رمتني بالهوى عيناك الجزء 11

من تأليف Yassmine Yass
2020

محتوى القصة

رواية رمتني بالهوى عيناك

فغرفة مظلمة كانت ممددة فوق سرير أبيض ملطخ بالدماء...يديها ورجليها مربوطين...كانت جثة هامدة مكتحركش...دقائق طويلة وهو كينادي بسميتها..كيبغي يزيد لعندها كيحس براسو مقيد بدون أصفاد..كأنه صنم...عيط بسميتها شحال من مرة باش تفيق..لا هي جاوبات ولا هو قدر حتى يلمسها..
حل عينيه..وناض من بلاصتو مفجوع...النفس كيطلعها بالزز...على وقع هاد الكابوس المزعج..ماشي اول مرة كتزور أحلامه...من نهار مشات وهي مرافقاه كل ليلة..ناض من بلاصته كيمسح على وجهه بتعب..بالكاد كيلتاقط انفاسه..بالكاد كيسمع صوتها...مزيج من الغضب وعدم القدرة عن التحمل..هو لي تجمع فصدره بمجرد ما حل عينيه...وقف قدام المراية دالحمام...حشد من النمل كيحسو طالع مع رجليه..!.حط راسو تحت الروبيني وطلق الما بارد..شوية بشوية بدات انفاسه كتنتظم..وكيرجع لوعيه..كيتذكر أحداث الكابوس المزعج..بملامح قاسية ووجه متشنج ...كيحدق فانعكاس صورته فالمرآة..وكيشوفها كترجع لذاكرته شوية بشوية...كان يكفيه فقط ينوض يلقاها جنبه..يحضن وجهها بين يديه..هي الوحيدة لي كتقدر تمتص غضبه...تهون على مابيه...يحط يديه لي كترجف فهاد اللحظة بين يديها..ويمشيو بجوج..يخرجو من الغرفة..يضيعو مع بعض..بدون وجهة! وفأي شارع من هاد العالم!

وقف قدام ماكينة دالقهوة..كيعصر فعينيه وكيتسناها تعصر حتى هي...كانت الساعة تشير الى الرابعة بعد الزوال..نعس بزاف من فرط التعب والتفكير..ومن بعد ليلة طال فيها السهر حتى للصباح مع فؤاد وسمر..! 
كوب من القهوة وسيجارة..كانت كافية باش تصحيه..! رجع شاف فساعته على الهاتف...كانو جوج ديال المكالمات فائتة من عند الحاجة..مسح على وجهه بتعب وتوجه لغرفته...! اليوم عيد ميلاد همس...خاصو يكون تماك وفالوقت!
**********

دخلات للدار كتجر فرجليها...الفشلة والسخفة مابغاتش تفارقها..حتى انها رجعات تسمح فالقهوة على بكري..كتعيا بالوقوف فلاكيس...
كلسات وسط الدار كترتاح...حتى خرجات عندها الجدة فاش حسات بوجودها...

"الحبيبة ديالي..مالك جيتي بكري؟"

مطت شفتيها وقالت بتعب...

"عييت أجدة"

حيدات صباطها لاحتو بعياء وقالت...

"شوفي رجلي شحال تنفخو"

كلسات حداها الجدة مخلوعة كتراقب ملامحها الشاحبة..وقالت بغضب...

"اااخر مرة غاتهبطي لداك القهوة...صافي عطي الراحة لراسك..غاندوي مع حميد يكابلها..شوفي كي رجعتي صفرا بحال استدعا..."

تنهدات بخفوت وقالت..

"حميد ماحيلتو لماكينة دالعصير ولا يتخلص من الناس؟ غي خليني أجدة كنتلف فيها..وزايدون الطبيبة قاتلي ماتكلسيش"

عقدات حجبانها بانزعاج وهزات صبعها بتحذير...

"شوفي هااه...تعتبي باب الدار نتفاهم معاك...القهوة ماتمشيش ليها..والمشي غانبقا نخرج معاك فالصباح والعشية تمشاي..الله يجعلنا مانوصلو حتى للمدينة ونجيو..."

تكات على السداري..شادة فكرشها كترد النفس...كتحس براسها مخنوقة...تنفسات بعمق وقالت بتعب...

"وخ اجدة مايكون غا خاطرك...فيا الجوع بغيت ناكل"

ناضت عندها باستها..وقالت بحب..

"دبا يحضر الكبيدة ديالي"

خلاتها ومشات للكوزبنة...غير سدات عينيها مشات فسبات عميق...!
*****
بكسيوة فالابيض وتاج فالفضي...اميرة صغيرة من أميرات ديزني..بشعرها الاشقر الكيرلي..كتمايل بطفولية على نغمات موسيقى الاطفال لي مطلوقة فالجردة عل الجهد..حتى لمحاتو داخل من بعيد هاز بواطة كبيرة فيديه...سمحات فالاطفال لي كانو معاها ومشات كتجري لعندو كتصرخ باسمه عاااليا...

"باااابااااااااااااا"

تحنا للمستواها فاش وصلات لعندو..حط الكادو فالارض..هزها كيضحك...

"اووبااااا بنوتي الغزالة"

عنقاتو بقوة كتبوس فيه...وقالت بحماس...

"توشحتكك...بابا"

دفن راسو فوجهها كيبوسها باشتياق ويشم ريحتها..قائلا بحب...

"حتى أنا توحشت الاميرة ديالي..."

تحنا هز البواطة وعطاهالها وهي بين يديه...

"هاهو الكادو د بنتي..جوايوز أنيفيغسيغ"

شداتو من عندو غاتنقز بالفرحة...باستو فحنكو وقالت ببراءة..

"ميغسي..بابا"

حطها الارض باسها فجبهتها وقال..

"يالله ابابا سيري تلعبي مع صحابك..فاش تقربو تقطعو الحلوة نجي عندك"

حركات راسها بالايجاب ومشات كتجري...فرحانة بالكادو لي جابلها...اما هو فتوجه لداخل ..كانت الدار عامرة...غي لمحاتو حياة جات لعندو..سلمات عليه باشتياق...

"توحشتك اخويا حبيبي"

عبث فشعرها..وابتسم..رد عليها بهدوء..

"لباس عليك؟ امورك هانية؟"

حركات راسها مع ابتسامة وجاوبات بخفوت...

"نحمده ونشكره هاد الساعة.."

رتب على كتفها ..وانسحب بهدوء خلاها موراه كتحسر على حالو..للاسف مكتقدرش تسولو او طول معاه فالهضرة...هو ماكيعطي نيتو لحتى واحد...حدودي مع كولشي حتى مع عائلتو..ولكن ديما كيبقا هو ااسند ليها فوقت الشدة..حتى انه كيلغي دور الاب وكيوقف هو فجنبها..وخ كلامو قليل معاها افعاله كتيرة...وغي الهيبة ديالو كافية باش يرد ليها الاعتبار حدا أي واحد نوى يضرها!


دخل للمكتب عند باه..ماكانش بوحدو...يمكن لاول مرة من بعد 3 سنوات تقريبا كيصطدم براجل حياة...من نهار عطاه هلكة دالعصا ودخلو للطبيب يتعالج...مارجع شاف فوجهه...القى السلام...مشا عنق باه بحرارة باس على راسو...بينما مد يديه لزوج حياة وقال بفتور...

"عزيز لباس؟"

رد عليه بنفس النبرة الباردة وقال...

"لباس الله يعزك"

طلق من يديه واستأذن خرج...بينما وقاص كلس فوق الكرسي بارتياح...والمشهد كولو داز على عينين حكيم..كلس قبالتو شرب من قهوته وقال...

"هكا غاتبقاو حياتكوم كولها..راه شاركين معاه الدم زعما"

لمحو بنظرة باردة وزمجر بانفعال...

"عادي شنو بغيتي ندير ناخدو بالاحضان؟ براكة عليه غير خليتها ترجعلو...واحد فاسد بحال هدا مايستاهلهاش"

شافيه حكيم بحدة ونطق...

"رجعتي لطباعك تاني..."

ناض وقف واتجه لقدام النافذة..شعل سيجارة سحب نفس وقال بلا مايشوف فيه...

"كنتي مورط معاهوم شحال هادي ياك؟"

سؤال مفاجئ أصابه في مقتل..عقد حجبانه بحدة كيزير على العكاز لي بين يديه وبقا ملتزم الصمت حتى دار لعنده وقاص كيسوط الدخان فالسما...نطق ببرود...

"الجواب عارفو..لي بغيت نعرف هو واش على قبل الفلوس ولا كانو كيهددوك؟"

حنا راسو حكيم بأسى..لافائدة من الهروب من الجواب..تنهد بحنق وجاوب...

"تحت التهديد...دوك الناس مامعاهومش اللعب..كنت كنخاف عليكوم كتر من راسي..ماقدرتش نغامر بيكوم.."

علا راسو شافيه وأضاف بوجوم..

"ماقدرتش ندير هادشي لي درتي انت..ماقدرتش نوقف فوجههوم..كنعتارف طلعت شماتة..وميكت على شحال من قضية..وخليتها دوز عادي..وبأمر من فوق.."

بقا مدة كيشوف فيه وقاص بدون تعبير رجع دار كيدخن من سيجارته بلا ماينطق بحتى حرف...يلومو؟ ماشي من حقو دبا؟ كيبقا كل واحد وكيفاش كيفكر..كولها وضميره...ايلا كان باه ماطلعش نزيه فخدمته..هاهو دبا كيحارب بوحده شنو ربح؟ والو بل خسر بزااف...وماجاه من هادشي غير التعب..والضغط النفسي...واي حاجة زوينة فحياته تطفات...شكون يفهمو؟ للاسف حتى واحد..الحاجة الوحيدة لي كان متشبت بيها من بعد موجة الظلام لي اجتاحتو وخرج منها بصعوبة...فلتات من يديه بسهولة...وفجأة داك الشعلة طفات ورجع تاني للظلام...!
خرج من سهوته على صوت باه لي نطق بحزن...

"واش توصلتي لشي حاجة جديدة ولا باقي كدور فنفس البلاصة؟"

جاوبو بلا مايدور عندو..نطق ببحة خشنة...

"مزاال..وحتى ايلا بعدت كنرجع لنفس النقطة.."

لاح السيجارة من بعد ماتسالات...تنفس بعمق ..رجع دار عنده..خشا يديه فجيابو وقال بامر...

"غاتعطيني كاع المعلومات لي عندك صغيرة كانت او كبيرة..."

*******************

كانت داية ولدها للحمام...غير دخل لمحات سعد داخل مزروب...غوتات بسميتو عاليا باش يسمعها حيت الموسيقى كانت مجهدة برا...غي لمحها جا عندها...

"اش كاين؟"

جراتو من دراعو داياه لبيت خاوي...

"اجي البرهوش بغيتك"

كلسات وكلساتو حداها ..كيشوفيها ببرود حتى نطقات بتساؤل...

"هاه قولي اش تماك؟ فين وصل فالتقلاب على رملة؟"


قلب عينيه بملل وقال بحنق...

"وااحيااة سيري سوليه هو نيت..واش كل مرة تجي تكريني انا؟ كون غا خرجتي بوليسية نيت تجي معاك"

ضرباتو لقرفادتو وخرجات فيه عينيها...

"شوف البرهوش رجع يرد عليا فالهضرة..انا ختك وكبر منك...ولي قولتهالك خاصك ديرها"

غلباتو الضحكة ونطق..بتهكم

"دبا اش باغية وكاان؟ اختي الكبيرة؟"

عقدات حجباتها وقالت بغيض...

"بلاتي نساليو من خوك ونرجع ليك نيت...على داك المرا لي سامح فيها غا بوحدها...جيت غا البارح وشحال لاحظت من حاجة...ياخويا مال كلبكم بااارد عل العيالات لا انت لا خووك؟ "

قوس حجبانه وقال بتوجس..

"تشكاتلك مني؟"

تأفافات بنفاذ صبر وقالت بحنق...

"ماتحتاجش تشكا انا كنشوف بعيني...المرا كتوحم...وخاصك تكون معاها..تخرجها تساريها تعرف اش خاصها واش مشهية شي حاجة..مالكوم خضرين انت وياه؟"

حرك راسو بلا حول ولا قوة الا بالله وجاوب...

"دبا جيني ماللخر..وقوليلي باغا تبردي الفقصة دخوك لي كبر منك فخوك لي صغر منك لي هو انا...من الصباح ونتي باركة عليا انت وخوك انت وخوك..جيني ماللخر اختي..خرجي من روندتك؟ اش باغا؟"

تنهدات وجاوباتو من فورها...

"عاودليا فين وصلو فالتحقيق وفين وصلو فالتقلاب على رملة؟ يالله كر"

مسح على وجهه بملل..وهز صبعه بتحذير..

"بربي ونعرفك كتخرجي هادشي لواليدة ولا كدوي مع شي حد عليه مانتي اختي مانا خوك"

طلعات حاجب وهبطات لاخور ونطقات بسخرية..

"هايهاي عل البعلوك ولا كيهدد..صافي نطق سربينا"

دقق الشوفة فيها وقال بوجوم..

"مزال ماكاين والو...بحالا بلعااها الارض..قلب فالسبيطارات..الحباسات...باقي حاضي داك السمسار لي حاطة عندو الارض للبيع...خوها تاهو كيحاول يعاون باي معلومة..."

حركات راسها باهتمام وردت بهدوء...

"اممم..ومرت باها وداك الكلب دخوها تحكمو؟"

تنهد وجاوبها بخفوت..

"تحكمو...عاماين لواحد"

عضات على شنافتها وقالت بابتسامة ماكرة...

"عبرو على والديهوم...اجي وولد عمك اش خبارو؟"

دوز على راسو بتعب...تنفس بعمق وقال...

"مؤخرا استأنف...عطاوه خمس سنين!"

حلات عينيها على وسعهوم وقالت بذهول...

"خمس سنين؟ السيد مغرقها و خمس سنين؟"

ناض واقف كيقاد فحوايجه شافيها وقال..

"هادشي كبير عليك...لي مهم راك عرفتيه"

خرج خلاها كتنهد بحسرة على خوها...حتى دخلات فضيلة جارة قميصها...

"ابنتي..احياة...راجلك كالي غاتمشيو بالليل؟ بصح؟"

حركات راسها بالايجاب وقالت...

"اه أمي نقطعو الحلوة مع همس ونشدو الطريق...عزيز عندو الخدمة الصباح...ويالله نوجد راسي للخطبة دختو"

قوسات حجبانها وردت بتساؤل...

"شكون اختو فيهوم؟"

جاوبات من فورها..

"اويلي أمي كولشي مزوج باقا غالبرهوشة الصغيرة"

دارت يديها على فمها بتفكير كدور فعينيها ونطقات بتوجس...

"ااه...هاديك الي تخرجات محامية..ماجدة سميتها ياكي؟"

ناضت من بلاصتها شدات فيديها وجراتها معاها يخرجو...

"اييه أميمتي...ماجدة..لي كنا باغيينها لوقاص شحااال هادي قبل ماتشوفي رملة...ههه"

ضحكات الحاجة فضيلة ونطقات بخفوت...

"واايه ساعة فاش قوتلك قلقليها السيدة زدق قلبها عاامر بواحد اخور...اودي كولشي مع المكاتيب ابنتي"


وقفات قبالة المراية .. لابسة قفيطين جوهرة فالغوز.. شعرها طالقاه على راحتو .. بالرغم من أنها دايرة الزينة الا ان وجهها كيبان شاحب وعينيها طفا بريقهوم .. كلسات على الكرسي كتلبس شبشب ديال الحضور مريح لرجليها مع الحبالة كان الامر صعب عليها .. حتى دخلات الجدة حتى هي لابسة قفطان ومقادة حالتها.. شافتها معافرة مع شربيلها مشات تحنات عند رجليها كتلبسها الشبشب وقالت بحنق..

""كون غير مامشيتيش يابنتي وراسك قاصح..شوفي حالتك كيدايرة "

شافت فيها من بعد ماسالات وأضافت بعتاب..

"تقدي نتي مع الطريق والسفر جوج سوايع فطوموبيل؟ .. اش فيها لا مامشيتيش ياك غا خطابة ماشي العرس"

تكات بيديها على الكوافوز لي حداها وقالت بتعب..

"مايمكنش أجدة.. سيمانة وهو فرحان وكيرغبني نجي ..فاللخر تا شد طريق جاي مورانا ونعيط نقولو لا؟ "

نطقات من فورها بسخط..

"ااش فيها؟ هو براسو لا جا وشاف حالتك هكا فاشلة .. راه ماغايدكش للخطبة غايديك لسبيطار..انا ماعرفت منين جبتي هاد قصوحية الراس..هادا الله معاك هدا الله"

بمجرد ماكملات جملتها سمعو الدقان فالباب..تنهدات الجدة باستسلام ومشات حلات..كان ياسين لي وصل بسرعة باش يديهوم..كانت كتسمع حديتهوم على برا وكتحس براسها فاشلة وبصح ماقادراش تحرك..سيمانة منين كلسات من الخدمة وهي فهاد الحالة..وخ كتخرج دور وتحرك كيف قالت ليها الطبيبة ولاكن ماكاين حتى شي تغيير.. كان الامر غايكون طبيعي كون كانت فشهرها الثامن او التاسع لاكن دبا 6 اشهر وهي فهاد الحالة مافهمات والو .. كانت مقررة ترجع لطبيب مباشرة من بعد الخطبة..حتى انها جامعة صاكها باش تبقا فالمدينة حتى تزور طبيبتها..دخل لعندها وعلامات الخوف على وجهه..بمجرد ماشافتو اصطنعت الابتسامة..بينما هو بقا كيحدق فيها بشك..تحنا لعندها شد فيديها وقال بخوف...

"رملة مالك؟ جدة كاتلي مريضة؟"

شافت فجداها لي واقفة موراه كدور فعينيها..تنهدات وقالت بهدوء..

"غي فيا السخفة وصافي..كنعيا راه كنت عوالة نمشي لطبيب..هانتا ندوزو الخطبة وغانبقا معاكوم تماك حتى نزور الطبيبة"

ابتسم وباس على يديها..قال بود..

"ايلا كنتي بصح عيانة نمشيو دبا! مزال الحال والخطبة حتى لليل"

جاوبات من فروها بامتناع...

"لا لا مايحتاجش والله.. كنحس براسي مزيانة دبا..ماشي حتى لديك الدرجة.."

وقف وجرها من يديها نوضها...غير ناضت ضربها الضو فرجليها .. زادت معاه بشوية مابغاتش تبين هزليها صاكها .. وخرجو نيشان للوطو ..شادين الطريق للمدينة..

كانت غاطير من الفرحة ..نهار الخطبة ديما كيكون مميز وكأي عروس كانت فأبهى حلة.. كتراقب انعكاس صورتها امام المرآة مباشرة من بعد ماسالات الكوافورة من تصفيف شعرها .. حتى دخلات حياة لابسة عباية منبتة ديال الحضور جامعة شعرها ودايرة ذهبها.. شافت فيها بحب وقالت..

"الالة ويا لالة جيتي غزالة غي طلبي الغلا فصداقك"

ضحكات ماجدة بخفوت ونطقات..

"بلا مانحتاج أمرات خويا راجلك دبا يقوم بالمهمة.. ناري ويمشي يزبلها معاهوم غادي نمووت"

ابتاسمات حياة وقالت..

"ماتخافيش دويت معاه يتبت .. ياك مكانش باغي وقبل بوحدو ايوا غي لا مابغاش يشد الطريق دبا "

تنهدات بارتياح ورجعات تشوف فالمراية..عجبها راسها..شكرات الكوافورة لي خرجات بمجرد ماجمعات حقيبتها..وناضت وقفات كتقاد فراسها حتى رجعات نطقات حياة..

"شكون غايجيب معاه بالضبط؟"

جاوبات من فورها...

"هو وماماه .باباه..ختو الكبيرة ..اما خوتو دراري بجوج على برا .. حتى للعرس انشاءالله..و جداتو وبنت خالتو ودبا نيت مشا يجيبهوم..ساكنين فالفيلاج لي كدوزي عليه فاش كتكوني غادة لداركوم.."

حركات راسها باهتمام ونطقات..

"اه مزيان ساكنين غي بجوج تماك؟"

ردت وهي كتعاود أحمر الشفاه ديالها..

"وي .. هي يتيمة .. ومسكينة يالله طلقات واحلة فراسها .."

تنهدات ..شافت فيها..واضافت بحسرة..

"اودي كون نعاودلك قصتها تبقا فيك .. الزغبية!"


تنهدات حياة .. وجراتها معاها...

"اودي تا حد مالقاها كيف بغاها كولشي مسلك حتى يحن الله.. زيدي زيدي تشوفي اخر اللمسات .. داكشي دالحلو والمالح لي وجدت"

وقفات ماجدة قبل مايحلو الباب وقالت بامتنان..

"اووه حياااة شكرا بزااف أحبيبة عدبتك معايا والله"

طبطبات على يديها وقالت مع ابتسامة دافئة..

"مابيناتناش الحبيبة.. اويلي لا ماوقفتش معاك شكون غايقوم بهادشي واش خوك لي ماقنعناه غي بالسيف ولا ماماك مسكينة ماكاتقد حتى توقف بروماتيزم.. وزايدون الالة نتوما ضياف فداري دبا..وبالفرحات عليا لي خوك قرر يدير الخطبة هنا .."

ابتاسمات بحب عنقاتها وقالت بفرح..

"لهلا يخطيك عليا وصافي.."

جراتها من يديها وخرجو..كيضحكو..

دخل لبيتها هاز كاس دالقهوة فيديه.. كانت كالسة كترسم فوق من مكتب صغير شعرها الاشقر هابط على عينيها حتى وقف عند راسها وتحنا لعندها ..حسات بوجوده قدامها علات عينيها شافت فيه..ضحكات ببراءة وغطات على الرسمة ديالها كتخبيها..تحنا على ركابيه ونطق بهدوء..

"شنو مخبية الاميرة دباباها؟"

ضحكات حتى بانو سنيناتها .. حيدات يديها فوق الرسمة وقالت بمرح..

"شووف..!"

كانت الرسمة فيها خمس اشخاص شادين فبعضياتهوم..
شرب من قهوته وقال بتساؤل..

"شكون هادو؟"

حطات صبعها الصغير على الورقة وبدات كتعد ليه..

"هادي ماما حياة..وهادي لي حداها طاطا رملة فاش ترجع..وهادي انا شادة فيها..وهادا خويا..وهدا انت"

علات راسها شافت فيه ببراءة..كان كيحدق فيها بدون تعبير..وكأنه كان خاصو غير يسمع اسمها فهاد اللحظة باش تزيد على مابيه..ابتسم بشحوب ونطق بجفاء..

"مزيان .. يالله أبابا نوضي لبسي حوايجك باش نديك عند الميمة باباك عندو الخدمة خاصو يمشي!"

حركات راسها بالايجاب وناضت متاجهة لخزانتها...كتختار شنو تلبس راسها..بقا كالس فبلاصته..كيشوف مرة فيها ومرة فالرسمة..حتى راسو بدا يحرقو تاني... الحياة رجعات عندو من دون طعم..كيحاول يتناسا ولو غير شوية ويركز فشنو غايدير..حتى كيلقا راسو مدفون فقبر التفكير والضياع.. خصوصا فاش ماكيكون حتى شي تطور فالقضية...اسبوع مر وهو خدام غير على المعطيات لي عطاه الاب ديالو..وفنفس الوقت كيقضي أغلب الاوقات مع همس من نهار طفات شمعتها الرابعة وهي لاصقة فيه..كيديها لعند جداتها فاش كيبغي يمشي للمكتب ويرجع موراها فاش يسالي..
رجعات لعندو هازة حوايج بين يديها..مداتهوم ليه وقالت..

"لبسهوم لي أ بابا"

شدهوم من عندها داير ابتسامة باهتة..وبدا يلبس ليها.. نقطة النور الوحيدة لي بقات ليه فحياتو.. كاع لي كان متعلق بيهوم ضاعت طريقه معاهوم الا هي كانت ولا تزال متشبتة بيه الى الابد .. جزء منو قطعة من روحه!

وصلو المدينة مع أذان المغرب..دارو كتر من ساعتاين فالطريق..كاع محطات الاستراحة حبسو فيهوم..يا اما بسباب الدوخة او قلبها كيطلع او باغا دخل للحمام..زائد السرعة لي كان غادي بيها مخففة...مشاو اول حاجة لدار خالها..لي لقاوهوم كيتسناو فيهوم باش يمشيو..تسالمو بزربة ..رملة بقات فطوموبيل ماخرجاتش..حتى شدو الطريق كولها فطوموبيلتو.. ياسين ديجا مشا عرف الدار غير قبل بيوماين .. كان غادي مقصد..حتى وقفو امام فيلا فحي راقي..شافيها قبل ماينزل وابتسم بدفئ...

"هانتي وصلتي الالة..شوية دبا ولا باقا فيك الدوخة؟"

كتحس بقلبها كيتسلت من بلاصتو ونبظاتو متسارعة..ابتاسمات بتعب ونطقات..

"مزياان .. يالله نزلو ..بلا شي راني عطلتكوم فالطريق"

نطقات جداتها ماللور.. بتحذير..

"شوفي هاه كيما تافقنا نكلسو مع الناس نعطيوهوم صوابهوم .. والليلة رجلي برجلك لطبيب"

دار ياسين شافيها ونطق بهدوء..

"صافي ا جدة.. مايكون غي الخير .. يالله نزلو دبا"

هبط هو الاول حلها الباب كينزلها بشوية..اما الجدة هبطات بوحدها حتى لحقو عليهوم اب ياسين ومرتو وختو الكبيرة من بعد ماخرجو الصواب لي جايبين معاهوم من السيارة..هز ياسين البوكي دالورد..بينما الجدة شدات فرملة وتوجهو قاصدين باب الدار..

غير تسمع الصوني فالباب قفزات ماجدة من بلاصتها حتى خنزر فيها عزيز لي كان كالس لابس جليليبة بيضة وبليغة كيلعب فالتيليفون كيتسناهوم يجيو..وقفات حياة وشافت فعزيز..قالت بهدوء..

"غايكونو جاو..يالله نستقبلوهوم"

ناض كيقاد فجلابتو وشاف فختو وماماه...

"ماجدة..دخلي لبيت حتى نعيطلك.. يالله!"

حدرات راسها باستحياء ومشات لبيت فين لبسات ..شاف فحياة وشيرليها بعينيه ومشاو فاستقبال الضيوف..
وصلو حدا الباب شافت فيه ونطقات بخفوت..

"عزيز الله يرضي عليك صغر راسك .. الدرية باغياه بلا كترت الشروطات"

قلب عينيه وقال بملل..

"صافي أحياة الله يسهل عليها..حلي دبا "

تنهدات .. وحلات الباب دايرة ابتسامة واسعة على وجهها...اول ماشافت هو البوكي دفلوغ لي فيد ياسين...ابتاسمات فوجهو وكدور فعينيها تحقق فلي معاه...وفنظرة خااطفة شافت وجهها من بعد ماتحرك ياسين الى الامام..وتلاقاو الاعين مع بعظهم..فنفس اللحظة..! حتى نطقات كل وحدة سمية الاخرى بذهوول...وعدم تصديق!

"رملة؟"
"حياة!"


"اهئ..اهئ..ماااابغيتش...مابغيتش! ...مابغيتش نبقاااا هنااااا...ديني اياسين ديني...خاااارجني داااابا! غانتخنق هناااااا!!!"

كانت كترجف كولها وتغوت بهستيرية وسط داك الجردة بينما ياسين شادلها فيديها كيسكت فيها...وهي دموعها على خدها وسط ذهول الحضور..وحياة واقفة بحال شي جماد مكترمشش..باقا تحت تاثير صدمة شوفتها..وحتى الحالة الهستيرية لي دخلات فيها اول مانطقات بسميتها حدا الباب.. شدوها بالسيف باش ماطيحش دخلوها للجردة .. كتغوت بصوت عاالي...

"عااافاااك ا ياسين دي..ديني من هنا...ديني.. غادي تعيطلو وغايجي...وغايديوني .. غاتقولها لخوها.. هو غدار .. مابغيتش مابغيتش"

شداتليه فالقميجة كتلهت وقالت بصوت مرتجف...

"علاش جايبني علاااااااش! كنت نسيت ...اهئ اهئ "

جرها لعندو عنقها كيدوز على شعرها بحنان .. تقريبا فهمو كولهوم شنو كاين ..

"شتت...صافي تهدني ماغايوقع ليك واالو..أرملة غير تهدني"

كانت الجدة كالسة على كرسي وسط الجردة كتشوفيها ودموعها نازلين..ماقادراش تنوض عندها..رجليها ماقادراش توقف بيهوم...وهي كتشوفها فداك الحالة كتغوت...حتى تقدمات حياة بخطوات ثقال لعندها...دموع محجرين فعينيها..وقفات جنب ياسين وقالت بصوت مرتجف مكترمشش...

"رملة .. حبيبة.. غي تهدني ماغادي نقولها لحتى واحد .. تهدني عافاك.."

تنفسات بعمق كطلع فيها وتهبط ونطقات بارتجاف مامتيقاش اشنو كتشوف..

"تهدني راك واحلة فراسك!"

كانت مخشية فحضنو وغير كتنين بحال شي قطة وترعد.. حتى حسات بيد اخرى تحطات فوق راسها ووصلها صوتها مجددا كتهضر بحسرة...

"رملة..حبيبة شوفي فيا.. راه مكاينش لي غايأديك ..واش عمري اديتك؟ "

كان غرضها تهدنها اولا.. منظرها وهي كتصيح ألمها .. شافت فياسين وشيراتلو غير بعينيه يطلق منها كطمنو فنفس الوقت .. غمض عينيه بألم وبعد منها بشوية ..شدات ليها حياة فيديها وقالت بخفوت..

"شوفي فيا أحبيبتي .. وتهدني الله يرضي عليك"

علات راسها والشعر حاجب عينيها..شنايفها كيرجفو ..كطلع شهقات بصوت عالي بين الفينة والاخرى ..عينيها نقطة متجمدة من الدم.. رجليها فاشلين ماقادراش تخطي حتى خطوة لاامام ...جابليها ياسين كرسي بسرعة..كلسها عليه...وتحنات عندها حياة شدات فيديها..كترد الشعر ورا ودنيها باش توضاح ليها الشوفة .. تنهدات بحسرة وقالت وهي حابسة دموعها ..

"ماتبكيش .. ماغاندير ليك والو! خلينا نهضرو وخ؟"

الصمت هو كل ماجاها من عندها..فقط كتشوفيها بخوف .. وجهها زاد اكتساه الشحوب .. والبرودة اكتسحت جسدها بالكامل..حتى عاودات نطقات حياة هاد المرة كتشوف فالحضور ..

"تقدرو تخليونا شوية بوحدنا؟"

تا حد ماتحرك من بلاصتو كولشي مصدوم..حتى من ماجدة دايرة يديها على فمها كتبكي بحساسية..عاودات نطقات بخفوت...

"ماتخافوش غير غانهضر معاها .. ماغايوقع والو راه اختي هادي"

شافيهوم ياسين وقال باستسلام...

"خليوهوم بوحدهوم .. "

بداو ينساحبو واحد بواحد فاتجاه الداخل بينما ياسين مشا وقف الجدة..شدلها فيديها جرها معاه...وصللت عندها وقفات عند راسها ووجهات الكلام لحياة..

"ماتعصبيهاش ابنتي .. هضري معاها بالعقل راها عيانة"

حركات راسها بالايجاب .. خلاتهوم حتى دخلو كولهوم ..شدات فيديها وقالت بعتاب ..

"علاش هربتي؟ مكانش عليك تمشي .. خليتيه غايحماق من موراك"

كانت كتشوف فالفراغ ..دموعها على خدها .. شفايفها كيرجفو بحال شي جماد مكترمشش .. حتى نطقات من بعد مدة بصوت متقطع بالكاد كيتسمع ..

"غدار .. خاين!"


هزات يديها كتمسحليها دموع من فوق خدها ونطقات بحسرة..

"ماخانكش .. وعمرو غدرك ..اي حاجة دارها راه على ودك .. وحيت خاف عليك .. انا ماعرفتكش شنو شفتي بالضبط .. ولاكن كولشي كان تمتيل .. كولشي دارو باش متكونيش فخطر .. وهاديك صاحبتك لي كتقولي خانك معاها .. تشدات داك الساعات وراها فالحباسات .. هداك كان غير فخ أرملة وهي كانت جزء من الخطة..."

سكتات كتحدق فبريق عينيها لي كان طافي .. تنفسات بعمق .. حتى لقات راسها كتسرد عليها كاع داكشي لي عرفات من عند سعد .. داكشي لي طرا فالماضي .. وحياتو لي دوزها عداب من مور موت نوال .. وعلاش كان نافر الزواج .. وكيفاش رجع يلاحقو نفس الشبح من جديد فحياتو مع رملة .. كانت كتهضر بدون توقف .. باغا غير تفرج على داكشي لي خازناه ..يقدر ايلا عرف مايبغيش ولاكن ماعندها مادير كتشوف حياتو كضيع وحياتها حتى هي ..
كانت كتصنت ليها وعينيها مغمضين التنفس بالزز باش كيطلع من صدرها .. بحالا مبنجة هادشي لي كانت كتحس بيه فهاد اللحظة... الكلمات كانو كيتوافدو على مسامعها بحال الرصاص .. كذبحها دون رحمة.. بدون شفقة ..من الوريد الى الوريد .. الدم كان كيتدفق بوثيرة سريعة فعروقها .. الحرارة كتنهش فجسدها ودموعها مابغاوش يحبسو .. سحبات يديها من يدين حياة والالم كيتصاعد لحلقها .. فغرت شفتيها وقالت بصوت متقطع ..

"ه..هو حرقني.. حرقلي قلبي .. علاش كتبرلي لو؟"

هزات يديها حضنات وجهها بحنان وقالت ..

"لا مكنبررش ليه .. أنا عذرتو حيت ختو ..عارفة جرحك مزال مابرا .. وحتى انا مرا ونجرب على راسي .. ولكن برب العزة وراه شاهد عليا ..خويا ماشي لخاطرو حتى هو معذب .. نهارو ما هو نهار وليلو ما هو ليل .. غايحماق على جوج جوايه باغي يلقاك وباغي يلقا داك عدو الله لي منغص عليه حياتو .. رملة حبيبة حياتك كانت فخطر واش كنتي غاتقبلي تعيشي معاه وسط الخوف ؟ تبغي نتي ترزاي فحياتك وهو يعاود نفس الكابوس؟ ها؟"

شهقات بحرقة وقالت بخفوت..

"كون غير مت احسن"

هزات يديها كترجع ليها الشعر ورا ودنيها وقالت بحسرة...

"شتتت برا والباس عليك احبيبتي .. حتى هو تقهر عليك وباقي لدبا .. عايش فظلام من نهار مشيتي ..ماكيعطي نيتو لحد مكيهضر مع حد .. هادشي لي عاودتلك كولو عرفتو من سعد وبابا نهار طاحلينا بكريز ودوز شهر فالطبيب .. من بعدها رجع عايش غير بين الوراق والتقلاب .. !"

غمضات رملة عينيها بألم وقالت بصوت مرتعش ...

"كولشي سالا بيناتنا أحياة .. كولشي سالا !" 

ابتاسمات بشحوب وهزات يديها حطاتها على كرشها ..دوزات عليها بحنان وقالت بخفوت..

"طول مانتي حاملة قطعة منو لداخل حتى حاجة ماسالات..!"

تنفسات بعمق يديها كيرجفو ..نطقات بضياع .. 

"بغيت نمشي .. بغيت نخرج من هنا"

ناضت وقفات ... ووقفات معاها حياة شادة فيديها .. لاكن ماقدرات تخطي حتى خطوة للامام .. الضو ضرب فرجليها .. حتى تغاشات عينيها زيرات على يدين حياة ونطقات بتعب ..

"حياة .. غانطيح!"

شدات فيها بخوف كتحاول تسندها ما امكن وقالت ..

"مالك واش دايخة؟"

علات عينيها شافت فيها ..كانت الصورة ماواضحاش .. كيبانو ليها بزاف دالوجوه فواحد.. وحتى باش تجاوبها لسانها تقال .. قبل مايترخا جسدها بالكامل وطاحت على حياة سخفانة ... سنداتها بصعوبة كتغوت بصوت عالي للي فالداخل..

"عاااااازييييييز ..عتقواااااااا!!!!!"

ثواني وكانو خارجين كولهوم بحالا كانو غير قدام الباب ..لقاوها طايحة فالارض حاضناها حياة بخوف .. تحنا لعندها ياسين كيهضر بسرعة ...

"مالها؟؟ علاش سخفات؟ كولتي لها شي حاجة؟ "

حركات راسها بنفي وناضت شدات فعزبز..دموعها على خدها ..خايفة ومصدومة .. هزها ياسين بسرعة خرجها فاتجاه السيارة ..تبعوه كولهوم شي كيبكي شي مصدوم ..حتى زيرات حياة على يدين عزيز وقالت بصدمة ...

"خويا خاصو يعرف هادشي..!" 

ماتسناتوش يجاوبها شدات فقفطانها ودخلات كتجري نيشان لتيليفونها هزاتو...

كان فالمكتب مع مجموعة من الضباط .. واقف على راس الطاولة حداه لوحة فالابيض معلقين فيها صور وعلامات وهو كيخطط فيها ويشرح بتركيز ..حتى صونا الهاتف ديالو المرة الاولى .. شاف المتصل ..قطعليه الصوت ورجع مركز تاني فالشرح ..حتى صونا المرة التانية عقد حجبانه..استأذن وجاوب من فوره ..

"حيااة مامساليش دبا.."

قاطعاتو بصوت مخنوق بالبكا ...كدوي بزربة ...

"لا لا وقااص متقطعش ..رملة ..رملة كانت عندي هنا .."


5 ساعات لي دوزها فالطريق كانت بمثابة دهر من الزمن .. ماعقلش على راسو امتا خرج من المكتب وشد الطريق بسرعة جنونية مباشرة من بعد ماقطعات حياة وعطاتو اسم المشفى لي داوها ليه .. الطريق كولها وهو كيعيط ليها جملة وحدة ففمو .. "عنداك تفارقي عليها حتى نجي" .. حس بواحد الراحة غريبة من بعد مالقاها .. لاكن الفكرة ديال انها فمشفى خلاتو بلا عقل .. كل ما خبراتو بيه على السبب هو انها توترات فاش شافتها فقط .. فضللات متقولو والو على حملها حتى يوصل حيت الموضوع ماشي ديال التيليفون خصوصا انها مامتأكداش من ردة فعلو كيف غاتكون .. 
حبس الطوموبيل حتى تحكو روايضها مع الارض .. وصل مع الفجر تقريبا .. لمحها من بعيد غادية جاية كتغزز ظفرانها بتوتر .. كان واقف معاها عزيز .. توجه لعندهوم بسرعة ..غير شافتو مشات عندو .. شدات فيديه ونطقات بسرعة ..

"على السلامة أخويا" 

شافيها بحدة وقال ..

"فينهياااا؟؟" 

شدات فدراعو كدوي مقدوفة ..

"خويا عافاك غي تهدن .. راه لداخل ناعسة ..شدوها عندهوم .."

مسح على وجهه بتعب وقال بحنق ..

"شنو عندها ؟ واش غير حيت شافتك كيف كولتيلي فالتيلي؟"

شافت فعزيز لي كان غير واقف كيشوفيهوم بجمود ورجعات شافت فيه شفايفها كيرجفو ماقادراش تنطق .. حتى غوت بسخط ..

"واادووي أحياة مااالها؟؟"

بلعات ريقها وقالت بتردد ..

"خويا .. رملة راها حاملة وفشهرها السادس .. الليل كامل وهوما شادينها لداخل مازال ماقالو والو لحد الساعة"

وجهه امتقع .. نظرات عينيه زادت قسات حدو تمتم بصوت خافت ..وبعدم تصديق..

"حاملة!"

نتر يديها من يديه ودخل لداخل كيجري وهي تابعاه ..غي غادي بخطوات مسرعة ماعارفش فين ..حتى لحقات عليه كتجري وتعيط بسميتو شدات فيديه مركزة مع داك الاحداق السوداء الغائرة وقالت بخفوت ..

"وقاص تهدن أخويا! ماخاصهاش تشوفك دباا.. غانزيد على مابيها"

عقد حجبانه وتمتم بغضب من تحت سنانه ..

"فين ناعسة دبا؟"

كان لحق عليهوم عزيز .. جر حياة ونطق بهدوء ..

"ليطاج التالت نمرة 76"

بمجرد ماكمل الجملة ماشافش حتى فيه ..مشا كيجري فاتجاه غرفتها بقات حياة متبعة طيفو كدوي بخوف ..

"غايزيد يمكل عليها أ عزيز .. كون غير كنت قادرة نشدو.."

جرها كلسات فوق واحد الكرسي وقال ببرود..

"تهدني .. خليه يفك جرتو معاها .. وخ طلقها كيبقا بات داكشي لي فكرشها وحتى حد ماغايقدر يمنعو عليه"

حركات راسها بايجاب كتمسح دموعها وتمتمات بحنق ..

"خويا خضر .. مكيعرفش يشد الخاطر ولا يبرد الهضرة .. راك عارفو حتى انت"

تنهد بعمق وكلس حداها .. كيهدنها بينما هي قلبها غايسكت خايفة من ردة فعلهوم بجوج .. هي غير من شوفتها وصلاتها لطبيب .. فشنو غادير ايلا شافتو قدامها مرة اخرى! ماعارفاش شنو ممكن يطرا ..لي عارفة هو انه الوحيد لي قادر يحتويها ويلملم جراحها .. وشحال قاسحة فاش يكون الشخص لي غرس فقلبك سكين حاد .. يكون هو نفسه طبيب لجراحك النازفة من بعد بزاف ديال الطعنات ..

"حاملة" "عندها 6 اشهر دبا" كلمات كانو كيترددو فودنه بحال صوت الرصاص .. حاملة وبعيدة عليه .. حاملة وهاربة منو! زير على قبضة يديه بغيض .. ماعارف واش يثور فوجهها حيت مخبية منو ولا يجبر بخاطرها حيت جرحها .. حتى وحدة فهادو فهاد اللحظة بالدات يكفي يشوفها فقط!


فاش وصل قدام الغرفة ماكان تا حد حداها .. حل الباب ودخل على طول .. كانت ممددة على داك الباياص كيبان غي شعرها الاسود ..سد الباب وتقدم عندها بخطوات ثقال .. عرفها ناعسة حيت متحركاتش .. وقف عند راسها .. عينيه كانو مشتعلين بنار الاشتياق ..كانو كيمشطوها من راسها لرجليها بوله .. حتى استقر عند داك الوجه الملائكي لي كان ولا يزال كيسلبو بحال شي مغناطيس كيبغي غير يبقا يحدق فيها .. رموشها الكثيفة .. نقاء بشرتها .. حجبانها المعقودة .. شاحبة اه .. ملامحها ذبلانة اه ..شفايفها فقدو لونهم الكرزي اه لاكن بالرغم من هادشي كولو باقا بنفس الرقة والجمال .. وحتى داك اللون الممتقع فوجهها .. زادها فتنة وباقا هاديك الحسناء لي قادرة تحطم أسوار قلب أي رجل شافها مهما كان محصن .. فكيف لا وهو لي عرفها عن قرب .. نعسات فحضنه .. مسح دموعها بيديه .. وتحمات برجولته .. هي الوحيدة لي دخلات لحياته صدفة .. وغيرت بزاف فمساراته وعبتات فشخصيته القاسية بأريحية .. 

راحة غريبة سرات بين ضلوعه وهو كيشوفها قبالة عينيه .. ماقدرش يمنع داك الرغبة المجنونة فأنه يقرب منها .. تحنا عندها بشوية كيستنشق ريحتها بوله .. غمض عينيه وطبع قبلة حارة على جبينها .. بقا مطول القبلة حتى حس بيها كتحرك .. عاد بعد عليها وتقاد فوقفتو .. حلات عينيها هاقدة حجبانها .. كتحس بجسدها مخدر .. تسارعو دقات قلبها حد الالم .. ماشي من الوجع لي حساتو باقي فمفاصلها او من التعب المفرط لي كتحس بيه .. لاكن لي خلا قلبها يخفق بشدة حتى حساتو غايسحق دواخلها هو شوفته قدامها فاش وضاحت ليها الصورة .. وبان صاحب الجسد الطويل .. بقميص محلول النص فأزراره كيبرز عضلاته.. وسروال أسود شديد الاناقة .. 6 اشهر ماتغيرات حتى حاجة فهاد الراجل .. مزال بنفس النظرة القاسية ..نفس الملامح الجذابة .. أنف مستقيم .. ذقن حليقة بعناية .. واحداق سوداء لطالما غرقات فبحورهوم .. كيفاش الزمن كيتوقف بانسان فحقبة معينة حتى يحتافض بنفس الصورة فالمستقبل؟ .. حتى داك الهيبة والهالة لي كتحاوطها فكل مرة شافتو قبالتها باقا كطبق على انفاسها وكتكتمهوم بنفس الوثيرة .. الدم تجمد فعروقها.. لسانها تعقد ..زيرات بيديها على ليزار باش مغطية .. عينيها كيبرقو بضياع ..كتسارع باستماتة باش ماضعفش قدامه .. لاكن كانها كانت كتحارب فمعركة بحال شي جندي فقد سلاحه وعزيمته قدام عدو قوي .. هزمها وبقات كتجاهد فقط باش مايشوفش داك نظرة الالم وخيبة الامل المتراكمة فحدقتيها ويعرف من خلالها أن غير نظرة منه كافية باش تخلي قلبها ينفعل بطريقة جنونية..! لا هادي ماشي رملة لي كيعرف .. هادي اخرى جاهدت طول هاد 6 اشهر .. على ان لقاءهم ولو بعد أعوام ماغايحرك فيها والو .. وانها غاتعاملو بحال شي زائر عمرها عرفاته .. غمضات عينيها ممتنعة على رأيته ونطقات بثبات باارغم من أن داخلها يحترق..

"شنو جيتي دير هنا .. خرج. مابغيتش نشوفك!"

قالتها ببرود من بعد مالقات صوتها .. حلات عينيها كترمقو بدون تعبير .. والصمت هو كل ماجاها من عندو مازال كيرمقها بنفس الملامح المبهمة .. من بعد مارماتو بداك النظرة العنيدة والمحاربة لي عشقها فيها أول مرة .. تقدم عندها جوج خطوات .. جوج خطوات فقط خلاو قلبها يقرع أجراس الانذار .. حتى توقف فجاة وكانه تراجع على شي حاجة كان باغي يديرها خلاها تنفس بارتياح بلا ماتبين .. ماعرفاتش انه منع راسه من ضمها وأخد داك الجسد الهش .. وسحقه فحضنه حتى يروي الاشتياق المتراكم فقلبه طول هاد المدة .. حتى عاودات نطقات هاد المرة بجفاء مشتتة نظرها بعيدا عنه ..

"حرج من عليا ..!"

ابتسم بدفى وتحنا لمستواها .. انتفض جسدها فاش حسات بقربه ليها واستولى عطره على جيوبها الانفية..قبل مايشد فيديها زير عليها وقال بحدة وحرارة انفاسه كتلفح بشرة وجهها ..

"ماعندي فين نمشي .. بلاصتي هنا معاك ومع"

سكت شوية ..هز يديه مررها على كرشها بلطف ونطق ببحة صوته الخشن..

"ولدنا ولا بنتنا"


انقطعت انفاسها وهي كتشوف فعينيه بهاد القرب .. لي خلا قلبها يئن بحال شي ضبي جريح .. وكثلة من الالم تكتسح صدرها .. الشي لي خلاها تساءل بمرارة باشمن وجه جاي عندها ؟ .. كانه كيتعمد يكسرها المرة تلوى الاخرى .. تنفسات بعمق كتشوفيه بشجاعة متفجرة تحت جفونها وقالت بجفاء...

"بشمن حق كتقول هاد الهضرة .. انا وياك سالينا ومكتجمعني معاك حتى حاجة .. وهاد الكرش كانت اسوء غلطة لي تقدر عليا نتحملها من بعد داك الشهور القليلة لي دوزتها معاك .. وانت براسك كنتي رافضها!" 

سكتات لثواني كتحدق فملامح القسوة والكبرياء والقوة لي كيقابلها بيهوم هاد الراجل ...وأضافت بعدها بسخرية..

"مابقاش عندك الحق تشركني معاك فحتى حاجة .. رملة لي تاقت فيك بحال الهبيلة وطعنتيها فضهرها ماتت كتفهم؟ قتلتيها داك النهار ومعندها حتى معنى انك تجي طالب بيها دبا"

ماجاوبهاش فقط كيشوفيها بدون تعبير والصمت فقط هو كل ماجاها من عنده..
غمضات عينيها ورجعات حلاتهوم كترمقو بنظرة باردة وقالت بنفاذ صبر ..

"اخرج ماحاملاش نشوفك"

ماجاوبش حتى هاد المرة .. وكان عذابها من صمته أكبر بكثير من قربه المهلك وهو واخد راحته فتفحصها بهدوء .. نظراته الهادئة لي كانت كتحس بيهوم كيمزقوها ببطى .. نظرات كتختزل شهور من الالم ..الحرمان .. الضياع .. والاشتياق ..ماغاتسمحش ليه يأثر فيها مرة اخرى .. اشاحت بوجهها عليه ونطقات بغيض ..

"صدقني كون كنت نقدر نوض من بلاصتي ماغانزيدش دقيقة معاك فنفس المكان"

"رملة"
كانت نبرته الهادئة واسمها لي نطقو بصوت خافت .. هو كل ما صدر عنه ..بعدها تمدات يده واحتضن جانب خدها ..دور وجهها لعنده حتى شافت فيه .. شفايفها كيرجفو .. وصبعان يديه كتحرك ببطئ فوق من خدها كانه بهاد الحركة ختم على كاع جملها الساخرة والمحتجة ..كانه انهى موجة غضبها غير بلمسة حنينة من يديه حتى عاود نطق بنبرته الرجولية والمبحوحة ومن خلف نظراته القاسية ...

"ماجيتش لهنا باش نهضرو فالماضي .. كاين شي امور أكبر مني ومنك .. شي حاجة لي كانت وباقا رابطاني مانخطي حتى خطوة لعندك اكتر من هكا .. ولاكن تيقيني اي حاجة درتها او كنديرها دبا على قبلك " 

قبل قمة رأسها .. قبلة عميقة ونطق ببرود ..

"ارتاحي دبا .. غانمشي نشوف الطبيب"

هاهو رجع لبروده مجددا .. كلماته من ديما كانت اوامر لا تناقش .. حتى هدوءه القاتل كيبين هادشي .. طلق من يديها ..تقاد فوقفته وخرج خلاها كتجاهد دموعها باش ماينزلوش .. كانت قد اقسمت باش ماتحاسبو ما تلمح ليه .. وكانت كضنو غايبرر ليها .. او عل الاقل يأكد ليها داكشي لي سمعات من عند حياة .. لاكن؟ مزال كيقتلها بغموضه ويسحقها بجبروته مهما حاولت تبين القوة وتشبت بالكبرياء.. هزات يديها الفاشلين مسحات تحت عينيها بسرعة كانها كتحذر دموعها من انهم ينزلو او عينيها من انهم يفكرو فخيانتها ويبينو عن ضعفها .. دورات عينيها فالغرفة محتاجة تستنجد بشي حد فهاد اللحظة كتساءل فين مشاو كولهوم.. حتى خلاوها بوحدها !

بمجرد ما سد الباب .. تكا بدراعو على الحيط كيمسح على وجهه بتعب .. شوفتها طلبات منه قوة كبيرة باش مايهزهاش بين دراعو ..يخبيها بين ضلوعه وعمرها تخرج .. لقاها اه ورجهات فيه الروح لاكن مزال الخطر محاوطها طول ما هو معاها خصوصا فهاد الفترة .. ودبا العبى تزاد .. كاينة هي وقطعة منو كتنمو فاحشاءها! لا هو قادر يحضنهوم ولا يبعد منهوم !


غير تحرك من حدا الباب جا ياسين والجدة من لعد مانصارفو باقي العائلة ..شاد فيديها جارها غير بشوية شادة قريعة دالما فيديها وهو هاز قهوة كحلة باش يصحصح...حلو الباب ودخلو يشوفوها واش فاقت فانتظار يجي الطبيب لي متبع حالتها...
كانت متكية على جنبها غير سمعات الباب تحلات قفزات من بلاصتها وضارت بسرعة يسحابليها هو لي رجع .. بمجرد ماشافت جداتها نادات اسمها بتعب ..

"الميمة!"

مشات عندها بسرعة عنقاتها بحرارة كتبوس فراسها حابسة البكية ..

"كبيدتي ..كيبقيتي الحبيبة؟"

شافت فيها بضياع ورجعات شافت فياسين لي وقف عند راسها داير ابتسامة دافئة ونطقات بخفوت ..

"وقاص كان هنا!"

شهقات الجدة بذهول شدات على صدرها وقالت بخوف ..

"اويلي .. ياك مادارلك شي حاجة .. ياك مادابزتو؟"

التزمت الصمت غير كدور فعينيها حتى شد فيديها ياسين ونطق بتوجس ..

"رملة؟ دارلك شي حاجة؟ قلقك!!"

بلعات ريقها وحركات راسها بنفي كتمتم بخفوت ..

"لا .. جا غير يشوفني قالك .. وراه باقي هنا!"

تقدمات عندها الجدة باست على راسها وقالت بهدوء..

"ديري الحبيبة الما منين يدوز الله يرضي عليك!"

عقد حجبانه ياسين وزمجر بسخط فوجه جداه ..

"اشمن ماا ولا زمر .. جاي بوجهه احمر بصفته ااش؟ ومن بعد شنو؟ وااش يسحابليه لعبة ماعندها شكون يوقف معاها؟؟ ماعندها عائلة زعما؟"

هزات يديها كترتب على كتفه وقالت بثبات ..

"عافا ولدي ايلا مابرد السوق ..ماشي وقت هاد الهضرة دبا .. خليني نطمن عليها عافا ولدي ماقادا على صداع ومشاكل ..!"

رجعات شافت فرملة وقالت ..

"باش كتحسي دبا؟ مزال مفاصلك عاطينك الحريق؟"

حركات راسها وجاوبات بتعب ..

"لا أجدة باقا شاداني غي السخفة والفشلة الحريق مكاينش!"

تنهدات الجدة بارتياح وشدو جوج كراسا كلسو حداها ..

كلس أمام الدكتور لي متبع حالتها من بعد ماعرف براسو على اساس هو راجلها .. شافيه الطبيب لي كان باين على وجهه التعب الطبيعي من بعد ليلة من السهر وقال بتعب ..

"لقيتيني يالله غانجي عندها لغرفة ونشرحلكوم حالتها مزيان .."

هز وراق بين يديه كيشوفيهوم واضاف بتركيز ..

"نتائج التحاليل وكاع الفحصوات يالله وجدو .. باقيين شي وحدين حتى لصباح لاكن قدرنا نعرفو اش عندها مبدئيا..."

هز راسه فيه وكمل كلامه وعلامات الاسى ظاهرين على وجهه ..

"المدام مع الاسف كتعاني من مشكل فالقلب .. وبالضبط من تصلب شرايين القلب .. كيكون فالغالب وراثي او ايلا كان المريض كيعاني من السكري او ظغط الدم المرتفع ..انا قدرت نعرف من الجدة ديالها ان الوراثة ماشي هي المشكيل فالغالب ضغط الدم لي تسبب ليها فهادشي .. والمشكيل عندها قديم يعني من زمان غير الاعراض بانت عندها بسبب الحمل .. حيت فهاد الفترة كيتزاد ظغط الدم عند المراة الحامل بحيت كيرجع يدفق الدم بكثرة باش يتغذى حتى الجنين هداك علاش عاطيها الحريق للمفاصل ونغزات فقلبها وفيها الفشلة .."


كان كيسمع ليه بتركيز ودقات قلبه كيتسارعو مع كل كلمة حتى نطق بصوت متحشرج ..

"واش كاين خطر على حياتها أدكتور.. ياريت توضحلي اكثر!"

حط الوراق من يديه وقال باسف ..

"للاسف مع الحمل ماغانقدروش نواكبو العلاج كما يجب ..يعني غاتحتاج ادوية لي خاصها تبدا تاخدهوم من هاد اللحظة غير هوما غايكونو بجرعات قليلة وادوية لي تناسب مع الحمل يعني العلاج غايمشي بوثيرة بطيئة على ماتولد .. وداك الساعات تقدر تحتاج عملية جراحية .. وهادشي كولو تقدر تجاوزو لي خايف منو هو يكون عندها مرض أخر لا قدر الله"

عقد حجبانه وقاص وقال بحدة ..

"شمن مرض ا دكتور؟"

جاوب من فوره ..

"المدام على ماتبين لي عندها التهاب فالمفاصل .. شكيت أنها تكون كتعاني من واحد المرض ناذر ومزمن ..كيبقا ملازم المريض حتى الموت وكيستلزم ادوية مدى الحياة .. هاد المرض سميتو ..RAA
هو مرض مناعاتي كيهاجم المفاصل ويدمرها .. ويقدر لا قدر الله يأدي بمولاه لشلل .. "

سكت شوية كيراقب نظرات الخوف والضياع فعينين وقاص ورجع نطق مع ابتسامة دافئة ..كيطمنو...

"مانقدرش نجزم فالامر دبا حتى يخرجو التحاليل غدا فالصباح .. وكنتمنا مايكون عندها والو .. كيبقاو مجرد شكوك السي الاسماعيلي .. وبالنسبة لمشكل القلب كيفما اخبرتكم .. غاتبدا من دبا العلاج .. وممنوع تعرض لشي صدمة او توتر اعصابها حيت ضغط الدم كيجي من الضغط العصبي الحاد خصوصا لا كان ملازم المريض لمدة طويلة ..وبالشفاا انشاءالله"

غمض عينيه بحنق ورجع حلهوم كيحاول يبرد على راسه ..وقال بخفوت ...

"شحال غاتبقا هنا؟"

جاوب ن فوره ..

"غدا انشاءالله فاش يخرجو التحاليل الباقية غادي نعرفو واش نبقاو شادينها ولا تمشي ترتاح فالدار"

حرك راسه بتفهم ..ناض وقف سلم على الطبيب وخرج ...
يقدر يحميها من اي خطر .. ويدير المستحيل باش تبقا سليمة وقبالة عينيه بأمان..لاكن المرض والصحة ماغايقدر يدير والو ..كتبقا هاديك قدرة الاهية وهو عاجز أمامها .. كان غايحماق ويلقاها ..نهار لقاها كان الخطر محاوطها من كاع الجوانب .. تمشا بخطوات ثقال فاتجاه غرفتها .. دماغو مثقل بالتفكير .. والالم كينهش داخله بقسوة ..حل باب غرفتها مرة اخرى باغي يشبع من شوفتها قدر الامكان .. جات عينيه فالاول على الامرأة العجوز لي كالسة فوق الفوطوي طالقة رجليها عرفها غاتكون جدتها ..سد الباب وزاد تقدم فادا به كيلمح شاب كالس حداها ..شاد فيديها بيد واليد الاخرى كتعبث فخصلات شعرها بلطف ...!
اللحظة لي دارو يشوفو شكون دخل كانت سحابة سوداء قاتمة غلفات ملامح وجهه .. وقبضة يديه كتقصاح شوية بشوية حتى تصلبات صباعه وبرزات عروقه من شدة الاعصاب كتعلن على عاصفة هوجاء غاضرب برياحها جدران هاد السبيطار الصلبة وغاتعصف بيه وبلي فيه!


بمجرد مالمحاتو سحبات يديها من يدين ياسين بشوية بينما هو توقف عن العبث فشعرها مركز نظره مع الواقف امام الباب ... كيراقب عيونه السود لي رجعو بحال جوج حجرات غاضبة .. حتى نطق بصوت حاد مركز نظره مع رملة ..

"السلام عليكم"

ناظت الجدة من بلاصتها وردت بخفوت ..

"عليكم السلام أولدي" 

مكانش من الصعب عليها تعرفو .. هاد الوقفة وهاد الهيبة والشموخ مايمكنش تكون فشي حد اخر من غيره ..تماما كيما عاودات عليه رملة كثلة متحركة من القسوة والجمود ..
شافت بعدها فرملة كتسولها غير لعينيها باش تأكدليها .. حنى نطقات بصوت خافت ..

"جدة هدا وقاص" 

ردت الجدة من فورها بلطف ..

"مرحبا اولدي"

ماجاوبهاش حدو حرك راسو مع ابتسامة فاترة وتقدم بخطوات ثقال فاتجاه رملة وعينيه على الواقف أمامها.. لي كو كان فظروف اخرى كان غايكون طريح الارض يا مكسور من شي بلاصة يا جريح غارق فدمه .. وقف عند راسها كيغزز سنانو من داخل وطلب منو الامر مجهود قاتل باش يتحكم فأعصابه ومايدير حتى حاجة لي توترها .. بينما ياسين كان كيرمقو بنظرات حادة من خلف رماديتيه المشتعلة ..
هز يديه حطهوم فوق شعرها كيعبث بخصلاته بهدوء كأنه كيقول لي حداه ..هادو ديالي ومن حقي انا فقط .. ابتسم فوجها بدفئ ونطق بصوته الباح ..

"كتحسي براسك شوية دبا؟"

رمقاتو بنظرة باردة بينما قلبها من داخل تحول الى رماد .. بعدات راسها عليه بحركة نافرة ونطقات ببرود ..

"لباس"

نطق ياسين بعدها قائلا بدفئ ..

"رملة غانمشي نشوف الطبيب ديالك شنو غايكول"

حركات راسها مع ابتسامة .. ومشا موراها من بعد ماعقد حجبانه ساخط على الوضع ..جر معاه جداه وخرجو على برا ..
غير تسد الباب تقاد فوقفته وقال بحدة كيشير لباب ..

"شكون هدا؟"

جاوبات من فورها مكتسوفش فيه ..

"ياسين"

غمض عينيه ورجع حلهوم بنفاذ صبر.. رجع تحنا لعندها دورليها وجهها لعندو ونطق بقسوة من تحت سنانو .. 

"ماغاديش نتزوج بيه باش عاطياني سميتو.. شكوون هاد ياسين؟"!

كان كيضغط على كل حرف خرج من فمه بنبرة حادة وخشنة أثارت الرعب فقلبها .. هي بلا شي متوترة من قربه وكتحس بجدران هاد الغرفة غايطبقو عليها ويكتمو أنفاسها فاي لحظة غير كتجاهد نفسها بردود افعال باردة .. بلعات طعم المر لي تكون فحلقها وعينيها على داك الاحجار الغاضبة من تحت جفونه ..فغرت شفتيها وقالت بخفوت ..

"ولد خالي .. هو لي كانت خطوبته بلوست حياة البارح"

جوابها كان تبرير أكثر من انه جواب .. نطقاته بلا ماتحس خصوصا ان نظراته المتأهبة لي كانت مكتبشرش بالخير كتعلن على انه ممكن يخرج من بروده فاي لحظة .. هز صبعه الابهم كيدوزو على شفايفها بشوية كيضغط عليهوم بلطف ونطق بصوت خشن ..

"وهاد ولد خالك عادي عندو يشدلك فيديك ويلعب فشعرك؟"

تنفسات بعمق ونطقات وهي كتخفي ارتجافة صوتها حتى لفحت حرارة انفاسها صبعه لي كيدوز ببطئ مع شفايفها ..

"ومن بعد؟ انت اش مشاليك؟"

تنهد بعمق كيحاول يبرد الحرارة لي شعلات فيه لداخل .. سحب يديه وقال بحنق ..

"كون ماكانش قلبك مريض أرملة كنتي غاتعرفي اش مشالي!"

عقدات حجبانها وقالت باستغراب ..

"كيفاش قلبي مريض؟"

تقاد فوقفته كيمسح على وجهه بتعب .. نطق بحقيقة مرضها بلا مايحس .. التزم الصمت ماعرفش كيفاش غايشرحليها حتى عاودات نطقات بخوف وهي كتحاول تقاد فجلستها 

"شنو قالك الطبيب؟ بنتي؟ ياكما بنتي فخطر؟ "
رجع شافيها وعلى وجهه ابتسامة دافئة كل مالتاقطاتو ودنيه هو كلمة بنتي .. رجع تحنا لعندها وقال بخفوت ..

"بنت؟عندنا بنت؟"

حركات راسها بالايجاب غير غافلة على داك البريق الي تكون تحت جفونه .. خلا ارتعاشة خفيفة تسرا فكامل جسدها لاكن سرعان ما ظلامو ملامحها ونطقات بخوف ..
"شنو عندي؟"


هز يديه كيدوزها على شعرها بحنان وقال بصوت أجش ..

"ماتخافيش .. شنو ماكان هاد المرض .. غادي تغلبي عليه وغاتجاوزيه وبنتنا غاتجي لهاد الدنيا وغاتفرحي بيها انا متأكد"

شدات فدراعو والدموع محجرين فعينيها ..ارتعش صوتها وقالت بترجي ..

"قول شنو عندي أوقاص .. عافاك!"

مكيحملش هاد نظرة الانكسار فعينيها قلبو وجعو عليها .. غمض عينيه وتحنا طبع قبلة دافئة على جبهتها .. بعد وجهه غير شوية وقال بصوت خافت .. 

"تصلب الشرايين دالقلب بسباب ضغط الدم .. من شحال هادي"

بمجرد مانطق جملته هبطو الدموع كيرويو خدها قطرة ورا قطرة .. زيرات على دراعو غريزيا وقالت بصوت مرتجف ..

"وقاص .. غادي نموت ياك؟"

غمض عينيه وقلبه كيتعصر بالم .. دموعها كانو وباقيين كيحرقوه من الداخل ..هاد المرة مايقدرش يقولها ماتبكيش مكنقدرش نشوف دموعك لانه بكل بساطة كان هو الشخص لي خلاهوم ينزلو مرات عديدة وبغزارة .. الشخص لي كان كيحميها من اي واحد بغا يكسر قلبها ..دارها حتى هو وبطريقة كانت بشعة ومؤلمة لقلبها .. حضن وجهها بقوة كيمسح دموعها بصبعان يديه وقال بحرارة ..

"ماغايوقعلك والو .. غاتبراي انشاءالله .. غانتبعو داك ااشي لي غايعطيك الطبيب بالحرف .. خاصك غير ترتاحي.."

سكت لثواني كيحدق فالظلام لي تحت جفونها وداك البريق المتكوم بفعل الدموع ونطق بخفوت ..

"وماتبكيش"

تحركو شفايفها وقالت بصوت مرتعش..

"مابقيتش كنثيق بيك .. انت اخر واحد يطلب مني مانبكيش !" 

شهقات في صمت كتحاول تمنع دموعها باش مايهبطوش .. كانت اقسمت على انها ماتبكيش قدامو .. لاكن خبر مرضها خلاها ذرف الدموع بلا هواها .. 
تنهد بكبت حتى لفحها بحرارة انفاسه بحيث كان قريب ليها حد الهلاك .. تحركت تفاحة ادم فحلقه من بعد ماطال صمته وقال بهدوء..

" ماغاديش نطلب منك تيقي فيا .. ومابقا عندي الحق نطلب منك حتى حاجة ولاكن غايجي نهار 
غاتفهمي ان الفراق بيننا كان نصيب .. وبلي عمري ماغدرتك .."

هز يديها لثغره باسهوم بحرارة ..

حطهوم من بعدها فوق قلبه واضاف بصوت متحشرج ومن خلف نظراته الجذابة ..

"بلاصتك باقا هنا كيفما كانت .. وخ تفارقنا مزال على نفس العهد عمري مانويت نكسرك .."

شهقات فصمت .. هبطات دمعة حارة من بعد ماكانو نشفو دموعها .. فغرت شفتيها وقالت والعبرة فحلقها ..

"خرج عافاك مابغيتش نشوفك!"

ارتعشت شفتيها بمجرد مانطقات هاد الجملة .. فمنظر مغري خلا رغبة مجنونة تعصف فقلبه وتحنا عليها و بدون تردد مال براسه وطبع قبلة دافئة على شفايفها .. كانو باردين بحال الثلج مذاقهوم مالح بطعم الدموع .. زاد غمض عينيه كيغوص فثغرها ببطئ وروية..
شبه مخدرة كانت ..! وهي كتلقا أول قبلة من بعد فراق طويل ..قبلة مفعمة بنار الاشتياق خلاتها تستكن لعدة ثواني منتشية بحرارة شفايفو .. حتى بعد راسو من بعد ما افلتهوم .. زفر حدا نيفها وقال بصوت مشبع بالضياع ..

" رتاحي .. ومتعصبيش راسك! "

انسحب بهدوء ..خلاها مزيرة على ليزار بقبضة يديها كتشوف فالسقف بنظرات فارغة .. كرهت راسها فوق المستوى لي ضنت انها وصلاته مع هاد الرجل ..كتجاهد نظرتها للسقف الفارغ امامها .. نظرة الم وخيبة امل لي كتحاول تخفيها من اول مادخل .. كانت كضن انها تجاوزات الامر بسهولة .. ومكانتش كضن انها مزالة كتمتلك داخلها جزء من رملة السابقة منين بقات جامدة بحال شي شبح رجعات بيه أطياف الماضي منين باسها .. نفس الاحساس ونفس الشغف .. هكذا كانت قبلته لي خداها ببرود وكانه كيملك كااامل الحق فيها!

اما هو خرج من الغرفة شرارات الغضب كيشعو من وجهه .. توجه نيشان لعلى برا .. ضربو داك الغربي دالصباح البارد .. جبد علبة السجائر من جيبو شعل سيجارة وبدا كيكمي الواحدة تلوى الاخرى .. طامعا فالمزيد من جرعات النيكوتين ! 

خرجو من عند الطبيب ملامح وجههم متغيرة .. كلسات الجدة فاول كرسي لقاتو فطريقهت وقالت بحسرة ..

"اميمتي على بنيتي كان باقي خاصها غا القلب!"

تحنا ياسين عند رجلها وقال بهدوء ..

"خاصنا نتهدنو باش حتى هي ماتوترش .. "

جاوبات بتعب ..

"ايه اوليدي ايه يالله نمشيو نخبروها!"

شد فيديها نوضها وقال بحنق ..

"ايلا مكانش داك الكيدار قالهالها"

زيرات على يديه وقفاتو وقالت بانزعاج..

"ياسين دير عقلك أولدي .. خلي الما منبن يدوز هااحاي"

عقد على حجبانه وقال بغيض ..

"دبا شنو غانديرو معاه؟ جاي هكاك ببرود بحالا مادار والو كيفاش زعما قضيتو؟"

رتبات على كتفو وتكلمات بثبات ..

"كون مكانتش غالية عليه كاع مايبعث معاها في ساع .. ومتنساش راها حاملة بنتو .. خليها منها ليه هي تعرف!"

دوز على وجهه بتعب وقال بامتعاض ..

"نسيتي ماداز عليها؟ نهار لي كانت تبكي كان معاها؟ ياك حنا لي شربناها معاها! بغيتيها ترجع ليه تاني يعاود مدارليها"
؟
حركات حجبانها وقالت بجزم ..

"دويت معاك صافي .. هي تعرف مصلاحتها .. ولي دارتو حنا معاها .."


كانت جاية كتجر فرجليها ووجهها شاحب وتحت عينيها كحل ..شادة فدراع عزيز هازين قهوة كحلة بجوج باش يصحصحو من بعد ماداها تشم الهوا فجنبات المستشفى وبالها غي مع خوها لي دخل ماخرج .. قربات حدا الباب وهي تلمحو غادي جاي كيعصر فعينيه والكارو مزال فيديه .. طلقات من عزيز ومشات لعندو بسرعة حتى وقفات حداه ونطقات حتى بلا ماينتابه ليها ..

"خويا! دويتو؟ كيبقات؟"

دار لعندها كيسوط الدخان .. وقال بهدوء ..

"شوية زدق عندها مرض فالقلب .. ومزال غايخرجو تحاليل اخرى الطبيب شاك فحاجة اخرى"

دارت يديها على صدرها وشهقات بخوف ..

"ياكما كاين شي خطر عل البيبي؟"

زفر بضيق كيشوف فالسقف وقال بصوت أجش ..

"ايلا تبعات دوا وبعدات على الاعصاب غاتكون مزيان"

لاح السجارة فالارض عفس عليها وشعل وحدة اخرى ونطق بحدة ..

"واش كانت عند جداها؟ "

من سؤاله عرفاتو مادوا معاها فحتى حاجة .. حركات راسها بالايجاب ونطقات بخفوت ..

"اه كانو عايشين فواحد الفيلاج بينا وبينكوم .. ودارت يمكن شي مشروع تماك عايشين منو ماعقلتش بالضبط شنو .. هادشي لي عرفت من عند ماجدة فاش جبناها لهنا البارح ..!"

"عايشة مع جداتها ودايرة مشروع؟" 
جملة دورها فدماغو شحال وهو غادي جاي حامية فيه البيضة .. من ناحية عجبو الحال انها فكرات بعقل ووقفات على رجليها .. ومن ناحية ضرو قلبو عليها حيت كانت بوحدها وقادر يعرف حجم المعاناة لي دوزات غير من شوفاتها فيه وهضرتها معاه .. صعيب تنسا وحتى هو ماغايقدر يطلب منها حتى حاجة .. بالنسبة ليه هو غير تكون بيخير .. اما طريقهوم تسدات من شحال هادي .. صحيح الوضع تغير شوية حيت حاملة منو ولاكن مايقدر يفكر فحتى حاجة دبا بشأن علاقتهوم من غير أنه يحميها فقط .. 

"خويا بغيت نقولك واحد الحاجة" 

خرج من تفكيره على صوت حياة لي نسا اصلا واش باقية حداه .. شافيها وحرك غير عينيه .. بلعات ريقها ونطقات بتردد ..

"انا الصراحة نقدر نكون درت شي حاجة لي ماغاتعجبكش ولاكن ماقدرتش نشد راسي خصوصا فاش شفتها فداك الحالة!"

قرب لعندها عاقد حجبانه فاش عرف الموضوع كيخص رملة وقال بحدة ..

"نطقي شنو كاين؟"

كأنها كان خاصها غير هاد النظرة الجافة والقاسية باش تقول داكشي لي مخبية هي بلا شي متوترة وماعرافاش كيفاش تشرحليه .. فغرت شفتيها وقالت بخفوت كتحاول تشتت انتباهها من عليه ..

"انا .. البارح عاودت لرملة كولشي .. القضية من نهار ماتت نوال حتى ليومنا هدا"

لاح داك السيجارة وخ مزالة ماتسالات .. قرب منها جوج خطوات شد فدراعها زير عليهوم بقوة .. ملامح وجهه تكهربت .. عض على سنانو وقال بتوجس ..

"شنو عاودتي ليها بالضبط؟"

جاوبات من فورها شفايفها كيرجفو بذعر ..

"كولشي .. داكشي لي عرفت من عند سعد كولو .. عارفة راسي تماديت بزاف ولاكن درت هادشي على قبلكم والله اخويا ايلا نيتي حسنة!"

طلق من يديها .. شاد فراسو من فرط الاعصاب .. غمض عينيه بعنف كيحاول يهدن راسو .. حتى رجع دار عندها وغوت حتى زعزعليها ودنيها وثار الانتباه ديال عزيز لي كان بقا واقف بعيد عليهوم كيكمي ..

"واااااش نتي حمقة؟ واااش عارفة رااسك اش درتي؟؟ دااكشي لي كنت كنحاول نخليه مستور نتي جيتي وحطيتيه قدامها ببرود؟" 

كانت مبعدة عليه خايفة .. ودموعها هابطين ..نطقت بخفوت كتشهق فصمت ..

"والله اخويا حتى بقات فيا .. انت ماشفتيهاش كيف كانت حالتها !"

شد فدراعها كيغزز سنانو وطفج فيها بالغوات ...

"وااااماتعاوديش ليها !! داااكشي شغلي أنا .. انا لي عارف شنو ندير فيه .. داكشي دااخل فخدمتي والقضية اخطر من داكشي لي تعاودليك .. انا حااابس راسي بالزز باش ماتعرف والو ومادخلش فهاد الوسخ .. بغيتها تبقا بعيدة على هاد القوااادة كولها .. تجي نتي تعاوديليها بدم بااارد .. واااش عارفة مجيتي لهناااا شنو مكلفاااني؟؟ مكلفاني حياتها وحياتي واااش يسحاااابلك هادشي لعب ؟؟؟ "

شدها من شعرها كيديها ويجيبها حتى بغا يطيرها من بلاصتها كيغوت بصوت عالي وكشاكشو خارجة الشيئ لي خلا عزيز يدخل ويحيدهاليه من يديه .. كتبكي وترعد ..رجعها مور ظهره وشافيه ..

"ماشي هكا كتحل الامور تهدن"

دوز على وجهه بتعب .. كيحس براسو غادي يتفركع .. وايلا بقا تماك يقدر يغلط فشي حد .. شافيها بنظرة حادة مخنزر ونطق من تحت سنانو ...

"حسابي مااشي معاك مع الحمار لي عاودلك هادشي"

هز صبعه وجهو ليها بتحذير ..

"اقسم بالله ويعرف شي واحد اخر بهادشي .. يا حتى نحسب ربي ماخلقكش"

لاح هاد الجملة ومشا صااعر فاتجاه طوموبيلتو .. حركها حتى تحاكو الروايض مع الارض ..ومشا من تماك بسرعة جنونية .. ماعارفش فين المهم يبدل الساعة باخرى .. بقات موراه معنقة عزيز وكتبكي ..

"اهئ اهئ شتي اش كلت ليك ؟ كلت ليك غايبهدلني فاش يعرف!"

باس على راسها وقال بغيض ..

"صافي دبااا سكتي .. كنكولك من ديما تبقاي دخلي سوق راسك خليه يعوم بحرو .."

جاوبات صاعرة غي كتشهق فحضنه..

"وااماتزييدش عليا تانتاااا اهئ اهئ"

حرك راسو بلا حول ولا قوة وجرها داخلين لداخل كيسكت فيها ...


وقت طويل مر .. وهي ناعسة .. حتى حركات عينيها مرة بعد مرة كتحاول تحلهوم.. بلعات ريقها لي كان ناشف وفتحات عينبها اخيرا على صورة الممرضة واقفة عند راسها كتقاد شي حاجة فالصيروم لي معلق يمكن إبرة .. حسات بالدم اخيرا كيجري فعروقها .. ركابيها خاويين كأنها نعسات دهر من الزمن .. كولشي من داك الدوا لي كيعطيوها .. يومان وهي غير سايخة .. فغرت شفتيها ونطقات بتعب ..

"بغيت نشرب عافاك!"

ابتسمات الممرضة فاش ردات ليها البال وقالت بمرح ..

"وخ ارتاحي .. هانا غانجيبولك مع الدوا"

صوتها كان كيوصلها مذبذب .. تقادات فجلستها كتريح عظامها من النعسة على هاد الفراش .. كرهاتها وكرهات حتى ريحة الطبيب .. دورات عينيها فالارجاء مكاين تاحد .. لا جداتها ولا ياسين ولا! .. 
غمضات عينيها بحنق فاش تفكراتو .. من داك النهار ماشافتو .. يمكن فهم راسو ومشا بحالو .. سمعات الباب تحل قلبها مشا وجا .. كانها حست غايكون هو .. حتى دخلاات الجدة هازة قريعة دالما فيديها غير شافتها فايقة سرعات فخطواتها كتبتاسم حتى وقفات عند راسها وقالت بحب ..

"الكبيدة فقتي .. كتحسي براسك شوية دبا؟"

هزات يديها باستهوم وقالت بامتنان ..

"لباس الميمة .. سمحيليا عدبتك معايا"

تحنات عليها باستها ونطقات ..

"عدابك راحة ابنيتي الحبيبة.."

شدات فيديها واضافت بفرح ..

"يالله كنا عند الطبيب صافي غاتخرجي .. ها ياسين شوية ويجي راه باقي معاه باش نمشيو على مايجي نيت يطل عليك الطبيب!"

توسعو عينيها بفرح وقالت بتعب ..

"بصح أمي؟ اووف حتى انا تخنقت هنا"

ابتاسمات الجدة بدفئ كدوز على شعرها بحنان .. ونطقات بخفوت ..

"الحمدالله غي لي مازدقش فيك داك المرض لاخور .. ماعقلت تا على سميت باباه .. وابنتي خاصك غي تحاولي على راسك .. ماتعصبيش ومايكون غا الخير فداك القليب عندك هشيش"!

ضحكات بتعب وقالت بتساؤل وعينيها على الباب ..

" جدة كاين شي حد على برا؟"

شافت الجدة موراها ورجعات شافت فيها نطقات بنفي ..

"لا اميمتي مكاين حد .."

تنهدات بكبت وردت بهدوء ..

"ياسين يوماين ماشفتو فين كان؟"

جاوبات الجدة من فورها ..

"لا راه مع الخدمة وصافي وفاش كيجي كتكوني ناعسة بسلامتك شبعتي نعاس هاد اليوماين ..يالله توكضي على مايجيبلك خالك الحوايج .. نخرجو من هنا!"

تحركات من بلاصتها باش تمشي وهي تشدها رملة زيرات على يديها ونطقات بتوجس ..

"الميمة .. غانمشيو لدارنا ياكي؟"

قطبات حجبانها وقالت بعدم فهم ..

"وا غانمشيو لدار .. فين عندنا مانمشيو الحبيبة ديالي .. اصلا هاد المدينة منحوسة ماجانا منها غا البلا.. الحبيبة نرجعو لخيمتنا ترتاحي أكبيدتي"

طلقات من يديها كتنهد .. عينيها ودماغها كيدورو .. هاد الهدوء ماعاجبهاش .. زعما انسحب بهاد السهولة؟ زيرات على ليزار بقبضة يديها والافكار متضاربة فراسها .. كتغزز سنانها بغيض .. 

"كيجي ويمشي فوق مابغا هو"

تمتمات هاد الجملة بسخط .. وهي كنراقب طيف الجدة لي استاذنت منها و دخلات للحمام .. وعينيها فنفس الوقت على الباب .. يقدر يدخل فأي لحظة وخ احساسها كيقول أنه مكاينش هنا أصلا ..!
رجعات راسها للور كتشوف فالسقف ..حتى دخلات الممرضة عطاتها تشرب وعطاتها الدوا ديالها .. وقبل ماتنساحب تحل الباب ودخل ياسين .. غي شافتو عقدات حجبانها بضيق .. كتحقق فيه حتى وصل قدامها وتوضحات ليها الصورة مزيان ..حلات عينيها على وسعهوم وقالت بذهول ..

"اويلي شكون زرقليك عينيك؟"


دخل الطبيب من موراه مباشرة وخرجات حتى الجدة من الطواليط .. رملة بالها غير مع ياسين لي ماجاوبش حتى نطق الطبيب موجه كلامه لرملة ..

"بنتي .. شوية دبا؟"

حركات راسها بايجاب ودارت ابتسامة مصطنعة .. ابتسم هو الاخر وقال بهدوء ..

"كيما سبقلي شرحت للعائلة ديالك .. غاتخرجي انشاءالله ولاكن ديري بالك مع الدوا وتحفضي الجرعات لي غانعطيوك ..حاليا غاتستعملي غي الدوا على ماتولدي على خير داك الساعة انشاءالله غادي نعاودو نشوفو وضع المرض معاك ..وبالنسبة لبيبي الحمدالله تقرير لي عطاني طبيب الاطفال دبا شوية كيقول راه بيخير وبصحة جيدة .. الله يجيب الشفا.. وكنقولها ونكرر .. الضغط والاعصاب لا!.. وخ؟"

حركات عينيها وقالت بامتنان ..

"وخ ادكتور شكرا بزاف"

ابتسم وشاف فياسين والجدة ..

"بلا مانحتاج نوصيكوم .. الدوا فالوقت وتبعد على اي ضغط عصبي!"

نطق ياسين وقال مع ابتسامة دافئة ..

"كون هاني ا دكتور راها فعينينا"

استأذن منهوم وخرج فهدوء بمجرد تسد الباب تقادات فجلستها وقالت بغيض ..

"ياسين هو ياااك دابزتو؟؟"

مشات حداها جداتها ..شدات فيديها وقالت مع ابتسامة واسعة ..

"ماديري فبالك والو ابنتي غا سوء تفاهم وصافي"!

غمضات عينيها بنفاذ صبر وقالت موجهة كلامها لياسين ...

"ضاربتو ياك؟"

شد فيديها زير عليهوم وقال بحنق ..

"هدااك السيد مريض فرااسو .. مرييض!"

زفرات بضيق ..نفس حارة خرجات من جوفها .. ونطقات بامتعاض ..

"يااربي .. علااش رجع علااش!"

خنزرات فيه الجدة وتحنات عندها كتهدن فيها ..

"ماتعصبيش الوريدة ديالي ...صافي راه وقع لي وقع ومشا من تماك ماعاود بان .."

عضات على سنانها كتغزز فيهوم وقالت بغيض ..

"طول ما انا كنشوف كمارتو غانبقا معصبة .. ماعرفتش اشنو مزال باغي .. يطرطقلي مرارتي عاد يتهنا"

علات راسها الجدة وشافت فياسين بغيض تمتمات بعتاب بصوت سمعو غا هو ..

"صافي؟ هادشي لي بغيتي هاهي تفقصات ياك كلت ليك ميك اوليدي؟"

دوز على شعره بتعب .. كيغزز فسنانه ماكرهش كون يلقاه دبا حداه ماغايترددش يرد ليه كاع الضرابي ديال داك النهار ..
وسرعان ما غامت عينيه بالذكريات لنهار فاش قنتو مع الحيط خارج المستشفى وكان مباشرة من بعد مارجع فاش دابز مع حياة ..شافو بوحدو بحالا شاف بحيرة من الماء وهو فصحراء قاحلة .. سرعان ماتحركات أمواج الغيرة داخلو كتلطمو بعنف .. وماحس براسو حتى شنق عليه وعلى غفلة ...
🔙🔙🔙
كان شانق عليه مع الحيط .. المنظر ديالو وهو شادلها فيديها وكيلعب فشعرها خلاه يتحول لوحش ..يفقد أعصابه فرمشة عين ولقا فمن يبرد داك الحر .. عطاه اول لكمة للعين ونطق بصرااخ .. عينيه كتلفض غي الشرار ..

"تعاااااود تحط عليها يدك ولا نسيقلك الخبار قربتي منها .. بربي حتى نقتلك وماغانحسش"

شد فيديه ياسين كيحاول يتخلص من قبضته وفنفس الوقت يدافع على راسو وعينيه بدات تعطيه الحريق الرؤية شوية ماواضحاش ..عيا يتعافر معاه بدون جدوى حتى غوت فوجهه كينهج ..

"شكووون انت لي جاااي دخل بيني وبينها ...واااش نسيتي راسك الشريف! طلقتيها ولحتيها .. ودبااا طلااااااق.. طلاااق مني الكلب .."

تنتر منو بقوة كينهج.. حتى حس بلكمة اخرى جات فكرشو وموراها تبعوها بزاف حتى بدا يفقد توازنه ورغم محاولاتو فالدفاع على راسو كيفشل حتى دخلو الحراس لي حدا الباب منين عيطو ليهوم الناس ..كانو كيفكوه من قبضته بحالي كيجرو القط فالحصيرة .. كان صاعر بالمعقول وكاع داك الاعصاب والطاقة السلبية لقا فمن يخويها ..هز يديه بتحذير من بعد ماشدوه الرجال وقال بحنق ...كينهج ..

"هادي قرصة أذن .. وتاقا شري ولا غانفرع ديلمك.. بربي تانحيك .. ولد خالها فهمناها والتلماااس فيها يدييك يتقطعو"

تنتر من الرجال لي كانو شادينو.. ومشا كيقاد حوايجو .. مخلي ياسين شاد فعينيه كيكمدها .. لونه رجع كولو احمر وشي راجل عند راسو كيسولو واش بيخير حتى نهض فيه من فرط الاعصاب..

"وااابيخير بيييخير.. غي بعدو مني!"
🔚🔚🔚🔚


خرج من سهوته على صوت الباب لي تحل حتى دخل باه هاز فيديه صاشي فيه حوايج لرملة .. ابتاسم ووقف عند راسها كانت كتبان باكية ووجها صفر .. 

"الغزالة دخالها شوية ؟"

حركات راسها بوجوم بلا ماتجاوبو .. وشاف فياسين كيسولو غير بعينيه شنو واقع .. جاوبو بغيض ..

"والو الواليد غير عرفات بشنو وقع داك النهار"

زير على كفه بعصب ونطق من تحت سنانه ..

"ياك كلنا ليك رفع دعوى .. راه اعتداء هداك زعما راك محامي وفاهم كتر مني فالقانون والله حتى يتربا؟"

رملة غي سمعات اش قال خالها .. انتفض جسدها بعنف .. زيرات غريزيا على يد جداتها لي شادة فيها وماقدرات تنطق حتى حرف .. حتى تكلم ياسين باقتضاب ..

"من بعد الواليد من بعد"

رجع شاف فرملة وقال بهدوء مع ابتسامة دافئة ..

"وجدي راسك باش نمشيو غانتسناوك برا!"

حركات راسها بالايجاب... خرج هو وباه وبقات معاها جداها .. لي بدات كتلبسليها بشوية بلا ماتنطق حرف واحد حتى تكلمات رملة بتوجس ..

"الميمة؟ شنو طرا بالضبط؟ عاوديلي"

جاوبات من فورها وبلا ماتشوفيها ..كتجمعليها شعرها ...

"ماكنتش معاهوم الحبيبة .. انا حتى دخل عندي مضروب كنت واقفة مع اختو نيت.. كانت بغات تشوفك قبل ماتمشي ولقاتك ناعسة!"

التزمت الصمت بعدها وهي غير كدور فعينيها .. حتى نطقات بعد مدة ..

"ماعاودش رجع من داك الساعات؟"

ارتبكت الجدة لثواني عاد جاوبات بهدوء ..

"دبا ااش خاصك فيه؟ ياك مشا ايوا الله يعرضو السلامة ..عاونيني دغيا فاللباس ماترخايش بزااف"

كملات ليها اللبس ومشات لواحد الطبلة قبالتها جابت ليها صاكها وقالت ..

"يالله نوضي ها صاكك ولبسي بنطوفتك .."

شدات فكرشها كتحرك بصعوبة .. قوسات حجبانها بانزعاج وقالت ..

"خاصني ندخل طواليط هو الاول أمي محصورة"

ساعداتها باش ناضت ..كانت ملبساها كيطمة من لي جاب خالها وبنطوفة سخيخنة مع تقيشرات من البرد ...وصلاتها لطواليط وخرجات لبرا عند ياسين .. استغلت فرصة انشغالها ومشات عندو كان واقف هو وباه ..خنزرات فيه وقالت بغضب ..

"مامشيتي حتى كبيتي ليها المزيودة .. وا زدقتي بحالك بحالو شنو الفرق اوليدي؟ غا هو دارها ومشا .. وانت قايلها ليها"

قطب حجبانه وقال بضيق ..

"يحمد الله الميمة لي مادرتش فيه راسي داك النهار .. وعلى وجهك راني نعلت الشيطان ومديكلاريتش"

نطق باه بانزعاج كيشير بيديه فالخوا ...

"ماعرفت فين كان عقل باها الله يرحمو وخوها لي مزوجينها ليه ..يعلم الله اش عانات معاه هاد البنت مسكينة..!"

جاوبات وهي كتلطف الجو...

"خلي هادشي ناقشوه من بعد .. دبا واحد فيكوم يمشي يشوفلنا كفاش نخرجو من هاد المكان .. راه قلبي ضياق عليا .."

ابتسم ياسين بدفئ ونطق بهدوء ..

"هانا غانمشي .. راه يكونو وجدو الوراق دالخروج"
#######

خرجات من الحمام كتجر فرجليها .. بقوة النعاس لي نعسات مفاصلها بردو عليها .. كتحرك بصعوبة .. دورات عينيها فالارجاء مالقاتش جداتها .. رجعات كلسات فوق الباياص حتى سمعات صوت التيليفون كيصوني ..
قوسات حجبانها باستغراب .. حلات الصاك جبداتو غير شافت النمرة بحالا قرصاتها عقرب .. ارتجفت شفتيها وتمتمات بهمس ..

"منين جاب نمرتي؟"

حتى قالت انسحب .. وهاهو طلعلها فتيليفون .. تنفسات بعمق عاد شدات الخط .. غمضات عينيها بغيض اول ماوصلها صوته الهادئ .. كينطق حروف اسمها بطريقة خاصة بيه غير هو ..

"رملة!"

دوزات على وجهها بتوتر ونطقات بخفوت باش مايحسش بارتجافة صوتها 

"علااش معيطلي .. ومنين جبتي النمرة؟"

وصلها صوته الاجش .. كيهضر بهدوء ..

"شنو كيسحابلك غانساحب غير هكاك؟ ونمشي بحالا عمري جيت؟" 

عضات على شفايفها يغيض وقالت بغضب رافعة صوتها ..

"لاااا مامشيتبش غي هكاك! مشيتي حتى رونتيها هنا! شنووو بينك وبيني بااش دخليا فحياتي بحال هكااا؟ تجي وتمشي فوق مابغيتي؟ وزايدها ب.. "

قاطعها بنبرة صوته العالية فاش غوت بسخط ..

"رملة .. ماتعصبييش راااك مريضة ... ودااك الكلب لي جا يتشكاا عليك غانوريه مزيان شغلو ..ودبا نوضي سيري لدار وتيليفونك جاااوبي عليه فاش نعيط!"

كان كيركز على كل حرف خرج من فمو وهي مغمضة عينيها كتغدد حتى سالا وقطعات عليه بلا ماتعطيه شي جواب ...لاحت التيليفون وتمتمات بغضب كتحرك رجليها بتوتر ..

"الله ياخد فيك شي حق .. كنكرهك وندمت على النهار لي جيت نحضر هاد الخطبة .. تفووووو"


"واااااعلاااااش تعطيهاليه علاااااااش!"

نطقاتها بصراخ حتى تسمع صداها وسط داك الغرفة .. بينما الجدة حادرة راسها كتنهد .. بمجرد مادخلات وعرفات منها ان هي لي عطاتو النمرة فقدت اعصابها وزمجرت فوجهها بغضب .. تقدمت عندها بخطوات ..حضنات وجهها بحنان ونطقات بخفوت ..

"تهدني باش نهضرو ابنتي.. تهدني ونفهمك"

تنفسات بعمق كتنهج وتشوفيها بضياع .. ماحساتش براسها حتى غوتات عليها ..غمضات عينيها كتحاول تهدن راسها وقالت بندم ..

"سمحيليا اجدة غوت عليك ..!سمحيليا ماشعرتش براسي"

باستها من جبهتها .. شدات فيديها ونطقات بجدية ..

"سمعي ابنتي ..نهضرو معقولين.. مكاين مايتخبا .. السيد جا عندي قبل مايمشي وطلب مني نكلسو انا وياه"

🔙🔙🔙🔙
كان يالله خرج من عند الطبيب ديالها .. ملامح وجهه مرتاحة نسبيا .. فاش خبرو بلي شكوكه فالمرض لاخور مزدقاتش .. ومرض القلب مع الحبالة هو لي دايرليها الفشلة فالمفاصل لا غير .. مشا لقدام غرفتها ووقف بعيد .. ماغايقدرش يرجع عندها .. بما انها غير من شوفته كتعصب .. كان غرضو يطمن عليها .. يعرفها فين كاينة ويرتاح من جيهتها .. تنهد كأنه هاز الجبال على ظهره ومشا بخطوات بطيئة فاتجاه الجدة .. لي كانت واقفة معاها شي مرا ماعرفش شكون هي ولاكن غير من التخنزيرة لي دارت فيه بعينيها الماديين عرفها غاتكون ام ياسين .. حنحن بخفوت ونطق موجه كلامه للجدة بلا مايعير حتى شي اهتمام للي واقفة عند راسها ..

"بغيت نهضر معاك الا كان ممكن"

تنهدات بعمق ..مسحات على وجهها .. ناضت من بلاصتها ونطقات ..

"كنسمعك اولدي!"

شاف فالمراا لي بقات واقفة حداها ورجع شافيها نطق بهدوء..

"تفضلي معايا!"

مشات معاه بخطوات تقال حتى خرجو على برا .. بالضبط لواحد الجريدة كاينة حدا الباب .. قطب حجبانه ..تنهد وقال بصوت خشن .. دخل نبشان فالموضوع دون مقدمات ..

"نهار كتاب وتزوجت بنتكم ماعمر الفراق مكان فنيتي .. زواجنا كان صدفة وعلى غفلة .. و ماعمري كانت فنيتي نغدرها .. جاو شي ظروف فوق طاقتي .. شي حاجة متعلقة بخدمتي خلاتني نختار بين حياتها وبين انها تبقا معايا فخطر ..!"

سكت شوية كيعصر فعينيه بينما هي كتصنت ليه بتركيز .. رجع شافيها وأصاف بوهن ..

"فاش قررت نبعدها عليا .. كان قرار مصيري .. يعني درت فبالي حاجة وحدة .. انا وداك السيدة طريقنا بجوج تسدات .. وعمري ماغانعاود نتجمع بيها .. الشيئ لي ماعمرها كانت غاتفهمو حتى ولو شرحت ليها الامر وبلي حياتها غاتكون فخطر طول ماهي معايا .. هداك علاش لقيت أسهل طريقة هي تكرهني وحتى اايلا مشات غانكون متاكد انها ماغاترجعش تشوف موراها! .. صدقيني داك البنت ماعمري نويت نغدرها او نكسرها .. أنا حياتي مدمرة وهي ماشي ديال داك التكرفيص .. أنا غلطت نهار دخلتها لحياتي كنعتارف .. كنت أناني على قبلي وقبلها .. داك المدة القليلة لي عشت معاها كانت بحال الحلم .. ولاكن مع الاسف فاش كتفيق كتلقا الواقع مر وكنلقا راسي مربوط .. "

علا عينيه للسما كيحس براسو كيضرب ..مسح على وجهه بتعب ورجع شافيها .. كيقرا علامات الحيرة على وجهها .. شد فيديها وقال بهدوء ..

"سمعيني أميمتي ..انا ماجيتش باش نطلب منها نرجعو لجوج اسباب .. الخطر باقي مهدد حياتي وحياتها حتى هي .. والسبب التاني هو انني جرحتها ومع الاسف ماغتقدرش تغفر ..! انا رجعت باش نطمن عليها خصوصا من بعد ماهربات فداك الظروف .. وكون بقات قبالة عيني عمري ماكنت غانقرب لجيهتها يكفي نعرفها فينهيا وانها بخير صافي"

زير على يديها وكمل كلامه بوجوم من خلف نظراته القاسية ..

"دبا الوضع تغير .. هي حاملة دبا وداكشي لي فكرشها مسؤوليتي حتى أنا .. غانبغي نكون معاها فهاد الفترة .. وغانحتاج نطمن عليها .. باش مايبقاش بالي مشوش من جيهتهوم" 

تنهدات بعمق من بعد ماسالا كلامه وفهمات قصده .. نطقات بثبات وهي كطبطب على يديه ..

"فهمتك اولدي ومن حقك .. شنو مكان يكون كيبقا هداك ولدك وعندك حق فيه .. اش غانكولك اولدي .. الله يديرليك شي تاويل دالخير .. "

سكتات لثواني كتحدق فنظرة الالم لي بين جفونه وخ كيخبيها بالقسوة الا انها واضحة .. ظهر شبح ابتسامة على ملامح وجهها البشوش وقالت ..

"شفتي اوليدي ايلا كانت مزالة عندكم الخبزة بيناتكوم .. راه طريقكوم غاتولي طلاقا .. وربي بوحده لي عالم بيك وبيها وبلي جاي .. الله يفاجيها "

ابتسم بدفئ باس على يديها وقال بخفوت ..

"امين الحاجة .. ونعم بالله"
🔚🔚🔚🔚
شافت فيها من بعد ماسردات عليها اش طرا داك النهار .. حضنات وجهها بين يديها وقالت بخفوت ..

"هادشي لي كاين ابنتي ومامشا حتى خدا نمرتك والعنوان ديالنا .. وماعندك ماديري ربي كتب عليك يلقاك وبنتو فكرشك .. من حقو وماعندك فين تهربي من المكتوب .. واش غاتحرميه من كبدتو؟"


كان متكي فوق الفراش فالصالون .. طالق رجل ورجل طاويها .. وجههو كولو مدمغ .. خطا غير عينيه والكدمات مفرقين فكل بلاصة .. غمض عينيه بالم وهي كتحيدليه طرف من الفاصمة لاصق على جبهتو وهي شادة الضحكة حتى خنزر فيها وقال بغيض ..

"الواليدة 3 ايام ونتي شاداها غير ضحكي ضحكي .. زعما انا ماشي ولدك!"

ضحكات بخفوت وقالت ..

"والله اولدي ايلا قلتهالك ونعاودها تستاهل مادار فيك .. اش داك ليه..

واش الاسرار دالخدمة كيتعاودو؟"

هز يديه كيقيص بلاصة الجرحة مخسر سيفتو ونطق ..

" عجبك دبا هانا كلست من الخدمة بشهادة طبية .. وخرجني من التحقيق فالقضية "

مركزة مع طرف الفاصمة الجديد كتقطعو وقالت بهدوء ..

"انا الفضل كولو هو مادار والو فاختك .. مزالة لدبا كترعد مسيكينة .. لباس لي مافوت فيها شي دقة .. راك نتوما كتجبدوه .."

حيدليها الفاصمة من يديها وقال بسخط ..

"صافي ا مي غاسيري انا غانبدلها .. سيري بلا ماتشفاي"

طلعات معاه بتلييعة قرصاتو وقالت ..

"شوف البرهوش .. دايرها قد راسو وكيتعفر ..نمشي نوض مرتك من النعاس تبدلهاليك؟"

الجملة اللخرة قالتها بتهكم باغا غي تشد فيه .. حدها تفقصات عليه النهار الاول لي جاها مضروب وعرفاتو دابز مع خوه فالخدمة .. عاودليها اش طرا بالتفاصيل لي شدات كامل من داك القضية هي انهم لقاو رملة .. قلبها تفاحجا وحسات براحة غريبة .. رجعات حيداتليه الفصمة من يديه .. قاداتهالو شادة ليه الخاطر .. حتى دخلات همس كتجري مداتليها طابليط وقالت ببراءة ..

"الميمة .. بابا صونا ومشات بوحدها"

شدات من عندها الطابليط مصغرة عينيها ..

"قصتي شي حاجة أبنتي"

مداتها لسعد وقالت بامر ..

"هاك شوف قادليها لابيل .. داك الحرام دالواتساب مكنعرفش ليه"

خداها من عندها مخنزر .. دوز لابيل لهمس وعطاها التيلي كيهضر بخفوت ..

"هاكي وسيري لهيه وهضري .. بلا ماتوريه ليا"

ضحكات ببراءة ومشات كتنقز مع الفراش حتى كان هو شد لابيل .. كان صايك حاط التيليفون فالسيبور ديال سمارطفون ..ابتسم وقال بهدوء ..

"شنو كديري ا بابا؟"

شادة طابليط بجوج يدين الضحكة واصلة لودنيها ..

"والو .. مع الميمة وعمو مريض مسكيت"

تفكر اش دار فيه وقال بتهكم ..

"مالو مسكين؟"

هزات يديها كتشير وقالت ..

"ماعرفت ا بابا ..الميمة قاتلي دخل فحيط"

حك جبهتو فلتات ليه شبه ابتسامة ماكرة وقال بتشفي ..

"شتي لي مكيشوفش قدامو اش كيطرا فيه ابابا؟"

ضحكات حتى تكمشو عينيها ونطقات بحماس ..

"بابا .. توحشتك .. فوكاش تجي؟"

هز راسو مركز مع الطريق وقال ببرود ..

"دبا نجي ابابا ..نتي ديري عقلك ماديريش بسالة لميمة وخ؟"

حركات راسها بايجاب وقالت بفرح ..

"بابا خرجت مع جدو اليوم"

غي سمعها عقد حجبانه وقال بحدة ..

"دوزيلي الميمة ابنتي!"

ناضت كتحبو غي فوق الفراش داتليها التيليفون .. كانو كيسمعو حديتهوم وساقلين ..خدات من عندها التيلي بمجرد مابانت ليه فالشاشة قال بانزعاج ..

"الواليدة علاش خليتوها تخرج؟"

شافت فسعد لي كيشيرليها تبعد من قدامو ورجعات شافت فهمس لي طالقة ودنيها ..عاد ناضت خرجات كتهضر معاه حدا باب الصالون .. نطقات بخفوت ..

"الله اولدي راه خرجات مع جدها .. واش غايحضيها شي حد احسن منو؟"

زير على المقود بقبضة يديه .. مافيه لي يفقد أعصابه.. غمض عينيه بنفاذ صبر غير كيسوط .. حتى نطقات بحذر عرفاتو معصب ..

"عافا ولدي لا دير فبالك والو .. غا كون هاني من جهتها "


حبس الطوموبيل فاش وصل لوجهته ..هز التيلي وقال بتحذير 

"ماتعاودش تخرج الواليدة بلا خباري.. وخ"!

حركات راسها باستسلام ونطقات كتنهد ...

"وخ اولدي .. لي بغيتي الحبيب!"

ودعها وانهى المكالمة.. دوز على وجهه بتعب .. تالف ماعارف شكون يحضي ومن من! 
هز سوارتو ..دار تيليفونو فالجيب .. ونزل .. ضربو هواء الليل البارد .. وحتى الجو كان مغيم بحالا غاطيح الشتا ..
مشا بخطوات مسرعة دق فالباب .. هاد المرة حل فؤاد..لي ضاهر كان كيتسناه ..تسالمو بعناق حار ..سد الباب ودخلو ..
سمر كانت فالكوزينة غير حسات بيهوم خرجات كتمسح يديها فمنديل .. سلمات عليه بالوجه ..طلعها وهبطها وقال بتهكم ..

" منين دخلتي نتي الكوزينة .. انا غير نرجع بحالي مناقص من شي عراضة"

جرو فؤاد لداخل .. وهي تابعاهوم كضحك ..

"سول صاحبك واش مارجعتش كنصرع الطواجن وداكشي البلدي تاكل عليه صباعك!"

حرك راسو باستهزاء وكلس .. كلس حداه غؤاد وقال بسخرية ..

"لقيتيني قابل على هبالك حمدي الله وشكريه"

خنزرات فيه وضرباتو بالمنديل لوجهه بالضحك وقالت ..

"شي صابر على شي ا بب بلا ماتخليني نجبد ضواساك حدا الغاشي غاتبهدل الحب"

ردليها الضربة بالضحك وقال ..

"سيري سيري لكوزينتك .. مابغيناهش محروق"

ضحكات ومشات كتشالي بشعرها .. خلاتو موراها كيتنهد .. طبطب على ظهر وقاص وقال ..

"والو اخاي منين دفنوه مازاروه ولا غي ماكاين جديد فالقضية صافي قلبتي؟"

تكا على الكرسي بتعب وقال ..

"غي من هادي لهادي .. خوك غارق ..والو مكاين جديد عندك؟"

تقاد فالكلسة فؤاد وقال بثبات ..

"الجديد قريب ونعرفوه .. هاد المدة كولها كنقلب .. زدق عندك الحق اصاحبي شي حاجة تماك ماهياش .. المعلومات حاضنين عليها فسرية تامة ولكن مامشيت حتى لقيت لي غايسرب لينا المعلومات"

ناض توكض .. شافيه وقال بتوجس ..

"واش فيها ولا مافيهاش"

رتب على كتفو بهدوء ورد بتأكيد ..

"فيها .. ومابقا والو ونعرفو حكاية هاد العصابة وشنو فالبلان"

بريق من الامل هو لي ترسم فحدقتيه وقال بتعب ..

"عالله .. حتى انا عندي ليك واحد الجديد!"

صغر عينيه فؤاد وتكلم باهتمام ..

"اش تماك ؟ ياكما شي تنقنيقة على شي سلعة؟"

حرك راسه بالايجاب وقال بتركيز..

"تماما .. اليوم كولو وانا خدام باش غانخلطو عليهوم يوم العملية وفسرية تامة هاد المرة ختاريت ناس ثقة وبلا ريوس كبار .. داكشي حسي مسي .. القضية فيها 50 طن باغيين يهربوها لبرا .. كالعادة امن المطار متورط .. عرفنا النهار والساعة وكاع المعلومات .. وعندي شك 99% غاتكون ديال داك ولد الحرام .. الواليد كان عطاني شي معلومات .. خدمت عليهوم .. وعن قريب هاد العملية حاس بيها هي لي غاتوصلني لراس الحربة!"

ابتسم براحة وقال ...

"عالله .. ايلا حتاجيتيني هانا موجود ..!"

حدر راسو كيعصر فعينيه وقال ببرود ..

"هاد الساعة الوضع متحكم فيه انت ركزليا غير على داكشي لي قلنا صافي"

جاوب مقوس عينيه ..

"مالك كتبان عيان أصديقي؟"

زفر بضيق وقال بتعب ..

"راسي غايطرطق .. غانوض نكمي شي كارو هانا برا سير طل عليها قبل لا تنوض فينا العافية"


ناض وقف .. وقف معاه حتى فؤاد كيضحك .. مشا لكوزينة عند سمر بينما هو خرج لاطيراس .. جبد سيجارة شعلها .. تكا على الصور .. خدا نفس من سيجارته .. غمض عينيه كيتنهد .. جات صورتها بين عينيه .. منين هضر معاها البارح قبل ماتخرج من الطبيب ماعاودش تاصل بيها .. ! منبع الدفئ والبراءة .. عيونها بمثابة الملجأ والوطن! كضيع الاحاسيس فوصفها .. حتى كتشكل هي بين هاد الكلمات .. وكيحس براسو تخلق من جديد ..!
فبيت كالسة بوحدها .. الضو طافي وهي متكية على النافذة كتراقب الغيوم الي حاجبة داك القمر المكتمل .. كتحس بالغصة فحلقها .. شي حاجة متقلة عليها ماقادراش تنفس .. منين رجعات للفيلاج وهي هادئة وساكنة ..! الهضرة لي قالت جداتها وحتى لي عاودات ليها خياة فلحظات كانت ممركزاش فيها .. اليوم كولو وهوما كيدورو فدماغها دون توقف! وكل مرة كترن كلمة او جوج كيخليوها سارحة فتفكيرها .. كتحلل وتناقش غي بوحدها ..!
هو فضفة وهي فضفة .. كل واحد فيهوم فحاجة ماسة للاخر .. وكل واحد فيهوم كيضن أن التاني مابقاش محتاج ليه ..! 
حس بيها بعيدة فاش كلامها رجع ثقيل وبلا خاطر .. فاش حاولات تصنع القوة ناحيتو .. فاش تطفا داك البريق لي كان مزين عينيها .. ! بالرغم ومن كولشي .. كان محتاج يسمع صوتها وفهاد اللحظة بالدات..! سحب التيليفون من جيبو .. دوز نمرتها بدون تردد كيسوط الدخان فالسما .. حك على جبهتو وهو كيتصنت لرنين الهاتف فودنو ...حتى قطع بوحدو ولا من مجيب!
كانت هازة التيليفون بين يديها غادية جاية بلاصتها بارتباك .. منين لمحات نمرتو لي خلاتها بدون اسم على شاشة الهاتف وهي فأخد ورد بين عقلها وقلبها واش تجاوب او لا .. صوت دقات قلبها كان غادي وكيعلى فالغرفة مع مل رنة حتى كلسات فوق فراشها كتنهد من بعد ماقطع .. حطات التيليفون من يديها .. كتماصي عنقها بهدوء .. ثواني قليلة و سمعاتو كيصوني للمرة التانية .. عاود تسارعات دقات قلبها .. هزاتو بين يديها .. تنفسات بعمق وجاوبات ..

"الو"

ثلات حورف فقط! خرجات من ثغرها بحال الجوهر المنساب .. خلاه يغمض عينيه بانتشاء وقال بصوت مدعدع بالدخان ..

"كنتي ناعسة؟"

بلعات الغصة فحلقها وبدلات التيلي لليد الاخرى حيت تعرقات وقالت بخفوت ..

"اه"

ماعرفاتش شنو لي خلاها تكذب لاكن مالقات حتى شي مبرر علاش ماجاوباتش كأنها فريضة .. وصلاتها تنهيدة وقال بنبرة متذبذبة...

"كيبقيتي شوية؟ كتاخدي دواك فالوقت؟"

شهقات فصمت .. ونطقات بإيجاز كتخفي ارتجافة صوتها الرقيق ..

"لباس ..! "

زيرات على الهاتف بين يديها وأصافت بهمس خافت 

"وانت؟"

لاح السيجارة كيعفس عليها بهدوء بينما هي كتصنت غير لهدير انفاسه بلا مايتكلم ودقائق هاد المكالمة كينسابو مع داتها بحال السم قطرة بقطرة! .. وهي كتسنا رده.. حتى سمعات صوت اخر غير صوته قائلا بمرح ...

"وقاااص العشاا واجد دخل"

حلات عينيها على وسعهوم.. وشعر راسها وقف .. كان هداك صوت أنثوي رقيق لي نادا عليه...غمضات عينيها بحنق حتى وصلها صوته هاد المرة كيهضر ببرود ..

"نخليك دبا حتى نرجع نعيطليك"

ماتسناتوش حتى يقطع .. وكانت السباقة لانهاء المكالمة بأنامل مرتجفة ...

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.