رمتني بالهوى عيناك الجزء الرابع

من تأليف Yassmine Yass
2020

محتوى القصة

رواية رمتني بالهوى عيناك

غمضات عينيها باستسلام فاش قرب شفايفه من ثغرها بهدوء...حتى!
حتى قاطعهم صوت الناذل من خلفهوم...وهو كيستف الاطباق فوق الطبلة قائلا من بعد ماحنحن....
" العشا ديالكم واجد أسيدي.."
بعد عليها وقاص وابتسامة دافئة على وجهه...شكر الناذل حتى انسحب عاد رجع شاف فلي كانت حادرة راسها لتحت كتصارع داك الكم الهائل من المشاعر لي اجتاحتها فقربه المفرط ليها...أنفاسها كتحس بيها غير منتظمة...وكون ماجاش هاداك النادل من العدم كانت غاتكون فازت بأول قبلة ليها من عنده...هو فعلا كان غايبوسها!
يده لي لامسات يديها خرجوها من سهوتها وصوته لي نطق بثبات...
"يالله نتعشاو!"
علات عينيها شافت فيه...عينيها زادو برقو وخدودها متوهجين بلهيب أحمر من شدة الخجل...كانت محتاجة تهرب من نظراته..تهرب من قربه ومن دقات قلبها المزعجة...نطقات باقتضاب وبنبرة مرتجفة...
"خاصني نمشي للحمام!"
ماتسناتوش يجاوب سحبات يديها بسرعة ومشات من قدامه...بينما هو بقا حاضيها حتى اختفت..دار يديه فجيابو تنهد بأسى ورجع لبلاصته...دار يديه فوق ذقنه وسها فلا شيئ...تعابير وجهه كانت قاتمة و فيها شيئ من الندم والوجوم...كيحس براسه دار شي حاجة لي ماخاصهاش دار فلحظة لي انجرف فيها خلف عنادها وجموحها...ومافكرش بعقلانية...!
تكات على لافابو كتزفر النفس بقوة فمحاولة انها تستارجع أنفاسها من بعد مابللات يديها وخلف رقبتها بالماء الفاتر...وكون مكانتش غاتفسد زينتها كانت غاتخوي عليها سطل دالما يالله تبرد...!
تمتمات من تحت سنانها بحنق...كتشتم فنفسها سرا...على عنادها وتحديها ليه علنا...وتقتها الزايدة فراسها بلي غاتخرج رابحة فداك اللعبة اللعينة...هو كان عنده الحق...ضعفات فأول خطوة ونزلات سلاحها قدام هيبته ورجولته الطاغية والاعجاب لي كيشدها ناحيته بوقاحة مكتقدرش تحكم فيها...
"طوفان" هو لي خلا هاد الراجل فقلبها...بان من العدم فليلة مشؤومة قلب كيانها رأسا على عقب...دخلات معاه فدوامة ماليها لا ساس لا راس...خايفة تقرب وكتموت الف مرة لا مشات حتى دارتها...لحد الان فضولها الغريب ناحيته كيقودها للجنون وكدير تصرفات لا واعية نابعة من مشاعر غريبة ماقادراش تفسرها...
«"صافي نساي أرملة تصرفي عادي بحالا ماكانت تاحاجة...مجرد لعبة ودازت...!"
كلمات خرجو من بين أنفاسها المرتجفة وهي واقفة قبالت المرآة لي فالحمام كتبرد على راسها...
ثواني قليلة وكانت كالسة قبالته على الطاولة لي محطوط فيها أشهى وألذ المأكولات البحرية...كتاكل من طبقها في صمت...بحاله تماما...حانية راسها وماقادراش تشوفيه...بينما هو ماحيدش نظراته من عليها...طول العشا وهو حاضيها...حتى أنه ما كلا والو...تنهد باستياء وشاف أنه ينهي هاد السهرة وهاد اللقاء أحسن ليه وليها...!
"نقدرو نمشيو ايلا ساليتي!"
وصلها صوته الهادئ من بعد ماشافها مكتاكل والو غير كتلعب فالطبسيل...علات فيه عينيها وتبسمات برقة كتخفي توترها الملحوظ...
لحظات وكانو عند الباب ديال المطعم...وقفو مجددا كيتسالمو مع مالك المكان تماما كيفما دخلو...حتى انسحبت فهودء وخرجات لبرا...ضرباتها هواء باردة وريحة منعشة...غمضات على إثرها عينيها بنهم...مخلية الهوا يدخل مع جيوبها الانفية عله يساعدها باش تهدا...لحق عليها من بعد ما ودع صديقه...وقف امامها كيراقبها بابتسامة دافئة على وجهه...كانت مغمضة عينيها ومنساجمة مع ذرات الهواء لي كتلعب بخصلات شعرها الفحمي حتى انها ماحساتش بوجوده امامهاحتى نطق بصوت خافت...
"مشينا؟"
حلات عينيها مباشرة وقالت برقة...
"كنشم ريحة البحر! واش قريب؟"

من بعد لحظات كان لبا رغبتها المجنونة فأنها تمشي البحر بالليل...كانت محتاجة تشم ريحته عن قرب...
وقفات فوق من واحد الحجرة مركزة نظراتها على الظلام لي حداها...ماقدراتش تشوف امواجه لاكن كتسمع صوت ارتطامها مع الصخر بوضوح...حتى حسات بخطواته التابتة فاتجاهها فاش قرر ينزل من السيارة ويتوجه لعندها...غمضات عينيها فاش بدات توصلها ريحته مخلطة مع ريحة البحر...رعشة سرات فجسدها فاش لف كتافها بسترته من بعد مازولها باش ماتبردش...
تبسمات برقة وشافت فيه...
"مافياش البرد!"
جبد سيجارة من جيبه شعلها...خدا منها نترة وشافيها...كانت قادرة تلمح ابتسامته الدافئة وخ فالظلام...
"مابغيتكش تمرضي تاني؟"
ضحكات بصوت خافت وقالت بهمس...
"عارفة مافيك لي تقابلني وتلعب دور الممرض أسيادة العميد"
ضحك بصوت عالي على كلمانها المتهكمة فاش تفكر نهار نطق هاد الجملة وقال بمزاح....
"أكيد باركة غير أسبوع دالراحة لي حرمتيه عليا فداك الكوخ"
ابتاسمات بخجل وقالت...
"فخبارك كنت كنضنك طبيب...خصوصا فاش رجعت للدار وشفت الجرحة لي عندي فكتفي مخيطة بدقة...ماشكيت حتى لحظة أنك غاتكون بوليسي.."
نطقات كلمتها الاخيرة بوجوم...خدا نفس قوية من سيجارته هاد المرة..ساطها فالهوا ونطق بفتور...
"علاش كتكرهي البوليس؟"
كان كينتاظر انها تمتانع عن الاجابة بحال المرة لي فاتت لاكن صوتها المرتجف لي خرج من بعد تنهيدة حارة خلاه يركز مع نبرتها الحزينة...
"بابا لي كرهني فالبوليس...كانت عنده الدار بحال الكوميسارية تماما...قاصح وبارد معانا بزاف...وزاد حتى خويا لي ورت هاد الصفات منه وماما الله يرحمها لي قتلها المرض غير من فقصتها معاه...خلاتني نكره شي حاجة اسمها المخزن ونكره حتى بابا..."
سكتات لفترة كتبلع الغصة لي فحلقها حتى وصلها صوته فاش نطق باقتضاب...
" هادشي علاش كنتي رافضة الزواج بيا؟"
"اه"
جاوبات بسرعة وماعطلاتوش...لاح سيجارته وعفط عليها بصباطه...رجع شعل وحدة اخرى وقال بفتور...
"وعلاش غيرتي رأيك من بعد؟"
سؤاله ألجمها...الكلمات تلفو فحلقها وضاعو فطرف لسانها كيغادير تجاوب على سؤال هي براسها ماعارفاش كيفاش؟
سكتات كتبلع فريقها حتى جاها صوته من بعدها وكأنه رحمها من الاجابة وخفف حدة السؤال عليها فاش قال...
"يعني شنو لي ضمنلك أنني ماشي نسخة من باك وخوك؟"
هنا دورات راسها شافت فيه...تبسمات بدفئ وقالت بخفوت...
"كون كنتي بحالهم...كنتي غاتسمح فيا فداك الغابة ومكنتيش غاطلع معايا راجل..كيفاش قابلتيتي ودافعتي عليا مستحيل كانو يديروه هوما حيت ببساطة معندهومش قلب...والدليل هو فاش ساقو الخبار من بعدها...اول حاجة فكر فيها هو طعني فشرفي وهانني...!"
حدرات راسها بأسى من بعد مانطقات كلامها بألم...كان قادر يحس بحزنها من نبرتها المكلومة...وصوت انفاسها المتقطعة عرف من خلالها أنها كتبكي...لاح سيجارته وقرب عندها بهدوء...حط صبعه تحت ذقنها علاهليها...وقال وهو كيمسح أثر الدموع من فوق خدودها الناعممة
"شتت...متبكيش! مابغيتش نشوف دموعك...نقدر نكون بارع فالتمريض لاكن مانصحكش تختابريني فالمواساة متأكد غانفشل بلا شك..!"
خرجات منها ضحكة خافتة على كلامه المازح...وقالت بهمس...
" متأكدة غاتنجح فيه حتى هو!"
بانت ابتسامة عريضة على وجهه وقال بتهكم...
"كتحدايني عاود؟"
كان قادر يحس بخجلها المفرط ومتأكد كون مكانش الظلام دبا كان غايشوف داك اللون الاحمر المتوهج لي كيزين خدودها فكل مرة كينال منها الخجل...ضحك بخفوت...زاد قرب منها اكتر...باس على راسها بهدوءوقال...
"براكة عليك...خلينا نمشيو"
:وخ"
تمتماتها بخفوت من بعد 
ماضمات راسها بداك السترة لي عليها ...حاوط خصرها بجنب وجرها معاه راجعين فاتجاه السيارة...

كانت الساعة كتشير لمنتصف الليل...فاش حبس بالطوموبيل فكراج الفيلا...شافيها وابتسم كانت غارقة فنومها بحال شي طفل رضيع...نعس براحة من بعد موجة بكاء...ماعطاهش خاطرو يفيقها...نزل من السيارة...فتح الباب حيدليها حزام الامان وهزها بحال الريشة بين يديه...طلع بيها مباشرة لغرفتهوم...!
حطها فوق السرير بشوية حيدليها الجاكيط ديالو لي كانت باقا لابساها وحيدليها حتى السباط من رجليها...قادليها راسها على الوسادة...حيدليها الشعر الهابط على وجهها...وهو كيراقب ملامحها الهادئة...انفردت اصابعه من جديد وقربها حتى لامس بشرة وجهها كيسشعر داك القوة الغريبة لي كتشدو ليها... بحال شي مغناطيس...حتى انحنى وطبع قبلة دافئة على خدها...رجع غطاها مزيان وخرج...بمجرد ماتسدات الباب حلات عينيها...تبسمات بحب كتستشعر مكان القبلة بهدوء. وكتسترجع مشاهد هاد الخرجة لي زادت دمغاتو فقلبها أكثر وأكثر..حتى طار النوم من عينيها...
خرج من غرفة بنتو من بعد مابدل حوايجه وماكانتش تماك...عرفها غاتكون مع حياة...لبس بنطوفتو وهبط للطابق لتحت...كان باغي غير يطل عليهوم لاكن فاش لقا الضو باقي فالغرفة وصوت الهضرة خارج حتى لبرا...دق ودخل...لقاها دايرة ابيل فيديو كتهضر مع ولادها وهمس حداها كتلعب...سد الباب من بعد مادخل...غير شافته تبسمات فوجهه وأنهت المكالمة...مشا كلس حداهوم على السرير ناضت عنده همس كتجري عنقاته ..خشاها فحضنه كيبوس فيها وعينيه على اخته لي كانت ملامحها قاتمة وباين عليها الحزن...
«"مزال ماباغية تعاوديلي شنو طاري مع داك خونا فالله؟"
قالها بحدة وهو مقوس حجبانه...هاد المرة مابقا عندها هروب...جات على اساس ترتاح وتحضر خطبته وعرس خوه لاكن الحزن كان باين عليها فكل مرة كتهضر مع ولادها...بلعات الغصة فحلقها ونطقات بخفوت...
" دابزنا قبل مانجي...حتى كان بدا يشد الطريق ورجع لعادته القديمة!"
خنزر فيها وقال لجمود...
"تلاح للقمار تاني؟"
هزات راسها بالايجاب وحدرات عينيها بحزن...حتى وصلها صوته اكثر حدة...
" علاش خليتي ولادك؟"
فركات يديها بتوتر وقالت بهمس...
" بقاو مع جداهوم انا بغيت غير نبدل الساعة وصافي... ودبا غايجيو غدا معاها على حساب عرس سعد..."
ناض وقف هاز بنته وقال بحنق...
"يدوز العرس ونشوف حل لهادشي...تصبحي على خير..."
خرج خلاها مركنة بلاصتها...حتى هبطات دمعة حارة من عينيها...كتلعن النهار لي لاقاها بيه حتى بغاتو وتزوجات بيه...فاش كتفكر داك الحب الكبير لي كان بيناتهوم كتبغي تسطا...كولشي تبخر من بعد الزواج ومن بعد العشرة...كولشي كان مجرد اوهام اما الزواج حاجة اخرى...!

****
رجعات سدات النافذة ومشات كلسات على سريرها بملل...حتى تحل الباب ودخلات عجوزتها الضحكة على وجهها وملامحها مبشورة كلسات حداها وقالت بمرح...
"عروستي الغزالة كيصبحتي أبنتي؟"
بادلاتها بابتسامة دافئة وقالت بخفوت...
" لباس اخالتي..."
هزات يديها كدوز على راسها بحنان وقالت بحب...
"واخيرا جبتك لداري...! من نهار شفتك فداك العرس قلت هادي خاصها تكون مرت ولدي وربي ماخيبنيش...!عتابريني بحال مك الله يرحمها لي ضراتك كوليها ولي خصاتك علميني نحضرهالك.."
سكتات شوية كتراقب عينيها لي حدراتهوم باستحياء وقالت ...
"وساعفيه عافا بنتي...ولدي مكانش هكا راه الوقت لي خلاته يرجع قصح من الحجر..."
علات فيها راسها وشافت فيها بذهول كتحلل فهضرتها فالسر...إدن مو عارفة شي حاجة وقبل ماتنطق بشي سؤال تستفسر بيه من حدها جاتها الفرصة كملات كلامها الحاجة فضيلة وقالت بحسرة..
"مزال مأثر بموت نوال...مكانتش ساهلة تمشي على غفلة وتخلي ليه بنت"
فركات يديها بتوتر حتى بدات تحس بيهوم كيتعرقو...نطقات من بين شفايفها لي كيرجفو وقالت بخفوت...
"واش مزال كيبغيها أخالتي؟ علاش تزوج بيا داك الساعة؟"
ضحكات فضيلة بحزن وتنهدات بأسى...شدات فيديها وزيرات عليهوم...وقالت بتبات...
"الوقت كينسي كولشي أبنتي...وحنا العيالات عارفين مزيان لا درنا شي راجل بين عينينا كنوصلو ليه وربي كبير...والمرا كتضرب بمرا ايلا كانت حية عاساك لا كانت ميتة؟"
ابتاسمات بهدوء ..غمزاتها عاد كملات كلامها...
"الرجل كيبقا راجل يعيا يهرب يطيح يطيح فالشبكة خصوصا لا عرفتي كيفاش تحطيها...ومكاينش شي راجل فهاد الدنيا يقدر يهرب من هاد الزين كولو...الله يحجبك غي كوني مرا وقادة...كيد النسا راك عارفاه بلا منقريه ليك..هادشي طبعا لا كنتي باغاه...همم؟"
بقد ماكانت حشمانة منها كانت مصدومة من هضرتها...كتبان عارفة كولشي وماخافية عليها تا حاجة...ومدام كتشجعها اذن كاين أمل...حدرات راسها باستحياء وماعرفات باش تجاوبها...الكلمات وحلو فحلقها حتى رحماتها من الاجابة فاش نطقات بمرح...
"صافي مايتخافش عليك أبنتي...ودبا نوضي تهبطي لتحت الدار غاتبدا تعمر بلا شك عارفة عرس سعد قرب ياك؟"
حركات راسها بالايجاب وقالت بخفوت...
"اه قالتهالي حياة هاد الصباح...!"

كلسات فإحدى المقاهي التابعة لإحدى المركبات التجارية من بعد ساعتاين ديال الدوران...حطات صاكها شدات كرسي لهمس حتى هي وكلسات قبالتها فنة...كتزفر بضيق...
"الله اختي اش نسالك ساعتاين وماعجبك والو هادشي كون درتيه قبل ماشي حتى النهار بنهارو زايدة جايبة معاك البنت سخسختيها مسكينة..."
ابتاسمات بدفئ وشافت فهمس دوزات على راسها بحنان وقالت...بنبرة طفولية...
"هموسة بغيتي نجيبلك شوكولا؟"
صفقات بيديها بجوج بمرح وقالت ببراءة...
"اه اه بغيت بغيت...!"
باستها فخدها بحرارة ...تحت نظرات الجالسة امامهوم كتراقبهوم فصمت قبل متنطق بتهكم...
"ولاهيلا مايتسالكش دغيا جبتيه معاها...يزيدوكوم غي سيمانة وحدة اخرى ترجع تعيطليك ماما...!"
زفرات بضيق ونطقات بخفوت...
"بفف عاوتاني غاتبداي أفنة؟"
مطت شفتيها وجاوباتها بحدة...
" واتبعي داك عجوزتك الحمقة...راه لي ماجابتو محبة ماتجيبو حزارة..."
تأفافات بقلة حيلة وقالت بسخط...
" اووف فعوط ماتفتي عليا شي بلان تهاونيني بيه كتزيدي طيحي لي كواريا...راه عاودنا ليك اش طرا بالضبط فنظرك كون كان مزال كيبغيها كيف كتقولي غادي يخبي؟ وكان غايعرض عليا داك النهار ويتقرب مني...نتي جاك هادشي عادي؟ "
عوجات سيفتها وقالت بفتور...
" امم ونتي كي الهبيلة متيقة داك المسرحية...وا فيقي ونتي فدار غفلون القضية باينة غي نتي كتعاماي...فنظرك علاش مخليك تقربي من بنته وتبعدي عليه هو ايلا مكانش مصلاحتو غا تربيها ليه..والدليل هانتي فينما تخرجي تديها معاك.."
"أنا لي كنبغي نجيبها...هاد البنت حلوة ودخلات ليا لخاطري...كنرتاح معاها وهي لي مونساني فداك الدار...وحتى هو مكايمانعش ايلا خرجت وديتها معايا...مالك سلبية لهاد الدرجة؟"
لاحت هاد الكلمات فوجهها بنفاذ صبر...
شافت فيها فنة وقالت بنفس نبرتها المتهكمة...
« اممم...كون كان اصلا كيعرف مايخليكش تخرجي بوحدك ونتي مزالة عروسة يالله دوزتي معاه تلاتة السيمانات تا شهرك ماقفلتيه...مالو مايجيش معاك هو؟ ولا مامساليش ليك؟"
يالله فغرت شفتيها باش تجاوب...سمعات رنين الهاتف فصاكها...بلعات ريقها...حلات صاكها بلهفة عارفة شكون المتصل...من نهار جابليها هاد الهاتف كهدية من بعد زواجهوم كان فقط رقمه لي محفوض فيه زيادة على رقم فنة لي دخلاته باش تبقا تواصل معاها...
تبسمات بحب لمجرد ماشافت اسمه كيضيئ شاسة الهاتف...شدات الخط...ومانطقات بحتى حاجة حتى وصلتها نبرة صوته المبحوحة والهادئة...
"ساليتي ولا مزال؟"
شافت فصاحبتها لي كترمقها بنظرات مستهزئة وجاوباتو بخفوت...
"مزال..مالقيت حتى حاجة زوينة!...لقيتينا كلسنا انا وفنة فواحد الكافي نرتاحو شوية ونرجع ناخد واحد القفطان شفتو اول مرة...صافي عييت ومزال تابعني بزاف..."!
وصلتها ضحكته مع بحته الرجولية وقال...
" كيضهرلي غايسالي العرس ونتي مزال ماجيتي...! همس مابكاتش؟"
ابتسمت برقة والقلوبة خارجين من عينيها..شافت فهمس ونطقات برقة...
" بالعكس عاجبها الحال...لا متخافش شوية ونرجع للدار دايرة مع حياة غانمشيو بجوج للصالون...
قطعات الخط على كلمات توديعه ليها..وشافت ففنة...
"ايوا دبا اش كتسمي هادشي؟ تالت مرة كيعيطلي فساعتاين...ويالله سول على همس دبا! "
ميقات بفمها وقالت بعدم اهتمام...
"المهم أنا كنصحك ودبا توقفي على هضرتي!..مي بون عل الاقل هانتي عايشة الرفاهية من موراه...شيفور موصلك تالهنا...هاتف اخر موديل...وكارط كيشي نعام الالة الشي لاخور نشوفوليه حل..."
فضلات رملة أنها تسكت وتنهي هاد الحديت السلبي قبل مايبدا وسواسها فخدمته...ودارت عند همس كضحك معاها ويلعبو على ماجابليهوم النادل شنو طلبو...شربو عواصرهوم فصمت وناضو من بعدها يكملو جولتهوم فالمول...

وقفو أمام المرآة كيقادو ربطة العنق ديالهوم من بعد ماكملو لباسهوم وكانو فكامل أناقتهم ببذلهم الرسمية...رش عطره الفاخر وشاف فخوه...
"فين وصلتي فداك الشي لي كلفتك بيه؟"
شافيه سعد ونطق...
"ياك مكيعجبكش تهضر فالخدمة فالدار!"
عقد حجبانه وقال بفتور...
"جوج سيمانات ماجبتي فيها حتى خبار..اش تم؟"
تنهد الواقف امامه وقال بوجوم...
"حيت مكاين حتى شي حاجة مهمة داكشي علاش...زايدون هاد المرة بانلي غير كضيع وقتك...القضية باينة غايكونو فيها داك المافيات الصغار...يعني داكشي لي فبالك غي نساه...القصة دازت عليها سنين وكنضن تطوات..."
سكت شوية كيراقب نظراته الجامدة...تقدم جوج خطوات لعنده طبطب على كتفه وقال بخفوت...
"نسا عليك الماضي أخويا...تستاهل تبدا صفحة جديدة مع داك بنت الناس...بلا متزيد تصعبها على راسك..نصيحة متواضعة من خوك الصغير لي علمتيه نتا كولشي فهاد الحياة...!"
يالله كان غايرد عليه حتى تحل الباب على مسرعيه وصوت عالي هتف بمرح...
"ولاااااد العم نتوما هنايا"
دارو شافو فيه كان شاب فنفس سن سعد تقريبا وسيم وعاطي للعين...تقدم فاتجاههوم تسالم معاهوم 
سلام اخوي وقال بمرح...
"مبروك عليكوم والعقبة لي"
ضحك سعد وجاوبو...
"خاصك غي تجمع راسك الزين موجود ابا منير.."!
منير: هي غي ندخل من داك الغربة ونتوكل عالله؟
جرو سعد مشاو كلسو كيتبادلو اطراف الحديت بينما وقاص انساحب حيت ماعندوش مع هاد ولد عمه...نظرا للشخصيته المنحلة وطبعه الباسل كونه عايش على برا وعنده كولشي عادي...
####

سالات من مشط شعرها عاد دارتليها كرينات شداتهوم ليها بخيوط من الدونتيل جاو متناسقين مع كسوتها البيضة محزومة برباط فالزهري...جات بحال شي قطعة شوكولاتة حلوة ولذيذة!...باستها فوجهها بوسة كبيرة حتى خلاتليها طبعة العكر مصورة فخدها الصغير...مسحاتو بسرعة وقالت بمرح...
"يا لالة ويا لالة على الزين جات كتحمق..."!
ضحكات همس ببراءة وقالت وهي كتشير لاحمر الشفاه لي على فمها..
"رملة..بغيت هدا..تانا بغيت..!"
ضحكات بخفوت وقالت بصوت طفولي كتقلدها...
"لا هدا حتى تكبري وديريه...بغيتي باباك يعلقنا؟"
مطت شفتيها بحزن...ربعات يديها وقالت باستياء...
"لاء بغيت..."!

تحل الباب عليهوم وهوما كيتناكرو على العكر...سد الباب وبقا مراقبهوم من بعيد...
جوج بنيتات صغار ماشي غير وحدة...همس ذات التلات سنوات ورملة وخ كبيرة كترجع معاها بلا عقل..تبسم بهدوء وتقدم لعندهوم ماحسوش بوجوده حتى نطق...
"مالكم؟"
علات رملة عينيها فيه...حتى تكوانسات من كثلة الجاذبية والجمال لي حداها...اول مرة تشوفه ببذلة رسمية سوداء...حتى فعقد قرانهوم لبسها فاللون الرمادي..كان كيبان وسيم بزاف وجذاب...رجولته كانت طاغية بشكل قاسي عليها...ناضت من فوق الكرسي لي كانت كالسة عليه ووقفات مباشرة قدامه..ابتاسمات وقالت برقة...محاولة ما امكن تخفي توترها واعجابها الشديد بيه...
"بنتك اسيدي بغات تاهي دير العكر..اش ندير معاها؟"
طلعها وهبطها بنظرات متفحصة ليها شبر بشبر...كانت رائعة الجمال وسط داك القفطان الاحمر كدم الغزال...وشعرها الاسود المفرود على كتفيها براحة...ووجها لي مزين بطريقة بسيطة وهي اصلا فاتنة ولو بلا مكياج...ابتسم بدفئ وقال...
"حيديه حتى نتي مكاين لاش ديريه...نتي اصلا زوينة متحتاجيش هادشي...!"
توردو خدودها من جديد زادوها جاذبية وجمال...
تلعتمات فالكلام قبل متنطق بخفوت...
"واش بصح جيت زوينة؟"
رمقها بنظرات غامضة وساحرة فنفس الوقت...كيدقق فعينيها لي كيأطرهوم الكحل وكيأسره مجددا...وأحمر الشفاه لي مزين ثغرها بوقاحة خلاوه مأخوذ بكل تفصيلة صغيرة فيها...منبهر! ومعجب بجمالها!تحرك فاتجاهها شدها من كتفها دورها لجهة المرآة وهو خلفها مباشرة...قرب لودنيها ونطق بصوت خشن وهامس...
" لا باقا ناقصاك شي حاجة...!"
عينيها كانو كيلمعو ببريق بحال شي قطة أليفة وهي كتراقب انعكاس صورته امام المرآة...قلبها كان كيرقص على اوتار السعادة بحالا خدات جرعة مفرطة منها حد الهلوسة...!
حتى شافته جبد شي حاجة من جيبه...كانت علبة حمراء حلها أمام انظارها...وجبد منها عقد ذهبي براق!...شهقات بذهول بمجرد ماشافته وحسات بأصابعه الخشنة كتلامس عنقها بهدوء وهو كيتبت العقد فوق من رقبتها بعناية...
بعد الشعر المتناتر على وجهها ردو للجنب من بعد ماسالا...طبع قبلة حنينة على خدها ورجع نطق حدا ودنيها وقال بصوت اجش...عصف بقوامها الهش...

"دبا اكتملات الصورة...جيتي زوينة بزاف ماشاءالله..!"

ابتاسمات بحب وهي كتلامس العقد باطراف صبعانها وكتحسس حروف اسمها المنحوتة بعناية فوق عنقها...وسط من اعجابها الشديد بالواقف وراءها...بوسامته..وهيبته ورجولته الطاغية وهاديك الهالة الغريية لي كيحيطها بيها وتخليها تغرق كل نهار أكثر وأكثر...
غمضات عينيها لثانية ورجعات فتحاتهوم ماشي غير هي لي خاصها تعذب بحال هكا...حتى هو خاصو يذوق شوية من داك العذاب...ابتاسمات برقة ودارت لعنده...
حطات يديها على صدره وقبل مايستوعب كانت تمادات أكثر وطبعات قبلة على خده فنفس المكان لي باسها فيه هو...غمض عينيه على إثرها كيستشعر عطر الياسمين والعنبر لي داعب أنفاسه بوقاحة...وصوتها الانتوي العذب لي جا من موراها...
"عجباتني الهدية بزااف شكرا...!"
من بعدها ابتاسمات بحب... خلاته واقف بلاصته ومشات لعند همس لبسات ليها سباطها ولبسات حتى هي كعبها العالي...بينما هو تكا على طرف الكوافوز كيتسناها تكمل...وهي كتمشي وتجي قدامه بحال شي فراشة...رشيقة! جذابة! وفاتنة!
غير غافلة تماما على عينيه لي تابعينها فكل خطوة...!

علات رملة عينيها فيه بعيونها الحوراء لامعة ببريق العشق الواضح و بسمتها الدافئة و خدودها المتوردة...
حطات يديها على صدره و هو...غمض عينيه على إثرها كيستشعر عطرها المميز ابتاسمات بحب... قرب منها لدرجة كبيرة حتى ختالطو انفاسهم و و قدر يستشعر حرارة جسها لي ملات روحه بالدفىء زاد قرب منها كتر و حط كفه على خدها و لامس أنفه جبهتها شي لي خلاها تغمض عيونها بلا ما تحس... خدا أكبر نفس ممكن من عطرها و انفاسها حتى تغللغت إلى كل خلية من جسمه و غزات روحه الغزو لي رحب بيه و رفع معاه كل راية بيضا تسمح لهاد الدخيلة تسقط كل قلاعه و اسوار قلبه تستوطنه ويتوجها بكل رحابة صدر و رضى الملكة على قلبه و روحه و عقله ...
رفع يده الثانية و وضعها خلف راسها ملامس شعرها لي سلبله اي ذرة عقل كان ممكن تكون باقي معارضة و زاد تجرأ يقرب منها كثر و زادو توردو خدودها كثر بسبب الحرارة لي رتافعت فجسمها كامل و انفاسها توقفت في صدرها و هي تحس بهاد الاقتحام كانت اكيدة انه قادر يسمع دقات قلبها لي فقدت سيطرة عليه من زماان و هو أصبح المتحكم الوحيد في دقاته...نخافض بوجهه أكثر و بعيونهم المغمضة و دقات قلوبهم المجنونة و عقولهم الغايبة و كأن كل شيء في الكون توقف بل انعدم و كأنهم الشيء الوحيد الموجود و القوة لي نجدبهم نحو بعض...قرب من فمها الكرزي لي لطالما فتنه و تخيل آلاف المرات مداقه ... وفجأة طبع قبلته على خدها لأقرب بلاصة من ثغرها.
😑😑🤧🤧

هزات بوشيط فلون الدهبي ووقفات قدامه شادة فيد همس...ابتاسمات برقة وقالت بهدوء...
"سالينا نقدرو نمشيو!"
بقا شحال مربع يده كيشوفيهوم وفمدى التوافق لي بيناتهوم...التوت شفتيه بابتسامة باهتة وتقدم لعندها...حتى وقف مباشرة حداها...علا يديه ولامس ثغرها باصبعه الابهم...ضغط ببطئ على شفاهها وقال وهو كيمسح هداك أحمر الشفاه المغري حد الهلاك لي لاسق عليهوم...
"ياك قلنا بلاش منو هممم؟"
ابتاسمات بنهم مخلياه واخد راحته فمسحه والدم فاير فعروقها من شدة الخجل...حتى سالا من تخفيفه وعاود نطق...
"دبا مزيان نقدرو نزلو لتحت...!"
مدليها دراعه تأبطات فيها بتملك وخرجو من الغرفة فاتجاه الاسفل فين كاينة قاعة العرس...
كان الحفل بادي من زمان...القاعة عمرات عن اخرها وصوت عزف الموسيقى الشعبي كيصدح فالجدران بصخب...كان ناقص فقط دخول العرسان باش يكمل الحفل...نزلو فالدروج كيبانو بحال شي كوبل متناسق...الاعين كولها كانت عليهوم وكأنهم هوما العرسان...النص فالعائلة مكانوش كيعرفو مراته ومتشوقين يشوفوها خصوصا من الحديت لي كيسمعو على حسنها وجمالها خلا الفضول ينهش فداخلهم ورغبة قوية انهم يتعرفو على هاد الحسناء لي دخلات للعائلة كزوجة تانية لوقاص...وخدات مكان نوال لي كانت محبوبة عند الكل...كانت نظرات الاعجاب مسلطة عليها بوقاحة...الشي لي خلاها توتر وتزير على دراع وقاص بشدة...هاد الاخير لي حس بارتباكها...شافيها وابتسم بهدوء واومألها براسه باش تهدن...كملو طريقهوم فاتجاه الطاولة لي فيها حياة وولادها وعجوزتها لي جات تحضر العرس واب وقاص والحاجة فضيلة...حتى لمحات فنة واقفة عند باب القاعة كتقلب بعينيها على شي حاجة...هزات عينيها شيرات ليها...توقفات وقالت لوقاص...
" وقاص غانمشي نجيب فنة ونجي...راها وصلات"
اومالها براسه باه عطاته همس شدلها فيديها...هو كمل طريقه فاتجاه الطاولة وهي توجهات لعند الواقفة فالدخلة فأبهى حلتها...وقفات حداها كتراقبها بانبهار..!
"واااو جيتي فنة أ فنة...فين كنتي مخبية هاد الشي؟؟..."
ضحكات بخفوت وقالت...
"وا متعرفي نلقا تانا شي عريس فهاد الحفلة ويكون بوكو لعاقة...!"
جراتها من يديها وتمات غادية بيها جهة الطبلة...
"زيدي زيدي متأكدة غاتلقايه جيتي فنة طيحي لي ماعمرو يطيح...! "
وصلو لطبلة فين كلس وقاص...سلمات عليهوم فنة كولهوم عطاتهوم صوابهوم ورحبو بيها بحكم أنهم كيعرفوها فالاصل ...حتى! شردت بتفكيرها فاش وصلات عند وقاص مدات يديها كتشوفيه بذهول...
"هدا وقاص راجلي...وقاص هادي فنة صاحبتي لي كنعاودليك عليها.."
نطقاتها رملة بمرح بينما
ابتسم هو بدفئ حتى رفرف قلب الواقفة امامه...
ومد يديه بادلها السلام...بمجرد ماحسات بأنامله لامسات يديها زيرات عليهوم بدون شعور...حتى عقد حجبانه ورمقها بنظرات حادة عاد سحباتها بهدوء وتحنات عند همس باستها بحب كتحاول تخفي توترها وارتباكها الغبي فوجوده...

كل الأعين كانت موجهة للدخلة دالباب فين كتقرع الطبول ترحيبا بالعرسان...فحفل فخم كيليق بسميتهوم ووزنهم فداك المدينة...العروسة كانت غاية فالجمال والعريس فقمة الاناقة...تعالت الاهازيج والزغاريد وزاد صوت الموسيقى والعرسان كيتقدمو شوية بشوية لمنصة الحفل...
الكل وقف كيتمايل مع نغمات موسيقى الشعبي والفرح كيعم المكان...
كانت رملة مسمرة بلاصتها على وجهها ابتسامة حزينة كتصفق بشرود...تخيلات راسها للحظة فوق العمارية...هازة يديها كتحي لي جا قبالتها بفرح...فعرس اسطوري بحال هدا ويكون مالك قلبها معاها روحا وجسدا...حتى هي عروسة جديدة وباقا الحنة مزينة يديها ماتمحاتش لاكن هاد الاحساس عمرها جرباتو وعمرها تحلم بيه...
"رملة..رملة...رملة...طلعيني بغيت نشوف..."
صوت همس الصغيرة ويديها لي كتجر بيهوم طرف القفطان لي لابسة باصرار...خرجها من شرودها وخلاها ترجع للواقع...ابتاسمات بحب وتحنات عندها هزاتها بين يديها...وبقات تراقص بيها على نغمات الموسيقى...كتوريها العروسة لي فوق العمارية...وكبشيؤو بيديهوم بجوج
كان كيشوفيهوم والابتسامة مداعبة شفايفه وملامح وجهه القاسية..عينيه كانت كتلتاقط كل حركة!..وكل التفاتة!....كيفاش منساجمين!..وكيفاش كيضحكو!...بحال شي أم وبنتها!
من ديما كتجيه مختلفة! بها من البراءة والعفاف لي كيأكد على أنها طفلة لم تنضج بعد...وبها من الحسن والدلال ما يؤكد أنها أنثى قادرة تهدم أسوار رجولته وتطمر عليهوم بقسوة...!
كتجيه بحال شي حلم! لا يمت للحقيقة بصلة..كأنها ليلة شتوية من ليالي ديسمبر!
رفرف قلبها بعنف وهي كتراقبه من بعيد...فكرة مجنونة خلاتها تخيل راسها هي لي واقفة حداه فعوط رملة...كانت غير آبهة لا بالعرسان ولا بالحفل لي هي فيه...مراقبة كل حركة صدرات منه..وكل تعبير ترسم على وجهه...منجارفة لكمية الرجولة والجاذبية لي محاوطاه بحال شي مغناطيس...خلات الزمن يتوقف عندها والابتسامة ماتفارقش شفاهها وهي كتراقبه بنهم...حتى سكت صوت الموسيقى عاد وعات على راسها وحدرات عينيها...
"اووووه العائلة العزيزة مجموعة هنااا"
صوت عالي جاي من بعيد هتف بمرح...سلم على كولشي فداك الطبلة حتى وصل لوقاص وقال بنبرة رخيمة وهو كيشوف فرملة وفنة جنب بعض...
"ولد العم نتا سلمت عليك...همم فينهيا مرتك فيهوم..؟"
نظرة ساخطة هي لي رمقها بيه وقاص فهاد اللحظة...عينيه بداو يشعو بالغضب...تحرك حلقه يالله كان غايشتمه حتى دخلات حياة نقدات الموقف فاش عنقات رملة وقالت بمرح...
"هادي هي مرت خويا الغزالة أ منير"..
طلعها وهبطها بذهول...ونطق باعجاب..
"كنت نحسابهوم زادو فيه فاش سمعتهم كيمدحوها..ساعة..."
ضحكات حياة بمرح كتحاول تقلب الحديت للضحك قبل مايتقلب العرس لكنازة...وقالت وسط نظرات وقاص المشتعلة من الغضب واحراج رملة الشديد من الموقف...
"ههه ياك بعدا ايوا يالله شد الهمة راه دورك هو لي جاي أولد عمي...فرحنا بشي عريس براكة عليك من الغربة.."!
حك راسه وقال باعجاب واضح اتجاه رملة...
"همم غانفكر جديا فالموضوع ابنت العم...نخليكوم دبا نمشي نشوف العريس..."
انسحب بهدوء خلا موراه بركان غاضب...متمالك راسه بشدة...
بينما حياة باقا كتلطف الجو والعاصفة الصغيرة لي خلاها موراه ولد عمها خصوصا انها عارفة طبعه المستهتر والمنحل...
"جاني هبيل هاد السيد"
نطقات بيها فنة بخفوت بمجرد مارجعات حياة لبلاصتها...وكملات...
"باينة مكيتحاملش مع راجلك.."
خنزرات فيها رملة وقالت بهمس...
"شتت منين جبتي هادشي تاني؟"
زادت قربات لعندها كتوشوش ليها فودنيها وهمسات...
"هااء وا سمعتي لوستك اش كتقول...ماعندوش معاه حيت برهوش..."
تأفأفات رملة ونخساتها باش تسكت...
"صافي هنينا غايقولو غير كنجلدوها فيهوم..."
رجعات تقادات بلاصتها كدور فعينيها وقالت بصوت مرتفع شوية نظرا للموسيقى لي بدات...
"ماعرفت فين مشا راجلك؟"
ماحساتش بيه فاش ناض من مكانه....قلبات عليه بعينيها فكاع الطبالي وحتى عند العرسان ماكاينش وحتى همس كالسة فحجر حياة...
رجعات شافت ففنة وتمتمات بخفوت...
"غايكون غالبا خرج يكمي.."

طفا التيليفون من بعد ما أنهى للاتصال وخشاه فجيبه...استنشق هواء نقي وتم راجع بحاله للحفل...غير دار تلاقات عينيه بأحداق تستوطنهم كثلة من السواد والظلام!...تعابير وجهه مقدرش يفسرهوم...مزيج من الغضب والسخط وحاجة اخرى ماعرفهاش...كان كيتقدم نحوه بخطوات ثابتة...كنمر شرس يتربص بفريسته الضعيفة...وقبل ماينطق بحتى كلمة خرجات منه شهقة قوية على إثر لكمة عنيفة تلقاها من عند الثائر لي هجم عليه فجأة...خلات الغشاوة تهبط على عينيه...وقبل مايستوعب اش طرا كان شده بيديه بجوج من كول الجاكيط لي لابس قائلا بغضب جامح من تحت سنانه...
"هادي باش تعاود تجمع عينيك من عليها مرة اخرى..."
طلق منه وعاود غفله بلكمة أكثر قوة وقال والشرار كيخرج من عينيه...كيتكا على كل حرف كينطق بيه...
"وهادي باش تفكر ألف مرة قبل ماتهضر معاها فوجودي ولا فغيابي.."
طلق منه بعنف خلاه كيتمايل بلاصته كيقلب على التوازن...مسح الدم لي كان جنب فمه...وهو كيراقب نيران الغضب المشتعلة فحدقتي الواقف أمامه...حتى التوى ثغره المتورم بابتسامة ساخرة وقال من بين أنفاسه الاهثة...
"علاش؟ مكتيقش فيها ولا مكتيقش فراسك؟"
زاد عنده شوية وقال بتهكم مخلط مع القسوة...
"لتاني مرة مكتستاهلهاش...!شنو ناوي تاني؟ تخليها تموت الف مرة هي معاك؟تقتلها ببرودك وهاد الطبع القاسي ديالك؟ دمرتي الاولى وباغي تزيد حتى هادي؟ مكتشبعش أولد عمي هاا؟"
وكأنه بكلامه العابث أضاف البنزين على نار متوهجة...وماحس براسه غير وهو مسطح فالارض على عشب الحديقة لي هوما فيها كيتلقا لكمات عنيفة الواحدة تلوى الاخرى...دفاعاته الضعيفة مكانت كتسوا والو أمام العاصفة الهوجاء لي اجتاحت مفاصله بعنف...!
ما طلق منه حتى طفا غضبه ونال منه بقسوة...ناض من عليه..نفض يديه بهدوء ورمقو بنظرة الحلقة الاخيرة...قبل ما يهزز صبعو ناحيته قائلا بتحذير قاتل...
"هادي مجرد قرصة أذن وماغاتكونش هي اللخرة ايلا مابعدتيش من طريقي...ونصيحة بدا طبقها بمجرد مايسالي هاد العرس حسنلك تاقا شري ورجع فالطيارة لي عاد حطاتك..."
رما هاد الكلمات فوجهه...خشا يده فجيبه ببرود ورجع للحفل...مخليه مدد على الارض كيمسح الدم الهابط من نيفه وفمه...ناض بتثاقل كيقاد حوايجه...شاف فطيفه لي اختفى داخل للقاعة...ضهر شبح ابتسامة شر على وجهه وقال بخفوت ماكر...
"مزال مانسيتش كيفاش خديتيها من قبالة عيني وأنا كنشوف...مزال حرقة نوال ماطفاتش...أولد عمي"
قاد كول الجاكيط دياله وتم غادي بحاله حتى استوقفه صوت أنثوي رقيق من خلف الاشجار...
"فين هارب العرس يالله بادي"
دار كيشوف منين جاي الصوت...طلع فيها وهبط وقال باستغراب...
"شكون نتي؟"
تقدمات لعنده خطوتين وقالت بابتسامة ساخرة...
"أنا وحدة غادخل دبا تعاود لصاحبتها اش دار راجلها فولد عمو المسكين"
ضحك بمكر وقال...
"وشنو غاتستافدي متلا؟"
ربعات يديها مطت شفتيها وقالت بعدم اهتمام...
"ماغانستافد والو لاكن هي غاتعرف حقيقة راجلها من حدهم مزال يالله بداو زواجهوم؟"
دار يديه فجيبه...قوس حاحبه وقال بهدوء...
"اممم إذن فهاد الحالة غاتستافدي نتي على مكايبانلي..."
ضحك بتعب ونطق بسخرية...
"لاكن متنسايش بلي المشكل فراجلها ماشي فيها...يعني ماتعلقيش أمل على والو حتى انت.."
ضحكات باستهزاء وقالت ببرود...
"واش عرفك بلي انا بحال صاحبتي؟ يقدر تكون هي ماعرفاتش ليه..."
سكتات شوية كدور فعينيها بمكر وقالت بخفوت...
"كيما ماعرفاتش ليه حبيبة قلبك الله يرحمها..."
ضلامت ملامحه وقرب عندها خطوتين وقال بفتور...
"ضبري راسك أنا نصحتك باش ما تلاش بيك مقتولة بحالها..."
بانو فعينيها نظرات الصدمة...ارتجفت شفتيها وقالت بهمس...
"ش..شكون قتلها؟؟"
ضحك بمكر ...طلعها وهبطها باحتقار وقال بحنق...
"هداك لي بغيتي تشركيه مع صاحبتك الغزالة...!"
شهقات بصدمة وقالت بعد تصديق
"لا واش كتهضر بصح؟"
ضحك بخفوت...وقال من بعد مادار عطاها بالظهر وتم غادي...كيشيرليها بيديه
"مكنعطيش معلومات بلا مقابل...تصبحي على خير!"
مشا خلاها كدور فعينيها وهضرتو كضرب فراسها بحال شي مطرقة والفضول كينهش فعقلها شبر شبر...!
*****
كانت كالسة بلاصتها والابتسامة مزينة وجهها...بجانبها مرت باها وباها...مدة باش جاو واستقبلاتهم بحفاوة...وخ علاقتهوم باردة لاكن فرحات أنهم لباو الدعوة ومحشموهاش مع ناسها عل الاقل تنسا شعور اليتم ولو ليلة فقط!
ناضت من بلاصتها بمجرد ما لمحات طيفه داخل عند الباب....وكأنها كانت كتسنا غير يدخل باش يهنا بالها عليه...مشات لعنده هازة أطراف قفطانها بيديها...كتبان فرحانة وعينيها كيبرقو...وقفاات حداه وقالت بهمس...
"كنت باغا نخرج نقلب عليك ولكن جاو عائلتي...فين كنتي؟"
ملامحه كانت مسترخية لي شافو مايقولش هدا يالله كان بحال الثور الهايج على برا...فكان كيستاحق التصفيق على شدة التحكم فالنفس لي عنده...ضهر شبح ابتسامة دافئة على وجه وعينيه كيرمقوها ببريق غريب...هز يديه بعد ليها الشعر من على عينيها وقال بصوت أجش...
"علاش كتقلبي عليا امم؟"
بعدات عليه بخطوة كتشوف يمين شمال ياكما شافهوم شي حد...حنات راسها بارتباك من بعد ماتوردو خدودها خجلا وقالت بتلعثم...
"والو غير همس...همس لي كانت كتبكي عليك!"
نطق بنبرة هادئة والابتسامة مزالة مزينة شفايفة...
"همم هاد المرة فاش تبغي تكذبي ماديريش السبة بيها ..هي عل الاقل فاش كنغبر عليها منين كتشوفني كتعتارف بلي توحشاتني!"
فغرت شفتيها بصدمة وعينيها بقاو كيدورو غي بلاصتهوم...الدم فار فعروقها وقلبها رجع لنبضاته المجنونة...الكلام ضاع فحلقها وماعرفات باش تجاوب...بينما هو غلباته الضحكة من منظرها وهي بحال شي قطة برية بريئة... شدلها فيديها وتم غادي بيها فاتجاه طاولتهم قائلا بخفوت...
"يالله نسلمو على عائلتك يالله!"

انتهى العرس مع منتصف الليل...خوات القاعة والعرسان مشاو للفندق فين غايقضيو أول ليلة من زواجهوم..
نزلات من الطوموبيل وحلات الباب الخلفية نزلات منها همس...شداتليها فيديها وبقات تسناه حتى كمل ركن السيارة وخرج...تحنا هز همس بين يديه ودخلو لداخل...كانو الاضواء مزالين مشعولين وصوت الضحك ديال النسا خارج من الصالون كانو العيالات دالعائلة مكملين سهرتهوم فالفيلا كيتبادلو اطراف الحديت على اجواء العرس والنميمة فالحاضرين...طلع نيشان الفوق كيضحك مع بنتو وهي تابعاه كتجر فرجليها من شدة العياء...يالله حل الباب باش يدخل همس لبيتها حتى استوقفهم صوت الحاجة فضيلة جاية هي وولاد حياة...ابتاسمات وقالت بمرح...
"تعطلتو وصلتو العرسان؟"
نطقات رملة بهدوء والابتسامة على وجهها...
"وصلو أخالتي"
شافت فوقاص وقالت بمكر...
"امم ايوا الله يتاويهوم...عافا وليدي وخ تدي همس تبات معاكوم؟ هنا غاتنعس حياة وولادها...بيوت الضياف كولهوم عامرين؟"
شاف فرملة لي حدرات راسها بارتباك ورجع شاف فمو وقال بجمود...
"ياك حجزتولهوم فليزوطيل الوالدة!"
سكتات شوية كدور فعينيها ونطقات بسرعة...
"ايوا ايه راه بقاو غا الحباب معانا فالفيلا...بيت حياة غاتنعس فيه عجوزتها وهي غاتبات هنا مع ولادها...ياك البيت كتنعس فيه غي بنتك؟"
قالت جملتها الاخيرة وهي حابسة الضحكة..كتراقب جمود ملامحه الحادة وكيفاش كيعقد حجبانه بضيق...ماخلاتلوش الفرصة فين يجاوب وضارت عند رملة وقالت بخفوت...
"بنتي ياك ماعندكش مشكل تبات همس معاكوم ماهي غي ليلة وعادوز والتيساع فالقلب اولا؟"
علات راسها وجاوبات بارتباك...
"لا لا حاشا بالعكس بالفرحات عليا اخالتي"
ابتاسمات فوجهها وقالت...وهي كتشوف فوقاص بحالا كتغيضه...
"الله يرضي عليك ابنتي...تعرفي للصوابات الله يحجبك..."
جرات موراها ولاد بنتها ماداتهاش فيه مزال.....حلات الباب 
وضارت شافت فرملة غمزاتها بعينيها مع ابتسامة ماكرة ونعتاتليها جهة وقاص لي كان عاطيها بالظهر وقالت بخفوت...
"واتصبحو على خير أوليداتي سيرو ترتاحو سيرو"..
غمض عينيه ورجع حلهوم بنفاذ صبر...ماعرفش منين خرجلو هاد البلان لي دارت الام ديالو هاد الليلة ...شاف فرملة غي كدور فعينيها خصوصا فاش فهمات المبتغى من هاد الخطة لي دارت عجوزتها..التوتر بدا يلعب بيها وقبل مايتكلم ولا يقول شي كلمة كانت هزات أطراف قفطانها وطارت من قدامه...نيشان للبيت...!

كانت متكية على السرير جنب همس لي غرقات فنومها وهي كتمرر يديها فوق راسها بحنان..كتسمع لصوت المياه مزال ماحبس فالحمام منين دخلو هادي نصف ساعة...عقلها كان مرفوع وعينيها كيحدقو فباب الحمام...اول مرة غادوز معاه ليلة تحت سقف غرفة واحدة وفنفس السرير...فكرة أطبقت على أنفاسها وخلات التوتر يمزق أطرافها بعنف!
خطة مدبرة من طرف عجوزتها بغرض تقريبهوم من بعض...لاكن واش كانت فمحلها ولا ماشي وقتها المناسب؟ اسئلة كانت كدور فراسها بتكرار وتنهش تفكيرها....حتى مابقات عارفة مدير واش تمشي فالخطة والنصيحة لي قالت عجوزتها ولا ترجع اللور وتخليه هو يقرر فزواجهوم...
تنهدات بخفوت وناضت كتمشي وتجي جنب السرير...باغا تخطي خطوة وتجرب وخايفة ترجع فاشلة ويجفف بكرامتها الارض من جديد!...بقات معلقة بين مطرقة التقدم وسندان الاستسلام!...حتى تحل باب الحمام وخرج منه...!
لابس سروال قطني مع قميص بيتي مزير عليه شوية كيبرز عضلاته بوضوح...ينبض رجولة وشهامة! خلاها تسها فيه لثواني وهو خارج كيمسح شعره قبل ماتجي عينه عليها...كانت باقا بقفطانها ماحيداتوش...ابتسم بدفئ ونطق بخفوت...
"مزالة مانعستيش؟"
"لا ماجانيش نعاس غاندخل ندوش نحيد العيا شوية"
نطقاتها بسرعة وتمشات جهة الخزانة حلاتها كتقلب ماتلبس وفنفس الوقت كتحيد فحزام قفطانها...
رجعات سداتها بهدوء ودخلات للحمام هازة حوايجها كتعتر بجلايلها بينما هو حط الفوطة ومشا فاتجاه السرير تكا جنب بنته من بعد ماغطاها...باسها وهز تيليفونو حله كيلعب فيه...
نصف ساعة! مرت نصف ساعة وكانت واقفة امام مرآة الحمام...كتنشف شعرها الفازك...وجهها ناصع البياض خالي من أي زينة من بعد ما دوشات...كانت لابسة بيجامة نوم من حرير فاللون الاحمر ببنوار طويل وبنطوفة بيضة...! حطات الفوطة ن بعد مانتهات من تجفيف شعرها...دهنات كريم مرطب لليدين رشات عطر خفيف بنكهة الياسمين...وتكات على جنب لافابو كتحاول تهدن من صوت انفاسها الاهتة ودقات قلبها لي كتحسهوم غايخرجو من بين ضلوعها...!
غمضات عينيها ورجعات حلاتهوم...زفرات نفس بقوة...وفتحات الباب...جزء منها كيتمنا تلقاه نعس والجزء الاخر باغي يرمي الصنارة وتخليه يعوم بحره...!

كان كيراقبها من خلف نظراته الجامدة...من وقت ماخرجات من حمامها وهي كدور حداه بحال شي فراشة....تتراقص هنا وهناك! كتقلب على شي حاجة ضايعة ليها...مأخوذا بتناسق قوامها من تحت داك الثوب الاحمر لي هابط مع جسمها الهزيل كتنبض رقة ونعومة!...ومأسور بين الوهج السري المنبعت من كل حركة وكل التفاتة كل ما حنات تقلب بين الدروج وشعرها المبلل كيتحرك بأريحية من فوق كتافها...!
كان كل جزء منه مركز فتفاصيلها بترقب واستحواذ...هاد الانثى البريئة...الهادئة والرقيقة لي دخلات لحياته بلا متستأدن رجع كيحس بيها كتسلل لذاته بحال السم قطرة بقطرة 
حد الهلاك لا هو قادر يمنعها ولا يكبح ثاتيرها عليه كرجل!...بينما هي كانت ماشي أقل منه...ماقادراش تخفي توترها وارتباكها فوجوده...خايفة من أنها تخطي خطوة وتقرب منه!...فبمجرد النظر فعينيه فاش كيقابلها بداك النظرة القاسية والجذابة فنفس الوقت كتلاشى شجاعتها وكتعلن استسلامها قدامه...خايفة من داك الاقتراب يمزق جثة كبرياءها ويجفف بكرامتها الارض...من جديد...تكات على طرف الكوافوز بيديها..حلات المجر للمرة الخامسة كتنفس بصعوبة غير غافلة على نظراته المترفسة ليها...مابقاتش باغا تلعب حتى شي لعبة او تخطي شي خطوة مزال...باغا غير دور تلقاه نعس ويرحما من موجة الحرارة لي اجتاحت جسدها حد الاحتراق...كانت علنات استسلامها حتى وصلتها نبرة صوته الخشنة قائلا ببحة...
"واش كتقلبي على هدا؟"
ضارت لعنده بحركة بطيئة...كان تقاد فجلسته على السرير وهاز فيديه مرهم...بلعات ريقها وقالت بصوت خافت...
" اه...كان خرجو ليا الطبيب كندهنو مور الحمام لجرحة لي فكتفي...!"
انزلقت نظراته على جسدها مرة اخرى كيراقب ارتباكها من بعيد...وقال بنبرة متزنة...وهو كيشير بيديه لجانب السرير فين كالس...
"قربي لهنا..!"
تقادات فوقفتها وقلبها غايخرج من بين ضلوعها...فهمات أنه باغي يحط المرهم بيديه...مجرد الفكرة خلات الدم يتدفق بغزارة فعروقها...ثواني مرت وكأنها اعوام وهي كتقدم فاتجاهه بحالا غادية لحبل مشنقتهابرجليها...وصلات لعندو ووقفات عند راسه كتبلع فريقها سرا...حتى حط يديه على طرف السرير لي حداه وقال بخفوت...
" كلسي..!"
كلسات جنبه عاطياه بالظهر...حاسة بداك الهالة الغريبة لي كيخلفها قربه منها حاوطاتها من جديد!...حدرات راسها بعفوية فاش حسات باصابع يديه كينزلو ليها البينوار لي لابسة بشوية...وأظافرها كتغرزهم فيديها من شدة الارتباك...حتى حسات بيديه لي تجرآت اكتر على ثوب البيجامة باغي يحيدو ليها...حلات عينيها على مصرعيهم...شدات فيديه قبل مايطلع الثوب وقالت بتوجس من تحت انفاسها المرتجفة...
"ش..شنو كدير؟"
جاوبها فورا بنبرة ساخرة وقال...
" أكيد ماغاديش ندهن ليك البومادا على الحوايج!!"
غمضات عينيها بشدة ويديها مزال مزيرة على يده...حتى التوى جانب شفتيه بابتسامة جذابة كان حاسس بمدى خجلها واستحياءها منه...ومن تورد خدها وخ شعرها المنسدل للأمام كان حاجب عليه النظر...
قرب اكتر حتى التصق صدره بظهرها وقال بنبرة خافتة حدا ودنيها...
"متحشميش..ماشي اول مرة غانشوف كتفك العاري! "

ما تسناش منها تزيد ترفض...وبحركة بطيئة كان سحب يديه من يديها بهدوء وحيدليها ثوب البيجامة ...وبهكا دمر كاع دفاعاتها ومدى تماسكها قدامه...وهي شبه عارية حداه بثوب سميك غير بسميطات كيكشف حمالات صدرها بوضوح
لاح الشعر لي كان على ضهرها للامام وبقا ظهرها النصف عاري محط انظاره...خوا داك المرهم على صبعه ومن بعدها حطه فوق من بشرتها المحترقة...حتى انتفض جسدها من برودته...وخرجات شهقة خافتة من فمها...وهي كتحس بأصابعه الباردة كتمر فوق الجرح بحركة بطيئة وقاتلة كتخليها تجفل بين الفينة والاخرى...حتى جاها صوته المبحوح من خلف ودنيها...قائلا بخفوت...
"كتحرقك؟.."
بلعات طعم المرورة لي فحلقها ونطقات بهمس...باش تخفي ارتجافة صوتها
"امم...شوية...!"
ابتسم ونطق بهدوء...
"امتا مشيتي عند الطبيب؟"
تنهدات بكبت وقالت بصوت مرتجف....
" يوماين ..من بعد مارجعت من الغابة...ف...فاش عرف بابا بشنو طرا تماك...داني للطبيب...!"
قدر يستشعر نبرة الحزن والالم لي فصوتها...وقال بتوجس وبنبرة خافتة...
" شنو طرا من بعد مارجعتي؟"
مكانتش متوقعة يفاتحها فهاد الموضوع وفهاد الليلة بالذات...ذكريات داك النهار بداو يتوافدو هلى ذاكرتها بعنف...حسات بتوقف حركة يديه من فوق جرحها وهو كيتسناها تنطق ..حتى ضن أنها ماغاتجاوبوش عاد وصلو صوتها المغمغم بالبكاء وهي كتنطق بوجوم....
" غير ساق الخبار أني ضعت فالغابة وقريبة لاسبوع وانا مجلية على المخيم...شك أنه تعدا عليا شي حد و...وداوني للطبيب باش يتأكدو!.."
قالت كلماتها الاخيرة باستحياء وحدرات راسها حتى نطق بصوت اجش...وبنبرة حادة...
"يعني ماداوكش على قبل الجرحة؟"
تنهدات بألم ونطقات بنبرة مرتجفة...
"لا...كانو خايفين لايتحشمو معاك كتر ماكانو خايفين عليا...!من ديما كنت انا اخر همهم...! "
هبطات دمعة حارة بللات خدها وخ عيات ماتكبحها...مسحاتها دغيا قبل ماتنهار ويتبعوها لوخرين...غمض عينيه ورجع حلهم بضيق...كيكره نبرة الحزن او الالم فصوتها...
تحنا على مكان الجرح وطبع قبلة حنينة من شفاهه الباردة...وقال بصوت متحشرج...
"ودبا باقي كتحرقك؟"
خرجات ارتجافة خفيفة من حلقها...غرسات أظافرها فلحاف السرير والصمت كان حليفها هاد المرة...ضاعت الكلمات فثغرها اما كون نطقات وقالت بصوت عالي بلي الالم الحقيقي هاد المرة كان فقلبها...غمضات عينيها على إثر قبلة اخرى فكتفها وتوالت القبلات من بعدها وحدة ورا الاخرى! كتحس بيهوم كيحرقو بشرتها بدون رحمة...! اما هو رغبة مجنونة عصفات فداخله خلاته يتجرأ عليها بهاد الطريقة المهلكة...! فصل القبل ودورها لعنده من بعد ماحس بارتجاف جسدها على السرير...علا ليها راسها حتى التقت عيونه بهداك البريق الغريب لي تحت جفونها...والدمعة المتسللة على خدها...مسحها بكفه بسرعة وقال وهو كيرجع الشعر خلف ودنيها..
"شتتت ماكنبغيش نشوف دموعك!...نساي داكشي لي داز...معايا مانبغيكش تفكري فالماضي! ومانبغيكش تبكي!...وهادو كلهم لي فهاد الدار عتابريهوم عائلتك...وهنا ماغاتكونيش اخر همهم...!"

ترسمات على ثغرها ابتسامة ساحرة...ابتسامة شغف واطمئنان...خلاته مأخوذ بكل تفصيلة ترسمات على ملامحها...قبل ماتعقد حجبانها فاش شافت يديه فيها بقع حمرا من شدة التورم شدات فيهوم وقالت بخوف...
"مالك؟ علاش يديك حمراء!"
علات راسها شافت فيه...فاذا بها لمحات خدش خفيف فرقبته...مدات يديها كتقيس مكان الخدش وقالت بتوجس...
"واش دابزتي؟"
ابتسم بدفئ وهو كيراقب نظرات الذعر لي كانو فعينيها...حط يديه فوق من يدها لي كانت على رقبته وحضنها بهدوء...قربها من ثغره ببطئ وطبع قبلة هادئة عليها وقال بخفوت...
"مدابزتش ولكن عاقبت لي تجرأ وقلل احترامه عليك بطريقتي...!"
شهقات بصدمة وقالت بذهول فاش عرفاته علامن داوي...
"واش ضربتي ولد عمك؟"
رجع باس يديها وقال بحدة من خلف ملامحه الجذابة...
"خدا قرصة أذن بسيطة حيت تجرأ على شي حاجة ديالي!"
ابتاسمات بحب هاد المرة وكلماته المتملكة خلات قلبها يعزف سمفونية هادئة وسط قفصها الصدري..مأسورة بجاذبيته...وسامته...ملامح وجهه القاسية..وداك الهالة ديال الرجولة لي كتحيط بيه...طالت لحظات الصمت بيناتهوم كيراقبها بانبهار...ماخوذ باستدارة وجهها ..ونعومة بشرتها...باللون الاحمر المتوهج لي مزين خدودها والتورد الواضح على شفتيها وسط داك الابتسامةالرقيقة لي سحراته!...وخلات رغوة طفيفة تصاعد فصدره حتى تخلطت مع الدم والاعصاب...خلا يديه تحتاضن خدها بنهم وقرب من وجهها اكثر حتى لفحاتها أنفاسه الحارقة وقال بصوت مبحوح...
"خفتي عليا؟"
حرارة جسدها حسات بيها وصلات حد الاحتراق من قربه القاسي منها...ضاع صوتها من بين انفاسها المرتجفة وكل ماخرج منها هو آنه خافتة وموراها عضت جانب شفتيها بحركة عفوية...خلاته يتمتم بهمس رجولي غير مسموع...غمضات عينيها بقوة فاش شعرات بأصابعه كتخلل خصلات شعرها من الخلف...رجفة عنيفة سرات فجسدها وحسات بانقباض أحشاءها غريزيا بمجرد مادغدغات لحيته الخشنة خدها الناعم وموراها طبع قبلة حنينة جانب فمها...تلتها اخرى على خدها...شهقات على إثرها ونطقات بهمس..وبنبرة مبحوحة حروف اسمه...
"و..وقاص"
بعد شوية كيراقب شفتيها المرتجفة فمنظر أغراه حد الجنون...خلاه بلا هواه يلامسهم بشفاهه وكأنه كيتذوقهوم فالاول حتى زاد استهواه مذاق العسل لي فيهوم وأطبق عليهم بقوة...حتى خداها معاه فقبلة...حنينة! هادئة! دافئة
عصفات بأوصالها...حطمات قيودها...وهتكات دفاعاتها...!
فصل القبلة شوية عاد حلات عينيها..كان كيراقبها بنظرة غريبة ماقدراتش تفسرها...وأنفاسهم القوية كتسابق بعضها...صدرها لي كيطلع ويهبط بقوة متناغم مع أنفاسه الاهتة ...حتى رجع تحنا على شفاهها طالبا الارتواء من جديد!... بقبلة ارق من الاولى...ويديه لي كيمررها على رقبتها الناعمة ببطئ وبحركة متناغمة مع قبلته...!حتى فصلها للمرة التانية لاكن مابعدش بل انتقل بشفتيه كيوزع قبلات على وجهها بحنان ورقة..خلاها ذوب وتنصاهر بين يديه...وتعلن استسلامها ..ماقادراش تقاوم هاد الرقة وهاد الاسلوب! وكمية المشاعر لي توافدات لقلبها فهاد اللحظة من هاد الراجل بالذات!

انتقل لرقبتها كيطبع قبلاته بهدوء...كتحس بيهوم كيحرقوها وكأنه كيدمغها باسمه مع كل قبلة...احساس لاول مرة تجربو...خلا قلبها ينبض بشدة حد الالم...اما هو كان ماسور بنعومة بشرتها وماقادرش يقاوم داك الشعور بالتملك ناحيتها...وصدره العريض كيطلع ويهبط مع كل قبلة طبعها عليها...رغبته المجنونة خلاته يتمادا اكثر ودخل يديه تحت من ثوبها..كيتلمس فلحمها الناعم بنهم...بحركة خلاتها تحل عينيها من بعد ماكانت منتشية بقبلاته...ونطقات بخفوت ونفس مرتجف فاش حسات بالوضع غايخرج عن السيطرة...
"وقاص..حبس عافاك!"
نبرة صوتها الخافتة والرافضة خلاته يتوقف عن تقبيلها ويقطع هداك الوصال المفعم بالرغبة والشغف...وعلا عينيه شافيها...حتى التقى بأكوام من الدموع المتراكمة تحت جفونها وصوتها لي خرج بصعوبة من خلف انفاسها المتقطعة قائلة بألم...
"هكا كتزيد تحرقني!"
رمات هاد الكلمات فوجه بكل شجاعة...وهزات بينوارها وناضت من قدامه بسرعة...دخلات للحمام...خلاته مصدوم من ردة فعلها ومن كلماتها الصادقة...ولي كان خايف منو طاح فيه...! كان كيحاول يكبح نفسه عليها ويحارب أهواءو وغريزتو كرجل غير باش مايعلقهاش بيه! لاكن الشيئ لي كان غافل عليه هو تاتيره عليها من أول نهار شافته...!
دوز بيديه على شعره بغضب وهو كيلعن فنفسه من تحت اسنانه! كيفاش سمح لرراسه يتمادى بهاد الطريقة المجنونة! كيفاش ضعف قدام أنوثها وخلى رغبته تتغلب على عقله...وكيفاش هي نفذات لعروقه بلا مايحس! غمض عينيه بتعب وهو كيتفكر اعترافها الغير مباشر لي خرج من فمها قبل قليل...ولي علنات فيه على تعلقها بيه ويقدر كاع تكون مشاعرها تعدات الحدود وغرقات فحبه بلا ماتعرف! مجرد التفكير فهادشي خلا الدم يتدفق فعروقه من شدة الغضب...!شتم راسه للمرة التانية وناض خرج من البيت...من بعد ماصفق الباب بعنف!
علات راسها على صوت الباب لي تسد والدموع كتنزل بغزارة من عينيها...مكانتس تقدر تزيد تكبح مشاعرها قدامه اكتر...عارفاه تقرب منها بلا وعي...! قلبه مزال مع وحدة اخرى وكون خلاته يكمل على مابدا قبل قليل كانت غاتموت الف مرة وهي كتراقب نظرات الندم فعينيه من بعد...مابغاتوش يشفق عليها...بغاته ليها بوحدها...تحس بيه ملكها وماشي فلحظة ضعف...! شتمات راسها على افكارها المنحطة ولي انجارفت وراهوم بغرض التقرب منه...كان خطأ ودفعات تمنه التلاعب بمشاعرها المسكينة!
غرسات صبعانها فشعرها وهي كتنفس بحنق...وتلعن فراسها متمتمة بسخط فاش تعاودات هضرة صاحبتها فودنيها منين قالت ليها تراجع على هادشي لي كدير...ولي ماجابته محبة مايجيبو تحيليل!
كانت عارفة طريقه مكتسلكش من الاول غير هي غبية وخلات قلبها الغبي يتحكم فيها بلا ماتخدم عقلها وهاهي كتحصد النتيجة بالالم لي معتاصر صدرها فهاد اللحظة!

كان كيدخن بشراهة سيجارة ورا التانية...فبلكون المكتب هو لي لقاه خاوي فهاد الوقت...صورتها مابغاتش تمحا من بالو والمشهد لي كانو فيه قبل قليل باقي لاسق فذاكرته مابغاش يخرج...! كيحس بالضياع ولأول مرة ماعارفش شنو خاصو يدير...كل ماكيقرر يزيد خطوة للقدام كيرجع الف للوراء...خايف يقرب وماقادرش يبعد...كيحس بيها بحال شي مغناطيس كتجرو لعندها كل ماحاول يخرج...ساحرة! القت عليه تعويذة وخلاته كيتخبط بين الحيرة والضياع!
لاح اخر سيجارة بقات ليه من العلبة تكا على الصور بيديه وعلا راسه كيتنفس بعنف مخلي الهوا البارد يدخل لرئتيه عله يطفي النار لي شاعلة لداخل...حتى حس بخطوات بطيئة كتقدم ناحيته وقبل مايدور يشوف شكون كان وصلو صوت الواقف خلفه قائلا بهدوء وبنبرة متهكمة...
" هادي باينة شي قضية مستعصية لي خلات عريس مزال فشهر العسل يسمح فمراته ويجي لهنا!!"
ضهر شبه ابتسامة ساخرة من بين تعابير وجهه القاسية وقال بفتور...
"وايلا كانت هي بنفسها هاديك القضية المستعصية الواليد؟"
ابتسم بوهن وطبطب على كتفه ببطئ وقال بثبات...
"تما عرف الديفو فيك ماشي فيها!"
دار لعنده رمقو باستغراب...وقبل مايهضر كان وصلو صوت باه هاد المرة بحدة...
"قريب لشهر دبا باش تزوجتي! طرات شي حاجة؟ واالو مجرد أوهام من الماضي مخليها مأترة على راسك...!"
شافيه بنظرة مطولة الواقف جنبه ورجع شاف فالفراغ تنهد بتعب وكأنه هاز الجبال فوق كتفه وقال بخفوت...
"ضعت الواليد...ماقادرش نقرر فحتى حاجة! "
رجع ربت على كتفه ونطق باصرار...
"ماعندك ماتقرر...كولشي واضح قدامك! نسا وكمل فين حابس دبا! 
عارفك سبع وتا حاجة مكتهدك..."

ابتسم فوجهه بشحوب وقال بهدوء...
"يكون خير الواليد...يكون خير.."
تنهد الحاج بكبت ودار مشا بحاله خلاه مقابل مع ظلام الليل كيناجي سواده الحالك...
______

دخل الغرفة من بعد ما أدن الفجر...كانت الانارة خافتة فقط ضوء الفيوز لي شاعل...تقدم بخطوات بطيئة فاتجاههم...خطوة بخطوة حتى وقف عند راسهوم...كانت ناعسة معنقة همس وغاطة فنوم عميق...ابتسم بدفئ فاش شاف منظرهم هكاك...حيد بنطوفتو وتكا على جنبه حداهوم...همس فالوسط وهي فالجهة المقابلة...جر الغطا عليهوم غطاهوم مزيان...وبقا يحدق فملامحها البريئة كبراءة الاطفال بحالها بحال همس...جميلة!...جذابة! وهادئة!
جامحة! وفاتنة! أنثى بمعنى الكلمة! نقية كنقاء طفل صغير ولبياض قلبه ماقادرش يشوف كمية الشر لي فهاد العالم!...كتعرف فقط لمشاعر التضحية ومكتعرفش للكراهية!...هكا كيشوف قلبها وهادشي لي مخليه خايف عليها من خيبة تهز كيانها ودمر كل ما فيها من جمال!..تنهد بكبت ..حط يديه على كفها البارد احتضنه بدفئ وهزو طبع قبلة حنينة على أناملها الرقيقة وتكا براسه على الخدية متمسك فكفها بتملك! حتى داته عينيه على صورتها الجميلة والناعمة!

صوت الزغاريد كان مالي المكان...ضحك وقهقهات متعالية فرحا بالعروس الجديدة وصباحها...كانو مجموعين كاع النسا فالصالون...كيشطحو ويطبلو وسط جو مرح والعروسة حانية راسها باستحياء بينهوم من بعد ما جات من الفندق لي شهد على اول ليلة من زواجها...كولشي كيبارك ليها وفرحان بيها...وهي كتجاوبهوم بخجل طايح عليها السر ...ضايرين بيها كاع الحباب والعائلة ومها حتى هي فجنبها مفتاخرة بيها والضحكة واصلة ليها لودنيها...! فمنظر كان قاسي على قلب المسكينة لي باقا حتى هي عروسة وماعاشت حتى ربع من هاد الاجواء... وهي كتراقب من بعيد...في صمت وحزن عميق!
حسداتها اه...شعرات بطعم اليتم...الوحدة والغربة وكأنها فمنفى...! انساحبات بهدوء وبلا مايشوفها حتى شي واحد فاش تسللات دمعة من عينيها ماقدراتش تمنعها...وخرجات بخطى مسرعة طالعة لبيتها كتجري والغشاوة على عينيها...حتى أنها مانتابهاتش لهمس لي كانت كتناديها من بعيد!
حتى لقات راسها فقبضة يديه وهي غادية فالممر لي كيدي لبيتها...قربها منه بخطوة وهي حانية راسها حاجبة وجهها عليه..زاد زير على يديها ويديه التانية تسللت من بين خصلات شعرها الحريري حتى لامس بشرة وجهها وعلاليها راسها حتى شاف هداك المشهد لي كيكره يشوفها فيه!...عينيها مجموعين فيهوم الدموع فبريق من زجاج...! عقد حجبانه وزاد قربها ليه بخطوة اخرى..وقال بهمس وهو كيمرر أصبعه الابهم على بشرة وجهها وكأنه كيختابر نعومته من جديد...
"علاش كتبكي تاني؟؟"
هربات بنظراتها عليه وحدرات عينيها كتكبح سيل الدموع من بين رموشها وقالت ببحة هامسة...
" والو ماماليش!"
رجع علا ليها راسها اكثر ونطق اسمها بحدة من بين سنانه..
" رملة!!"
ارتجفت شفتيها على اثر نبرته القاسية...وكأنها عطات الانطلاقة لدموعها وبداو كيتقاطرو على خدها دمعة ورا التانية...خلاته غير كيشوف فيها باستغراب...زاد قربها ليه واحتضن خديها بصبعان يديه الخشنة كيمسح الدموع من عليهوم وقال بخفوت من بعد ما رطب صوته هاد المرة..
"شتت صافي براكة من البكا واش غوت عليك شي حد؟ واش قالك شي حد شي حاجة ماعجباتكش؟"

شهقات بخفوت وقالت بنبرة مكلومة ومخنوقة بالبكاء
"لا تا حد ماهضر معايا!"
زفر بضيق وقال بنفاذ صبر

" ايواا مالك علاش كتبكي؟ باغا شي حاجة!! "

بعدات منه بخطوة الى الوراء حتى قدرات تفلت منه بهدوء
وضارت غادية بحالها بلا متحاوبو حتى حسات
بقبضة يديه رجعات حكماتها من جديد دور يديها خلف ضهرها حتى التصق جسدها بصدره العريض وقال باصرار وانفاسه الحارقة كتلحف وجهها بعنف..
"شنو بيك؟ علاش كتبكي؟"
رغبته الملحة فمعرفة شنو لي بكاها وقربه القاتل منها خلا رجليها يرجعو بحال الرغوة من تحتها...غمضات عينيها كتخفي ارتباكها عنه حتى رجع ضغط بجسده عليها اكثر...عاد نطقات بخفوت وشفاها الباردة قريبة تلامس رقبته...
"وقااص...غايشوفنا شي حد هكا ويفهم غلط...!"
ارتجافة صوتها الرقيق خلات ابتسامة تشق تعابير وجهه الجامدة ..زاد زير على جسدها الهزيل كيستشعر رطوبته أمام صلابة صدره وقال بهمس فاش دفن وجهه فشعرها...
"يفهم غلط؟ واش نسيتي بلي راك مراتي أمدام!! "
بصعوبة باش قدرات تقاوم مشاعرها لي تهاوات قدام رجولته الطاغية...ونبرة صوته المتملكة وهو كينعتها بمراتو لاول مرة من بعد زواجهوم وكأنه كيدمغها باسمه ويطبع عليها طابع الملكية الخاصة بيه خلات سرب من النمل يدغدغ نواجدها بعنف....بلعات طعم الصدأ لي تجمع فحلقها نتيجة بلع ريقها باستمرار وتمتمات بخفوت وهي كتحاول تنطق من بين أنفاسها الاهثة...
"مامالي والو! غي..غي تخنقت وبغيت نشم الهوا!! "
فعلا كانت محتاجة تنفس بعيدا عن قربه المهلك...
تنفسات بصعوبة من بعد ما رخا قبضته شوية بلا مايبعدها عليه او يطلق منها وقال بخفوت...
"اوكي...اذن وجدي راسك غاتمشي معايا للصيد!! "
عينيها تحلو على وسعهوم ببريق من الحماس وقالت بمرح...
"وااش بصح؟ غانمشيو للغابة؟؟ واش ماخدامش؟ غاتخرجني بصح؟"
انتقلت نظراته بشبه ابتسامة كتعبر تقاسيم وجهها البريئة...مأسور بعفويتها وبراءتها وكيفاش حاحة بسيطة بحال هادي قادرة تقلب مودها وتفرحها لهاد الدرجة...! اتسعت ابتسامته قليلا وتحنا سرق قبلة هادئة من شفاهها المنتفخة كيتذوق طعم التوت والعنب لي بقا لاسق فأنفاسه من البارح! غمضات على إثرها عينيها وكأنه أخدها فحلم جميل واحساس اجمل فيقها منه صوته لي وصلها بنبرة مبحوحة حدا انفاسها وقال بخفوت...وببحة دافئة...
"يالله سيري لبسي ..غانتسناك على برا!"

طلق منها وهو كيراقب سكونها وحمرة خدودها المشتعلة من شدة الخجل فمنظر كيستهويه فكل مرة كيشوفو كيليق غير بيها هي! وخشا يده فجيبه وهو كيراقب طيفها وهي غادية قدامه حانية راسها باستحياء حتى دخلات لغرفتها وسدات الباب!


هبط لتحت ...وقف فالدخلة دالباب كيتسنا الام ديالو تجي من بعد ما وصا الخدامة تعيط ليها من مجمع النسا...ثواني وكانت واقفة قدامه بقفطان جوهرة فالغوز بارد وزيف فنفس اللون...دايرة الكحل فعينيها وكتبان فرحانة شافت فيه ودوات مزروبة...
" وليدي فاش باغيني؟"
عقد حجبانه ودوا بايجاز...
" رملة كانت كتبكي.. واش شي حد قالها شي حاجة فداك المجمع لي دايرين؟"
مطت شفتيها باستغراب وقالت بخفوت...
" بكات؟ علاش مالها؟ راه مزال ماشفتها من البارح...وصيت الخدامة طلع عندها تقولها تهبط تكلس معانا...كاينة عائلتنا مجموعة وحباب مرت خوك...بغيتها تجي تفوج وتشطح معاهوم ولكن ماجاتش!!امتا كانت كتبكي؟"
جاوبها من فوره وقال بجمود....
"كانت خارجة من عندكوم كتبكي يالله دبا!"
ضربت يد فيد وقالت بحسرة...
"مسيكينة تكون غا تفكرات عائلتها...ونهار صبحات هنا وماجا حد عندها...هااح على الزغبية تقطع القلب..." تنهدات بحزن وطبطبات على كتفه...
" تهلا فيها عافا ولدي لا تغبنهاش...وساعف معاها الله يرضي عليك...! "
كانت مزال تزيد تهضر حتى عيطات ليها الخدامة باش يحطو الضيافة ومشات بسرعة...اما هو فتحرك فاتجاه الخارج من بعد ماجبد تيليفون من جيبه دوز المكالمة ودارو فودنو...
فالاعلى كانت غادية جاية فغرفتها كتوجد ما تلبس وفنفس الوقت دايرة الهاتف فودنيها...كتهضر وصوتها طالع نازل وحديتها كلو عتاب لفنة لي فالطرف الاخر على ليلة البارح لي مشات من العرس بلا ماتودعها...هاد الاخيرة لي مكان عليها دبا غير تبدا تألف فالحجج باش تبرر ليها...ماقاطعهوم من حديتهوم غير رنة الهاتف فودنيها كيعلن على مكالمة اخرى واردة....شافت شكون المتصل...وقالت بارتباك...
"فنة..فنة بقاي عل الخط وقاص كيعيط ليا!"
ماتسناتهاش تجاوب كانت رداتها على وضع الانتظار وجاوبات من في الطرف الاخر بخفوت...
" عنداك تقولي مابقيناش خارجين؟"
وصلاتها قهقهة خافتة من طرفه مع بحة رجولية وقال...
"لا بغيت غي نعلمك بلي غانطولو الخرجة ..جمعي لي غايخصك لمدة يوماين...ومتعطليش!"
تمتمات بالايجاب عاد قطع الخط...تكات على الخزانة حاضنة التيليفون وعينيها كيبرقو فرحة وحماس وكأنها تناولات جرعة زائدة من حبوب السعادة!...حتى قفزها صوت فنة لي باقية عل الخط..كتنادي بسميتها…رجعات التيلي لودنيها وقالت بخفوت...
"فنة غانقطع دبا...وقاص كيتسناني خارجين... !
غايديني معاه للصيد... !"
مرة اخرى ماتسناتهاش تجاوب كانت قطعات الخط وضارت لجهة الخزانة كتقلب شنو تجمع...بينما الاخرى حطات الهاتف فوق من الطبلة وقالت وهي موجهة نظراتها للي كالس قبالتها كيشرب قهوته بهدوء...
"دبا قولي شنو المقابل؟؟"
ضحك بخبث وهو كيطلع فيها ويهبط من بين نظراته الماكرة...وتعابير وجهه ممحية من كترة التورم نتيجة الكدمات لي تلقا البارح...تكا على الطبلة بيديه كيلعب بالمعلقة لي ففنجان قهوته وقال بنبرة لعوبة...
"امم كون مكنتيش باغا تخلي هاد الجمال والحلاوة يتمتع فيها داك الجامد كنت نطلبك نتي كمقابل...لاكن!! غانحتاجك فحاجة اخرى"...
زيرات على كأس العصير لي حداها بعنف كتكتم غيضها من هاد قليل الادب لي حداها وقالت من تحت سنانها وصبرها قريب ينفذ...
"فاش غاتحتاجني بالضبط؟"

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.