قصة أخفيتك بقلبي مثل الخطيئة

2020قصة كاملة سفالة مفرطة

محتوى القصة

رواية أخفيتك في قلبي مثل الخطيئة

🖍بين الخطأ والخطيئة تتأرجح خيوط روايتنا...لبطلة استثنائية...جامحة! متمردة!وشرسة!...لبطل قاسي...وعنيد...!

هذه القصة بالذات تحمل من الجرأة الكثير في اختيار الأحداث والأفكار ما يكفي لمتابعتها...! غادي تكتب بقلم جريئ ومن أنامل كاتبات مبدعات...كتعرفوهوم وقصصهم كتحكي عنهم...

💝أخفيتُكِ بقلبي مثل الخطيئة💝

سوسو_نونة_ياسو

✍تقديم✍

لقد ارتكبتُ الكثير من الأخطاء في هذه الحياة ، لكن لاشيئ كان كبيرا مثل هذا الخطأ ...كانت كل لمسة منكِ خيانة...وكل قبلة من شفتيكِ كارثة...انقطعت كل طرقاتي في سبيل هذا الحب...منذ بدايته وأنا خائف من نهايته ومصيره...أخفيتك بقلبي مثل الخطيئة واصطنعت البسمة بينما كان داخلي ينزف...ليس عليك ان تنهمكي في التفكير بأدق التفاصيل أو أن تشعري بالذنب وأنت تحاولين معرفة السبب وراء الإبقاء على علاقتنا ضبابية وهشة ...فقد أخفيتك في كثير من الأحيان لأنني أرغب بك بشكل عنيف وبشراسة وأكتر من ذلك بتطرف نفس مريضة ميالة للهيمنة والإستحواذ...أخفيتُكِ خوفا عليكِ من نفسي ...من نفسكِ ومنهم...أخفيتك بطريقة عنيفة أعرف تماما أنها كانت قاسية عليكِ ومتعبة تماما...أعرف أنها كانت فظيعة ولطالما حاولتُ قمعها ..لطالما حاولت أن أكون إنسانا طبيعيا ومتوازنا..لكنني فشلت دائما في ذلك ...فشلت وأنا أحاول كبح هذه المشاعر...وأن لا أنجرف وراء أنوثتك ، اندفاعاتك وأهواءك المريعة والمستهجنة...لاإنني كنت أشعر في خضم هذه المثابرة أنني اتصنع البرود ..البرود الذي يكفي لقمع هذه الأحاسيس ليولد في مخيلتي صور اجرامية تحت ستار من الهدوء...فكان لا هروب عندئذ من تقبل حقيقة الذئب في نفسي والذي يرفض الإنصياع لنداء قلبي وعقلي وكان أكثر سيطرة وأكثر وضوحا من جانب الإنسان...🌸🌸🌸🌸


✍"‏" إنكَ تسكُنُ في بدني طوال الوقت ، في شفتي في عيني و في رأسي ، أنتَ عذابي و شوقي و الشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش و يعود " ✍

✏الخطأ: فاش كتغرق وتلقا راسك فالغيس من دون قصد...وكتعاود تنوض حيت تاحد مامعصوم منو...

✏الخطيئة: هي فاش كتخلي المشاعر تلعب بلاصتك ...وكتعرف راسك غالط ونتا مزال مخلي ليها الحرية تحكم فيك...وتما فين كتقودها نيت...

كاين منكوم الي غايعتابرو خطأ وكاين الي غايعتابرو خطيئة...وكاين الي غايقول ماشي سوقنا الحب سلكوط ايلا ما قتل يعذب...ماعلينا حنا غانكتبو ونتوما حكمو من بعد...

من بعد بزااف دالمواضيع الي تكتبت فالبار عليهوم .. ولي كانت مختلفة ووحدة مكتشبه غيرها .. جا اليوم نكتبو على فكرة مغايرة وموضوع أكثر جرأة .. ندخلو فخبايا النفس الانسانية ونخرجو شي حاجة من براثنها 🥰


قصة فيها من كل فن طرب...الحب...العشق...الرومانسية (داكشي الي كيعجبكوم) الهوس ( ماشي لي كتعرفو من نوع ااااخر😍)
واخيرا القصة غاتكون جريئة (فشي بلايص🙄) 

أخفيتكِ بقلبي مثل الخطيئة


🎀الفصل الأول🎀
"لن تنتهي رائِحتكِ في قلبي ما حييت"


*السجن المحلي عكاشة الدار_البيضاء*

فتحو ليها الأصفاد الي كانو مكبلين يديها مباشرة من بعد مادخلات من الباب ديال السجن لثاني مرة...بلعات غصة فحلقها وهي كتساري عينيها فهاد المكان المرعب للمرة التانية...زفرات نفس حارة ومسحات دمعة سخونة هبطات مع جفونها حامية كتحرق...هاد المرة دخلات ليه وهي عارفة شحال غادوز وشحال غاطول مدتها هنا...داك الكمية ديال الامل الي كانت المرة الي فاتت مابقا عندها حتى شي معنى دبا...اليوم رجعات بصفتها مجرمة وغاتاخد عقوبتها بحالها بحال كاع المذنبين الي هنا...شدات فدراعها حارسة السجن ومشات جاراها...رجليها كيخواو وعقلها مرفوع...باقي صوت القاضي فاش نطق الحكم كيتردد فودنيها على شكل ذبذبات قاسية فحال حبات القهوة... "عام" "سنة" او "12 شهرا"...غادوزهوم بين جدران هاد الحبس كثمن للجريمة الي رتاكبات...عام غاتعيش فيه جسد بلا روح...عام غادوزو وهي كتعد كل ثانية وكل دقيقة...غادوزو وهي كتحصي عدد الساعات والايام والشهور والفصول باش ترجع تشوف الضو وتعانق سقف الحرية من جديد...
تحلات الباب الاولى وموراها التانية ومع كل باب كتحل فداك الكولوار الي خالي من الحياة وبارد بحال التلج كانت كتحل معاها جروحها وكيتزادو دقات قلبها شيئا فشيئا...وصلو لاخر باب...هاد المرة كانت باب الزنزانة كان بابها اخضر وديال الحديد فيها سريجم صغير بالشباك...ماشي اول مرة كتوقف حداها مصعوقة ...كتعرفها مزيان وحافضاها...دوزات فهاد الزنزانة مايقرب شهر ونصف فاش كانت كتسنا اخر جلسة ديال النطق بالحكم...الجلسة الي كانت غاتحسم فمصيرها وتكسر داك الجدار ديال الامل الي كانت بانياه...وغير قبل بساعات كان مزال عندها امل انها تخرج براءة وتنفذ من منها بحال الشعرة من وسط العجينة...لاكن الحياة لعبات معاها بزاف وكانت متوقعة منها هاد الحركة الحقيرة فمعركة ديما هي خاسرة فيها...
‘ الله يفك سراحك على خير ابنتي' كانت هادي الجملة الي خرجات من افواه كاع السجينات الي تماك وتغلغلات فودنيها اول مادخلات عل الباب كبديل لصوت القاضي ...ضهر شبح ابتسامة ذابلة على وجهها...ابتاسمات فوجه كاع دوك العيالات وهي كتساري عينيها وكتفحص وجوهوم كانها اول مرة تشوفهم...كانها ماقضاتش معاهوم ليالي وايام ...لاكن بالسيف متعقلش عليهوم...منهار دخلات لهنا وهي منغالقة على راسها وسادة عليها فقوقعة من الحزن والافكار السلبية...كانت مكشرة فوجههوم طول الوقت وكتصد اي محاولة ديال التقرب منها بسؤال او بكلمة بسيطة...لاكن هاد النهار قررات ضحك فوجههوم كاملات...هزات راسها من فوق لتحت بلا متنطق حتى حرف كتعبير عن الامتنان والشكر وردا على الجملة الي خرجات من فمهم...حتى استقرات عينيها على اكتروحدة ماحملاتهاش من نهار دخلات...لقاتها كترمقها بنظرات قاسية كالعادة...غمضات عينيها عصراتهوم ورجعات حلاتهوم...زفرات نفس بقوة كأنها كتطرد طيف شي ذكرى دازت بين عينيها...وفرمشة عين اختفات باش تقدر تبقا واقفة على الاقل غي على ماترجع لبلاصتها وبالضبط لسريرها الي شهد على ليالي طويلة من البكاء والحزن والحنين والشوق وبزاف دالمشاعر الي مكانتش كتعرفهوم من قبل...

ترمات على داك السرير بحال شي خنشة من القمح حتى تهزو رسولاتو الهشاش...زيرات بقبضة يديها على فراشو...تنهدات بضيق وبقات مدة صافنة فالفراغ...حتى حسات بحقيبة تحطات عند رجليها...علات عينيها لقاتها حارسة السجن تبعاتها باغراضها الي جاو معاها...شافت فيها بملامحها القاسية...خنزرات فيها وضارت عندهوم...هزات صبعها ناحيتهوم وقالت بتحذير وبنبرة حادة...
-مانبغي نسمع تا شي صداع جاي من هنا عاوتاني...والا غاتعاقبو...
شافت فصاحبة النظرات القاسية بحالا كتعنيها بكلامها وكملات هضرتها...
-ونتي فوتيها عليك ولا ماغايعجبك حال...
.ماتسناتهاش تجاوب..رمقاتها بنظرات حارقة وانساحبات فهدوء…شحطات داك الباب القاصح من وراها ورجع كل واحد لبلاصتو...
هزات داك الصاك حطاتو قدامها...بقات دوز بيديها عليه...وتبتاسم...تحنات كتشم فريحتو ...هاد الحركة كون يشوفها شي حد غايحكم عليها انها حمقة...لاكن هي الوحيدة الي كانت عارفة المغزى من هاد الحركة...هوما يمكن يشوفوه صاك عادي...لاكن هي كتشوفو كتر من هكا...كتشوفو مرسول جاي من برا...حامل ليها ذكريات زوينة وريحة لطالما استنشقاتها وتمتعات بعبيرها وكانت كفيلة باش تشفي كل جرح خلفاتو الحياة على قلبها...كيفاش غايكون مجرد صاك وهو جامعو ليها بيديه...حلاتو بشوية وطلات براسها كتقلب على اشنو فيه حتى تاكدات من داكشي كولو الي طلباتو بالي كاين فيه عاد ضهرات ابتسامة رضى على وجهها...وتنهدات بارتياح...
'صورة فوتوغرافية' كانت اول حاجة سحباتها يديها من داخل الحقيبة...قلباتها لعندها وابتاسمات هاد المرة من قلبها...هزات صبعانها كدوز على الصورة بهدوء...كتحسسها بشوق بحال كيكانت كتحسس وجهو وهو قدامها مباشرة...تحركو مشاعرها فداك اللحظة بعنف..إعصار قوي ضرب فقلبها وسيفط اشارة لعقلها باش تذرف دموع من عينيها...لاكن سرعان ماداركات الامر وحولات الاشارة لفمها الي نطق بهمس وهي كتأمل فداك الصورة..."لا ماغانبكيش...واعدتك باش منطيح تا دمعة...وانا ديما عند وعودي ليك" 
تسرحات فبلاصتها من بعد ماسدات الصاك وجبدات منو مذكرة وقلم كان لاسق فيها...جرات عليها الغطا وتكات براسها على الحديدة الي ضايرة بداك السرير...فتحات اول صفحة من داك المذكرة الخاوية والي كتسناها تنثر عليها حروفها وتغتاصب بياضها وصفحاتها العذراء بحبر قلمها العنيف بحال عنف مشاعرها تماما...قلبات الصورة على ضهرها...طلاتها بلصاق من كاع الجنبات...كدوز عليها بهدوء وبدقة...عاد لسقاتها فالصفحة الاولى من المذكرة بتركيز كأنها ماشي مجرد صورة ولاكن الشخص بذاتو...شافت فيها بحب وحدقة عينيها توسعات وهي كتحاول تشبع نظرها من داك الصورة...تروي عطشها وتكبح داك الشعور دالوحدة والبعد القاتل...وخ صورتو محفورة فداكرتها لاكن هي محتاجة دبا لهاد القطعة من الورق المتمتلة فصورة او اي ذكرى كيما بغات تكون...المهم تحس بطيفو مرافقها فصورة اشياء بسيطة ...
بقات مدة كتأملها بهدوء عاد قررات تهز القلم وكسرات بياض الصفحة بكتابة اول جملة مباشرة تحت من الصوررة كتعليق عليها...
‘لن تننهي رائحتك في قلبي ما حييت'
حبسات وجعات طلعات الفوق رسمات سهم كيشير للصورة وكتبات
"هذا الوسيم...هو روحي".....
ابتاسمات حتى بانو سنانها...وانتاقلات لتاني صفحة...مخلية الصفحة الاولى فقط للصورة وداك جوج جمل ...يمكن بغات تخليها نقية ومتوسخهاش بذكريات الماضي اللعينة...هداك علاش سحبات قلمها بزربة للصفحة المقابلة...وبدات تخط اول حروف من قصتها كيما كانت مقررة تكتبهوم ايلا بقات بين هاد الجدران الباردة بحال برودية جسمها فهاد اللحظة...

لكل واحد منا حلم او احلام كتيرة فقمة عالية باغي يحققها واهداف باغي يوصليها...كولنا كنسعاو للوصول لداك القمة باش ماعطا الله...كيفما كانت الطريق...شحال ماكان دالوقت...كيفما كانت الغاية او الوسيلة واخيرا شنو مكان التمن...لاكن وحنا غاديين مكنردوش البال لشحال دالنااس دزنا وشحال من واحد خصرنا ...حتى كنلقاو داك الاحلام كتجرنا للهاوية وكتجرفنا لطريق الضياع...الطريق الي ايلا مشيتي حتى دخلتي فيها غايصعاب عليك ترجع...كيبقا عندك جوج حلول يا تكمل فيها حتى تسالا ولا تقتل راسك باش تنهيها...انا وحدة من دوك الناس...وحدة الي تبعات احلامها حتى غرقات فبحور الخطيئة...وانا غادية فداك الطريق كنت دايرة فكرة وحدة فدماغي...ان الحياة غانعيشها مرة وحدة وخاصني نعيشها كيفما بغيت أنا وماشي كيف مابغاو هوما...كان هدا مبدأي فالحياة...المبدأ الي لقا الرفض من بزاف دالناس اولهوم عا ئلتي الصغيرة...ماما وبابا...بابا كان حاضر فقط لفترة قصيرة من حياتي...فترة زواجو بماما...كانت فترة خلات اثرها واضح فقلبي...قلبي الي لقا الخلاص من بعد ماطلقو...تحرر من سلطتو وجبروتو...من كلامو القاسي ومشاعرو الباردة...ومن الصرامة الي فقلبو...هادشي كان كيمارسو عليا بكل اريحية وكتساندو فيه ماما...ماعرفتش واش كان خوفا منو ولا خايفة عليا بصح كيفما كانت كتقول...كلمة وحدة كانت كتواجهني بيها فكل مرة زمجرت بسخط او بينت عن غضبي " هداك باباك وعارف مصلاحتك" ماعرفتش بالضبط اشمن مصلحة كانت عندو فانه يقتل طموحي...يوقف فطريق احلامي...يكبح حبي للحياة والطريقة العنيفة الي كنت كنفكر بيها...ماعارفش انه نهار ضربني حيت دخل على غفلة ولقاني واقفة قبالت المراية كنقيس فالحوايج ونحط انه قتل فيا أنثى بريئة فرحانة براسها وتكونات بلاصتها انثى متمردة ثارت فوجهو فاول فرصة تاحت ليها...من صغري كان ممنوع ندوي ولا نعطي رأيي وخ فحاجة بسيطة...علموني نسكت ومنهضرش على حقي وبلي الكبار كيعرفو احسن منا...علموني ندفن راسي برا ومنهزوش...حيت يقدر يتفتنو بهضرتي ولا بشوفتي ولا بحركاتي...ولا ببساطة...حيت كنبقا فنظرهوم انثى خاصها تبقا حبيسة جدران دارهوم حتى تكبر وتزوج...القراية ماعندها مدير بيها لأن فنظرهوم شحال ماقريت مصيري الكوزينة...كانو كيربيوني على هاد الاساس...كانو كيوجدوني نفسيا وجسديا غير باش نتزوج...علموني نشوف صورتي فالمراية وفين وصلات طايتي كتر منشوف اشنو عندي لداخل ...فمايلومونيش اذا كبرت وقررت نخدم بداكشي الي علموني نشوفيه حيت داخلي تكون غي الفراغ...حاربت ففترة مراهقتي كولها...وقفت فوجههوم بحال شي لبوءة جريحة...لطالما واجهت جبروتهوم بتمرد وطغيان...لطالما كنت انثى ثورية مكتردخها تاحاجة تحت اي ضرف...كنت دائما كنقابل اوامرهم بعكسها وخ يضربني على احمر شفاه او تنورة قصيرة لبستها كنت كنصبح الغد ليه لابسة ماقصر منها ودايرة عكر مغلوق فعوط هداك الي كان بالكاد كيبان البارح...دوزت داك الفترة كولها عكس التيار...حتى جا قرار الطلاق المفاجئ...ماتسوقتش ليه وماعقبتش...حدي عرفت ان السبب ورا الطلاق هو الخيانة...الخيانة تحت غطاء الحلال...زدق مزوج وعندو تلاتة الاولاد من مرا اخرى فحين ان ماما ولداتني وعكرات..علاش دار هكا؟ علاش خبا علينا؟ ماعرفتش وماكنتش باغا نعرف...تقبلت داك الحدت بهدوء...مقابل نظرات الام ديالي الحزينة...منكرش انها بقات فيا...كتبقا انثى وصعيب تحمل هاد الشي...كانت اول مرة نتقرب منها ونحضنها...حطيت راسي بلاصتها حسيت بيها ووصلني القليل من شحنات الحزن الي كانت محيطة بيها...

"دموع" 
فقط دموع ...ماقدرات دير والو مقابل هادشي من غير انها تبكي...بقات فترة طويلة وهي كترد لقلبها...ماقدراتش ثور فوجهو..ماقادراتش تغوت وتخرج داكشي الي عندها لداخل...طلقها بكل برودة وبلا مايرفلو جفن ولا يدير حساب لمشاعرها ولا عل الاقل للعشرة الي كانت بيناتهوم...أنا ماتصدمتش وكان عليها حتى هي متصدمش...انا وياها عارفين مزيان كمية البرود الي كانت كطوف على راسو...كمية القسوة الي كان مغلف بيها قلبو...اذن علاش الدموع؟ جاتني زادت فيه وعطات الموضوع اكبر من حجمو...ولا يمكن ماحسيتش بيها فداك اللحظة حيت قلبي كان خالي من كاع مشاعر الحب والشفقة ويمكن بابا مشا وخلالي إرث لا بأس بيه من القسوة نغلف بيها قلبي حتى أنا...يتمحاو المشاعر ديالي ومنبقا ندير الحساب لحتى شي حد...هاد الحدت كان نقطة تحول فحياتي...هاد الطلاق كان بمثابة جواز باش نعانق حريتي...نكمل فشق طريق ورا احلامي...مابقات رقابة ومابقا حصار...مشا يعيش مع مراتو وولادو وسحب يديه من علينا...رجعنا كنشوفوه فالمناسبات والاعياد ولا صدفة فشي مكان عمومي بحالو بحال كاع الناس ال كنعرفو...ماما رجعات لحياتها الطبيعية من بعد مادوزات فترة نقاهة طويلة تهلكات فيها صحتها ..ذبالو ملامحها ومرضات نفسيتها...هادشي ماكنتش كنديها فيه وللمرة التانية كانت كتجيني كتزيد فيه...الي مشا الله يهنيه علاش نبقا نبكي عليه؟...وكو كان غير يستاهل...لاكن هي ماشي بحالي مكتشبهش ليا ولا انا الي مكنشبهش ليها...ويمكن حنا اول بنت وام كيخرقو داك المتل ديال "قلب القدرة على فمها غاطلع البنت تشبه لمها"...انا وياها طرقاتنا كانو مختالفين...هداك علاش خليتها غارقة فبراثين الذكريات والبكاء على الاطلال وكملت حياتي عادي راسمة فراسي هدف واحد...نحقق داتي ونكون الي بغيت...
كانت الحياة بالنسبة ليا عبارة عن بزاف ديال الاواني...عامرة باشهى المأكولات...وكان هدفي ندوق منهوم كولهوم وبمعلقة كبيرة حيت مكنرضاش بالقليل...كنت باغا نذوق من الفلوس...من الشهرة...من النفوذ ومن الحب...وفكل مرة كنت كنذوق منهوم كان مذاقهوم الحار كيهلك فقلبي ويدمرني شوية بشوية وانا رافضة الاستسلام وكنقاوم بكل عنفوان وكنواجه بكل قوة وهيجان وبردات فعل عنيفة تؤذيتي بشدة ومع دالك كنثور فوجهها ايلا وقعات...

"الخطيئة" هي ملخص هاد الخمسة وعشرون ربيعا كولها الي دوزتها من حياتي...كل مكنبغي نزيد خطوة كنلقا راسي كنتخبط فظِلالها وكنغامس فيها حتى القاع... وفكل مرة كنهز راسي كنلقا روحي مهدودة وقلبي مقسوم لاشلاء...ودغدغات حلوة لداخل ديالي هي الي كانت كتخليني نمحي مصطلح الخطيئة و نكمل فداكشي الي أنا باغاه وانا مستحلية داك الشعور...ومتحملة كامل المسؤولية بكل ثقة وقوة ..ضاربة فعرض الحائط أي حاجة ممكن تشوش عليا من بعد مالقيت داكشي الي كنت كنقلب عليه...ممكن نجيكوم غلطت ممكن يجيكوم هادشي طيش او تهور...لاكن صدقوني كانت تجربة زوينة عشتها بحلوها ومرها...وها انا كندفع ثمن بخيص جدا بالمقارنة مع عدد القلوب الي حرقت وحجم البيوت الي دمرت...لاكن منادماش وهدا الشعور الوحيد الي عمري جربتو وماعمري غانجربو "الندم" لا وجود له فقاموسي...ولا حتى فقصتي...

حبسات شوية دارت القلم فمها وسهات كتفكر وكتحاول ترتب افكار فدماغها منين غاتبدا حكايتها...افكار كتيرة وأحدات اكتر توافدو لدماغها فهاد اللحظة...حارت فشنو الي غاتعطيه الشرف وطرجمو لحروف فمذكرتها وشنو الي غاتقصيه وتمر عليه مرور الكرام...من بعد مدة لا بأس بها من التفكير ختارت تبدا من أكتر مرحلة كانت هادئة ومستقرة فحياتها...

⬅️⬅️⬅️....قبل عاماين...⬅️⬅️

فغرفة صغيرة وبسيطة ومتواضعة..ولكن كانت بالنسبة ليها اجمل من كل منتزهاات العالم ومخيماتها... بمجرد مكدخل ليها كتنسا اش طاري على برا وكتركز فقط فجدرانها وسقفها العالي المزين بنجوم كضوي بالليل...غرفة بمتابة صندوق كتخبع فيه راسها هربا من التوتر الي كتعيشو فحياتها على برا...مرآة هي وياها صديقتان حافضة ملامحها عن ظهر قلب...مكتب صغير مشتتين فوق منو وراق تحمل رسومات ملابس وتصاميم من وحي الهامها...رسومات الي تعدات سطح المكتب ومشتتة هنا وهناك...على الارضية...فوق السرير...معلقة على الجدران...وحتى تحت وسادتها...وفالركن كاينة أغلى حاجة عندها فداك الغرفة...ماكينة خياطة قديمة وهشة تتناتر منها اطراف اتواب ممزقة وبزاف دالخيوط...
"فوضى" هادي هي الكلمة الي ممكن توصف اش طاري فداك الغرفة...وهي كالسة فالارض وسط هاد الفوضى مربعة رجليها..وجامعة شعرها الاسود الفحمي بطريقة مهملة...لابسة بيجامة بيتية خفيفة وقصيرة وفضفاضة مخلية للهوا منين يدوز حيت الجو على برا حار...حاطة حداها بزاف دالوراق وقلم رصاص وممحاة زيادة على اقلام للتلوين ...كترسم وتمسح...ترسم وتمسح...حتى كتمل وتقطعها باش تشير بيها عاليا هي وفين جات...مركزة نظراتها الحادة المنبعتة من عينيها اللوزيتين...وملامح وجهها شاحبة لاكن ناعمة ورقيقة....شابة فالتانية والعشرين من عمرها....أنثى طموحة وحالمة...هزات وجهها من على الورقة وكان ناعما ولطيفا كوجه قديس منحوت من المرمر ...ضيقات عينيها حتى اختفى لونهوم العسلي زفرات بضيق وهي كتشوف فداك الرسمة الي قدامها ماقنعاتهاش وماعجباتهاش...ماشي داكشي الي فراسها...ماشي هكا تخيلات هاد الكسوة...يمكن اليوم ماشي فنهارها...ووخ تعيا تحاول ماغاتوصل لحتى شي نتيجة وغاينتاهي بيها الامر...مقطعة كاع الوراق ودازت بالمقص على كاع التواب...وشتتات كاع دوك الاقلام...ودخلت فنوبة أعصاب بحال شي بركان كان خامد وتفركع...
كانت غادير هادشي كامل كون ماسمعاتش الدقان عند الباب...كمسات ديك الورقة لاحتها مع خوتها...وبدات تسنا فيها بترقب وهي كتسمع بملل لحديت الاستقبال الي دايراه برا مع مها...قبل ماينقاطع صوتها لدقيقة حتى تحل باب الغرفة ودخلات بعجاجتها....شكون من غيرها الصديقة الوحيدة والمقربة والاخت الي ماخرجاتش معاها من نفس الرحم..."رقية" المعنى الحقيقي للرقي والسمو والارتقاء...كاتمة اسرارها...مؤنستها فوحدتها...وفنفس الوقت مصدر الازعاج فكاع لحظاتها الهادئة الي كتكون فيهوم منقاطعة على العالم الخارجي وعايشة تحت اسوار هاد الغرفة كتبني وتعلي وتفصل وتخيط فالدروبة ديال طريق احلامها بحال دبا...لاحت صاكها وكلسات فوق النموسية وقالت بمرح...
رقية-هاناااا جيييييت...
غمضات عينيها ورجعات حلاتهوم بغضب...زفرات نفس سخونة وناضت متاجهة لبلاكار تشوف ماتلبس...قبل متسمع صوتها من جديد...
رقية: صباحاتو الله مالك تاني صابحة طافية ردي غي السلام...
جبدات تيشورت وسروال جينز...ضارت خنزرات فيها وقالت...
-ماسمعتكش قلتي السلام باش نردها...
رقية: ( ناضت عندها وقفات حداها..صغرات عينيها وقالت) اممم...مازال ماكامياش...هادشي علاش صابحة خاسرة 
رمقاتها بنظراات حادة وقالت بحنق...وهي كتشوف جهة الباب...
-زيدي زيدي سمعيها ليها ...بحالا داكشي الي ناقصني معاها...
تنهدات رقية بضيق...ومشات كلسات حداها...حطات يديها على كتفها وقالت بهدوء...
رقية: ليلى!!! مالك أختي شاداها منين تقالت؟ رخفي شوية على راسك ..راه مماك هاديك...حاولي تقربي منها علاش دايرة هاد الحواجز كولها بيناتكوم...فعوط ماترافقيها وتكون صاحبتك بانية بيناتكوم سور على قدو؟

ليلى: ( سالات لباسها وناضت تقابلات مع المراية...شافت فراسها مطولا...اكتست قناع من البرود وكانها ماشي هي الي كانت غاتنفاجر من الغضب قبل لحظات ونطقات بخفوت) كاين شي حوايج مكتنطقش ومكتشافش أ رقية...ولكن كنحسو بيها...علاقتي مع ماما ماشي بحال علاقتك نتي و ماماك...فرق كبيير(ضارت عندها وكملات حديتها مع ابتسامة هادئة) ماعرفتش شكون فينا الي سادة على راسها ولكن صدقيني كون كانت كتفهمني كنت غانكون أنا وياها أحسن جوج صحابات...تشكي عليا ونشكي عليها فعوط منبقاو عايشين بحال الغرباء شاركين سقف واحد و كل وحدة عايشة فعالمها الخاص...
رقية: (ناضت وقفاات قبالتها وقالت ) صافي دبا نساي عارفة هاد الموضوع كيديموراليزيك...دغيا قادي وجهك باش نتحركو...نتغداو على برا عاد ندخلو نقراو على ولادنا...
ليلى: ( ضارت لمراية هزاات كلوص حطاتو على شفايفها وقالت ) واا دبا دويتي...غانقصرو هاد الليلة ياك؟
رقية: غانشوف واش تخليلي اختي الطوموبيل مكانش نجيب دبابا...
ليلى: (رجعاات شافت فيها وقالت بترجي) غي حاولي وخ تعرفي تسرقيها...ضروري نخرجو مابقاوش ليا الفلوس الساطا ههه
رقية: (صغراات عينيها وقالت بشك) امم ياك ما شي فيكتيم تاني؟
ليلى: (ضحكات) ههه بحالا علمك الله...نفس الدراري ديال ديك النهار...ياسين وخوه...
رقية: ( عوجات سيفتها) يخ عااود داك التقيل ديال خوه...ماحملتوش ديك الليلة...
ليلى: ( مشات لصاكها كتجمعو) ههه اودي اش بغيتي بيهوم نتي...باك مامخليك مخصوصة من والو...أما انا ايلا مافتختش فولاد القحاب مانلقاش باش نخلص داك المدرسة فالتالي دالشهر...
رقية: اصلا داكشي الي يصلاح ليهوم...
ليلى: وي حيت اصلا ايلا مخورتيهومش هوما غايخوروك..(لبسات صندالتها وشافت فيها) يالله مشينا؟
رقية: (هزات صاكها) مشينا...
خرجو من البيت ومشات نيشان لكوزينة عند مها...امرأة فأواخر التلاتينيات...وخ ملامحها دبالو مي باقيين حروفها زوينين...كانت واقفة عند لافابو كتغسل الماعن...ضارت شافت فيها فاش حساات بيها موراها...وقالت بهدوء...وهي كطلعها وتهبطها...
صفية: غاديين دبا حتى تغداو...
ليلى: دبا ناكلو شي حاجة خفيفة على برا...بغيت غي نكولك هاد الليلة غانبات عند رقية...
صفية: (رجعات حلات الروبيني تكمل على شغلها وقالت بفتور وبلا متشوفيها) حتى أنا ماغانكونش غانمشي شي يامات عند خالتك نبيلة...
ليلى: (كان عندها فضول انها تسولها علاش وكيفاش ...لاكن علاقتهوم مكتعداش سؤال او سؤالين من ديما كيتجنبو يدخلو فنقاشات طويلة...غالبا احاديتهوم كتقتاصر على كلمة او جوج...ماقل ودل...كيبانو بحال شي جوج خايفات من الحوار او ماعندهوم فاش يهضرو...هداك علاش كبتات فضولها ككل مرة وكتفات انها تجاوبها بنفس نبرتها الهادئة وقالت) اوكي سلمي عليهوم
هكا داز حديتهوم البارد بحال كل مرة من المرات القليلة الي كيهضرو فيها بجوج...انساحبات فهدوء مع صاحبتها...مباشرة من بعد ماسدات الباب تحبس صوت الما الي خارج من الروبيني...مسحات يديها فطابليتها وبقات مسمرة بلاصتها كتبلع غصة حارة فحلقها...تبعاتها مباشرة دمعة سخونة تسللات من عينيها هبطات كتحرق مع خدها...ومشات كلسات فوق اقرب كرسي حداها...شاردة ففراغ ودموعها نازلين كيعلنو على ضعفها وعلى عدم قدرتها على التحمل...كتحس بطاقتها نفذات وبالي جدران هاد البيت غاطبق على راسها الشي الي خلاها تخنق وتشد على صدرها...
"الوحدة" هو شعورها فهاد اللحظة وفكل لحظة...شعور قاتل كينهش فصدرها من زمان...حياتها مكانتش ساهلة او بمعنى اصح كانت باردة ومتعبة...ماعاشتهاش كيما بغات هي كانت ديما مسيرة....تعلمات تحني الراس وتخلي لجام تقرير مصيرها فيد كااع الرجال الي كانو فحياتها اولهوم باها وتانيهوم راجلها...وكأنها ولفات تكون مقيدة هداك علاش من نهار طلاقها وهي كتحس براسها بوحدها وماعارفاش تصرف ولا تقرر فكيفاش غاتكمل طريقها حتى تغمض عينيها الى الابد..."ليلى" بنتها الي كتشوف فيها راسها داكشي الي ماقدراتش ديرو هي كديرو بنتها بكل اريحية...بالرغم من تمردها وعنفوانها كتلمس فيها القوة وراضية على داكشي الي كدير وخ مكتبينش ليها حيت علاقتهوم من ديما محدودة...لاكن كتحس بيها وكتبغيلها كل خير...وهازة معاها الهم فالخفاء ...كتفكر فيها وفمستقبلها ومخلياها تحقق حلمها بلا مدخل وكتعاونها فقط بالدعوات...كتحس بيها فاش كتكون معاها فالدار وخ سادة على راسها فصندوقها لاكن كتحس بطيفها كاين وريحتها مالية المكان...وفاش كتخرج كيرجع ليها الشعور بالوحدة حد الاختناق...تنهدات بضيق مسحات دموعها...وناضت متاجهة لفابو تكمل غسيل الماعن حتى صونا تيليفونها جبداتوو من جيب طابليتها بمجرد ماشافت النمرة ضهر شبح ابتسامة على وجهها...وجاوبات....!!

وقفو فالسطوب عند الاشارة الحمراء...كانو طالقين موسيقى مجهدة وغاديين كيغنيو معاها ويتصورو حتى دورات رقية عينيها للطوموبيل اللي قدامهوم...نقصات الموسيقى و هضرات بشوية...

رقية: ليلى باباك...!!

بمجرد ماسمعات اسم باها تشنجو ملامحها وعقدات حجبانها...حطات التيليفون وضارت شافت فيه جات عينيها فعينيه...قابلها بنفس نظراتها الباردة والقاسية الي كيتقنوهوم غير هي وياه...كيغطيو بيهوم داك الكتلة من الغضب...عدم الرضى...والكره الي بيناتهوم...هو بالنسبة ليها الاب الي كان واقف فطريقها...كيمارس عليها سلطتو وقوانينو الدكتاتورية...!! الاب الي ماعمرو عطاها فرصة تهضر...دوي...تعبر...وتشرح شنو خاصها...!! الاب الي عمرو سولها شنو ناقصها وشنو باغية...كان دورو فقط يقمعها ويكبح طموحاتها...وهي بالنسبة ليه الابنة العاقة...!! غلطة حياتو...جابتليه العار فاش خرجات عن سيطرتو وبتمردها على قوانينو كانت كضرب ليه كاع هضرتو فالزيرو...دبا كولشي سالا من بعد الطلاق كولشي سالا...باقا كتجمعها بيه هي والام ديالها الدعم المادي فقط...وخ نصيب قليل الي كيوصلهوم بالمقارنة مع الدخل ديالو كمحامي ناجح...لاكن مكتسناش منو يعطيها او يصرف عليها...هي مسألة وقت وغايتسالا كولشي...حولات نظرها للبنت الي كالسة قدامو...بنتو الكبيرة من المرا التانية الي ولدها وهو مزال فإطار الزواج مع مها...البنت الي هي ختها من باها لاكن عمرها هضرات معاها ولا احتكات بيها...كاين جوج من غيرها...يعني عندو بنت كبيرة وجوج دراري...من عدد المرات القليلة الي شافتهوم عن طريق الصدفة...كانت كدخل فمقارنات بينها وبينهوم...وشتان بين المعاملة ديال باها ليهوم وليها...فالوقت الي هوما موفر ليهوم كولشي من اللباس للمأكل للمشرب لقراية فاحسن المدارس...هي امتنع باش يخلصليها رسوم المدرسة الخاصة الي كتقرا فيها على تصميم الازياء...فالوقت الي هو كيوصلهوم لمدارسهوم ويخرج معاهوم ويديهوم فين مابغاو هي مكانش عندو الوقت ليها ولا لمها...علاش هاد الحقد كلو؟

تشعل الضو الاخضر فاش كانت كتسول راسها هاد السؤال الي مزال مالقات ليه جواب مناسب...علاش كتقرا فعينيه الكره؟ علاش ديما كيقابلها بنظرات قاسية؟ علاش هي وماشي هوما؟ قاطع تفكيرها صوت رقية وهي كتقول بنبرة حزينة...ونظرة شفقة...
رقية: علاش متحاوليش تقربي منو؟

ليلى: (ضحكات بسخرية وقالت بفتور عكس النار الي شاعلة فيها لداخل) نتقرب منو؟ علااش هو كيحسبني بعدا باش نتقرب منو؟ وعلاش غانديرها؟ شنو غايزيدني وجودو فحياتي؟ واالو...بحال كاين بحال مكاينش اصاحبتي...هو عمرو بغاني عمرو فهمني...شفتيه كيفاش كيعامل ولادو؟ (شافت قدامها ...تنهدات بتعب وقالت) شي مرات كنقول باللي أنا ماشي بنتو ولا ماشي بنتهوم بجوج...
رقية: (مركزة مع الطريق) نعلي الشيطان اصاحبتي...
ليلى: (تكات براسها عل الكرسي وقالت) ماغانتصدمش ايلا جاو شي نهار وصارحوني بالحقيقة...غانفرح بزاف ايلا قالولي راحنا غي مربينك... لقيناك فالزنقة ولا فشي خيرية...
رقية: بففف معامن داوية أنا مع وحدة عزيز عليها تنكدها على راسها...

ماجاوباتهاش...زادت فالموسيقى ورجعات تكات كتراقب الطريق بنظرات قاسية وملامح أشد قسوة...

في مكان اخر فهاد العالم وفي غربة عن الوطن...بالضبط هولاندا موطن الزهور بأنواعها...خرج من بيتو غادي بخطوات تابتة فالكولوار...لابس طقم اسود لونه المفضل والي كيعكس فنفس الوقت طبع شخصيته الغامضة والفراغ الي فقلبو...نظرات مبهمة وحادة...ذقن حليقة وملامح مظلمة...فتح باب البيت الي كان هو الوجهة ديالو...دخل وسد وراه الباب...بمجرد ماشافها ابتاسم بهدوء وأشرق وجهه من بعد ماكان مضلام...تقدم بخطوات لعندها كانت عاطياه بالضهر فوق من كرسي متحرك كتشرب قهوتها الصباحية وكتمنضر فالجردة الي قبالتها...امرأة فالخمسينيات من عمرها...زغبات الشيب مزينين شعرها الاسود زايدينها جمال ووقار...وجهها مبشور وملامحها لازالت بريئة كأنها شابة فمقتبل العمر...حسات بطيفو وراها ابتاسمات بحب وضارت عندو... غالبة عليها اللكنة الريفية ..
-صباح الخير رحپيپ اينو...
تقدم عندها تحنا على ركابيه باش وصل لمستواها ..هز يديها قبلهوم بهدوء وقال...
-صباح النور أ يَمَا حَنو ...
هزات يديها كدوز فوق من شعرو بحنانها المعهود الي من ديما كتغمرو بيه وبنفس الحركة الي مولفة كديرها من نهار تزاد حتى رجع راجل وعندو 33 عام...ابتاسمات برضى وقالت 
-فطرتي أَمِي؟ (ولدي)
اومأ براسو باه وقال...
-غانمشي لخدمة دبا...بغيت نهضر معاك فشي حاجة قبل...
اضلامو ملامحها فجأة وعبسات...قبل متنطق بصوت متحشرج...
-كنضن مزال منسيتيش وداك الشي الي دايرو فبالك ماغاتهنا حتى تحققو ياك؟ 
حضنات وجهو بيديها وكملات كلامها..بترجي
-يوسف عافاك أَمِي...بلا متشعل النار الي غاتحرقنا كاملين...خليها طافية كيما بقات هاد 30 عاام...
برقو عينيه بنار الكره والحقد...روحو من داخل كيحس بيها كتحرق...كأنها كطلب منو يبقا حياتو كاملة كتاكل فيه...وهو هادشي الي مايقدرش عليه...ناض واقف عطاها بالظهر ونطق ببرود مصطنع....وعينيه كينفثو كاع شرارات الغضب الي فالداخل ديالو...
يوسف: ايلا كنتي نتي نسيتي الحاجة غيثة ...ولدك مانساش...كنت نتسنا هاد النهار بفارغ الصبر...كنت دارس خطة اخرى باش نتاقم لاكن القدر كانت عندو كلمة اخرى...تبدلات الخطة بالموت ديالو...(رجع دار عندها وقال بابتسامة شر) شنو ا يَما ماباغاش تمشي تعزي فالسي ابراهيم؟ 
بلعات غصة فحلقها...حسات بقلبها كيتجبد...وخ كاع هاد السنين منساتوش كان طيفو ديما مرافقها فغربتها...رسائلو ديما كتقراها كتر من مرة وتعاود فيها بدون كلل او ملل...صورتو باقي محفورة فقلبها...وكل ذكرى ليهوم بجوج باقا راسخة فدماغها كأنها عاد البارح...كيفاش غاتنسا اول واخر حب فحياتها...كان حبيبها وروحها...كان صديقها وكل عائلتها...كان ليها الونيس والصدر الحنين عليه كانت تشكي وتبكي...والاهم من هادشي هو أب ولدها الوحيد وزوجها فالسر...خبر موتو مزال كيسحق فروحها بعنف...ورغم كل الظروف كتبقا معزتو فقلبها قوية وماغاتمحيهاش السنين...تحجرو الدموع فعينيها ونطقات ببحة حزينة...
غيثة: عارفة غرضك ماشي تمشي تعزي فباباك...نتا الحقد عما عينيك...مابقيتيش تشوف أَمِي...وانا فهاد الحالة ممستاعداش لشي صدمة اخرى...عاافاك أَمِي مابغيتش نخسرك...نتا الي بقيتيلي فهاد الدنيا...مستقبلك وخدمتك هنا...واش باغي ضرب كولشي فالصفر؟؟
من ديما مكيحملش نظرات الضعف فعينيها...من ديما هي نقطة ضعفو وهي الي كانت كتكبح رغبتو اللعينة فالانتقام ...من ديما كان كيضربليها الف حساب...وفكل مرة كيعول عليها كيتراجع بمجرد ماكايشوف هاد نظرات الترجي فعينيها...لاكن دبا مابقاش قادر يصبر...كيحس براسو مستاعد كتر من أي مرة حاول فيها...اكتسى قناع البرود ...دوز على شعرو بتعب وهتف بحرقة...
يوسف: هاد المرة غانمشيو ا يما ماغاتقدريش تمنعيني...وخدمتي ماغانفرطش فيها...الكلينيك ديالي تماك وجد...وهدا الي هنا غايبقا خدام حتى نرجع...هاد المرة كولشي واجد...حتى نتي خاصك تكوني مستاعدة...
غيثة: (دارت يديها على فمها وشهقات بصدمة وقالت) درتي مشروع ؟؟ وااش ناوي تستاقر تماك ولا شنو؟؟
يوسف: (ضهر شبح ابتسامة على وجهو وقال بفتور) كان لازم ندير هكا...حيت ماعارفش شحال غاطول المدة تماك...ومتنسايش أنني غانرجع لبلادي الي تغربت منها بالغصب منين كانت عندي 7 سنين...
غيثة: (بخوف) كتلعب بالنار أمِي...ياخوفي عليك رعزيز انو (العزيز ديالي)..

الحاج صالح الطاهيري...ريفي الاصل...شخص صارم...وطباعو حادة...تجاعيد وجهو كتخفي سنين الكفاح والصبر باش وصل لفينهوا دابا...من الناس الي كونو راسهوم براسهوم...بداو من زيرو وبناو امبراطورية قوية...حط فيها دم جوفو ويموت عليها ولا على ولادو...
كان كالس فالبيت ديالو شاد عكازو فيديه حاط حداه كاس دالقهوة وموجه نظراتو لصور ولادو وحفادو الي معلقين فالحيط مستفهوم من الكبير للصغير...عينيه الغائرتين كتحكي قصص كتيرة...قصص فخر واعتزاز بعروقو وباصلو وبتربية ولادو...حول نظره لصورة واحد منهم....الابن ديالو البكر...ابراهيم...تشنجو ملامحو وضلامت عينيه حتى بان غشاء من الزجاج بفعل الدموع الي تحجرو فيهوم...اول واحد فقد فولادو...فراقو كان صعيب وقاصح..تاني مرة يزور هاد القصر خبر الموت من بعد مراتو الحاجة نعيمة....القصر الي بناه بيديه وشهد على كل طوبة تحطات فيه وحسب كل حديدة طلعات مع ساسو...بدا يبني فيه من اول ربح كان ليه فاول مشروع...كان مزال شاب وديال راسو...نهار قرر يبني هاد القصر والي كيقولو هو الدار الكبيرة...كان كيشوفيه حياتو هو وولادو وحفادو...غايعيشو فيه حياتهوم كاملة...غايبقاو قبالت عينيه حتى الموت...وداكشي الي كان...فمهما بلغ بيهوم الغنى والبذخ بقا كولشي فالدار الكبيرة...عاش هو وولادو بتلاتة ابراهيم وموسى واحمد...والبنت الوحيدة ديالو بديعة...زوجهوم وولدو ولادهوم وبقاو معاه فنفس الدار ما عدا بديعة الي تبعات راجلها فاش تزوجات...رجعات بيه الذاكرة وهو كيتأمل فجدران هاد البيت لسنوات الى الوراء بالضبط نهار سالاو العمال من انشاء هاد الدار وحطو اخر اللمسات لا من الفراش لا من الديكور لا من زخرفة الجدران والارضية...شحال كان فرحان داك النهار...وتعهد لراسو باللي تاحد من ولادو الدراري ماغايخرج من هاد الدار العريقة... بيهوم بولادهوم غايبقاو قبالت عينيه حتى يموت عاد لا بغاو يمشيو يتمتعو فالفيلات العصرية والشقق الفخمة على ذوقهوم...خدا وعد ووفاه الى يومنا هدا...
خرجو من دوامة التفكير صوت الباب الي تطرق بهدوء...ضهرات ابتسامة على ملامحه الحادة بمجرد مالمح طيفو عند الباب...قبل ماينطق بصوت خشن...
ح..صالح: السبع اينو... (السبع ديالي)
كان شاب وسيم...ملابسو أنيقة ..نظراته كتشبه بزاف لهاد العجوز الي حداه...وكيشبهليه حتى فملامح وجهه كأنه نسخة مصغرة عليه...تقدم عندو بخطوات تقال تحنا باس يديه وبقا شادها وقال...
-كيبقيتي شوية أجدو؟
ح.صالح: (طبطب على يديه وقال بافتخار) طول مانتا بجنبي كولشي يفوت وكولشي يدوز...
ضحك بخشونة ...رجع باس على راسو وكلس حداه...
-قالولي بغيتيني؟
ح.صالح: (وجهو رجع اكتسى قناع الحزن والصرامة وقال من بعد ماتنهد) عيطتلك على قبل تلاتة دالحوايج أ بني كمال...
كمال: (باهتمام) أمر الحاج...
ح.صالح: اول حاجة...غدا الربعين ديال باباك...بغيتك توقف على صدقة بيديك تشوف اش خاص بحال كيوقفتي على الجنازة...
كمال: (نزل راسو بحزن) كون هاني أجدي...الله يرحمو فهاد النهار...
ح.صالح: امين...والحاجة التانية أ بْني هو غدا غايجي المحامي دباك...يعني الوصية الي خلا غااتقرا غدا...كيف وصى قبل من موتو أنها تقرا نهار الربعين ديالو....


كمال: وخ أجدو غدا انشاءالله غاانجمع عمامي والعايلة كاملة فالصالون فالصباح بكري ...

ح.صالح: (طبطب على ضهرو وقال) الله يرضي عليك أبْني...
كمال: (بامتنان) نتا غي نعس على جنب الراحة ومتبرزطش راسك الي بغيتيها هي الي غاتكون انشاءالله...

ح.صالح: (زاد زير على ضهرو ) سبع ا بْني سبع وتستاهل هاد السمية...
كمال: (باس يديه) الله يخليك لينا بركة أجدي...شنوهو الامر التاالي آمر...
هنا الحاج عقد حجبانو وكرز على سنانو وقال بخزي...
ح.صالح: الامر التالي هو يماك ...

بمجرد ماسمع اسم ماماه حنا راسو بخجل وتوتر قبل مايكمل الحاج كلامو وهو كيزفر بغضب وعدم رضى...

ح.صالح: يماك عيقات ا بْني..مكنبغيش ندخل من شحال هادي على وجه المرحوم...لاكن هادشي زاد عن حدو... يماك طغات وزاغت وهادشي مكيناسب لا تقاليدنا لا عاداتنا لا اعرافنا...يماك لا بقات هكا غاتهبط باسمنا وسمعتنا للارض...(شد فيديه وزير عليها) غانخليلك الامر ليك…نتا غاتعرف كيفاش دير تخليها ترجع لصوابها...عل الاقل لا مدارت بحسابنا دير بحساب سنها والمرحوم الي مات...

كان باقي منزل عينيه بخجل...كيحس بكلماتو تقال على ودنيه...هاد الموضوع بالدات كيمرضو ومكيلقاليه جهد...كون كان الامر متعلق بشي واحد من غير مو كان غايكون هين لاكن كيتحط بين نارين جدو الغاضب ومو المتمردة على عادات وقوانين هاد العائلة وكيف كيقول جدو مكتحتارم لا الدار لا الي فيها...فاق على يد جدو الي شدات فيديه كيتسنا جوابو ...علا راسو شافيه وقال جملتو الشهيرة ...
كمال: صاف الحاج كون هاني

كان باغي ينوض يفك راسو من هاد الموقف المحرج الا أن يدين جدو ماخلاتوش...رجع كلسو وقال مع ابتسامة خفيفة...
ح.صالح: وخ ماشي وقتو لاكن باقي امر اخر خاصني نفكرك فيه...
كمال: (كيشوفيه بترقب اش باغي يقول)

ح.صالح: مزال عند امري ليك بالزواج...مرض باباك وموتو خلاني نقلب عليك لاكن مانسيتوش...بغيت نشوف ولادك ابْني قبل منموت...فاقرب وقت...من ديما كدير فالاسباب هاد المرة غانعطيك مهلة شهر لا اكتر ايلا ماختاريتيش البنت الي تناسبك ويبغيها خاطرك..غانضطر نزوجك من اختياري وحدة تليق تهز اسم الحفيد المميز للحاج الطاهيري...
كأنه كان خاصو غير هاد الشي ويكمل صباحو الي بادي متوتر من اولو...موت باه الي مزال طري ومزال ماقدرش يتجاوزو لحد الان...الوصية الي شاغلة بالو وماعارفينش محتواها ولا حتى علاش اضطر يكتب وصية من الاصل...موضوع الام ديالو الي مايكرهش يتغاضى عنو..واخيرا الزواج الي طالما كيهرب منو...وكل مرة كيتحجج بحاجة بالرغم من انه فالتاسعة والعشرين من عمره...مستقر ماديا وماخاصو حتى خير وماعندو لاش يرفض...حس براسو تزير وانه محتاج يشم شوية دالهوا...لهدا اكتفى بهز راسو لجدو...استأدن منو وانساحب فهدوء فاتجاه الجردة...


جبد سيجارة شعلها كينفث دخانها بشوية وعينيه متمركزين فالسماء ... غربي بارد كيضرب فوجهه ... عقلو خدام وراسو عامر...
رافد هم العائلة وسمعة العائلة وفلوس العائلة وخ باقي صغير وفالوقت اللي مزال خاصو يتمتع بشبابه ويبروفيطي من صغرو ويعيش الحياة...هادشي كله ضاربو بعرض الحائط قدام الثقة اللي عاطيه الحاج...

مفضلو على گاع حفادو الشي اللي مخلي العلاقة مثوثرة بيناتهوم وديما فالصراع والمشاحنات مكيتسالاوش...خدا هاد المسؤولية على عاتقه وماباغيش يخدل الجد ديالو...!! حتى هو عنده هبة خاصة وسط الدار...و عمامو كيضربوليه الف حساب...لما لا وهو اكتسب شخصية ذات طباع حادة..حبو للسلطة والنفوذ والمال والحفاظ على اسم العائلة خداه من الحاج...بالاضافة لغموض شخصيته وعدم وضوح مشاعره ...كيبان جامد من برا ونيتو مستحيل شي حد يعرفها...

سالا سيجارتو من بعدما لاحها وزطم عليها...دار يديه فجياب السروال الي لابس ودخل بخطوات تابتة...توجه ديريكت لبيت الام ديالو...

فتح الباب ودخل فاذا به تلاقاتو سحابة من دخان السجائر الي مالية البيت...سد الباب و شافيها...كانت حاطة حداها كاس دالقهوة وهازة سيجارة كدخن بشراهة...مزالة بثياب النوم غوب حريري مفتوح من جهة الصدر و قصير طالع فوق الركبة...كانت كدوي فالتيليفون وضحك..بمجرد ماحسات بطيفو حداها قطعات وشافت فيه...

زفر بغضب وقرب عندها ..حالتها غادية للاسوء نهار على نهار...شحال داز على زواجها من باه؟ ازيد من 30 سنة...كيفاش وصلات لهاد الدرجة من السوء...كيفاش رجعات منحلة اخلاقيا وماضاربة الحساب لحتى واحد...بالرغم من انها تخلقات وتربات فهولاندا قبل مايختارها الحاج صالح زوجة لولدو البكر...الا انه تا حد ماكان كيضن غاترجع هكا...شنو الظروف الي خلاتها دير هاد الحالة فراسها؟ 

صباح مزالة بنفس درجة الجمال بالرغم من سنها الي فات منتصف الاربعينيات...لاكن جسدها باقي جسد شابة فالتلاتين من عمرها...فتية ومذهلة...لطالما كانت رمز للانوتة والجمال...الاناقة والفتنة..ومزال ملامحها كيحملو هاد الرمز...بالرغم من ان عينيها رجعو مخبيين حزن دفين...وكيبانو شبه مييتين دون اي تعبير...فيا ترى شنو الي خلا زهرة متفتحة ترجع هكا؟ 

سحب كرسي وجلس قبالتها مباشرة...ساطت الدخان لبعيد وشافت فيه...

صباح: ماتبقاش تشوف فيا بحال هكا...
ابتسم بالم وبلا مايجاوبها...مد يديه سحب السيجارة من فمها ناض بخطى تابتة..حل السرجم لاح البونتة ورجع دار عندها باش يشوفها كيما توقع...واقفة شعرها مشعت وعينيها توهجت بالغضب بحال شي لبوءة شرسة…وقبل ماينطق هتفات بجنون...وكانها خاصها غي فمن تفرغ غضبها...
صباح: اش بغيتي عندي عل الصباااح...واااش ماغاتفرقوش عليا نتا وجدك؟؟ 

كمال: (عض على فكو من داخل بقوة وقال بغضب حابسو لداخل) الواليدة!! وااش عاجبك هادشي الي كديري فيه؟ فنضرك هادشي ديال مرا فسنك وهازة اسم هاد العائلة؟؟ جدي مابقاش عاجبو الحال....ديري غي بحساب هداك الي دفناه تحت التراب ولبسي للابيض احتراما ليه...
ضحكات عاليا وقالت بسخرية

صباح: واااو السي صالح ماعاجبوش الحال...ههه علاش هو امتا كان عاجبو؟؟ (زادت قربات عندو وعينيها كيغليو بالغضب) امتا جدك كان مسوق ليا...شنو باغا وشنو خاصني؟ باش كنحس وشنو ضارني هااا؟؟ امتاااا؟ هو جابني من العز الي كنت عايشة فيه برا ...تفاهمو هو وبا وقدموني كبش فداء لباك...زوجوني صغيرة يالله عندي 16 عاام...وخ هكاك كان يسحابلي غاندخل لجنة...ولكن شنو لقيت؟ (سكتات شوية شنايفها كيرجفو وهو كيشوفيها بهدوء...تنفسات بعمق كتمنع دمعة لا تمشي تخونها وتهبط وكملات كلامها بحرقة) جدك الي كتهضر عليه رزاني فشبابي...وباك الي باغيني نلبس على ودو الابيض رزاني فهدا (شيرات لقلبها) ودبا؟ 

مشات هزات باكيتها دالكارو..جبدات سيجارة اخرى وشعلاتها بيدين كيترعدو...خشاتها فمها سحبات نفس مرتجف وعصبي نفثاتو فالسما وهي مغمضة عينيها..زفرات بضيق وقالت...
صباح: خرج علياااا...ماتعاودش تجي ايلا كنتي غاتعاودليا نفس السيناريو...غير بلا ماتوريني كمارتك...


حلات عينيها ورجعات شافت فيه طلعاتو وهبطاتو باشمئزاز وقالت...
صباح: رجعتي نسخة طبق الاصل على جدك الطاغية...يا خسارة يا ولد كرشي ياا خسااارة...(غوتات بقوة) خرج علياااا براااا...

ضلامت عينيه وتوسعات حدقتيها...انتشر ألم رهيب فصدرو...كرز على قبضة يديه بعنف...وبقا شحال واقف كيشوفيها بجمود قبل مايزفر بغضب ليهتف بحرقة....
كمال: مزال غانرجع عندك الواليدة...مزال...

هز صبعو عند وجهها وقال بصرامة ونبرة تحذير...
كمال: غدا الربعين ديال الواليد نبغيك تكوني مع الناس بحال اي ارملة مات راجلها...الجلابة البيضة الي لبستي فالجنازة قلبي فين لحتيها ومتنسايش تغطي شعرك...
كانو هادو اخر كلمات لاحهوم فوجهها وهي كتشوفيه بفتور عاضة على سنانها بعصبية...ماحسات بيه حتى سمعات صوت الباب تفتح وعاود تسد بقوة...انتفض جسدها بعنف حتى ترمات على الكرسي الي حداها...حانية راسها وشادة شعرها بيديها كتنفس بصوت مسموع...

حط راسو على مقود السيارة مكالي بيديه بجوج...نال منه التعب والالم...قسا عليها رغم انه عارف شنو عانات؟ "يمكن اه" 
ولكن هادشي واش كيخليها طغا وتمرد بهاد الطريقة؟ "اكيد لا"

بقا كيسول راسو ويجاوب فنفس الوقت...حتى سمع طرق على الزاجة من الجهة المقابلة...علا راسو بتعب...ماجا فين يهضر حتى كانت حلات الباب ودخلات...حطات يديها على كتفو وقالت بنبرة حنينة...
-خويا مالك كتبان عيان؟

ضهر شبح ابتسامة طائشة على وجهو..هز يديه كيدوز على راسها وقال...
-غي مع توجاد لربعين يا مدللتي الصغيرة...

"مدللته الصغيرة سلمى" ...لقب لا طالما ناداها بيه...اخته الصغيرة والوحيدة ذات الثانية والعشرون من عمرها...رائعة الجمال...لما لا وهي كتشبه لأمها صباح...نسخة طبق الاصل...خدات منها كل صفات الانوتة والجمال...عزيزة عليه بزاف وحتى هي بالنسبة ليها الاخ والاب والام...صديقها فكاع الاوقات...وصدرها الحامي فكاع الشدائد...ابتاسمات بهدوء لتقابل عينيه المتعبتين وقالت بمرح...

سلمى: توصلني كالعادة ولا نشد طاكسي؟
بلا مايجاوبها ابتاسم فوجهها المشرق...ديمارا اللوطو وتحرك فاتجاه مدرستها...

لحظات كانت رقية كتباركي اللوطو حدا المدرسة من بعد مادازو فطريقهوم خداو سندويشات باش تغداو...نزلو من الطوموبيل وتمو داخلين...حتى نخساتها رقية وشيرات ليها بعينيها تشوف...

نفس العينين الي كيتربصها بيهوم كل صباح....نفس النظرات المبهمة...نفس تعبير الوجه...شهر او أكتر...شهر وهو غايب...ولفات تشوفو مرة او مرتين فالنهار..موصل اختو لمدرسة ولفات يرمقها بنظراتو الي كتحسهوم كيتفصحوها شبر شبر...كتحس بيهوم كيختارقو جسدها الهزيل...وبشوفتو الحادة كيلفت نظرها فكل مرة جات عينيه فعينيها...وهكدا كل يوم...

شكون هاد الغريب الوسيم؟ وعلاش كيشوفيها هكا؟ الي كتعرف فقط انه خو زميلتها فالقسم "سلمى" اللي عمرها هضرات معاها او عطاتها وقت...كاين الي كيقول متكبرة لاكن ليلى بطبعها مكترافقش البنات ومكتوددش ليهوم...صديقة وحدة الي عندها هي رقية والباقي شبه منعدم بالنسبة ليها...
شافت الطوموبيل تحركات من قدامهوم من بعد مانزلات سلمى وباستو فحنكو...دار فيها اخر شوفة...زفر تا تحكو الروايض ومشا...

رقية: (نخساتها) يالله نعزيو سلمى...مات باها هادي كتر من شهر...يالله اليوم مسكينة رجعات لقراية...

كانت غاتعتارض لاكن كتبقا الموت موت ومافيها باس يديرو الواجب...مشاو لعندها كانو ضارو بيها زملاءها فالقسم...عزاوها كولهوم تقاسمو معاها حزنها عاد دخلو يقراو...


فمكان اخر وفي فنفس المدينة...ف فيلا عصرية فحي راقي...كان يسودها الهدوء والسكينة...

گالسة امرأة فالجردة...ذات ملامح ذابلة...دايرة زيف فوق راسها ..تحت عينيها كحل وكتبان متعبة مربعة يديها وكتشوف فنقطة وحدة كأنها سارحة بتفكيرها لمكان آخر... جنبها گالس راجل داير نظارات طبية و هاز جريدة كيتصفحها ومرة مرة كيرتاشف من كوب القهوة الي حداه ...حتى قاطع هدوءهوم صوت الخدامة الي وقفات عند راسهوم...
-لالة بديعة الغدا راه موجود واش نحط؟

هزات راسها شافت فيها بعينين ذابلين...تنهدات وقالت بصوت متعب...
بديعة: اسماء كاينة فبيتها؟
-كاينة الالة نعيطليها؟

بديعة: لا مايحتاجش انا غانطلع عندها...سيري وجدي الطبلة...

انساحبات فهدوء بينما بديعة ناضت كتململ ومشات جارة رجليها فاتجاه بيت بنتها...
كانت كالسة هازة ألبوم صور فوتوغرافية كتقلب فصفحاتو بهدوء ..كتبقى شحال كتأمل فالتصويرة عاد كدوز...مرة ضحك مرة تبتاسم برقة مرة تعنكش حجبانها على حساب الذكرى الي زارت عقلها فداك اللحظة مع كل صورة..."ذكريات" فقط ذكريات اللي بقاو لهاد الشابة دذات السبعة والعشرين عاما...انثى بكل ماتحمله الكلمة من معنى.. رائعة الجمال...بعيون فيروزية وشعر بني اللون...قوامها ممشوق وملامحها بريئة...قليلة الكلام وكثيرة الحركة والتفكير...كتقضي معضم اوقات فراغها كتقلب فهاد الالبوم وتفكر دكريات الطفولة فاش كانت يالله عندها 6 سنين...دازو سنوات كتيرة ...تقدمات فالسن وتبدل شكلها لاكن عقلها مزال عالق فداك الحقبة من الزمن...!! 

الحاجة الوحيدة اللي مزال مانساتها هو داك الطفل الوسيم صاحب العينان الحادتان...اسم واحد فقط واحد مزال محفور فداكرتها وماباغاش تخرجو...ابتاسمات على ذكرى دازت فراسها...نهار جرا عليها الكلب الي فالجردة ديالهوم حتى طاحت الارض وتجرحات...مزالة كتفكر مزيان كيفاش هز الحجرة وعطا لداك الكلب لراس وخ كان عندو عزيز ومشا كيجري لعندها يشوف رجليها...كانت اول مرة يدافع عليها وبقا يعاودها شحال حتى رجع الدرع الحامي والمرافق ديالها ومعاه كتقضي نهارها بدون كلل او ملل...

تحطات يد على كتفها خرجاتها من شريط الذكريات الي كان كيدوز حتى أجفلت وضارت شافت فيها...
بديعة: (كتأمل فوجهها بحنان) بنتي الحبيبة...مزال مابغيتي تنساي؟
اسماء: (بابتسامة هادئة) وخ يبغي العقل ينساه القلب كيفكرو...
بديعة: شحال قدك أ اسماء...نتي غادا وكتكبري غادا وكتزيدي فالسن شحال من فرصة دالزواج ضيعتيها...كنتي ديري السبة بالقراية هانتي تباركالله تخرجتي ورجعتي دكتورة ناجحة فخدمتك...أنا بغيت نتهنا عليك ونشوفك بدارك وولادك حتى لين غاتبقاي تسناي فشي حاجة مكايناش وماعمرها تعاود تبان..

اسماء: (حدرات راسها بحزن وقالت) عندي احساس بالي غايرجع...احساسي مايخيبنيش أ ماما...يوسف غايرجع وهاد المرة ماغانخبيش احساسي فقلبي...
بديعة: وايلا كان تزوج ولا عندو شي وحدة فحياتو؟


اسماء: (ابتاسمات بهدوء وقالت) لا أماما هو مزال ماتزوج ومكنضنش عندو شي وحدة فحياتو...

بديعة: باش عرفتيها؟
اسماء: من بعد سنوات وانا كنقلب قدرت نلقا صفحته عل الفايسبوك...حاط صورة وحدة...(لمعو عينيها بحب وجبدات تيليفونها كتوريها الصورة) شوفي كيف رجع مزال عندو نفس الشوفة متبدل فيه والو من غير أنه زاد زيان...وكيفما كنت متوقعة حتى هو طبيب بحالي...حققنا حلمنا كيفما كنا كنتخيلو وحنا صغار...

بديعة: (شدات من عندها التيليفون كتشوف فالصورة...كاين شبه كبير بين هاد الراجل الوسيم وداك الطفل ذو الطباع الحادة والشخصية المتمردة الي كان فصغره ...قرات اسمه العائلي الي هو نفس اسمها هي...تأكدات باالي هداك بصح يوسف ولد خوها ابراهيم الله يرحمو...بقات شحال كتأمل فيه ودقق فملامحه...انتابها شعور غريب بالحنين والاشتياق لما لا وهما كيسري فعروقهوم نفس الدم بالرغم من قساوة الظروف فالماضي...ابتاسمات بحب ورجعات شافت فبنتها...

بديعة: كيشبهليه بزاف...كنضن هو...زعما يقدر يرجع لهنا شي نهار؟
أسماء: (تنهدات بحزن) غايرجع أ ماما...وهاد المرة ماغانخليوهش يمشي...
بديعة: جدك مستحيل يخليه يعتب باب الدار الكبيرة...غير نساي ومتأمليش عل الفاضي...

أسماء: علاش أماما تا حد ماعارف شنو الي طرا بيناتهوم؟ وعلاش هاد الحقد كله..وشنو الي خلا جدي ينفيه هو ومو؟

بديعة: (تنهدات من الاعماق وقالت) هداك المشكيل الي طرا كون كان فهاد الزمان مكانش غايتصرف جدك بداك الطريقة مي شحال هادي كانو حسابات اخرين وعقلية وحدة اخرى...علاقة خالك ابراهيم وام يوسف كانت غير شرعية...الشي الي خلا جدك يغضب عليه فاش ساق الخبار انه عندو ولد من الخدامة الي عايشة فدارو والولد الي كان يسحابليه ولدها جايباه من الزنقة ودار فيها خير مخليها تربيه فقلب دارو زدق حفيدو من دمو ولحمو....داك الساعات كانت غاتكون فضيحة كون تنشر الخبار وسط العائلة هنا وفالريف هداك علاش هددو يا ينفيهوم لبرا ويحسبهوم عمرهوم ما كانو يا يحرمو من الورت وماياخد حتى ريال من داك الخير لي عندو...داك الساعة كان يوسف عندو 10 سنين...وخالك ابراهيم كان زوجو بخالتك صباح بالسيف عليه...وكانو والدين كمال الله يحفضو...

أسماء: هادشي عاودتيهلي أ ماما شحال من مرا ولكن واش هدا سبب مقنع باش يحقد عليهوم ويعاملهوم بداك القسوة...واش الانسان ماكايغلطش؟ وشنو ذنب داك الولد ومو لي لاحهوم تغربو وحرم فيهوم ريحة البلاد؟؟

بديعة: راه گوتلك ابنتي شحال هادي كان زمان اخر...تفكير اخر...وعقلية جدك بوحدها...مزال لدبا ماتبدلاتش...وخ كبر فالسن مزال عندو الجهد وقاسي...وزاد حقد عليهوم فاش عرف بالي خالك ابراهيم تزوج بيها فالسر...وداير ولدو على سميتو...كون تشوفي جدك فداك الفترة مابغاتش تسرطليه...ومزال لدبا يوسف ومو غيثة خط أحمر وممنوع نجبدوهوم حتى بالسمية ونتي عارفة هادشي ابنتي..

اسماء: (باصرار) عارفة اماما ...ولكن مكيهمنيش...انا ماشي هي نتوما...ومابقيناش عايشين فداك العصر...انا حرة دراسي ...وهو ماليه دخل عليا وزايدون أنا ماعنديش نفس كنيتكم...الي غايخافها توسخ كيف كيقول ديما...
بديعة: (تنهدات بتعب وناضت وقفات) ندويو فهادشي من بعد...دبا راسي ضارني وكنحس براسي ماقادا على مشاكيل وصداع وطبيخ...نوضي تغداي راه تحط...

اسماء: وخ أماما غي سيري نجمع هادشي ونلحق عليكوم...


حل المساء...خرجو من البيت مسلتين من بعد ما طفاو ضواو الدار ونعس كولشي ...تمت سرقة مفاتيح السيارة بنجاح...!! حلو الباب بشوية وخرجو من الدار بلا حس كيتسلتو كي الشفارة...

دخلو لسانسور بخطوات خفاف...لبسو طالوناتهوم...شافو راسهوم فالمراية حطو اخر اللمسات...شافو فبعضياتهوم وضحكو بخفوت على نجاح المهمة...مابقاليهوم غير يركبو الطوموبيل ويتوجهو لواحد من أكبر الملاهي الليلية فالمدينة...مجمع محبي الليل...السهرات والزهو والنشاط...دخلو شدو طبلة جاية مقنتة...طلبو اش بغاو...لباولهوم الطلب مع ترحيب يليق بيهوم ككليان وفي لداك الحفرة...و واحد جوج تلاتة وبدااات السهرة...!!!

موسيقى صاخبة ودخان كثيف...اضواء ملونة كضرب فوجهها مرة كيبان احمر مرة اصفر مرة كيضلامو ملامحها مع ضوء خافت هازة كاس ديال الويسكي فيد وسيجارة كتحرق واصلة لنصها فاليد التانية...واقفة فالوسط كتمايل على انغام موسيقى الهاوس...بفستان ضيق كيبرز گاع تعاليم جسدها النحيل وخصرها الممشوق....مع كعب عالي باش تحدا قامتها القصيرة وتبان طويلة وسط داك الحشد الي كاين تماك....شعرها الاسود الفحمي واصل لخصرها مسرح على طولتو مور ضهرها بينما خصلات قلال متناثرين فوق كتفها...عينيها فيهوم بريق ماشي عادي...كتبان منغمة وفرحانة...مستمتعة بالجو على الآخر...كأنها عايشة فعالم خاص بيها بوحدها...غير هي وأحلامها والباقي باغا تنساه قبل ماتسلل يد متطفلة وتحاوطها ماللور..!! 

قطعات اتصالها مع راسها...وقبل ماتدور تشوف شكون همس صوت خشن عند ودنيها لحيته خلاتها تعوج عنقها بشوووية مصغرة حدقتيها قبالتها...

-الزين كيشطح بوحدو وانا هنا...!!

ابتاسمات حتى بانت غمازتها اليتيمة فحنكها...طفات الگارو فالطبلة للي جنبها وضارت عندو...لوات يديها على عنقو وقالت وهي موجهة نظراتها الحادة لعينيه مباشرة...نظراتها الي فيهوم سحر غريب كيخليو شكون مكان ينسا وجهها ويركز فقط فعينيها...زادت لوجهو حتى لفحاتو بأنفاسها السخونة وقالت...

ليلى: حياتي كولها دوزتها بوحدي ماغاتحفاليش فرقصة...
حاوطها من خصرها وزاد قربها ليه...خشا راسو فعنقها طلعات معاه ريحتها...رائحة الفانيلا والورد الي تسللات مع نيفو استنشقها بحال شي مخدر زاد سكرو وقال بصوت أجش...
-سيمانة...سيمانة باش عرفتك وصورتك بقات محفورة فبالي...كنت كنتسنا لقاءنا التاني بفارغ الصبر...!!

بعدات عليه شوية وابتاسمات برقة خلات قلبو يرتاعش وقالت بصوتها العذب والرقيق...
ليلى: يعلم الله شحال من وحدة قولتي ليها هاد الهضرة...!!

هز يديه جر خصلة من شعرها داها جهة نيفو سد عينيه كيشم فيها بهيام وقال...
-قلتها غير ليك..غير ليك نتي...بغيت نشوفك اليوم وغدا وبعدو حتى لما لا نهاية...
حطات كاسها ورجعات عنقاتو وقالت بدلع متعمداه...
ليلى: اليوم هانا معاك ...مي غدا منقدرش نواعدك...

بلع ريقو وعينيه كيغليو بنظرات إعجاب ثمالة وشهوة عنيفة...ورغبة جامحة اتجاهها باينة فحدقتيه الي كيضياقو شوية بشوية تحت تاتير الخمر وسحرها الغريب...حس براسو توضر ومابقاش قادر يقاوم....شد فيديها وقال...
-يالله معايا دبا...نكملو سهرتنا فالدار...نرتاحو ونهضرو على خاطرنا....

نفس الجملة ...!! نفس النظرات...!! نفس الملامح...!! عندكوم أسلوب واحد باش تصيدو البنت بحال شي اسد كيحفر لفريسته وريوكو سايلين...!!

هادشي قالتو فنفسها وهي لابسة قناع البرود...دارت ابتسامة مثيرة...ركزات الشوفة فعينيه مزيان باش تقلب السحر على الساحر ويرجع هو الفريسة فعوط ماكان هو الصياد...هزات يديها كدوز على لحيتو بلطف وقالت بصوت رقييق و ممير فنفس الوقت...
ليلى: فين باغي توصل معايا بالظبط...؟؟


⏸⏸
أولا القصة متشعبة متشابكة جامعة بزاف ابطال و بزاف احداث
بدينا بتعريف للشخصيات ونبذات على حياتهم كي دازت

البداية شفتوها مع البطلة دخلات للحبس، علاش و كيفاش تبعو و غاتعرفو ..!!

رجعنا بفلاش باك لقبل عماين
دخلنا بالبطلة الرئيسية ليلى
بنت شخصيتها مضايراش، وحدة متمردة ماعندهاش مع الحكام الزايد، كاتبغي تدير اللي بغات و جموحها باين كثر و كثر من خلال شنو قالت تحت لسانها هي
البطلة عندها مها و باها منفاصلين اي مطلقين
الأب عنده مرا اخرى و عندو معاها ولاد اخرين مامخليهم تخصهم حتى حاجة بينما ليلى بقات على الهامش و هادشي اللي كايزيد يكعيها و يخليها تكمل فتمردها

كاينين جوج ابطال شباب
كمال و يوسف
كمال هو الابن المرضي عندو أغراس أغراس و الخدمة و الثروة دالعائلة هوما محور حياته
بينما يوسف فهو الابن المهمش المنفي مع ماماه غيثة فهولندا
الام كانت على علاقة مع بابات كمال و ولدات ولد اللي هو يوسف و بسباب هادشي باغي ينتاقم حيت نفاوه و همشوه من هاد العائلة 

كاينة كذلك صباح ام كمال، المرأة اللي تزوجات على 16 عام من ديك الساع و هي عايشة غير فالقهرة و الهم مع رجل قلبه مع وحدة اخرى و هي كذلك دورها مهم فالقصة و بطلة

و كذلك ماننساوش اسماء بنت عمة يوسف اللي متعلقة فحب طفولتها و كاتسناه على نار فوقاش تشوفو من جديد و يرجع

احداث واضحة و باينة لحد الآن مكاينش تعقيدات كثار عاد غايبداو، كنا غير مع تعريف الشخصيات اللوالة

و بالنسبة للبطل و البطلة، گاع الشخصيات محسوبين ابطال
من الصغير للكبير

اما البطل الرئيسي فمع الوقت غانعرفوه ماتخافوش كولشي يبان شوي بشوي 💋


▶▶
.هزات يديها كدوز على لحيتو بلطف وقالت بصوت رقييق و ممير فنفس الوقت...
ليلى: فين باغي توصل معايا بالظبط...؟؟
سؤال مباشر مكانش ضارب حسابو أصابه في مقتل ... وثره و خلاه يتعرق و السخانة طلعات معاه ... بلع غصة تكونات فحلقه وقال وهو كيحاول يراوغ بحالها...
-كوتلك قبيلة بلي باغيك ل ما لا نهاية...(هز يديه كيتحسس خصلات شعرها الاسود كسواد الليل...وكمل) ليلى من نهار شفتك ونتي فبالي...بغيتك تبقاي معايا اطول وقت ممكن...تكوني جنبي ونشبع منك ... وعلاش لا تكون بيناتنا شي حاجة من هنا لقدام...

توسعات ابتسامتها وهي كتحدق فملامح وجهه بهدوء وقالت...

ليلى: للأسف انا وياك مانصلاحوش لبعضنا...نتا الفووووق (هزات صبعها وطلعاتو كتلمس عنقه بلمسة خفيييفة كاتبووورش) وانا لتحت (هبطات بصبعها فنفس البلاصة) نتا كبرتي على اللي حليتي عليها فمك تلقاها حداك...ماناقصك والو من غير هادشي اللي كاتدوي عليه...أما أنا...تابعني شحال من حاجة الي متخلينيش نفكر فالعلاقات الغرامية وهادشي اللي كدوي عليه...انا ايلا ماخدمتش وقريت فنفس الوقت ماغانلقا باش نصرف على راسي...

شدلها صبعها اللي على عنقو باسو وقال وهو محاوطها بيديه من خصرها والي شافهوم يحلف عليهوم طايحين فبعضياتهوم...
-الي حليتي عليها فمك تلقايها...فقط وقتك يكون ليا...

حسات بالشبكة دالصيد بدات تثقال خاصها غير تتأكد وتهزها...
ليلى: اممم...متأكد؟ مستاعد تعطيني باش نخلص مدرستي...وباش ندي ماما لطبيب حيت مريضة...وباش نصرف على راسي؟

تحنا باسها جنب فمها بشوية تراجع بشووية للوراء كايتمذق بلسانو شفايفه ... ماسخاش بريحتها المسكنة وبقا خاشي راسو فعنقها...طبع قبلة تماك ونطق بصوت أجش...
-مستاعد من هاد اللحظة...من اليوم نتي غي كلسي فالدار...أمري وانا ننفذ...

ضحكات بمكر ورا ضهرو...بعدات راسها شوية...هزات يديها كتحسس لحيتو وقالت بصوت حنين...

ليلى: دبا نتا سكران شنو الي يخليني نتيق بيك؟ عندك شي ضمانة على كلامك من هنا لغدا؟
ابتاسم بخشونة..وبلا ماينطق حتى حرف...شدها من يديها وجرها لطبلتهوم فين كان كالس هو وخوه ...كلسها وجبد شيك من جيبو...دار فيه مبلغ 10000 درهم...سناه ليها وعطاهلها شداتو...ضربات على المبلغ لمعو عينيها...علات راسها بانتليها رقية كتشطح مع شي حد...غمزاتها بعينيها فهمات البلان وضحكات بميوعة فاش عرفاتها ضبراات على راسها وليلتها ماخرجاتش فالصو...رجعات شافت فيه ابتاسمات برقة وباستو من حنكو...رجعات ركزات الشوفة فعينيه وفراسها ألف مطرقة...عقل يدي وعقل يجيب...

"الخداع"

هدا هو اسلوبها الي كتقنو...وكتفنن فيه...بحال شي رسام كيتقن لوحة فنية...بحال شي فنان كيبدع فأداء أغنية...بحال شي ممتل كيتمكن من إقناع المتفرج فمشهد درامي من مسرحية...هي كتقن دورها كمخادعة ومراوغة...كتعرف تلعبو وتبدع فيه مزيان...كتقولك الوقت بغات هكا والضروف فرضات عليها تنكر بقناع الخداع...ايلا بغات توصل...من صغرها وتاحاجة ماكاتجيها ساهلة...من ديما لابغات شي حاجة خاصها تقاتل عليها وتراوغ وتحيدها من فم السبع...واش حيت هي متطلباتها كتار ومكتسالاش؟...ولا هي كتشوف الفوق وماباغاش تهبط راسها الرض؟...ولا هي زربانة باش تزيد القدام وماباغا تشوف موراها حتى دقيقة؟...ولا الحياة شادة معاها الضد ومزيرة معاها الحبل ومقاتلة معاها فشكون غايطلق الاول...؟

بالنسبة ليها صيدات فريستها لليلة...وبالنسبة ليه حتى هو...بنت جذابة بحالها ..بانتليه ساهلة باش يوصل ليها...بين ليها شوية دالفلوس تحلات ليه...هو ماعارفش اش تحت راسها وهي عارفاه مزيان اش ناوي معاها...!! هو كيضحك حيت اخيرا غاايدي داكشي الي كيحفر عليه وهي كضحك حيت غاطلع معاه صبع وتخورو...!!


ياسين الشاب الوسيم الي تلاقاتو قبل بسيمانة هو وخوه فإحدى المقاهي بضواحي المدينة...واللي استدرجاتو قبل من هاد المرة لسهرة تعارف ...ضحكو ونشطو فيها...لاحت صنارتها فنفس الليلة...فرشات ورطبات مزيان لتاني لقاء غايكون بيناتهوم، كولشي محسوب فذماغها و موجدة ليه...!! 

ياسين زير النساء ... ياسين الي وحدة فالجيب ولوخرا فالبزطام ... ياسين الشاب المخادع واللي كيضن راسو غايشري كولشي بفلوسو ... ياسين اللي عاجبو راسو وحاس بعضيماتو ... جا لبين يدين ليلى خاصو ينقز الشوك لا بغا يوصل ليها...!! هي ماشي بالسهولة اللي ضانها، لا كان شاف فعينيها النية بسباب انها فقيرة و محتاجة و ضن نفسه غياخذ اللي بغا بهاد الطريقة فهي شايفة فعينيه المكر و عارفاه لشنو طاوي و بنفسها مخدمة عقلها و جاذبيتها كأنثى خدمات فتنتها و كيدها و ها هو طاح فالشبكة بكليمات بساااط و نظرات رقاق و لمسات خفااف..!!

هكا دازت ليلتهوم أجواء مليئة بالنفاق والضحكة الصفراء ... رقية مكتفلت تا فرصة باش تنوض ترقص تهنا من داك اللصقة ديال خوه كيف كتقول هي ... انسان زهيم وتقيل عل القلب ... ياسين معنق ليلى مرة مرة كيهضر فودنيها ... وهي كتحسب الدقايق والتواني باش يشعل الضو إعلانا على نهاية السهرة وتنوض تمشي بحالها....
********************************

كانت الساعة تشير الى الخامسة صباحا فاش صطالاو الطوموبيل جهة البحر...نفسات الزاجة شوية ودخل غربي بارد استنشقاتو بهدوء وعينيها كيلمعو تحت تأثير السكرة..تنفسات الصعداء من بعد ماتفكات من ياسين وهاد الليلة التقيلة الي تحملاتو فيها من بعد مادارت معاه تلاقاه غدا كيف تفيق من النعاس وتريكل المجاج باش يدوزو النهار بجوج ...ابتاسمات بسخرية وشاافت فصاحبتها وقالت بخفوت...

ليلى: برمي شي جوان الليحفضك يدي فيهوم الريحة...
رقية : (صغرات عينيها وقالت بامتناع) براكة عليك أصاحبتي راك سكرتي...
رجعات راسها اللور ضحكات بسخرية...وقالت بفتور...

ليلى: داكشي الي مكديروش ماما كديريه نتي...خلي هاد الشي لولادك نهار يجيو لهاد الدنيا...وبرمي شي جوان بعقلو بلا فلسفة...

تنهدات باستسلام لهاد الكثلة من الجليد الي حداها...خدات زيكزاك وطرف دالحشيش قاداتو فكارو..مداتو ليها...
رقية: هاكي الله يعفو...
شداتو من عندها شعلاتو..سحبات نفس بقوة حتى دمعو عينيها وبان عرق زرق فجبهتها..رجعات تكات على الكرسي...كتشوف بعيد فنقطة وحدة...رمشات عينيها ونطقات بخفوت

ليلى: ماكرهتش نمشي لشي بلاصة مافيهاش البشر...بغيت نكلس مع راسي شوية...نهرب من هاد الحياة ونغَيّْب فقنت اخر...كنحس براسي بحال فشي حفرة صغيرة وضيقة وخ السرجم مسدود البرد داخل مجهد...كايبان غي الظلام اصاحبتي...

كانت كتلعب فالتيليفون وتصنت ليها فنفس الوقت...عرفااتها سكراات وغاتبدا دخل وتخرج فالهضرة...ابتاسمات بهدوء وردات عليها...

رقية: الحياة زوينة أليلى غير نتي الي معقداها...

ضحكات بسخرية وسحبات نترة اخرى من سيجارتها الي كتحرق فيديها وقالت..
ليلى: متافقة معاك...الحياة بنت الناس ولكن ترابيها ديال القحاب...وحتى أنا فعايلي ديالهوم هداك علاش مكنتفاهموش...

ابتاسمات بحب ماشي لهضرتها ولكن لشاشة الهاتف الي فيديها...شافت فيها ليلى لقات حناكها مزنكين عرفاتها كدوي مع صاحبها...طولات فيها الشوفة وقالت...
ليلى: الحب زوين ياك؟
علات عينيها والقلوبة مرسومين فوجهها...ابتاسمات بنهم وقالت...
رقية: بزااف شعور زوين...كتحسي راسك بحال فشي بلاعة كتجرك لعندها فعوط متغوتي كيجيبلك الله بحالا كدغدغك وتبقاي غير ضحكي...خاصك تجربيه باش تعرفيني علاياش كنهضر...!!


ضهر شبح ابتسامة على وجهها وقالت وهي كتشوف بعيد...
ليلى: مكرهتش...مكرهتش نجرب هادشي الي كتهضري عليه...عارفة بالي كلشي شاد معايا الضد...ولكن...(سكتات شوية...ضورات راسها شافت فيها وقالت وعينيها كيلمعو) ولكن نهار غانلقا الحب ديال بصح...غانشد فيه بسناني وماغانطلقوش...هدا وعد مني اصاحبتي وعقلي على هاد الجملة مزيان...
كانت رقية كتصنت ليها بعدم تركيز...دايرة ليها خاطرها حيت عارفاها كتهضر بلا وعي ولاعبة عليها السكرة حتى كملات هضرتها وكأنها قرات داكشي الي فبالها...

ليلى: غاتكوليلي سكرتي وماعارفاش شنو كتقولي؟ (لاحت الكارو من السرجم ورجعات راسها اللور بتعب)...غانقولك هادشي مابقاش كيقضي فيا اصاحبتي...بغيت نجرب شي حاجة جديدة...بغيت نخرج من هاد الروتين دحياتي...مليت الناس ومليت راسي...صحيح طبعي خايب...قاسية ولساني سليط...صحيح عايشة فظلام وكنشوف كولشي كحل...بالرغم من هاد الهشاشة والعقد النفسية الي متملكاني... تمنيت! تمنيت نكون بطلة ديال شي واحد فهاد الدنيا...يشوفني غي أنا من بين كاع البنات...يشوفني بقلبو وماشي بعينيه...يبغيني كيفما أنا بلا منحتاج نتصنع ولا نتبدل على قبلو...يحسسني بأنوتتي ويخرجها للوجود...نكون معاه وليه بمشاعر صادقة وماشي بخداع كيف كندير كل ليلة ..بغيت نكون أنا هي داك المرا الي غاتغير حياتو...مهما كان قاسي وعندو جبروت...يرجع حاني الراس للحضن ديالي يهرب من العالم ليا أنا...

رقية: (تنهدات من بعد ماحطات تيليفونها وضارت شافت فيها) امم ياكما كدوي على داك البوكوص الي مكينزلش عينيه عليك ؟ 

عرفاتها كدوي على خو سلمى الي مزال لحد الان مكتعرفش سميتو ابتاسمات ببرود وقالت...
ليلى: هداك النوع باين شنو باغي...وداك النظرات مايخفاوش عليا...(تقادات فالكلسة وقالت باهتمام) عرفتي شنو رجعات كتبانليا فيه نفتخو تاهو؟ باينة لباس عليه غير من الطوموبيلات الي كيجيب واللباس الي كيضرب... اش بانليك؟ 

رقية: ماعرفتش كتبان فيه قاصح موحاال يدوخليك...
ليلى: واقيلة نسيتي راسك معامن...شحال من فيكتيم كان بحالو وطوعتو...خليه يدير اول خطوة والباقي عليا...
رقية: وباش عرفتيه غايديرها؟ 
ليلى: عرفتها من عينيه الزين...وقرييب غايبان العربون...
رفية: (ضحكات وديمارات اللوطو) لا نتي بصح سكرتي...وخلطتي حتى بديتي تشوفي كولشي ساهل وكولشي زوين...
ليلى: (هبطات الكرسي وتسرحات بلاصتها..غمضات عينيها وتنهدات) فيا النعااس...

رقية: متنعسيش راحنا قراب لدار...متنسايش تحيدي طالون لا يعيقو بينا عاد داخلين...
ليلى: لا رد...

رقية: (شافت فيها لقاتها نعسات) اويلي معامن أنا...(نخساتها) ليلى...
ليلى: أنننن...
رقية: فيقي تبولي...
ليلى: (بصوت نعسان) فياش!!

حبسات اللوطو حدا الدار جمعات صاكها وحوايجها...ماخلات تا اتر انهم كانو فاللوطو سهرانين...فيقات ليلى بمشقة الانفس...خرجات كتلاوح هازة طالونها فيديها...سادة عين وحالة لوخرا...كتحس براسها كيدور وزاد كمل عليها السانسور الي طلعو فيه...وصلو لحدا الباب حلات رقية غير بشوية باش متفيق تاحد ...ودخلات جاراها حتى لبيتها..سدو الباب بالساروت تلاحو على النموسية ونعسو بحوايجهوم...!!


كانت وجوهوهم شاحبة وعلامات الصدمة باينة فعيونهوم كولهوم...وسط جدران هاد الغرفة فالصباح الباكر...من بعد ماسالا المحامي من قراءة الوصية وخلاهوم شي كيشوف فشي ماقادين لا يهضرو ولا يدويو...حالة من الدهشة خلات كل واحد يبقا لازم مكانو ميتحرك ماينطق ...من غير شوفاتهوم فبعضياتهوم شي كيحاول يفهم من شي ومكرهوش يكدبو ودنيهوم ويزدق داك الشي الي سمعوه مجرد كابوس وباللي مزال مافاقو من نعاسهوم...!!!

لاكن هيهاات الوصية تقرات والخبر كان رصاصة قوية من مسدس مجهول اختارقات ريوسهوم كولهوم خلاتهوم بلا دماغ من صغيرهوم حتى لكبيرهوم...!! ساد سكون غريب وهدوء ماشي طبيعي...حتى تسمع صوت ارتطام ...ضارو كولهوم لقاو الحاج صالح متكي فوق كرسيه شاد فقلبو وملامح وجهه متشنجة...ماقدر تا حد ينوض عندو من غير كمال والمحامي الي مشاو شدو فيه...

كمال: (بخوف) تهدن أجدي ...بشوية عليك...
ح.صالح: (شافيه مزير عل الفك ديالو والالم كيعتاصر قلبو من هول الصدمة...تنفس بعمق وقال) واش سمعتي...اش كال المحامي؟ واش شفتي باك اش داار؟؟ حتى من بعد موتو باغي يجيب اخرتي...وانا الي كنت كنكول ضلمتو وقهرتو...شفتي باك باش جازاني اولدي؟ (رجع شاف فالمحامي كيهضر ويتعصر) واش هادشي قانوني؟ واش دار كاع الاجراءات قبل ميموت؟ 
المحامي: (بتأسف) نعام الحاج...كولشي قانوني وموتق...السي براهيم الله يرحمو كتب النص فاملاكو بما فيهوم 70 فالمية من هاد الدار لولدو يوسف الي فهولاندا يتصرف فيها هو والام ديالو كيما بغا...العقد هاهو بين يدي قانوني ومافيه حتى شي خطأ...ونسخة مشات لطرف التاني كيما سبقلي ودكرت...باقي غير توقيعو ويتوتق هادشي من بعد مايحضر شخصيا...

وكأنهم كان ناقصهوم غير المحامي يعاود هضرتو باش يخرجهوم من سهوتهوم ويتأكدو باللي الخبر صحيح وهدا ماشي كابوس بل حقيقة...حقيقة اللي ممكن تقلب حياتهوم رأسا على عقب...

غمض عينيه بتعب...كيحس بقلبو كيحرقو والالم كيعتاصر فيه من داخل...!! حل عينيه على صورة ولادو وعيالاتهوم وحفادو الي كالسين تم...قرا فكلامهم الدهشة والصدمة والحقد...وفهم من تعابيرهوم سؤال واحد..."امتا كتب لبراهيم الدار الكبيرة..!!!"

رجع غمض عينيه وزير على يدين كمال الي فوق صدرو كأنه كيستامد منو شوية ديال القوة باش يقدر يواجه ولادو لوخرين...حل عينيه وقال وهو كيجاوب على سؤالهوم الي منطقوهش...

ح.صاالح: أنا كتبت هاد دار لبراهيم هادي عماين وبالضبط فاش عرفتو مريض وحسيت بيه غايضيع مني...حسيت براسي قسيت عليه الشي الي مدرتوش معاكوم...كنت صارم معاه كتر من القياس...حسيت بيه كيتعدب بسبابي وسباب الماضي...بغيت نجازيه وهديتو اغلى مكنملك...(علا عينو كيتفحص جدران الغرفة بهدوء) هاد الدار هي جزء مني قبل متكونو نتوما...أملاكي كولها...مكتسوا والو بالمقابل دهاد الدار...تقت فيه وكتبتهالو ولكن خوكوم ابراهيم مصر يعذبني حتى من بعد مامات...حسيت بيه انتاقم مني على كل مادرت فيه...!!


ماقدرش مزال يكمل هضرتو...زير على قلبو كيتنفس بصعوبة...جاتو أزمة قلبية من شدة الالم والصدمة الي مكيتحملهاش السن ديالو ..!! وخ كيضاهر القوة الا أنه ضعيف قدام مرضو...شد فيديه كمال وزير عليه...شافيه بخوف وقال...

كمال: تهدن أجدي كولشي غايتحل (شافيهوم باقيين كالسين ماحرك فيهوم حتى شعرة غوت باعلى صوتو على الخدامة باش تعيط لطبيب...ونوضو وهو مسند عليه بمساعدة المحامي تكاوه فوق فوطوي باش يرتاح على مايوصل طبيب...
ناضو وقفو عليه كولهوم وتعابير وجههوم ممحية من غير عينيهوم الي كتشع بالغضب والحقد...ولدو سعيد وحفادو بجوج ياسين وحسام...و ولدو الصغير محمد وحفادو أمين وسامية...جا الطبيب ديالو شافو وكشف عليه...عطاه دواه وخلاه يرتاح شوية..شافيهوم بأسف وقال بعتاب...

الطبيب: ازمة قلبية ...كيما كنكولكوم ديما خاصو يرتاح ويبعد على الصداع والمشاكيل...حاولو تبعدو عليه أي صدمة او مشكيل يضر بقلبو ودواه خاصو يواضب عليه...خليتليه الراحة دبا...!!

خرج الطبيب وخرجو من موراه كولهوم...كانو كيتسناو غير امتا يهربو من هاد البيت ومن هاد الجو ومن هاد الصباح المشؤوم...ويمشيو يعقدو فاجتماعاتهوم المغلقة يحاولو يستوعبو اش طرا...توجهو كاملين لطابق الارضي كلسو فالصالون حامية فيهوم البيضة غاياكلو جنابهوم بالفقصة..من غير وحدة الي كانت باغا غير تفك من داك الجو المكهرب وداك المسرحية الي كانت الفوق...!!

نعم مسرحية وبالنسبة ليها كولشي تمتيل...دخلات لبيتها وردخات الباب...مابقاتش كتحمل تشوف هاد الكتلة من الحقد والنفاق الي فوجههوم...حيدات داك العباية البيضة الي لبساتها بالزز بصفتها ارملة...لاحتها فالارض وفكات زيف الي فوق شعرها...مشات تقابلات مع الشرجم شعلات كارو وبدات تنفت فدخانو بهدوء كتزيد تأكد نهار على نهار أنه مكيستاهلش تلبس عليه الابيض وتزيد ضيع الباقي من عمرها عليه...والدليل هادشي اللي وقع هاد الصباح حتى من بعد موتو فضل غيثة و ولدها على كولشي...!!

"غيثة" لطالما سبب هاد الاسم عقدة نفسية عندها...طالما رافقها طول فترة زواجها بيه...كانت كتحس بيها ساكنة فعضامو الشي الي كان كيحفر فقلبها بعنف...ويهين أنوتتها وكرامتها كامرأة...لطالما غيثة كانت الحاجز بينها وبين ابراهيم وشبح كان وغايبقا مرافقها طول حياتها...دمعو عينيها وهي كتسوط الدخان لبعيد...كتحصر على حاجة وحدة...شبابها الي ضاع ونفسيتها اللي تدمرات تحت سقف هاد الزواج...ذبلات من بعد ماكانت وردة وردة جميلة كتصر النظر...صباح أيقونة الانوتة والجمال ذبالت وسط هاد الدار...طفات الكارو ولاحتو...مشات تقابلات مع المراية كتحسس وجها بيديها...وجهها الشاحب والخالي من المكياج...شعرها المجعد والي شحال مامشطاتو...عينيها العسلين والي فيهوم بريق من الحزن الالم والضياع...!!

بقاات شحال صافنة قدام المراية حتى شقاات وجهها ابتسامة باردة...كأنها تفكرات شي حاجة...مشات هزات تيليفونها وكلسات جنب السرير...دخلات لريبيرطوار...هابطة كتقلب بتردد حتى لقاات النمرة المقصودة...!!

تعيط؟ ماتعيطش؟ شنو غاتقولو من بعد كاع هاد السنين؟ واش مزال كيفكر فيها؟ واش غايسمح ليها؟ والاهم من هادشي كولو واش هي غاتسامح راسها؟ 

مسحاات كاع الافكار من دماغها...هاد المرة مغاتفكر فحتى حد من غير راسها براكة غيير داكشي الي ضاع وفات ...باغا تزيد لقدام وتعوض غير شوية من داكشي ...حيت التضحية الي دارت فالماضي والتردد الي ترددات مفادتها فوالو من غير انها دفنات راسها و فنات حياتها على واحد مايستاهلش...!!

دوزات الخط هاد المرة بدون تردد مستاعدة لأي حاجة ممكن تجي من بعد...هي فأتم الاستعداد للمواجهة و تمتيل دور الأرملة الحزينة عمرها غاتقنو وسط مسرحية مشاهددينها كولهوم منافقين....!!!!

تفتح الخط من بعد ماصونا بزاف...سرات رعشة كبييرة فجسمها كولو من بعد ما سمعات صوته الخشن الرجولي الي ردها سنوااات كتيرة إلى الوراء....!!

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.