فنون الحرب الجزء الخامس

من تأليف رجاء موري
2019

محتوى القصة

رواية فنون الحرب

كانت ليلة طويلة على محمد و هشام.. رجعو فالحين للقرية و بداو البحث ديالهم عليها لكن بدون جدوى.. ماوصلو لحتى نتيجة و كانو على أعصابهم.. أسوء السيناريوهات كيتخايلو لمحمد الشيء الي كيخليه ينفاجر و يضرب الي كانت قدامو.. عمرو حس بالخوف على شي حد لهاد الدرجة..
لدرجة وقف تفكيرو و ماعرف فين يزيد.. هشام مكانش قل منو فتالاسين ختو الصغرى و فحمايتو هو و باه.. حاس بالمسؤولية اتجاهها و مايمكنش يسمح لشي حاجة تمسها.. بجوج لقاو ريوسهم فطريق مسدود..
وقف محمد السيارة جنب الطريق و خبط على الفولون بقوة.. شاف هشام فيدو الي ملوية عليها الفاصمة و الي عالجها ليه بنفسو و قال.. 

هشام : غادي تحل يدك عوتاني، الضرب ماعندو مايدير
محمد : ' عينه حمرين و وجهو متصلب ' حااس بروووحي غطلع، معارف اناااا طريق نشد
هشام : ماعندنا حتى حل آخر من غير نعلموه، هو يقدر يوصل ليها
محمد : ' شاف فيه ' و فين غادي نلقاوه، الوقت كيضيع منااا، و تالاسين علم الله شنو واقع ليها و لا فيد من طااااحت
هشام : دابة خلينا نرجعو للدوار، بزاف ديال الدراري مشاو يقلبو و يسولو، يمكن يكونو عرفو شي حاجة

رجع ديمارا محمد السيارة و بعد مدة قصيرة كانو وسط الدوار.. قريب للمسجد الكبير و الحوانت.. مكان كيكون عامر فأغلب الوقت بالرجال واخة بالليل.. هبط محمد و هشام.. لمحوهم شي دراري و جاو لعندهم كيستفسرو على شنو وقع و كيفاش يقدرو يساعدو فالبحث..
محمد بقا غير ساكت كيفكر و هشام تكلف و شرح ليهم الوضع..
رجع محمد اللور و تكا على الحيط.. دوز يدو على شعرو بقوة و تنهد تنهيدة طويلة.. صور تالاسين كيدوزو من بين عينيه فكل لحظة.. حاس براسو غادي يحماق لا وقعات ليها شي حاجة.. هز عينيه كيشوف فهشام كيهضر مع الدراري و كان ناوي يعيط ليه باش يتحركو و يقلبو فبلاصة اخرى.. 
حتى لمح شخص من بعيد دايز.. دغيا تغيرو ملامح محمد المتعبة و بقا متبعو بعينيه.. السعيد شاف فيه بدورو هاز نيفو الفوق و على فمو ضحكة جانبية.. خشا يديه فالجيب و تمشا مكمل على طريقو.. حاس بالانتصار فاش سمع كلام ناس الدوار الي مقلوبة سيرتو غا باختفاء تالاسين بنت اخت زيدان..
و فاش شاف محمد و هشام فهاد الحالة تالفين و باغي يحماقو بالتقلاب عليها.. زاد حس بلذة شنو دار.. تم غادي جنب الحيط كيتعنگر خاشي يديه فجيب الجلابة.. و ماحس الا و بذراع شنقات عليه من عنقو.. مجا فين يهضر حتى حس بطقطة و بعدها تسدو ليه عينيه..

بدا كيحل عينيه و مع الظلام على شحال باش توضحات ليه الرؤية شوية.. بان ليه محمد واقف عليه كيف ملاك الموت.. قفز و ناض بسرعة كيسوس فحوايجو.. قال و هو كيغوت بصوت مرتافع.. 
سعيد : نتااا مغاديش تعطيني بالتيساع حتى تجيبها فراسك، واش حينت سكت ليكم لمرة لولة ضسرتو، و الله حتى نخرج عليكم و
محمد : ' قاطعو بصوت كيزعزع ' فينهااا تالاسيييين الكلببب
سعيد : شناهوااا، آش كتخربق
محمد : ماعنديش ليك الوقت نديو و نجيبو، و كيف نتا دابة قدامي متيقن ان ليك يد فهادشي الي وقع، فينهاااااا
سعيد : ' بدا كيضحك ' واقلة تخوطرتي فدماغك، و عطيني بالتيساع و سير قلب عليها فقنت آخر، هذا لا لقيتيها باقة حية

الكلمة الأخيرة الي نطق بيها فيضات الكاس.. أكد فيها لمحمد بكل غباء أنه متورط فاختفاء تالاسين.. خرج محمد يدو الصحيحة من ورا ظهرو و طلقها جنبو.. كان هاز فيها خشبة عريضة و ثقيلة.. سعيد غا جات عينو عليها وحلات ليه الهضرة فحلقو.. شاف فالطريق باغي منين ينفد و ينجا بحياتو..
لكن محمد كانو الشياطين كيبانو قدامو فهاد اللحظة.. ضرب جوج خطوات و نزل عليه لجنبو بقوة.. طاح سعيد كيتركل فلرض من الألم و كيغوت.. محمد لاح الخشبة جنب و هبط لعندو شنق عليه.. قال و هو ظاغط على سنانو.. 

محمد : فين هياااا تالاسييين اولد الق****، فيناهياااااا
سعيد : ' ماحيلتو لظلوعو الي أكيد تهرسو و لا الشنقة الي شانق عليه ' امم ط طلق م مني
محمد : و هضااااار، شنوووو درتي ليهاااا، و الله حتى نفرگع لجدبووووك راسك الا قستي شعرة منهااااا، هضاااار خلاااص
سعيد : خ خنقتيني، ط طلق و ونهضر
محمد : ' رخا منو ' فيناهيا
سعيد : ' ابتاسم بخبث ' واخة نقول ليك فين كاينة محال تقدر دير شي حاجة، حينت خداوها من عندي بساعات.. غيكون فات الفوت، تلقى دابة لاحوها فشي قنت ميتة، بعدما دازو عليها عسكر لفارنسيس واحد بواحد

الصدمة و الألم الي ترسمو على ملامح محمد ميتوصفوش.. وذنيه رجعو كيصفرو بعد الي سمع.. قلبو توقف للحظة على ضخ الدم.. دماغو تبلوكا و أطرافو فشلو.. لدرجة أن سعيد فاش شافو فديك الحالة دفعو و طاح بسهولة.. ناض السعيد شاد فجنبو و باغي يهرب قبل ميرجع محمد لوعيو..
تمشى بخطوات سريعة لكن مقدرش يبعد بزاف.. وقف فجأة فاش جاتو ضربة قوية على الراس.. حس بخط غزير ديال الدم هابط من راسو على جبهتو.. و بعدها ارتاطم بالأرض على وجهو و بسرعة ولى عايم فبركة ديال الدم..
واقف محمد خلفو يدو مطلوقة هاز فيها الخشبة الي عامرة دم.. طلقها فلرض و جمع صباعو الي كانو كيرجفو زير عليهم.. عارف أنه قتلو.. و كانت هادي أول مرة فحياتو يقتل شخص ماشي من جهة العدو.. أول مرة يقتل شخص مدني ماشي جندي اغتاصب أرضو.. و المريع فالأمر أنه محاس و لو بذرة ندم.. بل مستاعد يقتل أي واحد بدون تردد لكان الأمر كيخص تالاسين..

كان هشام واقف جنب السيارة و معارف محمد فين زاد.. شوية بان ليه جاي بخطوات مترنحة و شي حاجة مبدلة فيه.. مشا عندو هشام و سولو فين كان.. محمد بدون ميجاوبو فاتو و مشا حل السيارة و طلع.. تبعو هشام مستغرب من حالتو و ركب حتى هو فمكان السائق.. دار عند محمد كيشوف فيه ساهي و سولو..
هشام : محمد فين كنتي ؟
محمد : ' الصمت '
هشام : فين مشيتي اصاحبي، درت كنقلب عليك مباقي بنتي ليا
محمد : ' الصمت '
هشام : ' شد فيه من كتافو كيحرك فيه ' وااا محمد راه كنهضر معاااك
محمد : ' شاف فيه ' قتلتو
هشام : هااا، آش قلتي ؟
محمد : هو الي خطفها و عطاها ليهم، قتلتو قبل مانعرف فين كاينة
هشام : ' بقا كيشوف فيه بصدمة ' ش شكون قتلتي، و شنو داار

حط محمد راسو على ظهر الكوسان و عاود ليه شنو وقع منين تبع السعيد فاش حس أنه ممكن تكون ليه يد فإختفاء تالاسين.. هشام بقى لدقائق ساكت.. مأثرش فيه خبر موت السعيد على يد محمد.. بقدر ما هو مشوكي أن داك الحيوان سلم بنت عمتو للفرنسيين..
آه هو ابن خائن هادشي كيمشي ليهم فالدم.. لكن باش ينتاقم منهم و يسلم بنت بريئة لوحوش يقدرو يآذيوها بشتى الطرق و هو مبرد.. أكيد ماشي إنسان طبيعي..
تسمع صوت آذان الفجر و محمد و هشام مزال داخل السيارة.. كانو فحالة الي مقدروش يفكرو بوضوح.. دماغهم مبلوكي و حسو بلي منافعين لحتى حاجة.. منين يبداو و لا فين يمشيو.. الجنود ما أكثرهم فالبلاد و المعسكرات ديالهم منتاشرين فكل منطقة.. لأول مرة يحسو بالضياع و مابيدهم والو.. 

شغل هشام السيارة و وسط صمتهم المطبق قال..
هشام : يَدر خاص يعرف
مع قالها و هي توقف سيارة قدامهم.. حبس هشام الفران بسرعة حتا مشاو و جاو.. خرج زاعف باغي يعرعر على الي قطع عليهم الطريق.. شاف فجهة نافذة السائق بان ليه واحد من الدراري الي معاهم.. حرك عينيه بسرعة شاف فالخلف ديال السيارة و هو يبان ليه يَدر..
تحل الباب و خرج.. الهدوء الي ديما معتالي وجه يدر واخة تكون الأوضاع سيئة كان غائب هاد المرة.. هشام قدر يعرف من نظراتو ان الخبار وصلاتو..
هشام : ' حدر راسو ' عاد كنا جايين لعندك
يدر : شنو عارفين لحد الساعة
محمد : ' من خلفهم ' واحد عندو حسابات معنا هو الي خطفها و سلمها للجنود الفرنسيين
يدر : ' تلفت عندو ' هي عرف عليكم شي حاجة
هشام : ماعرفناش و منقدروش نعرفو
محمد : منظنش مهم واش عارف علينا شي حاجة و لا لا، الي مهم هو نلقاوها
يدر : ' بعد صمت ' رجعو للدار و ماديرو والو، انا غادي نتكلف
محمد : ' بعصبية ' كيفااش منديرو والووو
يدر : فهاد الحالة الي نتوما فيها مغتوصلو لحتى نتيجة، و يمكن ترتاكبو أخطاء حنا فغنى عليهم، رجعو للدار و تسناو نعيط ليكم

حل يدر الباب و طلع.. تحركات السيارة مبعدة عليهم.. محمد دوز يديه على وجهو بعنف و مشا فاتجاه السيارة.. وقف حداها كيسوط و ضرب الرويضة برجلو..
محمد : كيفااااش مبرد و بنتوووو بين يديييهم، و قاليييك منديرو والوووو
بقا محمد كيضرب فالسيارة بيديه و رجليه.. و وقتما تفكر تالاسين و فشنو ممكن يكون واقع ليها كيزيد يتجنن.. هشام واخة ساكت الا و حاس بالمثل.. كيخمم فاش يمشي للدار شنو يقول ليهم.. جداه مستحيل تقدر تستحمل لا وقعات لتالاسين شي حاجة.. 

شرقات أشعة الشمس معلنة على يوم جديد.. كاين الي فاق مرتاح بعد ليلة نوم مريحة و كاين الي مداقوش.. لكن حالة تالاسين كان تشفي العدو.. طول الليل و هي مربوطة فالكرسي.. حوايجها فازگين و كترعد كاملها.. لا غير مالت براسها من التعب الي حاساه كيجي فوقها سطل آخر ديال الما..
بكات فصمت حتى نشفو دموعها.. و بقات كتهمس بين شفايفها غير باسم جداتها.. مرو الساعات و هي على نفس الوضع.. القنبة مزيرة على يديها و رجليها بإحكام حتى تحرد لحمها.. و لكن الي ألمها أكثر هو أنها بغات تعنق راسها و تغطي نفسها من أعينهم و ماقدراش.. 
داك الجزء العلوي من صدرها المكشوف حسسها أنها عارية كلها.. يمكن كيتسناها ماكثر و أسوء من هادشي.. لكن لبارح خلاو جرح كبير داخلها فاش انتاهكو جسمها.. هبطات دمعة وحيدة حارة على خدها.. و كانت هادي من المرات القليلة الي حسات أنها محتاجة لحضن الأم ديالها.. قالت بصوت منخفض مهزوم و كيصرخ بألم.. 
تالاسين : مّي
تبعو دمعتها دموع أخرى و شفايفها كيرجفو.. تمنات أنها تموت و متعيش هاد الكابوس الي تكسر فيه جزء داخلها.. و داك الجزء عمرو يرجع يلتاءم من جديد..


صبح الحال فدار زيدان.. من غير ثرية الي كانت ناعسة فبيتها براحة.. البقية كلهم باتو فايقين.. عبد الله غير داخل خارج و كيتسنا اي خبار من ولدو.. شوية سمع حس الباب و هو يوقف.. شافهم داخلين بداك الشكل و عرف أنه ماعندهم حتى خبار عليها.. و مع ذلك كيف وصلو عندو سولهم..
عبد الله : امنضرا عرفتو شي حاجة !
هشام : مزال مكاين والو، و لكن غادي نلقاوها الواليد، مغادي نرتاحو حتى ترجع تالاسين للدار
عبد الله : بغيت غا نعرف شكون وصلها، البنت معروفة فالدوار و حد ميقدر يقيسها من غير لكانو ' سكت و شاف فالدراري ' ياكما
هشام : كن غير جات هكاك، الشماتة ديال السعيد داها ليهم بيديه
عبد الله : كيفاااش !!
هشام : تالاسين بين يد الجنود الفرنسيين

عبد الله بقا غا كيشوف فولدو بصدمة.. الهضرة هربات ليه لكن صرخة من وراه خلاتو يتلفت و يجري عندو سعدية الي طاحت فالأرض بعدما سمعات حديثهم.. مشا هشام عند جداه كيقلب فيها مار من جنب فاطمة الي كانت واقفة كتسمع ليهم حتى هي.. هبطو دموعها و حطات يدها مسندة على الحيط..
هزات عينيها شافت فخوها الي كان واقف كيف الجماد.. و مشات عندو كترجي تلاحت فحضنو..
هزو لاسعيدة دخلوها لبيتها قادوها فبلاصتها.. طمأنهم هشام بلي الظغط الي طلع ليها و ماشي شي حاجة خطار.. بقا معها شوية و ناض خرج.. مبانش ليه محمد و هو يتوجه لبيتو.. دق قبل مايحل الباب.. بانت ليه فاطمة جالسة فطرف الفراش كتبكي فصمت. هزات راسها شافتو و هي توقف.. 
رجعات هبطات عينيها كتمسح فدموعها.. قرب عندها هشام وقف مقابل معها.. جرها عندو و عنقها بقوة.. دورات يديها على خصرو و خشات راسها فصدرو كتبكي..

دخلات شاحنة كبيرة للمعسكر.. هبط الشخص الي كان سايقها و دوز عينيه على المكان.. وقفو عليه جوج من الجنود حتى تأكدو من هويتو.. عاد عيطو على الي يهبط الصنادق الي فيهم مواد غذائية و كل ميحتاجو.. بقا واقف الشاب كيشوف فيهم كيهزو شوية هز واحد من الصنادق باش يساعدهم..
ابتاسم للجنود الي كانو من رتبة أقل و مكلفين ببحال هاد المهام.. تبع واحد فيهم هاز الصندوق و كيسكاني المكان بدون ميلفت الانتباه.. شاف جنديين واقفين فباب واحد الخيمة و سمع جزء من كلامهم.. جزء كان كافي باش يعرف داكشي الي بغا.. حط الصندوق و رجع لمكانو كيتسنا فيهم ينقلو كلشي.. فور ماكملو ركب فشاحنتو و خرج.. 
بقا سايق لمسافة طويلة قبل ما يلمح سيارة غادة جنبو فالطريق.. وقف جنب الطريق و قرب للسيارة.. هبط زجاج النافذة و بان خلفو يدر.. الشاب لقى عليه التحية و قال..
الشاب : حابسين عندهم شي وحدة، و بما انهم حاطينها فالحجز باينة باغيين يستجوبوها و يجبدو منها معلومات
يدر : متأكد انها بنت
الشاب : آه متأكد، سمعت جوج منهم كيتناقشو واش يعطيوها تشرب و لا لا
يدر : مهمتك سالات، ممكن تمشي
رجع الشاب للشاحنة و تحرك.. السيارة الي فيها يدر بقات واقفة شوية عاد تحركات حتى هي..

جالس صلاح فمكتبو كيقرا فشي وراق.. دوز يدو على جبهتو و نادى على واحد من رجالو.. دخل عندو علمو شنو خاصو يدير و سند راسو على الكرسي.. حاس بالتعب و تفكيرو كولو فالمهمة الي تعطاتو و الي خاص ضروري ينفذها على اكمل وجه.. مهم بالنسبة ليه يكون شخص موثوق يعتمد عليه من طرف المارشال.. و الطريقة الوحيدة هي يلقى الي فجر المعسكر..
خرج الجندي و توجه مباشرة لفين محجوزة تالاسين.. قال الي حارسينها يفكوها و يخرجوها للساحة.. فين كاين عمود خشبي كيربطو فيه الأشخاص الي كيمرو من التعذيب قبل ميتعدمو.. لأنه سواء تكلمو او لا عندهم نفس المصير.. حتى واحد من المقاومين مكيخرج من هنا حي..

قرب واحد لعند تالاسين الي كانت فحالة غريبة.. كتشوف بعنيها فصمت و ديك المقاومة و البكاء مبقاوش.. بدا كيحل ليها وثاقها بدون مادير أي رد فعل.. شدها من ذراعها و وقفها.. تناو ركابيها و هي فاشلة كليا و كانت غطيح.. جبدها بقوة وقفها و جرها معاه.. و هو مخرجها من الخيمة و غادي بيها وسط الساحة.. 
كانو مجموعة من الجنود دايزين.. شافوها و هما يوقفو.. واحد فيهم حط يدو على سمطة سلاحو و قرب و هو راسم ضحكة جانبية.. وقف قدامها و مد يدو كيلمس فشعرها الي طايح على وجها.. بعدو حتى شاف وجها مزيام و هي توسع ابتسامتو أكثر.. نزل عينيه مع عنقها لحوايجها المبللين و الي لاصقين على جسدها.. شاف فجهة صدرها بتمعن و دار عند صحابو كيضحك.. معظمهم مكيغادرش المعسكر و قليل فين كيشوفو الجنس اللطيف.. كانو نظراتهم ليها كلها كبت و شهوة..

وقف السيارة و هبط.. الجنود الي عند البوابة دارو ليه التحية.. تمشى و على وجهو ملامح الجدية.. غادي متاجه للخيمة الي فيها مكتبو الخاص و هو يسمع صوت الضحك.. دار كيشوف مجموعة من الجنود واقفين على شكل دائرة.. وقف فاش لمح فتاة وسطهم كتلاوح من يد واحد للآخر..
عقد حجبانو و قرب لعندهم.. البعض منهم لمحوه جمعو الضحكة و وقفو باستقامة.. الجندي الي كان أول واحد يقرب لتالاسين.. كان مدور يدو على خصرها و كيلعب فشعرها.. سمع صوت الضحك توقف و هو يضور و تفاجأة بوجود أوسمان.. 
لكن أوسمان مكانش كيشوف فيه.. كان مخرج عينيه و هو كيشوف فتالاسين قدامو..


الجندي بسرعة دفع تالاسين بعيد عليه و وقف كيتفتف.. خاصة فاش شاف ملامح أوسمان الي كانو حجبانو مقطبين و عينيه خارجين.. حول أوسمان عينيه لفين مليوحة تالاسين.. كانت حاطة يديها على لأرض و شعرها المشعت هابط على وجها.. هزات راسها ببطء شافت فاوسمان بعنيها المدمعين..
و هنا لاحظ بوضوح الكدمات على وجها و الدم الي جمد عند نيفها و شفايفها.. نزل عينيه لجهة صدرها لفين مقطعين حوايجها و هو يرجع وجهو حمرررر.. بحركة سريعة قرب عند الجندي و هبط عليه بلكمة حتى طرحو مع الأرض.. تحت دهشة الجنود لاخرين الي اول مرة يشوفوه بهاد الشكل..
تسلل لبعضهم الخوف فهاد اللحظة لأن اوسمان معروف بالانظباط و تصرفهم كان غير لائق وسط المعسكر.. هادشي فاش فكرو فاش شافو رد فعلو.. لكن شخص آخر واقف بعيد مراقب الوضع كان مستغرب أكثر لتصرف اوسمان و تدخلو.. صلاح هو أقرب واحد لاوسمان من بين الكل..
واقف كيشوف فقبظة يد اوسمان الي مزير عليها بشكل يوحي أنه باغي يخرج فالجنود كاملين.. خلاتو يحس أن شي حاجة فالموضوع.. قرب لعندهم و وقف جنب اوسمان الي كانو عينيه غير على تالاسين الي فلرض بداك الشكل.. 

صلاح : شنو دار حتى ضربتيه ؟!
اوسمان : ' دار عندو شاف فيه '
صلاح : ' لمح عينين أوسمان الي كانو حمرين و فيهم شعلة غضب ' أوسمان شنو وقع ؟ ' تلفت عند تالاسين ' و هادي آش كدير هنا، ياك قلت ليكم ربطوها فالساحة بما نجي
تحرك واحد من الجنود و هو مرعوب.. لكن ميقدرش مينفدش أوامر صلاح.. قرب لعند تالاسين و تحدر باغي يشد فيها.. ما حس براسو حتى تجر من اللور بقوة و تلاح فالأرض.. تحت دهشة الكل تحنى أوسمان على ركبتو و دوز يديه تحت رجليها و ظهرها.. وقف هازها بين يديه و تم غادي.. قال صلاح و هو مصدوم من الي كيشوف..
صلاح : اوسمان شنو واقع هنا، واخة تفهمني !

بدون ميجاوبو تمشا أوسمان فاتجاه الخيمة ديالو.. مخلي أعين مندهشة من الشيء الي دار.. دخل للداخل و توجه لسرير جنب المكتب ديالو داير كيف الباياص.. حط تالاسين بهدوء و بعد.. حيد الڤيست الي لابس و قرب لعندها.. تالاسين كيف قرب ليها قفزات و شافت فيه بنظرات ترجي..
زير على سنانو حتى برزات عضلة فكو المشدودة.. حط الڤيست على كتافها و حس بجسدها كيرجف.. قرب وجهو لعند وجها و قال بنبرة هادئة..
أوسمان : متخافيش

دار فاش سمع دخول صلاح و وقف كيشوف فيه بنظرات مخيفة.. الشيء الي جعل صلاح ينفاجر عليه و هو باغي يفهم سبب تصرفو و شنو واقع بالظبط..
صلاح : أوسمان واش تخوطرتي فدماغك ' كينعت للخارج ' آش هادشي درتي قدام الجنود، واش عارف شكون هاديك و لاش هي هنااا
أوسمان : ' قرب عندو و شنق عليه ' شنوووو درتو ليهااا
صلاح : آااش، واااش كتهضر على هادي، فين كتعرفهااا نتااا، راه هي الي محتاجزين و كنستجوبهاا
أوسمان : شكون قطع ليها حوايجهااا ؟؟
صلاح : آاا، شارب شي حاجة واقلة
أوسمان : ' جرو عندو من الكول ' شنوووو درتو ليهااا، و علاااش حوايجها مقطعييين، هضااااار
صلاح : ' بصوت عالي ' انا الي قطعتهم ليها، أناااا

نزلات لكمة أقوى من الي خدا الجندي السابق على وجه صلاح.. راسو مشا و جا.. دور وجهو كيشوف فاوسمان كأنه ممصدق هادشي الي دار.. دوز يدو تحت نيفو مسح الدم و قال.. 
صلاح : كتعرفها ياك
أوسمان : تبعني
تم خارج أوسمان و وقف بعيد على الخيمة.. بعد لحظات سمع خطوات كيقربو و هو يضور.. شاف فصلاح شاد فنيفو و بنفس نبرة العصبية قال.. 
أوسمان : هي الي هضرتي ليا عليها لبارح
صلاح : آه هي، و دابة واخة تشرح ليا شنو كاين
أوسمان : ' قرب عندو ' نتا الي غادي تعاود ليا بالتفاصيل شنو وقع، فين لقيتوها ' بين سنانو ' و شنووو درتو ليهااا
صلاح : واخة معارفش مالك هاد النهار، و لكن غادي نشرح ليك باش حتى نتا تفهمني سبب هاد التصرفات، حينت مافهمت فيك حتى زفتة
اوسمان : هضر
صلاح : البنت هي الي كانت فالرسمة و

عاود ليه صلاح منين رجع و لقا الرسمة فحقيبة واحد من الي فجرو المعسكر.. و المدة الي حاول يلقاها فيها بدون نتيجة.. حتى نهار شافها الشخص الي كيزودهم بالمعلومات و جابها ليهم..
صلاح : و لبارح راه عاودت ليك شنو درت معها و منطقات بكلمة وحدة مفيدة، غير كتبكي و تعيط على جداها، ' شاف فيه ' دورك دابة ' ممكن تفهمني شنو هادشي الي وقع، الجندي فهمنا علاش ضربتيه، ‘ و لكن شنو السبب الي خلاك تجيبها لعندك لهنا، بلاصتها هي فالحجز باش نجبدو منها المعلومات الي بغينا، ' حط صباعو تحت نيفو 'بلما نهضرو على الدقة الي كليت غا هكاك
أوسمان : ' بين سنانو ' شنو وقع البارح و علاش قطعتي ليها حوايجهااا !!


صلاح : و راه قلت ليك، كنت كنستجوبها قدام المارشال، تعصبت و ضربتها، و منين قال ليا باك حيد ليها حوايجها نفدت الأوامر، و لكن فاش جيتي نتا لبارح و سخفات هي وقفت الإستجواب
دور صلاح وجهو بملامح السخرية عند أوسمان و هو يبان ليه شخص آخر الي واقف جنبو ماشي زميلو و صاحبو.. كان كيف البركان الي على وشك ينفاجر فأي لحظة.. بقا صلاح كيشوف فيه هاز حاجبو و كيحاول يفهم شنو كاين.. جا فبالو حاجة وحدة و هو يقول..
صلاح : كتعرفها ياك، بيناتكم شي حاجة ؟
أوسمان : متأكد هادشي الي وقع !
صلاح : و صاحبي مالك هاكة و مباغيش تهضر، شنو كاين، البنت واخة تكون كتعرفها هي تحت الإستجواب خاص نجبدو منها شنو محتاجين، ضروري غتكون عارفة شي حاجة، و الي وقع ليها والو قدام الي جاي الى مهضراتش
أوسمان : ' ببرود ' أنا الي غادي نتكلف باستجاوبها
صلاح : شنووو، هادي المهمة ديالي و انا الي
أوسمان : ' قاطعو ' و دابة رجعات مهمتي، فين هي الرسمة ؟
صلاح : ' كيشوف فيه بغضب ' عندي فالمكتب
أوسمان : سير جيبها

بقا صلاح غير كيشوف فيه مستغرب و معاجبوش تصرف أوسمان.. زيد عليها أنه لحد الساعة مجاوبوش أو شرح ليه علاش دار هادشي.. و واخة المهمة شدها حسب أوامر المارشال فاوسمان كيبقى أعلى منو مرتبة و خاصو ينفذ شنو قال ليه.. و لا وقعات شي حاجة أوسمان غيتحمل المسؤولية كلها.. 
مشا لمكتبو و ورجع فالحين مد الورقة لأوسمان.. الي شدها من عندو بدون ميزيد هضرة أخرى و زاد مخلي صلاح فحيرة أكبر.. وقف أوسمان قدام الخيمة و تنهد بقوة.. قابل الرسمة مع وجهو كيشوف فيها و دماغو كيحلل.. كيتساءل شنو علاقة تالاسين بدوك الي كيقلبو عليهم.. و شكون هذا الي فقد الرسمة و عرضها لهادشي كولو..
حس بغضب أكبر لأنه عارف لو مرجعش لهنا شنو كان ممكن يوقع ليها.. و حتى دابة مزال حياتها فخطر لا متدخلش.. خشا الرسمة فجيبو و تم داخل.. بانت ليه تالاسين مزال فبلاصتها متحركاتش.. حدها هزات راسها شافت فيه بين خصلات شعرها الي طايحين على وجها.. كان منظرها مألم بالنسبة ليه..
واضح انها فحالة صدمة من الي وقع ليها.. زعف من راسو فاش لبارح مجاش فبالو يعرف شكون هي البنت الي كانو محتاجزين.. حتى و كان الوضع حساس فوجود باه مكانش غادي يوقف مربع يديه و يخليهم يقربو ليها..
قرب بخطوات هادئة جهتها.. وقف على مقربة منها كيشوف فيديها الي مزيرين على الڤيست ديالو جهة صدرها.. كأنها درع كتحامى فيه.. جلس جنبها فوق السرير الصغير و قال.. 

أوسمان : تالا
هزات تالاسين راسها شافت فيه بنظرات مكسورة ماليها الحزن.. تسربات دمعة من عينيها.. اوسمان تبع الدمعة و هي هابطة مع خدها.. حس بشعور غريب داخلو خلاه مد يدو باغي يمسح دمعتها.. كيف لمسو أصابعو بشرتها و هي تقفز مبعدة عليه حتى لصقات مع حاشية السرير..
رجعات كترجف من جديد و الدموع كتساقط من عينيها فصمت.. فهاد اللحظة حس بشي حاجة كتعصر داخل صدرو و هو كيشوفها فهاد الحالة..

تسمع صوت شي حد كينادي عليه من الخارج.. غمض عينيه مزير عليهم و ناض.. تم خارج و هو يلقى الجندي الي كان سيفط للقرية باش يجيب ليه معلومات محتاجهم فالبحث على عائلة يدر.. عيط لجوج جنود و آمرهم يبقاو عند باب الخيمة.. أكد عليهم مايسمحو لحتى واحد يدخل بيما فيهم هما..
توجه هو و الجندي للخيمة الكبيرة فين كيكونو أغلب الإجتماعات.. تلفت لجهة خيمتو و رجع كمل على طريقو.. مكانش مركز كليا مع الجندي و تفكيرو غير مع تالاسين.. بسرعة نها الإجتماع باش يرجع لعندها.. و هو راجع كان هاز فيدو بلاطو فيه أكل و الما.. عارف أنهم مغادي يكونو عطاوها والو من لبارح.. 
دخل و هي تبان ليه معنقة رجليها و متكية راسها على الحيط.. قرب اكثر و عرف بلي ناعسة.. كانت معذبة فنعستها و عنقها مايل.. قرب بشوية و خشا يدو تحت ظهرها.. تحركات و هو يوقف لا تفيق لكنها مفاقتش معارفش أن نعاسها ثقيل زائد الليل كاملو مداقتش النعاس.. سرح ليها رجليها و قادها فوق السرير.. حل غطاء كان محطوط على الحافة..
غطاها بيه و خرج.. تكلم مع جندي من الي فالباب الي مشا و رجع بسرعة هاز معاه إناء معدني صغير و فوطات صغار مطويين.. شدهم من عندو و دخل.. حط كرسي جنب السرير و حط داكشي فوق طبلة.. هز فوطة دارها فالإناء حتى تبللات و عصرها.. قرب لعند تالاسين و مد يدو كيبعد شعرها على وجها.. 
بدا كيمسح فالدم الي تحت نيفها و جنب شفتها.. مسحو برفق و هو كيتأمل وجها.. رجع ليه جزء من داك الغضب و هو كيشوف آثار الصباع على خدها.. تطلبات منو قوة و ظبط للنفس باش ميتهورش أكثر فاش شاف داك المنظر و هو داخل.. و منين عرف من شنو مرات ليلة لبارح على يد صاحبو..
آه خاطر بتصرفو لكنو تبع فقط الإحساس الي داخلو بدون ميفكر فالعواقب، و هادي غير البداية لأن المشكيل الأكبر هو معرفة باه بهادشي.. أكيد بعد مجيئو غادي يبغي يعرف لشنو توصل صلاح منها و إحتمال بعيد يسمح انها تخرج سالمة من هنا.. قاطع تفكيرو صوت صلاح الي دخل شاف داك المنظر و قال.. 

صلاح : شنو علاقتك بيها ؟
أوسمان : ' حط الفوطة و دار عندو ' شكون سمح ليك دخل
صلاح : لكنتي كتعرفها من الأحسن تنسا كلشي، حينت وضعها معقد و حنا محتاجين لشنو عارفة، بعدها خاص نتخلصو منها
أوسمان : و باش عرفتي عندها علاقة بهادشي و لا عارفة شي حاجة
صلاح : حتى لو مكانتش عارفة، غينتاهي بيها الأمر تسلية للجنود و بعدها خاص نتخلصو منها
اوسمان : ' شاف فيه شوفة كتخلع '
صلاح : ' خشا يديه فجيابو و قال باستهزاء ' متقولش ليا كتبغيها !


أوسمان : ' جاوب بنبرة جدية ' و لا كنت كنبغيها
صلاح : ' تمحات الإبتسامة الساخرة من وجهو ' ش شنوو قلتي، عارف راسك آش كتقول
أوسمان : ' قرب عندو وقف اونفاص معاه ' عارف مزيان شنو كنقول
صلاح : لا لا محال، نتا وقع لدماغك شي حاجة، كيفاش كتبغيها، واخة تكون كتعرفها و عجبك شكلها عادي گاع كتوقع معنا، خودها دوز بيها الساعة و حيدها من الطريق
أوسمان : ' شنق عليه من حوايجو و عطاه لفكو ' شكيت عليك باش توريني شنو ندير 
صلاح : واش نتا أوسمان الي كنعرف، نسيتي باك الي هو المارشال، عارف الي ساق لخبار شنو غادي يوقع، و لا شنو غيكون مصيرها، أقل حاجة ممكن يدير هي يصفيها ليها
جرو أوسمان من حوايجو خرجو من الخيمة و دفعو بالجهد..
أوسمان : نتا غير خرج هاد السوق، و خليك بعيد حسن ليك، منبغيش نوصل انا وياك لشي حاجة متعجبكش، و الهضرة الي قلتي دازت على الصحبة الي جمعاتنا هاد السنين، لكن نعاود نسمعها منك منعقلش عليك 
صلاح : انا غير قلت، حينت بنتي ليا غادي تخرج على راسك على قبل وحدة
قاد صلاح حوايجو و تم غادي.. أوسمان بقا واقف معصب من الكلام الي نطق بيه صلاح.. دوز يدو على شعرو بعصبية و رجع للخيمة.. جلس فالمكتب ديالو و تكا على ظهر الكرسي.. مقابل مع تالاسين الي غاطة فنوم عميق فوق السرير..

شرقات شمس يوم جديد.. الوضع فالقرية كان مرون ماشي فقط بخبر إختفاء تالاسين.. و لكن موت السعيد ولد عائلة من العائلات المعروفين خلى الكل مصدوم.. بعدما لقاوه مليوح فالطريق غارق فدمو ناضت الروينة..
جا المخزن و كبار القرية و عرام ديال بنادم.. عرفو أنه مات مقتول و بداو بسرعة البحث على شكون الي ضربو.. باه المعطي جاتو كريز فاش عرف بالخبر.. طاح ليهم و نقلوه للمشفى.. لكن بسبب معارفو كان البحث على قدم و ساق باش يلقاو الي تعدا عليه..

دخل عبد الله للدار هاز معاه قفة ديال المقدية.. سمع خبر موت السعيد تأسف على الي وقع ليه و لكن حس بخوف أكبر على تالاسين.. الي مزال ماعندهم عليها حتى شي خبار.. شاف الدراري فاش خرجو مع الفجر و ماعرف لفين مشاو..
حط المقدية فالكوزينة و شاف فثرية الي كانت كتشقا و دندن كأن حتى حاجة مواقعة.. تجاهل برودة قلبها و مشا فاتجاه بيت مو.. قال السلام عليكم عاد هز الخامية.. مخلي الفرصة لفاطمة دير زيفها على راسها.. كانت جالسة جنب سعدية الي مجبدة فوق الفراش.. قرب عبد الله حادر راسو و قال..
عبد الله : واش فطرات ؟
فاطمة : جبت ليها زلافة ديال الحريرة يالاه شربات جوج معالق
عبد الله : مِي خاصك تفطري و تاكلي راه صحتك على قد الحال
سعدية : ' حلات عينيها الي باين فيهم التعب ' جيب ليا بنتي و ديك الساع نقدر ندوز الماكلة
عبد الله : هاحنا دايرين مافجهدنا،و ان شاء الله غادي نلقاوها و ترجع سالمة، و كولي امّي و حاولي على راسك، فاطمة عطيها تشرب الحريرة
سعدية : ' دورات وجها جهة الحيط ' مابغيت والو، بغيت غير بنتي

حرك عبد الله راسو بيأس و دار خارج.. كيف تفاوت مع الباب سمع فاطمة كتعيط عليه بصوت خافت.. 
فاطمة : عمي
عبد الله : ' تلفت عندها ' نعام ابنتي
فاطمة : ' بنبرة حزن ' واش مزال معرفتو والو على تالاسين
عبد الله : هاد الساعة مزال ابنتي، و لكن الدراري غادي يلقاوها
فاطمة : يارب
ثرية : ' من باب الكوزينة ' و حنا غادي نبقاو على هاد الحال حتى يلقاوها، شي شاد الفراش و شي لقاها سبة، و ثرية دير كلشي كيف الخدامة
فاطمة : كنت غير چالسة مع جدة حتى تفطر و باغة نجي نعاونك اخالتي
ثرية : و هي لا تحركتي، ماشي غادي نربعو يدينا حتى ترجع لينا وردة الدار
عبد الله : ثرية الله يهديك
ثرية : هاديني الله نتوما الي ماعرفت مالكم، درتو لينا جنازة هنا يخخخ
دخلات ثرية كتنگر.. عبد الله أستغفر الله للمرة الألف على تصرفاتها و تحجر قلبها من جهة ديك اليتيمة و مشا لبيت.. فاطمة رجعات بسرعة جمعات الصينية من حدا سعدية.. طلعات عليها الغطا و توجهات لكوزينة.. بدات كتشقا تحت نظرات ثرية الي ماحملاتها ماقبلاتها..
و باغة غا الفرصة فين تسمعها سم كلامها.. لكن فاطمة الي تقال ليها كديرو بدون تردد أو شكوى.. كتشقا و الدموع فعينيها و بالها غير مع صاحبتها و كطلب الله ترجع ليهم..

واقف كل من محمد و هشام وسط الغرفة.. مقابلين مع يدر الي جالس على كرسي كبير.. إبتسامتو الوقورة كانت غايبة لكن هدوءو معجبش محمد نهائيا.. قال و هو مقادرش مزال يصبر..
محمد : عرفتي شي حاجة ؟
يَدر : تالاسين باقة حية
محمد و هشام حسو ببعض الراحة.. قال محمد بلهفة..
محمد : فينها فين كاينة ؟؟
يدر : كاينة داخل معسكر الجنود الفرنسيين، نفس المعسكر الي تكلفتو بتفجير الأسلحة الي فيه
محمد : ' خرج عينيه ' شنوووو، كاينة فالمعسكر الي عامر جنود !!


يدر : آه محتاجزة تماك و الظاهر أنهم عارفين شي حاجة و أن ليها علاقة بالي وقع، و الا مخلوهاش حية لحد الساعة
هشام : زعما يكونو عرفو ان حنا الي متورطين، و لكن علاش داوها هي ماشي حنا
محمد : هادشي ماشي مهم، خاص اليوم نخرجوها من تماك
يدر : نتوما بالذات مغادي ديرو والوو
محمد : كيفاااش مغادي نديرو والووو، واش تالاسين وسط دوك الذياب و كتقول منديرو والووو، ماشي الحمااااق هذاا، لا نتا مبرد و مامسوقش حنا لااا
هشام : محمد تهدن
محمد : كيفاش باغيني نتهدن، سمعتيه شنو قال، هو گاع مامسوق
يدر : مبرد ! مامسوقش ! لا انفاعلت بحالك غادي نوصلو لنتيجة، خاص نتصرفو بحذر، و متنساش هاديك الي بين يديهم بنتي
محمد : ' ضحك بمرارة ' بنتك ! عاد تفكرتي بلي راها بنتك، عمرك فكرتي حتى تشوفها و لا مرة وحدة، عايشة حياتها معارفة واش باها ميت و لا حي، و انا كرهت راسي حينت مخبين عليها
يدر : لو كان جا هاد الكلام من هشام غيكون عادي حينت هو ولد خالها، لكن نتا ' سكت كيشوف فيه '
محمد : انا زعما آش دخلني، ساهلة، تالاسين هي البنت الي باغي نتزوج و نكمل معها حياتي
يدر : الحياة الي اختاريتي كظن مناسب انك تزوج و تربط بيك شخص آخر،و نتا معارف واش تقدر تحميه و مضامنش شنو ممكن يوقع ليك
محمد : مستاعد نحميها بحياتي، و لا عشت معها غير نهار و مت و انا كنحمي بلادي يكفيني هادشي
يدر : ' شاف فيه مطولا ' فواحد الوقت كان عندي نفس تفكيرك، لكن دابة التازم بلي قلت ليك، و مادير والو نتا و هشام حتى نعطيكم التعليمات
هشام : يعني غادي نخرجوها من تماك
يدر : و علاه غادي نخلي بنتي بين يديهم

مر يوم آخر على تالاسين فالمعسكر.. بعدما فاقت و استرجعات من جديد شنو وقع.. هبطو دموعها و بكات فصمت و هي خايفة ليسمعها شي حد.. عينيها على الباب و كتفكر تنوض تجري و تخرج من هنا.. لكن خوفها منعها من أنها تحرك من بلاصتها.. خايفة يضربوها و لا يقطعو ليها حوايجها تاني..
فلحظة تفكرات فاش جا أوسمان و عتقها من هادوك لبارح.. ماعرفاتش علاش و لكن فاش شافتو حسات بنوع من الأمان.. ماشي أول مرة ينقذها من شي موقف صعب.. لكن هاد الوضع مختالف على الي مرات منو قبل..
لحد الساعة هي معرفاش لاش هي هنا و علاش كتمر من هادشي.. و شنو علاقة أوسمان بالجنود الفرنسيين.. لحظات فقط و كان الجواب قدامها.. سمعات صوت خطوات شخص كيقرب.. هزات عينيها و هو يبان ليها داخل بلباسو العسكري الي عليه علم فرنسا..


غير جات عينيها على البدلة الي لابس و هي تقفز من مكانها.. لاحت الڤيست ديالو الي لبس ليها لبارح فلرض و وقفات مخشية فالحيط معنقة راسها.. كان الخوف واضح على ملامح وجها و هي كتشوف فيه كيقرب عندها.. أوسمان لاحظ تغير ملامحها و هي كتشوف فيه بهلع.. وقف و نزل عينيه فبدلتو العسكرية.. عرف السبب الي خلاها دير هاد ردة الفعل..
هادي أول مرة تشوفو لابسها.. و إحتمال كبير مكانتش عارفة أنه هو واحد منهم.. حاول يقرب لعندها لكن فاش شافها تخشات فالحيط أكثر و عينيها خارجين.. رجع خطوة اللور و هو كيشوف فيها و عيط على الشخص الي كيتسنا فالخارج..
لحظات و دخلات إمرأة بلباس أبيض.. لابسة شميز مع صاية عند الركبة و قبعة صغيرة فوق راسها.. كانت علامة الصليب فلحمر جهة صدرها.. و هازة فيدها علبة كبيرة معدنية و فاليد لاخرى كيس.. شار ليها أوسمان جهة تالاسين و تكلم معها بالفرنسية.. رجع شاف فتالاسين و تم خارج.. قربات الممرضة لعند تالاسين و ابتسامة ودودة على وجها..
حطات العلبة هي و الكيس فوق الطبلة و قالت بعربية معكلة.. 

الممرضة : جيت باش نفحصك و نعالج ليك الجروح الي فوجهك
تالاسين : ' الصمت و غير كتشوف فيها '
الممرضة : ماتخافيش انا من جهة الجنرال أوسمان، سميتي روز، هو الي وصاني نعتاني بيك ' مدات ليها يدها ' آجي جلسي
عطاتها تالاسين يدها بعد تردد.. جراتها جلسو بجوج على طرف السرير.. مدات الممرضة يدها و بعدات شعر تالاسين على وجها.. شافت الضرب و الكدمات و هي تغوبش.. كان باين ان شي حد تعدا عليها بالضرب..
حلات روز العلبة و جبدات المعدات ديالها.. بدات كتنضف لتالاسين الجروح و كتعقمهم باش ميخليوش آثار.. كيف كملات جرات الكيس و جبدات منو شي حوايج.. مداتهم لتالاسين و قالت ليها.. 

روز : خاصك تبدلي حوايجك
تالاسين : ' حركات راسها بلا '
روز : ضروري تحيدي هادو عامرين تراب و دم و زيد عليها مقطعين، انا جبت ليك من حوايجي، لا بغيتي ممكن نخرج حتى تبدليهم
تالاسين : 'شداتهم من عندها '
روز : غادي نخرج نتسنا قدام الخيمة، منين تسالي عيطي ليا، ' ابتاسمات ليها ' عيطي غير روز و ندخل عندك
ناضت الممرضة و خرجات على برا..تالاسين بقات كتشوف فالحوايج الي عطاتها شحال.. كانو عبارة على فستان طويل بالكمام و سترة صوفية.. حيدات تالاسين حوايجها بقات بالملابس الداخلية.. بقات كتشوف فالكدمات الي فجسمها كولو و تذكرات شنو وقع ليها من نهار تخطفات.. دوزات يدها على خدها مسحات دموعها و لبسات الفستان الي جاها طويل شوية و دارت من فوقو السترة..
شافت فوق السرير فالمعدات ديال الممرضة.. بان ليها مقص أطرافو حادة شافت جهة الباب و هي تهزو.. دورات عينيها كتقلب فين تخبيه.. بانت ليها الوسادة و هي تخشيه تحتها.. سمعات الحس و هي توقف و تلفتات كتشوف فالممرضة داخلة و هازة معها بلاطو عامر أكل.. حطاتو فوق السرير و طلبات من تالاسين تچلس..
كانت كتعامل معها بود الشيء الي جعل تالاسين ترتاح ليها.. واخة كان فيها الجوع و العطش فلول مبغاتش تقيس الأكل.. لكن روز قدرات تقنعها.. خدات تالاسين كوب ديال الما شرباتو كولو دقة وحدة.. عاد بدات كتاكل و روز جالسة معها تأكد من أنها كلات كلشي..

مرو يومين آخرين على وجود تالاسين فالمعسكر.. مبقاش بان أوسمان لتالاسين من داك اليوم الي دخل عندها و خافت منو.. كظل فالخيمة الخاصة بيه و معها الممرضة روز الي كتقضي معها النهار كاملو.. خلات تالاسين طلق معها و تشاركها فالحديث.. روز عاودات ليها شوية على راسها و أنها هنا من سنوات خدامة فالصليب الأحمر.. 
كتمشي للمخيمات تعالج المرضي و الجرحى من الجنود و كتساعد حتى المدنيين.. و هادي كانت اول مرة تعالج شخص ماشي من بلدها.. و لكن متقدرش ترفض لأوسمان شي طلب.. تردد اسم أوسمان شحال من مرة قدام تالاسين خلال حديثهم.. و هنا عرفات أن الغريب الي تصادفات معاه شحال من مرة هذا هو اسمو.. و عرفات أنه جنرال فالجيش الفرنسي..
ماهتماتش لمرتبتو فالجيش.. الي عارفة هي هو أنه من أعداء بلدها.. و كينتامي للأشخاص الي آذاو ناس أبرياء كيفما سمعات من صغرها.. لكن الي حيرها هو علاش ساعدها و عاملها بطريقة مختلفة على الجنود الآخرين.. بقات كتساءل فنفسها فهاد المدة شنو هو السبب..
و واخة عاودات ليها روز شحال من حاجة الا ان تالاسين مقالت ليها والو فالمقابل.. حدها خبراتها من أي قرية هي و بلي جابوها هنا بالسيف و هي معارفاش السبب.. روز تعاطفات معها لصغر سنها و كونها وسط هاد المعمعة و هادشي الي مرات منو.. لكن مافيدها والو باش تساعدها..

وصل وقت مغادرة روز قربات عنقات تالاسين و تمات خارجة.. صلاح كان واقف بعيد كيشوف فيها خارجة كيف كل يوم فنفس الوقت.. توجه للمكان الي كيتناولو فيه الأكل..كان وقت غروب الشمس و هو الوقت الي كتقدم فيه وجبة العشاء.. دخل كيشوف فالجنود جالسين على طول الطبلة الكبيرة المشتركة و كلا و البلاطو ديالو..
بان ليه أوسمان جالس فطبلة أخرى صغيرة بوحدو.. مشا عمر ليه الاكل و توجه لعندو.. جلس مقابل معاه و بدا كياكل فالأرز.. أوسمان حط المعلقة و شاف فيه بنظرات جامدة.. إبتاسم صلاح و قال..


صلاح : ياكما نبدل البلاصة، غا شفتيني و حبستي لماكلة
أوسمان : غير متسمعنيش صوتك و كلشي مزيان
صلاح : او لهاد الدرجة زاعف عليا، شنو درت گاع بالسلامة
أوسمان : داكشي الي درتي تستاهل عليه القتيلة
صلاح : و علاش مدرتيهاش، باش تفقد نيت كلشي، و هادشي كولو لاش، على قبل بنت مغربية منحوسة، الي مغادي يجيك منها غا الصداع
أوسمان : يعني المشكلة فأنها مغربية ! نسيتي مِي مغربية، و لا نسيتي أنك مغريبي من أم و أب مغربيين
صلاح : ' تغيرو ملامح وجهو ' عندي أم و أب فرنسيين، هادو هما الي كنعرف، و هادشي بعيد على المصيبة الي حطيتي فيها راسك
أوسمان : قلت ليك خليك بعيد لمصلحتك
صلاح : و نتا مصلحتك نسيتيها، باغي تضرب كلشي فالزيرو، عارف مناش دزتي باش توصل لهنا، واش نسيتييي
أوسمان : ' وقف ' منسيتش
صلاح : مزيان منين مانستيش، هي هو المارشال غدا راجع، مستاعد تواجهو بعد الي درتي !

شاف فيه أوسمان بدون ميجاوبو و تم خارج.. سمح فعشاه الي مقاسوش و خرج.. وقف وسط الساحة تحت ضوء الگمرة و عينيه على الخيمة ديالو.. هاد اليومين غير كيفكر كيفاش يتصرف و شنو هي الخطوة الي يدير.. واقف عند مفترق الطرق و الطريق الي سلك ماليها رجعة..
مشا فاتجاه مكتب المارشال و دخل.. وقف مقابل مع البيرو كيشوف فمكان باه.. من صغرو و هو باغي يتبث نفسو قدام باه قبل الآخرين.. كان باغي يوصل لمستوى توقعاتو و يخليه مفتاخر بيه قدام الناس.. عاش تحت الظغط طول حياتو و كان هدفو الوحيد يرضيه.. نسا شنو بغا هو و لا شنو الي غادي يسعدو.. المهم هو انه يكون مدعاة فخر للمارشال..

بعدما تعشاو معظم الجنود كلا و مشا لموقعو.. الي فيهم الحراسة شدو أماكنهم و الي كانت عندو استراحة دخلو لخيمهم حتى توصلهم النوبة.. صلاح جلس فطرف السرير الي عندو فالخيمة الخاصة بيه..
حس بوجع فكرشو رغم انه مكلاش بزاف.. بعد الحديث الي دار بينو و بين أوسمان حتى هو سمح فلماكلة و ناض خرج.. حس بالعرق كيتصبب من جبهتو.. حيد الڤيست و القاميجة الي تحتها بقا بپيل.. تسطح على لفراش و بداو عينيه كيتسدو..
فباب الخيمة ديالو كانو واقفين جوج جنود.. شوية طاح واحد على طولتو.. الي كان معاه قرب عندو و قلبو.. بانت ليه الكشكوشة خارج ليه من فمو.. وقف و مشا كيجري يعيط على المساعدة حتى طاح بدورو وسط الساحة و تقلبو عينيه و الكشكوشة خارجة من فمو..

واقف عند الباب كيشوف فيها و هي غاطة فنوم عميق.. ضوء الگمرة عاكس خيالو الظخم داخل الخيمة.. تحرك مقرب لعندها خشا يدو تحت خصرها و هي تحل عينيها.. حط يدو لاخرى على فمها كاتم صوتها قبل مايخرج.. خرجات عينيها و هي مقدراش تشوف شكون قدامها..
مدات يدها تحت المخدة و جبدات المقص الي خبات.. هزاتها لفوق و هبطات عليه لجهة عنقو.. زير على عينيه من الألم و نطر ليها المقص من يدها لاحو فلرض.. جبد من جيبو لصاقة و دارها ليها على فمها.. بدات كتركل ليه و كتحاول تهرب منو زير عليها بقبظة يديه حتى توقفات على الحركة..
هزها بين يديه و حاولات تنطر منو.. حكمها و تحرك لكن بدل يخرج من الباب توجه للخلف ديال الخيمة.. دفع برجلو واحد الحديدة و هي طيح و بان باب صغير.. خرج منو و هو يبان ليها وجهو فالضو.. بقات كتشوف فيه و توقفات على الحركة.. تمشا بخطوات كبار مسرعة للجهة الخلفية ديال المخيم.. كانت فتحة فالشباك الي داير بالمخيم..
خرج منها و زاد فسرعة خطواتو و هو دارس منين يدوز واخة الظلام.. تمشا لمسافة عاد وقف قدام سيارة كانت بين الشجر.. حل الباب الخلفي و حطها برفق.. سد الباب و مشا بسرعة ركب القدام.. ديمارا و زاد مكسيري مخلي الغبابر من وراه..

فجهة أخرى من المعسكر كانو واقفين ثلاث سيارات فالخارج.. تحلو البيبان و هبطو رجال ملثمين و لابسين الأسود.. البعض منهم هازين فيديهم بندقيات و البعض هازين أسلحة بيضاء.. قدرو يطيحو جزء من الجدار السلكي و دخلو للمعسكر.. كانو كيتحركو بحذر و خفة.. بانو ليهم بعض الجنود طايحين فالأرض.. متفاجؤوش و كملو على طريقهم..
واحد فيهم شار ليهم بلغة الإشارة باش يتفرقو.. و توجه هو و واحد آخر لجهة الخيمة الي كانت محتاجزة فيها تالاسين.. دخلو بجوج كيقلبو مبان ليهم حد لداخل.. شافو فبعضياتهم و رجعو خرجو.. توجه واحد فيهم لخيمة آرثر و لاخر لخيمة أوسمان.. هاد الأخير مع دخل كيقلب بانو ليه حوايج تالاسين جنب السرير.. لكن هي مكاينش ليها لآثر..
لمح المقص مليوح فالارض و فيه الدم و هو يحيد لثام من على وجهو.. طرطق محمد عينه فداك المقص شحال و گاع السيناريوهات الخايبة طاحو ليه فبالو.. تحرك كيقلب فحوايجها و زاد عليه الزايد فاش لقاهم مقطعين و فيهم الدم.. خرج من الخيمة بان ليه هشام خارج من الخيمة المقابلة.. قرب عندو هشام و هو كيحرك راسو بالسلب.. 

هشام : والو مكاينش ليها لآثر، نتا لقيتي شي حاجة
محمد : ' بحال الى مرفوع ' مالقيتهاش، ' وراه شنو هاز فيديه ' لقيت حوايجها مقطعين و فيهم الدم
هشام : ' شد فراسو ' ميمكنش، متقولش ليا جينا معطلين
سكتو بجوج مخرجين عينيهم فتريكو تالاسين الي فيد محمد.. بجوج تبلوكاو و ماعرفو فاش يفكرو و لا شنو يديرو.. حتى واحد مابغا يفكر أن تالاسين تكون وقعات ليها شي حاجة.. و لا أنهم جاو بعدما فات الفوت..
و فجأة وسط داك الهدوء تسمع صوت القرطاس فكل مكان..


كانت الفوضى نايضة داخل المعسكر.. نصف الجنود مليوحين فالأرض لسبب غامض.. و البقية الي موقع ليهم والو عرفو أنهم تحت هجوم.. ناضت معركة بالأسلحة بين الجنود و الرجال الملثمين الي من المقاومة.. تضرب شحال من واحد من الجنود الفرنسيين لأنهم باغتوهم على غفلة..
محمد و هشام كانو واقفين وسط الساحة فاش سمعو صوت الطلقات النارية.. انتابهو لأربعة من الجنود هاجمين عليهم.. قدرو بسرعة يتخباو ورا صناديق كبار و حتى هما بادرو بإطلاق النار على الجنود.. محمد صاب جوج منهم و شار لهشام يتحرك و أنه غيغطي عليه..
هشام سلك الطريق منين دخلو و مشا بجرا.. وقف فموقع آخر كيتنسا محمد الي بدورو تحرك.. و هو كيجري بسرعة وسط صوت القرطاس المجهد.. فجأة وقف فاش شاف جندي واقف قدامو و منيش عليه.. هبط محمد البندقية كإشارة على أنه استسلم.. الجندي شدد بيديه على سلاحو ناوي يطلق عليه..
و هو يتسمع صوت طلقة رصاص.. شاف محمد فالجندي الي طاح على وجهو بعدما تضرب فظهرو.. بان ليه هشام واقف بعيد شاهر سلاحو.. شافو فبعض و هو يتحرك محمد عند هشام و توجهو للمخرج.. لقاو باقي الدراري سبقوهم طلعو للسيارات و هما ينطالقو مبعدين على المعسكر..

رغم ان حتى واحد فيهم ماتصاب.. إلا و فشل مهمتهم و رجوعهم بلا تالاسين كان أثرو واضح على وجاهم.. خاصة محمد و هشام الي كانو فحالة لا يحسد عليها.. چالسين فالكرسي الخلفي و بجوج ملتازمين الصمت..
بعد مدة وصلو قدام بناية كبيرة جات وسط الخلاء.. توقفو السيارات و خرجو الدراري.. كان يَدر واقف عند الباب و جنبو جوج رجال.. عرف فالحين أنهم رجعو بلا بيها فور مشاف محمد هابط من السيارة.. زير على يدو بدون ميتغيرو ملامح وجهو الهادئة..
قرب واحد فالدراري و عطاه ملخص على الي وقع و انهم ملقاوهاش.. و هو كيسمع ليه لمح محمد لاح سلاحو فالأرض بعصبية.. و تم غادي فالاتجاه المعاكس ديال الدار.. هشام تبعدو حتى هو بعينيه كيشوف فتريكو تالاسين الي مزير عليه محمد فقبظة يدو..

دوز يدو على وجهو و قرب عند يدر.. 
يَدر : الحمد لله على سلامتكم
هشام : ' بعصبية ' وصلنااا معطلييين، كاااان علينا نتحركوووو قبل اليوم، علم الله شنوووو وقع فيهااا
يدر : تهدن، الشخص الي دخل للمعسكر فالصباح قال أنها كانت باقة، شي ممرضة جات دات ليها متاكل
هشام : و فيين مشااات، لقينا غير حوايجها مقطعين و عامرييين دم، هادشي شنووو كيعني، علاش منفدناش المهمة لباارح
يدر : كيف غديرو تدخلو، بدون مايتحيد نصف فالجنود، كظن كنتو غادي تخرجو من تماك حيّين
هشام : و شنو الفايدة فاش خرجنا حيين بلا تالاسين، و معارفين واش ميتة و لا حية، و لا شنو وقع فيهااا
يدر : تالاسين باقة حية، منين جابو ليها ممرضة و كانو كيعطيوها تاكل و تشرب، إذن باقة حية
هشام : و دابة فين غادي نلقاوهااا، علم الله فين داوها
يدر : ' دار داخل للدار ' كيف لقيتها لمرة لولة غادي نلقاها من جديد

وقف بالسيارة و كلاكصونا.. شوية بان رجل كبير فالسن كيحل باب قصير ديال الخشب.. تم داخل أوسمان مع بوابة المزرعة غادي فطريق متربة بين الجنانات.. وقف قدام دار جات فالوسط و دايرين بيها الأراضي و الشجر.. سكت المحرك و هز عينيه فالمراية شاف فتالاسين..
بانت ليه مكمشة فالخلف و كتشوف بعنيها.. هبط و حل الباب الخلفي.. شافها متحركاتش تحنى شوية و قرب لعندها.. كحزات مبعدة عليه حتى لصقات فالباب لاخر.. تنهد و دار من الجهة لاخرى حل الباب و هزها بين يديه واخة حاولات تدفعو عليها.. بدات كتعافر معاه باش ينزلها و قاستو فالجرح الي دارت ليه بالمقص فعنقو.. زير على عينيه و قال بصوت خضها..
أوسمان : هداااي
صقلات تالاسين و الدموع بداو يطيحو ليها كيف الشتا.. بعد نظرو عليها و طلع مع الدريجات الي قدام الباب حل و دخل.. كان الظلام فالداخل تمشا و طلع مع الدروج ديريكت.. حل باب أحد الغرف و دخل.. حطها فوق سرير كان وسط الغرفة و حل المجر الي على الجنب.. جبد كبريت و شعل الفانوس الي فوق الطبلة الصغيرة ضوا الغرفة كاملها.. دار جهة تالاسين كيشوف فيها للحظات..
بانو ليه دموعها غاديين بوحدهم.. بغا يقرب عندها و لكن عارف غتبعد و تخاف أكثر.. حس بألم فعنقو حط يدو عليه و شاف فصباعو الي عامرين دم.. مشا فاتجاه باب آخر صغير داخل الغرفة.. حيد الڤيست و القميجة و هز فوطة فزگها و دوزها على عنقو كيمسح الدم.. كانت مراية مربعة فالحيط شاف فيها الجرح الي مكانش عميق بزاف.. هز فوطة اخرى ناشفة حطها عليه و خرج من الحمام..

تالاسين بقات فين حطها متحركاتش.. لكن عينيها كانو على باب البيت طول الوقت.. سمعاتو خارج تلفتات و هو يبان ليها جاي بصدرو عريان.. بلقات عينيها كتشوف فيه مصدومة.. أوسمان وقف شاد بيدو الفوطة الي حاط على جنب عنقو..
انتابه لنظراتها و وجها الي تغير فيه اللون.. خدودها رجعو حمرين بشكل واضح.. و كانت كأنها فصدمة من نوع آخر.. من الواضح أنها اول مرة فحياتها تشوف رجل عاري و غير بالسروال.. منظرها بهاد الشكل خلى شبح إبتسامة يبان على طرف شفايفو.. متناسي الوضع الي هما فيه.. و لا المأزق الي حط راسو فيه فاش قرر يهربها من المعسكر.. و يجيبها للمكان الي كيلجأ ليه كلما بغا ينفارد بنفسو.. المكان الي معارف حتى واحد بوجودو من غير الأم ديالو..


منين خرجات من صدمتها الصغيرة.. لاحظات تالاسين أوسمان واقف و هو كيحدق فيها بنظرات غريبة.. بعدات عينيها عليه و وقفات من فوق السرير.. شافت جهة الباب الي كان مفتوح و هي تسمعو قال..
أوسمان : بلما تفكري تخرجي من هنا، هنا أكثر بلاصة آمنة ممكن تكوني فيها
بقى أوسمان كيتسنى شنو غادي دير أو تقول.. لحد الساعة عمرها تكلمات و لا سمع صوتها من فاش قالت ليه إسمها.. كان باين أنها مزال خايفة و مترددة حتى تهضر.. لاحظ كتلعب بصباعها و هي حادرة راسها.. كان غادي جهة لبلاكار يجبد مايلبس و وقف فاش سمع صوتها.. 
تالاسين : ' بصوت خافت ' ع عفاك خليني نمشي عند جدة، بغيت نرجع لدارنا

مدارش عندها و مشا جبد علبة من لبلاكار.. جبد منها فاصمة دارها للجرح و خدا تريكو لبسو.. تلفت جهتها و تمشا بخطوات تابثة حتى و قف مقابل معها.. قال بنبرة حازمة.. 
أوسمان : الأشخاص الي خطفوك و الي عدبوك غيكونو كيقلبو عليك.. لا خرجتي من هنا كوني متأكدة غادي تموتي على يديهم
تالاسين : ' هزات فيه عينيها ' ن نتا ماشي معاهم !
أوسمان : معاهم و لكن مكنفكرش بحالهم، و مكنتش غادي نخلي شخص بريء يتعذب و يتقتل و مندير والو، خاصة لكان هاد الشخص نتي
تالاسين : ' مافهماتش مغزى كلامو ' و إمتى غنرجع لدارنا ؟
أوسمان : حاليا غتبقاي هنا و ماعندك مناش تخافي، ' تم خارج ' شوية غطلع عندك نجمة و الي احتاجتيها طلبيها منها

خرج أوسمان و دخل للغرفة المقابلة.. كانت غرفة أخرى مفرشة و لكن اصغر من غرفة نومو الي خلا فيها تالاسين.. فيها سرير لشخص واحد و أثاث قليل.. و جهة الشرفة كاين مكتب خاص بيه.. جبد السلاح من ورا ظهرو حطو فالمجر.. خرج من البيت و هبط لتحت.. بان ليه العساس داخل و هو يعيط عليه.. 
اوسمان : عباس عيط ليا لنجمة
عباس : واخة موسيو أوسمان

بعد دقائق رجع عباس و معاه بنت تكون فالعيشرينات سمراء البشرة.. لابسة لباس مغربي عادي و دايرة تخميلة و عاقدة راسها بزيف حياتي.. لقات التحية على أوسمان و هي حانية راسها..
نجمة : على سلامتك اسيدي
أوسمان : نجمة طلعي لفوق لبيتي، و شوفي شنو محتاجة تالاسين
نجمة : شكون تالاسين ؟
أوسمان : ' حك على عنقو ' البنت الي لفوق، بغيتك تبقاي معها و الي بغاتها جبيها ليها
نجمة : واخة اسيدي

أوسمان خرج مع العساس كيوصي فيه.. و نجمة طلعات عند تالاسين.. دقات فالباب حلاتو و دخلات.. بانت ليها فتاة بشعر طويل واقفة قدام زاج الشرفة.. قربات نجمة عندها و قالت.. 
نجمة : السلام عليكم
تالاسين : ' قفزات و دارت كتشوف فيها '
نجمة : سمحي ليا خلعتك، انا نجمة الخدامة، سيدي أوسمان وصاني عليك، بغيتي شي حاجة ؟
تالاسين : ' حركات راسها بلا '
نجمة : ' شافت فوجها ' مالكي اختي فوجهك، شكون دار فيك هاد الحالة، الله يگرد ليه دوك اليدين
تالاسين : ' الصمت و غير كتشوف فيها '
نجمة : واش اختي مكتهضريش، ' كتكلم مع راسها ' ويلي ياكما صمكة ' كدير اشارات بيديها و كتهضر بصوت عالي ' واااش نتي صمكةةة، قلت ليييك واش باغة شي حاجة، ياكما فيك الجوووع
تالاسين : ' كترمش فعويناتها و كتشوف فنجمة الي كتبان بحال شي حمقة '
نجمة : الله ياربي على مزويناتك و مكتسمعي متهضري، كتقطعي فالقلب، نمشي نسول سيدي أوسمان انا مغادي نعرف شنو بغيتي
تالاسين : بغيت شريبة
نجمة : ' طرطقات فيها عينيها ' كتهضري..! و الله الى هضرتي، و مالكي خلتيني كنهضر بوحدي
تالاسين : ' الصمت '
نجمة : ' ضحكات ' هههه ماشي مشكيل، شنو نجيب ليك أختي
تالاسين : الما
نجمة : آه الما و شنو آخر، مابغتيش تاكلي و لا تدوشي ؟! 
تالاسين : ' حركات راسها بنفي ' لا
نجمة : واخة انا نزل نجيبو ليك دابة

هبطات نجمة و دخلات لكوزينة.. عمرات كاس ديال الزاج بالما و طلعاتو لتالاسين.. لقاتها باقة واقفة فين خلاتها.. مداتو ليها و بقات حضياها و هي كتشرب، خدات من عندها الكاس و ردات ليها البال كتشوف فالخارج من الزاجة.. مشات نجمة فتحات ليها الزاجة ديال البالكون..
شافت فيها تالاسين و هي تبتاسم ليها نجمة.. قالت ليها غادي تهبط لتحت و لا احتاجت ليها غادي تلقاها فالكوزينة الي بابها جنب الدروج.. خرجات سادة الباب من وراها.. رجعات تالاسين كتشوف فالمنظر و خرجات للشرفة.. وقفات حاطة يديها على الحافة الحديدية.. و سرحات عينيها فالحقول الي ضايرة بالدار..
ضوء القمر مخلي الرؤية واضحة شوية.. و كان الريح محرك.. رفعات يدها كتبعد شعرها من على وجها و هي تلمحو واقف قدام الدار و هاز عينيه للشرفة كيشوف فيها..
تبادلو النظرات للحظات معدودة و هي ترجع تالاسين خطوة اللور..
دخلات للغرفة و مشات جلسات جنب السرير فوق الزربية.. مسندة ظهرها عليه و جامعة رجليها عندها.. جزء كبير من الخوف اختفى فجأة و ماعرفاش علاش.. الشخص الي جابها لهنا جندي فرنسي و واحد من الي خطفوها..
لكن محساش بالخوف و هي معاه.. و الي زاد حيرها هو انه ساعدها و ماقدراش تعرف شنو هي أسبابو.. تذكرات تحذيرو الجدي ليها بأن حياتها فخطر.. و إهتمامو الغريب.. و هادشي غير مزاد لبكها و خلى عقلها مخربق..


لكن الي شاغل بالها أكثر هو عائلتها الي تقريباً أسبوع مشافتهم.. تساءلات واش كيقلبو عليها واش مشطونين.. أكيد جداها مقلقة منها و ظغطها طلع عوتاني بسببها كيف ديما.. و دابة هي مختافية لأيام..
شافت فمعصم يديها الي حمر و عليه آثار القنبة.. و تذكرات الكلام الي قال ليها صلاح.. ماعرفاتش علاش كان كيسولها على عائلتها و أمور اخرى.. عاملها بقسوة و زرع فيها رعب عمرها حساتو.. تذكرات الرجل المخيف الي آمر صلاح يحيد ليها حوايجها.. هنا تغرغرو عينيها و ماشعرات حتى عنقات راسها..

كان الوقت منتصف الليل.. وقف أوسمان قدام باب الغرفة و مد يدو للمقبض حلو.. شاف داخل الغرفة مبانتش ليه تالاسين فوق السرير.. دخل بخطوات مسرعة كيقلب عليها.. فجأة وقف و هو كيشوف فيها ناعسة فالأرض جنب السرير..
قرب لعندها و حط ركبتو فالأرض.. هزها و حطها فوق السرير.. بقا محني كيشوف فوجها بتمعن.. زاد قرب أكثر حتى لمسو شفايفو خدها.. سد عينيه و طبع قبلة خفيفة و هو كيستنشق عبيرها.. بعد قبل مايتهور و دار عليها الغطا.. مشا سد باب الشرفة و خرج.. دخل لبيت لاخر بدل حوايجو لبس سروال توب فالرمادي بوحدو و تسطح فوق السرير الصغير.. بقا شحال فايق كيفكر فالمواجهة ديال الغد حتى نعس.. 

يوم جديد.. 
واقف أوسمان قدام المراية كيقاد فالكول ديال البدلة.. هز السلاح خشا فمكانو و تم خارج.. شاف فباب الغرفة الي فيها تالاسين و كمل على طريقو.. نزل مع الدروج و توجه للكوزينة.. لقا نجمة كتقاد الفطور..
أوسمان : نجمة
نجمة : نعام اسيدي
أوسمان : مغادي نرجع لهنا حتى دوز واحد اليومين و يمكن كثر، بلما نوصيك ردي معاك البال لتالاسين
نجمة : متخافش اسي أوسمان، كون هاني
أوسمان : منين تفيق طلعي ليها الفطور
نجمة : نحط ليك فطورك دابة
أوسمان : لا بلاش خارج، و لا خاصة شي حاجة سيفطي عباس يجيبها

خرج أوسمان و طلع فسيارتو.. ديمارا و اتاجه للمعسكر الي بعيد على المزرعة بشي ساعتين تقريبا.. عارف أن الأجواء غتكون مقلوبة بعد إختفاء تالاسين.. فاش خدا قرار يخرجها من تماك درس خطتو باش يتجنب المواجهة مع الجنود و صاحبو.. رغم كلشي فكيبقاو زملاءو و جزء من وحدتهم..
عارف أن أصابع الاتهام غادي توجه ليه.. خاصة صلاح غيكون متيقن من أن أوسمان الي خرجها.. و مغاديش يتردد يخبر آرثر.. و اوسمان بدورو مغاديش ينكر و مستاعد يوقف قدام باه و يقر بشنو دار.. مستحيل يسمح لشي حاجة توقع لتالاسين و لا يخليها بين يديهم مزال.. متأكد ان ماعندها حتى علاقة بالي فجرو المعسكر و مزال باغي يبحث فهادشي و يتبث توقعو..

تحلات البواية و دخل بالسيارة.. هبط و حس بشي حاجة ماشي هي هاديك.. لاح عينيه جهة الساحة و هو يتصدم بالمنظر الي قدامو.. كانت الساحة عامرة جثث.. جثث للجنود مستفين شي حدا شي و مغطيينهم بأغطية بيضاء.. بقا واقف مشوكي شحااال.. سمع شي أصوات دار و هو يبان ليه آرثر جاي.. 
وجهو متجهم و ملامحو زادو قسوة.. مر من حداه و وقف قدام الجنود.. قرب أوسمان و هو مزال مقادر يستوعب هادشي الي كيشوف.. مع وصل لعند باه شاف فيه بنفس الملامح و قال..

آرثر : كن كنتي هنا لبارح كن راك مجبد بحالهم، كيداعيو الشجاعة و هما مسفطين فار يسمم الجنود ديالنا باش يهجمو فالخفاء
أوسمان : ' شاف فأحد الجنود ' شنو وقع ؟
الجندي : ماتو بتسمم، الطبيب قال أن العشا ديال لبارح فيه سم قاتل، الجنود الي كلاوه فارقو الحياة بعد مدة قليلة لبارح، و وقع هجوم علينا ماتو فيه جنود آخرين بطلقات نارية
أوسمان : ' مصدوم من الي كيسمع ' ص صلاح، فيناهوا ؟؟
آرثر : ناعس فالصبيتار حالتو خطيرة
أوسمان : و شكون الي سمم الأكل و علاش !!
آرثر : هاحنا غادي نعرفو
قربو جوج جنود جارين معاهم رجل خمسيني.. جلسوه على ركابيه قدام آرثر و هما موجهين ليه السلاح..

آرثر : ' قرب عندو ' قلت مغادي يتدفن جندي واحد حتى نعرف شكون مول الفعلة و علاش، باش نعرفو سبب موتهم و استشهادهم، أنا متأكد أن ليك يد فهادشي، رغم انك بينتي إخلاصك فالخدمة معنا طول هاد السنوات فكتبقى كلب مغربي
الرجل : عفاك
آرثر : سكااات، غادي نسولك سؤال واحد و بغيت جواب واضح بلا زيادة فالهضرة، شكون آمرك تسمم الجنود و هجم على المعسكر و علاش ؟
الرجل : ' الصمت '
آرثر : امم باغي تموت بطل مزيان، ' جبد آرثر مسدس من حزامو و وجهو لراس الرجل ' نتا ميت ميت، لكن مصير عائلتك بين يديك، عندك جوج بنات ياك، قلتي داكشي الي بغيت غادي يبقاو آمنين فدارهم، لزمتي الصمت غيجيو لهنا و يدوزو سنوات حياتهم كلها تحت آمر الجنود
الرجل : ' تلاح على رجلين آرثر ' لا عفاااك، بناتي لااا، دير فيا الي بغيتي الا بناتي
آرثر : مصير بناتك بين يديك ' حط المسدس بين عينيه ' عندك فرصة وحدة
الرجل : ' دمعو عينيه ' الي عطا الأوامر باش نحط السم فلماكلة و خلا رجالو يهجمو على المعسكر هو يَدر
آرثر : ' ظغط عليه بالمسدس ' و علاش دار هادشي ؟
الرجل : ' حدر عينيه بخزي ' باش ينقذ بنتو
مع قالها خرجات الرصاصة من سلاح آرثر و اختارقات جمجمة الرجل.. طاح عند رجليه كيشرشر بالدمايات.. دفعو آرثر برجليه و مسح صباطو الي ترش بالدم فحاويج الراجل.. دار عند أوسمان بملامح شيطانية و قال..
آرثر : إذن البنت الي هربو بنت يدر، كان كنز بين يديا و انا معارفش
أوسمان ماسمع والوو من الي قال باه.. مزال ديك " باش ينقذ بنتو " كتعاود فوذنيه مرارا و تكرارا.. 


جاو جنديين جرو جثة الراجل بعيد شوية.. جاب واحد فيهم بيدو عامر بنزين و خواه عليه.. لاح عليه وقيدة حتى شعلات العافية فالجثة.. رجعو اللور بعدما نفدو شنو قال ليهم آرثر.. الي كان واقف كيشوف فالجثة كتحرق بملامح جامدة.. لكن فداخلو كيتوعد ليهم بما كثر..
شاف فالجنود الي ممددين و زير على يدو.. أول مرة يموت عدد بهاد الكم تحت إمرتو.. كانو مواجهات مع المقاومين قبل لكن كانت الخسائر كتكون أكبر للطرف الآخر.. و مع ذلك بغا يمحي أي واحد تحداهم و خلى وطنيتو و تمردو يتجرأ عليهم..

تحرك فاتجاه مكتبو باش يبدا مباشرة بإجراءات الدفن للجنود.. رافقوه باقي الجنود.. الوحيد الي بقا واقف وسط الساحة هو أوسمان.. كان تفكيرو خارج هاد العالم و مزال مدخلات ليه الهضرة الي قال الراجل..
كان متأكد أن تالاسين ماليها علاقة بالمقاومين و أنها بعيدة على هادشي.. حتى جات الحقيقة كيف اللكمة على وجهو.. تالاسين البنت الي أكثر حاجة باغي هي يحميها و خاطر بكلشي باش يهربها.. صدقات بنت زعيم المقاومة.. عدو بلدو و عدو باه اللدود.. أكثر شخص كيحتاقروه الفرنسيين فمنطقة جبال الأطلس..
الي كان السبب ففشل العديد من مخططاتهم و ظام أكبر عدد من شباب المنطقة تحت يديه.. الشخص نفسو الي هو كيقلب عليه و باغي يسلمو لباه..
كيفاش القدر لعب معاه بهاد الحقارة.. و ماتكون بنت يدر الا تالاسين نفسها.. دوز أوسمان يدو بعصبية على شعرو و زفر بالجهد.. شاف فاتجاه خيمة باه و تحرك متاجه ليها.. دخل لقا باه جالس فالبيرو و بين يديه شي وراق.. هز آرثر راسو شاف فاوسمان و شار ليه يچلس.. 

آرثر : باغي نعاتبك على فين كنتي فاش وقع هادشي كولو، و فنفس الوقت أحسن منين محضرتيش ليه
أوسمان : شنو ناوي دير ؟
آرثر : غادي نتوقفو واحد 3 أيام حداد على الي ماتو،و نيت بما تحسنات حالة صلاح، و ساعتها ' تقرنو حجبانو و لمعو عينيه بشر ' غادي نتفرغو ليهم، ياك هما الي بداو الحرب
أوسمان : و بشأن داكشي الي قال هداك !
آرثر : صلاح الي وصل ليها، منين يرجع غادي نعرفو عليها كثر من الشخص الي ساعدو 
أوسمان : يمكن يكون كذب علينا
آرثر : ' شاف فيه مستغرب ' عمرك شفتي شي واحد كيكذب و هو مواجه مع الموت، و زيد عليها خايف على بناتو الي عند بالو غيكونو فأمان بعد داكشي الي دار
أوسمان : ' زير بيدو على الكرسي ' المدنيين الي بعاد على هادشي، علاش ندخلوهم
آرثر : ياكما بقاو فيك بناتو! فاش فكر ينفذ أوامر يدر و بسببهم ماتو الجنود، مغادي نرحم لا بناتو، و لا بنت الراس الكبير، خاص غير طيح بين يديا عوتاني
أوسمان : ' وقف '
آرثر : ' كيشوف فملامحو الي تغيرو ' فين غادي ؟!
أوسمان : غنمشي نشوف صلاح
آرثر : كلفت أحسن الأطباء يهتامو بيه و درت عليه حراسة، و حتى نتا متبقاش تحرك بوحدك
أوسمان : مامحتاج لحد

دار أوسمان التحية لباه و هز القبعة دارها على راسو.. تم خارج و عضلة فكو مشدودة بوضوح.. توجه لسيارتو ركب و خرج من المعسكر.. غادي مكسيري و مزير على المقود حتى بياضو مفاصلو.. كان عند بالو الأمور ميمكنش تعقد كثر من هاكة.. و شحال كان على خطأ..
توجه للمشفى هبط من السيارة و دخل.. البعض من العاملين فالمشفى غير شافوه داخل ببدلتو العسكرية قربو عندو باغيين يشوفو شنو محتاج.. سول على غرفة صلاح.. وحدة من الممرضات خداتو لعندو.. شاف جوج من الجنود واقفين عند الباب.. دارو ليه التحية حل الباب و دخل.. بان ليه صلاح ممدد فالباياص و الظاهر مزال مفاق.. 
وقف جنبو مأسف على حالو.. و تذكر فاش كان فغرفة الطعام و كان باغي يتناول عشاه.. لكن مجيء صلاح خلاه يحط المعلقة و ناض غادر.. لو ان صلاح مجاش وقتها كان ممكن يكون فنفس مكانو أو مع باقي الجنود الي توفاو.. معجبوش الي وقع بتاتا و الأرواح الي ماتو..
كان باغي ياخد تالاسين بدون أضرار.. معارفش أن فنفس الليلة رجال باها مقررين يقتاحمو المعسكر و قتلو نصف زملاءو.. معارفش هادشي واش من حسن أو سوء حظو.. باه عند بالو تالاسين هربوها هما.. و الي اقتاحمو المعسكر رجعو بوفاض خاوية..
لكن السؤال الي شاغلو هو واش تالاسين عارفة كلشي و كانت كتداعي العكس.. عند هاد النقطة ظغط على سنانو و عرق فجبهتو تنفخ بوضوح.. بقا واقف لمدة قصيرة و خرج.. تكلم مع الطبيب المشرف على حالة صلاح و الي علمو أن حالتو مستقرة و يمكن يفيق فأي لحظة..

خرج أوسمان من المشفى طلع فسيارتو و تحرك.. كان باغي يتكلم مع صلاح و يعرف منو شنو وقع بالظبط.. و يعرف حتى شكون الشخص الي سلمو تالاسين لأنه باغي يبحث فالمضوع أكثر.. لكن وضعو دابة ميسمحش..
وصل للمزرعة حل ليه العساس الباب و دخل.. حط السيارة و طلع للدار توجه مباشرة لغرفتو.. حل الباب دافعو بقوة و دخل للغرفة كيقلب عليها.. مبانتش ليه مشا للحمام حلو كيقلب مكانتش فيه حتى هو.. رجع خرج و هبط مع الدروج و هو كينادي على نجمة.. الي خرجات من الكوزينة كتجري..
نجمة : ' كتمسح يديها فالتخميلة ' نعام اسيدي
أوسمان : فيناهيا تالاسييين ؟؟


نجمة : كاينة فالخارج، طلبات مني تخرج للجردة و 
خرج أوسمان مخلي نجمة كتعاود لراسها.. دار للجهة الخلفية ديال الدار فين كطل الشرفة ديال غرفتو.. كاينة حديقة تحتها مباشرة.. تمشا بخطوات كبار و هو يوقف.. بانت ليه مقردة جنب أحواض الورود و كتمرر يدها عليهم.. شعرها الطويل كيطيح ليها القدام و كتعاود ترجعو اللور بحركات طفولية..
خلاو غضبو يطفى.. قرب بهدوء عكس كيف كان قبيلة.. و بقا واقف على مقربة منها مراقبها.. أول مرة يشوفها مبتاسمة.. كانو خدودها الورديين مرفوعين لفوق و بانت على أحدهم غمازة محفورة بعمق قاهر.. بقا واقف كيشوووف فيها بنظرات ولع و عشق رافض يعتارف بيه بينو و بين نفسو..

وقفات تالاسين و هي منباهرة بأنواع الورود الي فالحديقة.. فالجنانات موالفة تلقى غير بلعمان و الورد الي كينوض وسط الفصّة.. كتقطعو و تحطو فشعرها عند وذنها بحال الزينة.. أو تقاد تاج منو وديرو فوق راسها.. دارت بغات تشوف واش مشافها حد قبل ماتقطع وردة.. 
كانت مزال مبتاسمة و عويناتها نصف مسدودين فاش دارت غادية تساطحات مع صدر قوي.. هزات عينيها فيه و تدريجياً بدات تختافي الابتسامة من على وجها.. لكن تأثيرها دار مفعولو..
حاوطات دراع أوسمان خصرها فاش حس بيها باغة تبعد.. رجع لصقها معاه و هو ساهي فملامحها.. مفتون ببراءتها و حركاتها الطفولية.. تحنى عندها حتى رجع وجهو قريب من وجها.. و عينيه تايهين مابين عينيها و شفايفها.. و فجأة انقض على شفايفها فلحظة تهور..
خرجات تالاسين عينيها فاش تحطو شفايفو على ديالها و شرع فتقبيل ثغرها.. دخلات فحالة صدمة للحظات قبل ماتحوال دفعو.. حطات يديها على صدرو و دفعاتو بكل جهدها..
حل أوسمان عينيه و شاف فيها.. بانت ليه كترجف و دموعها هابطين على خدودها.. استرجع وعيو فاش شاف منظرها بديك الحالة.. تصدم من فعلتو و من فكرة أنه ماقدرش يتحكم فراسو و قبّلها..
حك على دقنو و قرب لعندها باغي يهضر.. لكن تالاسين رجعات خطوات اللور و هي مفزوعة من الي وقع.. بقات راجعة للخلف حتى عطرات و جات لأرض.. جرا لعندها و شد فيها وقفها و هو كيشوف فراحة يدها الي تجردات.. 

أوسمان : جرحتي يدك
تالاسين : ' نطراتها و قالت بصوت باكي ' بعد منييي
أوسمان : متخافيش مغاديش باقي نقرب ليك
تالاسين : ' دفعاتو ' متشدش فياااا، ' كتمسح دموعها بظهر يدها ' انا شنو كندير هناا، خاص نمشي لدارناا
دارت و تمات غادية كتزرب فمشيتها.. ضرب جوج خطوات لحق عليها و شدها من معصمها.. 
أوسمان : فين غادية !
تالاسين : طلق منييي، بغيت نمشي لدارناااا
أوسمان : ' زير على يدها ' مغادية فين
تالاسين : ' انفاجرات بالبكا ' خليني نمشي فحالييي، بغيت نمشي عند جدة، غتكون كتقلب علياااا، علاش باغي تحبسني هناااا
أوسمان : ' شدها من دراعها بجوج ' باغة تمشي عند جداك، و لا عندك باااك !
تالاسين : ' شافت فيه بعدم فهم '
أوسمان : جاوبييي، باغة تمشي عند باك ياااك
تالاسين : بَا.. ! انا ماعنديش بَا
أوسمان : كيفاش ماعندكش باك علامن كطنزي، و شكوون هداك الي سيفط رجالو للمعسكر باش يخرجوك
تالاسين : ' عمرو عينيها بالدموع ' أنا ماعنديش بَا و ماعنديش مِي، عندي غير جدة، خليني نمشي عندها عفاااك

أوسمان بقا كيشوف فعنيها الي نابع منهم صدق مستحيل تمثلو بهاد الإتقان.. و من نبرتها الي كلها ألم عرف أنها كتقول الحقيقة.. رخا على دراعها بدون ميطلق منهم و قال.. 
أوسمان : معامن عايشة فالدوار من غير جداك ؟
تالاسين : مع جدة و خالي
أوسمان : ' تذكر فاش قالت ليه مو على موت صاحبتها و هي كتولد، صاحبتها الي هي نفسها أم تالاسين ' فين هو باك ؟
تالاسين : ماعرفتش، مكنعرفوش و عمرني شفتو، و محال نشوفو
أوسمان : عمرك شفتيه !
تالاسين : ' كتحرك راسها بالنفي ' لااا، عفااك خليني نمشي لدارنااا
أوسمان : ' الصمت '
تالاسين : يرحم ليك الوالدين خليني نمشي
أوسمان : منقدرش نخليك تخرجي من هنا، خاصة دابة
تالاسين : علااااش كدير معيا هاكة، شنووو درت ليك، انا بغيت نمشي غير فحالي
أوسمان : مستحيل نخليك ترجعي لداركم

كيف سمعاتو تالاسين شنو قال رجعات كتبكي بصوت عالي و كضرب فيه بيديها.. قدرات تنطر منو و ضرباتها بجرية جهة البوابة.. كتجري بكل جهدها و تمسح فدموعها.. وقفات كتنهج و صدرها كيطلع و يهبط.. شافت البوابة مسدودة و هي طيح فلرض باستسلام.. 
وقف من وراها على بعد مترات قليلة كيشوف فيها.. ضرو قلبو عليها و هي كتبكي بديك الطريقة الهستيرية.. عارف شحال باغة ترجع لعائلتها و لحياتها القديمة.. لكنها معرفاش أن الأمور مستحيل ترجع كيفما كانت..
فجأة تسمع صوت كلاكصون و بعدو تحلات البوابة.. دخلات سيارة و توقفات فبداية الممر الي كانت جالسة وسطو تالاسين.. تحل الباب نزلات لابسة حايك ناصع البياض.. هبطات حسناء اللثام من على وجها و شافت فولدها الي واقف بعيد.. رجعات شافت فالفتاة الي جالسة فالأرض و شعرها طايح على وجها..


دايرين بالطبلة كياكلو الغدا.. او بالأحرى غير ثرية الي كتاكل بشهية و الآخرين كينقبو.. عبد الله و هشام و فاطمة حالهم هاكة من يوم إختفاء تالاسين و زاد عليهم حتى مرض لاسعدية.. الي نقصات ماكلتها و رجعات طريحة الفراش..
فاطمة كتكون مقبلاها معظم الوقت.. عبد الله واخة مشطون بالو على بنت ختو و مو الا و ضروري يخرج للعمل.. و هشام كان مشغول مابين الخدمة فالمشفى و المهمة الي نفذو البارح و الي باءت بالفشل.. الوحيدة الي مرتاحة فعيشتها هي ثرية و كتذمر من الفوق من جو الغم الي فالدار..
بعدما كلاو ناضت فاطمة كتجمع الطبلة.. و هي خارجة من الكوزينة بان ليها هشام غادي جهة الباب.. ترددات و لكن فالأخير مشات لعندو.. نادت باسمو حتى تلفت عندها و قالت.. 
فاطمة : و واش مشفتيش خويا محمد، شحال هذا ماجا لعندنا و بغيت غير نسولو على مِي
هشام : ' قرب لعندها ' كان مشغول بحالي داكشي علاش مجاش يشوفك، منين يدوز هادشي نديك لعندها تشوفيها
فاطمة : ' بحزن ' هو انا توحشت مِي و لكن بالي مشطون مع تالاسين ' تغرغرو عينيها ' ياربي تلقاوها
هشام : ' جرها و حضنها عندو ' ان شاء الله غادي نلقاوها

ثرية كانت واقفة فباب الكوزينة حاضياهم.. غا شافتهم معانقين و هي تقندش.. قالت بصوت عالي مزعج..
ثرية : فاااطمة وااا فاطمة
فاطمة : ' بسرعة بعدات من حضن هشام و شافت فيها ' نعام اخالتي
ثرية : شكووون غادي يغسل هاد الماعن الي مكركرين فالكوزينة
فاطمة : هاني جاية نغسلهم
ثرية : هي دابة
حك هشام بصباعو على جبهتو و هو معاجبوش تصرف مو و نبرتها فالكلام مع فاطمة.. و حينت الوقت ماشي مناسب يفتح معها الموضوع الي زاعجو من شحال هذا.. قرر يصبر و يلزم الصمت حاليا.. جر فاطمة حتى تلفتات عندو.. هبط طبع قبلة على جبهتها و تم خارج.. حدرات فاطمة راسها و توجهات لكوزينة تحت نظرات ثرية الشرانية..
خرج هشام و توجه للدار الي كيتجمعو فيها الدراري.. دخل كيقلب على محمد ملقاهش فالداخل.. عاود خرج و هو يسمع شي صوت.. دار جنب الدار و هو يبان ليه محمد هاز سيف و كيضرب بيه على واحد الشجرة بقوة حتى طيح گاع عروشها.. قرب هشام لعندو بان ليه فحالة ماشي هي هاديك.. كان كولو عرقان كينهج و يضرب و يعاود.. 

بقات كتشوف فالبنت الي قدامها باستغراب.. عمرها لقات شي حد فالمزرعة عند ولدها من غير لخدم.. و آخر حاجة توقعتها هي تلقى عندو بنت.. رجعات حسناء شافت فاوسمان باستفهام و هي كتقرب.. لاحظات ارتباكو من بعيد و عينيه مابينها هي و بين البنت..
لكن الصدمة الي ترسمات على ملامحها كانت لا توصف.. فاش هزات تالاسين راسها و شافت جهتها.. وقفات حسناء فبلاصتها حاطة يدها على فمها.. كتحقق و تعاود لا يكونو عينيها خدلوها مع تقدمها فالسن.. لكن لا.. نفس الوجه الي شافت مرة وحدة نهار مشات للعرس و ميمكنش تنساه.. وجه بنت صديقة طفولتها الي الشبه بيناتهم كبير..
قالت حسناء من بين شفايفها بذهول.. 
حسناء : تالاسين.. !!!

تالاسين بدورها كانت كتشوف فالمرأة الي واقفة قدامها.. جاها وجها مألوف بزاف لكنها مزادتش تفكر واش كتعرفها او لا.. وقفات و جرات فاتجاه حسناء.. كيف وصلات لعندها قالت بنبرة ترجي..
تالاسين : عفاااك خرجيني من هنااا، مبغاش يخليني نمشي فحالي، عاونيني عفاااك
حسناء : تالاسين، شنو كديري هنا ابنتي ؟!
تالاسين : ' عاد تذكرات فين شافتها ' ن نتي هي الي جات لعندنا فعرس هشام، ي ياك
حسناء : آه هي أنا، ' بانت ليها كلها كترعد ' تهدني ابنتي، شكون وصلك لهاد الحالة
تالاسين : مابغاش يخليني نمشي فحالي، حبسني هنا و منع عليا نخرج، عفاك خرجيني بغيت نمشي عند لميمة غتكون مخلوعة عليا
حسناء : ' جراتها عنقاتها ' شووو متبكيش، تهدني و ماعندك لاش تخافي ' شافت فاوسمان الي باقي واقف فمكانو بعدم رضا ' أنا هنا ماخفتي والو ابنتي

بقات حسناء معنقة تالاسين شحال كتهدن فيها.. شوية جراتها معها دايزين من حدا أوسمان و دخلو للدار.. جلسات حسناء تالاسين فالصالة لتحت جنبها و هي كتمرر يدها على شعرها حتى نقصات من البكاء..
عيطات لنجمة الي جات كتجري باغة تسلم عليها حتى تفاجآت بمنظر تالاسين.. قالت و هي كتحول عينيها بينهم بجوج.. 
نجمة : أهلا لالة حسنا
حسناء : خليك مع تالاسين هاني راجعة
نجمة : مالها مسكينة كتبكي
حسناء : نجمة جلسي معها و باركة من الأسئلة
نجمة : واخة لالة


حيدات حسناء الحايك لاحتو فوق السداري و خرجات كتقلب على أوسمان.. راسها كيضور باغة تعرف شنو جاب البنت عندو هنا.. و علاش كانت فديك الحالة و غير كتبكي.. بان ليها واقف قدام الباب هبطات مع الدريجات و تقابلات معاه.. 
حسناء : واخة تشرح ليا شنو واقع
أوسمان : ' قرب باغي يقبل راسها و هي تبعد عليه '
حسناء : شنو كدير تالاسين هنا عندك فالفيرمة ؟؟
أوسمان : قصة طويلة
حسناء : تكون طويلة و لا قصيرة، خاص نعرف اش جاب البنت لهنا و مالها فديك الحالة، كن مكنعرفكش مزيان نقول 
أوسمان : شنو ؟!
حسناء : عارفة مزيان مغاديش تكون آذيتيها و لا قربتي ليها، و لكن خاص تشرح ليا شنو جابها هنا وعلاش
اوسمان : ' حك على عنقو ' احم، الوليدة القصة طويلة و ما
حسناء : اختاصر و طلقني خلاص

عاود أوسمان لمو على لقاءو بتالاسين فالقرية قبل نهار العرس.. و أنه كان عارف مكان سكنها و اسمها قبل متعاود ليه على علاقتها بأم تالاسين و أنها هي نفسها الي تزادت يوم غادرو البلاد.. مافرزش ليها اهتمامو المتواصل بتالاسين و ذكر أنه فقط عقل عليها.. 
و منين شافها فالمعسكر ساعدها و قرر يخرجها منو.. و بالتأكيد مذكرش يدر و لا علاقتو بتالاسين.. شرح ليها أن حياتها فخطر حينت لقاو رسمة ليها يوم تفجر المعسكر و شكو فأن عندها علاقة بالي دارو داكشي.. و هو عارف أنها بريئة و قرر يساعدها باش يريح ضميرو..
حسناء : ' شي ربع ساعة و هي ساكتة من الصدمة ' البنت مسكينة مدارت لا بيديها و لا برجليها حتى دخلات وسط هاد المعمعة، الله ياربي
أوسمان : و هادشي علاش جبتها لهنا
حسناء : و علاش كدير هادشي كولو، عمرك خالفتي باك فشي حاجة
شاف أوسمان فمو بدون ميقول والو و رجع شاف بعيد.. لكنها قدرات تعرف الكثير غير من نظراتو.. بقات ساكتة كتفكر شحال و هي تقول.. 
حسناء : أنا منقدرش نبقا معها هنا حتى يتحل هادشي، و مخاصش تبقا نتا معها الراس فالراس
أوسمان : ' شاف فيها باستغراب ' و شنو المعمول 
حسناء : باغي تخليها عندك هنا فدارك، خاصك تزوج بيها


أوسمان : ' شاف فيها بصدمة ' شنووو، عاودي شنو قلتي ؟!!!
حسناء : خاص تزوج بالبنت الى باغي تخليها هنا،و الا خليها تمشي لدارهم
أوسمان : مستحيل نخليها تخرج من هنا
حسناء : إذن موافق تزوج بيها
أوسمان : لواليدة واش عارفة آش كتقولي، آش جابنا لشي زواج
حسناء : سمع نقول ليك، البنت واخة شفتها مرة وحدة و الا راه بحال بنتي و بنت ختي الي ماتت، منبغيش ليها الأذى، مكتاب عليها الي وقع و ماشي بيديها، و لكن أنا غنساعدها باشما كان، و منبغيش يوقع ليها كيفما وقع لياا
أوسمان : شنو كتقصدي الواليدة
حسناء : عمرني فكرت نعاود ليك هادشي و لا نجبدو واخة داك الجرح عمرو يبرا، و حينت شفت بنات وقع ليهم كفس من الي جرا فيا حمدت الله و صبرت راسي و تعافرت، و فاش تزاديتي نتا خففتي عليا شوية من الي داز
أوسمان : شنو وقع بالظبط ؟
حسناء : حتى انا قصتي قصة طويلة،و جا الوقت الي تعرفها، ' شدات فيه ' خلينا نجلسو فالجردة

تمشات حسناء هي و أوسمان لجهة الحديقة.. كان كرسي خشبي جلسو فيه.. خدات نفس طويل و دارت لعندو.. 
حسناء : أنا مابغيتكش تكره باك اولدي و لا تحقد عليه بعدما تعرف كلشي، و انا مامرتحاش نعاود ليك و لكن جابتها الوقت، شافت بسهو قدامها ' باقة محسوبة مرتو واخة مكتجمعنا حتى حاجة غير على ودك و حينت عارفة والديا مغاديش يبغيو نتفرق معاه،
مع الوقت قدرت نسامحو على الي دوز عليا واخة حاول يبعدك عليا شحال من مرة، لكن نتا تربية يدي و حمدت الله الي مشبهتيش ليه، ' سكتات شوية و كملات ' كنت صغيرة بزاف باقة كنلعب و معرفاش شنو واقع فالدنيا، و لكن فينما نسمعو صوت الطوموبيلات نتجاراو و ندخلو لديورنا، هاكة كانو الكبار يوصيونا،
واحد النهار دخلو لدارنا رجال لابسين لباس العسكر.. كنت واقفة وسط الدار و انا كنشوف فيهم داخلين مع بَا، واحد فيهم شاف فيا و انا خفت منو و جريت تخبيت فالكوزينا، من بعد داك النهار بقاو مرة مرة يجيو عندنا نفس الرجال..
كانو ياكلو و يشربو و بَا مهلي فيهم، مكنت فاهمة والو و علاش كلشي ولا يكرهنا، الجيران كرهونا و مبقاوش يخليو بناتهم يلعبو معيا، من غير صاحبتي كنزة الي كانت تهرب لمها و تجي عندي،
واحد النهار كان بَا كيتناقش مع مَي شوية جا و قال لمحجوبة تدخلني للحمام و تبدل ليا، دارت الي قال ليها و جا خرجني معاه، مكنتش عارفة فين غادي بيا حتى وصلنا لدار خارج الدوار، خرج عندنا نفس الراجل الي شفت أول مرة جاو عندنا دوك الرجال، شي حاجة خلاتني نشد فيد بَا و نتخبا من وراه،
و لكن هو جبدني و دفعني جهة الراجل، قالو شي هضرة بيناتهم الي فهمت بعدها بشحال أنني تهديت ليه بحال الجارية، بَا عطا بنتو لعسكري من الفرنسيس فحين رجال آخرين يقتلو الي مس بناتهم، ماعلينا خلاني با معاه و مشا، بقيت كنبكي و نغوت باش ميخلنيش و لكن معاودش دار، دخلني معاه داك الراجل و انا غير كنبكي، كانت الدار عامرة برجال آخرين و معاهم نسا لابسين لباس معري مافهمت والو فدوك المناظر، ' سكتات '

أوسمان : ' بملامح جامدة ' كملي
حسناء : ' تحجرو الدموع فعنيها ' جرني هداك معاه لواحد البيت و تعدا عليا بعدما شبع فيا ضرب حينت مبغيتش نسكت من لبكا، فليلة حسنا تقلبات حياتها للجحيم، و رجع كل ليلة كيتعاود نفس الشي و نبكي حتى نعس، و الي درني كثر هو بَا الي باعني و سمح فيا، شي شهرين و انا فديك الدار، رجعت بحال الجثة الي غير كتنفس و عايشة صافي، حتال واحد النهار رجعني هداك لدارنا، مِي فاش شافتني بكات على حالتي و سكتات،
بَا رجعت كنشوفو نترعد منو، دازو الأيام و كنت محبوسة غير فالدار و لكن لاحظت حالتنا المادية الي تحسنات بزاف، واحد النهار بديت كنرد حتى سخفت و من بعد عرفو بلي حاملة، مِي بدات تضرب فحناكها و بَا تعصب مني بحال الى انا الملامة، دازو أيام و شهورا و جا النهار الي ولدت فيه، عاقلة فاش لامحجوبة حطاتك على صدري،
بعدما كنت عايشة فالظلام و كنتسنا غير الموت، جيتي نتا نورتي ليا حياتي، ماهمنيش اني كنت بحال المسجونة، حاولت نتناسى الي داز عليا و نعيش على ودك، لكن المعاناة موقفاتش هنا، جا النهار الكحل الي شفت فيه الشخص الي تعدا عليا جا لعندنا، هاد المرة مخفتش منو و لكن خفت عليك لا ياخدوك ليا، و بَا عاود صدمني فاش قال ليا غادي يزوجني ليه،
بعدما عرف آرثر أنني جبت ولد من صلبو رجع، عطاني ليه بَا بعدما قرا الفاتحة مع الرجال الي حضر باش كلشي يعرف راه تزوجت، بلما يفكر ليا اني غنرتابط براجل ماشي مسلم، رضيت بلي تكتب عليا حينت عارفة لا قلت لا غادي ياخدوك ليا، و انا نفضل نموت على نتحرم منك، لمباقي مكانش سهل من الي داز و لكن ولفت نعيش مع الشخص الي كرهت من قلبي، و بعدما دازو السنوات حتى الكره مابقيت هزاه من جهتو لا هو لا بَا

دوزات حسناء يدها على وجها كتسمح فدموعها.. دورات وجها لعند أوسمان و هي ترعب من منظرو.. كان وجهو حمررر و مزير على يديه بقوة.. للحظة ندمات علاش جبدات جرح الماضي و عاودات ليه.. مدات يدها حطاتها على قبظة يدو بلمسة حنينة.. تلفت عندها شاف فيها بعنيه الي كانت فيهم شعلة من الغضب و قال.. 
أوسمان : ' بين سنانو ' غادي نقتلووو


حسناء : لا اولدي الله يرضي عليك، انا معاودتش ليك هادشي باش تصرف بتهور، هو كيبقا باك و أنا سمحت ليهم قدام الله، و بغيت غير نعيش هانية و نشوفك فرحان، حمدت الله منين خلاوك ليا و قدرت نسميك و شفتهم أذنو ليك فوذنيك، و حرست باش تطهر و تكون على ديني، آه تقهرت فاش شفتك كتكبر و واخد باك قدوة ليك و بعدتي عليا، و حزنت منين دخلتي للجيش تحت رغبة باك، ' كتمسح فدموعها بالزيف ' و لكن كتبقا ولدي و كبدتي
أوسمان : ' حضن مو بقوة و عنيه الحمرين كيلمعو بالدموع '

عنقات ولدها و بكات فحضنو.. بكاء كانت حابساه لسنوات و هي كتحاول تقوي نفسها.. تغصبات فطفولتها و شافت الأسوء و هي فسن صغيرة.. الوقت مكانش علاج لجروحها و إنما ساعدها تنسى شوية و تقوي نفسها.. على قبلها و على قبل ولدها.. لاموها الناس حينت تزوجات بعدو وطنها بدون ميعرفو بشنو مرات.. تحملات كلامهم الجارح و حاولات تفهمهم..
بقاءها مع آرثر مكان غير تخوفا من أن ولدها يبعد عليها بدورو.. وقتما شافتو قرب خطوة لجهة باه كتألم.. مباغتوش يكون جزء من الأشخاص الي كيتعداو على أبناء أرضها و لكن ماقدراتش تمنع حصول هادشي..
لكن دابة تقدر تشبت بأمل صغير..اليوم اول مرة تشوف نظرات ولدها الي كيحملو عاطفة كبيرة تجاه شي حد.. عرفات ان تالاسين متحطاتش فطريقو غير عبثا.. و كيف بغات تحميها و تساعدها.. عندها أمل فأن وجودها يكون ليه تأثير على حياة أوسمان.. و هاد الأمل غادي تشبت بيه واخة يكون تصرف أناني منها..

بعدات عليه و هزات عينيها كتشوف فيه.. ابتاسمات ليه ابتسامتها البشوشة الي كيشوف ديما على وجها و مكانش عارف مخبي وراها كل هاد الألم..
حسناء : واعدني ا أوسمان انك مغاديش تهور و دير حتى حاجة
أوسمان : ' الصمت '
حسناء : واعدني الله يرضي عليك
أوسمان : كنواعدك
حسناء : الله يرضي عليك و يحفظك، ' شدات فيدو ' دابة نرجعو لموضوعنا، الي مفرحني هو واخة كلشي عندك قلب حنين، هههه شبهتي ليا فهادي، و دابة زدت تأكدت فاش عاونتي تالاسين، و لكن البنت كيف حياتها فخطر حتى سمعتها مهمة، منبغيش تعيش تجربة قريبة من الي عشتو، بغيتك تزوجها على سنة الله و رسوله و تصونها كيفما حميتيها
أوسمان : هادشي الي بغيتي !
حسناء : آه اولدي هادشي الي بغيت
أوسمان : و أنا غنفد ليك الي بغيتي
حسناء : ' بفرحة ' بالصح.. ! ' جراتو كتبوس فيه ' الله يفرحك اولدي

حسناء مقادتها فرحة منين وافق اوسمان على طلبها.. علماتو ميخبر تالاسين بوالو حتى تفاتحها هي بالموضوع.. خلاتو فالخارج و رجعات عند تالاسين.. طلبات من نجمة تقاد ليهم مياكلو و جلسات جنبها.. تالاسين بقات غير ساكتة و مزال الدموع فعينيها.. حتى بدات حسناء تهضر معها و تعاود ليها على مها.. حكات ليها على مغامراتهم و شنو دوزو فصغرهم..
رجعات تالاسين كتسمع باهتمام و باغة تعرف على مها الي مانعمات حتى انها تشوفها.. رغم الحزن على ذكرى الأم ديالها كانت كتبتاسم وسط دموعها.. حسناء كانت تعاود ليها و تعنق فيها.. دخلات لقلبها فهي جزء من صديقتها و حملاتها بين يديها كيف تزادت..
مع وجد الغدا حطاتو ليهم نجمة و كلاو بجوج.. أوسمان معاودش رجع بان .. دوزات معها حسناء اليوم كاملو و كيف قربات تغرب الشمس ناضت باش تمشي.. شافت فيها تالاسين بنظرات خوف الي مخفاوش على حسناء.. 

حسناء : سمعي ابنتي نتي فأمان هنا و ماعندك علاش تخافي، أنا خاص ضروري نمشي و لكن غنرجع عندك
تالاسين : ميمكنش تبقاي معيا
حسناء : ماكرهتش ولكن مكاين كيف ندير، دوز غير شي يومين و نرجع نشوفك، و راه هضرت مع ولدي أوسمان هو جابك لهنا باش يعاونك و مافنيتو حتى حاجة خايبة
تالاسين : ' تفكرات فاش قرب ليها و باسها '
حسناء : شنو كاين، واش قال و لا دار ليك شي حاجة قبل منجي
تالاسين : ' حركات راسها بنفي '
حسناء : ' عنقاتها ' نجمة هاهي معاك و الي احتاجتيها قوليها ليها، و تصرفي على راحتك ابنتي

ودعات حسناء تالاسين و خرجات كتقاد فالحايك.. كانت السيارة كتسناها فالخارج و فيها شيفور من طرف أوسمان.. الي حرص يهضر معاه و يوصيه من قبل.. و هي متاجهة ليها باغة تركب بان ليها جاي.. وقفات كتسنى فيه حتى وصل لعندها.. 
أوسمان : فين غادية ؟
حسناء : للدار
أوسمان : متوقعة نخليك تمشي بعد الي عاودتي ليا ! غتبقاي هنا و من اليوم تعيشي معيا
حسناء : هادي أكثر حاجة باغة، و لكن دابة الضروف مامساعداش، باك لا نضت و جيت نسكن معاك غادي يعرف فين كاينة تالاسين، و ماحد لبنت فخطر خاص ناخدو حذرنا
أوسمان : مكيهمش دابة يعرف و لا لا
حسناء : انا كيهمني، مابغيتش توقع ليك شي حاجة و ندم علاش هضرت، انا دابة جالسة مع دارنا و بعيدة عليه، غير ارتاح من ناحيتي ' دوزات يدها على شعرو ' شحال كبرتي اليوم فعنيا


قدرات تقنعو يخليها تمشي و رجعات للقرية.. كانت فرحانة رغم كلشي.. القدر جمع ولدها ببنت تقدر تغير حياتو و تخليه يخرج من تحت ظل باه..
مرو يومين و رجعات حسناء لزيارة تالاسين.. دوزات معها النهار بطولو كتحاول تعرف عليها و تخليها ترتاح ليهم.. هاد المرة خرجو و سرحو رجليهم فأنحاء المزرعة.. و كيف وصل الليل غادرات حسناء و رجعات تالاسين للغرفة سادة عليها.. 
عجبها الوقت الي كتقضي معها لكن كتحاول تجنب تشوف ولدها.. و حتى أوسمان مكان كيرجع الا بالليل.. و قبل ميدخل ينعس كان كيدخل لغرفتو و يراقب تالاسين و هي ناعسة لبعض الوقت.. فكر مليا فالكلام الي قالت ليه مو و خدا قرارو..

فاليوم الموالي فاق بكري و لبس بدلتو.. اليوم هو انتهاء الحداد على الجنود الي ماتو و كاين إجتماع مهم مجبر يحضرو.. خرج و توجه للمعسكر.. حط السيارة و مشا مباشرة لمكان الإجتماع.. كانو باقي الجنود حاضرين..
جلس فمكانو حتى بانو ليه الجنود وقفو.. وقف بدورو و مع جات عينيه فعين باه زير على قبظة يدو.. خذا منو جهد كبير باش يسيطر على غضبو و هو كيشوف فيه و كلام مو كيتعاود ليه فوذنيه.. جلس بعدما طلب منهم آرثر يجلسو.. بداو الإجتماع الي كان مركزين فيه على يلقاو بنت يدر بدل ميركزو على يلقاوه هو.. فاش طيح بين يديهم غيلقاو منين يشدوه و يخرج من مخبأو بسهولة..
أوسمان معصب و زاد فاش سمع توعدات باه ليدر و بنتو.. لدرجة وقف و خرج قبل ميكمل الإجتماع.. آرثر معجبوش استهتار ولدو و لاحظ حتى تغير تصرفاتو فهاد الأواخر.. مع سالى الإجتماع خرج آرثر كيقلب على أوسمان و عرف من أحد الجنود أنه مشا يزور صلاح..

دق فالباب و دخل.. بان ليه متكي على ظهر البياص و حالتو متحسنة من آخر مرة شافو.. هز صلاح راسو بان ليه و قال.. 
صلاح : دخل
أوسمان : ' جر كرسي جلس حداه ' كيف حاس
صلاح : بحال لا رجعت من الموت ههه
أوسمان : عارف شنو وقع ليك ؟
صلاح : وي، جا عندي المارشال لهنا و عاود ليا، نتا بعدا نجيتي منها
أوسمان : ' وقف ' على سلامتك ' تم خارج '
صلاح : أوسمان 
أوسمان : ' دار عندو '
صلاح : المارشال سولني عليها و شكون عاوني حتى لقيتها
أوسمان : و بطبيعة الحال قلتي ليه كلشي
صلاح : لا ماقلت ليه والو، و لكن سيفطت الي يعيط ليا على السعيد و عرفت بلي مات مقتول، منين نخرج من هنا غادي نبحث فالموضوع، و منين نلقى بنت يدر غنسلمها لآرثر بنفسي
أوسمان : و لاش كتعاود ليا هادشي
صلاح : غا باش تكون فخبارك

حل أوسمان الباب و خرج.. ركب فالسيارة و زاد بسرعة فائقة.. وصل للمزرعة هبط و تمشا بخطوات مسرعة.. فلحظة هز راسو و هي تبان ليه تالاسين فالشرفة.. مسندة على الحافة و حاطة يدها تحت ذقنها.. كانت ساهية و ملحظاتش وجودو..
بقا واقف مراقبها و كيفكر ملياً كيفاش غيتصرف.. حياتها مزال فخطر و هي رافضة تبقى هنا.. تساءل كيفاش غيكون رد فعلها على قرار زواجهم.. أكيد ماعندها حتى خيار من غير توافق.. حينت مستحيل يخليها تبعد على عينيه.. 

وقف عبد الله فباب البيت كيشوف فمو الي حالها غير مزاد للأسوء.. منين تفيق مكاين فمها غير تالاسين.. متبعين ليها الدوا الي وصف ليها هشام و لكن صحتها تراجعات و ماكلتها نقصات.. بانت ليه فاطمة جاية و هازة فيدها بلاطو فيه لعشا لمو.. قال و هو مبعد على الباب مخلي ليها منين دوز..
عبد الله : واش كتاكل شوية
فاطمة : كنحاول معها اعمي، حينت ضروري خاصها تشرب الدوا
عبد الله : الله يرضي عليك، غادي نمشي نصلي لعشا و نرجع نچلس معها شوية
فاطمة : بلاتي نجيب ليك لما السخون
عبد الله : لا بلاش ابنتي

خرج عبد الله و مشا هز سطيلة ديال الما بغا يعمرها من الخابية.. حتى بانت ليه فاطمة جاية كتزرب و هازة المقراج فيدها.. عمرات ليه السطيلة بالما سخون و رجعات لبيت.. عبد الله شاف فيها بفخر و امتنان.. ماشي مجبورة تخدمهم و لكن كتساعد فأي حاجة فالدار رغم المعاملة الجافة ديال ثرية ليها..
توضا عبد الله و خرج للجامع.. و هو داخل تلاقى بحمد أب فاطمة.. قال ليه السلام عليكم واخة حمد مكيردهاش عليه.. شفق عليه حينت فرط فوالدو و معارفش بقيمتهم.. محمد و فاطمة مصدر فخر و أي شخص يتمنى ولاد بحالهم..
بعدما صلاو تمو الرجال خارجين و من بينهم شاب فالعشرينيات.. هز راسو لمح سيارة كبيرة للجيش الفرنسي و هما يتغيرو ملامحو..
وقف كيشوف يمين يسار باغي منين يفلت.. مع بانو ليه هابطين من السيارة و هازين أسلحتهم قرر يرجع للجامع..
ضرب فالرجال الي كانو خارجين كيدفع فيهم باش يهرب.. حتى تسمع صوت الرصاص على الجهد و جات وحدة فراس الشاب طيحاتو لأرض.. ركبو الجنود فالسيارة و زادو مخليين صياح بعض الرجال و هما فحالة صدمة من الي وقع..
كانو جوج أشخاص طريحي الأرض.. الشاب الي تضرب فراسو و الي جاو ليه الجنود خصيصا.. و شخص آخر جات فيه طلقة نارية عشوائية.. كان عبد الله ممدد على ظهرو كيشوف فالسما و هاز صبعو كيشهد بصوت خافت.. 


چالسة فالأرض مربعة رجليها وسط الربيع.. كتلمس بأطراف أصابعها أوراق زهرة بيضاء متفتحة.. هبطات مع ساق الوردة و هي تبعد صبعها مكمشة عينيها.. هزاتو كتقلب فيه و هي تبان ليها نقطة دم على صبعها من وخز الشوك.. عادة كانت تبكي بدلال لوقع ليها بحال هاكة رغم ان غير شوكة الي ضرباتها..
لكن بعد الي مرات منو بان ليها تصرفها فالسابق سخيف و طفولي.. كيفاش ممكن الإنسان يقدر ينضج بين ليلة و ضحاها بسبب تجربة بائسة خلفات آثار فنفسو.. متجاوز سنوات النضج الطبيعية و تجارب الحياة اليومية..
هادشي بالظبط الي وقع مع تالاسين.. بعدما كانت طفلة فداخلها مشاغل بالها حتى حاجة من غير أنها تعيش جنب جداتها.. و تلاقى بصديقتها و تسارى بين الجنانات و تلعب جنب الواد.. كانت هادي عندها هي الحياة بدون تعقيدات.. حتى وقع الي غير كلشي و تقلبات حياتها سفاها على علاها..
مقادرة تفكر بوضوح فشنو جاي من هنا لقدام.. حياتها رجعات بين يدين أشخاص هما الي رجعو يقررو بلاصتها.. و الأصعب من هاكة انها بعيدة على عائلتها الصغيرة و من بيئتها الي كبرات فيها.. تنهدات و هي ساهية فالورد الي قدامها حتى قاطع حبل أفكارها صوت حنون.. 

حسناء : عجبوك ؟
تالاسين : ' تلفتات لعندها ' امم
حسناء : ' جلسات جنبها ' انا الي زرعتهم بيديا و كنوصي نجمة تسقيهم يوميا
تالاسين : ' كتشوف فالورد ' فاطمة كانت قالت ليا كل وردة عندها اسم، شنو سميت هادي
حسناء : هاد البيض سميتو " الياسمين "
تالاسين : زوين
حسناء : ' كتشوف فيها ' زوين و صافي بحالك
تالاسين : ' تبسمات بخجل ' شكرا الالة
حسناء : لالة.. ! منين جبتي هاد لالة عيطي ليا خالتي گالاك لالة
تالاسين : كنسمع نجمة كتقولها ليك
حسناء : نتي قولي ليا خالتي و لا ماما، الي بغيتي ابنتي غير لالة لا
تالاسين : واخة
حسناء : مزيان، ' سكتات شوية ' تالاسين ممكن نهضر معاك فواحد الموضوع
تالاسين : ' حركات راسها بآه '
حسناء : منين شفتك دخلتي ليا لقلبي و الله شاهد عليا.. و گاع منين عرفتك نتي هي بنت ختي كنزة فرحت و حطيتك فمرتبة بنتي، كنت باغة نقرب منك و نوليو نزورو بعضياتنا قبل ميوقع هادشي، قدر الله و مشاء فعل، كيف حزيتي عليا فاش عرفت شنو داز عليك واعدت نفسي نعاونك و نوقف جنبك،
الحمد لله اكتاب و طحتي فطريق ولدي أوسمان، هو ابنتي واخة مع العسكر الفرنسيس و لكن ماشي بحالهم، و منين شافهم غادي يآديوك جابك لهنا واخة هادشي ممكن يأثر عليه، هو خدام مع باه الي أنا اكثر وحدة عارفاه آش كيسوا، يمكن تقولي مافيهش حس الإنسانية و حاشة واش يكون بشار،
هو مارشال فالجيش و مكيرحم حد حتى من ولدو، لو عرف ان أوسمان جابك لهنا الله وحدو الي عالم شنو ممكن يدير، و السبب علاش حابسك هنا و منع عليك ترجعي لداركم حينت آرثر غادي يسفط رجالو يقلبو عليك، و لا عرف داركم مغادي يرحمك لا نتي لا عائلتك، تبغي توقع ليهم شي حاجة ؟
تالاسين : ' حركات راسها بلا بقوة '
حسناء : داكشي باش صبري ابنتي حتى يفرجها ربي و نلقاو حل، و لوقتها نتي غادي تبقاي هنا فدار ولدي فأمان، غير هو ' شدات فيد تالاسين ' انا منقدرش نبقا معاك هنا ديما، و كيف مابغيت حتى حاجة توقع ليك، باغة نحافظ عليك، داكشي باش خديت واحد القرار و كنتمنى توافقي
تالاسين : نوافق على آش !!
حسناء : واش تقبلي تزوجي بولدي أوسمان ؟!

شافت تالاسين فحسناء بملامح ممحية.. علامات الصدمة كانو واضحيين على وجها.. كيفاش تزوج فخضم هادشي الي واقع.. و بمن ! باوسمان الي ماشي ولد بلادها و من الجيش الفرنسي.. عقلها تبلوكا للحظات لدرجة مسمعاتش حسناء و هي كتردد اسمها.. 
حسناء : تالاسين، تالاسييين
تالاسين : ' شافن فيها ' أ انا م مابغيتش نتزوج
حسناء : انا متفهمة رد فعلك و من حقك تاخدي قرارك و انا غادي نحتارمو، لكن ابنتي فكري مزيان قبل متردي عليا، هادشي لمصلحتك و انا منبغيش ليك المضرة، حتى لو تحلات الأمور مينعت فيك حد بشي حاجة خايبة لأنك تزوجتي على سنة الله و رسوله
تالاسين : ' الصمت '
حسناء : غادي نخليك تفكري و انا كنتسنا جوابك، و بغيتك تعرفي بلي ولدي أوسمان مكانش غادي يوافق على طلبي و يتزوج بيك لو مكانش باغيك

دوزات حسناء يدها على شعر تالاسين و ناضت.. رجعات دخلات للدار مخلية ليها مجال فين تفكر مع راسها.. مبغاتش تظغط عليها و فنفس الوقت بغاتها توافق بشدة..
تالاسين كانت فحالة أخرى.. كيفاش طلبات منها تزوج من شخص كتشوفو و تحس بالخوف.. لو كان بيدها كانت هربات منو لأبعد مكان.. من غير عائلتها الي مغاديش توافق هي مستحيل تكون مع شخص آخر من غير.. من غير محمد.. هو الي حاسة جهتو بعاطفة خلاتها تنضج كأنثى..
قلبها كيميل ليه و فينما شافتو كيتلخبطو مشاعرها.. مستحيل تخلي مخلوق آخر يقرب ليها بإرادتها و لا تكون معاه غير حينت مظطرة.. الي وقع مع فاطمة مغاديش تخليه يتكرر معها هي.. وقفات و تمات غادة جهة الدار باغة تهضر مع حسناء و تعلمها بقرارها.. وقفات فاش بان ليها الشيفور كيخرج شي اكياس من الكوفر.. بقات متبعاه بعنيها حتى دخل للدار و رجعات كتشوف فالسيارة و البوابة الي محلولة..


دخل الشيفور هاز الأكياس و عيط على نجمة شداتهم من عندو.. حسناء كانت هابطة مع الدروج و سولاتها فين تحط داكشي الي دخل.. طلبات منها تطلعهم لفوق لبيت اوسمان و تحطهم حتى تشوفهم تالاسين عاد تستفهم ليها فالبلاكار.. كانو حوايج خداتهم ليها باش تبدل..
داكشي الي دارت نجمة طلعات و حطاتهم فوق السرير.. رجعات هبطات لقات حسناء غادية فحالها.. تسالمات معها و خرجات كتقلب على تالاسين فالجردة منين مبانتش ليها قالت يمكن مشات تسرح رجليها فالجنان.. ركبات حسناء فالسيارة و تحرك الشيفور خرجو من المزرعة و كانت الوجهة القرية..
بعد مدة وقف قدام دار القايد.. هبطات حسناء دخلات و الشيفور بدورو مشا لدارو الي مكانتش بعيدة بزاف.. بدا الحال يظلام و حس بنادم تقطع.. و وسط داك الهدوء كان كيتسمع صوت دقات و صراخ بعيد قدام دار القايد و بالظبط من داخل صندوق السيارة..
كانت تالاسين داخلو فالظلمة بالكاد كتنفس مع بقاءها تماك مدة طويلة.. كتبكي بصوت عالي و تضرب بيديها و رجليها على و عسى شي حد يسمعها.. صدرها ولى كيطلع و يهبط بثقل و هي كتحاول تاخد نفس.. بدات كتفشل و حركتها رجعات بطيئة.. بالسيف باش كتهز يدها و تضرب على سطح الكوفر..
فلحظة ضربات برجلها بقوة و تسمع شي صوت.. بان ليها شق ديال ضوء طفيف و هي تدفع السطح حتى تحل الكوفر.. استنشقات كمية كبيرة من الهواء و قفزات للخارج.. دورات عنيها كتشوف فين هي بالظبط.. و هي تبتاسم وسط دموعها فاش تعرفات على المكان و انها وسط قريتها.. بدون تردد بدات كتجري فاتجاه دارهم و هي كضحك و تمسح فدموعها..

وقفات بعيدة بمسافة قليلة مقابلة مع دارهم الي أكثر حاجة كانت باغية هي ترجع ليها و تحس بالأمان من جديد وسط عائلتها.. لكن المنظر الي شافت قدامها كان بشع لدرجة توقفات على الحركة و جمدات مكانها..
عينيها بوحدهم الي كيتحركو.. كتشوف فالكراسي الي مستفين قدام الدار و جالسين عليهم رجال من سكان القرية.. و على الجهة لاخرى من الباب كان نعش خشبي محطوط فالأرض.. بقات تالاسين كتشوف فيه لعدة ثواني.. تحركات كتمشى ببطء و البعض من رجال القرية لمحوها..
كانت أول مرة يشوفوها بشعرها معري و مطلوق.. و لابسة كسوة خضرا طويلة ديال الخيط و حذاء أسود.. منين كبرات و بانو معالمها الأنثوية رجعات محافظة على لباسها المحتشم و كتغطي شعرها قدام الغرباء.. لكن هادشي مكانش مهم فهاد اللحظة.. الكل كانو عارفين انها مختافية و عائلتها كيقلبو عليها..
دازت من حدا الرجال و هي داخلة للدار.. وصل صوت القرآن لوذنيها و هما يتقالو عليها رجليها.. كترمي خطوة بصعوبة و عينيها كيشوفو فالناس غادين جايين وسط الدار بدون تركيز.. كلشي رجع كيبان ليها مضبب..
وقفات وسط الدار و عينيها على النسا الي واقفين فباب بيتها هي و جداتها.. هنا مبقاتش قدرات تزيد خطوة وحدة.. دماغها كيرسل إشارات لجسمها لكن جسمها كان فحالة صدمة.. بعد لحظات قليلة خرجات فاطمة من البيت.. عينيها منفوخين و حمرين و دموعها غاديين.. هزات عينيها و هي تشوكا فاش شافت تالاسين واقفة وسط الدار..
خدا منها لحظات باش تستوعب أن الي كتشوف قدامها تالاسين نيت.. و بسرعة جرات لعندها و تلاحت عليها عنقاتها بقوة و هي كتبكي.. تالاسين مبدلاتهاش العناق و يديها بقاو مطلوقين.. كتسمع شهقات فاطمة و بكاءها مع عويل بعض النسا جاي من البيت و مدارت حتى ردة فعل..

بعدات عليها فاطمة شافت فيها و رجعات عنقاتها.. مالقات متقول من غير.. 
فاطمة : ' بصوت مخنوق ' الله يرحمها، مشات و على فمها غير سميتك
تالاسين : ' زيرات بصباعها بقوة على أطراف الفستان '
تقابلات فاطمة مع تالاسين كتشوف فيها مدارت حتى رد فعل و ألمها قلبها على حالة صاحبتها.. مكاين الي يخفف عليها وطأة الخبر الي هما بنفسهم ماقدرو يستوعبوه رغم تدهور حالة سعدية اكثر فهاد الأسبوع.. 
شدات فاطمة فيدها و جراتها معها لجهة البيت.. مع دخلو شافت تالاسين فجداتها مستلقية و هي مكفنة فالابيض.. فنفس المكان الي كتنعس فيه.. ديما كانت تخشا فيها باش تلعب ليها لاسعدية فشعرها حتى تنعس.. و منين كانت تفيق قبل منها كتاخد أطراف ضفيرتها و تبقا تدوزها على نيف جداتها حتى كتفيقها..
لكن هاد المرة واش لمشات عندها و دارت نفس الشيء غادي تحل عينيها..
غتفيق و تهز عليها البلغة و تزف عليها بيها.. كانت عارفة أن جداتها كتلوح البلغة بعيد عليها غير باش متصيبهاش.. واخة شنو مايوقع عمرها قصحات معها و لا أنباتها رغم المصائب الي كانت كدير.. الحاجة الوحيدة الي قدرات تخفف عليها ألم اليتم و حرمانها من مها هي جداتها.. و هاهي قررات تمشي و تخليها..

تجمعو عليها العيالات كيعنقو فيها و يعزيوها.. و جروها عند جداها قالو ليها ودعيها.. حطات ركابيها فلرض جنبها و بقات كتشوف فيها.. سمعاتهم قالو ليها قبلي جبهتها ودعيها راه غادي يخرجوها يصليو عليها و يدفنوها.. دارت داكشي الي قالو ليها و حنات راسها قبلات راسها..
سمعو النسا الرجال جاو يهزوها و هما يجرو تالاسين.. چلساتها وحدة فيهم جنب الحيط.. كانو كيحركوها كيف الدمية و هي منصاعة ليهم.. عينيها مفتوحين على وسعهم و مكترمشهم على شحال.. دمعة وحدة مهبطاتش من عينيها.. بانو ليها داخلين مع الباب هشام و محمد.. حادرين عينيهم و ملامح وجاهم طاغي عليها حزن عميق..


ملاحظوش وجود تالاسين.. فقط هزو جثمان لاسعدية فالنعش بمساعدة جوج رجال آخرين و خرجوها.. وحدة من جيرانهم بدات تغوت و تبكي و هي كتقول..
المرأة : الله ياربي الاسعدية، ماصبرتيش على فراق ولدك، تبعتيه مزال منشف قبرو

كلامها اختارق أذن تالاسين بحال الى نزلتي عليها بصفعة أخرى.. ماحسات الا و هي نايضة و خرجات تابعاهم.. بانو ليها مخرجينها مع الباب و هي تجري بالحفا.. شافتها سعاد أم فاطمة و تبعاتها.. كانت خرجات على برا و غادة من ورا الرجال و هما هازين جداها.. كتشوف فوجاهم و تقلب على خالها..
لحقات عليها سعاد و شداتها.. بدات كتجبد تالاسين باغة تفلت منها و تبعهم و سعاد مزيرة عليها و الدموع فعينيها.. جروها معها نسا آخرين و دخلوها للدار.. النظرات الي كانو موجهين ليها كلهم شفقة و تحسر..
داوها هاد المرة لبيت الكبير فين جالسين النسا جلسوها وسطهم.. تالاسين كان كلشي كيبان ليها مبهم من غير شخص واحد.. كانت ثرية الي جالسة قبالتها.. لابسة كلشي بيض من راسها لرجليها و لأول مرة تشوف نظرة الإنكسار فعينيها المدمعين..
رجعات سعاد تعاون فاطمة فالكوزينة حينت مكاين الي وقف من غيرهم.. و مع مرور الوقت بداو العيالات كيدخلو بالأكل و قصاري ديال كسكسو لدار العزو..

رجعو الدراري من المقبرة و بقاو عند الباب.. مع تأخر الوقت بداو الناس يخرجو فحالهم و الدار كتخوا.. و حتى الي كانو مزال باقيين من ورا عزاء عبد الله.. بعدما ساءت حالة مو فاش عرفات بخبر موتو.. البعض منهم قررو يبقاو حتى يطمأنو عليها حتى توفات بعد أسبوع من موت ولدها..
دخل كل من هشام و محمد بعدما غادرو البقية.. كانو متوجهين لبيت آخر فاش شافو فاطمة جاية عندهم.. شافت فراجلها بحزن و قالت..
فاطمة : تالاسين رجعات
بجوج شافو فيها بصدمة واضحة..
فاطمة : راه كاينة فالبيت ديال
نعتات فاطمة لبيت الجدة لاسعدية.. هشام مشا كيجري وقف عند الباب كيشوف فيها جالسة فواحد الزاوية.. جامعة ركابيها عندها و ساهية قدامها كتشوف فالفراغ.. قرب عندها هشام و بدون ميتكلم تحدر على ركبتو و جرها عندو عنقها بقوة.. سد عينيه و هما يهبطو دموعو.. كان مقهور و منين شافها فهاد الحالة زاد على مابيه..
للحظة تمنى لو أنها مرجعاتش اليوم بالذات و تحضر لهادشي.. هو و بالكاد قادر يصمد.. علم الله كيفاش غتكون حاسة داخلها..
محمد واقف عند الباب كيشوف فيهم.. مكانش اقل منهم حزنا.. تألم لموت عبد الله لكن الي صبرهم هو أنه مات شهيد.. لكن وفاة الجدة هرسهم كاملين.. الرجال و مصبروش فما بالك بفتاة هشة تيتمات للمرة الثانية..

مرو أسبوعين على داك اليوم.. الحياة مرجعاتش كيف الاول فدار زيدان.. حتى من ثرية كانت فحالة صدمة من فقدان زوجها.. ديك القوة و العناد و التسلط تكسرو مع غدر الحياة.. جات الموت كتذكير أن حتى حاجة مكدوم..
كناخدو وجود الأشخاص فحياتنا من المُسَلمات.. و قيمتهم كتبان فاش كنفقدوهم فلمحة بصر.. بدون منحضاو بفرصة توديعهم أو حتى نتسامحو معاهم.. حالة الحزن كانت مسيطرة على جو الدار طيلة هاد الوقت.. 
على صوت صياح الديك فاقت فاطمة.. فتحات عينيها و هي تحس بشي حاجة مثقلة عليها.. هبطات عينيها كتشوف فهشام الي ناعس و موسد صدرها.. حطات يدها على شعرو كتمررها بحنان.. الوضع كان صعيب عليه بزاف واخة حاول يبين القوة قدام عائلتو.. و مابين ضعفو الا قدامها هي..
تذكرات فأحد الليالي رجع مرهق من الخدمة.. مشا طل على مو و جلس معها كيهضر ليها و هو مبتاسم على شنو وقع ليه فالخدمة و كيفاش نقد حياة شخص.. لكن فور مادخل لبيت اختفت ديك الإبتسامة و طفا داك الشعور بالفخر من عينيه.. أكثر شخص كان فخور أنه رجع طبيب هو باه.. و مع أنه كان يتكلم عليه بفخر قدام ناس القرية عمرو جا لعندو لمكان عملو..
حتال نهار اختفت تالاسين.. يومها عرف هشام أن باه كان حشمان من شكلو و المكان الي جا منو و مبغاش زملاء هشام يعرفو أنه باه.. جلس هشام على حافة الفراش و شد راسو بين يديه.. دخلات فاطمة لبيت شافتو فداك الوضع قربات و جلسات عند رجليه.. تهز قلبها فاش شافت دموعو نازلين.. وقفات و قربات عندو عنقانو و كانت هادي اول مرة تبادر و تقرب منو.. من يومها كتفيق كتلقاه معنق كرشها و موسد صدرها..

بقات فاطمة بدون حراك باش متفيقوش.. مر الوقت شوية بدا هشام كيتحرك.. هز راسو و هي تبان ليه فايقة.. تگعد و قرب لعندها طبع قبلة على خدها و ناض.. ناضت بدورها لبسات عليها و خرجات مباشرة لكوزينة.. كيف دخلات لقات مها سعاد كتوجد الفطور..
سعاد فهاد الفترة قررات تبقى معاهم و كانت كتساعد فشقا ديال الدار.. خاصة العزاية داخلين خارجين.. قربات عندها فاطمة باست ليها على يدها و بدات كتعاونها.. حطو الفطور فالبيت الكبير.. ثرية جالسة فالطبلة و كتشوف فاطمة و مها الي خدامين بلا تذمر.. كل نهار يشقاو عليهم و على الضياف.. و كيعاملوها بحال الى عمرها قالت فحقهم كلمة العيب..

واقفة فنفس المكان الي تخطفات منو.. كيف صبح الحال ناضت و خرجات باقي الدنيا مظلمة.. غادة فالطريق شعرها المشعت مطلوق على كتافها و لابسة بيجامة طويلة و صندالة فرجليها.. محاسة ولو بذرة خوف واخة هنا فين بدا كلشي و تقلبات حياتها.. عرفات أن السعيد مات مقتول و مافرقش معها.. على الأقل الموت مكتاخدش غير الناس الطيبين..
سمعات صوت خطوات خلفها و مدارتش حتى وصل صوتو لعندها و هو كينادي بإسمها.. 

• • • أيها اللاشيء الثقيل.. 
من أخبرك أن صدري متين.. 
و أن ظهري جدار.. لا يُهدّ و لا يلين.. 
من اخبرك أن روحي لا يُعكّر صفوها..
و أن قلبي لا يُكسر كجرة طين • • •

محمد : تالاسييين
مدارتش واخة عرفات شكون صاحب الصوت.. لاحت خطوة للأمام و تمات غادة بدون وجهة.. قرب عندها بخطوات كبار و جرها من دراعها حتى تقابلات معاه.. منين خرجات من الدار فداك الوقت و هو تابعها بدون متلاحظ.. خاف عليها خاصة حالتها و هي بهاد الشكل ضراتو فخاطرو.. 
عارف أن حزنها عميق و حتى حاجة مغادي تخفف عليها.. فقدات ماشي شخص واحد و لكن جوج من أقرب و أعز الناس عندها.. الجدة الي كانت الأم بالنسبة ليها و الخال الي كان كيحميها و كيعاملها كأنها بنتو..
بقا محمد كيشوف فوجها المتعب و الي تعابيرو لخصات كل ماكتمر بيه.. تقهر أكثر و دار الشيء الي كان مانع نفسو يديرو من شحال هذا.. جرها لعندو و خشاها فحضنو مزير عليها بدرعانو بجوج.. سد عينيه حاط ذقنو عند راسها و معنقها بقوة كأنه كيقول ليها أنا هنا و عمرني نخليك..
بقات فحضنو لمدة بدون حراك.. حاسة و محساش.. لكن الدمعة منزلاتش منين عرفات أنهم ماتو.. الدموع الي كان ممكن يترجمو حزنها مهبطوش.. و هادشي غير مزاد عمق الألم الي كيحفر فقلبها لدرجة عدم الإحتمال.. 

بعد شوية و مد أطراف صباعو حطهم تحت ذقنها.. هز ليها راسها حتى رفعات عينيها و شافت فيه.. قال بنبرة باحة حنينة..
محمد : تالاسين بكي، لا بغيتي تبكي بكي
تالاسين : ' الصمت '
محمد : ' ضم وجها بين يديه ' قلبي كيتعصر فاش كنشوفك بحال هاكة، كن لقيت نخلصك من ألمك و نحس بيه بلاصتك منترددش، غير منشوفكش فهاد الحالة
تالاسين : ' كتشوف فيه بنظرة جامدة '
محمد : فاش اختافيتي كنت غادي نحماق، حسيت بلرض تهزات من تحت رجليا ‘ واعدت نفسي لا لقيتك مستحيل نخليك تبعدي عليا و لا نخلي شي حاجة تآذيك

كلامو كان اعتراف واضح بلي كيحس بيه.. واخة ماشي الوقت المناسب لكن بغاها تعرف شنو كتعني ليه.. مشاف حتى رد فعل منها لكن الي كيهمو هو انها تعرف و انه غيكون فجنبها و يحميها بروحو لا تطلب الأمر.. تحدر لعندها و طبع قبلة على جبينها..
محمد : يالاه نرجعو للدار، لاعرفو بلي خرجتي غاذي يتخلعو عليك
تالاسين : بغيت نتمشا مزال
محمد : ' شاف فيها ' واخة
تمشات تالاسين و محمد غادي جنبها.. عينيها كانو سارحين فالأراضي الزراعية و الشجر الي كيحركو الريح ديال الصباح.. كان نسيم عليل كيرد الروح و الشمس دافية.. فالدار حسات بالحيوط ضياقو عليها.. مداقتش النعاس الليل كاملو و من كثرة الكوابيس الي شافت بقات غير جالسة حالة عينيها فالفراغ.. و مع اول شق لبزوغ الفجر ناضت و خرجات..
الدار الي كانت متشوقة ترجع ليها و ترما فحضن عائلتها.. رجعات خانقة و كحلا فغيابهم.. مكرهاتش مباقيش ترجع و تشوف خيالهم فكل مكان.. الوجع كيعصر صدرها و درجة احتمالها للصدمات ليها حدود..
طول الوقت الي هي ساهية كانو عينيه عليها.. تالاسين الي قدامو ماشي هي تالاسين صاحبة الإبتسامة الخجولة و العينين الخوضر الي كيلمعو.. وجها الي كانت مرسومة عليه ملامح البراءة رجع ذابل و بدون روح.. ماكرهش يخطفها من حزنها و يهرب بيها لأبعد مكان..

و هما غاديين فصمت وسط داك الجو الهادئ.. محمد وقف و فجأة جر تالاسين لعندو دايرها من وراه.. بقا كيشوف قدامو مصغر عينيه حتى بانو ليه جوج خارجين من ورا الشجر.. كانو ملثمين غير عينيهم الي كيبانو.. تغيرو ملامح محمد الي كان مستاعد يهجم عليهم فأي لحظة و رجعو تعابير وجهو عاديين.. قال موجه ليهم الهضرة بنبرة شديدة..
محمد : شنوو كاين ؟
واحد منهم نطق : خاصنا نديوها معنا
محمد : شنووو، فين غتديها، آش كتخربق نتااا ؟!!
نفس الشخص : أوامر يدر
بقا محمد كيشوف فيهم عاقد حجبانو و كيحاول يفهم علاش يدر رسل دراري من المجموعة ديالو يجيبو ليه تالاسين.. واش بعد الي وقع قرر يقابلها و يعرفها عليه.. لكن آش من طريقة هادي و فالظروف الي هي فيها.. تلفت لعندها مبانش ليه الخوف الي كان متوقع يشوف فعنيها.. كانت كتشوف لقدام فالرجال الملثمين بشكل عادي..
رجع دار لعندهم و قال ليهم يسبقو.. تقابل مع تالاسين هز الشال الي طايح على كتافها و دارو ليها على راسها و قال..
محمد : غادي نمشي أنا وياك لواحد البلاصة، غتقابلي فيها واحد الشخص من شحال هذا كنت بغيتك تلقاي بيه، لكن احتراما لرغبتو بقيت ساكت ' شد فكتافها ' ماعندك لاش تخافي انا غنكون معاك

شد محمد فيد تالاسين و جرها معاه.. تبع الدراري حتى خرجو للطريق فين كانت السيارة.. طلعو هما لقدام و محمد و تالاسين ركبو فالخلف.. بعد نصف ساعة تقريبا وصلو للدار الي جالس فيها يدر.. هبط محمد و دار حل الباب لتالاسين.. شد فيها و تمو داخلين..
بقات كتشوف فالرجال الي مستفين فالخارج.. كانو فنفس سن محمد و كلهم بدون استثناء غا لمحوها حدرو ريوسهم.. حلو ليهم الباب و دخل محمد و تالاسين مباشرة للغرفة الي كيكونو فيها اجتماعاتهم.. بان لتالاسين رجل جالس فمقعد كبير وسط الغرفة.. شعرو رمادي و وجهو ذو ملامح جدية مهيبة..


يدر كيف لمح تالاسين داخلة شبك يديه مع بعضهم و حاول يبان بنفس الهدوء الي معروف عليه.. يمكن تهديدات القتل الي كيوصلوه و كون حياتو ديما فخطر أقل صعوبة من مواجهة بنتو الي مكتعرفوش.. لفت نظرو يدها الي وسط يد محمد.. شاف فيه بحدة و هنا طلق محمد من يد تالاسين..
يدر : محمد تسنا فالخارج
تم خارج محمد واخة مبغاش.. خاصة فاش لاحظ تالاسين متبعاه بعينيها.. كأنها كتقول ليه ياك واعدتني عمرك تخليني بوحدي.. مع تسد الباب جاها صوت يدر الي قال.. 
يدر : جلسي ابنتي
شافت فيه تالاسين و هو يشير ليها للكرسي الي قدامو.. تحركات بخطوات بطيئة و جلسات.. ماعرفاتش علاش و لكن شي حاجة فهاد الرجل الي قدامها خلاتها تحس بشعور غريب.. ملامحو و عينيه خلاوها تحس كأنها ماشي أول مرة تلاقاه..
تكلم يدر كاسر داك السكون و قال.. 
يدر : أجركِ الله و الله يرزقك الصبر و يرحمهم بجوج
تالاسين : آمين
يدر : كنت مأجل هاد النهار لأجل غير مسمى، لأنه ماحدك ماعرفتنيش حياتك غتكون فأمان، هادشي الي ظنيت حتى وقع الي وقع و طحتي بين يدين الفرنسيين و هنا تغير كلشي، صعيب باش تستوعبي الي غيتقال اليوم لكن حديثنا ضروري منو ' سكت لبعض الوقت ' تالاسين تالاسين، غتكون سماتك جداك تحت رغبة كنزة الي أصرات على هاد الإسم لجاتنا بنت، على إسم ختي

هنا تالاسين انتابهات لكلامو بكل حواسها و شافت فيه بصدمة كتحاول تفهم شنو كيقول..
يدر : موقف لا يحسد عليه أنك تعرف براسك لبنتك، الي غالبا عند بالها راك ميت، تالاسين أنا باك يحيى الفهري
تالاسين : ' زيرات بيديها على حاشية الكرسي و شافت فيه بذهول '
يدر : مغاديش نبرر غيابي و لا علاش عمرني بنت قدامك، و عاذر اي إحساس كره غتهزيه من جهتي، لكن درت الي كنت مقتانع بيه و بعدت باش نحمي أسرتي، و عمرني ندمت
تالاسين : ' بنبرة باردة ' نتا الي قاديتي ليا المونيكة ديالي
يدر : عاقلة .. !!!

يدر رجعات بيه الذاكرة لشحال هذا.. كان نجا من إصابة بليغة فواحد المهمة.. و أول حاجة دار هي رجع للقرية و توجه لدار زيدان.. الدار الي ماتت فيها مرتو و تزادت بنتو.. نسا الوعد الي قطع على راسو و بغا غير يشوفها واخة لمرة وحدة..
وقف شحال قدام الدار متردد و فالأخير دار باش يمشي فحالو.. وصلو صوت بكاء طفلة چالسة فلرض جنب الحيط.. مربعة رجليها و حاطة يديها على وجها.. شعرها بني و بشرتها بيضاء صافية.. بلما يحس قرب لعندها و قرد قدامها..
هزات راسها و شافت فيه بعينيها المدمعين.. عرف على الفور شكون و حس بشعور لا يوصف.. كأنه كيشوف نسخة مصغرة على زوجتو المرحومة.. مامصدقش أن هاد الملاك الي قدامو بنتو.. مد يدو باغي يلمس شعرها و هو يتراجع و ناض.. خاف يضعف قدام ديك العيون الخضراء الواسعة و يسمح فكلشي..
و هو ناوي يغادر بدون رجعة سمع صوتها الخافت المترجي كيقول.. 
تالاسين : عفاك قاد ليا هادي، واحد الولد هرسها ليا
تلفت يدر بانت ليه هازة دمية فيدها.. مكانتش دمية بمعنى الكلمة و انما باينة مقادة باليد.. مصنوعة من القصب و بعض أطراف الثوب.. كانت مقسومة على جوج.. رجع شاف فتالاسين الي مادة يدها القصيرة المطيبزة و كتشوف فيه بنظرات مستحيل يقدر يرفض ليهم طلب..
عاود قرد قدامها و خدا من عندها الدمية.. حاول يصلح فيها لكاين ميتصلح و رجعها ليها.. خداتها من عندو و ابتاسمات بفرح.. مسحات دموعها بظهر يدها لاخرى و شافت فيه كضحك بصوت رقيق و كتشير بالدمية.. بقا كيشوف فيها لمدة و ناض بسرعة مغادر المكان..

خرج من ديك الذكرى و شاف فتالاسين الي كانت بدورها كتذكر الرجل الغريب الي قاد ليها دميتها.. كانت عندها 5 سنوات وقتها لكن لسبب ما بقات عاقلة عليه هو بالذات.. و اليوم توضح داك السبب و كان ممكن يكون رد فعلها مختلف أو يمكن لا.. لزمات الصمت مخلية ليه المجال يشرح أسبابو و يقول اعذارو كلها.. و فعلا يدر تكلم و كمل على حديثو..
يدر : نتي بنتي من صلبي، واخة مكانت ليا يد فتربيتك الا و فخور بالبنت الي قدامي، توقعت نشوفك فحالة أسوء من هادي حينت عارف معزة الناس الي فقدتي عندك، عبد الله كان صاحبي و شخص قريب ليا و حتى لاسعدية كانت فمثابة مَي حينت كنت يتيم..
هي و جدك قبلو بيا كزوج لبنتهم واخة مكنت والو.. واعدت نحافظ عليها لكن الحياة خلاتني نحنت بالوعد ديالي.. و جزائي هو أني تحرمت منها و منك،' بسرعة تغيرات نبرتو لجدية أكبر ' لكن هادشي ماشي موضوعنا، بغيتك تعاودي ليا كيف وقع ليك حتى تخطفتي و طحتي فيد الفرنسيين، حينت حياتك مزال فخطر
' شافها ساكتة و قال ' خاصك تعرفيبلي خالك مات مقتول و على يد الفرنسيين، هو و شاب آخر صغر من محمد و هشام ماتو و هما خارجين من الجامع، واحد مات حينت ضد الاضطهاد الي كيوقع فبلادو، و الآخر مات حينت قيمة المواطن المغربي عندهم مكتعداش قيمة الحشرات و غير رقم و نقص

واقف محمد فالخارج على أعصابو.. مرة يتحرك غادي جاي مرة يوقف عند لباب و مكرهش يحلو و يدخل لعندهم.. كيفكر فحالة تالاسين الي بالكاد صامدة وسط هادشي.. و ماشي وقتو أنها تعرف بلي باها عايش و عارف مكانها و قرر يبقى بعيد..
مر وقت طويل الشيء الي زاد على مابيه و هو معارف شنو واقع لداخل.. شوية سمع لباب تحل و هو يتلفت.. بانت ليه تالاسين خارجة بنفس الهدوء الي دخلات بيه.. بقا كيشوف فيها مستغرب حتى وصلات لعندو و قالت.. 
تالاسين : يالاه نرجعو للدار


بعد مرور شهرين..
الحياة تستمر و الوقت كيعالج الجروح.. أو بعضها.. كيقولو الضربة الي متقتلك كتقويك.. و هادشي بالظبط الي وقع مع تالاسين بعدما انهار كلشي داير بيها فمدة قصيرة.. خسرات الأشخاص الي كانو أعمدة فحياتها و سندها.. و مكانتش تخايل الحياة بدون وجودهم قربها..
و اكتاشفات صدمات أخرى ان باها حية يرزق و اتاخد قرار يبعد على حسب قناعاتو.. و الي زاد الطين بلة هي أن هشام و محمد كانو عارفين و خفاو الأمر عليها.. احتارمو رغبتو هو الي طلب منهم و هي ماشي مشكيل تعيش تحت ظل اليتم لأن الاب ديالها عندو أولويات أخرى.. 

فهاد المدة تحولات من ديك الفتاة البريئة بحياتها البسيطة.. لفتاة أخرى كيف لاحظو الي دايرين بيها.. اختفت ابتسامتها و قل كلامها لكن بانت قوة جديدة منباعتة من عينيها.. من يوم رجعات بعد لقاءها مع باها تحولات لشخص آخر.. و مكانش هداك هو لقاءهم الوحيد..
محمد هشام و فاطمة كانو أكثر وحدين متفاجئين بهاد التحول.. و احتارمو انها بعدات عليهم خاصة الدراري.. قالو يمكن مع الوقت تقدر تنسا و تسامح.. لكن شخصيتها تقلبات بدرجة كبيرة.. حتى ظنو أنها مزال تحت صدمة أو كتداعي القوة باش متنهارش.. حاولو يتكلمو معها لكن بدون جدوى.. كانت إجابتها فكل مرة انها بخير و ماعندهم لاش يشغلو نفسهم بيها..

فاقت اليوم كيف العادة بكري.. تقلبات على جنبها و مررات يدها فالمكان الي كانت تنعس فيه جداها.. ناضت و خرجات من البيت.. هزات الما من الخابية غسلات وجها و توجهات لكوزينة.. بانت ليها فاطمة كتوجد الفطور..
تالاسين : كاين فاش نعاونك
فاطمة : ' دارت عندها ' صباح النور
تالاسين : صباح الخير، اري نعاونك
فاطمة : لا صافي قاديت كلشي
تالاسين : اري نحط فالطبلة و سيري عيطي على مرتـ
فاطمة : اه واخة، نمشي نعيط على خالتي باش نفطرو مجموعين نيت
هزات تالاسين الطبگ الي فيه البطبوط باقي سخون و صينية فيها الزبدة بلدية و العسل الحر.. داتهم لبيت الچلاس و رجعات حطات داكشي لاخر.. جلسات مربعة رجليها فلرض قدام الطبلة.. شوية دخلات فاطمة و معها ثرية الي بعد موت راجلها كأنك هزيتي شخص و حطيتي شخص آخر..
المرأة الي كانت قاسية و كلامها يسم البدن.. خاصة لتالاسين الي مدوزاتش عليها القليل و فاطمة الي بدورها منجاتش من سم كلامها.. مالقات غير المعاملة الحسنة منهم بجوج خاصة فهاد المدة.. شافت راسها شحال كانت حقودة و كضر الناس بكلامها.. غير حينت عاشت طفولة وسط الفقر و التعنيف من والديها.. يوم تزوجات و خرجات من داكشي بغات كلشي ليها..
كرهات تالاسين لأنها بنت اخت عبد الله و ليها نصيب فإرث مها.. و ماتقبلاتش فاطمة لأنها ذكراتها بنفسها فاش كانت صغيرة.. لكن الموت جاتها كصفعة أن حتى حاجة مكدوم.. راجلها الي كان من أطيب الخلق و صابر على هبالها مات فجأة مقتول.. و لحقاتو المرأة الي مشافت منها غير الخير فأقل من أسبوع..
تألمات و حزنات و راجعات نفسها.. و ضرها خاطرها فاش دركات شنو دارت فحق تالاسين.. لكن من الظاهر ان لا هي و لا فاطمة حقدو عليها..
بقات ساهية كتشوف فتالاسين الي كتفطر فصمت.. حتى سمعاتها قالت بدون متشوف فيها.. 
تالاسين : فطري اخالتي

بعدما سالاو جمعو الطبلة و دخلات ثرية لكوزينة.. بينما لبنات مشاو يعلفو البهايم و يقومو بنفس الأشغال اليومية.. هزات فاطمة رزمة ديال التبن و شافت فتالاسين.. بانت ليها خدامة و ممسوقاش لشنو داير بيها.. فاطمة مكرهاتش ترجع تالاسين تفتح ليها قلبها و تعاود ليها كلشي الي فخاطرها كيف قبل.. حالتها هاكة واخة كتبان مابيها والو مخلياهم مشطونين.. 
هشام واخة مشغول فاش كيجي كيحاول يقضي معها وقت أكثر و يرجع علاقتو بيها كيف قبل.. و هي عاذراه حينت هو الي بقا ليها من عائلتها و مبغهاش تحس أنها بوحدها.. و لاحظات حتى اهتمام محمد الواضح بتالاسين خاصة مؤخرا خلات شكوك فاطمة يتأكدو.. دابة متيقنة أن خوها كيبغي تالاسين و كتدعي أنها تبادلو نفس الشعور و تخرج من الدائرة الي حاصرة فيها نفسها..
مع كملو خرجو من الكوري.. طرفو حالتهم و كان الما الي باقي قليل.. هزات تالاسين البيدوات و خرجات باش تسگي.. غادة متاجهة لبير و كتسمع نفس الخطوات من وراها كيف كل مرة.. وقفات و حطات البيدوات.. خدات السطل لاحتو فالبير باش يعمر..
بقات كتجر فالحبل حتى طلعاتو و تحدرات باش تخويه فالبيدو.. بانو ليها رجلين قدامها بحذاء أسود طالع و بالسيور.. حذاء الي مستحيل شي واحد من القرية يكون لابسو.. خوات الما و حطات السطل بهدوء فلرض عاد وقفات و هزات راسها..

أوسمان واقف مقابل معها لابس سروال كحل مع معطف طويل رمادي.. كان كيشووووف فيها بنظرات مختالفة أو هي اول مرة تلاحظ هاد النظرات ليها.. كانت عارفة أنه هو الي من مدة مراقبها لأنه لو كانو الآخرين كانت غتكون ميتة هاد الساعة..
أوسمان خرج يديه من الجيب و قرب خطوة أخرى لعندها.. قال و هو كيتأمل وجهها..
أوسمان : ماخيفاش على راسك، داخلة خارجة بحال لا موقع والو
تالاسين : شنو غادي يوقع كثر من هاكة
أوسمان : ' بعد صمت قصير ' مرتاحة هنا
تالاسين : لا
أوسمان : و شنو الي مخليك، الي رجعتي على قبلهم مبقاوش، و فكل نهار كتخرجي فيه ممكن طيحي فيد الجنود
تالاسين : الجنود .. ! علاش نتا ماشي واحد منهم
أوسمان : أنا عمرني نآذيك
تالاسين : و شنو السبب
أوسمان : عندي أسبابي الخاصة
تالاسين : منهم أنك باغي تزوج بيا
أوسمان : لكن نتي رفضتي
تالاسين : و دابة موافقة


فالأول حس بنبرة الألم الي كتحاول تخفيها و هي كتكلم ببرود.. من يوم هربات تبعها لانه عارف فين غتكون مشات.. شاف جنازة جداتها و عرف بالي وقع لخالها.. حس بكمية من الغضب لا توصف من الاستهتار ديال الجنود.. رجع بلا بيها و عاود لمو شنو كاين.. كانت باغة تجي عندها تحاول تواسيها و تكون جنبها.. 
لكن أوسمان منعها لأن هاكة يمكن يعرفو مكانها.. و مكتفاش بهادشي دار جهدو باش يضلل أي محاولة فأنهم يوصلو ليها..

شاف فيها مأخوذ بالكلمة الأخيرة الي قالت.. ماحدراتش راسها متجنبة نظراتو كيف كانت دير من قبل.. بل بقات كتشوف فيه بدورها بعدما عطات موافقتها على أنها تزوج بيه.. قرب عندها أكثر حتى رجعات كتفصلهم مسافة قليلة و قال.. 
أوسمان : عاودي شنو قلتي
تالاسين : ' ببرود ' موافقة على طلبك
أوسمان : ' مال بوجهو لعندها ' و شنو السبب الي خلاك تغيري رأيك بعدما هربتي فأول فرصة جاتك
تالاسين : كيف قلتي الي رجعت على قبلهم مشاو، علاش غنبقى هنا و حياتي فخطر
أوسمان : عارفة ان القرار الي خديتي مافيه رجوع، و حتى لو قررتي تراجعي مغاديش نسمح ليك
تالاسين : مغاديش نتراجع
أوسمان : ' جر خصلة من شعرها كيتحسسها بين صباعو ' مزيان، ماكرهتش دابة نديك معيا و لكن عارف الأصول و العادات و خاص نحتارمهم، من شكون خاص نطلب يدك
تالاسين : ولد خالي هو الي بقى ليا من عائلتي
اوسمان : ' سكت شحال فاش تفكر يدر ' اذن غدا خاص نقابلو و نهضر معاه
تالاسين : مستحيل يقبل لا عرفك شكون نتا
أوسمان : هادي مشكلتو هو حينت منين عطيتيني الموافقة ديالك، داكشي لاخر مكيهمش
تالاسين : و انا مامحتجاش الموافقة ديالو، غدا جي لهنا من ورا المغرب غتلقاني كنتسنا
أوسمان : ' شاف فيها مصغر عينيه ' غتمشي معيا بلا خبارهم
تالاسين : و شنو الحل فنظرك
أوسمان : ' حط صبعو على خدها كيمررو برفق ' أهم حاجة عندي هي انك تكوني فأمان و قدام عينيا، لمباقي ماشي مهم
تالاسين : ' بعدات خطوة اللور ' خاصك تمشي قبل لايجي شي حد

تحنات هزات السطل و عاودات لاحتو فالبير.. كيف عمر بدات تجرو و مع كان الحبل فازگ زلق ليها من يديها حتى تجرات لقدام جهة حاشية ديال البير.. قبظة قوية شدات فالحبل فوق يديها و تجر بسهولة حتى توازنات فوقفتها..
حسات بيه واقف خلفها و أنفاسو كيضربو فشعرها.. بقات جامدة بدون حراك حتى بعد منين شافها مسيطرة على الوضع.. سمعات خطواتو و هو غادي مبعد و رجعات كتكمل سگيان الما.. هزات البيدوات و رجعات للدار.. تغدات هي و ثرية و فاطمة و طول الوقت كانت كتشوف فيهم كأنها كتودعهم..
تعاشات العشية و بدات الشمس كتغرب.. خرجات تالاسين من الدار لابسة حايكها و تمات غادة.. دارت طرف من الحايك على وجها مغطياه واخة كانت الدنيا خاوية شوية.. بقات غادة بخطوات مسرعة حتى خرجات على القرية و وصلات قدام دار صغيرة مبنية غير بالقصدير..
دقات فالباب الخشبي الي بالكاد زاگي.. بعد لحظات تحل و هو يبان ليها شاب قدامها.. يكون فأواخر العشرينيات شعرو اسود و قامتو متوسطة.. هبطات تالاسين طرف الحايك من على وجها و هو يشوف فيها الشاب بنظرات متفاجأة و قال..

رضوان : تالاسين !!
تالاسين : السلام عليكم خويا رضوان، جيت عندك حينت نتا الوحيد الي كنعرف من صحاب هشام
رضوان : شنو واقع اختي، ياك شي باس مكاين
تالاسين : بغيتك تديني لعند يدر
رضوان : ' شاف فيها بصدمة أكبر ' أاا
تالاسين : تلاقيت بيه قبل و عارفة كلشي، لكن ماعرفتش كيف نوصل لعندو و انا محتاجة نهضر معاه ضروري
رضوان : ' كيحك فراسو ' واخة
سد رضوان الباب و تحرك و تالاسين تابعاه من الخلف.. داز من طريق أخرى من غير الي جات منها و توجه للدار الي كان يتجمع فيها مع الدراري قبل.. بسبب التصرف الي دار فعرس هشام يدر استبعدو من المهمات كعقوبة ليه.. و من وقتها مبقاش عندو علم بشنو دارو المجموعة.. حتى اليوم الي كيتفاجأ بمجيء تالاسين لعندو..
تمشاو لمدة طويلة حينت غاديين على رجليهم.. زاد ظلام الحال و الرؤية ولات صعيبة.. مرة مرة كان رضوان يتلفت عند تالاسين كيلقاها غادة من وراه و مواكبة سرعة خطواتو.. وصلو للمكان الي كان جابها ليه محمد.. غير لمحوهم الدراري من بعيد جبدو أسلحتهم و وجهوها ليهم.. لكن منين لمحو رضوان فاش قرب رجعو هبطوهم..
قرب لعندو واحد فالدراري و سولو على سبب مجيؤو و شكون البنت الي معاه.. خبرو أنها تالاسين الفهري و بغات تشوف يدر.. خلاوه هو فالخارج و جوج رافقو تالاسين لداخل.. دق واحد فيهم على غرفة يدر و دخل لعندو.. بسرعة خرج و طلب منها تدخل.. دفعات لباب و دخلات..
بان ليها جالس قدام مكتب خشبي.. جلسات فالكرسي الي مقابل معاه كيف شار ليها.. و دخلات فصلب الموضوع مباشرة.. 

تالاسين : الجنرال الي هربني من الجنود الفرنسيين رجع، و وافقتك على طلبو
يدر : متأكدة من قرارك
تالاسين : متأكدة و مغاديش نتراجع
يدر : حتى أنا مغاديش نمنعك، نهار خديت قراري نفذتو بلما نفكر فالحوايج الي غنخسر، و هادشي الي بغيتك تعرفي، يمكن تفقدي ناس مهمين ليك و حياتك عمرها ترجع كيف كانت
تالاسين : مابقى عندي منخسر


فاليوم الموالي..
غادي سايق بسرعة فالطريق و تفكيرو معها.. أيام هادي باش مشفهاش صبر لأنه عارف غلط فحقها.. كان واضح من تغير تصرفتها معاه أنها شادة فخاطرها من جهتو هو و هشام.. من جهة باغي يخليها حتى تنسا شوية و يخمد ألمها.. و جهة أخرى مكرهش يتزوج بيها و يبعدها على كلشي..
ماحدها هنا صعيب تعايش مع التغييرات الي وقعو فحايتها.. خاصة انها ماشي بديك القوة و صغر سنها مامساعدش.. تنهد بصوت مسموع حتى تلفت عندو هشام الي كان بدورو ساهي.. رجع كيشوف فالطريق و قال..
هشام : كيف درنا حتى وصلنا لهاد النقطة
محمد : على الأقل حنا قادرين تأقلمو مع الوضع، و لكن تالاسين
هشام : هي أكثر حاجة شاغلاني
محمد : ' وقف السيارة جنب الطريق ' هشام شنو بان ليك ناخدها معيا لمدينة خرى واحد المدة، منها تنسى شوية و غتكوون فأمان
هشام : ' بقا كيشوف فيه '
محمد : بطبيعة الحال بعدما نتزوجو
هشام : و يدر غيوافق
محمد : هو عارف شنو كتعني ليا و انني مغاذيش ننتازل على قراري، تالاسين غتكون ليا دابة و لا من بعد، ماشي عاد تفكر راه عندو بنت و يبغي يسير حياتها كيف بغا
هشام : بعد الاجتماع فتح معاه الموضوع يمكن يوافق، راه شاف حالتها كيف دايرة و غتهمو نفسيتها و سلامتها

خرجات من البيت هازة رزمة فيها حوايجها.. مشات للجهة الخلفية ديال الدار فين كاين الحمام.. مبني بطريقة تقليدية على شكل قبة و عندو فتحة بحال الشيمني كيدارو فيها العواد باش يسخن.. حطات تالاسين الرزمة فوق كرسي جنب الباب و هزات گدرة ديال الما الي كانت تحت العواد..
دخلاتها للداخل خوات الما فسطل و مشات عمراتها ثاني و رجعات حطاتها فوق " القبرية ".. هزات الميكة و طرف التوب باش مغطي باب ديال الحمام و دخلات.. حيدات حوايجها و مدات يدها للخارج حطاتهم.. دارت جوج حجرات على الميكة من لتحت باش ميدخلش عليها البرد..
چلسات فوق كرسي ديال الدوم و خلطات الما السخون مع البارد الي فالبيدوات حتى ولا دافي.. بدات كتحل ضفيرتها و رجعات شعرها اللور.. هزات سطيلة عمراتها و خواتها على راسها من الفوق حتى تبلل شعرها..
رجعات عمراتها و بقات كتخوي عليها الما.. توقفات للحظة كتشوف بسهو لقدام و بانت لمعة فعنيها الي رجعو حمرين.. هبطات دمعة كتجري على خدها بسرعة مسحاتها بصباعها.. و رجعات كتخوي عليها الما بدون توقف حتى تخلطو دموعها مع الما غير باش ماتحسش بيهم..

دخلات لكوزينة لابسة بيجامة طويلة و دايرة زيف على شعرها..خدودها موردين و عينيها باقي فيهم شوية ديال الحمورية.. بانت ليها فاطمة كتعمر القهوة و هي تقرب لعندها.. حطات تالاسين يدها على كتف فاطمة و قالت..
تالاسين : فاطمة
فاطمة : ' تلفتات عندها ' بالصحة التحميمة
تالاسين : الله يعطيك الصحكة، ' بقات كتشوف فيها لمدة و قالت ' فرحت منين شفت علاقتك بخالتي ثرية تحسنات، واخة كلشي تعاملتي معها بحال الى موقع والو حينت قلبك بيض، هشام محظوظ بيك و نتي محظوظة بيه، الله يخليكم لبعضياتكم
فاطمة : آمين و يخليك لينا، و الله يجيب ليك الي يستاهلك و ان شاء الله نفرحو بيك حتى نتي
تالاسين : ' ابتاسمات ليها ' غنمشي نتكا شوية مع الحمام ترخاو عليا عضامي
فاطمة : بلاتي حتى تشربي معنا القهوة
تالاسين : لا مافياش
قربات تالاسين و عنقات فاطمة عاد خرجات.. فاطمة بقات كتشوف فيها باستغراب لكن محكراتش.. رجعات كتكمل توجاد الأكل و داتو لبيت الكبير فين جالسة ثرية الي كانت خدامة بالكروشي فقطعة من الصوف.. حطات فاطمة قدامها الصينية و رجعات جابت الخبز و داكشي لاخر..
سولات ثرية على تالاسين و قالت ليها فاطمة بلي ناعسة.. جلسو كيشربو القهوة و مشاركين الحديث.. بدون ميدريو ان تالاسين فهاد اللحظة واقفة عند الباب و كتشوف داخل الدار قبل متغادرها بدون رجعة..

وصلات لعند البير باش تسنى مجيئو حتى كتفاجأ بيه واقف كيتنساها.. قربات لعندو و حيدات الحايك من على وجها.. خدا وقت كيتأمل وجها فصمت عاد قال.. 
أوسمان : لواليدة فرحات فاش عرفات أنك راجعة، و خليتها كتسنا فيك
تالاسين : و شنو غيكون رد فعل باك لا عرف
أوسمان : خوي راسك من هاد الناحية، يالاه خلينا نتحركو
بغات دوز من حداه تسبق حتى حسات بيدو شدات فيدها.. بغات تجرها من وسط يدو و هو يزير عليها.. تمشى و هي جنبو حتى خرجو للطريق.. كانت سيارتو موقفها على جنب.. حل ليها الباب حتى طلعات و دار ركب.. شغل السيارة و انطالق فاتجاه المزرعة.. مرة مرة يتلفت جهة تالاسين الي مدورة وجها جهة النافذة.. كان كيشوف فيها بنظرات كيحملو عاطفة كبيرة اتجاهها.. أو بالأحرى عشق تملكو ناحيتها فمدة وجيزة..

دخلو الدراري للغرفة الي كان فيها اجتماع المجموعة.. الكل كان حاضر حتى من رضوان.. دايرين بالطبلة الي على رأسها يدر.. جلسو كل من هشام و محمد فأماكنهم و بدا يدر الحديث مباشرة بدون مقدمات.. 
يدر : قبل ماندخل فموضوع إجتماع اليوم، عندي خبر ضروري نشاركو معاكم، ' شبك يديه مع بعضهم فوق الطبلة ' الكل عارف أن عندي إبنة، و فظل الأحداث الي وقعو مؤخراً، تالاسين من اليوم رجعات وحدة منا و فرد من المقاومين الأحرار


كل الي موجودين فالغرفة شافو فيه بصدمة.. لكن علامات الصدمة الحقيقية كانو على وجه هشام و محمد بالخصوص.. بقاو كيشوفو فيه و كيحاولو يستوعبو شنو قال.. لأنه مستحيل هادشي الي فهمو يكون صحيح .. محمد شك واش وذنيه سمعو خطأ و أن يدر منطقش بهاد الهراء..
لكن فاش كمل حديثو درك أنه الي سمع صحيح و هنا تغيرو ملامح محمد بدرجة ملحوظة.. 

يدر : حنا عائلة وحدة و كنتشاركو الكبيرة و الصغيرة، أسرارنا و حتى مخاوفنا و اي حاجة كتخص الواحد فينا، كلشي كان عارف عندي بنت و كنت مبعد عليها باش تبقى بعيدة على العالم ديالي لسلامتها،
لكن الأحداث الي وقعو مؤخراً خلاوني نفكر مزيان فالخطوة الجاية، كيف سمحت فعائلتي و مستاعد نفدي هاد الأرض بروحي، مغاديش نتردد ندير أي حاجة فمصلحة قضيتنا، شاءت الأقدار و بنتي بالموافقة ديالها رجعات جزء من مخططاتنا المستقبلية ' شاف جهة محمد و هشام '
و هاد القرار كان ديالها بعدما تشاركنا انا وياها حديث مطول، و قررت مغاديش نمنعها من حتى حاجة و لكن فنفس الوقت غتكون تحت عينينا و فحمايتنا

بان على بعض الأوجه الاستنكار لهاد الخبر.. معجبهومش الحال أن إمرأة تكون داخلة فهادشي و تعتابر وحدة منهم.. شنو فاستطاعتها دير مثلا و هي بنفسها خاصها الحماية.. لأول مرة شككو فحكم قرارات يدر لكن حتى واحد مقدر يعارض او يجادلو.. اهتمو لكونها امرأة و قل منهم خبرة أكثر من أنها تكون معرضة للخطر.. 
باستثناء الشخصين الي مزال تحت صدمة الخبر.. هشام تقاد فالچلسة مواجه مع يدر و قال موجه ليه الكلام و باين عليه أنه منزاعج لدرجة كبيرة.. 
هشام : كيفاش تالاسين غتكون معنا، واش مستوعب شنو كتقول
يدر : الهضرة الي قلت واضحة، جمعتكم باش نعلمكم ماشي باش ناخد رأيكم
محمد : ' خبط بيدو على الطبلة بقوة ' باش تعلمنااااا، واااش كتسطا عليناااا ولا شنوووو
يدر : ' بهدوء ' هشام خرج نتا و الدراري بغيت نهضر مع محمد

وقفو الدراري و بداو يغادرو واحد تابع واحد و هما متفاجئين من النبرة باش هضر محمد مع يدر.. كانت اول مرة يرفع عليه شي واحد فيهم صوتو.. من غير أنه زعيم المقاومة و شخص ذو هبة بين المقاومين.. الكل كيحتارمو من الصغير لكبير..
و رد فعل محمد و طريقتو فالكلام كانت وقحة واخة معروف عليه انه مكيتحكمش فأعصابو.. آخر واحد غادر هو هشام بعدما شاف فمحمد و وصل ليه أنه يتهدن و يناقش بهدوء.. مع تسد الباب قال محمد بنبرة عصبية.. 
محمد : هادشي الي سمعت كولو غا تخربيق ياك ! 
يدر : تجاوزتي حدودك بزاف، بعيد على الأمور الشخصية خاصك تحتارم قراري كيفما كان، و حتى النقاش ممنوع حينت الأمر مكيخصكش، زيد على هادشي الي كنهضرو عليها بنتي و هي خدات قرارها
محمد : لا لا كيبان ليا شرفتي و هرفتي، ' وقف و دفع الكرسي اللور حتى طاح ' تالاسين عاشت فمحيط بعيد على هادشي، كبرات بين الدار و الجنانات، معارفة والووو فالدنيا و زيد عليها باقة صغيرة، كيفاش حتى باغي دخلها لهاد المعمعة، فااااش غادي تنفعك مثلاااا
يدر : إذن القضية هي أنك كتشك فقدراتها حينت هي أنثى
محمد : من غير هادشي كتهمني سلامتهااااا، و مستحيل نخليك ديرها لعبة بين يديك، حتى منكونوش حنا و ديك الساع جر الوليات و كرفصهم كيف بغيتي
يدر : ' محافظ على نفس هدوءو ' كيف قلت القرار كان ديالها و هي الي بغات، التجربة الي عاشت و هي وسطهم و موت خالها و الي عرفات مني كافيين باش تاخد فكرة على شنو واقع فهاد الأرض، و كيف مستاعد نضحي مغاديش نمنعها
محمد : ' غادي جاي فالغرفة ' هههههه لا واقلة حماقيتي و لا باغي تحمقني، ' هز عليه صبعو ' تالاسين مغاديش نخليك دخلها لهادشي و لا تعرض حياتها للخطر، حتى لهنا و حبس
يدر : غتمنعني بصفتك آش
محمد : غادي نتزوج بيها اليوم قبل غدا، و ديك الساع آجي ديها من بين يديا
يدر : تزوج بيها بلا موافقة باها، و شكون قاليك هي موافقة من اساسو
محمد : ' شاف فيه عاقد حجبانو '
يدر : محمد سير خود ليك وقت فكر فأولوياتك، و شوف واش تقدر تكمل فهاد الطريق و لا لا، أما تالاسين غير نساها عليك
محمد : نسا راسي و منساش تالاسيييين
يدر : ' و هو متاجه للباب ' تالاسين اختارت طريقها بلما تحاول تقلب عليها

مد يدر يدو باغي يحل الباب و هو يتجر من حوايجو حتى ضار.. بان ليه محمد بملامح مسيفة و عينين كيف الجمر.. شنق عليه من الكول و هضر بين سنانو كيغزز فيهم.. 
محمد : كيفااااش منحاولش نقلب عليهااااا، فيناهياااا تالاسيين
يدر : اليوم بدات مهمتها
محمد : آااااش كتخربق علياااا، نطااق فيناهياااا
يدر : متوقع نقول ليك فين كاينة، بنتي القدر حطها فهاد الطريق، و فكرة انك تزوج بيها غا حيدها من راسك، لأنها غتزوج بشخص آخر فسبيل بلادها
محمد : ' تسحب اللون من وجهو و فشلو عليه يديه حتى رخا من يدر ' ش ش شنووو !!!


وقف السيارة بعدما دخل مع البوابة.. هبط و دار لجهتها حل ليها الباب.. نزلات تالاسين كتشوف فأنحاء المزرعة و كتذكر اللحظة الي هربات فيها.. كان يسحاب ليها هاربة من سجن خنقها لملاذها و أحضان احبابها.. حتى لقات دار فارغة بدون أهلها و بدون روح.. للحظة تمنات لو انها مهرباتش و بقات عايشة أيامها متشوقة لليوم الي غترجع و تشوف جداتها..
اوسمان بقا واقف مراقبها و هي ساهية تماما.. طلق من الباب و قرب لعندها.. مد يدو جهة وجها و رجع سحبها فاش سمع صوت مو و هي خارجة من الدار..
جات حسناء كتزرب فمشيتها و كيف وصلات عنقات تالاسين و الدموع فعينها.. اكتفت انها تعنقها بدون كلام.. عارفة أن حتى حاجة مغادي تخفف عليها حرّ الموت.. حسناء بدورها تصدمات و بكات فاش عرفات خبر موت لاسعدية و عبد الله.. ناس طيبين كتعرفهم من صغرها و مشافت منهم غير الخير..
الوحيدين فالدوار الي عاملوها عادي و محاسبوهاش على أفعال باها.. عمرهم جراو عليها من دارهم و لا منعو كنزة تقرب منها.. حرقها قلبها على المسكينة الي جربات إحساس اليتم من جديد بعد الي مرات منو..

بعدات عليها و تقابلات معها متفاجآتش ان تالاسين مبكاتش.. عارفة ان الأصعب هو متقدرش تفرغ حزنك و تبكي.. و من تجربة حسناء مع المعاناة الي مرات منها دعات فخاطرها أن تالاسين تقدر تجاوز هادشي يوم من الأيام.. جرات معها تالاسين للداخل و طلعو مباشرة لفوق..
حلات الغرفة ديال أوسمان لأنها الوحيدة الي فيها سرير و دخلاتها.. جلسو بجوج على طرف السرير و هي تقول حسناء..
حسناء : بنتي تالاسين فيك الجوع نوجد ليك شي حاجة
تالاسين : لا
حسناء : غنخليك ترتاحي، و منين يوجد العشا غنعيط عليك
تالاسين : مافياش الي ياكل، بغيت غير نعس
حسناء : واخة ابنتي الي يريحك، لا احتاجيتي شي حاجة انا لتحت فالصالة و لا طلبيها من نجمة

طبطبات على كتفها و توجهات للباب.. خرجات و هي تلاقى باوسمان طالع..
حسناء : حالتها كتقطع فالقلب، بغيتها تعشا معنا و تجلس وسطنا غير متباقش بوحدها، و لكن مبغاتش قالت ليا بغات تنعس
أوسمان : خليها على راحتها
حسناء : اليوم غنبات لا تحتاج شي حاجة و لكن خاص غدا نرجع
أوسمان : ' تغيرات نبرتو ' شحال من مرة قلت ليك جي عيشي هنا، علاش كترجعي لتماك و قادرة تعيشي مع الي لاحك بحال الى ماشي بنتو من دمو
حسناء : ماشي وقت هادشي، بغيت حتى تزوج نتا و تالاسين و تستاقر الأمور و ديك الساع نشوف شنو ندير، ' شدات فدراعو ' بلما تعصب راسك اولدي
أوسمان : حينت طلبتي ساكت، و كنتحكم فراسي غا بزز وقتما تلاقى وجهي مع وجهو، غير على قبلك
حسناء : وياك تجبد مع باك هاد الموضوع شي نهار الله يرضي عليك، مابغيتش توقع بيناتكم شي حاجة، هو كيبقا باك
أوسمان : ' الصمت '
حسناء : عفا ولدي ياك واعدتيني،
أوسمان : ' حرك ليها راسو باش تطمأن '
حسناء : الله يرضي عليك و يحفظك، سير دابة دوش و نزل تعشا، و متقولش ليا مافياش
أوسمان : ' باس على راسها ' واخة

هبطات حسناء مع الدروج و أوسمان دخل للغرفة لاخرى الي مقابلة مع غرفة نومو.. دخل للحمام حيد حوايجو و خدا دوش.. خرج لاوي فوطة على نصو و مشا لبلاكار.. لبس تريكو قطني مع سروال توب منزلي..
نشف شعرو بالفوطة و هبط لتحت.. جلس فالصالة مع مو على طبلة العشا و كلا شوية داير ليها خاطرها.. جلس معها بعض الوقت و طلع.. وقف قدام غرفة نومو شحال.. حط يدو على المقبض حل الباب و دخل..
بانت ليه تالاسين ناعسة فالارض جنب السرير.. مفرشة الغطاء و ناعسة فوقو.. كان خارج حتى بانت ليه كتحرك و تصدر أنين.. سد لباب و دخل بخطوات هادئة.. قرب لعندها و قرد على ركبتو..
لمح نقيطات العرق على جبهتها و حجبانها الي مكمشة.. و مرة مرة كتنين و تخض وسط نعاسها..
كان ظاهر أنها كتشوف كوابيس و مامرتحاش فنعاسها.. خشا أوسمان يدو تحت خصرها و هزها بين يديه.. حطها فوق السرير برفق جا يبعد و هو يشوف فيدها الي مزيرة على تريكوه.. بقا زاگي شحال بدون حراك حتى عيا و تسطح جنبها..
تحركات مخشية فيه أكثر شادة فحوايجو بيدها من جهة صدرو و موسدة دراعو الي بقات تحت راسها.. تنهد و هو كيشوفها قريبة ليه بديك الدرجة و حاس بحرارة جسدها.. مد يدو لاخرى بعد شعرها من على وجها و هو كيتأملو بحب..
عقد حجبانو شوية فاش لمح دمعة هابطة على طرف عينيها.. هبط راسو مقرب لعندها و حط شفايفو على دمعتها جنب شفتها و طبع قبلة حنينة..


محمد : عاود شنو قلتي
يدر : تالاسين غتزوج من ولد المارشال آرثر، هو الي هربها من المعسكر و خباها على باه و طلبها للزواح، و هادي هي فرصتنا الكبرى الي كنتسناو، قدما حاولتي تقبل هادشي و تركز فالمهم كان احسن ليك و لينا، لأن علاقتك بتالاسين مستحيلة و هي من الأول تكتب ليها متكونش بنت عادية
حل يدر الباب و خرج مخلي محمد فحالة ذهول كأنك صعقتيه بالضو.. كلمة غتزوج كتعاود ليه بحال الصدى فوذنيه.. هاد الصدمة لا تساوي شيء قدام خبر انها ولات منهم.. بقا واقف لوقت غير محدود فوضعية وحدة.. و فجأة كأن بركان انفاجر.. صرخ بأعلى صوتو و هو كيضرب فالي لقاها قدامو..
قلب الكراسا و الطبلة و بدا يشخشخ و يسب و عروقو خارجين.. عينيه خارج منهم لهيب يحرق الي قرب ليه.. بعدما دگدگ الي فالغرفة حل لباب و خرج كيغوت.. هشام كان واقف فالساحة قدام الدار شافو خارج بداك الشكل و هو يوقفو.. 

هشام : مالك، شنو قال ليك ؟
محمد : لا تزوجات تالاسين واحد منهم غنقتلو و نقتلهم كاملييين
هشام : آش كتقول، تهدن اصاحبي
محمد : نتهدن !! أنا غنقربلها على جدبوووهم گالاك نتهدن، بنتووو دارها لعبة فيديه و باغي يستاغلهاااا
هشام : و شرح ليا الزمر شنو قال ليك
محمد : سيييير عندو يخبر عليك، أنااا غنمشي نجيبهاااا واخة نعرف نجبدهاااا من وسط الكلاااااب
دفع محمد هشام و مشا بخطوات مسرعة فاتجاه السيارة.. ركب و جبد السلاح من ظهرو عمرو و عاود رجعو.. شغل السيارة و كسيرا على الجهد.. كان مزير بيديه على مقود السيارة و عروق دراعو منفوخين..
غادي طاير فالطريق واخة الدنيا مظلمة.. بين عينيه هو يوصل للمعسكر و ينحي الي جا فطريقو.. حتال لتالاسين و ميمكنش يتصرف بعقلانية أو يفكر قبل ميتصرف.. مهاموش واش غيخرج من تماك حي او ميت المهم هو يبدا من تم و يرجع ليه تالاسين.. 
زاد فالسرعة و مكرهش يطير لتماك.. مكيشوف والو من بعيد الرؤية محدودة فقط فالمساحة الي مضويين المصابيح القدامية ديال السيارة.. لكن هادشي مامنعوش يزيد فكل مرة السرعة.. و فلحظة تسمع صوت انفجار احد الإطارات..
بدات السيارة كتخرج على الطريق واخة محمد حاول يسيطر عليها.. لكن كان فات الفوت.. ضربات فحاشية الجبل و بقات كتقلب حتى طاحت من الحافة فالجهة لاخرى و تسمع صوت انفجار كبير.. 

- نهاية الفصل الأوّل -

انتهى الفصل الاول من قصتنا.. الفصل الي تعرفتو فيه على تالاسين البنت القروية الي تزادت فزمن الإحتلال الفرنسي.. قدرها جمعها بشخصين مختلفين.. محمد المقاوم المغربي و أوسمان جنرال فالجيش الفرنسي..
فهاد الفصل تعرفتو على خلفيتهم وجزء من شخصياتهم.. و تعرفتو على بعض العادات الي كانت فداك الوقت.. شهدتو على بعض الأحداث فزمن المقاومة.. كيف كان الجهل و الظلم و الاضطهاد.. كانت حتى الشجاعة و القوة و الإيمان..

الفصل الثاني و الأخير غتعرفو فيه على تالاسين المرأة المقاومة.. الي خدات قرارات يمكن تكون صائبة و يمكن لا.. و غتواجه توابع هاد القرارات و تلقى نفسها فمفترق الطرق.. 
فهاد الفصل غتبدا رحلتها حول النضوج و استكشاف خبايا الحياة.. غادي تتبث نفسها فزمن كانت المرأة تعتبر عبء و نقطة ضعف.. لكن الإختبار الحقيقي هو أنها غتلقى نفسها بين نارين.. بين عقلها و قلبها.. فماذا ستختار ؟!!

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.