رمتني بالهوى عيناك الجزء الثاني

من تأليف Yassmine Yass
2020

محتوى القصة

رواية رمتني بالهوى عيناك

حلات عينيها بتثاقل...تفوهات بتعب...تكسلات فوق من الفراش براحة حتى نغزها الجرح لي فكتفها عاد توكضات...
كلسات فوق الفراش كتحس بعضامها كولشي كيحرق فيها...سارات عينيها لقات راسها فالكوخ...الشمع كالعادة مشعول فكاع الركاني وهاد المرة كان قنديل صغير محطوط عند راسها...مابقاتش عاقلة كيفاش تا وصللت لهنا...اخر حاجة تفكراتها هي فاش داتها عينيها فالطوموبيل فاش كانو راجعين..! عرفات راسها غيبات ماشي غير نعسات...
بالسيف ما يتمكن منها التعب...العشية كولها وهي مقابلة مع الشمس استحلات السخونية وفرشات داك اللحاف نعسات عليه وبقات تسناه حتى جا وكالعادة خصر عليها جوج كلمات ...لا تالتة لهما
"نوضي نمشيو"
حتى هي كان الارهاق أطبق على جسدها الهزيل....غير طلعات لطوموبيل غفات...!
زفرات بضيق وناضت من على الفراش...كانت ناسية رجليها لي موعتة...غير تكات عليها عطاتها الحريق عاوتاني...
عضات على سنانها بغضب ...خشات داك السبرديلة فرجليها ومشات كتعرج بيها...
طلعات فداك الدروج دالخشب حتى وصلات الفوق...شافت جهة سريره مابانش ليها...تأفأفات بضيق ومشات كتجر فرجليها فاتجاه الحمام...!

هواء بارد كيهمس ف أذنيه..! ألسنة النار لي كالس حداها كانت كتراقص فحدقتيه وتجوب قزحيتيها بنهم...!
ضوء القمر الساطع من الافق...دايرين بيه نجوم متلألئة كتبان بوضوح وسط هاديك السماء الصافية كيغازلو وحدته...!
كان رفيقه فهاد الكلسة كأس من الخمر وسيجارته!
كان غايب...مسافر بتفكيره لبعيد ..فقط جسده لي كان مقابل للنار يستشعر دفئها...!
حتى! حتى تسلل صوتها الرقيق لمسامعه بخفوت...
"علاش مافيقتينيش؟ "

مادار حتى شي ردة فعل..ومكانش كيبان أنه سمعها ...كيفاش غاتفيق وهي كانت ميتة..ماحساتش بيه حتى منين هزها وحطها عل الفراش...بدليها الفاصمة لي على كتفها ودهنليها مرهم فكاحلها وعاود لوا عليه الشريط...هادشي كله ماحساتش وجاية دبا بكل وقاحة كتسولو علاش مافيقتينيش...بقات كتبحلق فيه وهو كيرتاشف من سيجارته بهدوء...
...حتى نفث دخانها لسما..عاد نطق بنبرة خشنة...بلا مايشوفيها...

"كون يقتلوك ويديرو فيك مابغاو ماتفيقيش"

قدر يحس بالرعشة لي هزت أطرافها...وخلات شعيرات جسمها تتسمر لوهلة...وقدر يستشعر خوفها فاش نطقات بنبرة مرتجفة...

"ياكما درتيلي شي حاجة فاش كنت ناعسة"؟



ماقدرش يمنع شبح الابتسامة لي بان على وجهه من الضهور...هاد البنت غبية دون شك!
علا راسو شافيها...شعرها الاسود بحال الظلام لي موراها كيطاير مع شضايا النار لي ضاربة فوجهها...وفرزات ملامحها بوضوح...
هز كأسه وارتشف منه بهدوء...وقال ببرود...

"دخلي لداخل...البرد محرك...كون بغيت نديرلك شي حاجة ماغانتسناكش حتى تنعسي"

اعتلت وجنتها حمرة طفيفة...وشقات ابتسامة خجولة شفتيها الكرزيتين...!
حظنات راسها بداك اللحاف لي مابقاش كيفارقها فظل غياب الثياب...وهي كدقق فملامحه بهدوء...!
حارت! حارت فهاد الغريب لي رجعات كتعرف عليه غير سميته...فاش غاتركز بالظبط؟ فغموض شخصيته اللتي تكبلها بأغلال الفضول؟ ولا تصرفاته الرجولية لي كيضربها بيهوم بين الفينة والاخرى؟ولا فصمته اللعين لي كيقودها الى المقصلة باش ينهش أعظامها ويرجع يطلق ليها اللجام فنفس الوقت؟
فاش غاتركز بالظبط؟
التوت شفتيه بابتسامة عابثة فاش حس بيها كلسات حداه...لاح سيجارته المنتهية فالارض ...ساط الدخان المتبقي فصدره منها وقال باقتضاب...

"العناد ورتيه ولا اكتسبتيه مع الوقت؟"

كان كيستهزأ بيها مافيهاش الشك...مدات يديها لواحد من قضبان الشواء لي كان فوق النار ولي يالله ردات ليهوم البال...هزاته كتقلبو واش طاب...فاش بانليها نضج قطعات طرف دارته فمها كتاكل فيه وتلذذ...
كانت كتحس بعينيه كيلتاقطو كل إلتفاتة!...وكل حركة دارتها بترقب..!
متعمدة تخليه حتى هو يتسنا جوابها تماما كيف كيديرلها!
الامر لي فهمه واكيد ماغايخفاوش عليه بحال هاد الحركات...هز من كأسه خدا رشفة وعينه عليها...حتى مضغات داكشي لي فمها عاد وصلو صوتها الرقيق قائلة ببرود...

"العناد بحالو بحال الغرور بطبيعة الحال كنكتاسبوه مكنخلاقوش بيه.."

كانت كمن سدد هدف فمرمى العدو..وتحسبات ليها نقطة لصالحها...
رجعات دارت طرف اخر من لحم قنية الفتي كتلذذ بيه بطعم الانتصار كتر ما كتسد بيه جوعها...حتى جاها صوته بنبرة هادئة...ومعاه صوت البريكة لي شعل بيها سيجارة أخرى...

"فخبارك العناد هو من صفات المرأة المذمومة ولي كتخليها ديما فاشلة فحياتها؟!"

سحب نفس اخر من سيجارته هاد المرة كان عميق...بلع معاه تنهيدة رجع حررها مع الدخان لي نفثه فالسما بتركيز...وعاد شافيها...
نظرة انكسار!
هي كل ما قدر يقراه فعينيها...حار فبحر حدقيتها وتفسير أمواجهم هاد المرة أ هي غاضبة أم هادئة؟
قبل مايوصله صوتها المرتجف تتخلله نبرة حزن...وملامحها ضلامو بحال شي شمعة كانت متوهجة وطفات...

"عندك الحق...الفشل هو كل داك القسط لي جاني فحقي من هاد الحياة!"


ضاعت الحروف فحلقها وغصة اعتلت صدرها أطبقت على انفاسها بشدة...كان مراقب تعابير وجهها لي ذبالو...عينيها كيبانو مخبين ألم دفين...خرج تنهيدة اخرى مع الدخان ونطق بنبرة لا تخلو من بحته الرجولية...

"الفشل مجرد هزيمة مؤقتة...تقدر تنوض من بعدها ايلا تعترتي فيه...كتبقا الحياة جشعة كتاخد منا كتر ماكتعطي...طبقي عنادك هاد المرة بالعكس...وتعاندي مع الفشل...أكيد غاتخرجي رابحة"

مطت شفتيها بحزن وقالت بصوت مكلوم...

"هادشي لي خالعني تماما...ماشي الفشل ولاكن فقدان الرغبة"

عمرات حدقتيها بالدموع شي لي كان واضح فانعكاس ألسنة النار لي كانو كيلمعو فعينيها ببريق بحال الزاج...زفرات بضيق وأضافت بصوت مخنوق...

"صعيب بزاف أنك تفقد الرغبة فالمقاومة!...تنعس وتفيق تلقا داك الشعور تطفا من صدرك...ترجع تبانلك الحياة رتيبة حد الملل...مكتستاحق منك حتى شي مجهود باش تقاوم...كتولي عايش غير باش تسما عايش فقط...!"

حط الكاس من يديه...طفا الكارو وشافيها..

"كنت كنحسابك قوى من هكا"

حركات رموشها الكثيفة وعلات عينيها كتشوف فالسما...تنهدات بعمق...وقالت وهي كتراقب فالسحابة لي غطات على الكمرة...

"كتجي لهنا بزاف؟"

بقا شحال كيحدق فيها بتركيز...فهم رغبتها فاستبدال الموضوع...وهاد المرة جاوبها برضوخ...

"كنجي للقنص مرة فالعام وكنعاودها ايلا كنت باغي نرتاح من شي مشكيل"
بمجرد مالتاقطات جملته الاخيرة نطقات بتوجس...

"وهاد المرة جاي تصيد ولا عندك شي مشكيل؟"

تلاعب بالكاس بين يديه وجاوبها بسؤال كأنه ماسمعش اش قالت...

"المخيم لي جيتي ليه تابع للقراية ولا شي جمعية؟"

مابغاتش تعاند معاه وجاوبات بخفوت...

"القراية خرجت منها هادي شحال...والمخيم نظماتو الدائرة لي خدام فيها بابا...يعني غير حنا ولاد رجال الشرطة لي خدامين تماك"

"الاب ديالك بوليسي؟"

مباشرة جا سؤاله من بعد ماسالات...
عوجاات سيفتها وقالت بحنق...وهي كترد خصلة من شعرها المتطاير لخلف ودنيها...
"مع الأسف"

عقد حجبانه باستغراب وقال بصوت متحشرج...

"إذن كتكرهي البوليس"

شافت فيه وحظنات راسها بداك اللحاف...سكتات لوهلة عاد نطقات بهدوء...

"جاني البرد...تصبح على خير"


كانت الكمرة قد استوطنت وسط السماء...النار طفات وبقا فقط الرماد!...القرعة سالات 
وبقايا سجائر متخاصمة كانت منثورة على للارض هنا وهناك...كبقايا جروح لم تندمل...حيرة..! وقسوة!
هادشي لي كانت كتحكيه عينيه وكأنها فغربة عن الوطن وجاها الحنين اليه على حين غرة...! كان كمن أسرهم غرام الليل وتيموا بسودائه!
ناض بخطوات متثاقلة...كيحس بعضامو مهدودين...ميكفاهش دهر من النوم باش يرتاح...
حل الباب ودخل كيجر رجليه...الشموع كانو طفاو ...فقط القنديل لي عند راسها هو لي كان شاعل...!
رغبة مجنونة طقطقت نواجده وخلاته يفكر يمشي لعندها...
سد الباب ...وخطوة...!خطوتين! ثم تلاثة وكان واقف عند راسها...!
شعرها الفحمي المنسدل براحة على الخدية...رموشها الكثيفة لي غطات على ظلام عينيها الغريب...شفتيها الوردية...وجسدها الهزيل والملفوف فداك اللحاف خلاوها تبان بحال شي حسناء تسبح في الظلام...!
أنفاسها الهادئة كانو كيعزفو ألحان وهي فعز نومها...وكان هو كيتصنت ليها بنشوة بحال شي سمفونية زوينة "لكلينت مانسيل"
كلس جنبها...كيتأمل فيها بخشوع وكأنه كيقارن بين لوحتين مافيهوم حتى شي أوجه شبه...سراديب من الذكريات تفتحات قدامه...حتى خرجات منه تنهيداته السجينة الواحدة تلوى الاخرى!
هز يديه بشوية ...باغي يحيدليها خصلات الشعر على عينيها لاكن كان متردد وكأنها لوحة فنية فشي متحف كاتبين عليها لافتة *ممنوع اللمس*...
ومع ذالك تخطا الافتة ومد يده كيرجع خصلاتها لخلف ودنيها...ونظراته لا تزال حادة وتعابير وجهه القاتمة لا زالت قاسية...حتى توقف فجأة وسحب يديه....وناض من حداها كمن لسعته عقرب...أو كخائن حصل بالجرم المشهود على يد حبيبته!

النوم جفا عيونه بعدها وبقا كيتقلب بلاصته بحال شي حوتة وسط الزيت...عقله خدام وجسده كيلتامس منه المغفرة والصفح على كمية التعب لي دكدكات عضامو...
**
حلات عينيها هاد المرة على صوت الدقان فالباب...حسات بالباب تحل وهي بين الحلم واليقظة...وأصوات متذاخلة فبعضياتها دخلات لودنيها وبقات غادية وكتبعد...حتى ناضت كتحك فعينيها وتعرج برجليها ...حلات الباب بانليها وَقَّاص عاطيها بضهره كيهضر مع شي واحد...خرجات كترمش بعينيها والفضول قتلها ...باغا تعرف شكون هاد الغريب لي دق بابهم...زادت قربات كدقق النظر من بعيد حتى!
حتى طلاقات عينيها بعينيه!
خفق قلبها بشدة...ومغص شديد تقبط بمعدتها بمجرد ماعرفاته!...مستحيل تنسا عينيه وداك الليلة المشؤومة!

بقات واقفة مسمرة بحال شي ثمتال ملتحم على الارض...مكترمشش...سحابة من الدموع غطات على عينيها من شدة الخوف...طوفان عصف بقلبها خلا أطرافها ترتجف وطعم الصدأ يتجمع فحلقها بقوة ما بلعات ريقها...كانت كتحاول تكذب عينيها لاكن الصورة زادت وضحات ليها فاش تحرك وقاص من أمامه ومشا فاتجاه السيارة...قدرات داك الساعات تقرا نظرة الشر والمكر لي فعينيه...! نفس النظرات لي قابلهوم بيها نهار كانت بين يديهوم وحتى قبل مايغرص فكتافها سكين...اللون تخطف من وجهها فاش غمزها من بعيد...
تما غطات الغشاوة على جفونها...شهقات بقوة وبقات فاغرة فشفاهها...حتى رجع وقاص وفيده قنينة داخلها سائل فلون أصفر يمكن زيت لمحرك السيارة...شدها من عنده الواقف أمامه وانساحب بهدوء...
من تما بقا كيبان ليها غير طيف وقاص وهو جاي عندها وشبح داك الوحش غادي وكيبعد ومرة مرة كيدور يتحلف فيها حتى اختفى بين الاشجار ودخل للغابة...
"شنو كديري هنا؟"
صوته انتشلها من دوامة الرعب لي كانت داخلة فيها...شافت فيه وتمتمات بخفوت...
"و..والو"
طلعها وهبطها بعينيه...علا حاجب وقال بتوجس...
"رَمْلَة!"
الصمت هو كل ما وصله من عندها..اسمها لي خرج من شفتيه واضح لأول مرة ونطق حروفه بنبرة هادئة زاد سمرها وبقات كتسمع غير الطنين فودنيها...
زادت نظراته المستغربة كدقق فوجهها بشك...قبل مايهز يديه وتحسس جبينها بحركته المعهودة ووصلها صوته الخشن من بعدها..
"مافيكش السخانة! واش كتحرقك رجليك؟"
نبرته الهادئة خلات أنفاسها تستكن...ونبض قلبها يسستقر...وشعور الخوف يغادرها ويبقا فقط توترها وهي تحت نظراته المتفحصة...
ماعرفاتش علاش كتحس معاه بالامان...أربعة أيام لي دوزات معاه وهو كيتسلل لقلبها نهار على نهار...!
وخ قليل الكلام ولكن بحرف من فمه كيبدد خوفها...بلمسة منه كيحسسها بالوجود...ويكفي غير تشوف ظله أمامها او طيفه بعيد عليها وغاتحس بالامان...
هاد المرة مابقاتش قادرة تبقى تحت وطأة نظراته الحادة...بغات تهرب منهم ومنه ..من نفسها ..ومن الشعور لي أطبق على أنفاسها ومخليها مقيدة وهي بجنبه...
"ماكضرني تا حاجة..!"
جاوباته بنبرة مرتجفة يغلفها البرود معا...قبل ماتعطيه بالضهر ودخلات خلاته حاير فتصرفاتها الغريبة...

النهار كله دوزاتو داخل الكوخ...وهو على برا...كان أحسن ليه وليها هو قدر يتهنا من صداعها وتطفلها عليه طول النهار بأسئلتها...وهي كانت غارقة فحزنها وغامراها موجة من الاكتآب ومشاعر متداخلة خلاتها تخبط وسط الما بحال شي غريق كيطلب النجدة...حتى الشهية دالماكلة مابقاتش عندها...كتحس بجدران هاد الكوخ شوية وغاطبق على أنفاسها...الخنقة وألم فمعدتها من شدة الخوف والتوتر...وحجرة تقيلة كتحس بيها واحلة فحلقها مخلياها تنفس بصعوبة...كانت مرة مرة كطل من النافذة تشوفو واش كاين...خايفة يمشي ويخليها خصوصا دبا دوك الوحوش عرفو مكانها...يقدرو فأي لحظة يرجعو موراها...بمجرد ما كتلمحه منهمك فعمله يا اما كيقطع الخشب ولا مقاتل مع واحد الجدار من الكوخ كيرممو..
كترتاح وترجع تكلس بلاصتها...هاد المرة قطبات جرحها بيديها ومسدات رجليها من بعد ماحيدات الشريط الملفوف عليها..وتخلات عليه فمرة من بعد ما رجعات كتزطم عليها مزيان 
داز نهارها رتيب وممل...على الاقل كانت كتستمتع بمضايقة داك قليل الكلام...لاكن هاد المرة هي لي قررات تسكت وتبعد عليه!
دخل من بعد ماطاح الظلام بشحاال حتى كما كاروه وعمر صدره بالنيكوتين...
التعب كان متمكن منه...خصوصا أنه مانعسش مزيان الليلة الماضية وبقا كيتقلب حتى صبح الصباح...
ماهضرش معاها بتاتا اكتفى فقط بالقاء نظرة عليها...كانت داخل المطبخ كتمشي وتجي يمكن كتوجد ماتاكل...
طلع بخطى تابتة لفوق ماعاودش بان...
وحتى هي ماداتهاش فيه وخ حسات بيه دخل...
كلات على ضوء القنديل لي كانت شاعلاه...هاد المرة مكاينش الشمع او بالاحرى هو لي مولف يشعله وحتى هي مكلفاتش راسها تقلب عليه والقنديل لي كان عند راسها كان كافي باش ضوي بيه...
الضغمة كانت كتبقا شحال كدور فمها عاد كتسرطها...ماقادراش تاكل غير كتبزز على راسها..وفكرة وحدة كدور فدماغها...خاصها تخرج من هنا ومن هاد الغابة المشؤومة فأقرب وقت...
ماحساتش شحال داز دالوقت وهي فوق داك الطبلة...الاكل برد ولا هي كلاتو...غطاته فنهاية المطاف ومشات تمدات على فراشها...ناعسة على جنبها وعينيها مفيكسين ففراغ...!
موجة من الارق اجتاحتها خلاتها تقلب فبلاصتها بحالا ناعسة على الشوك..بداو أفكارها يضاربو فدماغها من جديد...شوية بشوية حتى بدا الخوف يتسلل بين أضلعها بهدوء...
اقشعر بدنها على إثر دقات خفاف فالنافذة...كانو فقط زخات المطر لي بدات تجهاد وكتنقر فالزاج بعنف...عقلها لي استولى عليه الذعر بدا يخيل ليها حاجات غريبة...بحالا شي حد غايخرج ليها من تحت السرير يجرها معاه لظلام لي تماك..ولا شي حد غايهبط ليها من السقف يخنقها ويقطع أنفاسها...
جرات عليها اللحاف كتحاول تحما فيه...مكاين والو كتخبع من مجرد افكار أنهكت مخيلتها الضعيفة...وخلاتها حاضية الباب وخيال داك القنديل لي فوق راسها كتسنا شوية ويدخلو هاجمين عليها...حتى!
حتى ضرب صوت الرعد بقوة تهزت معاه النافذة وتهز حتى قلبها لي حساته غايغادر من بين ضلوعها...وغير زارها طيف داك الليلة اللعينة...لاحت داك اللحاف ومشات كتجري وتعرج برجليها...قاصدة النائم فوق بارتياح!

كان شبه نائم ...ناعس على كرشو ومالابس والو من فوق...ضهرو عريان ودرعانو مطراسين...حس بخطواتها وهي طالعة كتجري وهو يتأرجح بين اليقظة والنوم....حتى تململ فاش حطات عليه يديها ونطقات سميته بنبرة مرتجفة ومايلة للهمس..
"وَقَّاص!"
حل عينيه الناعستين وجات مباشرة فعينيها لي باين فيهوم الخوف وخ الظلام وغير جوج شمعات لي كانو مضويين جنبو...قدر يحس بارتجافها غير من يديها الباردين المحطوطين فوق من يده...قبل متعاود تنطق فاش شافته فاق...واستوعب وجودها قدامه...
"وَقَّاص...خ..خفت نعس لتحت...!"
تقلب على جنبه وشافيها بتوجس...قطب جبينه وقال بنبرة خشنة لا تخلو من الحدة...
"علاش خفتي؟"
وكأنه بسؤاله عطا اشارة لدموعها باش ينزلو...بلا هواها...حنات راسها وهي كتنخصص يديها حضنات بيهوم راسها وصوت اختناق أنفاسها خلاه يقاد الكلسة ...عقد حجبانه باستغراب شد فدراعها وقال ...

"رملة مالك؟"

زاد صوت نحيبها كيتعالى فالارجاء...كتئن بشدة بحال شي قطة جائعة خلات ملامحه تلين ونظرات الاستغراب والتوجس تحول لخوف ناحيتها...نزل لمستواها على الارض لي كانت حانية عليها...جرها لعنده ظمها لصدره بهدوء وبدون تردد!...كيحتاضن ارتجاف جسدها الهزيل وصوت نحيبها الباكي...شعرها كيداعب لحيته ويديه كتسارا فوق راسها بلطف...
وصوته الخافت كيدخل لودنيها بنبرته المتزنة...وهو كيتمتم بهدوء...
"شتتت! تهدني متبكيش...!"
صوت شهقاتها كان كيقل تدريجيا...شوية بشوية حتى أستكنت أنفاسها على صوت دقات قلبه...وحضنه الدافئ...ويديه لي كتسارا فوق من شعرها براحة!
استحلاتها فالاول لاكن بمجرد مارجعات لوعيها تململات باحراج...بعدها عليه كيشوفيها باهتمام...كانت مطأطأة الرأس حانية غرتها وجهها مكيبان فيه والو.... لاكن مزال كيحسس بارتجافها الواضج فصوت أنفاسها ويديها لي كارزة عليهوم بتوتر 
هز يديه حطها على ذقنها وعلا ليها راسها بهدوء حتى تقابل مع تعابير وجهها الواجمة...لاحظ احمرار خدها وشفتيها وتحت جفونها بالدموع...بينما هي كانت كتشوفيه بحزن...حتى حسات باصابع يديه الخشنة كتمر على خدها بهدو كيمسح بقايا الدموع عليهوم....وهاد المرة كانت حقيقة وماشي خيال!

"مناش خايفة..همم؟"

نبرة صوته هاد المرة وصلاتها حنينة..! رطبة..! ممزوجة مع بحة رجولية حسساتها بالأمان!...


تاهت الكلمات فحلقها وضاعت مع أنفاسها المكلومة وصوت دقات قلبها المتهالكة...
بقات شحال ساكتة كتبلع فريقها وفطعم المرورية لي تجمع فصوتها...ومرور اصابعه فوق خدها وتحت عينيها كانت كتحس بيه كيحرقها...تنهدات بتعب وقدرات تنطق فاش لقات صوتها بنبرة مرتجفة وبالكاد مسموعة..
"أنا..أنا كنخاف من الرعد...وخفت حتى من هادوك لي كانو كيجريو عليا فالغابة لا يتبعوني لهنا"
عقد حجبانه وتوقف عن تمرير أصابعه على بشرة وجهها لاكن بقا على نفس المستوى وقال بامتعاض...وهو كيرجع الشعر المنسدل على عينيها لخلف ودنيها...
"اش فكرك فيهوم دبا؟"
تنهيدة يتيمة خرجات من أعماقها لا حول لها ولا قوة...لهيب أنفاسه لي كيلفح بيهوم وجهها ألجمها...وكانت نظراتها ليه بلا عنوان...كطفل صغير أضناه الحرمان...!

"رَمْلَة؟"
خرجات من دوامة الصمت لي دخلات فيها على إثر نطقه لأسمها لي خرج من فمه...وكان بمثابة نغمة صداها مختلف وكأنها!
وكأنها المنفى والإنتماء!...
فغرت فمها وقالت بكلمات متقطعة يادوب كتوصله على شكل همس ...
"ه..هداك لي جا الصباح للباب هو نيت لي كان تابعني داك الليلة ومعاه صحابه"
تسمر للحظة قبل ماينطق بانفعال...
"علااش ماهضرتيش داك الساعة؟"
مطت شفتيها وقالت بهدوء...
"ماعرفتش...خفت بزاف وماقدرتش نقولها...ماتوقعتش نعاود نشوفو"
سكتات شوية كتراقب ملامح وجهه لي قسات فجأة وكملات باضطراب...
"دبا عرفو بلاصتي أكيد غايرجعو...أنا ماخاصنيش نبقا هنا أ وقاص"
لاحظ أنها غاترجع تنفاعل...تنهد بضيق...ومد يديه احتضن يديها بقبضته الصلبة وقال بنبرة هادئة...
"ما حدك معايا مكاينش لي غايأديك...وغدا غانرجعك للمخيم...مشيت فالعشية شفت الطريق...بدات تحل...والطوموبيل عندها منين دوز وغاتوصلي بامان لعندهم ..مرتاحة دبا؟"
غاتكون كذابة حقيرة ايلا جاوبات ب أه...شحال كانت كطلب تخرج من هاد الغابة اللعينة وترجع لحياتها الرتيبة لي فالمدينة...لاكن علاش دبا كتحس بانقباض معدتها ومغص فأحشاءها كسكين حاد كينهش فيهوم على إثر جملته الاخيرة...!!
حركات راسها بالايجاب فاش شافته كيتسناها تهضر...ومن بعدها رسمات ابتسامة ذابلة على وجهها كتخبي داك الاحساس بالالم لي دخل لعضامها...
حتى حسات بقبضة يديه عند يديها...وقف ونوضها من الارض...شارلها بعينيه جهة فراشه وقال...
"تقدري تنعسي هنا أنا غانهبط لتحت...ومتخافي من والو أنا معاك!"
طلق من يديها وتحنا كيقاد ليها البلاصة بهدوء...
فاش سالا كانت تمدات فبلاصته ..موسدة خديتو وعينيها عليه وهو غادي...
حسات بقلبها غايخرج من بلاصته وداك الهالة دالراحة والامان لي كان مسلطها عليها غادية وكتلاشا...ما حسات غير بصوتها لي خرج من بين شفاها وهي كتنطق حروف إسمه برقة...
"وقاص.."
وكملات بهمس فاش دار شافيها وقالت...

"بقا معايا عافاك!"


لمحات طيف ابتسامة زينات جانب فمه...وقال بهمس...
"غانكون غير لتحت تصبحي على خير!"
انسحب فهدوء وهي مراقباه حتى هبط مع الدروج...جرات الغطا عليها وخرجات تنهيدة من الاعماق وكأنها هازة جبال على ظهرها...غمضات عينيها..زادت تمخشات فالغطا ونعسات وهي كتستشعر وجوده معاها غير من رائحة عطره الفريدة لي لاصقة على الوسادة...
*************
فالصباح الباكر...كانت السيارة تشق طريقها بين الاشجار..وكانت الطبيعة كتبان بحلة جديدة... 

أرض ترابية داكنة...وبقايا ثلوج بيضاء متناترة هنا وهناك...بالرغم من أن النوافذ كانت مسدودة الا أنها كانت كتستشعر طعم البرودة داخل مع جنابها...وهي وسط فستانها الصوفي الابيض لي جات بيه أول مرة...!
صمت غريب كان مخيم...هو مركز فالطريق كعادته مونس بصوت الراديو المتذبذب...وهي كانت باغا تنطق وتكسر داك الصمت لاكن لا صوتها ساعدها وبغا يخرج ولا قلبها طاوعها باش تشوف فيه ولا تحرك...! كانت كتحس بدقات قلبها شوية وغايتوقفو من شدة خفقانهم...وكانت كتسمع صوت نحيب بداخلها بحالا خلات روحها فداك الكوخ ومشات...للحظة تخايلات راسها وكأنها فمراسيم تأبينها وارسالها الى الجحيم! 
رجعها الواقع غير صوت الفرامل لي تحكو مع الارض فجأة...!
وجسده لي تململ من فوق الكرسي حل الباب وخرج...
كانت شجرة طويلة ممدودة مع الطريق...والتراب مزال طري فجدعها...!
يالله جا باش يتحنا يحركها من بلاصتها حتى حس بضربة قاصحة فراسو...وصوت صراخ جاي من السيارة...!
زير بيديه على موضع الالم ودار للخلف...عقد حجبانو بعنف ولون وجهه تخطف...الضربة خلاته يتفافا شوية...عض على لسانه كيزفر بقوة...وعينيه رجعو نقطة من الدم...فاش توضحات ليه الرؤية ...جات عينه نيشان على جسدها الهزيل وهي بين يدين داك الوحش...حاكمها بقبضة يديه..كيديها ويجيبها وهي كترنح تحت منه...وصوت ضحكاته هو وصحابو بجوج دخل مع ودنيه زعجه...
"هاهاهاها يسحابليك غاتهربي مناا المووسخة""


صوت استفزه بشدة...ومنظرها وهي كتبكي وتغوت بسميته كتستنجد بيه خلاه يتحول حتى هو لوحش بحاله بحال التلاتة لي ضايرين بيه...
خدا نفس عمييق وزفر بقوة حتى حس بالسخانة خارجة من ودنو...عينيه ضلامو وهدا لي تجرأ وقطع طريقه ..وضربه وباغي يتعدا على بنت فأمانته...خلااه يجبد شره ويتحول لشخص اخر بوجه اخر ماكيبغيش يبان بيه...
كان مثل طوفان فاش تلاح على لي ضربه وبدا بيه هو الاول...بحركة بسيطة انقض عليه لواليه عنقه وطيحو جثة هامدة مكيتحركش...داك المظر أتار الرعب فقلب الجوج لوخرين وخلاها هي تسد عينيها بهلع...كانت كترعد بحالا كتعرض لصعقات كهربائية الواحدة تلوى الاخرى...صوت القتال لي قبالتها كان كيطبق على أنفاسها بشدة وهي ماقاداش تحل عينيها وتشوف شكون الغالب وشكون المغلوب...ثواني حتى حسات بهداك لي جنبها تجر من حظاها بعنف ... بحال شي شجرة انتزعت من جذورها...
ومن بعدها صوت ضربة عنيفة تابعاها شهقة حارة خرجات من فمه ومن بعدها!!
ومن بعدها غير الصمت وصوت أنفاسها اللاهتة..و خطوات خافتة جاية لعندها...حتى حسات بيه عند راسها وأصابع خشنة تحطات على يديها لي سادة بيهوم عينيها...وصوته المتحشرج وهو كينطق..
"حلي عينيك!"
ماقدراتش ديرها...وارتجافها كان غير مكيزيد...عرفها خافت هاد المرة وبشدة...مكانش باغيها تشوف او تعيش هادشي لاكن لقا راسه مضطر يدافع عليها...كتبقا أنثى وقلبها هشيش...علا راسو لسما زفر بضيق ...وأسهل طريقة باش تهدن كانت هي حضنه الدافئ...مرة أخرى!
ضمها ليه هاد المرة وزير عليها مزيان...هي بمجرد ماحطات راسها على صدره ماقدراتش تزيد تكبح دموعها وشهقاتها ودخلات فهستيرية من البكاء...
خلاها حتى بردات وبدات تنخصص بشوية عاد نطق بهدوء...
"شتت مااوقع والو متخافيش!"
بعدها عليه بشوية وعاود همسلها...
"رملة حلي عينيك شوفي فيا..."
ردخات لطلبه اخيرا عاد قدرات تشوفيه...عينيها كانو نقطة من الدم...رموشها فازكين ولونها مخطوف...!
شهقة مرتجفة خرجات من فمها فاش شافت أجساد دوك التلاتة مليوحة فالارض وكأنهم جثة هامدة...رجعات شافت فيه ونطقات بارتعاش...
"واش م...مااتو!؟"
ماعطاهاش وقت تزيد تفكر او تحقق الشوفة..جرها من يديها وتم غادي بيها لطوموبيل... وهضر بنبرة حادة مافيها ذرة من الشفقة...
"خدااو جزاءهم ماتفكريش فيهوم كتر من هكا"


الفراق...! الرحيل...! الوداااع..! تختلف الكلمات والألم واحد...
طول الطريق لي كانت باقية باش يوصلو وهي ساكتة...
حاسة بروحها غاتغادرها فأي لحظة...وصوت بداخلها باغي يغفلها ويخرج ينطق بصوت عالي..
"ماابغيتش نمشي بغيت نبقا معااك...خلينا رجعو"
خفق قلبها بشدة فاش لمحات المخيم من بعيد...كانت فينما كتقرب ليه أكثر كتحس براسها كتبعد على وقااص كتر...وكتر
وقاص! اسم تحفر داخلها بلا ماتحس...أيام قليلة لي دوزات معاه خلاوها تعرف على معنى الرجولة والشهامة ايلا تجمعو فشخص واحد..
انسان غامض لاكن حنين...كان قاسي ولاكن احترمها...كان شهم وصانها...!
ماقادراش تفسر سبب الانجداب ناحيته بهاد الطريقة المرعبة!....وكتحس بروحها غاتغادرها بمجرد ماتوقف هاد السيارة ..!
« وصلنا.."
صوته لي جا على شكل كلمة انتشلها من صمتها وزعزع أوصالها...خلا غصة تعتالي حلقها وألم طفيف فمعدتها من شدة انقباضها...
شافت فيه هاد المرة وبريق من الدموع مغطي عينيها...بلعات ريقها وتاهت فصدرها الكلمات حتى عاودات شافت تفاحة أدم تحركات فحلقه ونطق بصوت متحشرج.. وهو كيوصيها على راسها...
"ردي البال لراسك...هاد المرة طحت أنا فطريقك...المرة الجاية توقعي الأسوء..."
تنفسات بضيق ونطقات بصوت مكلوم...
"شكرا...وسمحليا"
سكتات شوية كتبلع طعم المرورية لي تجمع فحلقها وكملات كلامها....بوجوم...
"شكرا على كولشي درتيه معايا...شكرا حيت دافعتي عليا وداويتيني...وسمحليا حيت قلقت راحتك وطفلت عليك فبزاف دالمرات.."
مباشرة من بعد ماسالات وصلها صوته ببحة خشنة...
"العفو...كان واجب"
كان واجب! التوى جانب فمها بابتسامة حزينة على وقع كلمته...كانت مجرد واجب قدمه على أكمل وجه..ودبا تسالا ببساطة وكلها غايكمل طريقه فين خلاها...!
ماقدراتش مزال تصبر أكثر...نطقات ببرود وبلا ماتشوف فيه...
"تهلا فراسك..."
حلات الباب بسرعة ونزلات...مشات كتجري فاتجاه المخيم باغا تبعد بسرعة...بينما طلقات العنان لدموعها يهبطو بغزارة...كتبكي وماعارفاش علاش كتبكي!
اما هو بقا حاضيها حتى وصللت لعندهم...وقدر يسمع صرخات الفرح فاش شافوها...كولشي تجمع عليها...فرحانين برجعوها...بقا شحال كيراقبهم من بعيد...وقدر يسمع صوت نحيبها المرتفع من بعد ماعنقاتها بنت قدها نيت ظاهرة أنها صديقتها...
تنهد ودار نضاضره...حرك الطوموبيل وزاد...
حسات بروايضها تحركو وداو معاهوم اخر ما تبقى من روحها المهدودة...
وهكا كان فراقهم...بااارد! وقاسي! عكس أول لقاء!


توسعو عينيها بدهشة وهي كتشوف فالجالسة أمامها كدوي بهدوء...ناضت من بلاصتها وقالت بحماس...
"وااااو هادشي كولو طراليك أصاحبتي؟ حسيت بحالا كتعاوديلي شي فيلم وكولشي على البطل..."
غمزاتها ورجعات نطقات...
"زيدي عاوديلي عليه راني طحت فيه غير من هضرتك"
شافت فيها رملة بنظرة قاتلة وقالت بحنق..
"وااش منيتك أ فْنَّة أنا شنو كنعاودليك ونتي فاش ركزتي؟؟"
ضحكات فنة بخفوت وقالت...
"وا بيناتنا فاش بغيتيتي نركز من غيره؟ وااحد بهاد المواصفات لي كلتي وكلستي معاه سيمانة راس فالراس وماهزش فيك حتى عينه؟ ماشي غريية هادي؟ فين باقي شي واحد بحالو فين؟"
هزات كتافها مصطنعة لا مبالاة وقالت بهدوء...
"عادي شنو الغريب فالامر؟"
ضحكات فنة بصوت عالي هاد المرة ونطقات بخفوت..
"ههه هدا يا زاامل يا مزوج...وحدة فهادو ولا تالتة لهما.. حيت راه مستحيل تكوني مع راجل فدار بوحدكم ومايشركش معاكوم الشيطان شي كليسة بعقلها...ههه"
مجرد الفكرة أنه مزوج او عنده شي وحدة فحياته خلات نفسها يضيق...زفرات بحزن وقالت وهي باغا تهرب من الحديت عليه...
"المهم دبا قوليلي واش علمو الدائرة بلي كنت تالفة؟ "
رجعات لبلاصتها كتجمع فحوايجها وقالت...
"كيفاش غايديرو اصاحبتي اصلا الطريق مقطوعة والريزو والو حتى تيليفون ما كان شاد...زايدون غدا راجعين..."
مطت رملة شفتيها بحزن ونطقات...
"على شوية كنتو غاترجعو بلا بيا.."
تنهدات الجالسة امامها وقالت بوجوم...
"ماخلينا فين ماقلبنا عليك أصاحبتي...بحالا الارض بلعاتك..دوزنا سيمانة فالرعب كنتسناو غير الطريق تحل باش نرجعو لمدينة...ونسيفطو لي يقلب عليك"
زفرات بضيق وردات بخفوت..
"شنو غاندير ايلا ساق بابا وخويا الخبار شنو غانقولهوم؟"
ناضت لعندها فنة...شدات فيديها تأفأفات بضيق وقالت.. 
"بفف نساي هادشي دبا حمدي الله لي ماقتلوكش ولا دارو فيك شي فضيحة دوك الوحوش..ودبا نوضي غسلي حالتك وبدلي عليك.."
ابتسمت بحزن وناضت كتجر فرجليها..فاتجاه بلاصة الاستحمام لي دايرينها فالمخيم...حتى وقفها صوت فنة من جديد...
"تسناي"
فاش ضارت عندها كانت واقفة كتمد ليها شي حاجة...
"هاكي خاتمك نسيتيه فالحمام داك النهار..!" 
غمضات عينيها بعنف فاش حطاتولها فيدها...وداكشي لي جات لهنا باش تنساه رجع استولى على تفكيرها وأطبق على أنفاسها من جديد بحال شي جاثوم شل أظلعها...
خاتم خطوبة! 
رجفة عنيفة سرات فداتها بمجرد ما عاودات دساتو فصبعها...كانت عايشة فحلم جميل ودبا رجعها الى الواقع المر...واقع فيه هي وخاتم خطوبتها اللعين!
*******

ففيلا كبيرة جاية معزولة فالدخلة دالمدينة...دخل السيارة للكراج...ونزل كيتمشا بخطوات ثابتة..كيحس براسه عيان ومرهق لي شافو مايقولش يالله واصل من رحلة راحة واستجمام...
طلاقاه العساس حياه بلباقة ..عطاه الساروت ديال الطوموبيل من بعد ماوصاه يغسلها وينضفها...
حيد نظاظره ودخل لداخل...الفيلا كان يعمها الهدوء...حتى بدا يشك أنه مكاين حتى حد...عاد سمع صوت قهقهة خفيفة جاي من بعيد...
التوت شفتيه بابتسامة عريضة هاد المرة...وسرعان ما تغيرات تعابير وجهه من القسوة للحب فاش شافها جاية كتجري لعنده بخطواتها الثابتة خايفة لا طيح ...كثلة صغيرة من اللحم تحنا هزها لعنده وضمها بشوق..وهي كضحك ببراءة وتعلق فيه....خدا يديها الصغيورين لعنده كيبوس فيهم وفوجهها ويشم فريحتها بنهم...ضحك وهو كيدغدغها فحنيكاتها بذقنه الغير حليقة ونطق باشتياق...

"همس! بنتي الغزالة توحشتك"

"على سلامتك أولدي..."

ابتسم بهدوء فاش سمع صوتها الحنون...حط همس وتاجه لعندها...
كانت امرأة كبيرة فالسن لاكن كتبان باقا شادة فراسها...لابسة قفيطين بالراندة فالابيض ودايرة حجابها كتبان مبشورة وعلى وجهها النور...مشا باس على راسها ويديها وقال..باهتمام
« الله يسلمك الواليدة...شوية دبا؟"
ابتاسمات بحب وهي شادة فيديه مزيرة عليها...
« لباس الحبيب ديالي..طولتي الغيبة هاد المرة..."
رجع هز بنتو وشافيها...
« كنت محتاج نرتاح هاد المرة...الواليد كاين؟ "
طبطبات على يديه وقالت...
«"راه متكي فالصالون..."
شافتو غادي فاتجاه الصالون هاز بنتو كيبوس فيها...رجعات حبساته وقالت بخفوت...
« خلي همس تمشي عند ماماها ...واجي نهضر معاك أولدي...
عقد حجبانه وقال باستغراب
« حياة كاينة هنا؟؟"
تنهدات بضيق وقالت...
« جات البارح ..."
بقا شحال كيحقق فملامحها بتوجس فمحاولة أنه يقرا شنو باغا غير من وجهها لاكن تعابيرها كانت لا توحي بشيئ....حط بنته فالارض من بعد ماباسها وخلاها تمشي...ورجع شاف فالام دياله...وقال بقلق...
« ياك لباس الواليدة؟؟؟ كاين شي حاجة؟"
تأفأفات بضيق وجراته لفوق واحد الفوطوي كلسو...قبل مايوصله صوتها وهي كتهضر بهدوء....
« كاين بزاف دالامور خاصنا نهضرو فيهوم أولها داك خوك لي مزال تالع داير السبة بالخدمة ومخلي خطيبتو معلقة لا هو كمل لا هو خلاها تشوف سعدها...هو مامسوقش لي معصبني هو باك لي عطا الكلمة لناس وهاهو محشم معاهوم...كل مرة كيعطي عذر فشكل...وهاد العرس مزال مابغا يتحدد...واش مزال ماعياش من تزوفريت وداك الحياة لي عايش؟"
كانت كتهضر بدون توقف وهو كيتصنت ليها باهتمام...هاد الهضرة حفضها بقوة ما كيسمعها من عندها...تنهد بضيق وقال بصوت أجش...
« سعد راه واعي وعارف اش كيدير الغلط ديالكم نتوما لي دخلتو فهادشي وبززتو عليه هاد العلاقة...السيد مزال صغير ويالله خدم مزال باغي يعيش حياته..."
عضات على لسانها وقالت بانفعال لاكن بلا متعلي صوتها...
« واش أنا لي درت هادشي؟ الحاج الله يهديه عطا الكلمة وحتى دبا...سير قنع باك بهادشي...أنا ما حيلتي لخوك وماحيلتي ليك نتا وحياة..."
ابتسم بهدوء وقال برزانة...وهو شاد على يديها بلطف..
« متعصبيش راسك كولشي غايمشي كيف باغا نتي...هادشي لي باغا تسمعي؟"
تندهات بارتياح وبادلاتو الابتسامة...طبطبات على يده وقالت بترقب...
« مانرتاح حتى نعرف اش درتي فداكشي لي هضرنا فيه قبل ماتمشي..هو لي عندي مهم دبا؟"
هز يديها باسهوم بهدوء...ناض وقف وقال وما على وجه حتى شي تعبير...
« يكون خير الواليدة...غانمشي نشوف الحاج دبا"
ابتاسمات بشحوب..عرفاته باغي يهرب بحال كل مرة...تنهدات وهي كتشوفو غادي فاتجاه الصالون...غمضات عينيها وقالت بحسرة...
« نتمنا ماتكونش بحال خوك.."

طلع لبيته من بعد ماداز عند باه ولقاه ناعس...
حل الباب على صوت ضحكات خارجين من بيته...ابتاسم بحب فاش شاف المنظر لي قبالته...
كانت بنت عاطياه بالظهر جامعة شعرها اللور بطريقة مهملة وحانية على همس كدغدغ فيها والاخرى عقلها غايخرج بالضحك...
علات راسها فاش سمعات الباب تسد...بمجرد ماضارت توسعات ابتسامتها...طلقات من همس ...وناضت عندو كتجري....عنقاتو وقالت باشتياق...
"على سلامتك...توحشتك بزاف"
دوز على شعرها بحنان ابتسم بعدها عليه وقال...
« الله يسلمك ...نتي لباس؟"
بلعات غصة فحلقها...ملامحها ضلامو فجأة...مطت شفتيها وقالت بحزن...
«... أنا لباس...غي كنتوحش همس بزااف...داكشي علاش جيت...
بقا شحال ساكت كيحقق فيها بتوجس...ملامح وجهها الذبلانة...ارتجافة شفتيها وعينيها لي مرسوم فيهوم الحزن بدقة...قسات ملامحه فجأة...عقد حجبانه...جرها من يديها ومشا كلس هو وياها...طبطب على كفها وقال بحدة...
« متأكدة راك بيخير؟؟"
ماقدراتش مزال تشوف فعينيه...حدرات راسها هاربة من نظراته المتفحصة ليها...الانسان الوحيد لي كيفهمها وكيقراها غير من عينيها...تقدر تكدب وضحك وتخبي على أي واحد من غيره...تنهدات بحزن وقالت بصوت هامس...
" بيخير الحمدالله"
تأكد دبا أنها ماشي بيخير ...حط صبعه تحت ذقنها علا ليها راسها ونطق...بحدة أكثر...
" حيااة!!"
نبرته القاسية لي نطق بيها سميتها وهو كيشدد على كل حرف منه ألجمتها...فقط عينيها لي لمعو ببريق من الدموع...وماقدراتش تكبح دمعة حزينة غادرات عينيها وبللت خدها...بمجرد ماشافها تنهد بضيق ...زير على لكمة يديه وقال بحنق...
« ضربك تاني؟؟"
الصمت هو كل ماجاه من طرفها...عينيه ضلامو والغضب بدا كيسيطر عليه...غزز على سنانه ووقف كيهضر بانفعال..
« هاد المرة غانقتل دينمو مافيهاااش"


يالله خطا خطوة باغي يخرج...حتى حس بيديها عند يده...جراته وقالت بخوف...
" والله ماضربني أخويا...هاد المرة أنا لي بغيت نجي نرتاح"

كلماتها ماقدروش يهدنوه...زفر بغضب وقال بشك...
"اهاه وعلاش ماجبتيش ولادك معاك منين باغا غير تارتاحي؟؟وهاد الدموع لاش؟"
حاولات تخبي ارتباكها ما أمكن مسحات دموعها ونطقات بثبات...
« والله ماكاينة شي حاجة تيق بيا هاد المرة غير سوء تفاهم بسيط...والدراري خليتهوم مع عكوزتي عندنا فالدار...جيت غير على قبل همس وماما حتى هي قالت باغياني ..."
تبريراتها ماقنعوهش...مخبية شي حاجة ومادام غايعرفها بطريقته قرر مايزيدش يضغط عليها ويخليها على راحتها...اصطنع التفهم...جرها باسليها فوق جبهتها وقال بتحذير...
« كنتمنا متكوني مخبية والو هاد المرة وداكشي لي طرا شحال هادي ميتكررش..."
حسات برجليها تنملات عليها...طلعات معاها الصهدة والريق نشف فحلقها...مجرد ذكرى خلات جسمها يرتاعش...ابتسامة مصطنعة زينت ثغرها من بعدها تمتمات بخفوت مخبية ارتجافة صوتها...

"متخافش أخويا كون كانت شي حاجة ماغانخبيهاش عليك...نخليك دبا غاتكون موحش همس...غانمشي نشوف ماما..."
انساحبات بسرعة حيت ايلا زادت كلمة غاتفرش قدامه...بمجرد ما سدات الباب...مشا تلاح فوق من السرير...جر همس لي كانت خايدة فاللعب...خشاها فصدرو ضامها بقوة...لعنده...
كيرتاشف من عطرها العابق بريحة الياسمين بنهم...ريحتها المنعشة قادرة تغسل أعصابه ..! عصب بعصب...!
همسته البريئة ذات التلات سنوات ونصف... هي بمثابة نقطة فبحر حياته المظلمة...بمجرد مكيلتاحف بجسدها الصغير...بمجرد ماكيشوف فيها او يضمها لصدره مكيقدرش يكبح بركان الذكريات لي كينهش فعقله فكل دقيقة وفكل ثانية...بحال شي كابوس مزعج باغي يصحا منو...لاكن هادي حياته لي مايمكنش ينزع نفسه منها...خرجو من شروده غير صوتها الرقيق وهي كتلعب بصبعها الصغير فعينيه...ورجليها لي كتفركل بيهوم فوق منه باغا تنزل...
"بابا...مشي عند مامي"
شافيها وتنهد بحسرة...حسرة عليها وكيفاش القدر بغاها تربا بدون أم ويخليها تعيط لعمتها بماما...صحيح أنها هي لي رباتها...ورضعاتها من ثديها عاماين بحال مها...عطاتها حنانها ومافرقاتش بينها وبين ولادها...ففترة دوزاتها معاهوم من بعد طلاقها ومن بعد ماماتت مراتو...لاكن دبا برجوعها لراجلها خلات فراغ عندهوم فالدار وفراغ حتى عند همس لي بقات للمرة الثانية بدون أم...التوت شفتيه بابتسامة ذابلة...باسها بقوة فحنيكاتها...عاد خلاها تنوض...مشات كتجري تعلقات فالباب حلاتها وخرجات...
ناض بخطوات بطيئة كيجر فرجليه...دخل للحمام...حيد حوايجه ..ودخل تحت الرشاشة..طلق عليه ما سخون وتكا بيديه على الحيط...غمض عينو وحنا راسو...مخلي الما ينزل...يغسل أعصابه ويهدن روحه المهدودة...

كانت كتمرر أناملها على خصلات شعرها بهدوء وهي متكية فوق من حجرها براحة...وهمس فوق منها ناعسة حالة فمها وكتشخر...كان كل واحد فيهوم ساهي فالفراغ كأنه هاز هموم الدنيا على كتفو....قبل ماتنطق الحاجة فضيلة وكسرات داك الصمت الغريب...
«"ما قلتي لخوك والو ياك؟"
خرحات تنهيدة حارة من أعماقها وتمتمات بوجوم...
" اش غانعاود أميمتي؟ شنو ما قلت دبا نستاهل أنا لي بغيت نرجع..."
حدرات راسها وشافت فيها بحسرة...مسحات على جبينها بحنان وقالت...
«"غير زيدي صبري...دبا يدير عقله...ماشي حتى رجعتو تاني وطلقو...صبري على وجه دوك جوج وليدات...ياك الضرب مابقاش يضربك؟ "
ضحكات بسخرية وقالت بتهكم...
"مايقدرش يضرب ...مازال داك النعسة لي دوزها فالسبيطار بين عينه...حتى كيمد يده ويرجع يضربها فحيط...يمكن كيجي قبالته وجه وقاص"
تندهات فضيلة وقالت بألم...
"خووك مادارش فيه داك الحالة وهو فوعيو…كان معذور...موت مرتو كان مزال طري...بنتو مزال طريفة داللحم ونتي كنتي نافسة ومريضة...كولشي تجمع عليه فمرة وخلاه يبرد جنونو فراجلك وطلقك منو بلا ماياخد حتى رأيك..."

حياة: " أنا عادراه...وحتى دبا مكنبغي نعاودليه والو على داكشي...الحمدالله لي حياته رجعات استقرات من جديد…من بعد داك الفجعة ديال موت نوال الله يرحمها كنت كنقول غايتسطا ...وموحال يرجع لطبيعتو...
تكات براسها على حرف السرير تنهدات كأنها هازة الجبال وقالت بضيق...
"مزال مانساش أبنتي...مازال داكشي مأثر عليه...داك الشمتة عمرو ينساها...ولي مرضني اكتر هو انه ماباغيش يرجع يتزوج"
اكفهر وجه حياة ووسعات عينيها بدهشة...تململات بشوية من بلاصتها حطات همس جنب السرير وشافت فمها بصدمة وقالت بعدم تصديق...
« متقوليش ليا عوالين تزوجوه؟"
غمضات عينيها ورجعات حلاتهوم كتخبي حزنها ودوات بحسرة...
"هادي شهراين دبا...باش جبدت معاه الموضوع...ومشيت أنا وباك لعند الناس...هضرنا وعطاونا البنت...حطيناه أمام أمر الواقع...ومزال لدبا كنتسناو جوابو..."

فغرت شفتيها بدهشة وتمتمات بخفوت...
" لااا ممتيقاش...واش عارفين راسكوم اش كديرو؟ عارفين بلي هادشي ماخاصوش يطرا؟ واش نفكرك كيفاش ماتت نوال ولا نسيتي؟"
مسحات فضيلة على وجهها بتعب...وقالت بفتور...كتحاول تمحي أي فكرة ممكن تخليها تراجع على قرارها...
"داكشي تنسا وكان من الماضي..خوك باقي الحياة قدامو وباقي صغير..زايدون كاينين شروط والناس قبلو بيهوم...همس محتاجة أم ترعاها...هو كيقيل فخدمتو وأنا مابقاتلي صحة...ونتي راك فدارك...واش نتي دايمة ليها؟ براكة غي الكنازة والمرار لي كديرو لينا فالدار فاش كتمشي نتي...وانا ربي لي عالم بيا من جيهتكوم..."
زفرات بحنق ومابقات عارفة ماتقول...النبرة الحزينة لي فصوت مها وكيفاش كدوي بمرارة خلاتها تسكت وماتزيد تنطق بحتى كلمة..حدها هزات همس ومشات كتمتم بانزعاج...
" لا نتوما بصح حماقيتو مافيها شك..."

يوم متعب ومرهق بالنسبة ليه وها هو مجددا
منفرد بعزلته ووحدته وونيسته الوفية ككل مرة السيجارة لي كتحتارق بين صبعانو ...
خدا الكاس دالقهوة لي بين يده وارتشف من سائلها لي كان مر ولكن لذيذ!
كان كيبلل بيها ريقه مع كل نثرة من السيجارة...شارد فالفراغ والظلام الحالك لي على برا...وهو متكي على صور البالكون...مخلي نسيم الهواء البارد يلفح وجهه بهدوء بروح مكلومة ونظرات شاردة...سواد الليل لي بلا كمرة وسكونه خلا تفكيره يمشي بيه لعند داك الغريبة لي هلكاتو بالثرثرة ديالها ففترة راحته... الليل فكرو بظلام عينيها...وشعرها الحالك...وفعنادها وراسها القاصح...!
حتى خرجو من سهوته صوت الهاتف لي فجيبه...كان نسا أنه عندو تيليفون دقائق قليلة باش شعلو ماسكتش من الصوني...كان يا اما كيرفض المكالمات ولا كيخليه يصوني تا يحبس...هاد المرة غير شاف النمرة...شد الخط وقال باقتضاب...وهو كيسوط الدخان للسما...
"قالولي سيمانة ونتا هارب...!"
وصلو صوت المتصل كيضحك بمرح مع صوت موسيقى صاخبة حداه...
"بغيت نرتاح تماما كيف كادير نتا الخوادري"
ارتشف من قهوته بهدوء وقال بصوت متحشرج...
«"سكران تاني؟"
قهقه هاد المرة بصوت عالي ونطق...
" غي منغم الخاوا...كاينشي مايتقدا؟"
خشا يديه فجيبه وقال بجدية...
"يلا ساليتي العطلة غدا تكون هنا باغي نهضر معاك...!"
حنحن هداك لي فالجهة الاخرى وقال بخضوع...وبنبرة لا تخلو من التسلية...
"سمعا وطاعة سيادة العميد..."
قطع الخط...وطفا موراه التيليفون خشاه فجيبو ورجع تكا على حرف الصور لاح ما تبقى من سيجارته...غمض عينيه كيتنفس بهدوء... وكيتمتع باخر ليلة عنده قبل مايرجع لعمله ينهامك فالقضايا وبين الملفات...يزيد يسحق فروحه ويحرق فأعصابه لي كتحتمها عليه خدمته بصفته عميد شرطة إقليمي...
***********

يومان! يومان فقط باش تركات المخيم ورجعات لدارهوم...يوماين وهي كتصارع مع نفسها ومع ذاكرتها باش تنسا وتحارب داك الذكرى لي كطرق باب راسها بعنف... فشلات من انها تمحي صورته من قبالت عينيها...فشلات باش تمنع دقات قلبها من أنهم يخفقو بشدة بمجرد مايزورها طيفه...فشلات أنها تقصي داك الايام لي دوزاتها معاه من حياتها...وتمحيها بحالا عمرها ماكانت...فشلات وفشلات! ولقات راسها كتخبط بحال شي غريق بين أمواج الحنين وعدم النسيان..!
يومان في الجحيم...منعازلة فبيتها...ساهية! شاردة! وروحها مكلومة...بحالا جا شي ساحر ألقى عليها تعويذة وانساحب خلاها كتقلا فنار الاشتياق...مرة تأنب راسها علاش كتفكر فيه بكترة...ومرة كتنجارف وراء دكرياتها وكتلقا راسها كتبتاسم بلا شعور بمجرد ماكتفكر...ملامح وجهه القاسية...بروده القاتل...وصمته الغريب...!
كانت منزوية على حافة السرير بين جدران غرفتها الباردة بحال برودة جسدها فهاد اللحظة…موجهة نظراتها للسقف وشاردة فلا شيئ...كتلعب بخاتم الخطوبة لي فيديها بدون شعور حتى تحل باب غرفتها على مسرعيه..خلاها تجفل من بلاصتها وتخرج من شرودها...غير شافت منظره وهو جاي قاصدها اقشعر بدنها وخلا زغب شعرها يوقف...قبل مايتأبط دراعها بقوة وهضر من تحت سنانه كينفث نيران الغضب من فمه...
« قالولي سيمانة ونتي مختافية وكيقلبو عليك فالمخيم؟؟ فييين كنتي الكلبة دوييييي؟؟؟"
ماخلاش ليها الفرصة فين تهضر أو تبرر أو تعاود ماجرا ليها ودافع على راسها...ماحسات غير بحنكها لي تنمل على إثر صفعة قوية...ومن بعدها لكمة عنيفة لفمها حتى دمات شفتها... وتوالات اللكمات على راسها بقوة...حتى مابقاات
كتسمع والو من موراها من غير صوت أنفاسه اللاهثة عند راسها وشتائم بكلمات نابية خارجة من فمه كطعن فشرفها وفبراءتها وصوت أنثوي من موراه كيزيد يشعل بنزين الغضب فعقله....كان صوت مرته وهي كتنطق بتشفي..
"عطيها تستاهل...وانا كنقول علاش البنت منين رجعات وهي سادة عليها...يعلم الله اش دارو فيها تماك"
حسات بالضرب توقف وجسدها كيرجف بشدة فوق داك السرير...كتحس براسها محمومة وعضامها كاع مدكدكين بالضرب... حتى وصلها صوته المتحشرج وهو كيلهث
"باغا تحشميني مع الناس؟هااا؟ باغا تجففي بكرامتي وقيمتي الارض؟ دوي الكلبة؟"
صوت شهقاتها المرتجفة وأنفاسها المكلومة هوما فقط لي وصلوه من عندها...عض على سنانه ورجع تحنا عليها...شدها من شعرها علا ليها راسها...شافت فيه بعينين دامعين وشفايفها متورمين...كتنين بحال شي قطة مبللة او جريحة لا حول لها ولا قوة...غمضات عينيها فاش وصلها صوته المزمجر فوجهها...ويده لي شادة على شعرها حتى كتحس بفروتها غاطير .. موجه كلامه لمرتو...
"غدااا...غداا غاتديها لطبيب تشوفي اش طرا؟" وعليا بليمين نهارك ماغايطلع فيه ضو لا لقيت فيك شي فضيحة..."
طلق من شعرها من بعد مازدح راسها على حرف النموسية...نفض يده بحالا كان كيمرغها فالتراب...عض على فمه بنيابه وقبل مايخرج بزق عليها بحال شي جيفة مشمئز من ريحتها النثنة...
انساحب فصمت وصفق الباب من موراه من بعد ماتبعاته مراتو...مخليينها بين جدران داك البيت...كترجف هاد المرة ماشي من البرد لاكن من القسوة والشعور باليأس والخوف...
"الفقد" هو أول شعور جرباته فحياتها وكان من أعنف ما اختبرته طول سنواتها الخمسة والعشرين...فقدات طفولتها لي ضاعت تحت براثين التسلط من طرف الاب..فقدات الام ديالها والصدر الحنين...ومن بعدها فقدات القدرة على التحمل...وكانت هاديك لي زادت عمقت شعور الفقد فوجدانها... وكتلقا راسها كضعاف نهار على نهار...وثغرة الخواء لي داخلها كتزيد تكبر... شحال ماحاولات دفنها فشي بلاصة مظلمة...كتلقاها جزء لا يتجزأ من حياتها...وكيولي قدرها اليومي والمحتوم...كيسلب قلبها...طمأنينتها وسلامها الداخلي رويدا..! رويدا..!
روحها كتنزف..! داخلها شاعلة فيه النار..! ويأسها واستسلامها طرجماتو لدموع خارجة من عينيها بحال الشلال..وهي مكورة فوق من داك السرير فوضعية الجنين...لا هي قادرة تغوت بالجهد تبرد الحر لي داخلها ولا هي قادرة تكتم شهقاتها المتوالية...ولي كتخرج بلا هواها وخ تعيا تكبح فيهوم...

كان كيخطي فالممر المؤدي به الى الخارج بثبات...لابس بذلته الرسمية...المزينة بثلات نجوم أعلى كتفه والاخرى فوق من صدره...زادته هيبة ووقار...سلاحه كان معلق على خصره كيبان منو غي النص...هاز فيدو معطف فاللون الاسود..كيتمختر بمشيته الرجولية...حتى خرج لبرا وبمجرد ما ضربات فيه الشمس عقد حجبانه بقسوة... دار نظاراته الشمسية...وقبل مايحل باب السيارة سمع صوت خشن جاي من الخلف... قائلا بنبرة عابثة...
"سيادة العميد غادي للخدمة معطل العجب..."
دار شافيه بنص عين ..ضهر شبح ابتسامة ساخرة على وجهه ونطق بفتور...
"كنت بغيتك تجي أهاه ولاكن ماشي نلقاك فوجهي عل الصباح"
ضحك سعد بصوت عالي...ومشا لعنده...عنقو بحرارة...بينما بادلو وقاص عناقه الاخوي...طبطب فوق من ضهرو...بعد الاخر وشافيه...
"مانقدرش نكول لا لخويا الكبير...هانا آمر فاش باغيني؟"
قطب حجبانه وقال بتساؤل..
"ماخدامش؟"
جاوبه مباشرة لي واقف حداه...
"لا حتى ليل...ايلا كنتي مزروب خلي حتى نتلاقاو فالخدمة...."
طلعو وهبطو وقال باقتضاب...
"لا هادشي مكيتسناش"
قالها وهو كيشير ليه لواحد الكليسة عندهوم جنب البيسين...مشاو كلسو فيها...حط المعطف ديالو دخل نيشان فالموضوع...وقال بدون مقدمات وهو كيهضر بجدية...
"هادشي ديالك طول أ سعد...مابغيتش ندخل فحياتك..لاكن خاصك تحدد موقفك..."
تنهد الجالس امامه وقال بفتور...
"عندك الحق...حتى أنا كنت عوال غير ترجع من عطلتك نقرر بخصوص زواجي.."
سكت شوية كيدقق فملامح وجهه الحادة وماكرهش يقرا ما بين عينيه لاكن النظارات الشمسية كانت حاجبة اش تحتهم...كمل كلامه وقال بتأكيد...
"صافي غانهضر مع الواليد يحددو وقيتة دالعرس لي تناسبهم وتناسبنا..."
ضحك بمرح وحط يده على ركبة خوه وقال بعبث...
"بغيتونا غا نتورطو فالزواج..الله ينعل لي يخصرليكوم الخوادري.."
طبطب على يده وقال برضى...
"مكاين ماحسن من أنك تجمع راسك..ماشي على قبلنا ولاكن على قبلك...غانجي فالعشية نهضر مع الواليد مزال ما شفتو لدبا...دير فبالك غير غايعرف راك قررتي غايزرب فتاريخ العقد...وجد راسك"
ناض وقف كيتكسل وشافيه... ضحك بسخرية وقال...
"تكلف نتا بكولشي ...راه غانديرك نتا الوزير هههه..."
خلاه كالس وتم غادي كيتمختر وقبل مايدخل دار شافيه وغمزو وقال بصوت عالي وهو كيضحك...
"واا غير متفرحش بزااف أسي العميد غايساليو مني يرجعو ليك...ونتوزر ليك تانا عاود..."
لوحليه بيديه ودخل...خلا الواقف موراه كيتخبط فأفكاره...وهادشي لي قال لخوه كينطابق عليه حتى هو...والموضوع لي مشا عطلة باش يفكر فيه بهدوء رجع منوغش عليه ايامه...وكأن داك الكلسة فالغابة مانفعاتو بوالو ومزال لدبا ماقادرش ياخد قرار مناسب...محتاج جلسة مطولة مع باه عاد يقدر يقرر...هز معطفه ومشا باتجاه سيارته...ديمارا ومشا قاصد مقر عمله...

توالت الساعات ومن بعدها الايام..حتى مر أسبوع!...أسبوع وهي مسجونة بين جدران غرفتها الصغيرة...بحالا فشي زنزانة كتعاقب على جرم مادارتوش...سيمانة ديال الالم والنحيب...كان ونيسها الدموع الي منشفوش من على خدها...من داك النهار فاش كلات قتلة من عند باها ماشافت وجهه...خصوصا فاش عرف أنها صافية وماطراليها والو...عيات تبرر لمرت باها وعاوداتليها كل ماجرا ليها...لاكن واش وصلات داكشي لباها وخوها كيما خرج من فمها ولا زادت ونقصات لي بغات...مكانتش باغا تشوف فوجههم او تواجه معاهوم...فضلات تبقا سجينة غرفتها...تناجي شعور الالم فقلبها...حتى جاها خبار تأكيد خطبتها قبل يوماين..وهاهي دبا كالسة أمام المرآة...كتراقب انعكاس صورتها الذابلة لي قبالتها بنظرات حزينة وملامح واجمة...وخ حاولو يزينوها الا أن معالم الحزن طغاو على حدقتيها حتى زاد ظلامهم...الشحوب كان باين بوضوح فوجهها والحمرة لي أضافو على خدودها ما غطات والو...حتى جانب شفتيها مزال مدمغ...شعرها المنسدل خلف عنقها كان كيحكي قصة اخرى عن القسوة والالم...وحتى قميصها الابيض المرصع بالاحجار كانت كتحسو كيلف جسدها بحال شي ميت وهدا حفل تأبينها لجنازتها وماشي خطوبتها...
نزلات دمعة حارة من عينيها حدرات راسها ومسحاتها بزربة مع تنهيدة خرجات أحر من أعماقها...ويد تسللات من العدم تغلغلات داخل شعرها وصوت رقيق همس فوق راسها...
"فكيها شوية...أ رملة هكا غير غاتزيددي طبخي فراسك ماغاتستافدي والو..."
علات راسها وشافت فيها من انعكاس صورتها فالمرآة...تنهدات بألم وقالت بخفوت...
"واش جاو؟"
رجعات تقابلات معاها فنَّة وتكات على حرف الكوافوز تحركو شفتيها ببطئ ونطفات...
"لا مزال شوية ويوصلو...جاو غير عائلتك..."
حدرات راسها حتى غطات غرتها على ملامح وجهها وسكتات...
تأفأفات الواقفة أمامها كتشوفيها بشفقة وعاودات نطقات بتوجس وبنبرة خافتة...
« رَملة...ياكما كتبغيه؟"
سؤال بريئ أصابها في مقتل...خلا دقات قلبها يخفقو بشدة...بمجرد ماداز طيفه من أمام عينيها...وتحركات الصورة ديالو لي مرسخة فمخيلتها...بحال شي طابع مدمغ صعيب يتمحا...
سؤال ألجمها وماعرفاتش باش تجاوب...ماعمرها جربات الحب أو عرفات علاماته...لي عارفة هو أنه داك الغريب لي اسمه وقاص استولى على تفكيرها من نهار رجعات من المخيم...تسلل بحال سي فيروس وسكن ضلوعها...كتحس بيه فكل ركن وكل زاوية فهاد الغرفة..طيفه كل مرة فين كتشوفو...مرة عند الباب واقف وحاجب هيكلها بأكمله...ومرة كالس حداها كيقطب جرحها وخ برا...مزال كتحس بلمساته كدغدغ جلدتها وصوته كيدخل لمسامعها كيهز بأوثار قلبها ويداعب أنفاسها برقة...خلاها مسلوبة العقل...منهكة! مهدودة الروح! ومقهورة! ايلا كان هدا هو الحب لي كتسمع بيه إذن راها طاحت فبراثينه بدون ادن منها!

شافت فيها مطولا كتراقب شحوب وجهها...تنهدات في صمت...وقالت بحسرة
"ماعندك زهر أصاحبتي.."
يالله كانت كتفكر بكلمات مناسبة باش تزيد تواسيها حتى سمعات صوت الباب تحل على برا وموراها أصوات متذاخلة...ومن كلمات الترحيب لي سمعو عرفوهوم دخلو...شافت ف رملة مرة اخرى وقالت مصطنعة الابتسامة...
"كنضن جاو غانمشي نشوف ونجي لعندك..."
انساحبات بهدوء فاش ماصدر منها حتى شي ردة فعل...وصوت الباب لي تسد موراها فاش مشات هو لي خلاها تخرج من سهوتها وترجع للواقع..لي فيه هي وصورتها الذابلة قبالت المراية...
**
كانت غادية بخطوات مسرعة فاتجاه الصالون...ماحسات غير براسها تخبط فصدر شي واحد..مشات وجات بلاصتها...
توسعات حدقتيها وفغرت شفتيها فاش جات عينيها عليه...ملامح وجهه القاسية...ذقنه الحليقة...شعره المصفف لي راده للجنب بدقة...خلاها تبلع ريقها وقلبها يخفق بشدة بمجرد ما تغلغلات رائحة عطره فجيوبها الانفية...حتى قطع صوت أنثوي لحظات التأمل لي كانت فيهوم...مع صوت بكاء طفلة صغيرة وهي كتنادي بكلمة بابا...
حولات نظرها للواقفة بعيد عليهوم هاد الاخيرة لي حياتها بابتسامة وقربات عندهم مدات ليه البنت الصغيرة وقالت...
"وقاص..هاك همس غير نضتي بدات تبكي عليك"
خداها من عندها باسها...سكتات بين دراعه...خلاهوم واقفين ورجع لداخل هاز بنتو...
بقات حالة فمها متبعة ليه العين حتى غاب...ونطقات الواقفة جنبها بمرح..
"أنا حياة ختو ديال العريس..."
ابتاسمات فنة ومدات يديها سلمات عليها وقالت...
"أنا فنة صاحبت العروسة..."
حياة: متشرفين...العقبة ليك انشاءالله أ فنة...
بقات شحال ساكتة مكلومة وماقدراتش تكبح فضولها المجنون اتجاه داك الشخص ونطقات بدون شعور...
"واش العريس هو هداك لي دخل؟"
ابتاسمات بخفة وقالت بفرح...
"اه هو العريس..واسيري جيبي عروستنا بغينا نشوفوها..."
حركات راسها بالايجاب وهي مزالة تحت تاتير سحره من لحظة ما اصطادمات بيه...
*** 
رجعات للبيت كتمشا بحال شي زومبي مرفوعة العقل...حلات الباب ودخلات لقاتها باقا فنفس البلاصة...غي هاد المرة كانت معلية رجليها وحاضناهوم مع صدرها...وراسها خاشياه بين ركبتيها...غير حسات بصوت الباب تصفق...علات راسها شافت فيها...
"واش كنتي عارفاه عنده بنت؟"
سؤال خرج بدون شعور من فمها...خلات شبح ابتسامة ملتوية يضهر على تعابير الجالسة فوق الكرسي مكومة على راسها...وقالت بوجوم...
"لي عارفة هو أنه بوليسي وولد صاحب بابا...يعني ماقدهومش مزوجيني بواحد ماحاملاهش زايدها فايت فيه الزواج وعنده بنت"
سكتات شوية كتبلع طعم المرورية لي وحلات فحلقها وقالت بألم...
"يعني ماغانتفاجئش ايلا لقيتو شي شارف هارف يضفر عليا شيبو"
تقدمات ناحيتها وأردفت بدون شعور...
"غاتصدمي فاش غاتشوفيه أصاحبتي السيد مقود وفيه واحد الهيبة بففف...موحاال تبقاي عاقلة على داك خينة لي دالك العقل..."
"علاش ماتخرجيش فبلاصتي ايلا عجبك؟؟"
طلب مجنون خرج من فمها لا إراديا...خلا فنة توسع ابتسامتها وتنطق بحب...
"اححح مانكرهش داك السيد بزاااف..."

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.