غير باش يزور قبرها .. واش حتى هو بحالها مامرتاحش و جا يقلب على راحتو ؟ 

اتارت هاد الافكار الاخيرة لي طرقات رأسها شي مشاعر فيها .. و فديك اللحظة و قف كايسوس حوايجو .. ساست افكارها حتى هي و غوبشت و تقدمات لجهتو .. حجرة فطريقها عتراتها و لوات كاحلها بطريقة خطيرة لحسن حظها كان جدوان سريع في رد الفعل .. شدها و لكن مامنعش الالم يلوي كاحلها .. غوتات و هي متشبتة بيديه بقوة بحال اذا حياتها متعلقة بيه .. 

سولها بقلق :"" واش انت بيخير ؟ توعتي""

ضربات صدرو بقوة كاتشير لرجلها كاتهزها و قالت :"" اااي رجلي .. رجليييي "" 

دور وجهو كايقلب فين يجلسها .. كانت حجرة حدا القبر فين كان هو جالس .. دفعها ليها بالشوية و جلسها برفق .. هز رجلها لعندو كايحاول يعرف مدى خطورة الاصابة .. كانت كاتنين و تحاول تتحمل .. و لكن فجأة غوتت اكتر منين ظغط على موضع الالم خلاتو يبعد يديه .. 

قال ليها :"" كاين شي سبيطار هنا ؟ ""

جاوبت بالم :"" مانحتاجش .. غانعيط لراجلي يجي عندي ""

جاوبها بغضب :"" كيفاش اصلا مخليك تجي للهنا بوحدك اصلا ""

جاوبت بغضب مماتل :"" ماشي سوقك .. ماتهضرش على راحلي هكاك .. انا لي رفضت يجي معايا و يبقى مع ولظو .. و زيدو الدار قريبة "" 

خنزر فيها بطرف عينو و قال :"" ماكاين لاش تعيطي ليه "" 

ناض وقف و تحنى عندها هزها .. ضرباتو بالورد لي فيديها و كاتصيح فيه :"" طلق مني .. حطني .. اشنو ماتسحااب راااسك كااادييير ؟ ""

كان كايتفادى الضربات الغاضبة .. كايكمش وجهو و يدورو من هنا للهنا و هو كايحاول ينطق :""انا خوووك .. ترصااي غانطيحك .. وراااني خوووك ""

تهدنات لخشونتو في نطق ديك الكلمة .. الكلمة لي هزتها و خلاتها تكررها بحال اذا اول مرة كاتعرفها:"" خ .. خويا .. خوياا؟!! "" 


جاوب بوجوم :""أه ... ممكن دابا ترصاي ؟ ""

نيت دارت بأمرو و تشبتت بيه .. 

رجع قال :"" عارفك ماحاملاش تشوفي كمارتي .. انا غانوصلك و نغبرها .. غير هنينا دابا "" 

قالت بنبرة بنت صغيرة تم تأنيبها و قالت :"" انا .. تقيلة .. ممكن غير تعيط ليه .. يجي "" 

قال و هو غادي :"" عاد قلتي مع ولدكم .. كيفاش غايدير ؟ كيف قلتي الدار غير قريبة .. دغيا نوصلك و نمشي "" 

حاوطت دراعها حول عنقو بخجل و غير ارتياح لسبب بعدهم عن بعض .. احس بهادشي و هز راسو كايشوف القدام بدون مايزيد كلمة .. اما هي فكانت كاتشوف في قبر امها كايبعد عن انظارها و وردها مشتت قدامو .. و مالقات غير نربط معاها موعد اخر في يوم اخر .. 

--------------------------------- 

شافها خلدون داخلة بين يدين جدوان و تقدم عندهم كايجري بقلق قال :"" ماالك انت؟ *وجه انظارو لجدوان* اشنو وقع ؟ ""

جاوب جدوان و هو كايمدها ليه :"" تلاقينا في المقبرة و لوات رجليها .. مانظنش شي حاجة غير تفدعات .. مهم الله يعاون "" 

تم غادي بسرعة متوجه للباب .. شافت مريم في خلدون و قالت بسرعة موشوشة :"" قوليبه يبقى "" 

اف فيها ببلاهة و غير فهم و هي تركل بين يديه بعصبية و تخبط صدرو و قالت :"" تااااشدو يبقىىىىى "" 

ضحك و صاح :"" جدواااان "" 

دار عندو باستفهام و قال خلدون مشير براسو للدار:"" زيد زيد رااه بغييتك "" 

اشار جدوان لنفسو و قال بتعجب:"" انا ؟ "" 

قال ضاحك :"" ااه .. انت .. زيد اصاحبي دخل "" 

شاف جدوان فاختو و هي تهز رأسها للفوق و دوراتو من اتجاهو .. هز راسو بلا حول و لا قوة الا بالله و تبعهم للداخل .. 

في الداخل قال خلدون :"" جلس .. و ها براء حداك .. غانشوف رجلها و نهبط عندك .. خود راحتك "" 

هزز جدوان راسو باستسلام و قال :"" واخا "" 

دار خلدون و هو متوجه للغرفة الفوق .. غمز و ضحك فوجهها .. غاظها .. قرصاتو و هدداتو بحركة حك فكيها مع بعضهم .. حركة زادت ضحكاتو .. هاد الحمقة الطفولية .. 

حطها بعناية فوق السرير و عرى رجلها كايشوف .. 

قالت بحماس متجاهلة الالم فرجليها :"" اشنو ندير اخلدون ؟ هاهو بقا و من بعد "" 

ضحك و قال :"" اشنو انت ؟ علاش قلتي ليا نشدو ؟ ""

قالت و قرمات حواجبها بغضب طفولي :"" مانعرف .. تفكرت باللي هو خويا "" 

قال بتعجب :"" عاد تفكرتي باللي خوك ؟ راه شفت عرارم الجوانب الحمقة منك و لكن باش تتفوهي بجملة سخيفة بحال هاذي ..* سكت و هز راسو الفوق و طمل بسخرية * لا بالاتي .. يمكن جملة منطقية نيت "" 

ضرباتو على صدرو و قالت بغيظ :"" صافي اخلدون انا اصلا على اعصابي .. فاش تلوات رجلي و عتقني دغيا .. كيفاش قلب رجلي و نسا كل ما بيننا و هزني حتال الدار .. خلاني نتفكر باللي راه خويا الصغير هذاك .. انا عندي خوت صغر مني اخلدون و خاصني نكون فجنبهم "" 

شاف فيها شوفة كاتشمل كل الفخر و الحب لي كايكنو ليها .. قرص فمها و باس صباعو لي قرصهم بيها و هو كايقول :"" هادي هي مراتي الحبيبة "" 

تبسمت بحب و قالت :" و لكن .. كانحس براسي باقية معصبة شي شوية .. خفت نخربقها تاني .. انا راه حمقة و ماكانقدرش نتحكم فراسي "" 

شد يدها و قال :"" غضب كبير هزيتيه لامك فقلبك .. انت اكتر وحدة عاشت معاها دوك الذكريات الخايبة .. انت اكتر وحدة تحملات بدون دعم او حماية من جهات اخرى و مع ذلك تحملتيها في كبرها و مالحتيهاش .. انت ماشي حمقة انت عظيمة .. و قلبك اكبر و انت احن من لي يسحاب ليك .. كيف قلت ليك قبل ماتمشي للروضة .. هذاك الغضب اذا حررتيه انت .. غايتحرر .. مادامك متشبتة بيه .. غايبقى .. سامحي من قلبك .. و غادي تلقاي راحتك .. حرري الماضي .. غاتقدري تعيشي المستقبل .. خوك كان ضحية بحالك بحالو .. ماتلوميهش .. شفتو شحال حتى هو كان كايتعذب و يتحسر فالجنازة بحالكم .. هو ماشي بحالكم ماكايبينش حيت راجل .. و لكن من تجربتي كرجل و كانفهمو بعضياتنا .. خوكم راه بحالكم بحالو و يمكن دقتو اكبر حيت ماكايعبرش .. و ماعرفتيه كاع اشنو دوز فالمدة لي كان بعيد عليكم .. ماعرفتيش دماغو اشنو فيه .. ماعرفتيهش باش كايحس .. راك ماعارفة عليه والو .. باشمن حق كاتحكمي عليه غير حيت مشى بلا مايعلمكم .. صافي .. امكم ماتت .. و مابقا ليكم من غير بعضكم .. جا الوقت لي ترتاحي و تضمي خوتك ليك .. باش ترتاحي و تريحي راسي معاك حتى انا "" 

تبسمت و نفخت صدرها و كانها تشحنات لحد التخمة بكل ما هو ايجابي من حب و شوق و راحة و قالت :"" انا صافي .. بغيت نرتاح اخلدون و الله .. و لكن خايفة من رد فعلو .. زعما ماعمرني عاملتو مزيان .. واش غايسامحني ؟ ""

باس كفها و قال بكل حنان :"" الى ماسامحكش نهرس لديلمو وجهو "" 

فرحات اكتر كيف الحمقة و بدات كاتزحف باتجاه الارض باش تنزل .. و شدها كايضحك و قال :"" تي تبتي الارض .. راه رجلك مازال ماداويتها "" 

قالت بضيق :"" يالله يالله طلق دغيا قبل ما يمشي "" 


كانت الطابلة عامرة بما لذ و طاب من الاكل و خيرات هاد البلاد .. 

جدوان جالس كايشوف فالاطباق كايتحطو قدامو مدهوش و مستغرب .. اما خلدون فهو جالس في جنبو كايتبسم لشكل مريم و هي نشيطة و راشقة ليها واخا لابسة داك الوجوم الخافت على وجهها .. عارف مزيان هاديك ماهي غير قشرة تكتاسبتها مع الوقت كاتحمي بيها نفسها .. لاحظ جدوان الغير مرتاح و قال ليها :"" من قبايلة ماسمعت ليك صوت .. ياكما ماعجباتكش ماكلة اختك ؟ "" 

شاف فيه و قال مستدرك :" لا .. لا .. غير .. ""

جاوبو :"" غير اشنو ؟ "" 

جاوبو :"" والو .. انت قلتي عندك ماتقول ليا .. وا هي 9 الليل .. ولينا فالعشاء و مازال ما قلتي والو "" 

بقا خلدون كايشوف فيه و ديك الضحكة مازال مصورة على وجهو ببلاهة .. ماقدرش يجاوبو .. اش هاد كمية الجلافة فهاد السيد .. كايشبه لختو فهاد" التقزديرة " و الاحتراف فقذف لي جا فبالهم بلا زواق فوجه الاخرين .. بل انها صفة كاتجمع بين هاد الخوت التلاتة .. 

قال كلامو و هو كايصبر راسو :"" ماعليش تعشى معنا و بات راك غير فدار اختك و خوك و لا لا ؟ "" 

جاوب جدوان تحت نيوفو بسخرية:"" اختي ؟! كوراها كاتطيب و تسب فيك حيت شديتيني و تسبني انا حيت كاين فحياتها .. اجي .. ماتكونش ماعندك مايتقال و عندك شي نوايا اخرى ؟"" 

ضرب خلدون على كتفو و قال :"" استرخي اصاحبي .. اختك و اللهما طيب هادشي طامل اذا ماكانتش باغية .. ماكاينة حتى كلمة كاتمشي عليها .. و ماشي من النوع لي يرضي الناس غير من باب الصواب و الاداب.. اختك اكبر قليلة الترابي شفت فحياتي .. يعني كون ماكانتش باغية ماكاينة حتى قوة تمنعها تجري عليك من الدار .. "" 

ضيق عينيه كايشوف فيه و قال :"" و اشنو معنى هادشي ؟ "" 

كان اخر طبق من يديها للطابلة .. شافت فخوها و قالت بنبرة جديدة على مسامعو :"" باقي مابديتي تاكل ؟ مافيكش الجوع ؟ ""

زادت ضياقت عينيه كايحاول يختارق دماغها يعرف اشنو فيه و هي تجلس فجنبو .. 

عمرات صحنو من مختلف الاطباق و قالت :" يالله ..دوق طيابي و قول ليا اشنو رأيك فيه ؟ ""

بعد من حداها بالشوية كايحاول مايعيقش و عينيه مغوبشين و قرب لخلدون .. طلعات و نزلات فيه و دور وجهو لخلدون لي كايضحك .. كايحاول يفهم اش واقع و اش هاد التغيير المفاجئ .. 

قالت بغيظ :"" مافهمتش واش كانبان ليك غاناكلك .. ا لا ياكما يسحاب ليك دايرة فيه السم ؟ *خرجات عينيها * قرب للهنا "" 

جاوبها :"" مابغيتش .. حيدي لهيه نمشي فحالي "" 

جاوبت :"" تخطاني اذا قدرتي "" 

سكت و بقا يشوف مخنزر .. 

تدخل خلدون ضاحك و قال :"" يالله يا تنائي الكرانسة .. ممكن ناكلو و نأجلو هاد عناد الصغار لمن بعد ؟ "" 

قال جدوان :"" اخر مرة شافتني جرات عليا من دارها .. دابا وقفات 3 السوايع فالكوزينة مطيبة ليا برجلها المفدوعة ؟ اشنو هادشي ؟ "" 

شافت فيه بطرف عينها و قالت بتردد و غمغمة :"" انا .. انا بغيت نصلح .. بغيت نصلح علاقتي .. بخويا الصغير .. انت ماعندك غيرنا .. و حتى حنا هكاك .. فبلاش من هاد صداع التافه ديال الولاد الصغار .. الخاوة حدها احد الدنيا .. منين فكرت فولادي .. ماكانش غايعجبني نشوفهم معاديين هكا .. *كملات بخشونة* عارفة راسي حمقة و لكن انت و اختك ماكاتخليونيش ندير عقلي "" 

حنحن هلدون محذرا .. شافت فبه و رجعات شافت في خلدون و كملات بنبرة ماتحاول تخليها لطيفة :"" سمح ليا اجدوان .. سمح ليا كانقولها من قلبي .. سمح ليا اذا زدت خليت طفولتك تكون اسوء .. مريم الصغيرة كانت كاتغير منك .. ماشي كاتكرهك .. "" 

رقت نظرتو و تبدلات لكلامها .. بحال شي قطعة زبدة كاتذوب فوق سطح حامي .. 
ماقدرش يقول .. فقط دور و جهو و احدر راسو .. شافت مريم فخلدون بحال الا بغات تبكي .. تبسم ليها كايدعمها و ضرب على كتف جدوان و قال :"" واش غادي تخلي اختك بلا جواب ؟ راه ماكاين لي غايتحمل نواحها قدي انا .. وا اعتقني من هادشي بالرجوولة "" 

هز عينو .. و دورها ايها نيشان و قال :"" من جهة المسامحة .. انا عمرني حقدت عليكم .. خاصة منين كنت كانتفكر باللي خليت خواتاتي البنات ورايا .. كنت كانتفكر هادشي كانكره راسي لكن منين كنت نتفكر كيفاش كننا عايشين .. كنت كانقول يمكن غيابي احسن من وجودي .. و تأكدت بالاخبار لي كان يوصل ليا الوالد عليكم .. تيقي بيا .. ديك العيشة المهنية لي كاتخيلوني كنت عايشها تما .. راه ماكايناش .. ماكاينش النهار لي جا ماندمتش على هجرتي .. و لكن ماكان عندي احد .. ماكان عندي احد لا تما و لا هنا .. وحيد فهاد الدنيا "" 

تنهد خلدون فهذا كان تخمينو .. اما مريم فضربها في مقتل .. قربات لعندو و فمها مايل بالبؤس و الاحساس بالذنب من جهتو .. حطات يدها بكليتها على ظهرو المحني .. بعدات يديه على وجهو لي كان ظاهر عليه انو كايخفي دموعو .. دموع رجل .. هزها هادشي كتر و بكات معاه حطات راسها على راسو و قالت :"" سمح ليا .. سمح ليا ..كنتي خويا الصغير ... تماما بحال الاخرى .. احميتها هي و نسيتك انت .. انا حشمانة منك و من راسي .. سمح ليا اجدوان .. سمح لياااا "" 

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.