فنون الحرب الجزء التاسع

من تأليف رجاء موري
2019

محتوى القصة

رواية فنون الحرب

رافق أوسمان مو حتال لباب الكوخ و قبل جبهتها.. راقبها حتى دخلات عاد رجع جهة السيارات.. كان صلاح واقف بعيد خاشي يديه فجيابو.. وقف أوسمان جنبو بجوج كيشوفو لقدام.. و قال اوسمان..
أوسمان : دينك رديتيه، و لكن عندي ليك طلب اخير
صلاح : الي هو ؟
أوسمان : حرص على أن آرثر ميوصلش لمرتي و الواليدة
صلاح : ماعرفتش اشمن حماقة غادي ترتاكب و لكن بقى حي، لمكانش على قبل راسك فعلى قبلهم، هما محتاجين ليك جنبهم ماشي غا لحمايتك
أوسمان : وليتي عميق
صلاح : هههه من ديما
أوسمان : ' تقابل معاه ' لا تلاقينا مرة أخرى دير الي عليك و مترددش
قرب أوسمان عنق صلاح عناق رجولي و ضرب على ظهرو.. ركب فسيارتو و غادر المكان مخلي صلاح كيحاول يفهم مغزى كلامو.. هاد الأخير غادر بدورو بعدها بلحظات متاجه للدار باش يستاعد قبل ميمشي للمعسكر..

واقفين جوج حراس خارج الخيمة.. شادين فأسلحتهم الي على كتافهم و عينيهم كيجولو فالمكان.. لمحو آرثر جاي من بعيد و هما يوقفو باستقامة و حاولو ميبانش الخوف على ملامحهم.. كيف وصل عندهم رمقهم بنظرات حادة و دخل..
تبعوه بعض الجنود و جنرال آخر الي ولى مكان أوسمان.. وقف آرثر وسط الخيمة كيشوف فالكرسيين الي متبثين فالأرض و الأجساد المتهالكة الي عليه.. هز حاجبو و تلفت عند الجندي الي مكلف باستجوابهم.. بان ليه لابس قميجة بيضة و مطلع ليها لكمام.. كانو عليها بعض قطرات الدماء..
شار ليه آرثر يقرب عندو وقال و عينيه على محمد و هشام..

آرثر : باينة منطقو بوالو و الا وصلاتني لخبار
الجندي : لا
آرثر : معروف عليك مافقلبك رحمة، و علاش مزال مهضروش
الجندي : هادو كيبان ليا مستاعدين للموت سعادة المارشال، داكشي الي دازو منو مستحيل يصبر ليه أي شخص متعقل باقي طامع يعيش
آرثر : زيد تعمق اش خاسر، ماشي مشكيل لبقى غير واحد حي

حرك الجندي راسو و تحرك فاتجاه الكرسيين.. اما آرثر فخدا الكرسي الي جاب ليه الجنرال و جلس.. عينيه على الدراري الي مجردينهم من حوايجهم من غير سروايل قصيرة تحتية.. كلهم دمايات و ملامحهم مكتبانش من كثرة الدق..
وقف الجندي ضخم البنية جنب هشام و مد يدو خدا سيخ حديدي و راسو عريض كان وسط العافية.. لونو رجع أحمر ملتهب.. قربو لصدر هشام و بدون رحمة حطو على صدرو.. خرجات صرخة هشام مكتومة عبرات على ألمو.. كان لحمو كيتحرق و مع ذلك مبغاش يرضي العدو بعويلو..
محمد هز راسو بصعوبة و شاف بعنين حمرين فالجندي.. استعمل الجهد الي بقا ليه و نزل عليه بالشتم.. نجح فأنه يشتت انتباه الجندي الي حيد السيخ من على صدر هشام و رجع حطو فالنار و عينيه فمحمد كيتوعدو ليه بما آكثر..
جبد السيخ بعدما تأكد أنه حما مزيان و قرب لمحمد الي كان كيشوف فيه بتحدي.. مد الجندي يدو و شنق على محمد الي مربوط من عنقو.. هز السيخ و قربو لوجهو و قال باللغة الفرنسية..
الجندي : غنقلعهم من بلاصتهم و نعطيهم ليك تلعب بيهم

و هو كيقرب السيخ الزاند من عين محمد.. كان هشام مكانو كيتنطر متجاهل الألم الرهيب و كيحاول يفك راسو.. دخول احد الجنود و صراخو هو الي خلا الجلاد الآدمي يتوقف قبل ميقتالع عنين محمد..
وقف آرثر و هو كيسمع الأخبار الي كان كيتسنى من يومين هادي.. 
الجندي : لقينا يدر و جماعتو، فهاد اللحظات متاجه للمزرعة ديال الجنرال أوسمان مع رجالو و كلهم مسلحين
يدر : ' ابتاسم بشر مطلق ' شنو زعما باغي يتفاوض.. ! رجالو مقابل أوسمان هههه، أخيرا أوسمان نفعني فشي حاجة ' شاف فيهم و قال ' انا بنفسي غنمشي حتال عندو
الجنرال : و لكن فيها مخاطرة سعادة المارشال
آرثر : رجالنا كثر من رجالهم، و كيف نوصلو قتلو الي جا قدامكم من غير يَدر، بغيتو حي

كان واقف فباب الخيمة كيشوف فهشام و محمد و هما كيتعذبو.. المنظر معجبوش نهائيا و خلاه يتساءل لإمتى غيستامر هادشي.. شحال من روح خاص تزهق كل يوم سواء كانت ظالمة او مظلومة..
الأشياء الي كان مقتانع بيها رجعات محل تشكيك بالنسبة ليه.. فخرو أنه جزء من الجيش و حقق إنجازات واحد مثل خلفيتو ميقدرش يحلم بيها.. رجع شاف فالدراري و فكر أنه أكيد ماشي الكل غيحس نفس الشيء.. كاين فيهم الي يفضل يكون فداك الوضع تحت التعذيب لأنه كينتامي لهاد الأرض.. على يكون فمكانو هو.. 
دخول الجندي المسرع خلاه يرجع تركيزو مع الحديث.. و كيف سمع الخبر أن المقاومين متاجهين لمزرعة أوسمان.. حدق بذهول فآرثر و هو كيسمع لخطتو باش يقتلو الكل ماعدا زعيم المقاومة.. متفاجأش من موقف آرثر..
لأنه حقد على ابنو فخطرة و حطو فدائرة الخونة.. دابة حياتو أو موتو مبقاتش هامة المارشال مدام أوسمان ماشي تحت يديه و واقف ضد أعداءو..
تحرك صلاح بدون ميلاحظو وجودو و خرج بخطوات مسرعة.. ركب فسيارتو و انطالق مكسيري و الوجهة الوحيدة الي فكر فيها هي الكوخ.. و فنفسو كيتمنى يلقى أوسمان تماك قبل فوات الأوان..

وقف السيارة و خرج مخلي الباب محلول.. وقف عند الباب و بقا كيدق بالجهد.. تحل الباب و هي تبان ليه حسناء.. حاول صلاح يخفي انفعالو و تكلم بصوت شبه هادئ.. 
صلاح : السلام عليكم
حسناء : عليكم السلام اولدي صلاح، ' كتشوف فملامح وجهو ' ياك لباس اولدي
صلاح : لا والو، كاين أوسمان اخالتي
حسناء : لا مكاينش، منين خرج الصباح مزال مرجع، ' بخوف ' واش واقعة شي حاجة !
صلاح : مواقع والو غير كنت بغيتو ضروري
حسناء : ' بعدم تصديق ' عفا ولدي قول ليا شنو واقع، واش ولدي واقعة ليه شي حاجة، منين مشا الصباح و خاطري مرون
صلاح : ' حاول يهدءها ' تيقي بيا أوسمان موقع ليه والو، انا جيت غير نشوفو على شي حاجة
حسناء : ' دمعو عينيها ' و فين مشا، واش مقالش ليك
صلاح : ' ضمها بذراعو ' خلينا ندخلو للداخل، بحال والو يجي دابة

حاول صلاح ما أمكن يخليها تهدا.. هو السبب فأنه خلاها تخلع بالشكل الي جا بيه.. واخة كان باغي يرجع فالحين الا و مقدرش يخليها مشطونة.. دخل هو وياها للصالة و جلس معها.. حسناء بدورها كذبات شعورها و استغفرات الله..
ناضت تجيب لصلاح الأكل واخة أصر عليها بأنه مفيهش الي ياكل.. و هو متبعها بعينيه متاجهة للمطبخ تذكر غير المرات العديدة الي كان يحس بالدفئ الأسري كلما جا مع أوسمان لعندها فأيام تداريبهم.. شاف حنيتها الي طغات على قسوة آرثر.. كانت لولدها الأم و الحضن الدافئ..
و هادي من المرات القليلة الي حسد فيها صلاح أوسمان على الحياة الي حضى بيها.. ماشي حينت هو ولد المارشال و انما بسبب الأم ديالو الي عوضات ليه كلشي.. و كانت التأثير الإيجابي على شخصيتو اليوم..

قبل ساعات.. 
بعدما غادر أوسمان الغرفة.. و بعد مرور بعض الوقت تحركات تالاسين و هي كتفتح عينيها.. رفعات يدها كتبعد شعرها من على وجها.. گعدات راسها من على الوسادة كتشوف فأرجاء الغرفة.. وفجأة توسعو عينيها مع اول ذكرى ضربات راسها..
تذكرات مجيئها مع أوسمان لهاد المكان.. و الكلام الي قال ليها قبل ميغادر.. و اللحظة الي تبعاتو و تشبتات بذراعو باش ميمشيش و يخليها مرة أخرى..
توالاو اللحظات بالتفصيل بعد سحبو ليها ناحيتو.. و غيابها عن العالم و هي بين يديه.. حتى للحظة الي تأوهات بألم و خلاتها ترجع لوعيها.. فديك اللحظة فتحات عينيها و دموعها هبطو كيجريو.. شافت فاوسمان الي كان محتويها بجسمو الضخم و حسات بشعور غريب..
لكن سرعان مااختفى داك الشعور و هو كيقرب منها.. طبع قبلة حنينة على جبينها و عنقها بقوة بين ذراعو.. بعدها ناض عليها و خداها فحضنو و هو كيهمس ليها كلمات العشق الي نابعة من أعماقو..
وقتها تالاسين حسات بشعور قريب من الإكتمال.. كأنها مبقاتش تالاسين الطفلة و انما رجهات بهاد اللحظات الي شاركات مع زوجها إمرأة كاملة تتوق للمساتو و قبلاتو..
قبل الليلة كان بسبب تعاملو و حبو ليها.. خلاها تعرف معنى الحب الحقيقي و العشق الي كياخدك على حين غرة.. عبث بحواسها و قربو كان سبب خفقان قلبها بقوة.. خلى جسدها ينصاع ليه كلما لمسها.. 
علمها معنى الحب و المعاشرة.. فقدانها لعائلتها و الحزن الي رافقها لمدة خلاها تنضج بسرعة.. لكن كون أوسمان جنبها و مساندتو ليها و حبو الي لمسات فنظراتو كلما شاف فيها.. خلاها تنضج كأنثى و تختابر عواطف جديدة..

حطات تالاسين يديها على وجها كتلمس خدودها الي حاسة بالحرارة طالعة ليهم.. شوية حسات بقشعريرة فجسدها.. مع نزلات عينيها رجعات خرجاتهم مرة أخرى و هي كتشوف صدرها عريان.. بسرعة هزات الغطاء طلعاتو عليها و جمعات شفايفها بشكل طفولي..
تالاسين : اويلي شافني عريااانة

دورات عينيها كتقلب على حوايجها و هما يبانو ليها مليوحين فالأرض و فراش السرير مخربق كأن الحرب العالمية دازت منو.. وجها رجع حمر كيف مطيشة.. لفت نظرها نقاط حمراء على الفراش و هي تذكر الألم الي حسات بيه..
كمشات جبهتها و هي كتحاول تفهم شنو وقع بالظبط بيناتهم.. مكانت عندها لا تجربة أو معرفة بشنو كيوقع بين الراجل و مراتو.. و حتى فاش كان يتقرب منها أوسمان قبل.. كان لا يتعدى تقبيلها و ضمها..
اما ليلة لبارحة فكانت كأنها غطسات فعالم آخر.. و اختبارات احاسيس غير.. بجانب كل الحب الي كتكن ليه.. كانت متشوقة يضمها لحضنو و تحس بأنه ليه.. تزنگات و هي كتفكر فشعورها بالرضى و هي بين يديه..
دورات راسها كأنها كتحاول تخرج من الدوامة الي دخلها فيه و باقي تأثيرو عليها حتى و هو مكاينش.. عند هاد الفكرة شافت فأرجاء الغرفة و هي كتساءل فين يكون مشا.. خرجات عينيها و هي كتولول.. كيفاش غتقدر تشوف فيه بعد الي وقع بيناتهم.. وقفات بسرعة باغة تلبس جوايجها لا يدخل و يلقاها زبطة.. مع تحركات باش تهز بيجامتها من الأرض و هي تحس بألم تحتها..
تالاسين : آاااي

عضات على شفتها و تمشات بشوية لاوية الغطاء عليها.. هزات بيجامتها فيدها و رجعات تفكر لحظات ليلتهم بشكل مفصل.. قالت من بين شفايفها..
تالاسين : الماسخ ماعرفت امتى حيد ليا حوايجي
بدات كتحك فشعرها و هي غادة جهة لباب ديال الحمام.. خدات دوش سخون و لبسات عليها فستان بيج طويل من الي لقات فالبلاكار.. شافت جهة حوايجو و هي تمد أصابعها كتلمس فسترتو المطوية.. ترسمات ابتسامة عريضة على شفايفها الحميمرين..
جرات قطعة من ملابسها حتى لصقاتها مع سترتو جنب بعضهم و هي كتضحك بشكل طفولي.. سدات لبلاكار و دارت حتى صدمها شكل السرير مرة أخرى.. مشات كترتب فيه و خدات الغطاء داتو للحمام.. غسلاتو بيديها و علقاتو فالباب حتى تشوف فين تنشرو..

مشات فاتجاه لباب الغرفة حلاتو بشوية و طلات براسها.. بقات كتبرگگ فالكوخ الي فاش جات منتابهات لحتى حاجة فيه.. بانت ليها صالة مفتوحة فيها جوج كنبات و جنبها مدفأة تقليدية عامرة خشب.. تالاسين حسباتها غا كانون كبير و تعجبات شنو كيدير فوسط الصالة..
خرجات كلها و سدات الباب من وراها.. تمشات بشوية كتمعن النظر فكل قنت.. لمحات باب خشبي على ليمن.. تمشات جهتو و مدات يدها حلاتو.. طلات لداخل لقاتها غرفة نوم اخرى.. مكان فيها حد او بالأحرى أوسمان.. رجعات كتقلب و هاد المرة توجهات للمطبخ الي بان ليها بابو مفتوح..
سمعات لحس و هي توقف مترددة تدخل.. غا بان ليها الخيال كيقرب جهة لباب و هي ضور باغة تجري لبيت حتى وقفها صوت حسناء الي عيطات عليها.. 

حسناء : تالاسين
تالاسين : ' دارت شافت فيها ' خالتي !!!
تمشات تالاسين جهتها و تلاحت عليها عنقاتها.. بادلاتها حسناء العناق و كيف بعدو على بعض بدات تخاصم..
حسناء : الله يا بنتي فين مشيتي خليتي عقلي خارج، نتي و داك الولد عندي غتخرجو ليا هاد شوية العقل الي بقا عندي
تالاسين : ' حدرات راسها '
حسناء : ' طبطبات على كتفها ' منين غا نتي لباس و موقع ليك والو ندوزها، و لكن مرة أخرى ديرو بحال هاكة نتفاهم معاكم، ماشي نتوما مع بعضياتكم و انا جالسة نولول خايفة يجي و يلقى مرتو الي موصيني عليها مكيناش ' كتشوف فالدار ' هادشي زوين عجباتني الدويرة، من امتى و نتوما هنا
تالاسين : ' زادت غرقات فحوايجها '
حسناء : ' هزات ليها راسها ' و نتي هضري ياهاد البنت، ' شافت وجها غيطرطق بالحمورية ' هههه مالك تزنگي
تالاسين : و والو
حسناء : ' شافت تالاسين طايح عليها السر و قالت ' الله يسعدكم ابنتي، فرحت ليكم
تالاسين : ' بلقات فيها عينيها ' آا
حسناء : هههه، اجي ابنتي تفطري، راجلك خارج و يوصي فيا نتهلى فيك، ماعرت شكون خاصو يتهلى فلاخر

جرات حسناء تالاسين داخل المطبخ الواسع فين كانت كتوجد الفطور.. كانت طبلة دائرية داخلو و دايرين بيها كراسي ديال الخشب.. جلسو بجوجات و تالاسين مزال كدور فعينيها مقدراش تشوف فوجه حسناء..
كأنها خايفة تعرف بلي وقع بينها و بين أوسمان.. معرفاش ان حسناء بدون متأكد حسات فاش شافت ولدها هاد الصباح أن اوضاعهم أخيرا تقادات..
بعدما فطرو مع بعضياتهم ناضت حسناء باش تنصب الغداء.. حتى فاجآتها تالاسين فاش طلبات منها هي الي تقادو.. خلاتها حسناء تصرف فمطبخها كيف بغات و وقفات جنبها كتشوف فيها بفرحة.. أكيد أوسمان غيفرح فاش يعرف أنها قادات الأكل بنفسها.. و هادي خطوة اخرى إيجابية فعلاقتهم..
بعدما سالات تالاسين إعداد كلشي مشات لبيت تصلي كيف مشات حسناء توضى و تصلي.. هاد الأخيرة بعدما انتهت سمعات صوت طرقات مجهدين على الباب.. مشات حلات لباب و هي تلقى صلاح واقف و شكلو خلاها تحس بالخوف..
خلال حديثهم قدام الباب كانت تالاسين واقفة جنب البيت كتسمع ليهم.. حسات بشي حاجة ماشي هي هاديك.. قلبها تزير عليها لدرجة هبطو دموعها بدون متحس.. مع شافت صلاح و حسناء دخلو للصالة تحركات متاجهة لباب الدار بدون ميشوفوها..

غاديين سيارات وحدة من ورا لاخرى على طول الطريق و بسرعة فائقة.. مدازش بزاف ديال الوقت حتى كانو محاصرين المزرعة من جميع الجهات.. هبطو بعض من الجنود من السيارات هازين أسلحتهم و اقتاحمو المزرعة..
خرج آرثر لابس بدلتو و سلاحو محطوط فالحزام.. راقب الجنود الي بقاو فالخارج و هما كيشدو مواقعهم باش حتى واحد ميخرج حي من هنا من غير يدر.. تكا براحة على السيارة و نظرة الإنتصار كتشع من عينيه..
مرو دقائق معدودة قبل ميخرجو الجنود من البوابة.. تقاد آرثر فالوقفة و شاف فيهم بحدة.. قرب أحدهم لعندو و قال.. 

الجندي : مكاين حتى واحد داخل المزرعة، و الباب الخلفي محلول و لقينا آثار عجلات كثيرة فالأرض
آرثر : قلبتو مزيان ؟
الجندي : وي
آرثر : ' شاف فالجنرال الي واقف جنبو ' سير نتا و بعض من رجالنا تبع آثارهم، و من بعد غنعرف شكون هذا الي علمهم
الجنرال : زعما يكون واحد من رجالنا
آرثر : ' بين سنانو ' غنسلخ ليه جلدتووو، ' بصوت مرتفع ' تحركووووو
دار الجنرال كيف قاليه آرثر و خدا نصف الرجال الي معاهم.. تحركو اتجاه الغابة منوضين الغبابر من وراهم.. آرثر دار راجع لسيارتو و هو يتوقف فجأة.. دور عينيه فالمكان مبانش ليه الجندي الي وصل ليهم الخبر.. و كيف درك الأمر ظغط على قبظة يدو بعصبية و وجهو تسيف.. غوت بصوت عالي كيزعزع و هو كيآمرهم يرجعو للمعسكر فالحين..

داخل المعسكر كان الجو هادئ نوعا ما.. مع مغادرة معظم الجنود بقاو عدد قليل للحراسة.. و أربعة منهم كانو عند الخيمة الي داخلها هشام و محمد..
هز محمد راسو شاف فهشام الي مزال كيتألم من الحرق.. حاول مرة اخرى يفك الحبل الي حول يديه لكن بدون جدوى.. كانو متعبين من الضرب الي تلقاو و التعذيب المتواصل.. لكن مخضعوش او بان ضعفهم قدام الجنود..
منطقو بكلمة وحدة خلال استنطاقهم و كانو مستاعدين للموت فأي لحظة.. خاصة بعدما شافو الي وقع لصحابهم فور موصلو للمعسكر..
وصل صوت قريب لآذان محمد.. تلفت شاف فهشام لقاه بدورو حس بشي حاجة.. و فعلا تأكد شكهم منين سمعو صوت ارتطام أجساد مع الأرض.. و بعدها بان ليهم ظل جاي من الباب حتى بان الشخص قداهم بلباسو الأسود.. 
محمد شاف فيه مصغر عينيه و تغيرو ملامحو فور ما الشخص حيد اللثام من على وجهو.. تحولو شوفات محمد لنظرات حادة غريبة و فيها نوع الحقد و غريمو واقف قدامو بكل قوة و جبروت بينما هو فأقصى حالات ضعفو.. 

كيف هبط أوسمان اللثام من على وجهو.. مد يدو ورا ظهرو جبد خنجر.. حيدو من الغطاء ديالو و قرب لعند هشام.. قطع الحبل من على يديه و دار نفس الشيء لرجليه.. بعد شاف فمحمد بنظرات مماثلة و قرب باش يفك وثاقو..
حط أوسمان الخنجر على الحبل و جر حتى قطع الحبل مخلي خدش فيدين محمد.. بدون اهتمام فك ليه رجليه و رجع اللور.. هبط حقيبة هازها على كتفو لاحها و قال.. 
أوسمان : لبسو دغيا خاص نتحركو من هنا، مسألة وقت قبل ميرجعو الجنود للمعسكر
محمد : ' غادي جهتو باندفاع ' شنو عند بالك كدير
هشام : ' حبسو و قال ' محمد ماشي وقتو، خلينا نخرجو من هنا لول

شافو فبعضياتهم بحدة و عناد.. هشام دور عينيه بيناتهم و شاف نظراتهم المكهربة.. كان كل واحد فيهم كأنه على وشك الفتك بالآخر.. تجاهلهم هشام و تحدر هز الحقيبة جبد منها سروال لبسو هو و تريكو و لاح لمحمد ميلبس..
بعدما انتهى خرج محمد من الخيمة تحت نظرات أوسمان و هو غير كيسوط.. هشام كان تابعو حتى وقف و دار عند أوسمان.. 
هشام : نتا مغاديش
أوسمان : سبقو نتوما، سيارة فالخارج كتسناكم
خرج هشام تابع محمد و هو كيشوف فالجنود الي ممددين فالأرض.. كانو مقتولين بالرصاص و تساءل مع نفسو واش أوسمان الي قتلهم بنفسو..
لكن سرعان مجاتو الإجابة فاش لمح بعض من الرجال الي معاهم فالمقاومة منتاشرين و مسلحين.. فهم أن أوسمان تعاون مع يدر لكن ماعرفش شنو السبب الي خلاهم يديرو يديهم فيد بعض.. و كان ماشي وقتو باش يتساءل أكثر..
و هو غادي فاتجاه السيارة الكبيرة الي واقفة و أحد الرجال كيشير ليه يركب.. بان ليه محمد اختفى ورا واحد الخيمة.. بغا يتبعو حتى شارو ليه الدراري يجي يركب و قاليه واحد فيهم.. 

الشاب : هشام خاص نتحركو
هشام : مغاديش نمشيو بلا محمد
الشاب : طلع نتا راك مضروب و انا غنمشي نجيبو
فعلا طلع هشام لأن جسدو متهالك و مدازش عليه قليل.. آلام الضرب و الحرق مزال كيحس بيهم كلما تحرك.. بان ليه الدري الي تكلم معاه مشا تبع محمد من الطريق الي داز منها.. شوية حس بالسيارة تحركات..
طمأنو واحد أنهم غيخلطو عليهم فسيارة أخرى.. لأنهم ميمكنش يمشيو دقة وحدة و الا لفتو الانتباه.. 

محمد كان كيتمشى بشوية و عينيه كيدورو فأنحاء المعسكر.. حتى فجأة لمح شي حاجة لفتات انتباهو.. رجع كيتمشى بخطوات كبار و غير اتجاهو حتى غبر من قدام رجال يدر.. داز من بين الخيمات حتى وقف كيشوف فالسيارة الي كانت مركونة بعيد خلف السور..
حك بصباعو على جبهتو خايف يكون تهيأ ليه داكشي الي شاف قبل لحظات.. بقا واقف كيضور فعينيه حتى لمحها مرة أخرى.. او لمح فقط شعرها الذهبي و هي كتختافي وراء خيمة أخرى.. بدون ميتردد لأن حدسو كان صحيح.. تبعها بخطوات مسرعة..

بعد الحديث الي سمعات و الي خلى الخوف يركبها خاصة الشعور الي حسات بيه فديك اللحظة.. شعور خنقها و كأنك قبضة قوية عصرات قلبها.. محسات على راسها الا و هي متاجهة للخارج.. بقات كدور فعينيها معارفة فين تزيد و لا فين تشد.. الي كان كيبان ليها هو توصل لأوسمان..
شافت سيارة واقفة جنب السور الحجري.. بابها مفتوح و هي تمشى ناحيتها.. عرفتها ديال صلاح و بانت ليها هي وسيلتها الوحيدة الي تقدر تخرجها من هنا باش توصل ليه..
بعد مدة سمعات صوت خطوات كيقربو.. تكمشات فنفسها و هي مسطحة فالخلف تحت الكرسي.. طلبات فخاطرها أنه ميلاحظش وجودها و فعلا صلاح طلع و تحرك بالسيارة.. 
مع مشطون مع أوسمان مردش لبال لباب السيارة الي خلى مفتوح و فاش رجع كان مغلق.. ساق بسرعة و كان فحيرة بين واش يتوجه للمزرعة و لا يمشي للمعسكر.. بفضل معرفتو بأوسمان عارف أنه ميمكنش يكون فالمزرعة..
لكن داك الجزء الصغير خلاه يخاف توقع معاه شي حاجة.. فالأخير لقى راسو سايق فاتجاه المعسكر و هو حاس أن شي حاجة تماك.. داز من الجهة الخلفية و حط السيارة بعيد بعدما لاحظ وجود سيارات ماشي ديال الجنود..
جبد سلاحو و تحرك.. كان حافظ كل شبر فالمعسكر قدر يدخل بسهولة بدون ميلاحظو حد.. و مشا مباشرة للخيمة الي فيها الأسرى.. سمع صوت أشخاص كيتحدثو و قدر يميز أحدهم.. مع مغادرة محمد و هشام للخيمة من الباب الأماميدخل صلاح و هو كيشوف فاوسمان بذهول.. و كيف لمحو أوسمان قال بهدوء..

أوسمان : شنو كدير هنا ؟
صلاح : ماشي انا الي خاص نسولك هاد السؤال !
أوسمان : خرج قبل ميشوفوك شي واحد فيهم
صلاح : درتي يدك فيديهم !
أوسمان : بحال هكاك
صلاح : عرفتي فاش حطيتي راسك، و يعرفوك اتاحدتي مع المناضلين الدولة كلها غتبغي رقبتك
أوسمان : ' و هو خارج ' حسن خرج و مترجع حتى يغادرو
صلاح : أوسمان
أوسمان : ' وقف و دار لعندو '
صلاح : واش هادشي كولو على قبلها !
أوسمان : آش بان ليك نتا
بدون ميزيد معاه كلمة أخرى.. خرج أوسمان و هو كيشوف باقي سيارات المقاومين كيغادرو.. رجع الخنجر لمكانو جنب سلاحو و تحرك باش يغادر المكان حتى فجأة وقف و هو مصعوق من المنظر الي كيشوف..

فور ما هبط صلاح من السيارة و سمعاتو و هو كيبعد.. هزات راسها بشوية كطل عليه.. حلات باب السيارة و هبطات و هي جامعة جلايل فستانها العاجي الطويل.. كان شعرها المموج مطلوق بحرية لأنها مفكرات حتى ترجع تاخد حايكها او تلبس شي حاجة عليها قبل متخرج.. 
عقلها و قلبها كانو فحالة أخرى.. خوفها مخلهاش توقف و تفكر قبل متصرف.. نزلات من السيارة لابسة خف بيتي حادر.. تمشات تابعة آثار صلاح و فستانها كيلمس الأحجار الصغيرة و الأعشاب الي فالأرض..
بان ليها سور ديال السلك و الخيم و هو يركبها الهلع.. عاقلة مزيان على هاد المكان.. قضات فيه أيام سوداء عمرها تنساها حتى جا منقذها و خرجها منو.. وقفات مبلوكية معارفة لا تزيد لقدام و لا ترجع للوراء..
لكن فور ما تذكرات صوت صلاح لغير تابث و هو كيسول على أوسمان حركات قدمها و هي كتخطو فاتجاه المعسكر.. دخلات من نفس المكان الي دخل منو صلاح و تمشات بحذر مخاطرة بسلامتها.. 
مكانتش عارفة الأوضاع و هي كتلوح نفسها داخل هاد الجحيم كيف كيبان ليها.. و بعد توغلها لداخل عاد عرفات أنه شي حاجة ماشي هي هاديك.. تجاهلات كلشي و تمشات و وجهتها الخيمة ديال أوسمان الي كان خلاها فيها..
كلما سمعات صوت أحدهم كانت تخبى أو تغير طريقها.. حتى فجأة حسات بيد قوية جراتها من يدها حتى دارت كلها.. هزات عينيها كترعد كولها و هي تشوف فيه.. نطقات اسمو بهمس مابين شفايفها.. و بعدها لقات راسها فحضنو فاش جذبها نحوو و عنقها بقوة بين ذراعو..
بقات تالاسين مصدومة من شوفة محمد فهاد المكان.. و هي فحضنو حاسة بيه مزير عليها محاولاتش تبعد أو تدفعو رغم أن عقلها مع شخص آخر فهاد اللحظة.. لكن رؤيتو فالحالة الي هو فيها ضراتها فخاطرها..
حسات بيه حط يديه على مرفقها بعدها عليه و بقى كيتأمل وجها.. شافت بحزن فجهو الي كان كولو كدمات و الدماء يابسة على بشرتو.. هزات يدها و لمسات بأصابعها جرح تحت عينو و سولات باهتمام.. 

تالاسين : شكون دار فيك هاد الحالة
محمد : ' قلبو ضرب بقوة من لمسة أصابعها البريئة ' شنو كديري هنا
تالاسين : ج جيت ب باش
إحساس داخل تالاسين خلاها فجأة تبعد نظرها من على محمد و تشوف فاتجاه آخر.. حتى كتصدم بنظرات سوداء متاجهة ناحيتهم.. حسات بقلبها توقف لثواني و الدم جمد فعروقها.. خاصة فاش شافتو جاي قاصدهم بملامح مخيفة.. 
كيف وصل أوسمان لعندهم جبد تالاسين من معصمها بعدها.. و نزل بلكمة عنيفة على فك محمد حتى طاح للأرض فاقد توازنو.. قرب ليه أوسمان باغي يزيد يكمل عليه و هي تعتارض تالاسين طريقو و قالت بترجي.. 

تالاسين : عفاااك مضربوش، شوف حالتو كيف دايرة
أوسمان : ' رمقها بنظرات غريبة و قال بين سنانو ' شكووون جابك لهنااا
تالاسين : جيت بوحدي، داك الراجل الي كنا عندو فالدار جا و تخبيت فطموبيلتو بلما يشوفني
أوسمان : ' شدها من مرفقها جرها عندو و غوت فوجها ' واااش أنا كندير المستحيييل باش نبعدك على الخطر و نتي جاية ليه برجليييك
تالاسين : ' حسات بقبظتو ألماتها و مع ذلك مبيناتش ' جيت حينت كنت خايفة علــ
أوسمان : ' قاطعها و قال مكزز سنانو ' خااايفة عليييه، غا وصلااااتك خبارو محبوووس جيتي كتجري

شافت فيه و عينيها كيلمعو بدموع حبيسة.. رغم تصرفو و صراخو عليها الا و حسات فصوتو و صراخو بنبرة ألم.. فكرات كيفاش ولو للحظة ظن أنها جات على قبل شخص آخر ماشي عليه هو.. لهاد الدرجة ملاحظش عشقها ليه..
ليلة لبارح متبتاث ليه والو.. سلماتو كل شيء روحها و كل ذرة من كيانها قبل ساعات.. واش ضروري خاص تنطقها و تقول ليه أنا ليك و منقدرش نعيش بعيد عليك.. أي شخص آخر غيجي من بعدك مستحيل ياخد مكانك فقلبي.. قلبي الي تحفر فيه اسمك لمدى الحياة..
هبطات دمعة يتيمة من عينيها و هي كتبادلو النظرات فصمت.. شوية ابتاسمات ابتسامة خافتة فاش لمحات لمعة الإنزعاج فعينيه و هو متبع دمعتها الي انسابت على خدها.. نظراتو القاسية تغيرو بسرعة و لانو امام دموعها و هادشي خلى قلبها يرجف بفرحة..

لكن سرعان ما قاطع تلك اللحظة تدخل محمد و هو منادفع جهة أوسمان.. رجع ليه اللكمة و هو كيشتم.. و بعدها تشابكو و حتى واحد فيهم مبغى يبعد.. 
واقفة على بعد خطوات منهم حاطة يدها على فمها و دموعها غاديين.. كتشوف فيهم كيتقاتلو و منهالين بالضرب على بعضياتهم.. متناسيين المكان الغير المناسب بتاتا لشجارهم العنيف.. بجوج استسلمو للغيرة الحارقة الي خلات صبرهم ينفذ..
واحد فيهم مقتانع أنه هو أحق بيها.. و الآخر فكرة أن شخص أخر قرب منها لغات أي تصرف متعقل من دماغو.. باغي يلقن درس لمحمد لأنه تجرأ و قرب ليها.. حاضنها كأنها كتخصو و هي زوجتو ملكو وحدو..

خلى أوسمان محمد مسطح فلأض شبه غائب على الوعي.. و ناض كيمسح الدم من جنب شفتو المجروحة.. كان غافل كليا على الشخص ذو النظرات الشيطانية الي واقف بعيد و موجه بندقيتو جهتهم.. 
زير آرثر بيديه على البنديقة و صوبها لظهر ابنو.. الي هاد الساعة بان ليه ألذ اعداءو و لازم يتخلص منو باش يرد اعتبارو قدام الكل.. كان متأكد ان كلشي هادشي الي وقع من تخطيط أوسمان.. استهزأ منو و بسببو الأعداء و الحلفاء غيشمتو فيه..
ضيق عينيه الي كانت نظرتهم كلها شر و ظغط على الزناد حتى خرجات الرصاصة فاتجاه أوسمان بدون ميرف ليه جفن.. 

و هي واقفة كترعد من الخوف.. خايفة عليهم بجوج.. على حبيبها الي كان فقمة غضبو و انهال على محمد بالضرب.. و على الشخص الي كتعتابرو اخ ليها من يوم رجع قلبها ملك لراجلها.. مابغات حتى واحد فيهم يتضر..
تلفتات فجنابها لعلى و عسى يكون شي حد فالجوار و يجي يفكهم.. و فجأة شافت بعنين متسعة اتجاه سيارة واقفة بعيد و جنبها شخص مخيف لا يمكن تنسى ملامحو.. بلباسو المهيب و حروفو القاسية..
انتابهات للبنديقة الي هاز جنبو و فلحظة بان ليها هزها قدامو بين يديه و صوبها فواحد الاتجاه.. تلفتات بسرعة كتشوف لمن موجهها و هو يجمد جسدها و حسات بقلبها توقف.. مرو ثواني فقط قبل متحرك رجليها الي كانو مفكسيين فالأرض.. و جرات بسرعة اتجهاو..
مع تسمع صوت الطلقة كانت ترمات على أوسمان معنقاه من ظهرو بيديها.. صمت.. صمت طويييييل حل على المكان.. وقف بدون حراك فاش حس بيدين ناعمين ضارو على خصرو.. و بعدها جسم صغير اصطادم بظهرو..
حس بيديه الي طالقهم جنبو كيترعدو.. باغي يتلفت و متردد.. لكن كيف حس بشدة يديها ترخات دار بسرعة متلقفها بين يديه.. كانو عينيها مسدودين و دموعها هابطين على طرف عينيها.. شعرها مشعت مطلوق وراء ظهرها الي مايل اللور و هو شادها من خصرها..
كانت مرخية كورقة ذابلة.. حكم شدتو على خصرها و قربها ليه حتى تكاها على صدرو.. طلع يدو مع ظهرها مدوزها خلف عنقها و حضن وجها براحة يدو.. قال بصوت كيرجف.. 

اوسمان : ت تالا
مفتحاتش عينيها و متحركاتش.. حس بثقل فصدرو و بان بريق من الخوف و هو كيشوف الدماء على فكها.. حرك إبهامو باغي يمسحها و هو فحالة نكران.. الدماء غير مزاد لطخات بشرتها البيضاء..
قابل يدو المرتعشة و هي تبان ليه كلها دم.. ماعرفش منين جا.. تمنى يكون هو الي كينزف و أن هادي دماءو ماشي دماءها.. حرك يدو خلف ظهرها و لمس المكان الرطب.. حس بألم لا يطاق.. ميمكنش حبيبتو تكون تصابت و هي الي كتنزف.. 
ميمكنش يفقدها و هو عاد لقاها.. الحياة عاد رجعات ليها معنى و تالاسين ملكو.. معقول يفقدها بهاد السهولة و تمشي و تخليه..

محمد الي كان مسطح فالارض.. كيف استرجع وعيو و بعض من قوتو الجسدية حاول يوقف.. مر كلشي بسرعة قدام عينيه.. لمح تالاسين كتجري جهة أوسمان و تلاحت عليه.. و بنظرات ذهول و عيون متأملة راقبها كتضرب بالرصاص و هي كتحميه..
حمات غريمو بجسدها.. استعملات جسمها الصغير المرهف كذرع بدون متردد ولو للحظة باش تحميه.. حس كأن احدهم غرس خنجر وسط صدرو..
ضربو واقع أنه فقدها للأبد.. لكن منظرها و هي بين يدين أوسمان كالجثة خلاه يطيح لاأرض على ركابيه بتهالك.. لكن فور مشاف الشخص الي طلق النار مستاعد يضرب من جديد.. نطق محمد بصوت عالي و هو كيحذر الشخص الي باغي موتو اليوم قبل الغد..

رفع أوسمان راسو و شاف بعينه المدمعين الي كساتهم حمرة مرعبة.. بان ليه آرثر مزال مصوب بندقيتو فاتجاههم و ابتسامة ساخرة على وجهو..
حينت عارف باه مزيان.. عرف بالظبط علاش معاودش ضرب فالحين و نهى حياتو.. لأنه كان مستمتع بمنظرو و هو كيموت ببطء و محبوبتو كتلفظ أنفاس ثقيلة بين يديه و هي بين الحياة و الموت..
قدر يقرا نظرات آرثر مزيان من داك البعد.. و بمهل شافو كيحرك البنديقة كأنه مستاعد يضرب من جديد.. ساعتها حرك أوسمان يدو بسرعة لخلف ظهرو و هو شاد تالاسين بذراعو مسندها على صدرو.. كيف جبد سلاحو نيشو اتجاه آرثر و ضرب..
بملامح جامدة شافو طاح للأرض بعدما صابت الرصاصة آرثر فصدرو.. لاح اوسمان سلاحو فالأرض بعدما شاف باقي سيارات الجنود وقفات بعيد..
دار موالي ظهرو ليهم و عنق تالاسين بين يديه بقوة.. خاشي وجهو فعنقها و باغي يلفظ آخر انفاسو فحضنها.. 
مرو لحظات قصيرة قبل ميتسمع صوت إطلاق الرصاص الي توالى بعدها فكل أنحاء المعسكر..

- بعد مرور سنة -
داخل غرفة صغيرة مظلمة نوعا ما.. نور القمر المكتمل الي تسلل من النافذة عكس خيالو الضخم على الحائط.. جالس فلأرض على سجادة الصلاة بعدما صلى العشاء.. و فكل مرة بعد انتهاءو كان يجلس لبعض الوقت فعزلة بين و بين نفسو..
تنفس بعمق و ناض لبس حذاءو الي كان على جنب.. دار عليه السترة الصوفية الي حطها فوق طبلة صغيرة و خرج.. سد الباب بهدوء و حل الباب الآخر الي جنبو.. دخل بخطوات هادئة و جر كرسي خشبي حطو جنب السرير الأبيض..
السرير الي احتلاتو زوجتو النائمة.. الي منين سدات عينيها و هي بين يديه مرجعات حلاتهم.. رجعو ليه ذكريات داك اليوم لحظة بلحظة.. 
بعدما كان مستاعد للموت جاو رجال يدر و اشتابكو مع الجنود.. بمساعدة صلاح خرج من تماك هازها بين يديه و هو مزال مامستوعب تلقيها الرصاصة بلاصتو.. هرع بيها للمشفى و ترجى ينقذوها..
انتاظر لساعات فالرواق و هو ضائع.. خوف رهيب متملكو.. مبغاش يجرب مرارة خسارتها.. ميقدرش ينوض من هادي.. لا حياة بعدها.. و بعد خروج الأطباء و حديثو معاهم حس ببعض السكينة.. هي مزال عايشة مزال كتنفس..
لكن سرعان متلاشات ديك السكينة و هو كيتسناها تسترجع وعيها و تفيق.. مرو ساعات.. أيام.. أشهر.. و حبيبة قلبو مزال فسبات عميق..
خبروه أنه احتمال تفيق فيوم من الأيام.. لكن مع طول مدة مكوتها فالغيبوبة تلاشى داك الأمل.. عندهم على الأقل.. أما هو فمستاعد يتسناها مدى الحياة.. لأن حياتو متوقفة حتى ترجع ليه..

حط يدها الشاحبة الباردة بين يديه و قربها لفمو.. مرر شفايفو فوقها و طبع قبلة حنينة داخل راحة يدها.. هبطات دمعة متلئلئة على ذقنو الملتحية.. فبعض الأحيان كانت تنساب دمعة شوق و حنين ليها..
دوز الليلة كيف الليالي الي مرو جنبها.. كيغادر غرفتها فقط لبغى يستاحم أو يصلي.. و بعدها كيرجع جنبها و يراقب أي مؤشر على رجوعها بدون تعب أو كلل..
تسلو أشعة الشمس فور متوسطات فالسماء.. كان مغمض عينيه و مسند راسو جنب يدها الممدودة فوق السرير.. سمع صوت طرقات على الباب و هو يتحرك.. هز راسو و تلفت شافها داخلة.. كانت الممرضة الي مراقبة حالة تالاسين..
شابة ذات شعر بني مائل الى الأحمر.. لابسة لباس طويل للممرضات و هازة بين يديها ملف أبيض.. ابتاسمات لأوسمان و قربات لعند تالاسين كتفحصها.. رجعات هزات الممرضة راسها شافت فاوسمان الي كانت لحيتو كثيفة.. وجهو كيبان متعب لكن مزال وسامتو الخشنة واضحة.. قالت بنبرة فيها نوع من التعاطف.. 

لونا : يمكن ليك تمشي ترتاح شوية، انا غنبقى معها حتى ترجع
اوسمان : مرتاح هنا
ماقدراتش تجادل معاه و هي عارفة أنه مغاديش يغادر غرفتها.. رجعات شافت فتالاسين النائمة بهدوء.. وجها رغم شحوبتو مزال كتبان كيف الزهرة.. وجها ذو جمال طفولي.. كل شيء فيها مريح للنظر.. عمرها شافت عيونها الي تحت شفارها الكثيفة المنسدلة.. لكن متأكدة انها صاحبة نظرات ساحرة..
باين غير من حب زوجها الكبير الي مبغاش يفارقها.. جزء صغير منها حسدها على هاد الحب الي نالتو.. و تساءلات كيفاش شعورها و هي آسرة قلب رجل بحال أوسمان..

تحركات لونا و توجهات للحمام.. شوية رجعات هازة منشفة صغيرة و إناء ديال الما و الصابون.. راقبها اوسمان حتى حطاتهم فالطاولة جنب راس تالاسين.. و كيف بغات تنزع الغطاء من عليها ناض و قال.. 
اوسمان : غير خلي أنا الي غنغسل ليها
لونا : هادي خدمتي
أوسمان : نفس الشيء درتو مع الي كانت قبل منك، مرتي أنا الي غنغسل و نبدل ليها
لونا : واخة، لا بغيتي مساعدة عيط ليا

انساحبات لونا من غرفة المريضة الي أسبوع هذا باش رجعات كتعتاني بيها.. عرفات أنها ابنة عمة الدكتور هشام الي كتكن ليه كل الإحترام.. هذا علاش تعاطفات مع المريضة و عائلتها.. كانت من ضمن الأشخاص الي مقتانعين أن تالاسين مغاديش تفيق بعد كل هاد المدة..
الطب مزال متأخر لمساعدة أشخاص فحالتها.. و هي مسألة وقت فقط.. كلما شافت زوجها كتدعي أنه يقدر يتجاوز لوعة الفراق هو و عائلتها الصغيرة..
تمشات لونا فالرواق و كانت غضور فاش لمحات هشام بوزرتو واقف مع شخص آخر.. رجف قلبها فاش تعرفات عليه واخة مواليها ظهرو.. مرت أكثر من سنة على آخر مرة شافتو.. و بالظبط بعد اعترافها ليه و رفضو الصريح ليها..
كانت تحولات لمستشفى أخر باش تقدر تنساه.. رؤية هشام كانت مؤلمة ليها لأنه كيذكرها بيه.. و لكن ماقدراتش.. حبو غير مزاد تغرس فأعماقها مع ذكرياتها القليلة للقاءاتهم..
طيبة قلبها خالتها ترجع فاش عرفات أنهم محتاجين ليها.. و هاهي شافتو مرة أخرى.. حسات بشعور ممزوج بالفرح و الحزن.. فاش بانو ليها تحركو وقفات مسمرة مكانها..
مر كل من هشام و محمد بجنبها و هما كيتحدثو.. ظنات أنهم ملاحظوش وجودها.. لكن ديك الثانية الي لاح محمد عينيه جهتها و شاف فيها قبل ميرجع يشوف قدامو.. خلات كل ذرة من جسدها ترتعش..
تبعاتهم بعينيها و قدرات تعرف أنهم متاجهين لغرفة مريضتها.. حاولات تستجمع قوتها و تبعاتهم كتعتر فرجليها.. كيف حط هشام يدو على مقبض الباب باغي يحلو.. جا صوت لونا من خلفهم فاش قالت.. 

لونا : دكتور هشام، تسنى شوية قبل ماتدخل، راجل المريضة كيبدل ليها
و هي كتهضر مع هشام كانو عينيها على ظهر محمد الي حسات بيه تصلب و قدرات تشوف قبظة يدو الي عصرها بقوة.. انتابها احاس غريب قبل ميجيها رد هشام و هو كيقول.. 
هشام : مزيان منين علمتينا، و شكرا حينت قبلتي انك تعتاني بتالاسين
لونا : هذا واجبي دكتور
هشام : ' موجه كلامو لمحمد ' شنو بان ليك نرجعو من بعد، و لا حسن حتال غدا و جي شوفها
محمد : شهرين مشفتها، كل مرة نبغي نجي تمنعوني بأي عذر، ' تلفت عند هشام ' كون هاني مغاديش نتشاد معاه
هشام : عارف و لكن
محمد : ' تلفت عند لونا الي واقفة وراهم و قال ' منين يكون الوقت مناسب ندخل عندها غتلقايني فالجردة

تمشا محمد مبعد عليهم و لونا تبعاتو بعينيها و هي كتذكر نظراتو المكسورة.. حسات كأنك صفعة قوية نزلات على وجها.. دابة عاد عرفات لاش محمد مكانش كيشوفها واخة هي قدامو.. دابة عاد دركات سبب صدو ليها و لحبها..
السبب هو امرأة أخرى.. محمد كيبغي زوجة رجل آخر.. الفتاة ذات الوجه الطفولي المستلقية خلف هاد الباب هي منافستها.. حدرات راسها و الدموع كيحرقوها فعينيها و بعدات من امام الغرفة.. وقفات جنب نافذة كبيرة مراقباه جالس فكرسي خشبي فالحديقة.. مسحات دمعتها الي انسابت بيدها و هي كتألم.. دابة تأكدات أن محمد عمرو يكون ليها.. مدام هو مزال كيعشق امرأة بعد زواجها من رجل أخر مستحيل قلبو تملكو أخرى..

احتل مكان جنبها فوق السرير.. تحنى جهتها حاوط ظهرها بيديه و رفعها عندو.. حط راحة يدو على ظهرها متكيها على صدرو الصلب و بيدو لاخرى هبط فستانها الخفيف الي مغطي جسمها.. مد يدو الحرة و هز المنشفة الي بللها بماء دافئو مررها على ظهرها بحنان..
رجع حطها برفق فوق السرير الأبيض و هبط الفستان.. كمل و هو كيمسح بالفوطة على كتافها و عنقها و صدرها.. كانو لمساتو حنان و كأنه خايف يكسرها..
بعدما طرف جسمها لبسها فستان أخر مرخوف.. خشا راسو فعنقها كيستنشق رائحة الصابون العطرة فجسمها.. مرر نيفو ببطء على بشرتها و صباعو شادين على كتافها..
ظاغط عليهم بشوية كأنه كيقول ليها فتحي عينيك خلاص و رحميني.. طبع قبلة فوجنتها الشاحبة و قادها فمكانها.. بعد داكشي و رجع كيتأمل وجها و هو كيتحرق.. مشتاق يشوف انعكاسو فعينيها.. باغي يرجع يحس بدفئها و هي بين يديه.. باغي مراتو ترجع ليه و الا فقد صوابو..

بقا جالس فالجردة لمدة هو معرفهاش.. بعد داك اليوم شي حاجة تغيرات فيه.. بقدر ما تألم بسبب تضحيتها خاف عليها بزاف.. طول هاد المدة تحرم من رؤيتها الا فمرات قليلة فاش كيكون راجلها غائب.. راجلها.. مزال هاد الكلمة كتحرقو بشكل مؤلم..
استغرب لحظو التعيس.. كيفاش قدر يفقد حب حياتو لشخص مكينتاميش لأرضهم.. حصل عليها كزوجة و ملك حتى قلبها.. و هو الي بغاها من يوم بدات تستكشف أنوثتها.. خسرها بدون معركة عادلة..
سمع خطوات خفيفة كيقربو جهتو.. هز راسو و تلفت شاف فيها.. كانت واقفة مترددة كتشوف فيه و تحدر فعينيها.. يديها جامعاهم قدامها و كتظغط عليهم بتوثر.. مرحمهاش بنظراتو طول فيها الشوفة حتى لاحظ تلبكها..
بلعات لونا ريقها بصعوبة و قالت بصوت منخفض.. 

لونا : زوج المريضة خرج باش يقابل الدكتور هشام، قلت نجي نخبرك لا تبغي تشوفها قبل ميرجع
محمد : ' شاف فيها بنظرات غريبة '
لونا : حسن تمشي تشوفها دابة، و من الأحسن تكون هادي آخر مرة
محمد : ' شاف فيها بحدة و وقف ' و السبب ! 
لونا : احتارم رغبة راجلها، الي مبغاش راجل غريب على مرتو يزورها و هذا من حقو
محمد : انا ماشي غريب
لونا : من الي عرفت من دكتور هشام، نتا و المريضة مكتربطكم حتى صلة دم، يعني نتا غريب عليها
محمد : ' قرب خطوتين حتى وقف قدامها ' كتردي الصرف
لونا : ' حاولات متضعفش ' بالعكس انا أكثر وحدة حاسة بيك، عارفة مزيااان شعور أنك تبغي شي حد و هو ميبادلكش نفس الشعور، و الي كيألم أكثر هو انك كتشوف نظرات العشق فعينيه لشخص آخر
محمد : ' تحنى شوية عندها و قال بهمس ' لهاد الدرجة زعما
لونا : ' شفايفها رجفو بوضوح من قربو ' لدرجة بغيتك تشوفها غير باش يتقلص داك الحزن و القلق الي مالي عينيك
محمد : ' ابتاسم بدون مرح ' حاس بلي باغة تقنعيني انك مختالفة عليهم
لونا : ماشي كلنا قتالة و ظالمين، فينا الي تجبر يعيش هاد الحياة.. بعيد على اهلو و مكروه من أبناء هاد الأرض
محمد : كتبقاي منهم، احتليتو هاد الأرض و سلبتو أي حاجة زوينة فيها، دمرتو الأصيل و بنيتو الجديد باسم الإصلاحات، نهبتو الثرواث و جوعتو المساكين، زرعتو بيناتنا الخونة و خليتو شي يغدر بشي.. سكتو أي شخص رفضكم و قتلتو اي روح متمردة بغات الحرية المطلقة
لونا : ' تحجرو عينيها بالدموع ' ماشي عدل تحمل أي شخص ذنب الآخرين غير حينت هو منهم
محمد : باغة تقولي أنك نتي و هداك مختالفين
لونا : آه، و الدليل شنو دار على قبلها، يمكن نتا كتبغيها لكن راجلها كيعشقها، كلشي شايف هادشي الا نتا، و بهاكة راك كتضر راسك اكثر، لا بغيتي ترتاح تخلى عليها و خرجها من قلبك
محمد : نتي كطلبي نموت، تالاسين هنااا ' حط يدو على صدرو ' و حتى وحدة متقدر تحتل مكانها

بعد كلماتو القاسية الي لاح ليها و خلاو دموعها يهبطو غادر.. جلسات فالكرسي الي كان جالس فيه و هي كتسمع وقع خطواتو السريعة و هو داخل بلهفة المشفى باش يشوفها..
وقف عند الباب و مد يدو شد على المقبض مزير عليه.. أخيرا بعض شهرين غيقدر يشوفها.. بعد فقط لأجلها و بعد إصرار هشام باش يتجنبو المشاكل.. اما هو فكان باغي يحتل المشفى و ميغادرو حتى ترجع ليهم..
دخل للغرفة كيشوف فيها مستلقية بهدوء.. كتبان كأنها ناعسة بعمق و مسخياش تنوض.. جلس جنبها على الكرسي و عينيه مفارقوش وجها الشاحب..
حط يدو جنب يدها بدون ميتجرأ يلمسها.. ابتاسم بحزن و هو مقادرش يحس ببشرتها الناعمة.. بعد كل الي وقع و الوقت الي مر مزال كيبغيها بنفس القوة.. لكن فداخلو عارف أنه خسر.. فاللحظة الي شافها ترمات على أوسمان و هي باغة تحميه بدون متفكر فنفسها استوعب خسارتو المريرة..
تأملها للحظات و ذكرياتو معها من سنوات بعيدة كيمرو قدام عينيه.. تذكر ابتسامتها سذاجتها عفويتها و نظراتها البريئة الي كانت تحمل ليه حب طفولي فأحد الأيام.. اشتاق لدوك الأيام الي حتى لو تمنى ميمكنش يرجعو..

تسمع الباب كيتحل و هو يضور وجهو بشوية.. كان متوقع يكون اوسمان لكن كانت لونا.. وقف و هو عارف أن اللحظات الي حضى بيهم معها سالاو.. رجع شاف فتالاسين مطولا و همس بين شفايفو " توحشتك بزاف، رجعي لينا "
كلماتو وصلو لمسامع لونا و خلاو صدرها يضيق.. شافتو جاي ناحيتها و هو مزال كيتلفت لعند تالاسين.. بعدات من الباب حتى خرج و سداتو.. شاف فيها محمد لثواني و قال.. 
محمد : ردي ليها لبال، هاديك الي تماك أغلى من روحي

شحال قاسي.. علاش كيتعمد يألمها بكلامو.. شنو ذنبها الي بغاتو هو عن غير الآخرين.. هو عارف أن القلب الي اختار ماشي بيدها.. و علاش كيعاقبها لأنه كيتألم.. حتى هي معرفاتش الراحة أو السكينة من يوم عرفاتو..
راقباتو و هو خارج و بعدها بلحظات بان ليها أوسمان جاي.. ابتاسم ليها ابتسامة خفيفة قبل ميدخل و يسد لباب من وراه.. ياااه شحال حسات أن تالاسين محظوظة رغم وضعها الصحي.. قلبين قويين كينبظو بإسمها و هي مرتاحة فغيبوبتها.. 

يوم جديد.. 
مر أسبوع أخر بدون اي تغيير.. أوسمان ملازم غرفة تالاسين و إحساسو القوي متأكد أنها غتفيق يوم من الأيام.. صابر و متيقن أن روحها ميمكنش تغادر بهاد السهولة و تخليه..
تسمعو طرقات على الباب دور وجهو ببطء و شاف الباب كيتحل.. بان ليه هشام داخل كيلبس فالوزرة ديالو و معاه طبيب آخر.. قربو لعندها و هما كيفحصوها و يتحدثو على حالتها و هو كان كولو آذان صاغية.. كيقلب فكلامهم على أي أمل..
غادر الطبيب الآخر و بقا هشام.. ضار أوسمان الي كان مقابل مع النافذة فاش سمع هشام كلمو..
هشام : العائلة فالخارج بغاو يشوفوها
اوسمان : ' ضيق عينيه ' شكون بالظبط
هشام : الواليدة و مرتي
أوسمان : ' و هو غادي جهة الباب ' منين يغادرو خبروني

حل الباب و خرج.. بانو ليه جوج عيالات بلباسهم المحتشم.. وحدة فيهم كانت هازة بين يديها رضيع صغير.. ماطولش فيهم الشوفة حدو لاح السلام و خرج.. شافو فيه كل من فاطمة و ثرية و دخلو للغرفة..
قربات ببطء للسرير و عينيها كيلمعو بالدموع.. كيف وقفات جنب هشام الي مراقبها مدات ليه بنتهم ذات الأشهر الستة و طاحت على تالاسين معنقاها بقوة و هي كتبكي فصمت.. زيرات على صديقة طفولتها كيف دارت المرة الأخيرة الي جات شافتها فيها و كل مرة كتذرف الدموع بحرقة..
طبطب هشام على ظهر فاطمة و قال.. 
هشام : فاطمة باركة من البكا
فاطمة : ' بصوت مخنوق ' وقتما شفتها فهاد الحالة قلبي كيتقطع ' باست خد تالاسين و هي كتقول ' كندعي ليل و نهار باش ترجع لينا، فكل صلاة و كل سجدة، نعطي نص من عمري غير تحل عينيها
هشام : ' زير على عينيه بألم ' ان شاء الله تفيق

قربات ثرية بدورها و الدموع كيبريو فعينيها.. حاسة بحزن عميق و هي مذنبة بزاف فحق تالاسين.. أمنيتها تسترجع صحتها باش تقدر تطلب منها السماحة على الي داز.. حاسة بلي مغتذوق الراحة حتى تكفر على الي دوزات عليها.. 
بعد بكاءهم و حسرتهم.. جلسو فالغرفة و عينيهم عليها هي الي محساش بوجودهم.. أو هكذا ظنو.. فاطمة خدات بنتها ' نادية ' من عند هشام فاش استدعاوه و جلسات فطرف السرير.. بينما ثرية جلسات فالكنبة..
حطات نادية جنب تالاسين بعدما رضعاتها.. و بدات كتقاد فحوايجها و تعدل حايكها.. شافت فبنتها و هي تبان ليها تقلبات و يديداتها الصغورين كيلمسو ذراع تالاسين..
فجأة توسعو عينين فاطمة و هي كتحاول تستوعب شنو شافت.. ركزات على يد تالاسين الي لحظات فقط بانت ليها تحركات.. قسمات لنفسها أن اصابع تالاسين تحركو ماشي غير تهيأ ليها.. بقات محدقة فيدها بترقب و منين طال الوقت متحركاتش.. غشا الحزن مرة أخرى نظراتها..
هزات عينيها لوجه تالاسين بيأس و هي تخرج عينيها على وسعهم فاش بانت ليها فاتحة عينيها كتشوف فالسقف.. صرخات فاطمة تحت تأثير الصدمة و الفرحة..
فاطمة : خااااااالتي

بعد دقائق كانت واقفة ثرية جنب الحيط هازة نادية الصغيرة.. فاطمة جنبها و كتشوف فالطبيبين الي دايرين بتالاسين و معاهم هشام..
حاطة يدها عندها فمها كتعض فضفارها و بطا عليها غير إمتى يخرجو باش تمشي عندها.. لمحاتهم كيبتاسمو و ابتاسمات تلقائيا.. شوية تمو خارجين و هشام مرافقهم.. سد الباب و رجع عند تالاسين.. هبط لعندها قبل جبينها بحب و الفرحة كتشع من عينيه..
هشام : تالاسين
حركات عينيها جهة الصوت و شافت فيه.. ابتاسم ابتسامة عريضة و هو كيمرر يدو على راسها.. قال بنبرة حنان اخوي.. 
هشام : على سلامتك الوردة ديالنا
تلفت عند فاطمة الي مزال فبلاصتها و عينيها عليهم و شار ليها تقرب.. سرعات بخطوات كبار و تلاحت على تالاسين كتنعق فيها و تبكي بصوت مسموع.. قال هشام و هو كيضحك.. 
هشام : بشوية عليها

بعدات فاطمة و شافت فتالاسين الي كانت كتشوف فيهم فصمت.. هاد الأخيرة زاحت عينيها عليهم و دوراتهم فأرجاء الغرفة كأنها كتقلب على شي حد.. رجعات شافت فيهم بجوج و بريق من الدموع بان فعينيها.. منين حتى واحد فيهم متكلم حركات شفايفها و قالت بصوت منخفض بالكاد مسموع.. 
تالاسين : ا ا اوسمان
ضحكات فاطمة بصوت عالي حتى دمعو عينيها و قالت.. 
فاطمة : شوف ليك لبنت من الصباح و انا نعنق و نبوس، ومنين رحماتنا و هضرات سولات عليه هو لول
هشام : ' شاف فتالاسين مبتاسم و قال ' غنمشي نعيط عليه

خرج هشام و بعد دقائق قليلة تحل الباب على وسعو.. حركات تالاسين راسها ملفتة جهة الباب فين وقف جامد و قلبو كيضرب بجنون..
حلات عينيها.. حبيبتو فاقت و حلات عينيها.. تحرك بخطوات بطيئة و عينيه كيلتاهمو كل جزء منها.. كانت قدامو طول الوقت لكن كان موحشها حد الموت.. توحش نظراتها الخجولة و حركاتها الطفولية.. لرجفة جسمها كلما قرب ليها و للمسة يديها على صدرو كلما سحبها لعندو..
ماقدرش يصبر مزال.. فور ما وصل لعندها و بدون ميهتم لشكون معاهم.. خشا يديه تحت ظهرها هازها لعندو حتى ارتاطمات بصدرو.. حكم ذراعو بجوج حول خصرها و بلهفة شفايفو عانقو شفايفها فقبلة عمييييقة تحت نظرات فاطمة و ثرية المندهشة..

كانت مزال داخل دوامة و كتحاول تستوعب شنو داير بيها.. فين هي و شنو وقع بالظبط.. شافت وجاه الأشخاص الي جنبها.. هشام ولد خالها.. فاطمة صديقتها الي توحشات بلا قياس.. فجأة جات فبالها ذكرى.. ذكرى بعيدة..
هي واقفة و عينيها مغشيين بالدموع حتى تضببات عليها الرؤية.. كتشوفهم كيتقاتلو بوحشية و حتى واحد فيهم مابغا يتراجع.. ساعتها لمحات الشخص الي موجه سلاحو لراجلها.. و بعدها كانو رجليها كيجريو ناحيتو و عنقات ظهرو مغمضة عينيها بقوة..
تهز جسمها فاش اختارقات الرصاصة ظهرها.. رجعات الصورة سوداء قدام عينيها و جفونها تسدو بدون مقاومة منها.. و بعدها مابقات تذكرات حتى حاجة..
تجمعو الدموع فعينيها و هي كتقلب عليه فالغرفة.. فكرات فالأسوء و هو ماشي جنبها.. بغات تحرك جسمها الضعيف و مقدراتش.. منين خرج صوتها نطقات اسمو بترجي.. حسات بالروح رجعات فيها فاش عرفات أنه حي و بخير.. و قدرات تنفس طبيعي..

تحركو عينيها بلهفة فاش تفتح الباب بقوة.. شافتو واقف بلباسو الداكن و تأملات وجهو الرجولي الوسيم.. لمحات نظراتو العاشقة و حسات بقلبها كيضرب بعنف.. بغاتو يقرب و يضمها بقوة لحضنو.. و هو لبى رغبتها و أكثر..
مع وصل لعندها حسات بيديه الدافيين كيلمسو ظهرها.. مع أن جسمها كولو كيألمها لسبب ما.. ما منعاتش و هو كيزير عليها بذرعانو القويين.. لحظة واحدة قدرات تشوف فوجهو و عينيه بداك القرب قبل مياخد شفايفها فقبلة خاطفة..
تفاجآت بملمس شفايفو القاسيين و كانت على وشك تغيب معاه فبحر القبلات حتى تذكرات أنها ماشي لوحدها.. حركات يديها بصعوبة حطاتهم على صدرو و حاولات تبعدو.. شدات بقبضتها على تريكوه من جهة صدرو و تأوهات بين شفايفو.. 

بعد بصعوبة لأنه تذكر حالتها.. فتح عينيه و شاف فيها.. وجها محتقن بالحمورية و عينيها المدمعين كترمش فيهم بسرعة.. ضيق عينيه و هو كيشوف نظرتها الغاضبة و الخجولة فنفس الوقت.. و درك سببها فاش سمع صوت نغنغة الطفلة الصغيرة..
استوعب أنهم ماشي لوحدهم.. تلفت جنب السرير و هي تبان ليه فاطمة واقفة و غارقة فحوايجها.. عينيها فلرض و وجها مزنگ.. شاف جنبها كانت أم هشام الي دايرة راسها مشغولة مع الطفلة و التوثر باين عليها..
حك على عنقو بإحراج و رجع شاف فتالاسين الي جمعات شفايفها على وشك تبكي ليه تماك.. ماقدرش.. فاش شافها حالة عينيها الخوضر و كتشوف فيه ماقدرش يسيطر على المشاعر الملتهبة فصدرو.. شكون يلومو و هو محروم منها لمدة سنة كاملة.. سنة و هو كيتعذب شوقا ليها.. 
نحنح كيسرح فحلقو و قال بصوت خشن بان فيه شوية التوثر من الجو المحرج.. 

أوسمان : آا، ماشفتكومش
فاطمة : ه هاحنا خرجنا، ن نخليوكم خاص نبدل لبنتي و غنرجع نطل عليك اتالاسين من بعد
خطفات فاطمة بنتها من بين يدين عگوزتها و هرولات باغة تخرج من الغرفة.. تبعاتها ثرية و راسها فلرض.. فاطمة سمعات لباب تسد و هي تلفت بانت ليها ثرية واقفة كتولول..
ثرية : اويلي على تحشيمة
فاطمة : ويلي ويلي اخالتي، بغيت نخرج تبلوكيت و فشلت
ثرية : و هو مالو على حالتو، مع دخل هجم عليها، واش نصارى گاع هاكة
فاطمة : ويلي يخالتي راه هو مسلم، و واخة صدمني و لكن باينة مسكين مشعرش هههه
ثرية : ' ضحكات بدورها ' انا ذبت فحوايجي ماعرفت منسبق و لا نوخر
فاطمة : هشام گاع مرجع معاه يكون زعما عرف شنو غيدير، كون غا علمنا نخويو ليه الساحة
ثرية : واخة هكاك حشم فاش شافنا
فاطمة : آااه و تالاسين مسكينة، واش شفتي وجها كيف ولا، فاقت صفرا دغيا رجعها بحال مطيشة ههههه، علم الله إمتى يخرج باش ندخلو عندها، غنعق مها و ديك الساع نشد فيها شدة معتبرة
ثرية : هذا لا خرج
انفاجرات فاطمة بالضحك و هما متاجهين لعند هشام.. 

فالغرفة كيف تسد لباب ناض أوسمان دوز الساقطة.. دار شاف فتالاسين كتدمع و عاقدة حواجبها.. ترسمات ابتسامة على طرف شفايفو و هو كيقرب.. چلس جنبها و عينيه هايمين فعيونها الي كيلمعو بالدموع..
مد يدو باغي يحضن وجها و هي تدفعو بوهن بالكاد حركات فيه انش.. قالت بصوت طفولي.. 
تالاسين : شوهتيني حشوما عليــ
كلمتها الأخيرة بلعاتها و شفايفها وسط شفايفو.. بسرعة دور ذراعو على خصرها و غرس صباع يدو الثانية فشعرها جارها عندو.. التاهم شفايفها في قبلة جااائعة.. فالأول كانت هادئة لطيفة و بعدها رجعات حميمية و عنيفة..
استسلمات بضياع و هو غامرها بعناقو المتملك.. حطات يديها على كتافو العراض و حسات بحرارة جسمو الي كيغلي.. بأصابع ناعمة مرتجفة لمسات عنقو.. تصلبو عضلات جسمو تحت لمستها و هنا حسات بجسدها تزدح مع السرير بقوة حتى خرجات صرخة صامتة من شفايفها الي كان مستحوذ عليهم..
قفز فلمحة بصر مبعد عليها بحال لا ضربو الضو.. وقف بعيد بخطويتين على السرير و هو كيشوف فيها بنظرات خوف.. بانو ليه دموعها على خدها و الألم واضح على ملامح وجها.. ضرب برجلو فالحيط و هو كيشتم نفسو على الي دار فيها و جسمها مزال ضعيف..

دوز يدو على شعرو و توجه لباب خارج.. كيف بغا يحلو سمعها قالت.. 
تالاسين : ا اوسمان عفاك متمشيش
دار لعندها شاف نظراتها ليه و هو يرجع.. جلس جنبها مبعد شوية و هو خايف عليها من نفسو.. من مشاعرو و شوقو المهلك..
ابتاسمات باش تمحي نظرة اللوم الي فعينيه و قالت.. 
تالاسين : كنتي باغي تخرج و تخليني
أوسمان : سمحيليا، كان عليا نظبط نفسي
تالاسين : نسمح ليك بشرط
اوسمان : آمري
تالاسين : عنقني
أوسمان : ' شاف فيها بتردد ' حسن خلي حتى يشوفك الطبيب، نتي مزال عيانة
تالاسين : كنحس بضلوعي كيضروني شوية و يديا و ورجليا منملين، من غير هادشي أنا مزيانة
أوسمان : مبغيتش نضرك
تالاسين : عارفة متقدرش

امتاثل لأمرها و قرب عندها.. تأملها و هو مزال مامصدق أنها فعلا فاقت و رجعات ليه.. و بحركة سريعة خداها فحضنو بعناق غامر و حنين.. حط نيفو عند شعرها كيستنشق عبيرها و مرر شفايفو على جبينها حتى استقرو عند وذنها و همس بنبرة عميقة..
أوسمان : توحشتك حبيبتي
كلها رجفات من قربو و لمساتو.. انفاسو الحارقة الي كيضربو فبشرتها و صوتو الخشن ذوبو كل ذرة فجسدها.. توسدات صدرو الصلب و نغمات دقات قلبو العنيفة كانت اجمل موسيقى تسمع فأذنها بعد المتاهة الي كانت فيها..

استامر عناقهم لمدة طويلة عاد بعدات عليه شوية.. هزات راسها شافت فوجهو و حطات يدها على خدو.. قالت..
تالاسين : فاش فقت و ملقيتكش تخلعت، شنو وقع
بانو ليها ملامحو دغيا تغيرو.. عقد حجبانو بصرامة و تصلب فكو.. شد فذراعها بقبظتو و قال.. 
اوسمان : عمرني نسامحك على الي درتي
تالاسين : ' باستغراب ' شنو درت.. !!
أوسمان : ' زير على قبظتو بدون ميحس ' نفضل نموووت و منشوفكش كتموتي بين يدياااا، تصرفك هداك قتلني الف مرةةة اتالاااا، و نتي بين يديا كتنزفي حسيت بذبحة فصدرررري و
تالاسين : ' تذكرات شنو وقع و هي تحط صبعها على شفايفو ' عفاك ممكن نساو الي وقع فداك النهار، انا درت الي ملاه عليا قلبي، مافكرتش و كنت نعاودها مرة أخرى بدون تردد
أوسمان : ' خدا يدها وسط يدو ' و انا الي عام عايش فالعذاب كنتسنى النهار الي ترجعي فيه ليا بعدما قالو ليا مستحيل تفيقي، عارفة كيف حسيت فهاد المدة
تالاسين : ' توسعو عينيها بصدمة ' ع عام !
اوسمان : 'حاوط وجها بين يديه ' آه عام و انا محروم منك
تالاسين : ' هبطو دموعها ' و ها انا رجعت، مستحيل نخليك
أوسمان : ' قرب لوجها و مسح دموعها بشفايفو ' مغاديش نسمح ليك تخليني

فوقت لاحق كانت فاطمة و ثرية داخل الغرفة مع تالاسين بعدما أخيرا غادر أوسمان باش يهضر مع طبيبها.. تعانقو و بكاو معها و جلسو كيعاودو على الي فاتها.. تالاسين مگعدينها شوية و مسندة على الوسادة.. هازة نادية بين يديها و كل مرة تبوس فخدودها المطبزين..
فاطمة تلفتات شافت فثرية جالسة فالصوفا بعيد عليهم و رجعات شافت فتالاسين و هي كتقول بصوت خافت.. 
فاطمة : لبرهوشة
تالاسين : ' هزات فيها عينيها ' صغر منك غا بعام البرهوشة لاخرى
فاطمة : ' ضحكات و هي كتذكر نگيرهم و مشاداتهم شحال هذا ' بغيت نسولك
تالاسين : امم
فاطمة : ' كتشطح فحواجبها ' كيف جاك التعناق ؟
تالاسين : ' باستفهام ' اشمن تعناق !!
فاطمة : نسيتي، فاش تزوجنا انا و هشام سولتيني واش عنقك، اوا حتى انا بغيت نعرف كيف جاك التعناق
تالاسين : ' تزنگو خدودها ' مكتحشميش
فاطمة : ' شادة كرشها كضحك ' ههههههه داك النهار كنت باغة نشرح ليك واخة انا كنت بحالك، و لكن قلت خليها حتى تشوف و تجرب راسها هههه، يااااه شحال كنتي بريئة
تالاسين : ' كتبوس فنادية ' و باقة
فاطمة : منظنش، الي مزوج بهاد الطولة و التجريدة باينة جرب التعناق على أصولو، باينة غا منين شافك و هجم عليك قدامنا
تالاسين : فاطمةةة
فاطمة : ههه صافي هانا سكت
تالاسين : لمن كتشبه ؟
فاطمة : ماخرجات لا ليا لا لباها، شبهات لخالها
تالاسين : ' حدرات عينيها كتلعب بيديدات نادية ' 
فاطمة : ' شافت توثرها بعد ذكر سيرة محمد و قالت ' من نهار مشيتي و انا محروقة من جهتك، ماعرفت اش صابنا ولينا عايشين و معايشين، حسيت هشام مخبي عليا بزاف و كيتهرب من أسئلتي، لكن نهار رجع كولو مضروب و سخفت ليه بين يديه، عاود ليا كلشي منين اصريت عليه، ترعبت و خفت، و بعدما استوعبت حمدت الله و شكرتو انه رجع ليا سالم، فخورة بيه هو و محمد واخة تمنيت لو عايشين حياة عادية بعيدة على هادشي،
دازت شي شهرين تقريبا و سمعتو كيتغاوت هو و محمد، إحساسي خلاني نتسنط عليهم، و صدمتي كانت كبيرة فاش سمعت اسمك و عرفت بلي وقع ليك، دخلت عليهم و ترجيت هشام يجيبني لعندك، خباو عليا حينت حاملة و خافو توقع ليا شي حاجة، و واخة هكاك تعصبت منهم، اول مرة زرتك بكيت النهار كاملو..

فاطمة : ... شفت الرجل الي لازمك طول الوقت، زدت تصدمت فاش عرفت أنه راجلك، منين رجعنا للدار عاود ليا هشام مناش دزتي، زدت بكيت و ضرني قلبي، فكرت كيفاش صاحبتي الرهيفة مرات من هادشي كولو، بقيت كنرجع نشوفك مرة مرة، بصراحة ماحملتش راجلك حينت ماشي منا واخة عرفت بشنو دار على قبلك،
و لكن نظرتي ليه تغيرات نهار جابني هشام لهنا واحد لمرة.. خليتو كيهضر مع طبيب أخر و قصدت غرفتك، حليت لباب بان ليا جالس جنبك و يديه حاضنين يدك، تلفت مع صوت الباب و انا نجمد فاش شفت الدموع هابطين على وجهو، كان الألم ميتوصفش فعينيه، يمكن من ديما كنت نشوف نظرات الحب فعينين خويا ليك و متقبلتش انك تزوجي من غيرو، لكن داك النهار تأكدت أنك مع شخص الي كيعشقك بنفس الدرجة او كثر
تالاسين : و أنا منقدرش نعيش بلا بيه
فاطمة : ' بابتسامة و نبرة مازحة ' باينة للعمى

غادي جاي فالرواق و هو على أعصابو.. مر أسبوع من يوم فاقت حبيبتو.. كان لازم تبقى فالمشفى حتى تسترجع صحتها.. تفهم الأمر واخة كان باغي ياخدها بعيد.. لعشهم الصغير الي يقدر ينفارد بيها بدون مقاطعة..
الزيارات متوقفوش من نهار فاقت.. مو حسناء.. أم هشام.. و فاطمة.. هاد الأخيرة بالذات حس بضيق و هو كيتذكرها.. كانت تجي تشوف تالاسين كل يوم تقريبا.. يمكن حقيقة أنها شقيقة محمد زادت زعجاتو..
بالكاد حضى بوقت معها و هما ملازمينها طول الوقت.. اليوم قال الطبيب أنه ممكن تخرج.. فرح لدرجة كان باغي يعنق الطبيب.. و هاهو بعدما خرج معاه و فاش رجع منعوه يدخل.. قالو ليه كيساعدوها تبدل..
صبر راسو.. لأنه منين يخرجو من هنا حد ميقدر يبعدها عليه..

بان ليه لباب كيتحل.. خرجات الممرضة الي كانت معاهم و قالت ليه ممكن يدخل.. دفع لباب و خطى داخل الغرفة.. عينيه مشاو ليها مباشرة.. كانت جالسة على جنب السرير رجليها الحافيين بالكاد كيلمسو الأرض..
طلع بعينيه مع أطراف فستانها العاجي.. كان طويل و كمامو مغطيين يديها بالكامل.. لكن منين وصل لعند عنقها بان ليه مكشوف.. فتحة الفستان واسعة مبينة رقبتها و جزء من كتافها.. شاف فعينيها و هو كيتقدم ناحيتها..
ابتاسمات بخجل من نظراتو و خافت يتهور تاني.. لكن فاش وصل عندها مد يدو جنبها و خدا الشال الي محطوط فوق السرير.. دارو على راسها و لواه مغطي عنقها.. تحنى شوية و دوز يديه تحت رجليها و ورا ظهرها و بخفة هزها بين يديه.. 
حسات بالحرارة و الدم كيجري لوجها.. خرجها من الغرفة مخلي النساء بثلاثة مبتاسمين.. و هو غادي فالرواق قال ليها بأمر.. 
أوسمان : شدي فيا باش مطيحيش

دورات يديها على عنقو و حدرات راسها محرجة من منظرهم.. كان عكسها كيتمشى بدون ميهتم لنظرات الآخرين.. خرج من باب المشفى و توجه ناحية سيارتو.. بان ليه صلاح واقف جنب السيارة الي خلفها..
حرك ليه راسو و حط تالاسين فالكرسي.. ضار ركب و خرج مسرع من المكان.. بدون مينتابه للأعين النارية الي راقباتهم من بعيد.. واقف محمد مزير على قبظة يدو و نار مشتعلة كتحرقو فصدرو.. و بدورو غير منتابه للنظرات الحزينة المتألمة الي مراقباه..
خرجو كل من حسناء و ثرية و فاطمة الي خدات مسبقا الإذن من عند هشام و ركبو مع صلاح الي غيوصلهم لدار أوسمان..

سايق فالطريق الضيقة الي جات بين الحقول و الأراضي الزراعية.. كانت دايرة جهة النافذة كتشوف المناظر حولهم.. مزال حاسة ببعض الغرابة لمعرفتها أنها كانت فغيبوبة لمدة سنة.. لكن وجودو بجنبها نساها فكلشي..
دورات وجها جهتو و هي تلقاه كيشوف فيها.. عضات على شفتها لتحتانية حابسة ابتسامتها و رجعات كتشوف من النافذة.. توقفات السيارة فجأة و يالاه غتضور عندو حسات بيه جرها من مرفقها و بسهولة هزها حطها فوق رجليه..هزات راسها شافت فيه مستغربة و قالت..
تالاسين : علاش وقفتي هنا ؟
أوسمان : بغيت
مد يدو جر الشال من على شعرها و لاحو فوق الكرسي.. دور يدو على خصرها و دفن راسو فعنقها..
حسات بملمس شفايفو تحت وذنها و هي تكمش عنقها.. ابتاسم بمكر و طبع قبلة بطيئة.. تبعها قبلات آخرى و هو كيحس بجسمها كيرجف بين يديه.. قال و شفايفو كيلمسو بشرتها.. 

أوسمان : الله يصبرني
تالاسين : ' بعدات بسرعة و تقابلات مع وجهو كضور فعينيها ' مالك
أوسمان : هاد الأيام بغيت غا نجي نلقاك بوحدك حرام، كانو يشدو معاك شهادة السكنة تماك
تالاسين : ' ضحكات بصوت خافت ' علاش كتبقى تخنزر ففاطمة، راه هاديك ختي ولفنا مكنتفارقوش حتى لهاد العامين، فاش وقع
أوسمان : عارف و لكن انا شنو ذنبي نتحرم من مراتي
تالاسين : ها انا معاك
أوسمان : دابة، و منين نوصلو للدار خاص نخوي الساحة باش يجلسو معاك
تالاسين : ' حطات راحة يدها على فكو ' من بعد غيرجعو و نبقاو بوحدنا
أوسمان : ' لمعو عينيه ' و بعدها !
تالاسين : غتعاود ليا گاع الي فاتني
أوسمان : ' عقد حجبانو ' حنا غبقاو غير كنعاودو
تالاسين : و شنو غنديرو
اوسمان : ' كيقرب لشفايفها ' شي حاجة بحال هادي
يالاه بغا يحط شفايفو على شفايفها سمع صوت الكلاكصون.. زفر بالجهد و تلفت شاف سيارة صلاح واقفة وراه.. رجع تالاسين لمكانها و تحرك.. مدة قصيرة و كانو السيارتين قدام الكوخ.. تالاسين بغات تحل لباب تهبط و هو يجرها اوسمان.. خدا الشال و عاود دارو ليها على راسها.. قالت تالاسين بتذمر.. 
تالاسين : خنقني
أوسمان : ' بصرامة ' حتى يمشي صلاح و حيديه، من غيري أنا حتى واحد ما منحقو يشوف شعرك

تالاسين : فلول مكنتيش كتمانع
أوسمان : فلول، اما دابة اختالف الوضع
تالاسين : ' بدلع ' و وجهي نغطيه و لا بلاش
أوسمان : ماكرهتش
تالاسين : ' ابتاسمات ' تبدلتي بزاف
أوسمان : ماعجبكش التغيير !!
تالاسين : بالعكس عجبني بزاف، و فرحت فاش شفتك مواضب على صلاتك ' تغرغرو عينيها ' الحمد لله
قربات ليه و يديها محاوطين وجهو.. حطات شفايفها على جبهتو و طبعات قبلة حنينة.. بعدات كتقاد فشالها و حلات لباب باش تهبط.. خلات أوسمان مسمر و زوبعة من المشاعر الجياشة كتفجر داخلو.. حك على صدرو و تنهد بعمق عاد هبط تابعها.. لقاها واقفة مع النسا و مشا عند صلاح شكرو على ايصالهم..

مرو أسبوعين آخرين و داكشي مناش خاف أوسمان طاح فيه.. النساء احتلو الكوخ و مبقاوش فارقو تالاسين.. فاطمة كانت تمشي لدارها يومين و ترجع.. أوسمان تنفى لدار صلاح الي كانت أقرب مكان للكوخ..
بعدما رجعو داك اليوم من المستشفى و هما جالسين مع بعض فالصالة.. جات فبال فاطمة فكرة يديرو احتفال بمناسبة رجوع تالاسين.. و جا اقتراح حسناء يديرو احتفال بزواجها هي و اوسمان الي داز فديك الضروف و حد ماحضر ليه..
عجباتهم الفكرة و اتافقو يكون غير بيناتهم.. و منين خبرات حسناء ولدها بشنو قررو و طلبات منو يبقى فمكان آخر حتال يوم الاحتفال.. كفر ديال المعقول و شتم حظو التعيس.. حتى انه ماقدرش يشوف تالاسين بعد اللحظة الي خرجات من سيارتو.. و هاهو اليوم جالس فصالة الأكل هو وصلاح و كيحك على ذقنو بسهو..

صلاح : تغدا اصاحبي
اوسمان : ' شاف فيه ' حفلة صغيرة كتنظم فنهار ماشي فجوج سيمانات
صلاح : ' حبس الضحكة ' اه عندك الحق
أوسمان : هادو ماشي باغين يحتافلو بيها باغيين ينتاقمو مني
صلاح : الصبر مابقا قدما فات
اوسمان : ' خنزر فيه ' غا طلقها، دابة تجي نوبتك
صلاح : اودي، جربت و تعلقت فشي حاجة بعيدة عليا
أوسمان : شكون هادي ؟
صلاح : نسا، ' وقف ' غنمشي نتقدا داكشي الي وصاتني عليك لواليدة ديالك، تمشي ؟
أوسمان : ' تكى على ظهر الكرسي ' لا خرجت من هنا مغنوقف حتى نوصل لعندها
صلاح : ههههه حالك صعيييب

هز صلاح السوارت و تم خارج و هو مستمتع بعذاب صديقو.. فهاد العام الي مر و بعد الحادثة الي وقعات.. صداقتو باوسمان زادت توطدات أكثر.. صلاح مخرجش من الجيش الفرنسي و لكن دفع طلب يولي يتكلف بأي عمل مكتبي عادي..
بدورو تغيرو معاه حاجات كثيرة و قناعاتو تبدلو.. مبقاش داك الطموح او الرغبة فأنه يتبث نفسو للآخرين و بالظبط للفرنسيين الي هانوه لسنوات.. رجع كيقلب على السكينة و راحة البال.. و فعلا ارتاح و علاقتو بأوسمان رجعات قوية..
ساندو بعضهم و بداو يبعدو من أي حاجة كانت تربطهم بحياتهم السابقة..

ركب فالسيارة و توجه للمدينة و بالظبط لأحد أكبر الأسواق.. هبط و مشا ياخد الي وصاتو عليه حسناء الي كيعتابرها فمثابة الأم ديالو.. و هو قاطع الطريق شاف مجموعة من الجنود واقفين كيقهقهو و عيونهم الثائرة مركزة فجهة وحدة..
كان على وشك يتجاهلهم حتى لفت انتباهو الشخص الي كيشوفو فيه.. كانت واقفة قدام الفندق بفستانها الأسود الي بالكاد فات ركبتها.. شعرها الذهبي مجموع بعشوائية و خصلات قصيرة مطلوقين جنب وجها.. عينيها البنيتين كيشوفو فالطريق بسهو بدون متنتابه للأشخاص الي كياكلوها بعينيهم..
احمر وجهو بسرعة و غير طريقو اتجاهها.. وقف قدامها و هي تلفت جهتو.. كيف جاو عينيها عليه ابتاسمات ابتسامة قهراتو.. لكن غضبو من نظرات الجنود ليها خلاو يخاطبها بحدة.. 
صلاح : ' بالفرنسية ' شنو كديري هنا ؟
ميرا : اهلا صلاح، انا لباس و نتا اش خبارك
صلاح : علاش واقفة هنا ؟؟
ميرا : كنتسنى خطيبي
صلاح : خطيبك... !!!

ميرا : ' ضحكات بمرح ' هههه مالك خرجتي فيا عينيك، زعما جاتك غريبة نكون تخطبت !
صلاح : ' بنبرة جامدة ' مبروك
ميرا : ' قربات خطوة اتجاهو ' مامخطوبة والو غير بغيت نشوف رد فعلك
صلاح : ' عقد حجبانو ' هادشي ماشي ديال التفلية
ميرا : واش سمعتي شنو قلت ليك !!
صلاح استرجع عبارتها الي خلاتو يحس بلهيب فصدرو.. لكن بسرعة تذكر شكون هي و بنت من.. قال محاول يغير مجرى حديثهم.. 
صلاح : امتى رجعتي للمغرب و علاش نتي هنا
ميرا : ' تمحات الابتسامة من على وجها ' شهرين و أنا هنا، و جالسة فهاد الفندق
صلاح : بوحدك ؟
ميرا : وي بوحدي، علاش خاص يكون معيا شي حد !
صلاح : نتي ماشي اي وحدة باش تخرجي و دخلي بوحدك بلا حراسة، عارفة أعداء باك غيبغيو يوصلو ليك
ميرا : من ديما أنا مستقلة و بوحدي و عمر كان وجودي ليه قيمة، حتى فاش كان بابا هنا زارع الرعب فالناس و عندو أعداء مكانش مسوق ليا و لا لسلامتي لا هو لا اعداءو، دابة منين فقد كلشي و رجع جندي سابق كيتعالج فمستشفيات فرنسا كتظن مزال يهتمو ببنتو !
صلاح : ' حس بنبرة الألم فصوتها ' و رغم هادشي كولو وقفتي معاه
ميرا : أكيد، رغم كلشي كيبقا بابا و واجبي نوقف معاه واخة منكونش راضية على تصرفاتو، و منين استاعد صحتو شوية رجعت للمكان الي قررت نعيش فيه حياتي
صلاح : باغة تستاقري هنا ؟؟
ميرا : آاه، لقيت راحتي فهاد المكان، التاحقت بالجامعة هنا باش نكمل تخصصي و قررت ندرس اللغة العربية و اللهجة المغربية، و بعدها بغيت نتبع الحلم ديالي
صلاح : مؤرخة تاريخية
ميرا : تماما
صلاح : و ا خليفة ابن خلدون اجي معيا نحيدو من هنا و نكملو هضرتنا بعيد ' قسات نبرتو ' قبل منجمع الزبل كامل الي هنا
ميرا : ' شافت فمن كيخنزر بانو ليها مجموعة من الجنود كيحنزو فيهم و ابتاسمات ' مالهم شنو دارو ليك مساكن
صلاح : ' شد فيدها و جرها معاه جهة السيارة ' غيرجعو مساكن منين نجبد ليهم عينيهم

زادت وساعت ابتسامتها أكثر و هي كتسمع تهديدو الجدي.. هبطات عينيها شافت فيدو الي قابضة على يدها بقوة و هي تحس بدقات قلبها كيتسارعو.. متنكرش أنها معجبة بيه من شحال هذا.. كانت تشوفو فعدة مناسبات مع خوها اوسمان.. 
شخصيتو طائشة شوية على شخصية خوها و لكن كان كيتميز بصفات أخرى بغاتها فشريك حياتها.. و للأسف كانت عوائق حالت بين اي علاقة ممكن تنشأ بيناتهم.. 
كانت تشوف نظرات الإعجاب فعينيه لكن عمرها عرفات لاش كان يتهرب من لقاءاتهم و يبعد من المكان الي كتكون هي فيه.. ظنات انها يمكن توهمات أنه بدورو معجب بيها.. و لكون شخصيتها قوية و مستقلة بعدات حتى هي..

صلاح مكانش شعورو جهتها مجرد إعجاب.. كان حب الي كبر على مدى سنوات.. كان عارف أنها ماشي ليه و ميمكنش يحصل عليها لكن قلبو كان ليه كلام آخر.. فأحد الأيام تجرأ و فتح موضوع زواجو بيها مع آرثر..
و كيف توقع كان ردو الرفض.. لكن ماكتفاش بهادشي حرص على انه يهينو و يذكرو بماضيه و أصلو.. و أنه لمهما وصل غيبقى تحت مستواها..
طوا صلاح الموضوع و كان مثيقن باها مغاديش يعاود ليها.. و تراجع يتكلم مع أوسمان تفاديا لتوثر صداقتهم.. صدّق أنه قادر ينساها لكن كلما تذكر اسمها او تجبدات سيرتها كان يحس بالألم يعصر فصدرو لقصة حب متكتب ليها حتى انها تبدا.. 

كانت السيارة غادية فالطريق بسرعة متوسطة.. غروب الشمس البرتقالي أمامهم عطا للجو شكل آخر.. بجوج ساكتين.. صلاح مركز فالسياقة و نقص السرعة فور ما شافها مأخودة بالمنظر.. بعد مدة قصيرة وقفات السيارة قدام دارو و هنا تلفتات عندو و قالت بتساءل.. 
ميرا : ماشي هادي دارك، لاش جبتيني ليها
صلاح : هنا حسن ليك من الأوطيل 
ميرا : ' صغرات عينيها فيه ' باغي نبقاو بجوج فدار وحدة، ' بعدات عينيها عليه و هزات راسها بكبرياء ' منقدرش نبقى معاك، اصلا كنت ناوية ناخد شي دار صغيرة مغاديش نبقى فلوطيل ديما
صلاح : و شكون قاليك غنبقاو بوحدنا، أوسمان كاين لداخل

حل لباب و هبط.. ميرا سمعات بلي خوها كاين و هي تخرج بسرعة.. مع فتح صلاح الباب دازت فيه و دخلات كتجري ورتقلب عليه.. أوسمان كان جالس فالصوفا و هاز كتاب بين يديه.. هز راسو شاف ميرا و هو يوقف.. 
فتح ليها يديه و مشات عندو كتجري تلاحت فحضنو.. عنقها بقوة و كيف بعدها بدا يسول باهتمام.. 
أوسمان : شنو كديري فالمغرب !
ميرا : غنزاحمك، قررت نعيش هنا
اوسمان : غتعيشي هنا، من امتى خديتي هاد القرار
ميرا : منين واجهت بابا
أوسمان : ' زير على قبظة يدو بقوة ' 
ميرا : ' بتساءل ' علاش ماعمرك جيتي تشوفو فاش تضرب
أوسمان : ' بنبرة باردة ' باينة معاود ليك والو كيف ديما
ميرا : واش تناقشتو، علاش مقاطعو ثاني
أوسمان : ' بعصبية ' باك مبقات عندي بيه علاقة، و لو شفتو قدامي غنكمل داكشي الي بديت و هاد المرة غنتأكد أن روحو زهقات عاد نعطيه بظهري
ميرا : ' بصدمة ' مكنتش مثيقة الشائعات الي سمعت، واش بالصح نتا الي ضربتيه حتى نقلوه لفرنسا فحالة خطيرة !!

اوسمان : ' مغزز سنانو ' ايه و انا شاد مرتي كتموت بين يديا ضربو، و ندمت الي مجبتهاش ليه بين عينيه
ميرا : ' حطات يدها على فمها ' و و علاش ... !
أوسمان : واخة نشرح ليك مغتفهميش، خليك بعيدة على هادشي
ميرا : كنعرفك مزيان و ضروري يكون سبب حتى وصلات بيك تحاول ' نطقاتها بصعوبة ' تقتلو
أوسمان : باختصار قاسني فنقطة ضعفي
ميرا : ' بعدم فهم ' ش شكون
صلاح : أرثر كان باغي يقتل أوسمان و مرتو تلقات ليها و غير مؤخراً فاقت من الغيبوبة بعدما قالو ليه مكاينش امل ترجع
ميرا : ' شهقات مصدومة من الي سمعات ' م ميمكنش
أوسمان : ' ابتاسم بجنب ' بزاف مكتعرفيهش على باك و حسن متعرفيش ' جرها عندو ' انا مبقيتش جزء من ديك العائلة، لكن علاقتي بيك عمرها تغير، بغيتي ولا كرهتي غنبقا خوك
ميرا : بابا كنت ديما عارفة أنه قاسي على غير لآباء لعاديين خاصة معاك، و كنت كنقول السبب هو حينت كيعزك كثر و باغيك توصل لأكثر منو، و أنا فالمقابل كان متجاهل أي حاجة متعلقة بيا حينت عارفة كان باغي ذكر أخر، لكن عمرني عرفت أنه يقدر توصل بيه يحاول يقتلك ' تغرغرو عينيها ' كيفاش قدر
أوسمان : خوي راسك من هادشي، الي وقع بيني و بينو بعيد عليك،

ميرا : منقدرش نسامحو حينت فكر يآذيك، واخة ماعرفت شنو تكون درتي راك ولدو من دمو، كنت كنلومك حينت مدة هادي و هو كيتعالج و عمرك زرتيه، و أنا حسيت بالأسف حينت خليتو و قررت نتبع الحلم ديالي و نرجع لهنا
أوسمان : ' حط يدو على كتفها و حاول يغير الموضوع ' متأكدة من قرارك باغة تستاقري هنا
ميرا : ' حركات راسها بالإيجاب ' امم، و متخافش عليا انا قادة براسي
أوسمان : اش كتخربقي، كيفاش قادة براسك و انا شنو كندير
ميرا : ' ابتاسمات ' نتا مزوج و غيكون عندك انشغالات أخرى مغاديش نزيد عليك همي
أوسمان : ' ضرب بصبعو على جبهتها ' ديك الاستقلالية ديالك مديريهاش عليا
ميرا : هو الصراحة بغيت مساندتك بلما تحكم فيا
أوسمان : ميمكنش، ضروري بجوج
ميرا : لا سمح ليا، تحكم غا فمرتك، أنا راجلي و مغاديش نخليه يفرض عليا شي حاجة
صلاح : ' الي واقف مراقبهم ' حسن متزوجيش و هني راسك
ميرا : ' تلفتات عندو ' لا بغيت نتزوج، و نحط شروطي الي مبغاش بلاش
أوسمان : مصيبة معاك نتي
ميرا : ياكما حينت فيكم دم مغريبي باغين تحكمو فعيالاتكم، ' نعتات فاوسمان ' بلاتي نتلاقى بمرتك و نجلس معها
أوسمان : بعدي على مرتي
صلاح : و تعرفي فاش كانت معيشاه و هي بنت جبال الاطلس
ميرا : شفتها مرة وحدة، فنيونة بزاف، الله يخليكم لبعض
أوسمان : ' بتنهيدة طويلة ' آمييييين
صلاح : ههههه الله يشوف من حالك
ميرا : مالو ؟
صلاح : جراو عليه من دارو، جوج سيمانات مشاف مرتو
ميرا : ههههه خويا لحبيب، بقيتي فيا

صلاح : فكرتوني خاص ناخد المقدية لدار العرس، ميرا باغة تمشي عندهم
ميرا : آه آه بغيت
صلاح : ' شاف فاوسمان ' غنحط ميرا و السخرة و نرجع لعندك باش متقنطش
أوسمان : حدك لباب
صلاح : حاضر
حطات ميرا حقيبتها الصغيرة و خرجات تابعة صلاح.. ركبات جنبو و يالاه باغي يشد الطريق بان ليهم اوسمان خارج.. حل لباب على ميرا و قال.. 
أوسمان : هبطي و طلعي اللور
ميرا : غادي معنا
أوسمان : تحركي
هبطات و ركبات فالخلف مخلية أوسمان ركب جنب صلاح.. الي انطالق بالسيارة و هو و ميرا حابسين الضحكة.. بعد مدة كانو قدام الكوخ.. حط صلاح السيارة جنب السور الحجري و بغا يهبط.. شد فيه أوسمان و قال.. 
أوسمان : خليك دابة نهبط المقدية
صلاح : بغيتي نبقى فالطوموبيل !
أوسمان : امم

نزل أوسمان و هز المقدية من الكوفر.. شدات من عندو ميرا قفة صغيرة هزاتها و تمشاو جهة الباب.. كانت مجمعة معاه و ضحكات بصوت عالي فاش جاوبها بكلام لا علاقة بداكشي الي سولات عليه و هو عينيه غير على لباب..
يالاه باغي يجبد السوارت يحل و هو يتحل الباب و طلات من وراه نجمة.. قالت بترحيب.. 
نجمة : سيدي أوسمان لالة ميرا
ميرا : ' قربات سلمات على نجمة بعناق غامر ' نجمة بخير
نجمة : ' ضحكات على لكنتها الغريبة ' الحمد لله
أوسمان : ميرا غتجلس معاكم ' مد ليها المقدية ' عيطي ليا انجمة على تالاسين بغيت نهضر معها
نجمة : ميمكنش
أوسمان : ' عقد حجبانو ' و علاش
نجمة : تالاسين كنوجدوها باش ندخلوها لتَحمّامت، حينت خاص نحنيو ليها على حساب غدا
أوسمان : ' كمش جبهتو بانزعاج ' الحنة... !
ميرا : ' فهمات شوية من حديثهم ' أوسمان كيكره الحنة
نجمة : و لكن هي عروسة، ضروري تحني
حسناء : ' من وراها ' شكون جا انجمة ؟ ' شافت ولدها و ميرا ' بنتي ميرااا ' عنقو بعضهم ' كيف دايرة ابنتي
ميرا : لباس، توحشتك اخالتي و توحشت جماعتنا
حسناء : دخلي ابنتي مرحبا بيك، جيتي مع هاد المناسبة هي هاديك
اوسمان : لواليدة انا هنا
حسناء : لاش جيتي، مافيك الي يصبر حتال غدا
أوسمان : خاص نهضر مع تالاسين ضروري
حسناء : لا والو، سير حتال غدا و جي، و ديك الساع هضر معها حتى تشبع ' كدفع فيه ' يالاه سير الله يرضي عليك

دخلات نجمة و حسناء جرات ميرا معها باش تسد لباب.. ميرا رجعات عند خوها و عنقاتو و هي كتهمس ليه فوذنو.. عاد دخلات للدار.. تالاسين كانت خارجة من لبيت و جاو عينيها غير على أوسمان الي واقف عند لباب..
ارتاعش جسمها فقط لشوفتو بعد بعدهم على بعض لأيام.. كانت غادية عندو فاش شافت فتاة طويلة ذات شعر بني عنقاتو و كتهضر ليه فوذنو.. حسات بغيرة حارقة فصدرها و جمدات فبلاصتها..
رجعات خطوة اللور و هي كتشوفو غادر بدون ميسول عليها او يشوفها.. حبسات الدمعة بزز باش متقفزش من عينيها و هي كتشوف فيهم كيقربو لعندها.. حسناء جرات ميرا الي كانت كضور راسها هنا و لهيه و هي كتستكشف الكوخ الي حمقها..
تلفتات حتى تقابلات مع تالاسين و هي تبتاسم ليها.. فحين قالت حسناء..

حسناء : بنتي تالاسين هادي ميرا خت أوسمان
تالاسين : ' تذكراتها و هي تبتاسم '
ميرا : ' جراتها كتعنق فيها ' حبيبة خويا، وينو شحال غزالة
تالاسين : ' مافهمات شنو قالت ليها '
حسناء : ههههه شي مافهم شي، و انا مافيا الي يترجم ديرو الإشارات، مزال تابعني مايدار
حسناء خلاتهم و رجعات لكوزينة عند ثرية.. بقات تالاسين واقفة كتبلق فعويناتها و ميرا كتهضر و تعبر على اعجابها بالدار.. نجمة دايرة فيها فاهمة و كتحرك ليها راسها.. شوية خرجات فاطمة من الصالة كتعيط عليهم..
هزات حاجبها كتبرگگ فميرا، و منين قالو ليها خت أوسمان عاد طلقات معها.. توجهو كاملين لغرفة النوم الي كان فيها الحمام.. دخلات نجمة ليه باش تكمل التوجاد..
الحمام كانت ارضيتو خشبية و فالجانب كاين حوض صغير من النحاس.. قادات نجمة جليسة بكراسي محدورين و عمرات السطولة بماء ساخن حتى رجع الحمام كولو بخار.. حطات مستلزمات الاستحمام من غاسول و الصابون البلدي للورد و الحناء.. و ستفات شميعات فالرفوف عاطين إضاءة خافتة.. خرجات لعندهم كتنش على وجها..

بعد لحظات كانت تالاسين فالحمام وسط كل من فاطمة نجمة و ميرا.. كاملين لابسين فوطات رقاق بيضين مغطين صدرهم حتال عند فخاضهم.. كانو شاديها بحال الدمية وحدة تخوي عليها الما و لاخرى تمشط ليها فشعرها الطويل الي واصل لأرض مع جالسة على كرسي هابط..
خدودها مزنگين من حرارة الحمام و مبتاسمة بخجل.. كانت اول مرة تشارك الحمام مع شي حد من غير فاطمة.. حكو ليها و بداو يلطخو فالاعشاب لجسمها الي ناصع البياض و ميحتاجش أصلا.. كملو ليها و غسلو حتى هما و ضحكهم صداه واصل للخارج.. خرجات بعدما فلتات منهم و جلسات فطرف السرير كتلبس حوايجها..
فلحظة شافت جهة السرير و تزنگات ديال المعقول و هي كتفكر أن بعد الليالي الي فاتو و هي كتبات هنا بوحدها.. أخيرا غتنعس فأحضان راجلها.. ليلة واحدة فقط و يتجمع شملهم من جديد.. 

بعد مدة كان الجميع جالسين فالصالة.. لبنات لابسين فساتين و طالقين شعورهم المموجة.. تالاسين لابساه فالوردي طويل و قطني.. وجها نضر و حميمر من جهة خدودها و نيفها.. مزيناه ابتسامة مشرقة مفرقاتش وجها.. 
حسناء و ثرية لابسين قمصان تقليدية و دايرين قطبان حمراء على ريوسهم.. مكتافين بالكحل فعينيهم و السواك لفمهم..
جابت نجمة صينية فضية فيها الحنة الي خوضات.. حطاتها فوق الزربية جنب ثرية الي غتديرها لتالاسين و قالت.. 
نجمة : غدا يشوفها فيديك و رجليك غيتصدم
تالاسين : ' شافت فيها بعدم فهم '
نجمة : راجلك كيكره لحنا
تالاسين : ' سحبات يدها بسرعة من يد ثرية ' مابغيتش نديرها، اصلا مكتعجبنيش
فاطمة : الله يمسخك الكذابة، ماشي كتحماقي عليها
ضحكو كاملين و هما كيشوفو فيها كضور فعينيها.. منين مقدروش يقنعوها ديرها.. كل وحدة خدات شوية دارتو فراحة يدها على شكل دائرة و حيدو الحنة..
تحط الآكل من الحلويات و أتاي.. شي خدا التعريجة و البندير و شي حزم.. و تصاعدات اصوت أحواش من الكوخ الصغير لوقت متأخر من الليل..

أشرقت شمس يوم جديد.. يوم مميز غيتاحدو فيه روحين للمرة الثانية.. لكن هاد المرة حلاوتها غير.. أوسمان كان يحمل كل معاني الحب اتجاه محبوبتو من يوم لقاءهم الأول.. و يوم بعد يوم تغرم بيها اكثر.. تحركات عندو نزعة الحماية اتجاهها و بغا يحميها بأي ثمن.. 
و بعدها رجع باغيها تكون ليه وحدو.. ملكو روحا و جسدا.. يوم فكر يستاقر تالاسين كانت المرأة الوحيدة الي باغي يشارك معها باقي حياتو.. تجاهل تاريخهم اختلافاتهم و حتى كراهيتها ليه فالسابق.. و كانت أمنيتو يملك قلبها..
و فاش تحقق مبتغاه حس بداك الجزء من ذاتو الي كان مفقود اكتامل.. غامر بكلشي على قبلها و مستاعد حرفيا يفديها بحياتو بدون تردد.. خاصة بعدما تأكد أن قلبها كينبض بإسمو و أن شبح حب طفولتها اختفى تماما.. 

تالاسين رغم كل الإشارات الي كانت تعطيها تحذير من أنها تبغي عدوها.. الا و بقاءها بجنبو غير تفكيرها عليه كليا.. طفى غضبها من جهتو و ماكتفاش بهادشي بل انتازع حبها منها و خلى اسمو يتحفر بعمق فقلبها..
متقدرش تخيل نفسها بلا بيه.. كتعشقو لدرجة كتخليها تحس بالضعف رغم أنها شخصيتها قوات مع الوقت.. هي قوية لكن محتاجة ليه كدرع و سند ليها.. كيفما كان من أول لقاء و لا زال.. أوسمان هو عائلتها هو منزلها و مصدر الأمان بالنسبة ليها.. و اليوم غتزف ليه بكل رضاها.. 

جالسين النسا فطبلة الفطور الدائرية.. كيفطرو و يتكلمو على شنو غادير كل وحدة.. رغم ان الاحتفال غير بيناتهم لكن حسناء بغاتو يكون متميز و هذا غير باش تعوض تالاسين على زواجها اللول لي كان بداك الشكل..بدون فرح و لا حضور اي فرد من عائلتها..
شافت حسناء جهة تالاسين الي كانت مجمعة مع فاطمة.. ابتاسمات فاش شافت ابتسامتها الشاسعة و حمدات الله انهم قدرو يتجاوزو كل المصائب الي هبطو عليهم من ورا طليقها..
و هي كتكب فأتاي سمعات الدقان.. شافت فنجمة بغات تقول ليها نوضي تحلي حتى بانت ليها ميرا ناضت كتجري جهة الباب.. ضحكات على هبالها..
ميرا الفرد الوحيد من أسرة آلبرت الي كانت مختالفة عليهم.. مشبهاتش للاب ديالها فقسوتو و لا للام ديالها فتعاليها.. خرجات عفوية و حنينة.. طموحة و عزيز عليها دير الخير.. تجاهل باها ليها خلاها تبع شنو بغات و متفرضوش عليها توقعات العائلة و محيطهم البورجوازي.. عكس أوسمان الي كان تحت الظغط طول الوقت و تفرض عليه كيف يسير حياتو بلا ميختار..
مع ذلك حسناء حمدات الله أن هادشي تغير واخة دفع الثمن هو و مرتو.. ساست راسها من هاد الأفكار.. اليوم للفرح فقط و ميمكنش تخلي أي حاجة تنغص عليها فرحتها بولدها و تالاسين.. 

حلات ميرا الباب و وقفات كتشوف فصلاح هاز صندوق بين يديه و عاطي للباب بظهرو.. قادات شعرها بأطراف صباعها و نحنحات.. تلفت صلاح شافها و بقا شحال واقف و هو كيتأملها.. 
كانت لابسة كسيوة حمراء طويلة و بسميطات عراض.. شعرها جامعها لفوق حتى بان عنقها الطويل.. نزل بعينيه مع القلادة الذهبية الي مزينة رقبتها و كيف لمح الصليب الصغير الي كيتوسطها تحركات عضلة فكو و بعد عينيه..قال بنبرة باردة.. 
صلاح : أوسمان وصاني نوصلهم لهنا، ' مد ليها الصندوق ' عطيه لتالاسين
ميرا : صباح النور مكيناش
صلاح : صباح النور
ميرا : ' ميلات شفتها ' دابة بلما تقولها
مدات يدها باغة تاخد من عندو الصندوق.. لمسات بصباعها يدو و هو يهربها بسرعة.. شافت فيه مستغربة و بعدات خطوة اللور.. 
ميرا : صلاح
صلاح : شنو ؟
ميرا : كاينة شي وحدة فحياتك
صلاح : ' فاجآتو بسؤالها ' علاش كتسولي ؟
ميرا : بغيت نعرف و صافي
صلاح : لا
ميرا : ' ترسمات على شفايفها ابتسامة عريضة ' مزيان، ياك غتجي مع اوسمان باش تشوفني بالقفطان المغربي، يالاه سير خاص ندخل قبل ميكملو " الزميتة " و يخليوني بلاش

دخلات و سدات الباب من وراها.. صلاح بقا واقف فمكانو متحركش.. مزال كيفكر فسؤالها الي لاحتو ليه و رد فعلها على جوابو.. تحرك نازل مع دريجات الخشبية الي قدام الباب و هو كيحك على راسو..
رجع تلفت جهة الباب كيتذكر ابتسامتها و البريق الي لمح فعينيها.. كان كيصارع باش يخبي إحساسو اتجاهها و قنع نفسو أنه قادر يدفن شعورو لأن علاقتهم مستحيلة.. لكن فهاد اللحظات خربقات ليه راسو..
خلات صدرو يضرب بقوة و هو كيستنتج مغزى كلامها.. معقول ميرا كتحس جهتو بنفس الشعور.. و لو كانت الإجابة آه فمستحيل يتراجع مزال.. خاص غير يعرف أنها كتبغيه و قابلة بيه كشريك حياتها.. و ديك الساع مستاعد يحارب باش تكون ليه.. 

حطات الصندوق فوق الكنبة و شافت جهة تالاسين.. قالت بالفرنسية مع شي كليمات دارجة معكلين.. 
ميرا : هذا جابو صلاح ليك اتالاسين من عند خويا لعريس
تسمعو ضحكات البنات و أنظارهم على الصندوق.. تالاسين تزنگات و هي كتشوف فشكلو الأنيق.. كان صندوق خشبي مزخرف و مزين بقطع من النحاس..
و هي كتفكر شنو ممكن يكون فيه حسات بنغزة فجنبها حتى قفزات.. دارت جهة فاطمة مغوبشة و قالت.. 
تالاسين : احح ضرتيني
فاطمة : ' قربات عند وذنها ' باركة من تبعكيك غا قستك،عارفة بعدا شنو كيتسناك الليلة و لا لا، راه عاااام و هو مسكين كيبات حدا راسك، تلقاه كيتحلف و يعاود ههه

تالاسين : ' خرجات فيها عينيها ' كوني تحشمي
فاطمة : اودي الحشمة طارت من نهار زبلت نادية و رجعت نجمع مع العيالات ههه
تالاسين : خايفة
فاطمة : اويلي على خايفة، راه نتوما مزوجين من شحال هذا غتكوني ولفتي، واخة غيكون موحشك قوليه يتكايس هههههه

تالاسين بقات كتشوف ففاطمة كضحك و الخلعة راكباها.. ماقدراتش تقول ليها راه دخل عليها مرة وحدة و بعدها وقع الي وقع.. حتى ديك الليلة هي مكانتش عارفة شنو كيتسناها حتى جا داكشي تلقائي.. أما دابة عارفة و زادت تخوفها..
بعدما أصرو عليها تفتح الصندوق.. جراتو لعندها و فتحاتو.. بان ليها ثوب أبيض مطرز بورود بيضاء كيتوسطها لآلئ صغيرة.. مدات يدها تحسسات نعومتو الحريرية.. هزاتو بحذر و بدات كتحلو.. كان فستان أبيض طويل..
بهرها شكلو و هي أول مرة تشوف قطعة مصنوعة بهاد الشكل و الإتقان.. واخة معرفاتش شنو هو بالظبط.. لاخرين بدورهم انباهرو بجمالية الفستان و كانت أول وحدة تكلم هي حسناء.. 

حسناء : هادي كسوة ديال العرايسات كيلبسوهم العرايسات ففرنسا
نجمة : ياااه شحال غزال
فاطمة : كيحمق
ميرا : حلم كل بنت عندنا هي تلبس فستان زفاف أبيض و تحس انها أميرة فاليوم الي غتزف فيه لشريكها و فارس أحلامها، ' شافت فتالاسين ' و خويا اخيرا لقى أميرتو و هداها الفستان الي يناسبها
تالاسين : ' تغرغرو عينيها رغم أنها مفهماتش ميرا شنو قالت و لكن كلامها حسات بيه ' أوسمان سيفطو
ميرا : امم
ثرية : واخة زوين حنا باغيين نلبسوك لباسنا
حسناء : ماشي مشكيل، تلبس لباسنا و تلبسو حتى هو
ميرا : غيجيك غزاال و أنا غنقاد ليك الزينة الي تناسبو
رجعو كيتكلمو و هما كيكملو فطورهم.. بينما تالاسين بقات شادة الفستان بين يديها و فلحظة ضماتو لصدرها.. مكانش قطعة عادية و لكن هو أول هدية تسلمها من أوسمان.. و يالها من هدية.. 

مرو ساعات اليوم ببطء و هو كيتسنى بفارغ الصبر امتى يوصل موعد لقاءهم.. سمع الدقان و بعدو تحل الباب.. دخل صلاح الي كان لابس بدلة بنية أنيقة مع ربطة عنق سوداء.. شاف فاوسمان و هو يصفر..
أوسمان بدورو كان لابس بدلة فاللون الرمادي مع ربطة عنق فنفس اللون.. شعرو الأسود مسرح بطريقة كلاسيكية.. ذقنو مشذب و لحيتو خفيفة مرتبة لهاد اليوم الخاص.. كان شكلو وسيم كيظهر رجولتو الفذة..
ملامحو هادئة عكس داخلو الي متخبط بين الإنتظار والشوق.. خشا يديه فالجيب و قال.. 
أوسمان : كملتي و لا مزال
صلاح : ساليت تعطت غير حينت قلت مع راسي راك مزال كتجهز راسك، ' ضحك ' مع اليوم نهارك
أوسمان : و تحرك خلينا نمشيو
صلاح : زربان هههه

خنزر فيه أوسمان و تحرك فاتجاه الباب.. هبط مع الدروج و صلاح تابعو.. كيف خرجو من الدار بانت ليهم سيارة وقفات عند بوابة الحديقة.. شاف صلاح الشخص ذو الملامح الشرقية الي كان بدورو لابس بدلة سوداء.. 
قرب عندو أوسمان صافحو و قال..
اوسمان : شكرا لأنك جيتي
هشام : عرس ختي تالاسين ميمكنش نفلتو، ماحدها هي فرحانة و مرتاحة ميمكنش نوقف فطريقها، حتى حاجة اخرى مكتهم من غير تكون فحماية الي يستاهلها و هادشي تبتيه نتا
ابتاسم هشام و قرب عنق أوسمان عناق اخوي.. أوسمان تفاجأ من حركتو و مظنش أن ابن خال تالاسين يكون راضي لكونو زوجها.. بادلو العناق بدورو و ارتاح فاش عرف أنه مغيكوش مصدر حساسية بين عائلتها.. 
عرف هشام و صلاح على بعضهم و بدون ميضعو وقت اكثر.. كل واحد فيهم ركب فسيارتو و شدو الطريق فاتجاه الكوخ.. 

واقفة جنب احد الأسرة فالطوارئ و هازة سجل بين يديها كتقرا فيه.. سمعات أنه شي حد دار حادث و هي تحط داكشي الي فيدها و سرعات اتجاه الباب.. بان ليها شخص جالس فالكرسي و مهبط راسو.. انتابهات لقطرات الدم الي كينقطو فالأرض و قربات عندو.. كيف وقفات على مقربة منو شهقات و حطات يدها على فمها.. و خرج اسمو بتلعثم من بين شفايفها..
لونا : م م محمد ... !
محمد : 'هز راسو شاف فيها و عينيه كيتسدو و يتحلو ' عوتاني نتي
لونا : شنو وقع ليك، جبهتك كلها دم
محمد : ' ضحك ' كنت غادي شاد ليمن حتى خرج فيا واحد الحمار راجع اللور
لونا : سكران !!
محمد : ' بغا ينوض ' منعرف لاش جابوني لهنا
لونا : ' شدات فيه ' فين غادي خاصك تداوي الجرحة الي قدها قداش فجبهتك
محمد : ' دفعها عليه ' بعدي
وقفات ممرضة اخرى زميلتها و قالت..
الممرضة : لونا تكلفي بيه واخة هو السبب، خارج فسيارة كانت واقفة فالشارع جاب الله مافيها حد
راقبات الممرضة و هي غادة بعدما رمقات محمد بنظرات غاضبة.. و رجعات شدات فيه.. 
محمد : ياك قلت ليك حيدي يديك
لونا : مغاديش نخليك تخرج من هنا قبل منخيط ليك جرحك، ' جراتو ' سكران و خارج بطوموبيلتك فوحدة أخرى
محمد : راااه هو الي رجع باللور، أنا كنت غادي لعندها حتى خرج فيااا
لونا : عند من كنتي غادي بهاد الحالة ؟
محمد : ت تالاسين
لونا : ' شافت فعينيه الحمرين و بريق الدموع باين فيهم ' علاش كدير فراسك هاكة

محمد : ' هز راسو لفوق ' خلي محاضرتك عندك
لونا : انا ماقلت والو، جلس باش نداوي ليك
جلس محمد فوق البياص كتافو طايحين و شكلو قطع قلبها.. الألم باين فعينيه لدرجة تمنات لو أنه حصل على البنت الي بغا.. على الأقل واحد فيهم يكون فرحان.. 
قربات حتى وقفات مقابلة معاه.. خدات قطن و حطات يدها تحت ذقنو.. هزات ليه راسو و هي كتجنب تشوف فعينيه و بدات كتنضف ليه الجرح.. خيطاتو ليه بمهارة و دارت عليه الفاصمة.. هبطات عينيها حتى جاو فعينيه و هو يطيح المقص من يدها.. بعدات بسرعة و هبطات هزاتو.. قالت و هي باغة تغادر.. 
لونا : ارتاح شوية لا تشدك الدوخة، و ديك الساع لا بغيتي تمشي سير ' عطاتو بظهرها غادة '
محمد : شكرا
زيرات على عينيها و سرعات فمشيتها قبل متضعف من جديد.. أما محمد فلاح ظهرو و استلقى على البياص.. كيشوف فالسقف الأبيض و مقادرش يسد عينيه.. عارف صورتها غطاردو وسط الظلام.. مد يدو حطها عند قلبو و طلب أنه يقدر يتجاوز هاد الليلة..

غربات الشمس كليا و توسط القمر المكتمل السماء الصافية.. وقفو السيارات بثلاثة أمام الكوخ و هما خارجين وصلوهم الأصوات المنبعثة من الداخل.. شافو فبعضياتهم و ضحكو على أصواتهم النسا العالية.. تحرك أوسمان متاجه للباب و من وراه هشام و صلاح.. 
كانو الأضواء خارجين من النوافذ و حتى ريحة الآكل منتاشرة.. دفع بيدو الباب و شاف فالداخل.. لمح نجمة غادة جاية بلباسها التقليدي و القطيب على راسها.. دار خطوة داخل الدار و ماحس الا و بمو واقفة عليهم.. 
حسناء : جيتو ' شافت فأوسمان بفخر ' الله على ولدي، الله يحفظك من العين
أوسمان : فين هي تالاسين
حسناء : ' حبسات الضحكة ' مكاينة تالاسين دابة، حنا النسا جالسين فالصالون معها، و نتوما غتجلسو فالصالة
أوسمان : ' عقد حجبانو ' و علاش ؟؟
حسناء : حنا ماعندنا اختلاط، النسا بوحدهم و الرجال بوحدهم، ' نعتات ليه جهة الصالة ' يالاه دخلو 

دخل أوسمان و هو معاجبو حال.. رحبات حسناء بهشام و صلاح الي تبعوه للصالة.. لقاو الطبلة عامرة بشتى الحلويات المنزلية.. و صينية كبيرة ديال آتاي فيها طاسات فضيين فيهم النعناع و السكر..
جلسو الدراري بأريحية فوق الفوطويات.. صلاح دور عينيه فالصالة و قال.. 
صلاح : و فين هي العروسة باش نباركو ليها
أوسمان : ' شاف فيه واحد الشوفة و قال ' حنا ماعندناش الإختلاط، تزوج و ديك الساع بارك لعروستك
هشام سمع شنو قالت ليه مو و شنو قال ليها و رأيو الي غير بسرعة.. ضحك مبقاش قدر يجمعها.. صلاح بدورو ضحك و ضرب على كتف أوسمان و قال.. 
صلاح : دغيا كتأقلم منخافش عليك هههه
اوسمان : غتشرب اتاي و تاكل الحلوة و تقلع من هنا
صلاح : يا و الله لا مشيت الى معرگتها، انا لاش جاي غا على قبل لماكلة

بعد اخد و رد بيناتهم و مشاداتهم كيف ديما.. عمر هشام أتاي و هو كيسمع ليهم و مد لكل واحد كاسو.. استرخاو فالجلسة و دارت بيناتهم أحاديث عديدة.. بينما كانو اصوات النسا كتسمع من الصالون.. مرة يغنيو مرة يضحكو مرة يتقطع حسهم.. 
كان فارق بين باب الصالون و الصالة ريدو كبير مكيبان ليهم من وراه غير خيالهم.. نجمة الوحيدة الي دخلات عندهم لابسة حايكها و مدات نادية لهشام.. خدا بنتو كيبوس و يعنفج فيها.. و سلمها لأوسمان الي محيدش عينيه عليها..
هزها بحذر بين يديه و طبع قبلة على حنيكاتها المطبزين.. حطات يدها على لحيتو و هي تخسر ملامح وجها.. خدا أوسمان يدها الصغيورة باسها و قال.. 
أوسمان : مكتشبهش ليك
هشام : اه عينيها خضرين بحال تالاسين و خالها ' حس براسو شنو قال ' و لكن عويفية بحال مها، باينة دابة مسيفطاها ليا غا باش دير مبغات
صلاح : سمعو الرديح دابة يشقو لأرض هههه
أوسمان : ' رجع نادية لهشام ' الله يخليها ليك
هشام : امين، دابة نوبتكم نتوما
أوسمان : ان شاء الله

بجانبهم فالصالون كانت الأجواء ناشطة.. واقفة فاطمة هي و ميرا كيشطحو و فاطمة كتحاول تعلمها كيفاش تحرك كتافها.. بجوجات لابسين قفاطن منسادلين على أجسامهم الرشيقة.. طالقين شعورهم و وجهم مزين بدون مبالغة..
بينما كل من نجمة و ثرية و حسناء لابسين قمصان مطرزين من الوسط و دايرين قطبان على ريوسهم..
جالسة فالمكان الي خصصو ليها و كتحرك فعويناتها المزينين بكحل بلدي.. وجها منور تحت ضوء الشموع.. خدودها موردين كيف ديما و شفايفها مرسومين بحمرة قانية زادتها جمال.. ملبسينها قفطان بيج مع اكسيسوارت خاصين بالمنطقة مكملين طلتها التقليدية..
مراقباهم كيتحركو من هنا لهنا.. مرة تبتاسم مرة تسهى بعيد.. لكن نسات كلشي فاش شاركاتهم الرقص و الغناء.. مر الوقت بدون ميحسو عليه.. حتى بعدما تعشاو رجعو مقصرين حتى قربات الساعة لمنتصف الليل..

ناضت فاطمة و ميرا خداو تالاسين لغرفتها.. عاونوها حيدات القفطان و ساعدوها تلبس الفستان الأبيض.. ضفرات ليها فاطمة شعرها الطويل جنب و زينات الضفيرة بورود صغيرة..
فحين نقصات ليها ميرا من الكحل الي فعينيها حتى بان طبيعي و برز شفارها الكثيفة كثر.. زادت ليها الحمرة لشفايفها و بعدو كيشوفو شكلها.. قالت فاطمة و هي كضور عليها يدها.. 
فاطمة : باسم الله مشاء الله
ميرا : جوينة
فاطمة : ههههههه زوينة ماشي جوينة، و نخليوك خاص نمشيو
تالاسين : علاش متباتوش هنا، ظلام الحال و الطريق خايبة عليكم تمشيو فيها فهاد الوقت
فاطمة : هي بغيتي راجلك يجري علينا
تالاسين : ' بترجي ' عفاك 
فاطمة : لا انا اختي غنمشي لداري و نعس معنقة راجلي، جبتو ليا لهوايش ' قربات و عنقاتها ' ماعندك لاش تخافي، ' باستها من خدها ' الله يفرحك و يرزقك شي فنكوش يعمر عليكم الدار

بعدات فاطمة و جات ميرا حتى هي دارت نفس الشيء.. عنقاتها و باركات ليها بالفرنسية.. شكراتها تالاسين و هما يخرجو.. دخلو عندها ثرية و نجمة و حسناء.. شكرو طلتها حتى حشموها و باركو ليها.. خرجو و كانت أخرهم حسناء.. الي ودعات تالاسين بالدموع فعينيها..
كانو اول المغادرين.. هشام و مو و فاطمة.. خرجات حسناء لقاتهم كاملين فالخارج.. شافت فولدها الي واقف جنب صلاح و قربات لعندو.. جرها عنقها كيبوس على راسها و قال.. 
أوسمان : غدا غنجي نجيبك نتي و ميرا
حسناء : لا اولدي بلما تجي، غنبقاو انا و ميرا عند ولدي صلاح شي يامات لا بغا
صلاح : مرحبا بيكم اخالتي ' و عينيه على ميرا الي اول مرة يشوفها بهاد الشكل ' الدار داركم
أوسمان : منين تبغيو تجيو سيفطو ليا
حسناء : واخة اولدي ' حطات يدها على خدو ' الله يرضي عليك

رجع قبل راسها و عنق ميرا.. وقف حتى طلعو لسيارة صلاح و غادرو.. دار شاف فالباب و دوز يدو على شعرو.. تمشى بخطوات هادئة و قلبو كيضرب بعنف بعدما كان فهدنة.. مشا مباشرة لغرفة النوم.. حط يدو على المقبض و حل الباب..
خطى داخل الغرفة و عينيه متلهفين لرؤيتها.. شافها جالسة فطرف السرير كتبان كيف اللوحة.. بالفستان الأبيض المفتوح كاشف رقبتها ناصعة البياض.. و تسريحة شعرها الي خلاتها تبان كأميرة من أميرات الإغريق..
التاهمها بنظراتو.. و تحركو شفايفو ببطء فإبتسامة صغيرة جانبية فاش شاف تلبكها.. لدرجة مهزاتش عينيها فيه فاش سمعاتو دخل.. تحرك ناحيتها و وقف قدامها.. مد يدو حطها على مرفقها و وقفها حتى تقابلات معاه..
طلع يدو مع كتفها لعنقها و حط صبعو تحت ذقنها.. رفعو حتى جاو عينيها فعينيه و تنهد بعمق.. الشوق حرق صدرو و لهب جسمو.. معتارف أنه ضائع فحب إمرأتو الصغيرة.. بوحدها الي كتحرك كل جزء من رجولتو و صلابتو.. حتى رجع خايف عليها من نفسو..

دور يدو و حاوط خصرها بتملك.. جلس فطرف السرير و جلسها على حجرو.. ضم بيدو الحرة خدها و صبعو كيلمس شفتها لتحتانية برقة.. قال و وجهو قريب من وجها حتى حسات بانفاسو كتحرق بشرتها.. 
أوسمان : شنو درتي فيا
تالاسين : ' ارتاعش جسمها من صوتو الهامس ' و والو
أوسمان : متأكدة !
تالاسين : امم
أوسمان : ' زير بصبعو على شفتها ' غناكلك اليوم
تالاسين : ' توسعو عينيها و وجها تزنگ كولو ' ها اا
أوسمان : ' مرر شفايفو على خدها ' توحشتك، هاد جوج سيمانات دازو ثقل من عام، على شوية كنت غنجي نخطفك منهم، لواليدة جاني بحال الــ
تالاسين : كنبغيك
أوسمان : ' توقف على الكلام و بقا كيشوف فشفايفها لمدة ' شنو قلتي
تالاسين : ' حنات راسها ماعرفات كيف خرجات ليها فالأول '
أوسمان : ' زير بقبظتو على ذراعها ' تالا عاوديهااا
تالاسين : ' هزات عينيها فيه و قالتها بتلعثم ' كـنــبـغـيــك

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.