ليلى والذئب الجزء 27

من تأليف Emi ZR
2021

محتوى القصة

رواية ليلى والذئب

أسعد ما لقا ماويقول ليه... هبط راسو و كمل في بكاه بصوت مقهور... تا كيحس بخلدون وقف بالزربة.. و دوا...

خلدون: يالله اولدي يالله بحالنا... هاد كازا منحـ ـوسة... زيد...

طلع فيه راسو كيلقا وجهو صفر ما فيهش قطرة ديال الدم... و عنيه جاحضين من قوة ما نزلات عليه لبرووودة من هذ الخبر....

أسعد: "شدو فيدو و دوا" مغاديش تقدر تسوق و نت هاكدا... راه خالي صيفط لي غادي يدينا تا لتما....

خلدون حرك راسو بالإجاب و لكلمات هاااربين ليه... مقادرش يعبر او يقول شي حاجة...

جر اسعد بلا عقل و خرج مخلي من وراه لباليزة هاز غير لبزطان و لكونطاك... و حتى من لباب بقات محلولة ديال شومبر... غادي بلا عقل مزير على يد اسعد و مشابك اصابعهم و كأنو دري صغير و خايف عليه....

كانت فعقلو فكرة وحدة انو يمشي يوصل عندها.... ما كرهش من داب ما كرهش شي قدرة تخول ليه ينتاقل من مكان الى آخر...

تاجه لاسونسور... ركب فيه و ضغط على زر الطابق ديال الاستقبال... مسؤلة وقت و كانو فيه حط الساروت بلا هضرة بلاوكلام و مشا و اسعد موراه...

خرجو لقو شيفور بميرسيديس ركبو و تاجهو على وجه السرعة لفاس...

و نرجعــــــــو المكان الحـــادث... ليلى متكيا على سيف و فشلاااانة و كتنخصص عنيها حووووومر بالبكا و لكحل ساااااخ ليها... البوليس مطوقين المنطقة...

عينيهم بجوج كانو على جثة أدم... محطوطة في صاشية كبيرة كحلة و باين منها غير وجهو.... سبحان لله... الإبتسامة مزااال ما فارقاتوش رغم مفارقتو للحياة... النور كيشع منو... الى حين أن جا واحد من المسعفين لابس بدلة خاصة... سد ليه على وجهو بالسنسلة و تعاونو 4 هزوه مدخلينو لسيارة الإيعاف....


هنا ليلى قلبها تزييييير بزاااااااااااف و وقف ليها الريق في حلقها و غمضات عنيها مزيرة عليهم من كثرة الوجع.... و رجعات تاني تبكي بصوت... و نزيررااا هاى سيف... و كدوي بحرقة و ألم....

ليلى: "بصوت مقهور" مشالي ولدي مشا.. اسيف مشا... هئ هئ... مشا و خلاني ولدي اسيف مشا... مبقيتش غادي نشوفو و نعنقو و نشم ريحتو... ترزيت اسيف ترزييييت....

سيف: "زاد زيرها عندو و غمض عنيه بألم تا هبطو منهم الدموع و دوا بألم" شششش صبر الغزالي صبر... صعيبة ولكن ماشي خصارة فربي.. مشا مرضي...

ليلى: "تنخشات فيه و زااادت كملات" كبرتو تا ولا راااجل... هئ هئ... كبر قدام عيني عمرو تفرق عليا... و كي ندير بلا بيه كي نديييير... ولدي ولدي.. اسيف لعاااافيا شعلا ليا فقلبي.. لعااااافيا... متطفاااااش متقطاااات تا يجي تراب على وجهي.... هئ هئ... هئ هئ... يااااربي صبرني على فراقو ياااا ربي.... راني تكويت في كبدتي و تقسم ضهري بيه يا ربي... ياااا ربي كانو عندي جزج عنين 18 عام و انا حاضياهم.... تخزاااات ليا وحدة فيهم اربي... و حريقها صعييييييب اربي... يااااربي صبرني يااا ربي... و رحمو يا سيدي ربي لحبيب... هئ هئ... و لحقني بييييه راني وراه منقدرش نعيش ياااا ربي لحبييييب....

سيف: "زيررر عليها من أخر كلمة قالت و دوا" لا لا لا اغزالي لا... ربي يصبرنا على فراقو ربي يصبرنا...


في حين لكل منشغل في البكاء و الحزن... كان واحد القلب صغير شاعلا فيه العااافية... و كيتقطع طروفا صغاااار... ألم رهيييييب كان في صدر محمد...

لكن فوجهو مكان حتى شي تعبير... عنيه محلولين و كيرمش ببطئ... ولا صفر بزاااااف.... شنايفو بياااااضو بزااااف... و طرافو زراقو من ديك لبروودة... مكيتحركش فقط عنيه على لومبيلونص لي مشات و معاها طرف منو... كيحس بنصو مااات عليه... ما قادرش يتحرك... عقلو تفيكسا في اللقطة لي خرجات فيها روح ادم... مقدرش يقرب ليه او يدوي معاه... ما بغاش الوداع... ما بغاشي يتوادع معاه...

جورية كانت معنقا تيمور و نااااعسة بتتعب من قوة لبكا... كان المكان خااالي من الصحافة و نااس فقط منضمين الحفل لأنو جورج لعبها صح... و خلا الدنيا تا خوات...
نتاشلات الشرطة الجثة ديالو حتى هو... و كانو اكثر من 15 ديال الضحيا... و دنيا ولات مجـ ـزرة... شحال من عائلة تيتمات و شحال من بنت تهجلات و هي حتى مزال ما تزوجات... و هادشي كلو فقط من أجل إنتـ ـقام رخيييس... ما ليه معنى و كأنو مضلوم و راجع من أجل حقو....

سيف و ليلى يكون ليهم لله.... الصبر وااجب عليهم و كيقوليك المثل ربي مكينزل لمصـ ـية تا كبنزل اضعااافها ديال الصبر في قلوب ناسها...


نخليوهم و نمشيو للمستشفى فين كان عبد الجبار مريح على كرسي و مرخي و عنيه كيشوفو في الفرااااغ... تا قال تهنى عليها و شافها فرحانة بوليدها... و هي تخرج ليها وصيبة آخرى من جنب... جميلة حداه لااا تقل عنه حالتها حااالة و عنيها حمرين من قوة الدموع لي دمعات.... و العملية اكثر من 2 سوايع و هي مزااال تا طبيب ما خرج...

غسان كان كيطلع تنهيدات من أعماااقو و عينو على باه... كيفاش غادي يقوليه ابا بنت أملها في الحياة ضعيييييف... كيفاش غادي يقوليه ابا عينك تخزااات كيييفاااش....

سجود متكيا على لحيط و كتبكي في صمت و حداها هيثم لي بدورو كيحسف غير لخروج الذكتور بالخبر الصااادم....

بقاو على حالهم تا كيبان ليهم اسعد و هلدون داخلين مزروووبيين قاصدينهم... غسان غير شافه عض على يدو و غمض عينو بألم تذكر انو اسعد شاف اشطرا....

في حين هوما وصلو بلهفة عندهم... و اول من دوا كان خلدون...

خلدون: "بلع ريقو و دوا بصعوووبة" مم مريم.. مريم بخير ياك...

غسان زاد لعندو و حط يدو على كثفو طب طب عليه و دوا: ثبت راسك هاهي لداخل... لكن ما نعطيكش أمل...

خلدون: "هبط رراسو لتحت بألم رهيييب حسو في قلبو مجرد الفكرة انو ما يمكنش يولي يرجع يشوفها او يسمع صوتها... خلاتو يتهرس من لداخل...

في حين اسعد كان واقف حداهم عنيه دمعو و بلع ريقو و جلس فواحد الكراسي و طلع راسو للفوووق.... بقلة حيلة... ما عندو ما يدير...

وقت قليييل... و تحلات غرفة العمليات و خرج منها الذكتور لي باين على وجهو علامات الحزن.. تقدم عندهم بخطى تقييلة... و هوما مشاو عندو كاااملين تجمعو عليه....

عبد الجبار: "بصوت باكي" ولدي لله يخليك واش بنتي بيخير...

الذكتور: "بحزن" الحاج ما عندي منخبي عليك... بنتك عندها سكتة دماااغية... يعني موت دماغي....

عبد الجبار خرج فيه عينيه و حط يدو على فمو في حااالة صدمة و ذهووول... و جميلة حطات يدها على صدرها و حسات بالدنيا دااارت بيها... لا لا.. راه قاليها بنتك عندها موت دماغي اي ميتة...

الذكتور: "تنهد و بلل شفايفو بلسانو و كمل" كانت عندها اصابة خطييرة في الرأس.... كسر في الجمجمة و ضربة جاتها في الرقبو ادات لكسر كبييير على مستوى العمود الفقري... فاش جبتوها كان عندها نزيف داخلي في الرأس ما قدرناش نسيطرو عليه... درنا لي علينا ولكن وسط العملية لأكسجين ما بقاش كيطع ليها للمخ ديالها ديكشي لي أدا لسكتة الدماغية...

غسان: "مسح دمعة من حينو و دوا" يعني ماتت... من بعد 6 ولا 7 ديال الساعات غادي يسكتو كل الأعضاء الحيوية الأخرى....

الذكتور: "وما ليه براسو بالإجاب" فعلا... لله يصبركم و يكون معاكم... ولكن قبل بغيت نقوليكم انو في حالتها تقدرو تتبعو بأعضائها لناس خرين محتاجيين ليهم... هي صافي الأمل في أنها تعيش منعدم.... لكن تقدر تكون هي وسيلة باش يعيشو ناس كثااااار...

جميلة: "بقهرة" دد د داب نت كتقول ليا بنتي ماتت صافي...

الذكتور: ماشي كليا... ولكن بعد اقل من 8 سعات غادي تموت... هذا موت محتم منقدرو نعملو وااالو... لله بصبركم و فكرو في قضية التبرع...


زاد الذكتور خلاهم في حاالة صدمة... جميلة طلعات عنيها في عبد الجبار لي كانت باينا عليه الصدمة هو اكثر واحد لدرجة ولا صفررر....
و دوات بصوت باكي...

جنيلة: "بمرااارة" كيذب علينا ياك... بنتي مزال عايشا... كيكدب... بنتي ما ماتتش... ياااك...

عبد الجبار طلع راسو فيها و هنيه كيدمعو و دوا: هادا هو مكتوب لله... نكبرها و نشوف حفايدها... ز نترزا فيها...."زاد علا صوتو لمقهووور و كمل" ترزيت في كبدتي اجميلة... بنتي لي حضيتها و درتها فعيني... جا قتلها ليا بدم بارد... بنتييي.. بنتيييي.... "و ختل توازنو كان غادي يطيح"

غسان شافو فديك الحال مشا عندو و شدو تكاه عليه و هو ما قادرش يحبس دموعو نهائيا... كيحس راسو تخنق الخبر كان مألم بزااااااف...

في حين خلدون بقا واااقف و عينو معلقين على غرفة العمليات... شاف مع جنابو لقا اسعد جلس لأرض و بقا كيبكي بحرقة... هيثم و سجود كذلك... اما عبد الحبار و جميلة هادوك حالتهم كانت أكثر حااالة كتقطع في القلب.. هادشي كاااامل... خلاه يحس راسو و كأنو نيييت فشي كابوس... يالله لبارح بات في حضنها معنقها و مزير عليها... يالله في الصباح عنقاتو و زيرات عليه و باستو و حنات عليه... و داب خارج ليه واحد من غرفة مغلقة كيقول ليه صافي راه ماتت جزئيا... يعني صافي ما بقيتيش هتشوفها...

تفكيرو خلاه يتافض بعنف... و مشا كيجري لغرفة العمليات دخل معاها كيجري مخلي اسعد و البقيا مصدووومين و متبعين ليه العين.... و اسعد وقف تابعو...

في حين هو دخل بلا عقل تابع غير الضوء ديال الغرفة... تا كيوقف على شوفتها... مصطحة فوق بياص و أنبوب مديور ليها في مفها و سبروم معلقينو ليها... و مغمضة عنيها و كأنها غير ناااعسة شفايفها حمرييين و حنيكاتها موردين... و كأنو فقط في قيلولة من تعب... لكن الوقع كان أنها في ساعاتها الأخيرة...

تقدم عنيدها بخطوات ثقاااال... غير مسموعين... على وجهو مرسومة إبتسامة مرة ذااابلة مخلطة بالدموع... و مع بالو كيقول واش فعلا اخير نهار نولي نشوفها فيه هو هذا... واش فعلا كتاب لينا لفراق فنص الطريق....
زاد شويا و هونا ينتابهو ليه الطاقم... دارو عندو بالزربة معارضين أنو يقرب ليها...

الممرضة: "بغضب" ااااه اسيدي اش كتعمل هنايا واش مكتشوفش ممنوع الدخول لغير الطاقم الطبي...

خلدون: "طيدوي ببرود عينو على مريم" مغاديش نخرج... مرتي.. مرتي هنايا.. غادي نبقا معاها...

الممرضة: "غمضات عنيها بألم عاذراه و تقدومات عندو و دوات حنين" لله يخليك اسيدي عارفين انك محروق عليها.. ولكن هاذي هي سنة الحياة ما بيدينا ما نديرو...

خلدون: "دار شاف فيها بعنين حمرين دامعين و دوا بصوت متألم مخنوق" بغيت غير نشوها... واخا اخر مرة قبلما تموت و تبرد....

الممرضة بقااا فيها بزااااف حساتو كيحمااااق على مريم فعلا.. بعدات ليه من طريق و خلاتو يمشي لعندها....

في حين هو وقف عليها كيطلعها و يهبطها و دموع من عينو كيدوزو... هبط قرفهاء تا تقاد مع وجها الملائكي النائم... و شد ليها يدها و قربها لفمو باسها و دوا دوا بصوت رجولي باكي: شحال غادي تخلي من يتيم موراك... 3... 3 امونامور... 3.. "صرط ريقو بمراااارة و كمل" غادي تمشي و تخيليني شكون يعنقني و حن عليا... شكون يمسح ليا لاكريس من وجهي... شكون يهبط ليا لغدا تا لعندي... ممممم... شكون يوجد ليا دوش فاش ندخل.... شكون من غيرك... شكون يقولي لكلام لمعسول... شكون يهز هبالي... شكون من غيرك... عنيك صافي ما بقيتش غادي نشوفهم... كنحاول نكذب كلام طبيب ولكن ما نقدرش... "تنهد و مسح عموعو و كمل" عشتي ليا بالوفاء... حضيتي داري في غيبتي... صنتي شرفي و ولادي... و بغيتيني بعيوبي... قبلتي بيا رغم المستويات ديالنا المتفاااوتة... بغيتيني كيفما انا "زيييير عنييييه في أخر كلمة قااال حس بلمرااااار من الودااااع لكن ستجمع راسو و كمل" و هنا و قدام لله و قدام هاد الناس شاهدين... معمر بنت لمرا تحلالي غيرك... معمر بنت لمرا تعمر داري و فراشي غيرك.... و هانتي خليتيتي موراك... و غادي نبقا عايش على أمل يتبعني بيك ربي... حيت ما شت منك ابنت الناس غير الخير و الحب... 😔💔

على أثر أخر كلمة وقف و طبع قبلة شرف على جبينها و حط راسو على صدرها كيسمع ضربات قلبها الدافئة لآخر مرة....


"عند أرجـــد".... بالضبط... فوق واحد الجرف... واقف بطوموبيلتو و فيدو سلاح اسود كيحركو بين يديه و كيشوف فقط في الفراغ... عينيه محلوووولين... و كيرمش ببطء... كان نظرات ياااائسة... مافيهاش حياة فاااارغة...

حياتو هنا و سالات.... ولا هو بنفسو نااافر منها... كلما تذكر انو قتـ ـل مامات ولدو لعاااافياااا كتزيد تشعل فيه تضيق ليه الحل على عنقو... كيحس بالخنقة..... كيحس راسو أتعس إنسان....

وكيسول راسو... علاش ما فرحتيش.. نتاقمتي منها و رديتي لعز لنفسك... ضمرتيها كي ضمراتك... لكن علاش ما فرحانش....

شد سلاحو ببطىء... و حطو نيييشان لتحت لحيتو... و دوا بصوت ثقييييل....

"مت هادي 19 ماشي عاد ليوم..."

على اثر أخر كلمة... ضغط على الزنـاد... و طلق الرصا،، صة... تسمعات في أرجاء المكان... مع صرخة صغيرة منو... دم ديالو ضرب في السقف ديال طوموبيل... و هود راسو طايح على لفولون... جثة بلا روووح.... هنا نهى حياتو بطريقة مايبغيها لا ربي لا عبدو.... بطريقة مشينة...

كان بإمكانو يتجاوز العملة لي دارت مريم و يعطي لراسو فرصة مع بنت أخرى... و يشوف حياتو و يكمل في خدمتو و يدير وليدات كيف دارت مريم و ليلى... لكن هو بقا حاصر راسو فخااحة وخدة و مُصر ... ما كانش كيشوف غيرها تبع طريق الحـ ـقد و الإنتـ ـقام و نسى انو لله سبحـ ـانه وتعـ ـالى بعضمتو و جلالو كيسامح على كل الذنوب... فكيف لإنسان ضعيف... يحقـ ـد و بشد في قلبو... لكن حقدو... خلاه يحد حتى على راسو لدرجة إنهـاء حـ ـياتو في رمشة عين... دون تفكير... فقط طلقة واحدة... 💔😔


كل الممرضين و الأطباء لي كانو تماك عنيهم دمعووو و قلبهم على حلت خلدون شفق... متما على صدرها و مزياااار عليه و كيتصنت لداق قلبها و دموع من عنيه كيدوزو... حتى جات نفس الممرضة وقفات عند راسو و دوات بصوت حنين....

الممرضة: "مبتاسمة بحزن" زويينة بزاااف... كتبغيها ياك...

خلدون زير على عنيه بمرارة و بلع ريقو : الصمت...

تنهدات الممرضة و كملات كلامها: معرقتش كيفاش غادي نفسر ليك ولكن... انا كنضن اكيد كتعرف الصدقة الجاارية... لي مولاها واخا كيموت كتبقا من وراه كيكون عليها مأجور...

خلدون غير كيتصنت ما كيدويش....

و الممرضة مكملة كلامها: و لمدام ديالك... تقدر تبقا ليها صدقة جااارية من وراها... و لي هوما أعضائها السليمة... بحال القلب و رئتين و لكليتين و الكبد... و لعنين... نت ما عليك غير تسني على الموافقة باش ناخدوهم و نمنحوهم لأشخاص بحااااجة ليهم... و هي كذلك غادي تكون راااضية و نرتاااخة لهاد شي... و نت تعرف....

قالت كلامها و بعدات عليه... مخلياه كيبوس لمريم جبهتها و بعد عليها... بلا حتى شي كلمة مد يديه لحنكو كيمسح دموعو و خرج عندهم بخطوات ثقيييلة و كلام الممرضة كيتعاود في دماغو...

خرج لعندهم لقا جميلة كتبكي بحرقة و بصوت مقهوووور و عبد الجبار متكي على غسان و بسييف باس صوتو كيتسمع... في حين أسعد غير شافو تاجع عندو كيدوي بلهفة...

أسعد: خلدون قول ليا هي حية ياك... مزال غادي تمشي معانا لدار ياك....

خلدون هبط عينو ليه كيلقا عنيه حمريين بالدموع و مقهوووور كيدوي بلهفة و كينقش في كذبة و يحاول يتيقها و باااغي حتى خلدون يزيد معاه لكن لا هنا خلدون شاف ليه فلوسط ديال عينبه و دوا بصوت باااح و بمرارة: ترزينا فشهبة اولدي تيتمنا...

أسعد بقا كيشزف فيه مدة و هو فقط كبشوف تا هبط راسو بحزن و طلق لعنان لدموعو تاكيحس براسو تزدح على صدر خلدون العريييض....

خلدون جرو لعندو و عنقو مزيااار عليه و بدا كيبكي بصوت خافت... كيحس بالقلب ديالو كبتقلع من بلاصتو ببطئ عرق بعرق... شي لي مخلي آلام كبييير يزير صدرو....

اما عبد الجبار فكان كيبكي بواحد الحرقة ما ليها مثيل واحد المرااارة كيحس بيها واحد الضلم غشييي شكل.... و كيدوي بصوت خااافت و بااكي من لقهر...

عبد الجبار: هزيتها بين يدي بدمها اولدي بدمها تا لحبل السري ديالها ما تفك... سميتها بنفسي و ربيتها و كبرتها... وردة في جنان زرعتها سقيتها بدمي باش نكبر و نشوفها كي بغيت... ساعا مكتبش ليها ربي تزيد... "شهق بألم من لبكية و طلع يديه لسما. دوا بصوت مسموع" يا ربي كتسمعني يا ربي... راني تكـ ـويت في كبدتي راه قلبي طراف طراف و تقطاع... راني ترزيت في بنتي تا كبرتها و شفتها في دارها عايشا مرتاااحة يا ربي و جا واحد من لخلا قتـ.. ـلها يا ربي... قتـ.. ـلهـااااا... "كريضرب بيديه على صدرو" ياااا ربي خود ليا حقي ياااا ربي و عذبو و حرقو كي حرقني و عذبني على بنتي ياااا ربي... لعااافيا شاااعلا فيا يا ربي و من طفاها يا ربي... هئ هئ....

هبط عينو لأرض كيبكي بحرقة و جميلة حداه كتبكي بقهر لكن صوت غير مسموع و هادي هي عادتها... تقبلو انو مريم متها محتم... و هادي هي سنة الحياة...


أسعد الله لي عالم بيه و بنار لي شاعلا في قلبو كانو كلهم كيتحرقو لكن هو بالضبط كثاااار منهم كيتفكر كلما وقع... شي لي كيزيد يشعل ليه لعاااافيا فصدرو... كيزير على عينيه بألم و ريقو كيبلعو بمراااارة و ديك تنخطيطة المألمة ديال لبكية لي كتكون خاجة من الأعماق كتوحل ليه في الحلق ديالو...

كيف لا و هو كيودع نبع الحنان... كيف لا و هو كيودع رفيقة دربو لي من لي حل عينيه و هي معاه فيها مو فيها صديقتو فيها ختو فيها كلشيلو... كيحس براسو انو زمان غذرو انو تطعن طعنة فضهرو و هو مزااال صغييير... مشات و خلانو و هو مزااال محتاج ليها مزااال...

طلع راسو في خلدون لي جالس انفاص معاه و مهبط راسو عند ركابيه و كيبكي في صمت... زير علا عنيه بمرااارة و مشا قرب و جلس حداه و تكا على كثفو منخشش فيه حاس بالبرد و الرعدة من هاد الأجواء ديال الحزن هو شاب نشييييط و عزييزة عليه الحياة لكن تا لمو و حبس كيحس حاليا بكلشي بااااارد من برا لكن في داخل ديالو البراكين تنفجر...

خلدون كان حاني راسو و كيبكي بحرقة وقلبو كيتقطع تا كيحس بشي حد تكا عليه في كثفو... طلع راسو كيلقا اسعد و ديك تكميشة و الرعدة شاداه زاااااد ما بيه... زاااااد زااااد... حسو يتيييم.... يتيييم و كايقول ليك لا مشا باك تتوسد الركبة.... ركبة مك لي تحن عليك و تكون بيك و تدفدف عليك كي قدت كي ما قدت... لكن في حالة اسعد غادي يتوسد العتبة في المثل الشعبي... لأنو الركبة و الصدر لحنين الى دار البقاء مسافرين...

جرو لعندو عنقو مزير عليه حيت فعلا بقاااا فيه بزااااف مع أنو ماشي ولدو إلا أنو ملأ ليه فراااغ كبييير في حياتو...
طلقو العنان ادموعهم بجووووج و خلدون بدا كيدوي بصوت رجولي باكي

خلدون: مشات عليك اولدي نشااات و خلاتك يتيم... مشااات الشهبة لي كانت معمرا علينا الدار و هزا لينا هباانا و دااايرا لينا فووق الخاطر اولدي.... و مشااات و مشتشي من عندها كلمة العيب مشاااات... مشاااات خلات قلبي يتشوا عليها مشاااات... حرقاتني اولدي حرقاااااتني و ما مقلقش منها.... كندعي ربي نتبعها حيت من وراها ما كاينش الوان... اربي لحبيب راه لعافيا شاعلا فيا و فهاد الولد بردها يا سيدي ربي بردها و خود لينا حقنا ف لي كان حيلة و سباب ياااا ربي ياااا ربي....

على إثر آخر كلمة شافو طبيب جاي لعندهم قاصدهم....

ــــــــ و نمشيو المدينة كازا... و بالضبط في مستودع الأموااات... فين كانت ليلى واقفا و حداها سيف متكيا عليه و كيتسناو في الممرض يحل ليهم لفريكو....
حلو ببطء تا بدا كيبان ليهم جسم آدم لي مغطي ببطانة بيضاء رهيييفة...

ليلى ما حد داك الرف كيتجبد و قلبها معاه كيتزير و دموعها كيزيد. ينهامرو أكثر و اكثر... تا جبد لقجر كااامل لي كانت فوقو جثة آدم مغطات بليزار... و حيد ليه الممرض لغطاء على وجهو.... و هي ليلى تحط يدها على فمها لي تحل من كثرة لعصرة لي جاتها في قلبها من منظؤو هاكداك مجبد و وجهو صفررررر و شفايفو بوووويض و عنيه مغمضين و كأنو فقط ناعس..

سيف زير على ملامح بألم و لغصة واحلا ليه في حلقو كتحرقووو بزااااف... تا كتبع عليه ليلى قصدا وجه آدم محاوطاه بيديها و كتبكي بحرقة و صوة خااافت.... و باين فيه دبك القهرة لي تبكيك واخا تكون حجرة....

ليلى: "و هي كدوز ليها ببديها على وجهو و شعرو و تدوي بحنان و صوت باكي" صافي المرضي ديالي... صافي الحبيبب ديالي.. هئ هئ... صافي دغيا سخيتي بميمتك اولدي هاه... هئ هئ دغيا ألمرضي مشيتب في رمشت عين الحبيب و تخطفتي ليا من بين يدي... هئ هئ... اولدي و راه كيتك في قلبي عمر تبدا يا ولدي هئ هئ... "هنا بدات صوتها كيترفع شويا و كتبكي بحرقة" ألحبيب كنت ناوبا نزوجك بلي عشقها قلبك يا ولدي هئ هئ يا ولدي كنتي باغي لمنمشة يا وادي لحبيب... يا ولدي و كنت باغا نفرح بييك و بيها يا ولدي... يا و لدي لحبيب و كنت متأملة فيك بزااااف اولدي... هئ هئ... نت اول واحد شديتو بين يديا الحبيب ديالي اول واحد هئ هئ غييير قد لكميشة يا لحبيب ديالي كبرتك و كي لوردة في جنان سقيتك و قلبي كون كان بالإمكان نعطيه ليك... اولدي بكدب عليك لكادب و يقول ليك لي مات في العداب اولدي نت ديتي وحدة ديالك الحبيب و مشيتي... و انا خليتي جمرررر لحمر في قلبي شاعل اااااا ولديييييي ياااا ولديييييي... "هنا فقدات اعصابها نيت و بدات كتهزهز فبه و تغوت" ... اااااا ولديييي و كي نديى بلااااا بيييك الحبيب الحنين فيا... و كي ندييير اولدي كي ندير هئ هئ...

سيف جرها عليه و هو دموعو شلااال كتقطع على حالتهم كاااااملين... عنقها مزير عليها من لور رابط يديها و كيدوي و هو قريب لودنها....

سيف: "بصوت باكي و غليض" شششش صافي غزالي نعلي الشيطان صافي لله يخليك... خليه يثبت خلي لمرضي يثبت خليييه....


ـــــ في فاس ـــــ

وقف عليهم طبيب و هو كيبلع ريقو و خايف من اش باغي يقوليهم و هوما كلهم مضمرين و حالتهم حااالة... بلع ريقو و ستجمع نفسو و دوا...

الذكتور: احم... سي العلامي...

طلع كل من هيثم و غسان راسهم فيه كيتسناوه يكمل كلامو...

الذكتور: "كيبلع ريقو بتوتر و يدوي" احم... كنتمنى تكونو فكرتو في كلامي...

غسان: "مقوس فيه حواجبو" فاش غادي نفكرو... هاه...

الذكتور: احم اعضاء مريم داب مهمين كاين شحال من واحد محتاااج ليهم بزاااف باش يعيش... و موت مريم محتم... فعلاش لا.... ما تمشي تا نقد حياة ناس من وراها... غادي تبقا ليها صدقة جارية ما حد ديك الإنسان عايش بفضل عضو من أعضاؤها...

خلدون طلع عينو في الذكتور و دوا مقاطع غسان بصوت حزين: مغاديش تحس ياك...

الذكتور: اكيد ماغاديش تحس اسيدي... حيت كل النهايات العصبية لي كتدي للمخ ماتو... و اصلا كاين لتخذير...

خلدون: "شاف فيهم كاااملين و ركز شوفتو في هيثم و سجود و لا شاف في الطبيب و دوا" كاين واحد لبنت محتاحة للقلب... و يقدر الانسجة تكون مطابقة لمريم... حيت اصلا ديجا تبرعات ليها بالنخاع...

سجود و هيثم طلعو فيه راسهم في نفس الوقت متفاجئين من كلامو و أسعد كذلك وقف مصدوم من كلام خلدون..

هاذ الأخير لي كمل كلمو بحزم: احم... شريفة بنت هيثم... هي طفلة عندها ضعف في القلب و كان من زمااان خاصها متبرع... و منكرهش هاد المتبرع يكون مريم باش نقدو حياتها...

الذكتور: "طب طب لبه على كثفو و دوا" احسن خطوة درتي هي هادي اسيدي... مريم غادي تكون سعييدة بهادشي لي غادي ديرو على قبل بنت صغيرة... داب ما عليكم غير تستدعيو البنت و نرسلو ليها امبيلونس تجيلها باش نتأكدو من أنها غادي تتقبل العضو في جسدها...

وما ليه براسو و دخل لغرفة العميليات مخلي كل الأنظار متوجها لخلدون و كيتسناو منو تفسير... في حين هو عرفعم تصدمو من قرارو...

خلدون: متشوفوش فيا هاكدا... الطبيب عندو الحق... مريم موتها محتم... و انا كنقول هاد الهضرة و قلبي كيتقطععع... "و شاف لجبهة هيثم و سجود و دو" شريفة بنت صغيرة... و خصها غير قلب باش تولي طبيعية نسبيا و تلعب حتى هي كي قرانها و تخرج و ما تحتاجش لقراعي ديال الأكسجين... كنقول هاكدا جيت ما بغيتكمش تفقدوها... كنقول هاكدا حيت المرارة لي في قلبيى... منبغيهاش حتى للعدو ديالي... لا حراااك نتزما....

سكت شويا و هو كيبلع الغصة لي فحلقو و دوا مخاطب الحاج: لحاج بنتك حفصتها و حميتها و صنتها و ما كنتش نشوف في غيرها... لكن ربي ما كتبش نزيدو نتجمعو في الدنيا... و انا كنأمن بالقضاء و القدر خيره و شره... و كي واعدتها هي لداخل اني غادي نعيش على أمل انو ربي يقرب أجلي من أجلها... و نلحق عليها... و مدام كنبغيها فنبغي نعرف انها فرحاانة كي نهار عملية التبرع الأولى... فأنا بصفتي الواصي الأول فغادي نمضي على انها تتبرع بجميع أعضائها الصالحة للأطفال لي مثل شريفة... و شريفة كذلك....


وقف لحاج بمساعدة غسان و شاف فيه بنظرة حزييينة كتقطع في القلب و دزا بصوت مقهووور...

الحاج: دير لي بان ليك اولدي... انا بنتي مشااات ليا تكوييت فيها و ما بغيتش نزيد نتكوا تا فحفيدتي براكا عليا غا لبنت لي كبرت و قريت و مشات ليا من بين يدي...

هيثم كان كيحس بالخنااجر كيقطعو في القلب ديالو من كلامهم... من جهة فرح لبنتو و من جهة تحصر لمريم... لي واخا طيلة السنين لي عاشوها مكانوش متداخلين بل و بعد المرات كان كيتقابح معاها... و من صدف القدر تصدق هي لي نقدات حياة بنتو 2 ديال المرااات... فعلا حس بالدنيا لعبات بيه... زير على سجود لي معنقاش و كتبكي بحرقة وهو ما قدرش يدوي او يعبر...


ما هي الأ مسؤلة وقت و كانت سيارة الإسعاف وقفات قدام المستشفى... خرجات منها الممرضةو في يدها شريفة الصغيرة... شعرها قصيور حد لودن و بنيتها الجسمانية ضعييفة و فنيفها أنابيب الأكسجين و في دراعها الصغير صاك غوزي فيه القارورة ديال الأكسجين.. لابسا بيجامة ديال دار كيوووت و فرجيلاتها كلاكيطة صغيييورة... كتبان كيوووت...

جراتها الممرضة مع يدها كتزرب بيها حيت مرجوفين غاص العملية تتم قبل ما يسكت القلب لمريم.... و شريفة كتمشا و تنهج تا عيات و وقفات الممرضة...

شريفة: "بصوت طفوولي و هي كتنهج" عافاك اخالتو وقفي.. ففف لله يخليك عييت بزاااف قلبي الصغير عيا مسيكين...

الممرضة بتاسنات بحب و هبطات عندها هزاتها بين يديها و دوات: ففف سمحي ليا البنوتة ديالي... راحنا مزروبين بزاااف و هاحنى قربنا للكراسي ابمتخركة و نقالات ... و اصلا ما موالفاشي كنكون بوحدي معاك..

شريفة: "ضحكات بمرح" ههه و علاش مزروبين واش ماما و بابا توحشوني..

الممرضة: "بتاسمات لبرائتها و طبعات قبلة على جبينها و دوات و هي كتكمل طريقها" اه ابنتي عرفتي ليوم... هداك القلب ديالك الصغير لي دغيا كيعيا و يولي يضرك غاديين نبدلوه ليك و نديرو ليك في بلاصتو و واحد جديد مكيعياش نهاااائيا و متبقايش كاع تهزي معاك ديك القرعة...

شريفة: "بحماس" بصح بصح واااو غادي نولي بحال سهام و جورية و شهد...

الممرضة: "بتاسمات بحزن" بحالهم ابنتي...

شريفة: واااو و منين غادي تجيبو ديك القلب لي غادي ديروه ليا...

الممرضة: "عنيها تزركو بالدموع و دوات" واحد الملاك غادي تنقدك و تنقد حتى سمير لي مكيشوفش و يقدر و حتى حنان لي خاصاها كلية باش تبقا تشرب لماء و لعاصير حتى هي...

شريفة: واااو خاصني منمشي عندها نسلم عليها حيت نقداتنا كاملين...

الممرضة دموعها طاحو و حطات راس شريفة على راسها و قصدات واحد البياص سطحاا من فوقو و جاو ممرضين اخرين دفعو معاها لباياص و شريفة خالق جو زويين و فرحااانة من لخبار لي قالت ليها الممرضة حتى دخلوها لواحدة من الغرف لقات هيثم و سجود و اسعد تماك كسستناوها... غير شافت اسعد صرخات بفرح موسعا إبتسامتها....

شريفة: أسعدي...


طلع اسعد راسو فيها عنيه حمرين و منفوووهين من كثرة لبكا... قوسات نلامحها الصغيرة بألم و دوات و هي كتحاول تنزل: اسعدي علاش كتبكي شكون ضربك....

أسعد ولا هبط راسو مقهووور ما قادرش يشوف فيها نهااائيا كل شي فيها من هنا لفوق غادي يبقا يفكرو في مو... و هنا طاح فدوامة ديال الوجع...
من زمان و هو في كل صلاة كيهز كفوفو السماء و كيطلب ربي يلقاو متبرع لصغيرة ديالو لحبو الأبدي... لكن فاش دعوتو تقبلات و بان المتبرع هنا كان الوجع الأكبر و تحققات مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد... و هو الأن فقد مو فعلا لكن بالمقابل غادي تعيش محبوبتو و تكمل معاه....

حزنو كان لااا بوصف كان مخطط لهاد نهار مزيااان انو يدير أضخم حفلة على قبلها فاش تبرى لكن للأسف مايقدرش لأن هي غادي تفيق و تصح لكن بالمقابل مو غادي تكون تحت التراب....

شهق بالصوت مسموع و هو ساد فمو كاتم شهقاتو و كااتم الوجع لي كيقطعو في صدرو... تاكيحس بيديداتها صغييورين تحطو على راسو و بدات كدوزهم بحنان و دوات بصوت طفولي حنون: أسعدي.. حبيبي قولي علاش كتبكي واش ضربك شي حد...

أسعد طلع فيها راسو عنيه كبسيلو بالدموع و على وجهو علامات الألم و دوا بصوت مخنوق: لا. اا لا غير د دخلات حجرة ف فعيني...

شريفة ابتاسمات بحب و قربات كتمسح ليه دمعو بيديداتها صغيورين و كتدوي: صافي ما تبكيش انديرو تقطيرة و تمشي ياك...

أسعد هز راسو بأه و هو كيبكي و يشوف فيها تا زادت عندو ترمات في حضنو مزيرااا عليه و دوات: انا كنبغيك بزاااف أ أسعدي و غادي نقفي كاه الحجر حيت بكاتك وحدة منهم...

اسعد ما حس براسو تا عصرها و زاد زير عليها معنقها و كيبكي بحرقة....
مخلي كل من في الغرفة كيبكيو من كثرة ما بقا فيهم...

في حين عند غسان لي كان حدا خلدون كيكملو الإجراءات باش كلشي يدوز بيخير و على خير تا كيصوني تيليفونو... جبدو كيلقا نمرة ديال تيمور تنهد و دوز الخط و حطو على ودنو...

غسان: الو سلام عليكم تيمور لاباس عليك...

تيمور: "بصوت مخنوق" لحمد لله... احم لموهيم بغيت غير نخبرك انو أدم في دمة الله....

غسان: "تنهد بنفاد صبر" شوف اقسم بالله ما عندي لوقت لضحك ديالك نت وياه...

تيمور: "هبطو ليه جوج دمعات و دوا"يا ريييت كون كنت غير كنضحك يا ريييت... للأسف أدم المنصور لله يرحمو....

غسان هبط عليه هاد الخبر بحال شي صاعقة خلا عنيه أطوماتيكمون دموع منهم ينزلو و دوا بصوت مخنوق: الله أكبر إنالله وإنا إليه راجعون....

خلدون دار شاف فيه بإستغراب... تا كيخرج عنيه فاش بان ليه طيليفون طاح من بين يديه و هو فقد التوازن ديالو و طاح في الأرض مغمى عليه....


بعد مرور فترة قصيرة... حل غسان عينيه لقا راسو فغرفة كبييرة مشتركة كيكونو فيها المرضى... و جميلة و عبد الجبار واقفين كيتسناوه يفيق...
غير حل عنيه ناض قااافز فاش تفكر اش قال ليه تيمور... تا لقا جميلة واقفة قدامو كتتفحصو بخوف...

جميلة: ولدي لحبيب اشنوقع ليك المرضي هاه... اش وقع....

عبد لحبار: "بحزن" تا نت اولدي بغيتي تمشي و تخليني...

غسان كيشوف فيهم و ما حدو كيتفكر ادم و عنيه كيعمرو بالدموع تا نزلو دموعو و بدا كيبكي بصوت... تا جميلة تككات...

جميلة: "بصوت مقهور" مالك الحبيب مالك... ياك نت لي كنتي كتصبر فينا عليها... ياك نت لي قلتي مشات شهيدة هاه...

عبد الجبار كذلك ماقدرش يحبس دموعو و هو كيشوفو مضمر و فديك الحالة... كيف لا و هو تلقا خبر وفات اختو و واحد من أعز اصدقائو في نهار واحد... كيف لا و هو حس بالغذر ديال الدنيا... كيف لا و هو اكثر واحد كيصبرهم لكن ما صابرش....

طلع فيهم راسو و هو مخصر ملامحو بألم و دوا بصوت باااكي و مقهوور: ليلى الحاج ليلى... مات ليها لبكر مات ليها لبكر....

مات ليها لبكر.... مات ليها لبكر.... مات ليها لبكر.... مات... مات... مات...


هادو كلمات بقاو كيتعاودو في دماغ عبد الجبار شي لي خلاه يزير على عنيه بألم من الخبر الصاعقة لي نزل عليه لي خلى لماء فجسمو كااامل يتتلج... لي خلا قلبو يزييييد يتقطع لي خلا دنيا تضلااام في عينو... حط يديو على فمو و حس بركابيه ما بقوش شادينو حاس بالدنيا دارت بيه و هو يطيح على ركابيه فشلااان....

جميلة: "بفزع" لحـاج...
غسان حيد لبطانية على رجليه و مشا عندو كيجري نزل لمستواه عنقو مزير عليه.... في حين عبد الجبار كان مضمر و زااااد خبر موت ادم ما بيه.... ما قدرش مازيل يزيد يصبر.... و بكاه المقهوور المهدوود كيتسمع... يدوب لحجر و يبكيه....

عبد الحبار: الله يا ربي لله... حمدناااك و شكراناااك يا ربي حمدناااك و ماشي خصارا فيك يا ربي ماشي خصارة... ولكن لفراااق صعيييب... فراقهم صعييييب... يااا ربي كبدتي تشواات يا ربي التشوااات... بنتي و حفيدي في نهار واحد يا ربي... "شهق بالجهد و زير على عنيه بألم و كمل" مشات لحنينة فيا مشااات... و تبعها لغزيز تبعها لغالي لي ربيت على يدي يا ربي تبعها...


غسان: "كيطبطب ليه على ضهرو و يدوي بحزن" لله ييصبرك الحاج لله يصبرك... لله يعطيك الصبر بلا قدر....

جميلة كانت جالسا فوق لباياص و كتبكي بحزن ديك البكا لي كيكون بنادم وصل فيه ل طوب ديالو لي كيبكي و دموعو ما كيحبسوووش لي كيحس فيه راسو صافي كلشي تسالا....


كان واقف بعيييد عليهم كلهم في زااوية راسو... فمو زرق بلبرد و كيترعد... و مزال لحد الأن دمعة وحدة ما نزلاتشي من عينو... كيشوف يمين و شمال و كيرمش ببطء... كتبان ليه ليلى مسنودة على سيف و كتبكي بحرقة على ادم و باه كذلك... و ابوليس واقفين معاهم كيدويو....

شاف جورية و تيمور خرجو من مسودع الأموات... جورية كانت كتدوي مع تيمور و كأنو كيصبرها و اكيد قاليها شي حاجة باش قنعها و هدنها...

بانت ليه لباب محلول ديال المستودع و كأنهم كيقولو ليه دخل تتوادع مع خوك... كانت ابشع فكرة عندو في بالو وهي فكرة الوداع... كيفاش غادي يقدر يودع نصفو الثاني لي مغاديش يولي يتلاقاه نهااائيا... حيت كلشي عارف انو الخاوة حدها الدنيا... كيفاش غادي يدر يقيصو و هو غير جثة باااردة مافيهاش ديك الرح المرحة و الدافئة كيفااااش...

هنا عنيه حمارو لكن نضرتو الباردة ما تدلاتش... رجع خطوة للوراء و خطوتين و دار عاطيهم بالضهر خارج... هااارب من الوداع ما قادرش يودعو و معمر تخطر ليه في لبال انو يودعو... زاد زرب في خطواتو و هو ميسمع صوت سيف كبنادي بإسمو و مستغغرب... في حين هو زاد في سرعتو بل و بدا كيجري بسرعة تا خرج في مرة من لكلينيك... لقا غير شيفور ديالهم مسطالي مشا كيجري معاه طلبو يديه لدار... و ديك شي لي كان....

حط راسو على زاج ديالطوموبيل و عينيه على الفراااغ كيبان ليك جسد بلا روح... فقط نفس كتطلع و تهبط ببطء... لحد الان مزال دموعو ما هبطوش... لحد الأن مزال كيتسنا راسو يفيق من هذ الكابوس... لكن يرييتو كان كابوس يفيق منو و يطلب السلامة و يرجع ينعس... لكنها الحقيقة المرة و لي كتتمثل فأنو فقد نصفو الثاني الى الأبد...

مسافة الطريق و كانو فدام باب القصر خرج من طوموبيل مشا قاصد لباب دخل و هوما يبانو ليه كااايوجد لعزو... زاد رتعد لبرد فلداخل ديالو.... و كمل على طريقو دخل لقا سهد و فاطمة و الحاجة لي جالسين كيدويو مع ناس لي كيتاصلو بيهم... معطاهمش اهمية... و مشا مكمل في طريقو... طلع مع دروج وصل لبيتو هو و ادم فتحو و دخل... سد من وراه لباب بساروت و مد عينو في لبيت كااامل... كتبان ليه لبنطوفة ديالو و ديال ادم و لبيجامات ديال النعاس ديالهم مزال كي خلاوهم ما مطوينش... و لي بارفان ديالهم محلولين و لبيت مرون بعض الشئ...

بتاسم محمد بتسامة خفييفة و حيد سبادري ديالو و تقاشر حطهم فالرف.. و حط يدبه على خصرو و تنهدو دوا بصوت شبه هامس و عنيه فيهم لمعة حزييينة:ما فيها باس نولي انا نجمع لبيت... واخا كان دورك ليوم...

بدا كيجمع في لبيت و يستفو و بقاد لي بارفان و سبادينات و يطوي فلبيجامات تا سالا.... و ستف لبيت مزياااان و هو مرفوووع كيتصرف بلا عقلو...


وقف حاط يديه على خصرة كينهج عرقان مسح على جبهتو و دخل لدوش سلت حوايجو لاحهم في السلة و دخل تحت الرشاشة لي كتكب بااااااردة بزاااااف...

بقا تحتها تما شي 15 ديقيقة و هو غير ساااهي لما بااارد كيهبط عليه... فقط ساهي و نضرتو فارغة....

خرح من تحتها باش تاني حس بالرعدة... لوا عليه لفوطة من خصرو و مشا قدام لمراية لي كاينا تماك كبيييرة و ضارب فيه الضوء الأبيض كيبان بوضوح... بقا واقف تاني قدامها و كبشوف فيها.... شويا ميل راسو و الإعكاس ديالو كيدير نفس الشي لي كيدير هو... بتاسم ابتسامة مرعبة و مع يدو لمراية تا تلامسات مع يد انعكاسو و نطق بصوت هاامس مخيف بعض الشئ....

محمد: نسخة طبق الأصل.. حنى نسخة طبق الأصل...

بعد على ديك المراية و هي تتلاشا إبتسامتو و تحول وجهو لواحة فراغ... مشا لدريسينك لبس بيجامة شورط و صوفيطمة.... و نشف شعرو بكل نظام و هدوء... و مشا لواحد الرف عندهم في دريسينك فيه واحد العلبة كبيرة شويا...

خرج هازها من دريسينك و جلس في الأرض متكي ضهرو على النموسية و حل ديك البواطة... لي كانت عااااامرة بالصور الفوتوغرافية.... بدا كيجبد بالوحدة تصاورو هو و آدم من لي كانو عاد تزادو و سيف هازهم... مكتوب فيها اليوم و الشهر و العام بالضبط... هز الثانية و الثالثة و الربعة و الخامسة الاخ... و كانو كلهم تلخيص لمراحل من حياتو بمعية ادم التوأم ديالو... و من بيندوك الصور كانت صورة ديال واحد البنت ارونجينة... شعرها حمر و عوينانها زوييينين و غير صغيورة و دايرا تاج ديال الورد فوق راسها و مصور معاها ادم و فرحاااااان بيها... هنا تبسم محمد بحزن و تمتم بهمس: تكون ليك عروسة في الجنة انشاء لله....

زاد كيقلب في تصور يقلب و يتمعن فيهم بدقة و مل تصويرة كتلخص حدث او طرفة من الطرائف لي كانو كيوقعو ليهم... كل صورة كيشوفهاا و كأنو حطبة كيلوحها فشي فران و كتزيييد تشعل مزيااااان.... بقا على ديك الحال تا ما بقاش قادر على العافيا لي فصدرو... و على ديك الضغط لي ضغط على راسو...

زير بيدو على ليسر ديالو مكان القلب و غمض عنيه لألم.... باش تتسلل اول دمعة من عينيه... بقا على ديك الحال كيسترجع انفاسو بعصرة... حس بقلبو كيموت عرق بعرق.... في نفس الوقت العافيا كتشعل فيه....

ما قدرش مزال يزيد يحبس زير بيدو على صدرو و بدا كيغوت بأعلى صوت....

محمد: اااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا ععععععععععععع

صوتو كان كلو ألم... كتحسي فيه لمسة فشي شكل و كأنكي كنتي طالقا نفس فشي بواقة تفرقعات من شدة الضغط... و هذا هو حال محمد... لي من قبييلة و هو كيشوف في حثة دخوه و لبكا ما بكاش... قتـ ـل جورج بدم باااارد لكن مع ذلك ديك العافيا ما برداتش....

كان صوتو مالي كل لمكان لدرجة انو وصل عند الخدم اي في الجردة و عند فاطمة و الحاجة لي غير سمعوه طلعو لعندو على وجه السرعة خايفينو يدير شي حاجة في راسو....

في حين هو كان ورا لباب كيتقطع و يغواااات بأحلى ما فيه من جهد و كأنو كيفرغ شي حاجة بالداخل ديالو. لي محااالش واش تفرغ...

محمد: "مزير على صدرو بل و معنق رلسو و كأنو معنق شي حد و كيغوت و يبكي بصوة يدوب لحجر" لااااا لااااا لاااا... لاااا... ياك قلتي تبقا تا نتدفنو بجوج... ياك قلتي تبقا تا تزوجني و نزوجك... ياك قلتي تبقا تا نأسسو مشروعنا... علاش علاش علااااش... علاش مشيتي و خلفتي العهد على مشيتي و خليتيني وراك مد، بوح و ما مشيتي..... كتنعذب اخويا كنتعذب... "زاد جهد من صوتو" علاش علااااااااااش علاااااااااااش.... ااااااااااااااااااااااااااااعععععع.... ااااااااااعععععع
"صوتو بدا كيبع و كلمة وحدة في فمو" علاااش خنتي لعاهد علاااش... علاااااش.....


من ورا لباب برا كانو كل من فاطمة و الخاجة كيدقو عليه كيخاولو كما على لله يسمع منهم....

الحاجة قربات كدق فلباب و تدوي بصوت حنين و نقهووور: حل الولدي لحبيب حل... حل انا ميمتك اولدي حل... حل لله يصبرك اولدي و يبرد عليك... حل على ميمتك حل.... هئ هئ حل الحبيب ماترزيناشي فيك حتى نت حل....

لا مجيب فقط لغوات ديالو لي ما بغاش يسكت فقط موجة من الغضب لي كتفاتو ما خلاتوش يتحرك.. فقط عنيه لي حمارو قربو يقطرو بالدم اما دموع فشراااال منهم....

فاطمة ما تمالكاتش نفسها جبدات تيليفونها صونات على تيمور....

في حين هوما كانو في المراسم الأخيرة باش ينقلو اجثة لقصر تم يتغسل تم يكونو مراسم التشييع ديالو.... تا كيسمع تيمور تيليفونو كيصوني... جبدو بانت ليه النمرة ديال فاطمة حاوب تم تم....

تيمور: الو فاطمة الزهراء...

فاطمة: "بصوت مرعود" ت ت تيمور... ق ق قول لي سيف و ليلى يجيو لدار ضرووري راه.... هي مزال ما كملاتش كلامها و هو لغوات ديال محمد زاااد من حدتو

تيمور: "مكمش بلامحو بأستفهام" واش محمد هادا....

فاطمة: اه هو ديك شي على صونيت قول ليلى و سيف يجيو يشوفو اش يديرو معاع راني بغيت ننادي على لكارد يفتحو عليه او شي حاجة لبيت مسدود بالساروت و راك عارف هوما سوارتهم ما حاطيننش الضوبل... و الحاجة ما بغاتش تعيط على لكارد....

تيمور: صافي صافي قطعي و حاولي تهدنيه نتي و الحاجة حنى ما بقا والو و نجيو...

فاطمة: واخت صافي....

قطع معاها و دار عند سيف جالس فواحد من الكراسي حاط راسو على يده و مكيدويش في حين ليلى واقفا كتسني على شي وراق....

تيمور قصدو جلس حداه و دا، يدو على كثفو تا نتابه ليه و دوا بجدية: سيف خسرتي واحد و غادي تخسؤ جتى تاني...

سيف شاف فيه مخنزر و دوا: اش كتقول وضح كلامك...

تيمور: محمد فاق من صدمة و طلعات معاه و موت خوه و راه ساد عليه فبيتهم و كيغوت بأعلى صوت... يالله سرع الشغل و زيد تمشي توقف مع ولدك ماشي ساهلا لا عليك لا عليه موت ديك الشاب لله يرحمو...

سيف: "هبط راسو بحزن و دوا بصوت باح" لحمد لله... انا راضي بالقدر... ودعت ولدي شهيد... و غادي نوض نمشي لعند لي بقاو ليا نحميهم بعنيا منتسناش حمايتهم ليا حيت الا دارو كي دار خوهم ما انا فربح... يكفي ضيعت واحد مني....

تيمور طب طب ليه على كتفو بلا هضرة بلا كلام... و تسناو ليلى حتى سالات... و نطالقو لقصر في أنتظار بعد غد... راجعين بقلب منكسر و ذكرى قاااسية و مؤلمة و حزيينة... خرجو 5 راجعين 4...

وصلو لقصر نزلات ليلى هي لولا كتجري قاصدا ولدها كبدتها لي جربات فقدانها و حرمانها... طلعات مع دروج بلا عقل كتجري... وصلات لقات لحاجة كدق عليه و تبكي و هو مزااال غير ما زايد في غواتو... حطان يديها على فمها و كمشات ملامحها بألم... و تقدمات عندهم بالزربة... وصلات عندعم... لحاجة غير شافتها و هي طير لعندها

الحاجة: سربي ابنتي سربي سربي...

ليلى ومات ليها براسها وصط لبكا ديالها و مشات للباب بدات كدق عليه و تدوي بصوت حنين و فيه لمسة باااكية: حبيبي ولدي... لله يخليك حل عليا... انا لحنانة ديالك اولدي حل لله يرضي عليك حل... حل الحبيب... راني عارفاك مصابرش على فراق خييك الحبيب دياي ولكن ما عندنا ما نديرو واش نتدابزو مع ربي... لا حااشة... ما عندنا ما نديرو... ربي بغاه ربي داه المرضي ديالي العزيز... حل على ميمتك حل... متخليش لعافيا ديالي تزيد تشعل حل....


في حيت في المستفى في فاس.... فين. كانت دازة عملية نقل القلب من مريم لشريفة في أحسن الضروف و على اتم وجه...

خرج عندهد الذكتور الجراح... تجمعو عليه كيف العادة و هو يطمنهم من ناحية لكن من ناحية اكد موت مريم....

الذكتور: "بتاسم بحزن" لحمد لله شريفة الصغير.... تنقل ليها القلب... داب غادي نديوها للعناية المركزة باش نشوفو تطور حالتها واش الجسم ديالها غادي يتقبل العضو ولا لا.... اما بالنسبة للبطلة و المنقدة... فرحمها الله... لبراكة في راسكم... أنا لله وانا اليه راجعون.... ماتت كليا من بعدما تم نقل جميع اغضائها الصالحة على قبل العمليات الماجيين.. كان محزن جدا بالنسبة ليا اني نزف ليكم هاد الخبر.... و صورة مريم البطلة غادي تتعلق الى جانب باقي ابطال و بطلات المستشفى الى الأب انشاء لله و لله يصبركم على فراقها....

خلدون هبط راسو بحزن كيبلع الغصة و دوا بصوات مخنوق: البطلة....

اسعد زير على دراع خلدون و زااد صلق العنان لدموعو و كذلك لكل بدات دموعو كتهبط.... و اكيد خبر نجاح العملية ما فرحهمش... لأن فقدو فيها طرف منهم... هي بالنسبة للكل صلة قرابة... فهي ام اخت و ابنة و زوجة...

نرجعو عند محمد... هاد الأخير لي كان متكي في اللأرض و مكمش على بعضو في وضعية العنين و كيرجف... و يدير حراكات غريبة لدرجة انو الراس ديالو كينطحو مع الارض بدون توقف و كأنك دايرا ليه شي بريز ديال الضوء.... و زيادة عليها عنيه تقلبوو و غير كيهرنن مكيقول حتى شي حاجة مفهومة...

في حين برة كان واقف سيف و تيمور و ليلى و الحاجة و ايمان وفاطمة....

ايمان: "حاطا ودنها على لباب" مكنسمع والو من فير لمنازعة عندك تكون وقعات ليه شي حاجة...

سيف فقد اعصابو على الاخر... نشا قصد ايمان بعدعا على لباب و بدا كيزدح فيه اقصى ما فجهدو و تا تحلات... معاها ليلى حلات عنيها على جهدهم من الصدمة و حطات يديها على فمها و بدات كتنفي براسها....

في حين سيف.. يا ريتو و تمنى ما يحلش، هاد الباب و يلقا ولدو فديك الحال... كان كيرجف كلو و عنيه مقلوبين و كيضرب راسو مع الأرض دون توقف...

سيف قرب عندو كيجري كيحاول يقيسو لكن هو كان مكنزز و مزييير على راسو... و حتى ليلى جات لحداهم و دوات بصوت مرعود و باكي...

ليلى: هئ هئ... جاتو نوبة دسرع... هئ هئ....

سيف طلع راسو فيها و تفكر فاش كانت كتجيها هي و زير على يديه و جمع شتاتو و حنى على محمد جرو عندو معنقو بالجهد واخا محمد كان مزير بزااااف الى انو سيف حكمو معنقو مزيااان و مشا ليه لودنو و بدا كيقرا عليه القرآن بصوت غليض كيبورش و باااكي في نفس الوقت... كانت حالنو كتشفي لعدا و هو معنق ولدو لي كان واصلات ليه لعضم...

بقا شويا بشويا كيتهدن و تا غيب بين يدين سيف لي عنقو عندو مزير عليه بالجهد و بدا كيبكي بصوت مجهد... و رجال ما كيبكيو حتى كتكون واصلا ليهم لعضم... و هاهو سيف لي حياتو كاملا و هو واقف كي لحيط ميهزو ريح... ليوم طاح ديك الحيط و ضهرو تكسر بولادو لي فقد واحد فيهم و خرجات روحو بين يديه... و الثاني طاح مرض ليه... ولادو لي ما شافهم تا شاف لعمى لعينيه... ختبرو ربي بيهم و دا ليه واحد فيهم... جوج عوينات باش كيشوف تخزات وحدة فيهم...


ليلى ملقات ما دير غير انها تقصد حضنو هي كذلك و تتكا على كثفو و تبكي و تواسيه... او يواسيو بعضياتهم كيبقا لي مات ولدهم بجوج... بقاو على ديك الحال شي دقايق تا سيف حس بمحمد ترخى و هو يتحرك تا بعدات ليلى على كثفو... و هو وقف بمحمد داه لبلاصتو غطاه مزيان باسو في راسو و بعد عليه و مكرهش ما يبعدش لايمشي تا هو يفيق غدا في الصباح يتحرم منو....

بعد عليه دار لقا كلشي خرج بقات غير ليلى لي كتشوف فيه بحال شي بنية صغيرة مقهوووورة و عنيها منفووووخين بلبكا و كتشهق... ما لقا راسو الا فاتح ليها يدسه بش تلجأ ليه... و ديك شي لي كان مشات عندو كتجري عنقاتو مزيرة عليه و هو كذلك...


في حين في فاس عند العائلة العلامي لي كانو جالسين حدى غرفة العناية المركزة و مراقبين شريفة لي نااعسة و كلها انابيب موصولين بالآلات الطبية الكثييرة...

اسعد حاط يدو على زاد ديال النافدة و مراقبها بعنيه الذابلتين مراقب الصغيرة ديالو لي و اخيرا غادي يقدر يتهنى عليها.... مع انو على حساب الام ديالو الى ان مؤامن بالقضاء و القدر... و حزنو على مو عمر ما غادي ينقص... بل غير غادي يتعايش مع ديك الجرح و هذا هو حالو و حالت كل من خلدون و عبد الحبار و غسان....


بعد مرور يومين.... لي دازت كلها في تحقيقات و لكن سيف قفل التحقيق لأنو يقدر محمد يتدان بتهمة القـ.. ـتل العمد.... ديك شي علاش ضمص القضية....

و بالضبط الساعة 10 صباحاً....

الجردة ديال القصر مفروشة بزرابي ايتعداد لصلاة الجنازة.... كان سيف واقف كيشوف ف يك المنظر و كيفاش الاشغال على قدم و ساق... و قلبو كيتقطع... و هو كيتسنى في جثة ولدو توصل باش يغسلو بيدو و يديرو ليه كل المراسم و يكرموه يديوه المؤواه الأخير....

بقا مراقب الاجواء الحزينة و سماء لي مغيمة و كأنو حسان بحزنهم و حزنات حتى هي... حتى بدا طيليفونو كيصوني.... جبد تنهيدة من اعماقو و جبد طيليفون بلاما يشوف شكون درو على ودنو ودوا...

سيف: الو سلام عليكم...

المتصل: سي لمنصور لبراكة فراسك من جيهة لوليد لله يبدل محبتو بالصبر...

سيف: "بشبه ابتسامة حزينة" ما مشا معاك باس لله يحفضك...

المتصل: شفنا لفيديو ولله ضرنا قلبنا عليه لله يرحمو مشا شهيد...

سيف: "كمش ملامحو مخنزر و دوا" على انا فيديو كدوي...

المتصل: "باستغراب" الله اودي اسي لمنصور لفيديو داير بم فجميع مواقع التواصل الاجتماعي... باين فيه ولدك فاش شد عليه الرصاص لي كان غادي يجي فيك...

سيف: "عض على شفايفو مغيض و دوا" صافي شكرا...

قطع عليه و دخل لفايسبوك لقاه فكاع المنشورات كيدويو على لفيديو... دخل لأنسطا كذلك كل الصفحات كيتداولو لفيديو تويتر تغريدات عديدة و "ادم لمنصور" متصدر تريند...

زير على ديك تيليفون تا كان غادي يطرطق بين يدو... و هو كيتذكر المشهد لي ما بغاش يتمحى بيه من بالو... هز لفون تاني و دوز نمرة لشركية... لقسم الخدمات....

سيف: "لاسلام لا هادي لا هاديك" غادي تحدد ليا شكون هذا لي سرب ليا لفيديو ديال ولدي و داب...

المخاطب: واخا اسيدي عطيني 30 دقيقة يكون عندك...

سيف قطع معاه و تنهد بضيق... يالله غادي يتحرك و هو تبان ليك باب لقصر البرانية تحلات و دخلات سيارة نقل الأموات...

سيف بدون شعور نزلات دمعة من عينو و بتاسم بحزن و دوا بهمس: مرحبا بيك المرضي في دارك


فهاذ الأثناء مكانس فقط سيف لي مراقب دخول نقل الأموات... كان حتى محمد من لبلكون ديال بيتهم مراقب دخولها... و كيفاش لكارد تعرضو ليها و نزلو الحثة ديالز منها... دايرينها فصاشية سوداء... دخلوها لداخل لقصر....

بعد محمد على لبالكون و دخلو كيجري سد عليه باب لبالكون و بابا لبيت و مشا جلس فوق سرير ديال ادم و ضم نفسو كي في وضعية الحنين و بقا هاكاك الدموع من عينيه شلااشلااا و كيتصنت لداك الألم الرهيب لي في قلبو و كيعاود كلمات لأغنية لمفضلة ديالو هو و آدم بصوت باكي...

محمد: I'm sorry... don't leave me... I want you here with me... I know that your love is gone...

أنا اسف... لا تتركني .... أريد أن تبقا هنا معي... أعلم أن حبك قد ذهب....

can't breathe..... I'm so weak.... I know this isn't easy...
Don't tell me that your love is gone…

لا أستطيع التنفس ..... أنا ضعيف جدا .... أعلم أن هذا ليس سهلا .... لا تقل لي أن حبك ذهب ...

تمتم بهاد المقطع لي حس براسو انو لمسو في لأعماق ديالو... هو ليوم غادي يحضر للجنازة ديال خوه ديال طرف من قلبو... واش هو فعلا قادر على الوداه... قادر انو يودع خوه و يبوس جبهتو لبرادة و يتوادع مع الجثة ديالو....


و فهاد الأثناء كان سيف مع بولدو في لحمام البلدي لي حدا لا صال لي فدار...ملبسين ليه غير شورط ديالو و سيف وقف ليه عند راسو كيكب عليه لماء و ليلى معليا ليه راسو برفق... و كأنو طفل العشر سنوات و مجبدينو فوق الرخامة و كيدوشو ليه.... و نفس الطاعة و من هو صغير... ليلى حطات ليه راسو برفق و مشات ليديه كتغسلهم و تدوي معاه بصوت حنين: تمنيييتك اولدي تزييد معايا تمنيييت... تمنيييتك اولدي ما تخليش خيك و تمشي الحبيب ديالي... تمنيت يا ريتني ما دوشتش ليك و تعتامد على راسك تمنييت اولدي... لبكر دلي هو نت اوليدي.... تهرس ضهري بيك اولدي حرقتي قلبي اولدي و حرقتيني ولكن ما مقلقاشي منك فرشتك و غطيتك بالرضى الى يوم دين... عشتي مرضي و مشيتي مرضي اولدي... عشتي مرضي و مشيتي مرضي الحبيب ديالي.... "و كل كلمة كانت كتنطقها كانت كتعلن عن انهايارها... مع كل كلمة و هي كتحسس ملمس جلدو لبااارد كيتزيد برودتو تشعل العااافيا في قلبها.... و كيف لا هي كتغسل في ولدها... كتزفو عرييييس من عرسان الجنة... ما شاف ما تشوف مشا غير ضحية لعبة خبيييثة.... و كيف لا و هي كتودعو الى يوم الدين كيف لا و هي غادي تفقد عين من عويناتها...."

مبقاتش قادرا صافي طاحت على صدرو لفااازك كتبكي بأعلى صوت و مزيرا عليه... صوتها كان كلو الم: اولدي لحبيب راني ما ساخياشي بيكالغالي ديالي راني كنغسلك و قلبي كيموت عرق بعرق احبيبي... اااااا ربي... شوف من حالي و برد عليا نار فراق كبدتي ياااااربي هئ هئ.... يااا ربي شوف من حالي...

سيف ما حدها هي كتبكي و تعد و هو كينهار لكن كيحاول يستجمع شتاتو حتى يكمل ليه.... وصل عند رجليه كب عليهم لماء و سلا و قصد ليلى...

هبط عندها و بدا كينوضها و يدزي: غزالي صافي لله يخليك براكا... رضي عليه... رضي عليه... راه مرضي متختخ... راه عريس من عرسان الجنة... و ماشي خصارة فسيدي ربي....

بعدات عليه ليلى و دارت عندو منهاااارة و كتبكي و تدوي: عذرني.. عذرني راه قلبي تشوااا تتشوااااا 18 عام و انا محافضا عليه... 18 عام و هو قدام عيني... و خطفاتو مني موت الغفلة في رمشة عين...

ملقا ما يقول ليها غير انو يجرها عندو يعنقها و يزير عليها باش يهدنها... و هو الأخر لي ضميرو كيقتلو عرق بعرق... ضميرو كيعذبو... و تمنى يموت مرة على انو يموت 1000 مرة... و يكون هو سباب موت ولدو.... هاد الفكرة بحد ذاتها كفيلة انها تكحل الدنيا في عنيه...

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.